أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
47505 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منبر الموسوعات العلمية > قسم الأشرطة المفرغة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-07-2015, 01:38 AM
عبدالله التيمي عبدالله التيمي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 15
افتراضي ذم البخل والشح وفضل الكرم للشيخ فالح جبرالظفيري

ذم البخل والشح وفضل الكرم والسخاء
جاء في ذم البخل والشح في آيات عديدة وأحاديث كثيرةٌ, من ذلك :
قوله تعالى : {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}(1)
وقوله سبحانه وتعالى : {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }(2)
وقوله عز وجل : {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ } (3)
وقوله تعالى :{هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }(4) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة. واتقوا الشح؛ فإنه أهلك من كان قبلكم, حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم"(5)
بل إن البخل قد يصل إلى درجة الكبيرة من كبائر الذنوب ، فالكرم ليس مستحباً وإنما هو من الواجبات المحتمات على المسلم في كثير من الأحيان .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – عن البخل والجبن ـ : "والبخل جنس تحته أنواع : كبائر ، وغير كبائر .. وهذان داءان عظيمان ، الجبن والبخل ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " شر ما في رجل: شحٌ هالعٌ, وجبنٌ خالعٌ"(6) ، ولهذا قد يكونان من الكبائر الموجبة للنار ،


