أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
134963 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 12-13-2015, 09:19 AM
عبد الله السنّي. عبد الله السنّي. غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 996
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجيب بن منصور المهاجر مشاهدة المشاركة
أخي عبد الله : ما لمّحت إليه لم يغب عن أخيك ، ولو تأمّل أخي عبد الله لفهم من كلامي معنى النصيحة ، فقد شغل إخواننا دهرا بالسؤال والبحث عن (المجاهيل) و (مستوري الحال) لا لشيء ، سوى إشباع رغبة نفسية في ( البحث والتنقيب ) ، وقد عرفت رجالا يكلّف أحدهم نفسه مصاريف الهاتف الدولي ويشغل وقت عالم بالسؤال عن كلمة قالها أحد العامة في مجلس سمر حول مسائل الجرح والتعديل على طريقة ( سوف ترون قول العالم ، لن يخرج قوله عن قولي ) ، أيّام هستيريا التجريح ، فلو تأمّل أخي لفهم مغزى الكلام ، وإن تبدى له منه وجه للخطأ ، فها هو وجه الصواب ، أمّا أنه عجيب فالحق أنه ليس بعجيب ، فالوهم والخطأ قد يصدر من كلّ مخلوق لم يعصمه الله عزّ وجل فما بالك بمن كان حاله حالي ، فالعجب هنا من موافقة الصواب أدعى إليه من مجانبته والله أعلم
أخي نجيبا !
كلامك هنا يؤكد تعجبي!
ولعلي متى وجدت فراغا لهذا النكرة الذي فتن به أقوام وأقوام! سأضع شيئا من طوامه هنا !
والله المستعان.
__________________
قال الإمام الشافعي :
(( لا يحيط باللغة إلا نبي )).
تحفة المنهاج بشرح المنهاج.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 12-13-2015, 09:52 AM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله السنّي. مشاهدة المشاركة
أخي نجيبا !
كلامك هنا يؤكد تعجبي!
ولعلي متى وجدت فراغا لهذا النكرة الذي فتن به أقوام وأقوام! سأضع شيئا من طوامه هنا !
والله المستعان.

أخي عبد الله : ماذا فهمت من كلامي ؟

1 - دعوة لترك وسيم يوسف وطلب العلم من العلماء المعروفين
2 - دفاع عن وسيم يوسف وتخذيل عنه
__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12-13-2015, 10:10 AM
عبد الله السنّي. عبد الله السنّي. غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 996
افتراضي

اقتباس:
فقد شغل إخواننا دهرا بالسؤال والبحث عن (المجاهيل) و (مستوري الحال) لا لشيء ، سوى إشباع رغبة نفسية في ( البحث والتنقيب )
أخي الكريم:
وسيم الآن له برنامج مشتهر ،وله متابعون وله مفتونون به،وهو الآن ترقى من التعبير إلى الفتيا !!
فهذا الضال الآن يفتي بغير علم ! وفتاواه المغلوطة المنكوسة،وطعنه الخفي وغير الخفي بالعلماء والمنهج لا يخفى من مقاطعه!! وهو كثير جدا!
وهو فعلا ينطبق عليه - عندي!- حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
[منافق عليم اللسان].
فمثل هذا بقناته واشتهاره بل وفتنته في الإمارات -ويعرف تفاصيلها أهلها- صار لزاما أن تجمع طوامه وبلاياه وتعرض على كبار العلماء ليحذروا من فتنته !
والله المستعان.
__________________
قال الإمام الشافعي :
(( لا يحيط باللغة إلا نبي )).
تحفة المنهاج بشرح المنهاج.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 12-13-2015, 11:46 AM
أبو متعب فتحي العلي أبو متعب فتحي العلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الزرقاء - الأردن
المشاركات: 2,322
افتراضي

ممكن ذكر هذه المخالفات ..؟
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 12-13-2015, 11:54 AM
ناصر اليماني ناصر اليماني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2014
الدولة: اليمن
المشاركات: 315
افتراضي

