(استراحة ) القدس بين عيون الماضي وأبواب المستقبل الحاضر

[ابو بكر فادي عساكر]

ما زالت عيني ترنو إلى تلك الإيام الجميلة التي قضيتها في القدس - سلمها الله - وبإستذكار جزء من طوية العصر التي أضحت أسيرةً في أحضان من لا يعرف حقها ، ولا يقضي بسلمها ....

القدس منبع الحب والمودة وعلامة حبها ، تفضيلها بخصوصية المسجد الذي فيها على مال الدنيا بأسره وصدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قال :((صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلى هو، وليوشكن لأن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعاً))..

ومما يُستذكر عياناً وتستروح بذكره النفوس من غير غلو ولا شطط ، ولا سبل الشيطان ولا فرط ، أماكن وأوصاف ، وأبوابها بلا اختلاف ..

كان أحمد مطر يقول :
يا قدس معذرة ومثلي ليس يعتذر
ما لي يد في ما جري فالأمر ما أمروا
وأنا ضعيف ليس لي أثر
عار علي السمع والبصر .أ.هـ.

أما أبوابها فهي سبعةٌ

أولها : باب العمود
يرجع تاريخه إلى عهد السلطان (سليمان القانوني ) العثماني وتعلو هذا الباب قوس مستديرة قائمة بين برجين ويؤدي بممر متعرج إلى داخل المدينة، أقيم فوق أنقاض باب يرجع إلى العهد الصليبي .

وقد سمي بهذا الإسم بسبب عمود داخل الباب بُني أيام الإمبراطور هادريانوس،ويظهر العمود في خريطة الفسيفساء التي عثر عليها في الكنيسة البيزنطية في" مأدبا " وقد بقى هذا العمود حتى الفتح الإسلامي ولذلك سمى العرب الباب "باب العمود " وكان يدعى من قبل باب دمشق لانه مخرج القوافل إليها ..

صورة لباب العامود أُلتقطت عام 1857م




وهذه الصورة أُلتقطت عام 1928م


وهذه صورة حديثة لباب العامود



وهذه صورة لباب العامود وقد كسته الثلوج ثوباً أبيضاً لا مثيل له

[ابو بكر فادي عساكر]

هذه الصورة أُلتقطت من فوق سور باب العامود

[ابو بكر فادي عساكر]

وهذه صورة أخرى لباب العامود



الناظر في هذه الصورة يتخيل أنه يمشي إلى الأمام وعلى يمينه باب العامود
بعد ما يقارب 150 متر باب الزاهرة الذي سيأتي معنا لاحقاً - إن شاء الله -

[ابو بكر فادي عساكر]

ثانيها : باب الساهرة
أو ما يسمى محلياً بـ (باب الزاهرة)، ويسمى أيضاً باب هيرود ،ويقابل الباب من الخارج شارع صلاح الدين وهو من أهم الشوارع التجارية في مدينة القدس ، يعود بناء الباب إلى العصر الفاطمي وجدد بناءه صلاح الدين الأيوبي - رحمه الله - وكذا سليمان القانوني ، الداخل من هذا الباب يصل الى حي باب حطة ومنه الى المسجد الاقصى المبارك. كما يقود الباب الى حارة السعدية الواقعة في الجهة الشمالية من البلدة القديمة، ويستطيع الداخل من باب العمود كذلك الوصول إلى حارة السعدية .

أغلق هذا الباب مرات عديدة على مدار الفترة العثمانية، وكان اخر إغلاق قد انتهى في عام 1917م، ثم أعيد فتحه ليبقى مفتوحا حتى اليوم.

صورة قديمة لباب الزاهرة



وهذه صورة حديثة



وتلك أيضاَ