أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
95523 89571

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الفقه وأصوله - للنساء فقط

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-31-2012, 07:52 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي المَـطـــَــــــر

المَـطــَـــــــر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

قال الله - تعالى -: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ. [1]

لو أمعنــّــا النظر في هذه الآية الكريمة، وتفكرنا في عجائب قدرة الله – تبارك وتعالى – في خلق السموات والأرض وما بث فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ، وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وما له من أثر في تقلّب الفصول، والحرارة والبرودة لعلمنا أن لله - تعالى - الحكمة البالغة في خلقه، قد لا ندرك الإحاطة بتفاصيلها، وبفضل الله - تعالى - قد يتجلى للعلماء مع مرور الأيام الكثير من الحقائق العلمية الدالـــَّــــة على صدق الرسالة وصدق المرسل «الله» - تبارك وتعالى - وصدق الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وذلك مما يزيد اليقين في القلب؛ ويزيد الإيمان ويثبته.

أمرنا - سبحانه وتعالى - بالتفكر والتدبّر بآثار رحمة الله الدالـــّــــة على عظيم قدرته، ففي فصل الشتاء يكثر نزول المطر، وفي فصل الصيف تهطل الأمطار الموسمية، والإستوائية على مدار العام، وكذلك القطبية وتكون على شكل ثلج وبَرَد، وأما الأمطار الإعصارية فإنها تصحب الأعاصير؛ فسبحان من يدبر الأمر بفضله وعلمه ورحمته وحكمته.
قال ابن القيِّم رحمه الله تعالى عن المطر: [ويرسله قطراتٍ منفصلة لا تختلط قطرة منها بأخرى؛ ولا يتقدم متأخرها؛ ولا يتأخر متقدمها؛ ولا تدرك القطرة صاحبتها فتمتزج بها]. ا هـ. فسبحان الله ! إذا كان هذا حسن تدبيره في قطرات المطر؛ فكيف بحسن تدبيره لشؤون خلقه؛ وعامـــَّـــة أمورهم !.

قال الله - تعالى-: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ۞ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ [2]..

عن ابن عباس –رضي الله عنه– قال: أقبلت يهود إلى النبيّ – صلى الله عليه وسلم – فقالوا: "يا أبا القاسم ! نسألك عن أشياء إن أجبتنا فيها اتبعناك وصدقناك وآمنــّـا بك، قال : فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على نفسه، قالوا: واللهُ على ما نقول وكيل، قالوا أخبرنا عن علامة النبيّ قال: (تنام عيناه ولا ينام قلبه)، قالوا: فأخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكّر؟، قال: (يلتقي الماءان فإن علا ماءَ المرأة ماءَ الرجلِ أنثت، وإن علا ماء الرجل ماءَ المرأةِ أذكرت)، قالوا: صَدَقت، فأخبرنا عن الرعد ما هو ؟ قال : (الرعد ملك من الملائكة مُوَكَّلٌ بالسحاب، بيده أو في يده مخراق من نار، يزجر به السحاب، والصوت الذي يسمع منه، زجره السحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمره) (حديث حسن) [3].

وعن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عبد الله بن الزبير – رضي الله عنهم -: أنه كان إذا سمع الرعد [4]ترك الحديث وقال: (سبحان الذي يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته، ثم يقول: إن هذا لوعيد شديد لأهل الأرض) قال الألباني: (صـحـيـح) [5].

عن يزيد بن المقدام بن شريح عن أبيه المقدام عن أبيه، أن عائشة – رضي الله عنها - أخبرته: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى سحابا مُقبلا من أفق من الآفاق، ترك ما هو فيه وإن كان في صلاته حتى يستقبله، فيقول: (اللهم إنا نعوذ بك من شر ما أرسِلَ به، فإن أمْطِر قال : اللهم صيّبا نافعا مرتين، أو ثلاثة، وإن كشفه الله - عز وجل - ولم يمطَر، حمد الله على ذلك) [6].

ومن أسماء السحاب:
المُزْن:
قال الله - تعالى -: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ۞ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ۞ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ[7].

المُعْصِرات: ﴿وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ۞ لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا.[8]

وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو عند رؤية السحاب والمطر: فعن عائشة - رضي الله عنها -: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى ناشئا في أفق السماء، ترك العمل وإن كان في صلاة، ثم يقول: اللهم إني أعوذ بك من شرها فإن مُطِر [9] قال: اللهم صيّباً هنيئا).
[10].

من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني - رحمه الله تعالى -.

وكتبته: أم عبدالله نجلاء الصالح

يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
________

[1]. [سورة البقرة : 164].
[2]. [سورة النور 43 - 44].
يزجي : يسوق السحاب ثم يؤلف بينه، بقدرته وبأمره، فأول ما ينشئها تكون ضعيفة، فيدفعها رويداً رويداً، وهو الإزجاء، {وجئنا ببضاعة مزجاة} أي: مدفوعة.
سحاباً : غيماً، سواءً أكان فيه ماء أم لم يكن. انظر: [المعجم الوسيط 1/ 418].
ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا : أي متراكماً بعضه فوق بعض.
الودق : المطر. وهو الماء النازل مِن السحاب. انظر: [المعجم الوسيط 1/ 48].
مِنْ بَرَدٍ : البَرَد هو: الماء الجامد ينزلُ من السحاب قطعاً صغيرة. ويسمى: حبّ الغمام، وحبّ المُزْن. انظر: [المعجم الوسيط 2/ 875].
[3]. انظر: [السلسلة الصحيحة 4/ 491 رقم 1872].
[4].وصوت الرعد: الهزيم، والسجْر : وهي مصدر، وقد تستعمل في صوت الرعد. انظر: [القاموس المحيط 1/ 417].
[5]. انظر: [ الأدب المفرد 1/ 252 رقم 723].
[6]. قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر: [سنن ابن ماجة 2/ 1280 رقم 3889].
[7]. [سورة الواقعة 68 - 70].
[8]. [سورة عمّ 14 – 16].
[9]. مُطِر، تمطر: ذهب ماء المطر في الأرض، وفرس متمطر. أي: سريع كالمطر.
والمُستمطِر: طالب المطر، والمكان الظاهر للمطر، ويعبّر به عن طالب الخير.
[10]. قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر: [سنن أبي داود 4/ 326 رقم 5099].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:25 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.