أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
9572 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-22-2010, 02:59 PM
هشام بن حسن هشام بن حسن غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 255
Lightbulb جديد : رد إدارة موقع شيخنا فركوس على : سعيد بن دعّاس المتطاول

بسم الله الرحمن الرحيم ، إليكم إخواني في الله معاشر أهل السنة في كل مكان هذا الرد الجميل على الدعيّ المعتدي الغمر : سعيد دعاس صاحب الفتن والمحاكمات ، وقبل أن أترككم مع هذا الرد الذي سيدك حصونهم مرة أخرة بعد سلسلة المقالات التي فضحتهم مؤخرا ، أنقل إليكم بعضا من
الحمق والسفه الذي تفوّه به هذا المعتدي الباغي أثناء محاكمة الأخ الفرنسي ( وهي موجودة في آخر الشريط المسجّل ) :
" إذا خرج الإنسان من دار الحديث بدماج في الفتنة اعلم أنه معرّض للفتن في دينه ، دماج ما هي كعبة مقدسة ، لكن دماج مشتملة على منهج ، على دين الله ، إسلام ، دين ، من خرج مفتون منها يخرج وقلبه بيد الله ، والله يدافع عن هذه الدار ، فيضيق عليه صدره ، وربما يرتد عن دين الإسلام كما ارتدّ بعض الجزائريين ! " .
فيا سبحان الله ، يكفّرون من أبى أن يدخل في فتنتهم العمياء أو من فرّ وهرب منهم كما يفر الإنسان من الأسد الذي يريد الهجوم عليه ليفترسه !

ثم أسأل هذا الدعيّ دعاس : هل تراني أنا وإخواني ـ ممن يبينون دجلكم وإرهابكم ـ كفارا مرتدين ؟َ! ، إنه ـ والله ـ الغلو في التبديع الذي أدّاهم إلى الغلو في التكفير كما هو حال إخوانهم أتباع فالح الحربي وفوزي الأثري ، ولهذا حال هؤلاء الغلاة أنهم : يقتلون أهل الإسلام ( يبدّعون العلماء والدعاة إلى الله من أهل السنة) ويذرون أهل الأوثان ( ينجو منهم كثير من المبتدعة والخرافيين ) ، وإلى الله المشتكى .



والآن مع هذا الرد الذي نزل اليوم على موقع الشيخ ـ حفظه الله تعالى ـ :




رد إدارة الموقع على «سعيد بن دعّاس اليافعي المتطاول،

المحروم من التّمييز بين الحق والباطل،
الناقض للقواعد الشرعية بالمقاول والمعاول»





الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أما بعد:


فقد سبق وأن تعهّدت الإدارة بعدم الردّ على الإغارات الحاقدة والاشتغال بما هو أنفع، ولكنَّ تماديَ داء التعالم الذي حمل المنتقِدَ المتطاوِلَ المدعوَّ ﺑ: «أبي حاتم سعيد بن دعاس المشوشيّ اليافعيّ اليمنيّ» في رسالته التي وسمها ظلمًا وعدوانًا ﺑ: «تَمَادِي فَركُوس فِي مُخَالَفَةِ الحَقِّ وَبرهَانِهِ المَنقُولِ وَالمَحْسُوس» على الخروج عن أصول الحوار، والانحراف عن سلوك سبيل الأدب، إلى ركوب أسلوب العوامّ من السّبّ والشّتم، جعل الإدارة تُولِي على نفسها توضيحَ الالتباس لذوي الأفهام من القرّاء المنصفين ورفع الأوهام التي قد يقع فيها من لا يعرف حقيقة أمرهم.


وإن كان الأولى السكوتُ على مَن عادتُه في المقال: التفحّشُ والتفظيعُ، وفي مناظرته التّسفّهُ والتّجهيلُ، وفي أسلوبه التّعنّتُ والوقيعةُ في الأخيار. قال الباجيّ -رحمه الله-: «ولا يناظر مَن عادتُه التّسفّهُ في الكلام ولا مَن عادتُه التفظيعُ، فإنّه لا يستفيد بكلامه فائدة»(١- «المنهاج بترتيب الحجاج» للباجي: (10).). وقال الجوينيّ -رحمه الله-: «وعليك ألاّ تفاتِحَ بالمناظرة مَن تعلمه متعنِّتًا، لأنّ كلام المتعنّت ومن لا يقصد مرضاةَ الله في تعرُّف الحقّ والحقيقة بما تقوّله يورِث المباهاة والضجر وحزن القلب وتعدّيَ حدود الله في الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وإن لم تعلمه كذلك حتى فاتَحْتَه بالكلام ثمّ علمته عليه وجب عليك الإمساك عن مناظرته، فإن رأيت نصرة دين الله سبحانه في الإمساك عنه زدت في الحد وبالغت في التحرز عنه»(٢- «الكافية في الجدل» للجويني: (532).)،


هكذا، ولا يزال النّموذج الدمّاجي بأخلاقيّاته المزرية يحرّك آليّاتِ الجهل المركّب، ومن الصّعب بمكانٍ أن تنيرَ بالإفهام مَنْ ظنّ لجهله أنّ فهمه يعلو كلّ فهم، وأنّه ينفرد بالحقّ دون سائر البشر، وهذا -بلا شك- من أعظم آفات العلوم، قال ابن حزمٍ -رحمه الله-: «لا آفةَ على العلوم وأهلها أضرُّ من الدخلاء فيها وهم مِن غيرِ أهلها، فإنّهم يجهلون ويظنّون أنهم يعلمون، ويُفْسِدون ويقدّرون أنّهم يُصْلِحُون»(٣- «مداواة النفوس» لابن حزم: (23).).


ومِن مظاهر قلّة فهمه وضعف رشده من مجموع مسوَّداته: أنّ هذا المتطاول المغرور لا يفرّق بين حالةِ «ما ينبغي أن يكون عليه» وحالةِ «ما هو كائنٌ فيه»، ومنظارُه في ذلك قاصرٌ للأسف الشّديد أسّسه على الحالة الأولى مع غفلةٍ تامّةٍ عن الحالة الثانية، الأمرُ الذي ولّد في نفسيّة المسكين ونفسيّة مزكّيه حساسيّةً مفرطة لحالات الحاجة والاضطرار، بلغت إلى نفي وإنكار القواعد الشرعيّة القائلة بأنّ «الممنوع شرعًا يُباح عند الحاجة الشّديدة وهي الضّرورة» وقاعدة: «الضّرورات تُبيح المحظورات وتُقدَّرُ بقدرها» وقاعدة «الحاجة تُنَزَّل منزلة الضّرورة عامّةً كانت أو خاصّةً»، وهذا ليس بغريب على النّموذج الدمّاجي في ردّ هذه القواعد، فقد ربّاه شيخه على هذا المسلك التّربويّ المَقيت، حيث صرّح شيخُه من قبلُ بكلّ معاني الاحتقار والتّهوين أنّه يبول -أكرمكم الله- على القواعد الأصوليّة للإمام الشافعيّ رضي الله عنه(٤- في شريط: «تبيين الكذب والمين».).


ولا يخفى على كلّ ذي لبٍّ أنّ ردّ هذه القواعد المستنبطة من دلالات النّصوص التّشريعيّة العامّة المعلّلة هو ردٌّ لتلك النّصوص المحكمة مثل قوله تعالى: ﴿وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ﴾ [الأنعام: 119]، وقوله تعالى: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ [البقرة: 173]، وقوله تعالى: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المائدة: 3]، فهذه القواعد وليدةُ الأدلّة الشّرعيّة والحجج الفقهيّة لا يجوز ردّها باعتبار مبدئها اعتقادًا ولا باعتبار من تلبّس بها عملاً.


ومِن هنا ندرك مورد ضلال فهم هذا النّموذج الدمّاجيّ المتعالم النّاشئ من عدم التّفريق بين الأصل المحرِّم وبين الاستثناء المبيح للحاجة العارضة كما أوضح ذلك شيخنا أبو عبد المعزّ محمّد عليّ فركوس –حفظه الله- في كلمته الموسومة ﺑ«في نفي التّعارض بين الأصل المحرِّم سدًّا للذريعة والاستثناء المبيح للمصلحة الراجحة».


فالمتطاول المغرور جعل من الأصل المحرّم مانعًا من أن يجيب بحكم الضرورة في الاختلاط الواقع في الطّواف والسّعي وغيرها من المشاعر، وكذا المستشفيات ووسائل النّقل ونحوها، كما أنّه لم يُخْبِرْنا كيف يسافر خلائق دمّاج إلى أوطانهم وأداء نسكهم، كما لم يُفْصِحْ لنا بأيّ وسيلةٍ سافر دعاتهم إلى إنجلترا وغيرها من البلدان، وكذلك الموالون من دعاة الغلوّ والتفظيع، فقد سافروا في الاختلاط واستقبلتهم مضيفات الطّائرة بالتّحدّث والإكرام مع أنّه لا ضرورة لسفرهم... فكفانا -إذنْ- من مظاهر التّعالم والتّورّع واستعراض عضلات التّقوى!! فربّك هو أعلم بمن اتّقى.


قال الشّاعر:



وَإِنَّ عَنَاءً أَنْ تُفَهِّمَ جَاهِلاً فَيَحْسَبَ –جَهْلاً- أَنَّهُ مِنْكَ أَفْهَمُ

مَتَى يَبْلُغُ البُنْيَانُ يَوْمًا تَمَامَهُ إِذَا كُنْتَ تَبْنِيهِ وَغَيْرُكَ يَهْدِمُ
مَتَى يَنْتَهِي عَنْ سَيِّئٍ مَنْ أَتَى بِهِ إِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْهُ عَلَيْهِ تَنَدُّمُ(٥- «جامع بيان العلم» لابن عبد البر: (1/109).)





