أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
25888 83687

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر القرآن والسنة - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-15-2009, 06:44 PM
المرابطة المرابطة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 129
Thumbs up شرح حديث احرص على ماينفعك! تصحيح مفهوم الحرص! (1)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العزيز الحكيم الذي قال { بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره } والصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
الحرص ... ! وما أدراك ما الحرص صفة عظيمة عجيبة !!.. مذمومة..!!
وفي نفس الوقت ممدوحة !, ترقى بصاحبه إلى أعلى الجنان وفي نفس الوقت تجعله في أسفل سافلين! , الحرص من أعظم أسباب ضعف الإيمان وكذلك إنه من أعظم أسباب قوة الإيمان !!
الحرص ...! إذا استطاع الإنسان أن يعي ويعلم كيف يكون الحرص مذموما وكيف يكون ممدوحا فيجتنب الحرص المذموم ويتعلم الحرص الممدوح ويعمل به كان من الناجين بل قد حاز السعادة وعالج أمورا كثيرة في حياته قد تودي به إلى الهلاك وسيكتشف إن كان من الصالحين المستقيمين إنه يفهم الحرص مفهوما خاطئا !
والآن سنبين مسألة الحرص من حديثين عظيمين حديث في ذم الحرص وحديث في الأمر بالحرص!!
قال عبد الواحد بن زيد : الحرص حرصان : حرص فاجع وحرص نافع فأما النافع : فحرص المرء على طاعة الله , وأما الفاجع : فحرص المرء على الدنيا مشغول بها معذب لا يسر ولا يلتذ بجمعه لشغله , ولا يفرغ من محبته الدنيا لآخرته وغفلته عما يدوم ويبقى .

الحرص المذموم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه )) [ صحيح الجامع ] [ سأنقل كلام ابن رجب في شرح هذا الحديث مختصرا وبتصرف يسيرمن كتاب مجموع رسائل ابن رجب]
قال ابن رجب رحمه الله : فهذا مثلُ عظيم جدا ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لفساد دين المسلم بالحرص على المال والشرف في الدنيا , وأن فساد الدين بذلك ليس بدون فساد الغنم بذئبين جائعين يأتيا في غنم وقد غاب عنها رعاؤها ليلا فهما يأكلان في الغنم ويفترسان فيها ! ومعلوم أنه لا ينجو من الغنم من إفساد الذئبين إلا قليل , ـ فكذلك حرص المرء على المال والجاه والشرف بين الناس يفتك به ويهلكه من حيث لا يدري فلا يدري إلا وهو صريع فاقد للمروءة والدين فالحرص على المال والشرف مرض خطير بل يحلق الدين ولا يسلم له دينه إلا الشيء القليل فترى هذا الحريص على المال والشرف انسلخ من صفات المروءة أو من سيمات أهل الإيمان وقد يتجرد شيئا فشيئا من الأخلاق الكريمة حتى لا يحمل من معالم الدين إلا القليل بل لا يعرف من الإسلام إلا اسمه , فإن الحرص أشد ما فيه أنه يجعل صاحبة أعمى أصم عن الحق فلا يحمل هما إلا أن ينال ما يخطط له ويسعى إليه جهده وحياته بل قد يصل الحال إلى أن يقاتل من ينافسه أو يمنع عنه ما حرص في جمعه أو الحصول عليه فالحريص يحمل كل صفة ذميمة , فترى الحريص على متاع الدنيا وطلب السمعة والجاه مريض القلب مليء بالشهوات والشبهات مظلم عن الخير والحق , يضيع وقته في طلب الدنيا أناني الطبع يحب نفسه , شحيح لا يملأ عينيه إلا التراب ولا يقنع بكثير ولا بقليل بل هو عبد غافل عن آخرته !
