أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
78457 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2020, 12:07 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
Lightbulb لماذا لم تتغير؟! / حمد أبو زيد العتيبي



بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا لم تتغير؟!

أنت مقتنع تمامًا بأنَّ هذا السلوك سلبي!
لكنَّك لا تغيِّر واقعك السلبي!!

هل فكرت في السبب؟

طيب، لا أريد الجواب منك.
لكني أريدك أن تنتبه لما أقوله لك (أنت).
نعم (أنت!) (أنت!!) لا غيرك.

إن من حيل النفس الكبيرة، ومن خدعها العظيمة (التقمص)

فهي تسعى جاهدة بسبب عجبها وغرورها أن تكون في كل محل حسن،
ولا ترضى أن تكون مستسصغرة مذنبة ملومة.


لذلك تجدنا عندما نقرأ كلام المصلحين والناصحين نسلم لهم بصحة ما يقولون ويعَلِّمون
لكننا لا نغيِّر من واقعنا شيئا!!

والسبب في ذلك أن النفس مباشرة تنقلك من الاستحسان والتصديق إلى التقمص لدور المتكلم؛
فتوهمك بسبب استحسانك للكلام أنك أنت قائله،
وعندها فلست معنيا به بل المخاطب به غيرك. فأنى لك تغييرها؟!

واللبيب من لا يتجاوز المراحل بل ينتقل بنفسه من (الاستحسان) إلى (المحاسبة)
المفضية بصاحبها إلى العمل بما استحسنته،
كما قال الله تعالى {فَبَشِّرْ عِبَادَ الّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فيَتّبِعُون أحْسَنَهُ}.

ولا يتقمص دور المصلح والمربي قبل مرحلة المحاسبة؛
لأن الإصلاح مرحلة تالية للصلاح والعمل.


وتأمل معي قول العالم الرباني أبي قلابة رحمه الله:
«إذا أحدث الله لك علمًا فأحدث له عبادة ، لا يكن همُّك أن تحدث به الناس»
(اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي».

فحذاري أن تستحسن هذا الكلام؛ وتستشرف لنشره متجاوزا مرحلة المحاسبة

لا، لا تفعل.
وإلا ما صنعنا شيئًا.
فكر بنفسك قبل أن تفكر بغيرك.
أهتم بنفسك فأنت رأس المال.


ولا تخف؛ فالدين لن يضيع، والناس فيها خير كثير.
ولكن خف على نفسك!
واجتهد في خلاصها ونجاتها!

وابدأ بنفسك فأنت أحق الناس بعلمك ووعظك وتذكيرك وتنبيهك
إذا كانت نفسك لا تزال جموحه لا تلين لك وتنقاد؛ فتحيل عليها،
وصانعها كما تصانع طفلا مشاغبا مشاكسا؛ فتطمعها تارة وتخوفها أخرى...

والمهم أن تغير من حالك؛ لأنه بصراحة يرثى له.

ولا أكتمك سرًا أنت كالمفضوح بين الناس، الذي يتهامس الناس بعيوبه
فإذا حضر غيروا حديثهم، ورحبوا به وهشوا وبشوا؛
فظن المسكين أنه أوحد زمانه بل أحد أركانه، تتوقف الأمة على تغريداته، وتترقب كلماته.


لا يغرنك لطفهم، ولا مجاملاتهم؛ فأنت أعرف بخلواتك وخفياتك منهم!!

أخرج نفسك من عالمك السرابي!!؛ فهذا العالم له قصة وحكاية.
فكل إنسان يعيش مع عالم يتوهمه في نفسه يبدأ بحديث النفس
ثم تتنقل به حتى تجده يدرس ويخطب بل ويحكم بلادا ويقود جيوشا ...
في خيالات من حديث النفس كالسراب أو كحلم نائم.
فتنومك هذه النفس الخداعة حتى لا تنتج شيئا نافعا في عالمك الواقعي.

وأنا أقول لك من الآن: أنت لن تنتج شيئا مالم تستيقظ من أوهامها وأحاديثها. بل وأكاذيبها.

وطريق ذلك
أن تعرف أنك أنت المخاطب قبل غيرك
بكل كلام تسمعه أو تقرؤه. بل وبكل ما تقوله أو تكتبه
!

أنت أنت، قل لها: أنا قبلهم. اجعله شعارا.
بل أصلا في نمط حياتك الجديدة.
أنا أولى به تعلما وعملا وصلاحا.
والله أنا أحوج من كل أحد لكل ما فيه صلاح نفسي وهدايتها.

اترك النمط المعتاد نمط المعلم والناصح والموجه والمربي والمفكر والخبير والمطلع.

واعمل بنمط حياة المتعلم العاصي المقصر الجاهل الذي كلما ظن أنه علم شيئا تبين له أن جاهل فيه؛

فلا يزال يصرح ويقول:

أنا المكدي وابن المكدي وهكذا كان أبي وجدي

وداوم على الاستغفار والدعاء

ولا حول ولا قوة إلا بالله




https://t.me/abozydotabi



***




__________________
قناة (المكتبة الورقية) على التليجرام
تضم عددا من الرسائل الدعوية والتعليمية على صيغة (pdf)
كتبها الفقير إلى عفو ربه
حمد أبو زيد العتيبي
على الرابط التالي:

https://t.me/Rasaelpdf
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:55 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.