ومِنْ سقيم فهمه عدمُ تفريقه بين تقليد العلماء والاستشهاد بأقوالهم، وشتّانَ بين تقليد عالمٍ من غير معرفةٍ لدليله وبين إيراد الفتوى معزَّزةً بالأدلّة والقواعد، ثم الاستشهادِ على صحّة ما ذهب إليه بأقوال أهل العلم السّابقين أو المعاصرين، ولكنّ تعنُّتَه أعماه عن الحقّ فأصبح يرى المُحَال صوابًا كما قال الشّاعر:



وَإِذَا بُلِيتُ بِجَاهِلٍ مُتَحَامِلٍ يَجِدُ الْمُحَالَ مِنَ الأُمُورِ صَوَابًا(٦- «بهجة المجالس» لابن عبد البر: (2/431).).




وأمّا شرحُه -هداه الله- لحديث «إِذَا عُمِلَتِ الخَطِيئَةُ فِي الأَرْضِ ...»(٧- أخرجه أبو داود في «الملاحم»، باب الأمر والنهي (4345)، والطبراني في «المعجم الكبير» (345)، من حديث العرس بن عميرة الكندي رضي الله عنه، والحديث حسَّنه الألباني في «صحيح الجامع» (702).) فعلى هواه، وشرّاح الحديث لا يُقِرّونه على هذا الفهم -كما سيأتي-، وأمّا مسألة جنس فعل المأمور به فقد خبط فيها خبط عشواءَ، ورحم الله الهاديَ بنَ إبراهيمَ الوزيرَ القائلَ: «إنّ من حقّ النّاقض لكلام غيره أن يفهمَه –أوّلاً-، ويعرفَ ما قصد به –ثانيًا-، ويتحقّقَ معنى مقالته ويتبيّنَ فحوى عبارته، فأمّا لو جمع لخصمه بين عدم الفهم لقصده والمؤاخذة له بظاهر قوله كان كمن رمى فأشوى وخبط خبط عشْوَا، ثمّ إنْ نسب إليه قولاً لم يعرفْه وحمّله ذنبًا لم يقترفْه؛ كان ذلك زيادة في الإقصا وخلافًا لما به الله تعالى وصّى، قال تعالى: ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا﴾ [الأنعام: 152]، وقال تعالى: ﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ﴾ [الأعراف: 29]»(٨- انظر: «العواصم والقواصم» (1/71).).


هذا وإلى القرّاء المنصفين نجلّي الإبهاماتِ الواقعةَ في ذهن المتطاول سعيد بن دعّاس المغرور على الوجه التّالي:


أولاً: إنّ الشّيخ -حفظه الله- لم يقلْ بجواز الاختلاط الذي هو ذريعةٌ للوقوع في الفاحشة والحرام، بل نصّ -كما في الرّسالة بعد أن ذكر أقسام الاختلاط-، على أن النّوع المذكور: «الأصلُ فيه المنعُ وعدمُ الجواز»، وعلى هذا يَرِدُ الخطأ في نسبة القول للشّيخ بإباحة الاختلاط في هذا القسم كما أوهمه سعيد بن دعّاس المغرور من أنّ الشيخ -حفظه الله- حمل كلام المردود عليهم في الرسالة على إباحة الاختلاط مطلقًا حتى ما كان لغرض الفاحشة، فإنّ هذا الأخيرَ غيرُ مقصودٍ باتفاقٍ، وعليه يقال: ينبغي أن يُفَرَّقَ بين الأصل المحرِّم وبين الاستثناء المبيح للحاجة العارضة، فإنّ الاختلاطَ الأصلُ فيه الحرمةُ وعدمُ الجواز ما لم تَرِدِ الضرورةُ أو الحاجة التي تُنَزَّلُ منزلتَها، فإنّه يُعْدَلُ بها عن هذا الأصل إلى ما تقتضيه الضّرورةُ أو الحاجةُ كسائر أحكام الشّرع، فمِن القواعد المقرَّرة في الدين أنّ «المشقّة تجلب التّيسير»، و«الحرج مدفوع» بنصّ قوله تعالى ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]، وقد قال الجوينيّ -رحمه الله-: «الحاجة في حقّ الناس كافّةً تُنَزَّلُ منزلةَ الضّرورة في حقّ الواحد المضطرّ»(٩- «غياث الأمم» للجويني: (345).)، وقال شيخ الإسلام -رحمه الله-: «يجوز للحاجة ما لا يجوز بدونها كما جاز بيع العرايا بالتّمر»(١٠- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (29/480).)، وقال-رحمه الله- «الشّريعة جميعها مبنيّةٌ على أن المفسدة المقتضية للتّحريم إذا عارضتْها حاجةٌ راجحةٌ أُبيح المحرَّمُ»(١١- المصدر السابق (29/49).)، وقد تقرّر أيضًا في القواعد أنّ: «ما حُرِّم لذاته أُبيح للضّرورة، وما حُرِّم لغيره أُبيح للمصلحة الرّاجحة»، فظهر بهذا -وعلى وفق ما قُرِّر سابقًا في بيان هذا الأصل الذي تُبْنَى عليه الشّريعةُ كما نُقِلَ عن ابن تيميّةَ- أنّه لا يمكن أن يَفهم أولو العقل الذين رُزِقُوا فهمًا في دين الله أنّ مَنْ أجاز شيئًا للحاجة والضّرورة قد حاول ليَّ أعناق الأدلّة وصار مِن دعاة الفتنة وخالف النصوصَ بالهوى، بل يقوله مَنْ سُلِبَ رجاحةَ العقل وضُرِبَ عليه لِبَاسُ الحمق.


ثانيًا: قد جعل هذا المتطاوِل المغرور نَقْلَ الشّيخ -حفظه الله- لفتاوى بعض أهل العلم الموافِقَةِ لما قرَّره في الرّسالة من جواز العمل والدّراسة في أماكن الاختلاط حالَ الضّرورة والحاجة من باب التّقليد المذموم الذي هو أثرٌ للتعصب واتّباع الهوى، مع أنّ الشّيخَ -حفظه الله- لم ينقلْ ذلك تقليدًا -كما صرّح في بداية رسالته ونقله عنه سعيد بن دعّاس المغرور- ؛ وإنّما نقله تعزيزًا لما قرّره، فيكون حينئذٍ غيرَ مستقلٍّ بقولٍ خالف فيه أهلَ الحقّ والعلم من دعاة السّنّة ورجالها.


ولا زال أهل العلم قديمًا وحديثًا ينقل بعضهم عن بعضٍ ما يؤيِّدون به ما قرّروه، استشهادًا واستئناسًا، إذ إنّ الباحث إذا خلص إلى نتيجةٍ وعلم أنّه قد سُبِق إليها اطمأنّتْ نفسُه إلى صحّة ما ادّعاه، ولذلك جاء تحذير العلماء من قولٍ ليس للقائل به فيه إمام، ولم يقلْ أحدٌ منهم إنّ ناقلَ أقوال العلماء فيما يؤيِّد ما ذهب إليه أنّه ضربٌ من ضروب التّقليد، إلاّ ما كانَ من مسوِّدِ التمادي بالباطل، وهو بذلك قائلٌ بما ليس له فيه إمام. وكما قيل: «لا تحدّثِ العلمَ غيرَ أهله فتجهلَ، ولا تمنعِ العلمَ أهلهَ فتأثمَ»(١٢- «جامع بيان العلم»: (1/110).).


وأمرُ هؤلاء عَجَبٌ في عَجَبٍ فإنْ ذكر لهم الشيخ -حفظه الله- أو غيرُه من الأدلّة والبراهينِ ما يعجزون عن ردّه واجهوه بقولهم: «ليس له سلفٌ من أهل السّنّة، وإنّما فتواه امتدادٌ من المنحرفين والحزبيّين والإخوان المسلمين»، وإن ردّ تهمتَهم بسردِ قائمةٍ من علماءَ أجلاَّءَ قالوا بقوله وذهبوا مذهبه صاحوا به كاذبين: «إنّه مقلّد!!»، فيا لله من تخبُّطِ القومِ، وتعصُّبِهم وتطاوُلِهم. وهذا بلا شك من علامات الحمق التي يجب على العاقل تفقُّدُها ممّن خَفِيَ عليه أمرُه(١٣- انظر علامات الحمق في: «روضة العقلاء» لابن حبان: (124).).


