الكُنّاشة البيروتية، ( فرائد ملتقطة، وفوائد متنوّعة، من بطون كتب السلف المتفننة ) - الصفحة 15

طاهر نجم الدين المحسي · #**141** 12-31-2012, 03:38 PM

جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبامعاوية البيروتي ونفع الله بكم وزادكم علما وحلما ...

أبو معاوية البيروتي · #**142** 01-03-2013, 09:34 AM

704 – سقط فاحش في بعض طبعات " البداية والنهاية " لابن كثير
في " البداية والنهاية " ( 13 / 70 / وفيات سنة 615 هـ ) الترجمة التالية :
القاضي شرف الدين، أبو طالب عبد الله بن زين القضاة عبد الرحمن بن سلطان بن (!) يحيى اللخمي الضرير البغدادي، كان يُنسَب إلى علم الأوائل ، ولكنه كان يتستر بمذهب الظاهرية ، قال فيه ابن الساعي : الداودي المذهب ، المعرّي أدباً واعتقاداً ... اهـ .
فشككتُ أن يكون حصل سقط في الطبعة التي بين يدي، وهي طبعة دار الكتب العلمية، لأني أعلم أن هناك ظاهريًّا آخر توفي في نفس السنة وهو داود بن أحمد بن يحيى الضرير المتوفى في المحرّم أو صفر، فرجعتُ إلى كتاب تاريخ الإسلام للحافظ الذهبي ( وفيات سنة 615 هـ ) فوجدتُ أنهما ترجمتين منفصلتين :
فالأولى للقاضي شرف الدين أبو طالب عبد الله بن زين الدين عبد الرحمن بن سلطان الدمشقي الشافعي المتوفى في شعبان ،
والثانية لداود بن أحمد بن يحيى الضرير البغدادي المتوفى في المحرم أو صفر،
وقد رجعتُ إلى الطبعة التي أشرف عليها الدكتور التركي، فوجدتهم قد فصلوا الترجمتين، ونبّهوا في الحاشية أن في إحدى النسخ حصل السقط المذكور أعلاه .
وفي ظني أن السقط حصل في الطبعة المصرية القديمة التي أعاد صفّها الكثير من دور النشر، ومن بينهم دار الكتب العلمية .

705 – الحافظ الذهبي رحمه الله لم يحرّر وسائل الشرك!
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شريطه ( جلسة خاصة ) : أما الذهبي - رحمه الله تعالى - فهو في توحيد العبادة جيد ، على طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية ، وفي الأسماء والصفات ، وعقائد السلف في الإيمان ، والقدر ، وغيره ؛ فهو كذلك على عقيدة السلف الصالح ، وله في ذلك مؤلفات كثيرة : كالعلو ، والأربعين ، وما أشبه ذلك.
وأما في وسائل الشرك ؛ فإنه حصل له عدم تحرير فيها - رحمه الله – خاصة في كتابه هذا الأخير ( السير ) الذي ألفه بعد وفاة شيخ الإسلام ابن تيمية ، بعد وفاة شيخ الإسلام بعشر سنين ؛ فعنده كثير من العبارات التي فيها تساهل بوسائل الشرك : كالدعاء عند القبور، والصلاة عندها ، والتبرك برؤية الصالحين ، أو التبرك بالدعاء عند القبور ، أو في الأماكن .. – في المشاهد ، أو أشباه ذلك ؛ فعنده تساهل في هذا ، راجع إلى عدم تحريره مسألة الوسائل ؛ وسائل الشرك .انتهى .
نقله الأخ أشرف السلفي

706 - ظاهرة التهاون بالمواعيد ..... بين "الوعد الشرقي" و "الوعد الغربي"
قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله : أليس عجيباً أن صار اسم "الوعد الشرقي" علماً على الوعود الكاذبة، واسم "الوعد الغربي" علماً على الوعد الصادق ؟
ومَن عَلَّمَ الغربيين هذه الفضائل إلاّ نحن ؟ من أين قبسوا هذه الأنوار التي سطعت بها حضارتهم ؟ ألم يأخذوها منّا ؟
من هنا أيام الحروب الصليبية، ومن هناك من الأندلس بعد ذلك، وهل في الدنيا دين إلاّ هذا الدين الذي يجعل للعبادات موعداً لا تصح العبادة إلاّ فيه، وإن أخلفه المتعبّد دقيقة واحدة بطلت العبادة ؟
إن الصوم شُرِع لتقوية البدن، وإذاقة الغني مرارة الجوع حتى يشفق على الفقير الجائع، وكل ذلك يتحقق في صوم اثنتي عشرة ساعة إلاّ خمس دقائق، فلماذا يبطل الصوم إن أفطر الصائم قبل المغرب بخمس دقائق ؟ أليس - والله أعلم - لتعليمه الدقة والضبط والوفاء بالوعد ؟ ولماذا تبطل الصلاة إن صُلِّيَت قبل الوقت بخمس دقائق ؟ لماذا يبطل الحج إن وصل الحاج إلى عرفات بعد فجر يوم النحر بخمس دقائق، أليس لأن الحاج قد أخلف الموعد ؟
أولم يجعل الإسلام إخلاف الوعد من علامات النفاق، وجعل المخالف ثلث منافق ؟ فكيف نرى بعد هذا كلّه كثيراً من المسلمين لا يكادون يفون بموعد، ولا يبالون بمن يخلف لهم وعداً أو يتأخّر عنه؛ حتى صار التقيُّد بالوعد والتدقيق فيه والحرص عليه، نادرة يتحدّث بها الناس، ويُعجبون بصاحبها ويَعجبون منه، وحتى صارت وعودنا مضطربة مترددة لا تعرف الضبط ولا التحديد .
وقال الشيخ الطنطاوي في مكانٍ آخر : صارت كلمة الوعد الشرقي رمزاً - مع الأسف - للوعد الذي لا يُوثَق به ولا يُطمأن إليه، وكلّما أوغلت في الشرق رأيت ذلك أظهر وأوضح .