كما دل عليه قوله تعالى " ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة "(1) وقال تعالى: " ومن يولهم يومئذٍ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير"(2) )(3) .
وقال ابن القيم رحمه الله : "ولما كان البخيل محبوساً عن الإحسان ممنوعاً من البر والخير, كان جزاؤه من جنس عمله ، فهو ضيق الصدر, ممنوع من الانشراح, ضيق العطن, صغير النفس, قليل الفرح, كثير الهم والغم والحزن ، لا يكاد تقضى له حاجة ولا يعان على مطلوب. فهو كرجل عليه جبة من حديد قد جمعت يداه إلى عنقه بحيث لا يتمكن من إخراجها ولا حركتها ، وكلما أراد إخراجها أو توسيع تلك الجبة لزمت كل حلقة من حلقها موضعها ، وهكذا البخيل كلما أراد أن يتصدق منعه بخله, فبقي قلبه في سجنه كما هو ..
والسخي قريبٌ من الله تعالى ومن خلقه ومن أهله ، وقريب من الجنة ، وبعيد من النار. والبخيل بعيد من خلقه, بعيد من الجنة, قريب من النار ، فجود الرجل يحببه إلى أضداده ، وبخله يبغضه إلى أولاده ...
وقد رُوي في الأثر : إن الله عز وجل أقسم بعزته ألا يجاوره بخيل ... وفي الترمذي من كتاب البر .. عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد عن النار ، والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار ، ولجاهل سخي أحب إلى الله عز وجل من عابد بخيل " )(4) (5).
قال ابن مفلح " قال أعرابي : عجباً للبخيل المتعجل للفقر الذي منه هرب ، والمؤخر للسعة التي إياها طلب ، ولعله يموت بين هربه وطلبه ، فيكون عيشه في الدنيا عيش الفقراء ,وحسابه في الآخرة حساب الأغنياء، مع أنك لم تر بخيلاً إلا وغيره أسعد بماله منه ، لأنه في الدنيا مهتم بجمعه وفي الآخرة آثم بمنعه ، وغيره آمن في الدنيا من همه ، وناج في الآخرة من إثمه. ومن منثور كلام ابن المعتز : بشر مال البخيل بحادث أو وارث (1) .
قال الشاعر :
إذا جادت عليك الدنيا فَجُد بها على الناس طراً إنها تتقلب
فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت ولا البخل يبقيها إذا هي تذهب
وليُعلم أن للكرم علامات وحدودا وللبخل كذلك دلائل وإشارات ، فالبعض يظن أنه من أكرم الكرماء ومن أهل الجود والسخاء لأنه يقوم بالواجبات الشرعية والحقوق العرفية ، ولا يعلم أن القيام بهذه الواجبات يخرجه من حد البخل فقط, ولا تدخله في حدود الكرم والجود، لأنه لو قصر في هذه الواجبات لعد بخيلاً ، فالكرم والجود فيما وراء ذلك .
فالكريم هو الذي يقوم بجميع الواجبات الشرعية والعرفية ، إضافة إلى كثير من المستحبات الشرعية والفضائل العرفية والمروءة ، قال ابن قدامة :" ... فالبخيل الذي يمنع ما لا ينبغي أن يمنع ، إما بحكم الشرع أو لازم المروءة ، ومن قام بواجب الشرع ولازم المروءة ، فقد تبرأ من البخل ولكن لا يتصف بصفة الجود ما لم يبذل زيادة على ذلك)(2).
وقال الشيخ عبد الله البسام : ـ بعد أن ذكر كلام ابن قُدامة السابق ـ : " هنا ثلاثة أصناف : إسرافٌ, وتقصيرٌ, واقتصادٌ .
فالصنفان الأولان مذمومان ,والصنف الثالث محمودٌ .
فالإسراف : هو مجاوزة الحد في النفقات المباحة أو النفقات المحرمة ، فهذا كله إسراف ممقوت .
الثاني : التقصير وهذا هو البخل ، وهو التقصير بالنفقات الواجبة أو النفقات المستحبة التي تقتضيها المروءة .
أما الصنف الثالث : المحمودُ : فهو الاقتصاد والتدبير, وذلك هو القيام بالنفقات الواجبات من حقوق الله وحقوق خلقه ، من النفقات والديون الواجبات ، كما هو القيام بالنفقات المستحبة المرغوبة ما تقتضيه المروءة ، قال تعالى :" والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً " (1)، فهذه من صفات عباد الرحمن والله الموفق .(2)
الإسراف والتبذير ليسا من الكرم في شيء
بعض الناس يظن في نفسه الكرم, ويعتقد أنه كريم جواد ؛لما يشاهد من عدم اهتمامه بالمال وكثرة إسرافه على نفسه وتبذيره ، وعدم حرصه على الاقتصاد والتدبير ، بحيث تذهب أمواله في شراء بدائل لحوائجه التي أفسدها وأهلكها دون مبالاة ، فالحاجة أو السلعة التي تبقى سبع سنوات أو عشرا يستهلكها في سنتين أو ثلاثة ثم يشتري أخرى .
فليعلم مثل هذا أن التبذير والسرف ليسا من الكرم في شيء ، لأن الشيطان يحبب ويزين له ذلك السرف والتبذير على أنه من الكرم والسخاء ، وفي الوقت ذاته يبغض له الإنفاق في الخير( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً )(1) .
ما الفائدة من مال يبذله صاحبه في سفر محرم أو مكروه ، ويبلغ به أن ينفق الآلاف فيه ، ومع ذلك يتردد في إعطاء السائل جزءا يسيراً من ماله .
وما الفائدة من مال يبذره في كماليات زائدة عن حاجته وسلع ثانوية ، في الوقت الذي يبخل على ابن عمه المحتاج, فلا يبذل له شيئاً ولا يهدي له هدية ؟
أين الكرم في هذا الإسراف والتبذير ، وهو لا يتنازل عن جزء من قيمة الإيجار للمؤجر الفقير ذي الحاجة ، بل يستقصي بالحقير والتافه ؟
أين الكرم ولم يسجل اسمه يوماً في جمعية بر ، أو صدقة جارية ، أو حفر بئر للمسلمين ، أو إنفاق على يتيم أو أرملة أو مسكين... ألا فليعلم هذا وأمثاله أن الكرم مما يحبه الله ويرضاه, وأن السرف والتبذير ليسا من ذلك في شيء.