وعهدُنا بشيخنا -حفظه الله- منذ أمدٍ بعيدٍ في دروسه وحلقاته وفتاواه وأجوبته التنفيرُ من التّقليد المذموم والبعدُ عنه والتّحذيرُ من سلوكه. وكتبُه وأشرطتُه خيرُ دليلٍ لمن كان له بصرٌ لم تُصِبْه غشاوةُ منهجِ الإقصاء. ولله درّ القائل:



قَدْ تُنْكِرُ العَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رَمَدٍ وَيُنْكِرُ الفَمُ طَعْمَ المَاءِ مِنْ سَقَمِ




ونزيد هنا تعزيزًا وتأييدًا لما سبق بذكر كلام آخرَ للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- حيث سئل: «فضيلةَ الشيخ! نحن طلبةٌ في المعهد الصّحيّ، من ضمن منهجنا التطبيقيّ العمليّ في المستشفيات، والذي يضطرُّنا إلى ملازمة النساء من الممرِّضات، والاستفادةِ منهنَّ في مجال التّمريض، ومحادثتِهنَّ وسؤالِهنَّ، وقد يكنَّ غير مسلماتٍ، وقد تحصل الخلوة بهنَّ في بعض الأحيان، فما رأي فضيلتكم؟


الجواب: «أرى أنّ هذا إذا دعَتِ الضّرورةُ إليه ولم يكن لكم من هذا بُدٌّ، فاتّقوا الله ما استطعتم، ولا تكثروا محادثتَهنَّ إلاّ فيما دَعَتْ إليه الضّرورةُ، وغُضُّوا البصر عنهنَّ بقدر ما يمكن، ونسأل الله تعالى أن يأتِيَ باليوم الذي ينفرد فيه الرّجال بعلومهم، والنّساء بعلومهنّ. أمّا في مسألة الخلوة؛ فلا يجوز إطلاقاً، ولكنْ كيف يخلو بها وعندهما المريض؟! إلاَّ إذا كان المريض لا يشعر..»(١٤- «لقاءات الباب المفتوح» (140).)


وقال -رحمه الله- فيمن ابتُلِيَ بالدراسة في الاختلاط: «ممكنٌ أن يُقال بالتّفصيل: إن دعَتِ الضّرورة لذلك، بأن لا يُوجَد جامعاتٌ أو مدارسُ خاليةٌ منذلك، فهنا قد تكون هناك ضرورةٌ، وفي هذه الحال يجب على الطالب أن يبتعدَ عن الجلوسإلى امرأة، أو التّحدث معها أو تَكرارِ النّظر إليها، يعني بقدر ما يستطيع يبتعدعنها. فأمّا إذا كان يمكن أن يدرسَ في مدارسَ أخرى خاليةٍ من الاختلاط أو فيها اختلاطنصف اختلاط،بأن يكون النّساء بجانبٍ والرجال بجانبٍ آخرَ وإن كان الدّرس واحدًا، فليتّقالله ما استطاع»(١٥- من «شرح حلية طالب العلم» للشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله- الشريط الخامس الوجه الثاني. )


وسئل الشّيخ عبد المحسن العبّاد-حفظه الله-: «ما توجيهكم لمن يدرس العلوم الدنيويّة في المدارس أو الجامعات التي يكون بها اختلاط؟ »


فأجاب: «لا يجوز للإنسان أن يدرس في المدارس التي فيها اختلاط، اللهمّ إلاّ إذا كان مضطرًّا لذلك، وليبتعد عن النساء، لأنّ الرجل يمكن أن يبتعدَ عن النّساء»(١٦- من شرح «سنن أبي داود» (92).).


وسئل الشّيخ النّجمي –رحمه الله-: عندنا في الجزائر معاهد تدرّس العلوم الشّرعية تكون الدّراسة فيها بجلوس الطلبة في الأمام والنّساء في الوراء، ويدرّسنا الرّجال والنّساء، وعندما يدرّسنا الرّجال، نحن الملتزمات نلبَسُ جلابيبنا ونغطّي وجوهنا ونجلس في المؤخّرة ولا نحضر إلا في الدّروس الإجباريّة، من أجل الحصول على شهاداتٍ تمكّننا من تدريس النّساء بترخيصات من وليّ الأمر لا تعطى إلا للمتحصّلات على شهاداتٍ من هذه المعاهد، وأهلُ البدع يمنعوننا من المساجد إلاّ بهذه الشهادات، فما توجيهكم شيخَنا؟


فأجاب: أقول: إذا كان الأمر عندكم كما تقولين فهنا يجوز لكم بهذا الشّرط: أن تلبَسْنَ جلابيبكن وتجلسن في المؤخّرة، وتسمع المرأة من المحاضر أو المحاضِرة، ويعني تطلق إذا كان رجل، المحاضر رجل، تطلق يعني تغطّي وجهها ولا تنظر إليه، هذا الذي يجب وإذا فعلتن ذلك نرجو لَكُنَّ إن شاء اللهُ الخيرَ إذا كان بهذه النيّة: بنيّة أن تدرّسن النّساءَ الأخرياتِ.


فذُكِرَ له أن السائلةَ تقول: علمًا أنّنا سألْنا الشيخ زيداً(١٧- تقصد: الشبخ زيد بن هادي المدخلي -حفظه الله-.) أمسِ فأقرّنا بالشّروط الشرعيّة: بستر الوجوه وعدم الاندماج مع الرجال والانصراف مباشرةً بعد الدّروس وقال لي: حتّى ييسّر الله الأمور.






أُولَئِكَ آبَائِي فَجِئْنِي بِمِثْلِهِمْ إِذَا جَمَعَتْنَا -يَا جَرِيرُ- المَجَامِعُ




فهل يجرؤ المتمادي بالباطل على شيخنا وغيرُه ممّن سلك مسلكه المتهاويَ أن يصِفوا هؤلاء المشايخ بأنّهم من دعاة الاختلاط؟!! وأنهم متمادون في الباطل؟!! وكلامُهم في المسألة المتنازَعِ فيها هو عين كلامِ شيخنا -حفظه الله-.


فلِمَ لم يسوِّدِ المتمادي بالباطل رسالةً يردُّ فيها على المشايخ المذكورين ويصفُهم بما وصف به شيخَنا -حفظه الله- لقيام المقتضي؛ وهو أنّ مشايخ الحجاز ونجدٍ مثل الشّيخ ابن باز والشّيخ ابن عثيمين والشّيخ النجمي-رحمهم الله- والشّيخ العبّاد والشّيخ زيد-حفظهما الله- وغيرهم أشدّ شهرةً من شيخنا وفتاواهم يلتزمها جمهورٌ كبير من المسلمين يفوق عددُهم عددَ من يلتزم فتوى شيخنا -حفظه الله-.


أم أنّ لحوم هؤلاء المشايخ -عند سعيد بن دعّاس وإخوانه- مصونة بحصانة عِرْضِيّةٍ خاصّةٍ تورثهم سمومًا قاتلةً إذا نهشوها دون سائر العلماء؟!!


فلو سلّمنا -جدلاً- أنّ ما ذهب إليه من ذُكِرَتْ أسماؤُهم وغيرهم خطأٌ وزللٌ فمَنِ الأحقُّ بالطعن؟ آلذي شهرتُه أوسعُ أم الذي حرّر جوابًا لأهل بلده ومَنْ كان مثلَها في ابتلائها؟ الجوابُ يعرفه كلّ منصف.


فالتّركيز -إذًا- في الرّدّ على الشّيخ محمّد علي فركوس -حفظه الله- ولَمْزِه وطعنه واتّهامه بالباطل دون غيره ممّن قال بقوله له أحدُ تفسيرين أحدُهما أمرّ من الآخر:


الأول منهما: أنّ الطّعن لذات الشّيخ -حفظه الله- وشخصِه حسدًا وحقدًا، لا دخل للمسائل المطروحة فيه.


وما ذنْب شيخنا –حفظه الله- إذا حقّق النظر واجتهد وحصلت له الموافقة مع أهل العلم والتّقوى، فهل يموت حاسدوه حسرةً وكمدًا مما أتاه الله من فضله؟!


وصدق الشاعر إذ يقول:



وَمَا عَلَى العَنْبَرِ الفَوَّاحِ مِنْ حَرَجٍ إِنْ مَاتَ مِنْ شَمِّهِ الزَّبَّالُ وَالجُعَلُ




والثاني: أنّ القوم الطاعنين أصحابُ هوىً لا ميزانَ لهم في الرّدود يتركون الأخطر-على قواعدهم- خوفًا على مناصبهم الدعويّة، وينهشون غيره بدعوى الغيرة على المنهج، وهذا وحده كفيل بإسقاط جميع ما كتبوه وخطُّوه عدوانًا وبغيًا.


وأمّا ما توهّمه المتمادي في اتّهام شيخنا بالباطل من أنّ أقوال هؤلاء العلماء تخالف أقوالاً أخرى لأهل العلم هم أكثر أو أعلم -حسب قوله- فغيرُ صحيح إذ إنّ الجميع يتّفق على عدم الجواز كما لا يخفى.


وما ساقه من فتوى اللجنة الدائمة -حفظ الله أحياءها ورحم الميّت منهم- فلا تعارُضَ بينها وبين ما قرّره شيخنا -حفظه الله- في «تقويم الصراط»، من حيث إنّ فتوى اللجنة الدائمة عن الأصل، وهو الحالة العادية التي يتّفق الكلّ على حكم التحريم فيها، أمّا ما قرّره شيخنا -حفظه الله- فمُنْصَبٌّ على الاستثناء للحاجة والضّرورة، وهما حالان غير عاديّين فافترقا، ويؤكّد هذا الجمع أنّ اللّجنة الدّائمة حين أصدرت الفتوى كان على رأسها الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله-، وكان قد أفتى لمنسوبي الصّحة في مسألة تطبيب المرأة للرّجل في مجال طبّ الأسنان بقوله: «فالواجب أن تكونَ الطّبيباتُ مختصّاتٍ للنّساء، والأطباءُ مختصّين للرّجال إلا عند الضّرورة القصوى إذا وُجِد مرضٌ في الرجال ليس له طبيبٌ رجلٌ فهذا لا بأس به، والله يقول: ﴿وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ﴾ [الأنعام: 119]»(١٩- «فتاوى عاجلة لمنسوبي الصحة»، جمع معوّض عائض اللحياني: (31-32)، مطبوعات وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة.)، وكذا الشيخ الفوزان –حفظه الله- قال بالاستثناء على نحو ما ساق الشيخ –حفظه الله- فتواه في «تقويم الصّراط»(٢٠- «تقويم الصراط في توضيح حالات الاختلاط» للشيخ أبي عبد المعز –حفظه الله- (27).)، هذا من جهة.