أشكر للجميع مداخلاتِهم ، وليكن البيان لأجل النصيحة لا للجدال وإظهار النفس على غيرها فإنه الداء الدويُّ ، وإن بيان المخالف يحصل بغير التلفظ بألفاظ يظهر منها الشدة الزائدة في غير موضعها ، وقد يظن بعضهم أنه موضعها.
والله المستعان.
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 12-13-2015, 12:33 PM
عبد الله السنّي. عبد الله السنّي. غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 996
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو متعب فتحي العلي مشاهدة المشاركة
ممكن ذكر هذه المخالفات ..؟
أبشر بإذن الله تعالى !
لكن فصبر جميل ونظرة إلى ميسرة!
__________________
قال الإمام الشافعي :
(( لا يحيط باللغة إلا نبي )).
تحفة المنهاج بشرح المنهاج.
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 12-13-2015, 12:56 PM
أبو عبيدة يوسف أبو عبيدة يوسف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 1,345
افتراضي

[quote=أبو متعب فتحي العلي;351529]
ممكن ذكر هذه المخالفات ..؟
[/quo

تأكيدا وتأييدا.....
__________________
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى :
" إذا أصبح العبدُ وأمسى - وليس همُّهُ إلاّ اللهَ وحدَه - تحمَّلَ اللهُ سبحانه حوائجَه كلَّها ، وحَمَلَ عنه كلَّ ما أهمَّهُ ، وفرَّغَ قلبَه لمحبّتِهِ ، ولسانهِ لذكرِهِ ، وجوارحَهُ لطاعتِهِ ، وإنْ أَصبحَ وأَمسى - والدُّنيا همُّهُ - حمَّلَه اللهُ همومَها وغمومَها وأَنكادَها ، ووكلَه إِلى نفسِهِ ، فشغلَ قلبَه عن محبَّتِهِ بمحبّةِ الخلقِ ، ولسانَه عن ذكرِهِ بذكرِهم ، وجوارحَه عن طاعتِهِ بخدمتِهم وأَشغالِهم ، فهو يكدحُ كدحَ الوحشِ في خدمةِ غيرِهِ ، كالكيرِ ينفخُ بطنَه ويعصرُ أَضلاعَه في نفعِ غيرِهِ !
فكلُّ مَنْ أَعرضَ عن عبوديّةِ اللهِ وطاعتِهِ ومحبّتِهِ بُلِيَ بعبوديّةِ المخلوقِ ومحبّتِهِ وخدمتِه ، قال تعالى : { ومنْ يَعْشُ عن ذِكْرِ الرَّحمنِ نُقَيِّضْ له شيطاناً فهو له قرين } [الزخرف :36 ] "
فوائد الفوائد ( ص 310 )
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 12-13-2015, 04:44 PM
عبد الله السنّي. عبد الله السنّي. غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 996
افتراضي

