أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
122452 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-23-2018, 05:35 PM
شرف الدين الأثري شرف الدين الأثري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 33
افتراضي ما الذي ينبغي فعله لمن لا يستطيع أن يضحي

ما الذي ينبغي فعله لمن لا يستطيع أن يضحي


جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل:
"أُمِرتُ بيوم الأضحى عيدا جعله الله -عز وجل- لهذه الأمة".
فقال الرجل: "أرأيت إن لم أجد إلا منيحة أنثى أفأضحي بها؟"
قال: "لا، ولكن تأخذ من شعرك، وتقلم أظفارك، وتقص شاربك، وتحلق عانتك، فذلك تمام أضحيتك عند الله عز وجل".

الحديث أخرجه أحمد (2/169)، وأبو داود (2789)، والنسائي (4365)، وغيرهم، وهو حديث صحيح ورجاله ثقات.

إلا أنه يجب التنبيه على أن العلامة الألباني قد ضعفه بسبب عيسى بن هلال الصدفي - وهو تابعي مصري - وقال عنه في "تخريج المشكاة" (1/466): "وفيه عندي جهالة، فقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/1/290) ولم يذكر فيه جرحا ولا توثيقا، وإنما وثقه ابن حبان، وهو معروف بتساهله في التوثيق".

هذا ما ذكره الشيخ - رحمه الله تعالى - ويَرِدُ على ما ذكر بعض ملاحظات، وهي كالآتي:

أولا:
قال الشيخ الوليد بن سيف النصر في تحقيقه لكتاب "الشريعة" (1/295) بعد ما نقل كلام الشيخ الألباني السابق: "قلت: سكوت ابن أبي حاتم عن تابعي يعني أنه ثقة عنده كما صرح بذلك في مقدمة كتابه. ذكر المزي في "تهذيبه" (23/53) خمسة رووا عنه. فبهذا وغيره يتبين أن الرجل ليس مجهولا، بل أقل درجته أنه حسن. وبمثل هذا الكلام وأقل منه يحسن الشيخ أحاديث".

ثانيا:
قال الشيخ الألباني في "تمام المنة" (ص 25) عن توثيقات ابن حبان: "إن مما يجب التنبيه عليه أيضا، أنه ينبغي أن يضم إلى ما ذكره المعلمي أمر آخر هام، عرفته بالممارسة لهذا العلم قل من نبه عليه، وغفل عنه جماهير الطلاب، وهو: أن من وثقه ابن حبان وقد روى عنه جمع من الثقات، ولم يأت بما ينكر عليه، فهو صدوق يحتج به، وبناء على ذلك قويت بعض الأحاديث التي هي من هذا القبيل".
قال الشيخ عبد الكريم الخضير: "الأكثر من أهل العلم على أن ابن حِبان متساهل في التوثيق، والذي حرره بعض المحققين أن ذِكْر ابن حبان للراوي في ثقاته إمّا:
- أن يكون مقرونًا بما يدل على توثيقه.
- أو يكون ممن روى له في صحيحه.
- أو يكون ذكرًا مجردًا غير مقرون بالتوثيق ولا بوصفٍ يرفع عنه الجهالة، ولم يُخرِّج له في صحيحه.
فإن كان مقرونًا بتوثيقه فابن حبان إمام من أئمة الجرح والتعديل، وقوله حينئذٍ معتبر، وكذلك إذا ذكره في ثقاته وخرج له في صحيحه فهذا يدل على قوته عنده، وأمّا مجرد وروده في كتاب (الثقات) من غير توثيق له ولا وصفه بما يرفع عنه الجهالة، ولا إخراج له في (الصحيح) فهذا الذي يقول عنه أهل العلم: إنّه يحتاج إلى أن ينظر في أقوال الأئمة الآخرين".
"فتاوى نور على الدرب"، الحلقة الستون، رقم الفتوى: 5483.

ثالثا:
لم ينفرد ابن حبان بتوثيق عيسى بن هلال، بل وثقه أيضا الإمام يعقوب بن سفيان الفسوي حيث ذكره في "ثقات من تابعي أهل مصر" في كتابه "المعرفة والتاريخ" (2/487).
ونجد كذلك أن علماء الحديث كالترمذي والحاكم والمنذري والذهبي وغيرهم قد صححوا عدة أحاديث فيها عيسى بن هلال، وهذا يعتبر توثيقا له، وهو ما يُعرف بالتوثيق الضمني.
وقد قال العلامة الذهبي عن صور التوثيق الضمني في "الموقظة" (ص 17): "الثقة من وثقه كثير ولم يضعف ، ودونه: من لم يوثق ولا ضعف ، فإن خرج حديث هذا في (الصحيحين) فهو موثق بذلك ، وإن صحح له مثل الترمذي وابن خزيمة ، فجيد أيضا، وإن صحح له كالدارقطني والحاكم ، فأقل أحواله: حسن حديثه".

رابعا:
هذا الحديث قد صححه كثير من الأئمة وعلماء الحديث، منهم:
- الحاكم، وقد صححه في "المستدرك" (4/223) على شرط الشيخين، فتعقبه الإمام الذهبي بقوله: "بل صحيح"، أي إنه ليس على شرطهما.
- الإمام عبد الحق الإشبيلي، وقد صححه في "الأحكام الوسطى" (4/125).
- الحافظ ابن حجر، حيث ذكره في الفتح (12/103) وقال: "صححه ابن حبان" ولم يتعقب بشيء.
- بدر الدين العيني، وقد صححه في "نخب الأفكار" (14/512).
- الشيخ أحمد شاكر، وقد صححه في "تخريج المسند" (6576).
- الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، وقد صححه في "تخريج جامع الأصول" (1626).
- الشيخ شعيب الأرناؤوط، وقد صححه في "تخريج صحيح ابن حبان" (5914).
- الشيخ محمد بن علي آدم الأثيوبي، وقد حسنه في "ذخيرة العقبى" (33/285).

خامسا:
قال العلامة أبو الحسن السندي في "حاشية على النسائي" (4/243): "(ولكن تأخذ من شعرك) الخ. كأنه أرشده الى أن يشارك المسلمين في العيد والسرور وإزالة الوسخ فذاك يكفيه إذا لم يجد الأضحية، والله تعالى أعلم .(تمام أضحيتك) أي هو ما يتم به أضحيتك بمعنى أنه يكتب لك به أضحية تامة لا بمعنى أن لك أضحية ناقصة إن لم تفعل ذلك وإن فعلته تصير تامة، والله تعالى أعلم".
وقال المحدث شمس الحق عظيم آبادي في "عون المعبود" (7/383) :"فتلك أي الأفعال المذكورة تمام أضحيتك تامة بنيتك الخالصة ولك بذلك مثل ثواب الأضحية".
وقال الشيخ محمد بن علي آدم الأثيوبي في "ذخيرة العقبى" (33/286) وهو يتحدث عن فوائد هذا الحديث: "منها: ما ترجم له المصنف رحمه الله تعالى، وهو بيان حكم أن من لم يجد الأضحيةـ يسن له أن يتنظف، ويتهيأ ليوم العيد بأخذ شعره، وتقليم أظافره، وقص شاربه، وحلق عانته، فإنه يقوم مقام من ضحى.
ومنها: استحباب النظافة في يوم العيد، لأنه يوم اجتماع الناس.
ومنها: تأكد أمر الأضحية، بحيث إن من فقدها ينبغي له أن يشارك المسلمين بنظافة جسمه، وتحسين هيئته.
والله تعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب".

هذا، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:51 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.