ومن جهةٍ أخرى، فإنّ فتوى اللجنة الدائمة تُخرَّج على البلاد التي سلّمها الله من الاختلاط الآثم، وما قرّره شيخنا -حفظه الله- وغيرُه من العلماء فمخرَّجٌ على البلاد التي ابتُلِيَتْ بهذه الفتنة ولم تسلم أماكنُ العمل والدراسة فيها من الاختلاط المحرَّم.


ثم إنّ استدلاله باللّجنة الدّائمة: أليس هو من التقليد المزعوم الذي رمى به شيخنا -حفظه الله- سابقًا؟ فقد انقلب السّحر على السّاحر. وصدق الإمامُ الشّافعي -رحمه الله- القائلُ:



أَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِ السَّفِيهِ فَكُلُّ مَا قَالَ فَهْوَ فِيهِ




فإمّا أنّ مسوّد التمادي لا يفقه الفرقَ بين حكم الحالة العاديّة وحكم غيرها، فكيف يكتب منتقِدًا ما لا يفقهه ولا يفهمه؟ وتلك مصيبة، وإمّا أنّه يفقه ذلك ولكنّه يتعامى ويتمادى في نسبة الباطل لمن هو منه بريء من أجل الطعن فالإسقاطِ، وتلك مصيبة أعظم.


وحينئذٍ لا نملك إلاّ أنّ نسأل الله العليَّ العظيمَ أن يَقِيَنَا فتنتَهم ويجنّبَنا طغيانَهم ويدرأَ عنّا بهتانَهم.


ورحم الله ابن القيّم القائلَ: «فإذا ظفرتَ برجلٍ واحدٍ من أولي العلم طالبٍ للدّليلِ مُحَكِّمٍ له مُتَّبِعٍ للحقّ حيث كان وأين كان ومع من كان، زالت الوحشة وحصلت الألفة ولو خالفك فإنّه يخالفك ويعذرك، والجاهلُ الظالم يخالفك بلا حجّةٍ ويكفِّرك أو يبدِّعك بلا حجّة، وذنبُك رغبتُك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذّميمة، فلا تغترّ بكثرة هذا الضّرب. وإنّ الآلاف المؤلَّفةَ منهم لا يُعْدَلُونَ بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يُعْدَلُ بملء الأرض منهم»(٢١- «إعلام الموقعين» لابن القيم: (3/ 396).).


ثالثا: وإنّ مِن عجيبِ ما يراه القارئ لتسويد هذا المتطاوِل المغرور ردُّه الاستدلال بحديث «إِذَا عُمِلَتِ الخَطِيئَةُ فِي الأَرْضِ، كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا -وفي رواية: فَنَكِرَهَا- كَمَنْ غَابَ عَنْهَا، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا، كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا» بقوله:


«(أولاً): أن الحديث دل على أن من كره المعصية وأنكرها بقلبه، ولم يكن فاعلاً لها، متلبِّساً بها، كمن غاب عنها، والدارس أو المدرّس، أو العامل في أماكن الاختلاط متلبِّسٌ بالمعصية، فاعلٌ لها، فواجبه الإقلاع عنها، بترك الاختلاط، واعتزال أماكنه.


فأين فهم فركوس، وقواعد الاستدلال الصحيحة، التي ملأ الدنيا بادعائها صراخاً».


وهذا مما يُنْبِئُ عن جهلٍ عريضٍ تكلَّفَ فيه المغرورُ توجيهَ الحديث بما هو معلومٌ فسادُه لدى الجميع، لأنّه توجيهٌ بالهوى بعيدٌ عن شرّاح الحديث لأنّه لو سلّمنا له -جدلاً- مضمونَ فهمه للزم إبطال دلالة الحديث مطلقًا، إذ إنّ شهودَ المعصية إنّما يقتضي التّلبّس بالعصيان ويستلزمه إن لم يُنْكَرْ ولو بأضعف الإيمان -كما في الحديث(٢٢- أخرجه مسلم في «الإيمان» (1/41) رقم (49) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمانِ»)-، وإنّما المراد أنّ من حضر منكَرًا أو رآه وأنكره فهو مثل الذي لم ير شيئًا، لأنّه سلم بهذا الإنكار، وذاك سلم بكونه ما رأى -كما أفاده الشّيخ عبد المحسن العبّاد حفظه الله-، ويبيّن المعنى محتوى الجملة الثانية الحديثيّة المعاكِسة لها: أن «مَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا» يدلّ على أنّ الرّضا منه أنزله منزلةَ الشّاهد في الإثم، وإذا كان الرّضا عملاً قلبيًّا فإنّه يقابله الإنكارُ وهو عملٌ قلبيٌّ أيضًا، فحصل المطلوب في عدم الاشتراط المذكور وبان عوارُ صاحبه.


ويدلّ على ما ذكرنا ما أجاد به الحافظ ابن رجب -رحمه الله- حيث يقول: «فمن شهد الخطيئة فكرهها بقلبه كان كمن لم يشهدها إذا عجز عن إنكارها بلسانه ويده، ومن غاب عنها فرضِيَها كان كمن شهدها وقدر على إنكارها ولم ينكرها، لأن الرّضا بالخطايا من أقبح المحرَّمات، ويفوت به إنكار الخطيئة بالقلب، وهو فرضٌ على كلّ مسلم لا يسقط عن أحدٍ في حالٍ من الأحوال»(٢٣- «جامع العلوم والحكم» لابن رجب: (321).)، وبهذا قال السّفارينيّ أيضًا(٢٤- «غذاء الألباب» للسفاريني: (176)) كما يوضّحه -بجلاءٍ- حديث أم سَلَمَةَ رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ» قالوا: «أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ؟»، قال: «لاَ مَا صَلَّوْا»(٢٥- أخرجه مسلم في «الإمارة» (2/899) رقم (1854). )، وفي رواية: «فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ»(٢٦- المصدر نفسه.)، وهذا في حقّ من لا يستطيع إنكاره بيده ولا لسانه فلْيكرهْه بقلبه ولْيبرأْ، قال النوويّ –رحمه الله-: «وفيه دليلٌ على أنّ من عجز عن إزالة المنكر لا يأثم بمجرّد السكوت، بل إنّما يأثم بالرضا به أو بأنْ لا يكرهه بقلبه أو بالمتابعة عليه»(٢٧- «شرح مسلم» للنووي: (12/243).).


وأمّا قوله لامزًا شيخنا -حفظه الله-: «فأين فهم فركوس، وقواعد الاستدلال الصحيحة، التي ملأ الدنيا بادعائها صراخاً» فيُنبئ عن نفسيّةٍ حاسدةٍ وطويّةٍ حاقدةٍ، تبخس المستحقّ حقّه، وتشكّك في صدقِ وأمانةِ ما ينقله الشّيخ -حفظه الله- مِنْ قواعدَ أصوليّة وفقهيّة، وبمثل هذا اللّمز نزداد يقينًا بصحّة فراسة شيخنا -حفظه الله- إذ قال: «ولا شكَّ أنَّ هذا الأمرَ يعكس بوضوح عن نوعيّةٍ أخلاقيّةٍ متدنيّةٍ دون المستوى المطلوب»(٢٨- «تقويم الصراط في توضيح حالات الاختلاط» للشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله- (11).).


ويُظهر هذا اللّمزُ وغيره -وهو كثيرٌ- حساسيّةَ القوم تجاهَ عِلْمٍ من مفاخر علوم المسلمين، وهو علم «أصول الفقه»، فإنّهم لمّا أعياهم فهمُه أصولاً وأتعبهم تطبيقُه فروعًا؛ راحوا يزهّدون فيه، ويحشدون جنودَهم الصائلةَ للتّحذير منه، فتارةً يدّعون النّصح بعدم الإكثار منه، وتارةً يلمزون المتمكّنين فيه بأنّهم يردّون النّصوص الصريحة بالقواعد المختلَف فيها، والله المستعان.


وإنّما يعيب العلماءُ على من لا يُتقِنُ أصول الفقه ويعدّونها منقصةً في حقّه، حيث ذمّ أبو يوسفَ -رحمه الله- مخالِفَه لكونه لا يُحْسن أصول الفقه(٢٩- انظر: «موسوعة الأم» للشافعي: (8/114).)، وقال شيخ الإسلام ابن تيميّةَ -رحمه الله-: « وإنّما يغلط هنا من لم يُحْكِمْ دلالاتِ الألفاظِ اللّغويّة، ولم يميّزْ بين أنواع أصول الفقه السمعيّة، ولم يتدرّبْ فيما عَلِقَ بأقوال المكلَّفين من الأحكام الشرعيّة»(٣٠- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (31/104).).


فحُقَّ للشّيخ -حفظه الله- أن يتمثّلَ بقول من قال:



تَعَجَّبْتُ مِنْ هَذَا الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ فَمَا أَحَدٌ مِنْ أَلْسُنِ النَّاسِ يَسْلَمُ





وَأَخَّرَنِي دَهْرِي وَقَدَّمَ مَعْشَرًا عَلَى أَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ وَأَعْلَمُ.




