أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
78133 82974

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-19-2015, 01:38 PM
مروان السلفي الجزائري مروان السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: سيدي بلعباس -الجزائر -
المشاركات: 1,790
افتراضي السَبَبُ الأَسَاسُ فِي الطَعْنِ بأَهْلِ العِلْمِ وَ حَمَلَتِهِ .



السَبَبُ الأَسَاسُ في الطَعْنِ بأَهلِ العلمِ و حملَتِه .
بسم الله الرحمن الرحيم و بعد :

يَعْلمُ الله في عالي سماه مدى حُبِنَا الشرعي لعلمائنا أهل السنة و الجماعة - حفظهم الله و رحم الله الأموات منهم - في حدود الشرع فلا ننزلهم فوق منزلتهم , و لا نَحُطُ من قدرهم فدينُ اللهِ وسط بين الغلو والجفاء .
و لا يزال أهل الجهل و التعصب المقيت ممن لم يعرفوا إلا في الفتنِ يخوضون في أعراضِ أهل العلم بالباطلِ فلا للسُنةِ نَصروا و لا للمبتدعةِ كسروا فالله المستعان .
لقد عُلِمَ من طرائق أهل الفتن المدسوسين بين أهل العلم كيف يصطادون في الماء النقي بعدما يعكرونه بحيلٍ خبيثةٍ ظاهرها العمل بآثار السلف ونصوص الكتاب و السنة , و باطنها الحسد الذي أكل قلبهم و الحقد الدفين لأهل العلم و حملته , كل ذلك ليصلوا إلى مُبتغاهم و هو إسقاطُ أهل العلم , حتى يخلو لهم الجو , و الله تعالى يقول : {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}. و لا يعلم - وقد يعلم لكنه الهوى - هذا الفتان المدسوس بين أهل العلم أن سنة الله الكونية و الشرعية في مثله مقضية ," وأن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة " كما قال الملهم ابن عساكر رحمه الله .

و هذه الحكمة السلفية سائرة إلى يوم القيامة , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ وَإِنَّهُ إِنْ كَانَ فِي أُمَّتِي هَذِهِ مِنْهُمْ فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ).



قال الامام أحمد بن حنبل :


كَأَنَّهُ يُلْهَمُ الشَّيْءَ مِنَ الْحَقِّ . رواهأبي بكر بن الخلال رقم 386 فيالسنة.



قال ابن الأثير النهاية في غريب الحديث والأثر (1/350):
"جَاءَ فِي الْحَدِيثِ تَفْسِيرُهُ: أَنَّهُمُ المُلْهَمُون. والمُلْهَم هُوَ الَّذِي يُلْقَى فِي نفسِه الشَّيْءُ فيُخْبِر بِه حَدْساً وفِراسة، وَهُوَ نَوْعٌ يَخْتَصُّ بِهِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى، مِثْلُ عُمر، كأنَّهم حُدِّثوا بِشَيْءٍ فَقَالُوهُ".

إن من أعظم الأسباب التي تؤدي إلى التعدي على الغير و البغي بغير حقٍ الحسد , فمن ابتلي به فهو من المفلسين يوم القيامة إن لم يتداركه الله برحمته {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ } و من اللطائف التي تذكر في هذا المقام أن الله تعالى قال قبل هذه الآية : {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا } و من الإفساد في الأرض عمل المعصية , فالمعاصي تفسد الأخلاق والأعمال والأرزاق , و يكون الفساد عظيما إذا سبقه السداد و الإصلاح , " فإنه إذا كانت الأمور ماشية على السداد ، ثم وقع الإفساد بعد ذلك ، كان أضر ما يكون على العباد " , و الحسد من أكبر المعاصي التي عصي الله بها و من أولها , فالحاسد يعدُ من المفسدين في الأرضِ لما يترتب على تلك المعصية من التفرق و التمزق كما هو واقعٌ .



والحاسد ممن تذهب حسناته في الآخرة , و يأكل قلبه الحسد و الحقد في الدنيا بما فضل الله بعض الناس على بعض { أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ } , و لا يخلو قلب امرئ من الحسد , " ولكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه " , و لأن الغالب أن الحاسد يعتدي على المحسود بذكر ما يكره وتنفير الناس عنه ، والحط من قدره وما اشبه ذلك وهذا من كبائر الذنوب التي قد تحيط بالحسنات.



