أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
35218 169036

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر القرآن والسنة - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-05-2009, 02:12 PM
عائشة عائشة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 354
افتراضي { ولا تنابزوا بالألقاب }

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم


قال الله -تعالى-:
﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾ [الحُجُرات:11].

قال الحافظ ابن كثير ( ت 774 ) -رحمه الله- في تفسير هذه الآية:
(وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾؛ أي: لا تداعوا بالألقاب؛ وهي الَّتي يسوء الشَّخص سماعها) انتهى.

وجاء في " فتح القدير " للشَّوكانيّ ( ت 1250 ):
(قال الواحديُّ: قال المفسِّرون: هو أن يقول لأخيه المسلم: يا فاسق! يا منافق! أو يقول لمن أسلم: يا يهودي! يا نصراني! قال عطاء: هو كلُّ شيء أخرجتَ به أخاك من الإسلام؛ كقولك: يا كلب! يا حمار! يا خنزير! قال الحسن ومجاهد: كان الرجل يُعيَّر بكفره، فيُقال له: يا يهودي! يا نصراني! فنَزَلَتْ، وبه قال قتادة وأبو العالية وعكرمة) انتهى.

وقال القرطبيُّ ( ت 671 ) -رحمه الله- في " تفسيره ":
(وقعَ من ذلك مُستثنًى مَنْ غَلَب عليه الاستعمال؛ كالأعرج والأحدب، ولم يكن له فيه كَسْب يَجِدُ في نفسه منه عَلَيه؛ فجوَّزته الأُمَّة، واتَّفق على قوله أهلُ المِلَّة).
ثم قال:
(والَّذي يضبط هذا كله: أنَّ كُلَّ ما يكره الإنسان إذا نودي به؛ فلا يجوز لأجل الأذيَّة. والله أعلم.
قلتُ: وعلى هذا المعنى ترجم البخاريُّ -رحمه الله- في " كتاب الأدب " من " الجامع الصحيح "، في " باب ما يجوز من ذكر النَّاس؛ نحو قولهم: الطويل، والقصير، لا يُرادُ به شَيْن الرَّجُل "، قال: وقال النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((ما يقول ذو اليدين؟)).
قال أبو عبد الله بن خُوَيْز منداد: تضمَّنَتِ الآيةُ المنعَ مِنْ تلقيب الإنسان بما يكره, ويجوز تلقيبه بما يُحِبُّ؛ ألا ترى أنَّ النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- لقَّبَ عُمَر بالفاروق, وأبا بكر بالصِّدِّيق, وعثمان بذي النُّورَيْن, وخزيمة بذي الشَّهادتين, وأبا هريرة بذي الشّمالين، وبذي اليدين, في أشباه ذلك...
ولقد لُقِّب أبو بكر بالعتيق والصِّدِّيق, وعُمَرُ بالفاروق, وحمزة بأسد الله, وخالد بسيف الله. وقلَّ مِنَ المشاهير في الجاهليَّة والإسلام مَنْ ليس له لقب. ولَمْ تَزَلْ هذه الألقاب الحسنة في الأُمَمِ كلِّها -مِنَ العَرَب والعَجَم- تجري في مُخاطباتهم ومُكاتباتهم من غير نكير. قال الماورديُّ: فأمَّا مُستحبُّ الألقاب ومستحسنها فلا يُكْرَهُ. وقد وَصَفَ رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عددًا مِنْ أصحابه بأوصاف صارَتْ لَهُمْ مِنْ أجَلِّ الألقاب.
قلتُ: فأمَّا ما يكون ظاهرها الكراهة إذا أُريدَ بها الصِّفة لا العيب؛ فذلك كثير. وقد سُئِلَ عبد الله بن المبارك عن الرَّجل يقول: حُمَيد الطَّويل, وسليمان الأعمش, وحُمَيد الأعرج, ومروان الأصغر؛ فقال: إذا أردتَّ صفتَه ولم تُرِدْ عَيْبَه؛ فلا بأس به. وفي " صحيح مسلم " عن عبد الله بن سرجس قال: رأيت الأصلع -يعني عمر- يُقبِّل الحجرَ، في رواية: الأُصَيْلِع) انتهى.

وقال العلامة السَّعديُّ -رحمه الله- في تفسير الآية:
(أي: لا يعيِّر أحدكم أخاه، ويلقِّبه بلقب ذَمٍّ يكره أنْ يُطلَقَ عليه، وهذا هو التَّنابز، وأمَّا الألقاب غير المذمومة؛ فلا تدخل في هذا) انتهى.
وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد، وآله، وسلَّم.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:53 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.