فهذا هو الحرص المذموم يقضي على كل صفة جميلة وعلى كل خلق كريم حتى يهلك الإنسان ويخسر أعظم ما يملكه وهو دينه فلم ينفعه ما جمع وما سعى إليه طيلة حياته وما أعظمها من حسرة إذا عاين الموت وجاءت سكرت الموت أو عندما يكون وحيدا فريدا في قبره لا أحد معه ! ما أعظمها من حسرة
قال ابن رجب : فأما الحرص على المال فهو على نوعين :
أحدهما : شدة محبة المال مع شدة طلبه من وجوهه المباحة والمبالغة في طلبه والجد في تحصيله واكتسابه من وجوهه مع الجهد والمشقة , ولو لم يكن في الحرص على المال إلا تضييع العمر الشريف في المال الذي لا قيمة له وقد كان يمكن صاحبه اكتساب الدرجات العلى والنعيم المقيم فضيعه الحريص في طلب رزق مضمون مقسوم لا يأتي منه إلا ما قدر وقسم ثم لا ينتفع به بل يتركه لغيره ويرتحل عنه
ويبقى حسابه عليه ونفعه لغيره , فالحريص يضيع زمانه الشريف ويخاطر في الأسفار وركوب الأخطار لجمع مال ينفع به غيره وكما قيل :
ولا تحسبن الفقر من فقد الغنى ** ولكن فقد الدين من أعظم الفقر
وفي بعض الآثار : الرزق مقسوم والحريص محروم , ابن آدم إذا أفنيت عمرك في طلب الدنيا فمتى تطلب الآخرة ؟!
قال بعض السلف : إذا كان القدر حقا فالحرص باطل , وإذا كان الغدر في الناس طبعا فالثقة بكل أحد عجز, وإذا كان الموت لكل أحد راصدا فالطمأنينة إلى الدنيا حمق !!
كتب بعض الحكماء إلى أخ له كان حريصا على الدنيا, أما بعد .. فإنك أصبحت حريصا على الدنيا تخدمها وهي تزجرك عن نفسها بالأعراض والأمراض والآفات والعلل كأنك لم تر حريصا محروما ولا زاهدا مرزوقا ولا ميتا عن كثير ولا متبلغا من الدنيا باليسير ؟!
وقال بعض الحكماء : أطول الناس هما الحسود وأهنئهم عيشا القنوع وأصبرهم على أذى الحريص وأخفضهم عيشا أرفضهم للدنيا وأعظمهم ندامة العالم المفرط .
ومن كلام المأمون : الحرص مفسدة للدين والمروءة
الحرص على الشرف والجاه
" أما حرص المرء على الشرف فهذا أشد هلاكا من الحرص على المال فإن طلب شرف الدنيا والرفعة فيها والرياسة على الناس والعلو في الأرض أضر على العبد من طلب المال , وضرره أعظم والزهد فيه أصعب فإن المال يبذل في طلب الرياسة والشرف .
والحرص على الشرف على قسمين :
أحدهما : طلب الشرف بالولاية والسلطان والمال وهذا خطر جدا وهو الغالب يمنع خير الآخرة وشرفها وكرامتها وعزها , وقل من يحرص على رياسة الدنيا بطلب والولاية فوفق بل يوكل إلى نفسه كما قال النبي 3
صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمره : يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها [ البخاري ]
قال بعض السلف : ما حرص أحد على ولاية فعدل فيها, وقال النبي صلى الله عليه وسلم :( إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعم المرضعة وبئست الفاطمة .)
والقسم الثاني : طلب الشرف العلو على الناس بالأمور الدينية كالعلم والعمل والزهد فهذا أفحش من الأول وأشد فسادا فإن العلم والعمل والزهد إنما يطلب بها ما عند الله تعالى من الدرجات العلى والنعيم المقيم قال الثوري: إنما فضل العلم لأنه يُتقى به الله وإلا كان كسائر الأشياء
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرض الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة )
ولهذا كان أشد الناس عذابا في الآخرة عالم لم ينفعه الله بعلمه وهو أشد الناس حسرة يوم القيامة حيث كان معه آلة يتوصل بها إلى أعلى الدرجات وأرفع المقامات فلم يستعملها إلا في التوصل إلى أخس الأمور وأدناها وأحقرها.