قال تعالى: ( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) {البقرة:109} .
قال ابن عثيمين رحمه الله :
" الآية تدلُّ على تحريم الحسد؛ لأنَّ مشابهة الكفار بأخلاقهم محرمة... والحاسد لا يزداد بحسده إلا نارًا تتلظى في جوفه؛ وكلما ازدادت نعمة الله على عباده ازداد حسرة؛ فهو مع كونه كارهًا لنعمة الله على هذا الغير مضاد لله في حكمه؛ لأنَّه يكره أن ينعم الله على هذا المحسود، ثم إنَّ الحاسد أو الحسود مهما أعطاه الله من نعمة لا يرى لله فضلًا فيها؛ لأنَّه لابدَّ أن يرى في غيره نعمة أكثر مما أنعم الله به عليه، فيحتقر النعمة"(تفسير الفاتحة و البقرة 1/360).

و قال رحمه الله بخصوص الحسد الدي بين طلبة العلم كما في كتابه العلم ص74:

( الحسد خلق ذميم ومع الأسف أنه أكثر ما يوجد بين العلماء وطلبة العلم ويوجد بين التجار فيحسد بعضهم البعض وكل ذي مهنة يحسد من يشاركه فيها ولكن مع الاسف أنه بين العلماء أشد وبين طلبة العلم اشد مع أنه كان الاولى والأجدر أن يكون أهل العلم أبعد الناس عن الحسد وأقرب الناس إلى كمال الاخلاق) .

و قال العلامة المعلِّمي اليَماني رحمه الله في مقدمة كتابِه الفَذّ "القائدإلى تصحيح العقائد":
( وإنك لتجدُ مِن المنتسبين إلى العلم مَن يحرص على تخطئة غيره مِن العلماء - ولو بالباطل- ؛ حسَداً منه لهم ، ومحاولةً لِحطِّ منـزلتهم عند الناس ) .

قال شيخنا علي بن حسن الحلبي حفظه الله :
( ولهذا الصنفِ- من المنتسبين إلى العلم!-علاماتٌ بها يُعرَفون!وفيها يتميّزون....!!!

لا نحتاجُ في بيانها - بعد خمس سنوات من إظهار الحق،وإبداء حُججه - إلى كثير كلام!أو كبير بيان!!...) .
قلت :
أما هذا الصنف من الناس فقد أبانهم الله لمريدي الحق و طالبيه , و أكبرُ علاماتهم هي انتكاسهم من تَبجيلٍ , و مَدحٍ , و ثَناءٍ على إخوانهم من أهل العلم إلى طعنٍ و إسقاطٍ و تبديعٍ , فبالأمسِ القريب كانوا : علماء الدين و الملة , ثم أصبحوا بين عشيةٍ و ضحاها مبتدعة ضُلال , و ما هذا منهم إلا لنقص العلم و الإخلاصِ معاً , و عدم تأصيلهم في مسائل العلم , وسببه الأساس الحسد و حب الظهور .








ذكر بعض ما جرى بين أهل العلم من التحاسد مع الفارق بين أهل العلم من السلف و أصحاب الفتنة من الخلف.



قال الإمام الذهبي رحمه الله في السير (7/40) عند ترجمة ابن إسحاق :
( قَالَ البُخَارِيُّ : وَلَوْ صَحَّ عَنْ مَالِكٍ تَنَاوُلُهُ مِنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، فَلَرُبَّمَا تَكَلَّمَ الإِنْسَانُ ، فَيَرْمِي صَاحِبَهُ بِشَيْءٍ وَاحِدٍ ، وَلاَ يَتَّهِمُهُ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا .
قَالَ: وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ فُلَيْحٍ: نَهَانِي مَالِكٌ عَنْ شَيْخَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَقَدْ أَكْثَرَ عَنْهُمَا فِي (المُوَطَّأِ) ، وَهُمَا مِمَّنْ يُحْتَجُّ بِهِمَا ، وَلَمْ يَنجُ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ مِنْ كَلاَمِ بَعْضِ النَّاسِ فِيْهِم ، نَحْوَ مَا يُذْكَرُ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ مِنْ كَلاَمِه فِي الشَّعْبِيِّ ، وَكَلاَمِ الشَّعْبِيِّ فِي عِكْرِمَةَ ، وَفِيْمَنْ كَانَ قَبْلَهُم ، وَتَنَاوَلَ بَعْضُهُم فِي العِرْضِ وَالنَّفْسِ ، وَلَمْ يَلْتَفِتْ أَهْلُ العِلْمِ فِي هَذَا النَّحوِ إِلاَّ بِبَيَانٍ وَحُجَّةٍ ، وَلَمْ تَسقُطْ عَدَالَتُهُم إِلاَّ بِبُرْهَانٍ ثَابِتٍ ، وَحُجَّةٍ ، وَالكَلاَمُ فِي هَذَا كَثِيْرٌ.