رابعا: إنّ ما ذكره الشّيخ بقوله: «ونظيرُه الاختلاط الذي تدعو الضّرورةُ إليه، وتشتدُّ الحاجةُ إليه، وتخرج فيه المرأة بالضّوابط الشّرعيّة، كما هو حاصلٌ في أماكن العبادة، ومواضع الصلاة، ونحوها، مثل ما هو واقعٌ ومُشَاهَدٌ في مناسك الحجّ والعمرة(٣١- وقال هنا: انظر «فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم» (10/44).) في الحرمين، فلا يدخل في النّهي، لأنّ الضّرورة والحاجة مستثناةٌ من الأصل من جهةٍ، وأنّ مفسدة الفتنة مغمورةٌ في جَنبِ مصلحة العبادة من جهة ثانية، إذ: «جنسُ المأمور بهِ، أعظمُ من جنسِ تركِ المنهي عنهُ»، كما هو مقرّرٌ في القواعد العامّة»؛ واضحٌ في ارتباط حكم الاختلاط بحكم الضّرورة والحاجة -بالنّسبة للمكلّف لا للحكومات التي تناط إليها مسؤوليّة الاختلاط-.


أمّا كلامُه بخصوص القاعدة التي ذكرها الشّيخ في قوله: «مفسدة الفتنة مغمورة في جَنْبِ مصلحة العبادة من جهة ثانيةٍ، إذ: «جنسُ المأمور به، أعظمُ منْ جنسِ تركِ المنهي عنهُ» فجوابُه -كما استفدناه من شيخنا أبي عبد المعزّ محمّد علي فركوس حفظه الله- أنّ القواعد المُحْكَمَةَ في باب المصالح والمفاسد على أربع قواعدَ كما بيّنها العزّ بن عبد السّلام السُّلَمِيّ في «قواعد الأحكام في مصالح الأنام» وهي:


-إذا تعارضتْ مفسدتان رُوعِيَ أعظمهما ضررًا بارتكاب أخفّهما، لأنّ مباشرةَ الحرام لا تجوز إلاّ للضّرورة ولا ضرورة في حقّ الزّيادة.


-وإذا تعارضتْ مصلحتان فيُؤْخَذُ بأعلاهما مصلحةً.


-وإذا تعارضتْ مصلحةٌ ومفسدةٌ فدرءُ المفسدة ودفعُها مقدّم في الغالب


-وإذا تعارضتْ مصلحة ومفسدة وكانت المفسدة مغمورةً في جانب المصلحة فتُقَدَّم المصلحة لكونها غالبةً، إذ الغالب مقدّمٌ على النّادر.


وهذه في تعارُض المصالح والمفاسد على وجهٍ لا يمكن فيه انفكاكُ أحدهما عن الآخر، وقد بيّنها العزّ بن عبد السّلام السُّلَمِيّ -رحمه الله- بقوله: «إذا اجتمعت المصالح والمفاسد فإن أمكن دفعُ المفاسد وتحصيل المنافع فعلْنا ذلك، وإن تعذر الجمع: فإن رُجّحت المصالح حصّلناها ولا نبالي بارتكاب المفاسد، وإن رَجحت دفعناها ولا نبالي بفوات المصالح»(٣٢- «الفوائد في اختصار المقاصد» لابن عبد السلام: (47).).


هذا، والقواعد في تغليب جانب الحرمة ودرء مفسدتها إنّما يكون إذا تعارضَ دليلٌ يقتضي التحريم وآخر يقتضي الإباحة فيُقدَّمُ دليل التّحريم على الأصحّ تغليبًا للتّحريم ودرءًا للمفسدة لعناية الشّرع بترك المنهيّات على فعل المباحات، فهو تغليبٌ لجانب الحرمة على جانب الحلال، ومن هذا القبيل سفر المرأة للحجّ، فهل مِنْ شَرْطِ سَفَرِها المَحْرمُ أم لا؟


والعلماء يختلفون بين من يشترطه وهو مذهب أبي حنيفة وأحمد، ومن لا يشترطه بل اشترط الأمنَ على نفسها وهو مذهبُ مالك والشافعيّ وروايةٌ عن أحمد، وهذا القول مرويّ عن عائشةَ وابنِ عُمَرَ وابنِ الزّبير وابنِ سيرينَ والأوزاعيّ وداودَ الظاهري وغيرهم.


وعلى المذهب الأخير –وبغضّ النّظر عن الرّاجح- فليس في الاستدلال به أيّ متمسَّكٍ من دلالة أو حجّة، بل بالعكس: إنّ من أدلّتهم أنّه سفرٌ واجبٌ لا يشترط له المَحْرَمُ كالمسلمةِ إذا تخلّصت من أيدي الكفار وكالسّفر لحضور مجالس التّحكيم لئلاّ يضيعَ حقُّها، وكالحكم عليها بالتّغريب وهو النّفي عن البلد الذي وقعت فيه جناية الزّنا.


أمّا على مذهب من يشترط المَحْرَمَ فهو داخلٌ في الاستطاعة ولا يَلْزَمُها الحجّ إذا فقدتْ شرطه، وعليه فلا تعارُضَ بين المقتضي والمانع، وإذا سلّمنا التعارض -جدلاً- فهو تعارُضٌ بين الحرمة والحلال فيُقَدَّم فيه المانع على المقتضي كما تنص عليه قواعد الباب: «إذا تعارض المانع والمقتضي يُقَدَّمُ المانع إلا إذا كان المقتضي أعظم».


وإنّما مسألتُنا في حالة تعارُض الواجب والمحرَّم، فإنّه تراعى مصلحةُ الواجب كالمرأة يحرم عليها سَتْرُ وجهها في الإحرام ولا يمكن إلا بكشف شيءٍ من الرأس، وسترُ الرّأس واجبٌ في الصّلاة، فإذا صلّت راعَتْ مصلحةَ الواجب، والهجرةُ على المرأة من بلاد الكفّار واجبةٌ وإن كان سفرُها وحدها دون مَحْرَمٍ حرامًا(٣٣- «المنثور في القواعد» للزركشي: (1/132-133).)، والمضطرّ يجب عليه أكلُ الميتة وإن كانت حرامًا ونحو ذلك.


وكما يرى المنصف، فإن الرّجل خلط في المسألة خلْط البطّ على الشطّ.


ثم إنّه من ناحيةٍ أخرى: هل يُلْزِمُ سعيد بن دعّاس الفقيهُ المرأةَ بحَجَّة الإسلام إذا توفّرتْ لها شروط الاستطاعة بما فيها المَحْرَم؟ أم يشترط خلوّ مسلك الحجِّ من الاختلاط شرطًا إضافيًّا في الحجّ سواء كان الاختلاط في قاعات الانتظار أو في متن الطائرة أو عند طابورات تقديم جواز السّفر أو في الحافلة أو في المشاعر، أم أنّه الضّرورة والحاجة الشديدة؟! وهل يخرج أبطال دمّاج من عموم النّهي عن الاختلاط أم لهم مسوّغٌ من الضّرورة؟ أفيدونا بحقٍّ وأمانٍ.


هكذا نزل جواب الإدارة ردًّا على ظلم المتشبّعِ بما لم يُعْطَ، فقابلتْ عدوانَه بعدوانٍ عادلٍ عملاً بقوله تعالى: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا﴾ [الشورى: 40]، وقوله تعالى: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾ [البقرة: 194]، وما جزاء من يبغي على من يرقاه في الرتب والكمال إلا أن يصدقَ فيه قول القائل: «وعلى الباغي تدور الدوائر».



جَاءَ شَقِيقٌ عَارِضًا رُمْحَهُ إِنَّ بَنِي عَمِّكَ فِيهِمْ رِمَاحْ




هذه الفئة الدمّاجيّة المتعالمة لم يمعنوا في العلم ويتدرّجوا مرقاته ولا أصابوا حظًّا من الصناعة العلميّة سوى تمويهاتٍ على العوام ولا تمتّعوا بجميل الأدب وحُسْنِ الطّبائع بل أصيبوا في عمق أخلاقهم وسيرتهم.



وَإِذَا أُصِيبَ القَوْمُ فِي أَخْلاَقِهِمْ فَأَقِمْ عَلَيْهِمْ مَأْتَمًا وَعَوِيلاَ




ورحم الله الإمام الشوكانيّ الذي ذكر من محاسن كلام «عليّ بن قاسم حنش» الذي ترجم له حيث بيّن أن منشأ الفتن من النّاشئة في الدّين، قال -رحمه الله-: «ومن محاسن كلامه الذي سمعتُه منه: النّاس على طبقاتٍ ثلاث:


فالطبقة العالية: العلماء الأكابر وهم يعرفون الحقّ والباطل، وإن اختلفوا لم ينشأ عن اختلافهم الفتن لعلمهم بما عند بعضهم بعضًا.


والطبقة السافلة: عامّةٌ على الفطرة لا ينفرون عن الحق وهم أتباع من يقتدون به، إن كان محقًّا كانوا مثله وإن كان مُبْطِلاً كانوا كذلك.


والطبقة المتوسّطة: هي منشأ الشّرّ وأصل الفتن النّاشئة في الدّين، وهم الذين لم يمعنوا في العلم حتّى يرتقوا إلى رتبة الطّبقة الأولى ولا تُرِكُوا حتّى يكونوا من أهل الطّبقة السّافلة، فإنّهم إذا رَأَوْا أحدًا من أهل الطّبقة العليا يقول ما لا يعرفونه مما يخالف عقائدهم التي أوقعهم فيها القصورُ فَوَّقُوا إليه سهامَ التقريع ونسبوه إلى كلِّ قولٍ شنيعٍ، وغيّروا فِطَرَ أهل الطّبقة السفلى عن قَبُولِ الحق بتمويهاتٍ باطلةٍ، فعند ذلك تقوم الفتن الدينيّة على ساق»(٣٤- «البدر الطالع» للشوكاني: (1/473).).