707 -

أبو معاوية البيروتي · #**143** 02-08-2013, 05:51 PM

707 - فائدة حول إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب واستعمال التأشيرة ( الفيزا )
قال الشيخ عبد المحسن العبّاد حفظه الله : إن بقاء الكفار في جزيرة العرب قسمان : دائم ومؤقّت .
فأما البقاء الدائم فيها فلا يجوز؛ لأنه لا يجوز أن تكون وطناً لغير المسلمين - قال أبو معاوية البيروتي : وذكر الشيخ حديث مسلم في إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، وقول عائشة رضي الله عنها الذي رواه أحمد ( 6 / 275 ) : لا يُترَك بجزيرة العرب دينان ، ثم قال - :فلهذين الحديثين وأمثالهما لا يجوز أن تكون هذه الجزيرة وطناً لغير الإسلام، ولا يجوز أن يكون فيها أماكن للعبادة غير مساجد المسلمين .
أما البقاء المؤقّت فجائز؛ لقوله تعالى : { وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجِره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه }، ولأن الخليفتين أبا بكر وعمر رضي الله عنهما لم يُبادِرا إلى إخراج الكفار من هذه الجزيرة، وأيضاً فإن الذي قتل عمر رضي الله عنه - وتحقّقت له الشهادة التي أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلّم - كافر، فقد روى البخاري في صحيحه (3700
) قصة مقتل عمر وبيعة عثمان رضي الله عنهما؛ وفيها قول عمر رضي الله عنه ) : الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدَّعي الإسلام .(
تواطأ العالم في هذا الزمان على أن كل بلد يدخله مَن ليس من أهله بإذن من دولة ذلك البلد، أُطلِقَ على ذلك الإذن اسم ) تأشيرة دخول ( ، ومن دخل أيّ بلد بهذا الإذن يكون له الأمان على نفسه وماله، ولا يحصل له خلاف ذلك إلا باعتداء عليه بغير حق، والدخول إلى جزيرة العرب لغير المسلمين لا يجوز إلا في زمن مؤقّت، وينبغي أن يكون ذلك الدخول لِما تدعو الحاجة إليه، وما لا تدعو الحاجة كالخدم والسائقين ينبغي أن يُقتَصَر فيه على المسلمين، والذي يتولى إخراج الكفار من جزيرة العرب بعد دخولهم إيّاها ولاةُ الأمر فيها، فيتولى الإخراج مَن حصل منه الإذن بالدخول، ولا يجوز لأحد غيرهم القيام بشيء من ذلك ... إن الصحابة في عهد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لم يحصل من أحد منهم الاعتداء على أحد من الكفار بالقتل وما دونه بزعم الإخراج من جزيرة العرب، لعلمهم أن الذي يتولّى الإخراج هم ولاة الأمور . اهـ .
المصدر : كتب ورسائل الشيخ عبد المحسن العبّاد ( 6 / 255 ) .

708 – أدب السلف الصالح مع بعضهم إذا نُقِل إليهم عن شخص ما لم يقله!
روى مسلم ( 2069 ) أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أرسلت مولىً لها إلى عبدالله بن عمر فقالت بلغني أنك تحرِّم أشياء ثلاثة العلم في الثوب وميثرة الأرجوان وصوم رجب كله، فقال عبدالله: أما ما ذكرت من رجب فكيف بمن يصوم الأبد؟! وأما ما ذكرت من العلم في الثوب فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول (( إنما يلبس الحرير من لا خلاق له )) فخفت أن يكون العلم منه، وأما ميثرة الأرجوان فهذه ميثرة عبدالله، فإذا هي أرجوان.
قال العلّامة ابن عثيمين رحمه الله: فانظر إلى السلف الصالح كيف يتأدب بعضهم مع بعض ، وإذا نُقِلَ إليه عن الشخص ما لم يقله ، فلا يذهب ينشره بين الناس ، بل أرسلت إليه تسأله وتبين أن ما نُسب إليه ليس بصحيح ، هذه اللطيفةُ لعلها تكونُ أكثر فائدة مِنْ كثيرٍ منْ دروسنا .
فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام ( 1 / 154 – 155 ) ( منقولة )

709 – توبة الكاتب الجويني من شرب الخمر لأعجوبة رآها!
قال العماد الأصبهاني: حدثني سعد الكاتب بمصر، قال: كان حسن بن علي الجويني صديقي، وكان يشرب الخمر، فحدثني أنه كان يكتب مصحفا، وبين يديه مجمرة وقنينة خمر، ولم يكن بقربي ما أندي به الدواة، فصببت من القنينة في الدواة، وكتبت وجهة، ونشفتها على المجمرة، فصعدت شرارة أحرقت الخط دون بقية الورقة، فرعبت، وقمت، وغسلت الدواة والأقلام، وتبت إلى الله.
مات سنة ست وثمانين وخمس مئة.
نقلها الذهبي في ترجمته في " سير أعلام النبلاء " ( 21 / 234 ).

710 –