حوار هادئ مع سروري ....(2)

[المهندس الأثري]

حوار هادئ مع سروري2!
................تتمة
قال السروري: دعوت للتوحيد بأنواعه ولم تقم بالدعوة إلى توحيد الحاكمية! وما رأينا منك سوى الانعزال السياسي والتنظير العلمي!
وما استفدنا منك إلا التنظير!!

قال الأثري: إن مما قرره أهل العلم في كتب العقيدة أن التوحيد يشمل توحيد المعرفة والإثبات وتوحيد الطلب والقصد أي أن التوحيد للربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات وهذا بالاستقراء والسبر للنصوص الشرعية وليس تقسيماً محدثاً!
أما توحيد الحاكمية فهو داخل في توحيد الألوهية والربوبية ولم يجعله أهل العلم المتقدمين قسماً وحده! ولا أرى هذا التقسيم دخل إليك إلا من لوثتك المنهجية القطبية!

قال السروري: إذاً أنت تهون من مسألة الحاكمية! وقضية الحكم بغير ما أنزل الله! ولازم كلامك التجويز لهذه المسألة الخطيرة!

قال الأثري: لقد ألزمتني بكلام لم أتكلمه ولا يلزم من عدم جعل الحاكمية قسما مستقلا أنني أهون من هذه الموضوع وقضية الحكم بغير ما أنزل الله مسألة عظيمة وخطيرة جداً وصاحبها بين الكفر والظلم والفسق كما فصل أهل العلم! وهو تحت الوعيد الشديد

قال السروري: إن الحاكم بغير ما أنزل الله كافر الكفرالأكبر وهومخرج من الملة وقد قال تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) فدل على كفره!

قال الأثري: إن استدلالك بهذه الآية فقط بمعزل عن باقي النصوص هو استدلال ناقص موافق لهواك! وقد جاءت الآيات بلفظ (الكافرون/الفاسقون/الظالمون) فدل على أن الحكم بغير ما أنزل الله يتراوح بين الفسق والظلم والكفر وقد فسر ابن عباس الآية أنه ليس بالكفر الذي تذهبون إليه وقال كفر دون كفر وليس كفراً ينقل عن الملة!
قال السروري: إن هذا التفسير ضعيف! وهو تفسير صحابي يصيب ويخطئ! فلا بد من حمله على الكفر الأكبر

قال الأثري: إن هذا التفسير قد صححه أهل العلم من المحدثين وتلقوه بالقبول وليس بأمثالك من ينصب نفسه ليضعف الأحاديث ويصححها على هواه, ومما تقرر عند أهل العلم والتفسير أن قول الصحابي الموقوف الذي ليس فيه مجال للرأي أو التكلم عن شيء غيبي وما أشبه فإنه له حكم المرفوع!
فكيف وقد جاء في صحيح مسلم في حديث رجم الزاني اليهودي أيضاً أن الآيات نزلت في الكفار كلها
قال السروري: ليست العبرة بخصوص السبب بل بعموم اللفظ فيدخل غيرهم ممن لم يحكم بغير ما أنزل الله من الحكام!
قال الأثري: إن مما ذكره أهل العلم أن الحاكم الذي يقول بأن حكمه أفضل من حكم الله أو مساوٍ له أو أنه سيان فإنه كفر وأما إذا حكم للهوى والمعصية مع إقراره لحكم الله فإنه ظلم وفسق ولا يخرج من الملة وليس معنى ذلك التهوين أو التجويز لهذه المسألة الخطيرة! ولو كنت أنت مثلاً قاضيا شرعياً تقضي بما أنزل الله وجئت إليك وقدمت لك الرشوة وقد طاوعت هواك ونفسك فأخذتها وخالفت حكم الله فإنك لن تكفر نفسك وتخرجها من الملة فلماذا الكيل بمكيالين!
قال السروري: لكن الله حكم عليهم بالكفر؟
وحكام اليوم بدلوا شرع الله !
قال الأثري: مما قسمه أهل العلم أن الكفر كفران كفر أكبر وكفر أصغر وقد سمى بعض العلماء الكفر الأصغر بالكفر العملي وفي بعض النصوص وصف النائحة والطاعن بالنسب ومن أتى المرأة في دبرها بالكفر وغيرها من النصوص وقد حمله أهل العلم على الكفر الأصغر الكفر العملي
وأما القول أن الحكام بدلوا شرع الله فهذا إطلاق غير صحيح وتصور غير واقعي ونحن نرى كثيرا من المظاهر الشرعية والأحكام الشرعية في البلاد الإسلامية مع وجود التقصير في كثير من الجوانب وعدم التحكيم لشرع الله في أمور كثيرة لا ينبني على ذلك تكفيرهم والخروج عليهم وبالمقابل لا نهون من هذه المسألة العظيمة

قال السروري: إذا لازم كلامك! أنت تحصر الكفر بالجحود ولا تكفر بالعمل! وبالتالي لا تكفر تارك الصلاة المجمع على كفر تاركها!
قال الأثري: سأبين لك في المجلس القادم لانشغالي الآن ببعض الأمور العلمية
قال السروري: وأنا منشغل الآن عندي تجهيز للقاء تلفزيوني لأقوي بسواعدي الإخوة في الله وزملائي في العمل الدعوي! لنكون سواعد الإخاء الدعوية
والسلام عليكم

>>>> يتبع في الحلقة القادمة
✍️م.منتصر بيبرس
عمان - الأردن