وقد سئل شيخنا أبو عبد المعزّ -حفظه الله- في إحدى حلقاته بعد صلاة الصّبح عن النّموذج الدمّاجيّ الحاليّ الذي يُرَادُ فرضُه كمسلكٍ تربويٍّ للمنهج السّلفيّ مع اغترار النّاشئة عندنا في الجزائر بهم من جهة أنهم يحفظون القرآن والمتون والأشعار، ويدرسون عدة كتب ورسائلَ في ظرف قصير كالأسبوع ونصف الشهر.


فأجاب –حفظه الله-: «إن أسباب سعادة الأمّة ونموِّها واستقرارِ دولتها وبقاءِ حكمها تكمن في الأخلاق التي شرعها الله لعباده ونوّه بها، ودعا إلى تربية الخُلُق الحَسَنِ وتنميته في نفوس المسلمين، وقد بعث الله تعالى نبيّه لإتمام مكارم الأخلاق التي يستقيمون بها، وعليها تقوم دولتهم كما قال الشّاعر:



وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاَقُ مَا بَقِيَتْ فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاَقُهُمْ ذَهَبُوا




ومِن جماع حُسن الخُلُق مع الناس: بذلُ المعروف قولاً وفعلاً وكفُّ الأذى قولاً وفعلاً، وقد جاء في الحديث: «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ»(٣٥- أخرجه البخاري (1/9) في الإيمان، باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ومسلم في «الإيمان» (1/39) رقم (40)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه.)، وقال صلّى الله عليه وآله وسلم: « مَا شَيْءٌ أَثْقَلَُ فِي مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللهَ لَيُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيءَ»(٣٦- أخرجه الترمذي في «البر والصلة» باب ما جاء في حسن الخلق (2002)، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2/535).)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم -أيضًا-: «إِنَّ المُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ القَائِمِ»(٣٧- أخرجه أحمد في «مسنده» (6/187)، وأبو داود في «الأدب» باب في كراهية الرفعة في الأمور (4798)، من حديث عائشة رضي الله عنها. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2/421).).


وإذا كان الإسلام يدعو إلى أسباب سعادة الأمّة وقيام دولتها وحكمها بالأخلاقِ، وجَعَلَ البرّ يُطْلَقُ على مجامعِ حُسْنِ الخُلُقِ كما في الحديث: «البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ»(٣٨- أخرجه مسلم في «البرّ والصلة» (2/1190) رقم (2553)، من حديث النوّاس بن سمعان رضي الله عنه.)، فكيف يكون مَنْ فقد القيم الأخلاقيّة والمعايير الأدبيّة مثلاً تربويًّا يحتذى به وتعكس قدوتُه صفاءَ المنهج السلفيِّ القويم؟!


أمّا تزويد النّفس بحلقات مكثَّفةٍ فمتوقّفٌ على نوعيّة الشّيخ المربّي وكيفيّة بلورة هذه العلوم وصقلها في أذهان الطّلبة، وإذا كان اللازم باطلاً فالملزومُ مثله، والمعلوم أنّ من أتى العلم بالكليّة في ظرفٍ قصيرٍ من غير لقاح له فَهَشٌّ، سرعانَ ما يتخلّى عن صاحبه، وقد قيل: «مَنْ رَامَ العِلْمَ جُمْلَةً ذَهَبَ عَنْهُ جُمْلَةً»، وعن ابنِ المُنْكَدِرِ: «العِلْمُ يَهْتِفُ بِالعَمَلِ، فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلاّ ارْتَحَلَ»(٣٩- «اقتضاء العلم العمل» للخطيب البغدادي: (36).).


وأمّا إشباع النفس بحفظ العلوم الشرعيّة والأدبيّة مع خلوّها من الاسترشاد بالعمل بالمعاني التي حثّ عليها الإسلام ونوّه بها ودعا إليها –كما تقدّم- فإنّ هذه العلوم –حينئذٍ- حجّةٌ عليك لا لك، فهو حفظُ علمٍ لا رُوحَ له معه، بل هو بمنزلة الجسد الخراب.


قال الشّاعر:



وَلَيْسَ بِعَامِرٍ بُنْيَانُ قَوْمٍ إِذَا أَخْلاَقُهُمْ كَانَتْ خَرَابَا». انتهى كلام شيخنا.




وبعد هذا، فإنّ الإدارة تطلب من سعيد بن دعّاس وأعوانه ومن يقف وراءه أن يتوبوا إلى الله جميعًا، وأن يتحلَّوْا بالأخلاق الفاضلة والآداب الرفيعة، ويُقْبِلوا على شيخنا أبي عبد المعز -حفظه الله- بالاعتذارِ عمّا صدر منهم -من غير تكبُّرٍ أو عنادٍ أو تعنُّتٍ- كما اعتذر -من قبلُ- أبو محمّد عبد الحميد بن يحيى الحجّوري عند مقابلته لشيخنا في مقرِّ موقعه الرسميّ عسى أن تنفعَهم استقامتُهم واعتذارُهم ﴿يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.



وآخرُ دعوانَا أَنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ وصلَّى اللهُ علَى نبيّنَا محمّدٍ وعلَى آلهِ وصحبِهِ وإخوانِهِ إلَى يومِ الدّينِ وسلّمَ تسليمًا.




الجزائر في: 04جمادى الأولى 1431





الموافق ﻟ: 18 أفريل 2010 م




=======


١- «المنهاج بترتيب الحجاج» للباجي: (10).


٢- «الكافية في الجدل» للجويني: (532).


٣- «مداواة النفوس» لابن حزم: (23).


٤- في شريط: «تبيين الكذب والمين».


٥- «جامع بيان العلم» لابن عبد البر: (1/109).


٦- «بهجة المجالس» لابن عبد البر: (2/431).


٧- أخرجه أبو داود في «الملاحم»، باب الأمر والنهي (4345)، والطبراني في «المعجم الكبير» (345)، من حديث العرس بن عميرة الكندي رضي الله عنه، والحديث حسَّنه الألباني في «صحيح الجامع» (702).


٨- انظر: «العواصم والقواصم» (1/71).


٩- «غياث الأمم» للجويني: (345).


١٠- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (29/480).


١١- المصدر السابق (29/49).


١٢- «جامع بيان العلم»: (1/110).


١٣- انظر علامات الحمق في: «روضة العقلاء» لابن حبان: (124).


١٤- «لقاءات الباب المفتوح» (140).


١٥- من «شرح حلية طالب العلم» للشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله-الشريط الخامس الوجه الثاني.


١٦- من شرح «سنن أبي داود» (92).


١٧- تقصد: الشبخ زيد بن هادي المدخلي -حفظه الله-.


١٨- حول دراسة الأخوات في المعاهد الشرعية المختلطة في الجزائرمن شريط« أسئلة وإجابات بتاريخ: 1/4/1427» للشيخ النجمي.


١٩- «فتاوى عاجلة لمنسوبي الصحة»، جمع معوّض عائض اللحياني: (31-32)، مطبوعات وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة.


٢٠- «تقويم الصراط في توضيح حالات الاختلاط» للشيخ أبي عبد المعز –حفظه الله- (27).


٢١- «إعلام الموقعين»لابن القيم: (3/ 396).


٢٢- أخرجه مسلم في «الإيمان» (1/41) رقم (49) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمانِ»


٢٣- «جامع العلوم والحكم» لابن رجب: (321).


٢٤- «غذاء الألباب» للسفاريني: (176).


٢٥- أخرجه مسلم في «الإمارة» (2/899) رقم (1854).


٢٦- المصدر نفسه.


٢٧- «شرح مسلم» للنووي: (12/243).


٢٨- «تقويم الصراط في توضيح حالات الاختلاط» للشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله- (11).


٢٩- انظر: «موسوعة الأم» للشافعي: (8/114).


٣٠- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (31/104).


٣١- وقال هنا: انظر «فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم» (10/44).


٣٢- «الفوائد في اختصار المقاصد» لابن عبد السلام: (47).


٣٣- «المنثور في القواعد» للزركشي: (1/132-133).


٣٤- «البدر الطالع» للشوكاني: (1/473).


٣٥- أخرجه البخاري (1/9) في الإيمان، باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ومسلم في «الإيمان» (1/39) رقم (40)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه.


٣٦- أخرجه الترمذي في «البر والصلة» باب ما جاء في حسن الخلق (2002)، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2/535).


٣٧- أخرجه أحمد في «مسنده» (6/187)، وأبو داود في «الأدب» باب في كراهية الرفعة في الأمور (4798)، من حديث عائشة رضي الله عنها. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2/421).


٣٨- أخرجه مسلم في «البرّ والصلة» (2/1190) رقم (2553)، من حديث النوّاس بن سمعان رضي الله عنه.


٣٩- «اقتضاء العلم العمل» للخطيب البغدادي: (36).
__________________

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
السكايب : hicham14301
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-22-2010, 03:24 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,046
افتراضي

بارك الله في هذا الرد .. والحقيقة القوم لن يسكتوا كما عهدناهم ..فما على الشيخ إلا البيان وعلى الله التكلان {ما عليك إلا البلاغ}.. وحسبنا الله نعم الوكيل .

اقتباس:
هذه الفئة الدمّاجيّة المتعالمة لم يمعنوا في العلم ويتدرّجوا مرقاته ولا أصابوا حظًّا من الصناعة العلميّة سوى تمويهاتٍ على العوام ولا تمتّعوا بجميل الأدب وحُسْنِ الطّبائع بل أصيبوا في عمق أخلاقهم وسيرتهم.
صدقتم وصفا وأصبتم القوم حتفا وليحدثكم من عاش هنالك بما يبدؤن وبما ينتهون وما هو منهج التدريس هناك ..