عن علي يرضي الله عنه قال يا حملة العلم اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم فوافق عمله علمه وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقا حلقا فيباهي بعضهم بعضا حتى إن الرجل ليغضب على جليسه إذا جلس إلى غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى!
وفي بعض الآثار أن عيسى عليه السلام قال: كيف يكون من أهل العلم من يطلب العلم ليُتحدث به ولا يطلبه ليعمل به !!
ـ فالرجل الذي يطلب العلم ويحفظ ويخالط الناس ويتصدر المجالس ويحرص على أن ينال حظوة من الناس وتوقير وتعظيم أو أن يتعالى عليهم ويتكبر فهذا يهدم دينه بيديه وهو لا يشعر بل وتنقلب سوء نيته عليه وبالا وحسرة فلا تجد إلا وقلوب الخلق تنفر منه أو يكله الله لنفسه وهذا هو الخذلان فمن تدثر بالعوام خرج من الدنيا عريان وسعيه كله هباءا منثورا !!ـ
قال ابن رجب : وأصل محبة المال والشرف : من حب الدنيا وأصل حب الدنيا اتباع الهوى .
لذلك كان علاج من دب في قلبه الحرص على الشرف والدنيا وجمع المال أن يتذكر دائما الآخرة يخصص له وقتا يحاسب فيه نفسه يجلس مع الكتب التي تتحدث عن الدار الآخرة والحساب حتى يزهد في هذه الفانية , فإن المؤمن هو الذي تكون الدنيا عنده بلغة تبلغه إلى الآخرة ويكون هذا الميزان عنده أن كل ما يأتيه يوصله إلى الآخرة فالزوجة التي تزوجها ليتوصل بها إلى الآخرة والوظيفة التي نالها من أجل أن توصله إلى الآخرة والرفقة التي رافقها من أجل أن توصله إلى الآخرة فكل ما يقربه إلى الله يحرص عليه وكل ما يصده عن الآخرة وعن الله يتركه ويزهد فيه , فهذا هو عالي الهمة والحريص على ما ينفعه في الآخرة قال تعالى { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون }
قال الحسن إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة .
وقال وهيب بن الورد : إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل , ففي درجات الآخرة الباقية يشرع التنافس وطلب العلو في منازلها والحرص على ذلك بالسعي في أسبابه وأن لا يقنع الإنسان منها بالدون مع قدرته على العلو!!
قال ابن القيم رحمه الله : أعظم النقص وأشد الحسرة , نقص القادر على التمام وحسرته على تفويته ولم أر في عيوب الناس عيبا* كنقص القادرين على التمام
فإن من علم أن كماله ونعيمه في شيء طلبه بجهده وعزم عليه بقلبه كله !.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-17-2009, 05:05 PM
أم عبدالله الأثرية أم عبدالله الأثرية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: العراق
المشاركات: 729
افتراضي

جزاك الله خيراً...
وما أجمل قول الشافعي رحمه الله في الحرص على العلم والتلذذ به وطلبه إذ قيل له : كيف شهوتك للعلم ؟ قال : أسمع بالحرف مما لم أسمعه فتود أعضائي أن لها أسماعا تتنعم به كما تنعمت به الأذنان . فقيل له كيف حرصك عليه ؟ قال : حرص الجموع المنوع في بلوغ لذته بالمال . فقيل له فكيف طلبك له ؟ قال : طلب المرأة المضلة ولدها ليس لها غيره !!

نسأل الله حرصاً على علم نافع وعمل متقبل
__________________
وعظ الشافعي تلميذه المزني فقال له: اتق الله ومثل الآخرة في قلبك واجعل الموت نصب عينك ولا تنس موقفك بين يدي الله، وكن من الله على وجل، واجتنب محارمه وأد فرائضه وكن مع الحق حيث كان، ولا تستصغرن نعم الله عليك وإن قلت وقابلها بالشكر وليكن صمتك تفكراً، وكلامك ذكراً، ونظرك عبره، واستعذ بالله من النار بالتقوى .(مناقب الشافعي 2/294)
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:22 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.