جناية المدح والثناء / الشيخ عبد الله العبيلان

[ابوعبد المليك]

قال تعالى:{فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ }
[النجم:32].

وقال تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ۚ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا}
[النساء:49].

وفيها من العلم التنبيه إلى خطورة المدح بسبب ما يتركه على الممدوح من أثرٍ نفسي قد يودي به لمهالك أخلاقية، بل إنَّ الشيطان يعتبر المدح من الفرص الهامَّة والتي يثِق بفاعليتها في الإفساد،

فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ :
يَا مُحَمَّدُ يَا سَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا ، وَخَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَاكُمْ ، لَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ، وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللهُ )
رواه الإمام أحمد وصححه الألباني،

ومن سلبيات الإطراء أنك حين ترفع إمرأً فوق منزلته تثير حفيظة الآخرين عليه، فيدفعهم هذا إلى محاولة الحطِّ من قدره؛ فأنت من أنشأ جبهاتٍ معادية لمن كنت تُغدق عليه المدح والثناء،

فحذار من الإفراط في الحديث عمّن تحب، واعلم أن إطراءك له أمام الآخرين يثير فيهم الحسد والغيرة ، قال تعالى:
{ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }
يوسف:8

والله أعلم

١٦-١٠-١٤٣٩هـ

[سعيد رشيد]

جزاك الله خيرا و نفع بك