الإسراف من أسباب قلة الإنفاق
إن الإسراف والتبذير من أعظم أسباب قلة الإنفاق في وجوه الخير لدى الناس ، لأن أموالهم تذهب سدى فيما لا فائدة منه ، وبالتالي لا يستطيعون البذل والعطاء في جوانب الخير ، وربما قصروا حتى في النفقات الواجبة عليهم .لهذا قال العلماء : ما من إسراف أو تبذير إلا وبجانبه حق مضيع .
" الإسراف يمسك بأيدي أصحابه عن فعل الخير وبذل المعروف ، لقد أخذ الإسراف بمجامع بطنه وقلبه ، همه جمع المال وإنفاقه في ما لذ من مأكول وملبوس ومركوب ورياش ، إن غالب أهل الإسراف تأبى أيديهم أن تبسط في إسعاد ذوي الحاجات والفقر والنكبات ، لا يسارعون إلى مروءة ، ولا يُسعفون في أخوّة ، لا يهمهم أن يكون لهم في الناس ذكر جميل ، ومن ثم تنقطع صلة التعاطف والتواد بين كثير من أفراد الأمة )(1).
وقبل هذا كله قوله تعالى :" وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين "(2) .
وقوله تعالى :" والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً "(3) .
وقال عز من قائل :" وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيراً . إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا"(4).
قال شيخ الإسلام :
" إن بذل المال لا يجوز إلا لمنفعة في الدين أو الدنيا ، وهذا أصل متفق عليه بين العلماء ، ومن خرج عن ذلك كان سفيهاً وحجر عليه عند جمهور العلماء الذين يحجرون على السفيه وكان مبذراً لماله ، وقد نهى الله في كتابه عن تبذير المال:" ولا تبذر تبذيراً " وهو إنفاقه في غير مصلحة ، وكان مضيعاً لماله ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال في الحديث المتفق عليه عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم :" أنه كان ينهى عن :قيل وقال ، وكثرة السؤال وإضاعة المال "(5)

وقد قال الله تعالى في كتابه :" ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً "(1)
وقد قال كثير من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم : هذا مثل توكيل السفيه ، وهو أن يدفع الرجل ماله إلى ولده السفيه أو امرأته السفيهة فينفقان عليه, ويكون تحت أمرهما . وقال آخرون : ذلك أن يسلم إلى السفيه مال نفسه ، فإن الله نهى عن تسليم مال نفسه إليه إلا إذا أونس منه الرشد . والآية تدل على النوعين كليهما : فقد نهى الله أن تجعل السفيه متصرفاً لنفسه أو لغيره بالوكالة ، أو الولاية . وصرف المال فيما لا ينفع في الدين ولا الدنيا من أعظم السفه ، فيكون ذلك منهياً عنه في الشرع "(2).
وقال أيضاً : " فالذين يقتصدون في المآكل نعيمهم بها أكثر من نعيم المسرفين فيها ، فإن أولئك إذا أدمنوها وألفوها لا يبقى لهذا عندهم كبير لذة ، مع أنهم قد لا يصبرون عنها وتكثر أمراضهم بسببها "(3)
وقال ابن حجر عند شرحه قول الرسول صلى الله عليه وسلم " وإضاعة المال "(4) :" إن الأكثر حملوه على الإسراف في الإنفاق ، وقيده بعضهم بالإنفاق في الحرام, والأقوى أنه ما أنفق في غير وجوهه ـ المأذون فيها شرعاً ، سواء كانت دينية أو دنيوية ـ فمُنع منه ، لأن الله تعالى جعل المال قياماً لمصالح العباد ، وفي تبذيره تفويت تلك المصالح ، إما في حق مضيعها وإما في حق غيره ، ويستثنى من ذلك كثرة إنفاقه في وجوه البر لتحصيل ثواب الآخرة, ما لم يفوت حقاً أخروياً أهم منه "(5).



من كتاب فضل البذل والعطاء للشيخ فالح جبرالظفيري
انظر ص21-ص25
وص32 ص 35
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:28 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.