__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-22-2010, 03:59 PM
أبو عبد الرحمن الوهراني أبو عبد الرحمن الوهراني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 678
افتراضي

وربما يرتد عن دين الإسلام كما ارتدّ بعض الجزائريين ! =!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-22-2010, 04:51 PM
أبو محمد رشيد الجزائري أبو محمد رشيد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: القبة - الجزائر
المشاركات: 419
افتراضي

اللهم احفظ الشيخان فركوس وعلي حسن وردّ عنهما كيد الغلاة والمتربصين

ولا أخفيكم إخواني أنه أرعبني قول الشوكاني -رحمه الله-:
«ومن محاسن كلامه الذي سمعتُه منه: النّاس على طبقاتٍ ثلاث:

فالطبقة العالية: العلماء الأكابر وهم يعرفون الحقّ والباطل، وإن اختلفوا لم ينشأ عن اختلافهم الفتن لعلمهم بما عند بعضهم بعضًا.

والطبقة السافلة: عامّةٌ على الفطرة لا ينفرون عن الحق وهم أتباع من يقتدون به، إن كان محقًّا كانوا مثله وإن كان مُبْطِلاً كانوا كذلك.

والطبقة المتوسّطة: هي منشأ الشّرّ وأصل الفتن النّاشئة في الدّين، وهم الذين لم يمعنوا في العلم حتّى يرتقوا إلى رتبة الطّبقة الأولى ولا تُرِكُوا حتّى يكونوا من أهل الطّبقة السّافلة، فإنّهم إذا رَأَوْا أحدًا من أهل الطّبقة العليا يقول ما لا يعرفونه مما يخالف عقائدهم التي أوقعهم فيها القصورُ فَوَّقُوا إليه سهامَ التقريع ونسبوه إلى كلِّ قولٍ شنيعٍ، وغيّروا فِطَرَ أهل الطّبقة السفلى عن قَبُولِ الحق بتمويهاتٍ باطلةٍ، فعند ذلك تقوم الفتن الدينيّة على ساق»(34- «البدر الطالع» للشوكاني: (1/473).).

فاللهم لا تجعلنا سببا لنشر الشر والفتن
وجمّلنا بصالح الأخلاق والأعمال

آمـــــــــــــين
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-22-2010, 05:19 PM
رضوان بن غلاب أبوسارية رضوان بن غلاب أبوسارية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر.العاصمة.الأبيار
المشاركات: 2,896
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

...هكذا، ولا يزال النّموذج الدمّاجي بأخلاقيّاته المزرية يحرّك آليّاتِ الجهل المركّب، ومن الصّعب بمكانٍ أن تنيرَ بالإفهام مَنْ ظنّ لجهله أنّ فهمه يعلو كلّ فهم، وأنّه ينفرد بالحقّ دون سائر البشر، وهذا -بلا شك- من أعظم آفات العلوم، قال ابن حزمٍ -رحمه الله-: «لا آفةَ على العلوم وأهلها أضرُّ من الدخلاء فيها وهم مِن غيرِ أهلها، فإنّهم يجهلون ويظنّون أنهم يعلمون، ويُفْسِدون ويقدّرون أنّهم يُصْلِحُون»(٣- «مداواة النفوس» لابن حزم: (23).).

...وأمرُ هؤلاء عَجَبٌ في عَجَبٍ فإنْ ذكر لهم الشيخ -حفظه الله- أو غيرُه من الأدلّة والبراهينِ ما يعجزون عن ردّه واجهوه بقولهم: «ليس له سلفٌ من أهل السّنّة، وإنّما فتواه امتدادٌ من المنحرفين والحزبيّين والإخوان المسلمين»، وإن ردّ تهمتَهم بسردِ قائمةٍ من علماءَ أجلاَّءَ قالوا بقوله وذهبوا مذهبه صاحوا به كاذبين: «إنّه مقلّد!!»، فيا لله من تخبُّطِ القومِ، وتعصُّبِهم وتطاوُلِهم. وهذا بلا شك من علامات الحمق التي يجب على العاقل تفقُّدُها ممّن خَفِيَ عليه أمرُه(١٣- انظر علامات الحمق في: «روضة العقلاء» لابن حبان: (124).).


وصدق الشاعر إذ يقول:
وَمَا عَلَى العَنْبَرِ الفَوَّاحِ مِنْ حَرَجٍ إِنْ مَاتَ مِنْ شَمِّهِ الزَّبَّالُ وَالجُعَلُ



...والثاني: أنّ القوم الطاعنين أصحابُ هوىً لا ميزانَ لهم في الرّدود يتركون الأخطر-على قواعدهم- خوفًا على مناصبهم الدعويّة، وينهشون غيره بدعوى الغيرة على المنهج، وهذا وحده كفيل بإسقاط جميع ما كتبوه وخطُّوه عدوانًا وبغيًا.

...وأمّا قوله لامزًا شيخنا -حفظه الله-: «فأين فهم فركوس، وقواعد الاستدلال الصحيحة، التي ملأ الدنيا بادعائها صراخاً» فيُنبئ عن نفسيّةٍ حاسدةٍ وطويّةٍ حاقدةٍ، تبخس المستحقّ حقّه، وتشكّك في صدقِ وأمانةِ ما ينقله الشّيخ -حفظه الله- مِنْ قواعدَ أصوليّة وفقهيّة، وبمثل هذا اللّمز نزداد يقينًا بصحّة فراسة شيخنا -حفظه الله- إذ قال: «ولا شكَّ أنَّ هذا الأمرَ يعكس بوضوح عن نوعيّةٍ أخلاقيّةٍ متدنيّةٍ دون المستوى المطلوب»(٢٨- «تقويم الصراط في توضيح حالات الاختلاط» للشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله- (11).).

تَعَجَّبْتُ مِنْ هَذَا الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ فَمَا أَحَدٌ مِنْ أَلْسُنِ النَّاسِ يَسْلَمُ

وَأَخَّرَنِي دَهْرِي وَقَدَّمَ مَعْشَرًا عَلَى أَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ وَأَعْلَمُ.


...وكما يرى المنصف، فإن الرّجل خلط في المسألة خلْط البطّ على الشطّ.


...هذه الفئة الدمّاجيّة المتعالمة لم يمعنوا في العلم ويتدرّجوا مرقاته ولا أصابوا حظًّا من الصناعة العلميّة سوى تمويهاتٍ على العوام ولا تمتّعوا بجميل الأدب وحُسْنِ الطّبائع بل أصيبوا في عمق أخلاقهم وسيرتهم.

وَإِذَا أُصِيبَ القَوْمُ فِي أَخْلاَقِهِمْ فَأَقِمْ عَلَيْهِمْ مَأْتَمًا وَعَوِيلاَ

... وأمّا إشباع النفس بحفظ العلوم الشرعيّة والأدبيّة مع خلوّها من الاسترشاد بالعمل بالمعاني التي حثّ عليها الإسلام ونوّه بها ودعا إليها –كما تقدّم- فإنّ هذه العلوم –حينئذٍ- حجّةٌ عليك لا لك، فهو حفظُ علمٍ لا رُوحَ له معه، بل هو بمنزلة الجسد الخراب.

قال الشّاعر:
وَلَيْسَ بِعَامِرٍ بُنْيَانُ قَوْمٍ إِذَا أَخْلاَقُهُمْ كَانَتْ خَرَابَا».

بارك الله فيك أخي هشام على نقل الموضوع وجزى الله ادارة موقع الشيخ فركوس حفظه الله على بيان عوار هذه الفئة الشاذة من السلفيين المصابة بالهوس والحمق العالي التركيز ... ويكفي اعادة هذا الكلام لفهم هذه العقلية الفذة :

[[[[... وهذا ليس بغريب على النّموذج الدمّاجي في ردّ هذه القواعد، فقد ربّاه شيخه على هذا المسلك التّربويّ المَقيت، حيث صرّح شيخُه من قبلُ بكلّ معاني الاحتقار والتّهوين أنّه يبول -أكرمكم الله- على القواعد الأصوليّة للإمام الشافعيّ رضي الله عنه(٤- في شريط: «تبيين الكذب والمين».).]]]]

اخوكم ابوسارية
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04-22-2010, 07:43 PM
هشام بن حسن هشام بن حسن غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 255
Post وقفتان

لي مع هذا الرد الرائع وقفتان اثنتان :
أولاهما : في نصيحة هؤلاء بالتحلي بالأخلاق الحسنة .
كنت أقرأ كلاما في ذكر وقائع الهجرة الأولى إلى الحبشة ، فاسترعاني قول جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه للنجاشي :" أيها الملك كنا قوما على الشرك نعبد الأوثان ونأكل الميتة ونسيء الجوار يستحل المحارم بعضنا من بعض في سفك الدماء وغيرها لا نحلل شيئا ولا نحرمه فبعث الله إلينا نبيا من أنفسنا نعرف وفاءه وصدقه وأمانته فدعانا إلى أن نعبد الله وحده لا شريك له ونصل الأرحام ونحمي الجوار ونصلي لله عز وجل ونصوم له ولا نعبد غيره . ( وقال زياد عن ابن اسحاق : فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الأرحام وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام - قال : فعدد عليه أمور الإسلام - " ( صحيح السيرة النبوية للشيخ الألباني ص 174 ) ، فقلت في نفسي : هذا هو الإسلام وهذه هي سماحته وعظمته ، دعوة إلى التوحيد من دون إغفال الدعوة إلى التحلي بالأخلاق الحسنة والآداب العالية والتي بها يرغب الناس في الإسلام ويطمئنون إليه أكثر ، أما سوء الخلق وجفوة الطباع فلا تزيد إلا من النفور والإعراض والصدود وشماتة الأعداء بنا ، وبعد هذا يعذرني بعض إخواننا حينما رددنا على هؤلاء الدماجيين ، لأننا رأينا أن السكوت عنهم جريمة لأنها تفضي إلى تشويه صورة الإسلام السمحة النقية التي كان عليها المسلمون الأوائل .