قُلْتُ -الإمام الذهبي - :



" لَسْنَا نَدَّعِي فِي أَئِمَّةِ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيْلِ العِصْمَةَ مِنَ الغَلَطِ النَّادِرِ ، وَلاَ مِنَ الكَلاَمِ بنَفَسٍ حَادٍّ فِيْمَنْ بَيْنَهُم وَبَيْنَهُ شَحنَاءُ وَإِحْنَةٌ ، وَقَدْ عُلِمَ أَنَّ كَثِيْراً مِنْ كَلاَمِ الأَقْرَانِ بَعْضِهِم فِي بَعْضٍ مُهدَرٌ ، لاَ عِبْرَةَ بِهِ، وَلاَ سِيَّمَا إِذَا وَثَّقَ الرَّجُلَ جَمَاعَةٌ يَلُوحُ عَلَى قَوْلِهُمُ الإِنصَافُ .








وَهَذَانِ الرَّجُلاَنِ كُلٌّ مِنْهُمَا قَدْ نَالَ مِنْ صَاحِبِه ، لَكِنْ أَثَّرَ كَلاَمُ مَالِكٍ فِي مُحَمَّدٍ بَعْضَ اللِّيْنِ ، وَلَمْ يُؤثِّر كَلاَمُ مُحَمَّدٍ فِيْهِ وَلاَ ذَرَّةٍ ، وَارتَفَعَ مَالِكٌ ، وَصَارَ كَالنَّجمِ ، فَلَهُ ارْتفَاعٌ بِحَسْبِهِ ، وَلاَ سِيَّمَا فِي السِّيَرِ ، وَأَمَّا فِي أَحَادِيْثِ الأَحكَامِ ، فَيَنحَطُّ حَدِيْثُه فِيْهَا عَنْ رُتْبَةِ الصِّحَّةِ إِلَى رُتْبَةِ الحَسَنِ ، إِلاَّ فِيْمَا شَذَّ فِيْهِ ، فَإِنَّهُ يُعَدُّ مُنْكَراً ، هَذَا الَّذِي عِنْدِي فِي حَالِهِ - وَاللهُ أَعْلَمُ ) انتهى.










هدا هو التأصيل العلميُ السلفيُ و دونه هو الكلام الخلفيُ , فرحمه الله من إمام عدلٍ .



نصيحة بعض أهل العلم من السلف :
قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/1117) :
( فمن أراد أن يقبل قول العلماء الثقات الأئمة الأثبات في بعض فليقبل قول من ذكرنا قوله من الصحابة رضوان الله عليهم بعضهم في بعض ، فإن فعل ذلك ضل ضلالا بعيدا وخسر خسرانا وكذلك إن قَبِل في سعيد بن المسيب قول عكرمة ، وفي الشعبي وأهل الحجاز وأهل مكة وأهل الكوفة وأهل الشام على الجملة ، وفي مالك والشافعي وسائر من ذكرناه في هذا الباب ما ذكرنا عن بعضهم في بعض ، فإن لم يفعل ولن يفعل إن هداه الله وألهمه رشده فليقف عند ما شرطنا في أن لا يقبل فيمن صحت عدالته ، وعُلمت بالعلم عنايته ، وسلم من الكبائر ولزم المروءة والتصاون ، وكان خيره غالبا وشره أقل عمله ، فهذا لا يقبل فيه قول قائل لا برهان له به ، وهذا هو الحق الذي لا يصح غيره إن شاء الله) انتهى.


و كما قال بعض أفاضل أهل العلم :
(هذا هو أُسُّ الفتنة ورأسُ البلاء ).


و صلى الله على نبينا و سلم .

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:26 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.