ثانيهما : جاء في ختام هذا الرد الجميل : "وبعد هذا، فإنّ الإدارة تطلب منسعيد بن دعّاس وأعوانه ومن يقف وراءه أن يتوبوا إلى الله جميعًا، وأنيتحلَّوْا بالأخلاق الفاضلة والآداب الرفيعة، ويُقْبِلوا على شيخنا أبيعبد المعز -حفظه الله- بالاعتذارِ عمّا صدر منهم -من غير تكبُّرٍ أو عنادٍأو تعنُّتٍ- كما اعتذر -من قبلُ- أبو محمّد عبد الحميد بن يحيى الحجّوريعند مقابلته لشيخنا في مقرِّ موقعه الرسميّ عسى أن تنفعَهم استقامتُهمواعتذارُهم﴿يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾."
وفي هذا تكذيب صريح لعبد الحميد الحجوري حينما ادعى ولو خلسة وفي الخفاء أنه دخل مقر الموقع ناصحا شيخنا أبا عبد المعز ، كما أن فيه كشف لتمويه للفتان حمزة السوفي حينما ذكر في بيانه الذي حذّر فيه مني ! :"الأمرالأول: زيارة إخوانه مشايخ ودعاة السنة ، والتعرف على دعوتهم ، وقد حصلذلك بحمد الله تعالى ، ومما دار بينهم الكلام حول بعض المسائل الدعويةالمطروحة في الساحة ، وحصل أحذ وردّ وتناقش في بعضها ..." فلم لم يُنص على الاعتذار ألأنه تواطأ في الكذب مع صاحبه الحجوري ؟! هذا الكذب الذي أصبح معهودا عنه وللأسف الشديد ، وقد أخبرني أحد إخواننا من وادي سوف أنه أشهر لهم هنالك بتوافق شيخنا معه و و و مما يتوصل من خلاله إلى أن شيخنا تراجع عن قدحه له ، وأنه يزكيه ويثني عليه ، وهذا كله كذب مفضوح ، بل شيخنا لا يزكيه أبدا إلى حد الساعة ! بل في تلكم الجلسة التي كانت مع شيخنا أبي عبد المعزـ حفظه الله ـ والتي يموه بها على الناس في الجنوب ، أكّد بأنه لم يؤلّب شيخه الحجوري على شيخنا أبي عبد المعز ، حتى استنطق شيخنا أحد الإخوة الأفاضل الذين سمعوا الحجوري وهو يقرر بأن حمزة هذا هو الذي أخبره عن شيخنا أبي عبد المعز واشتكى له تحذيره من دماج ، فلم الكذب المتوالي أيها الفتى السوفي ؟ وحسبنا الله ونعم الوكيل .
__________________

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
السكايب : hicham14301
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-22-2010, 07:49 PM
ادم بن سليمان تولدى ادم بن سليمان تولدى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بريطانيا
المشاركات: 250
افتراضي

جزاك الله خيراً اخى الفاضل هشام بن حسن وذكّرنى هذا المقال بكلمة اخينا الفاضل ابو سارية ان الباعوض بأرض دمّاج يستنسر.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-22-2010, 08:11 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,046
Lightbulb

اقتباس:
وهو يقرر بأن حمزة هذا هو الذي أخبره عن شيخنا أبي عبد المعز واشتكى له تحذيره من دماج ، فلم الكذب المتوالي أيها الفتى السوفي ؟ وحسبنا الله ونعم الوكيل .


شتان شتان ..
هل يفقهون
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
من لها ؟
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04-22-2010, 08:15 PM
عبد الرحمن عقيب الجزائري عبد الرحمن عقيب الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 759
افتراضي

قال أخونا أبوسارية .....وقد سئل شيخنا أبو عبد المعزّ -حفظه الله- في إحدى حلقاته بعد صلاة الصّبح عن النّموذج الدمّاجيّ الحاليّ الذي يُرَادُ فرضُه كمسلكٍ تربويٍّ للمنهج السّلفيّ مع اغترار النّاشئة عندنا في الجزائر بهم من جهة أنهم يحفظون القرآن والمتون والأشعار، ويدرسون عدة كتب ورسائلَ في ظرف قصير كالأسبوع ونصف الشهر.

فأجاب –حفظه الله-: «إن أسباب سعادة الأمّة ونموِّها واستقرارِ دولتها وبقاءِ حكمها تكمن في الأخلاق التي شرعها الله لعباده ونوّه بها، ودعا إلى تربية الخُلُق الحَسَنِ وتنميته في نفوس المسلمين، وقد بعث الله تعالى نبيّه لإتمام مكارم الأخلاق التي يستقيمون بها، وعليها تقوم دولتهم كما قال الشّاعر:


وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاَقُ مَا بَقِيَتْ فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاَقُهُمْ ذَهَبُوا



ومِن جماع حُسن الخُلُق مع الناس: بذلُ المعروف قولاً وفعلاً وكفُّ الأذى قولاً وفعلاً، وقد جاء في الحديث: «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ»(٣٥- أخرجه البخاري (1/9) في الإيمان، باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ومسلم في «الإيمان» (1/39) رقم (40)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه.)، وقال صلّى الله عليه وآله وسلم: « مَا شَيْءٌ أَثْقَلَُ فِي مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللهَ لَيُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيءَ»(٣٦- أخرجه الترمذي في «البر والصلة» باب ما جاء في حسن الخلق (2002)، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2/535).)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم -أيضًا-: «إِنَّ المُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ القَائِمِ»(٣٧- أخرجه أحمد في «مسنده» (6/187)، وأبو داود في «الأدب» باب في كراهية الرفعة في الأمور (4798)، من حديث عائشة رضي الله عنها. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2/421).).

وإذا كان الإسلام يدعو إلى أسباب سعادة الأمّة وقيام دولتها وحكمها بالأخلاقِ، وجَعَلَ البرّ يُطْلَقُ على مجامعِ حُسْنِ الخُلُقِ كما في الحديث: «البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ»(٣٨- أخرجه مسلم في «البرّ والصلة» (2/1190) رقم (2553)، من حديث النوّاس بن سمعان رضي الله عنه.)، فكيف يكون مَنْ فقد القيم الأخلاقيّة والمعايير الأدبيّة مثلاً تربويًّا يحتذى به وتعكس قدوتُه صفاءَ المنهج السلفيِّ القويم؟!

أمّا تزويد النّفس بحلقات مكثَّفةٍ فمتوقّفٌ على نوعيّة الشّيخ المربّي وكيفيّة بلورة هذه العلوم وصقلها في أذهان الطّلبة، وإذا كان اللازم باطلاً فالملزومُ مثله، والمعلوم أنّ من أتى العلم بالكليّة في ظرفٍ قصيرٍ من غير لقاح له فَهَشٌّ، سرعانَ ما يتخلّى عن صاحبه، وقد قيل: «مَنْ رَامَ العِلْمَ جُمْلَةً ذَهَبَ عَنْهُ جُمْلَةً»، وعن ابنِ المُنْكَدِرِ: «العِلْمُ يَهْتِفُ بِالعَمَلِ، فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلاّ ارْتَحَلَ»(٣٩- «اقتضاء العلم العمل» للخطيب البغدادي: (36).).

وأمّا إشباع النفس بحفظ العلوم الشرعيّة والأدبيّة مع خلوّها من الاسترشاد بالعمل بالمعاني التي حثّ عليها الإسلام ونوّه بها ودعا إليها –كما تقدّم- فإنّ هذه العلوم –حينئذٍ- حجّةٌ عليك لا لك، فهو حفظُ علمٍ لا رُوحَ له معه، بل هو بمنزلة الجسد الخراب.

قال الشّاعر:


وَلَيْسَ بِعَامِرٍ بُنْيَانُ قَوْمٍ إِذَا أَخْلاَقُهُمْ كَانَتْ خَرَابَا». انتهى كلام شيخنا
وإتاما للفائدة أنقل كلاما جيدا لشيخ الإسلام قال رحمه الله وتتبع المعاني أشرف من تتبع الألفاظ وهي معها كالأرواح مع الأجساد فاللفظ بلا معنى جسم بلا روح ومن لم يعلم من الكلام إلا لفظه فهو مثل من لم يعلم من الرسول إلا جسمه ومن لم يعلم من الصلاة إلا حركة البدن...
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 04-22-2010, 08:48 PM
عبد الرحمن عقيب الجزائري عبد الرحمن عقيب الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 759
افتراضي

الحمد لله أما بعد
أرجوا من القُرَّاء الكرام الإستفادة من القواعد المبثوثة في هذا الرد العلمي والتدّرب على كيفية
تخريج الفروع على الأصول وإنزالها على الواقع
أبعد هذه الحقائق يقال عبد الرحمن ما استطاع الصبر على برد وفاصوليا دماج لهذا طعن فيهم !!!
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
t a g s

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:22 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.