كفاك يا وسيم!! فقد أفسدت المعيار

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، وبعد؛
فقد وقفتُ على تسجيل مرئي للأخ وسيم يوسف – عفا الله عنه- ينتقد فيه أصلاً من أصول الشرع، ويهدم بنقضه أحد أُسس الإسلام في المحافظة عليه، ويُبعد الناس عن صراط الله المستقيم، أقولها بلا مواربة ولا مُبالغة، ولا محاباةٍ ولا مجاملة، وقد هيَّأتُ نفسي أني سأستمع إلى الهُجر من القول بعد كتابة المقال، من بعض العامَّة والطُّغام، أو من مفتونٍ ببهرج الكلام، وما ضرَّ المرء أن يُرمى في عرضه دفاعاً عن دين ربِّه.
فأقول: إن وسيم يوسف المعروف بتفسير الأحلام!! قد تـَجَنَّى – غفر الله له- على علماء الأمَّة، وأدخل نفسه فيما لم يُحسنه، فأتى بالعجائب والغرائب.
وأظنُّه -غفر الله له- حاله كحال كثير من طلبة العلم المنتسبين إلى الطلب قد اكتفوا ببعض المذكّرات الجامعية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، وإنَّما ظهر بين عشيَّةٍ وضُحاها على شاشات وسائل الإعلام؛ ليُقال: هذا هو الشيخ وسيم يوسف مُفسِّر الأحلام.
ولـمَّا كان الطُّغام والجهلة من العامَّة يستكثرون من طلب تعبير الرؤى والمنامات، ويُعجَبُون بكلِّ ناصبٍ نفسَهُ لمعالجتها؛ اغتَرُّوا بهذا الأخ – عفا الله عنه- وجعلوه في رُتبةٍ لم تكن له لولا تصدُّره لتعبير الرؤى، ومُعاونةُ الإعلام له على ذلك. بل زاد الطين بِلَّةً أن طريقة تصدُّره لهذا الفن ليست على هدي ولا سمت السلف الصالح ولا منهاجهم، فالعُتبى على قلَّة علم الـمُشاهد والمتابع لمثل هذه البرامج.
وقد حوى ذلكم التسجيل المرئي للأخ وسيم –عفا الله عنه- على مغالطات ومناقضات واضحات صريحات لمنهج السلف الصالح، واعتداءٍ على أمورٍ مُسَلَّمةٍ من مُسلَّمات الشريعة عند العلماء الربَّانيِّين، وطلبة العلم المتبصِّرين.
وليس بيني وبين هذا الأخ إلا ما تستوجبُه المعاملة الشرعيَّة، وليس هو الحسد كما ذكره وسيم – غفر الله له – رداًّ على الإخوة الفضلاء الذين بيَّنوا له ما عنده من الخطأ حول هذه المسألة، فقد يكون الحسد من واحدٍ أو اثنين أو ثلاثة أو أكثر، ولكن لـمَّا يكيل وسيم يوسف الاتهام إلى عشرات الإخوة الذين بَيَّنوا خطأه بأنهم جميعاً حُسَّادٌ له؛ فهذا يأباه الشرع، فضلاً عن العقل.
فأقول: تكلَّم وسيم يوسف في هذا المقطع عن علم الجرح والتعديل على سبيل الانتقاص منه ومن سالكيه؛ بل وظاهَرَ على التحذير من "علم الجرح والتعديل" جملةً وتفصيلاً، فطعن في هذا العلم الجليل الذي توارثه الصحابة رضي الله عنهم والتابعون لهم بإحسان من علماء الإسلام وأئمَّته جيلاً بعد جيل، مُعَظِّمين لهذا العلم، ومعتبرين إيَّاه أصلاً لحفظ الشرع، وأساساً لدفع الشرور عنه.
ولعلَّ الأنكى في هذا المقام؛ هو مجيء هذا التسجيل في وقتٍ أحوج ما تكون فيه هذه البلاد إلى هذا العِلْمِ الجليل –أعني: علم الجرح والتعديل- في مواجهة الطوائف والحزبيَّات، ودفع شرور أهل الفتن والأحزاب، وقطع دابر فتنتهم؛ ليكون وسيم يوسف -من حيث يدري أو لا يدري- عوناً لأهل الفتن لضرب هذه الدولة –حرسها الله تعالى- .
ووالله ما يأنَسُ بما تكلم به وسيم يوسف إلا دعاة الفتنة الذين يريدون تكميم أفواه أهل الحق عن الصدع بنقد زَلاَّتهم، وبيان فساد مناهجهم، وخطرها على الدين والبلاد.
وقد مارس الأخ وسيم يوسف – عفا الله عنه- نوعاً من الإرهاب الفكري الذي كان مرافقاً لحديثه من بدايته إلى آخره؛ فأوقعه ذلك في أن ينقض بعض كلامه بعضاً.
ثم ليته لـمَّا ناقشه بعض الإخوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ أصغى لقولهم، واستمع لنصيحتهم؛ بل كابَر في ذلك واستمرَّ في مزاولة ذلك الإرهاب الفكري، بكلامٍ في غاية السُّوء كان فيه نوعٌ من الفُجور في الخصومة لا يليق بمقام (الداعية المشهور) كما راق لجمعية إحياء التراث الكويتيَّة الحزبية تسميتهم لوسيم، والتي سوف يُشاركهم فيها بإلقاء المحاضرات؛ برغم ما يُوجد حولها من الأمور الخطيرة المتعلقة بالدين والسياسة، وكما هو الحال في تعاونها مع الرافضة، وهي كما بيَّن العلماء جمعيَّةٌ في حقيقتها إخوانيَّة، مُتَسَتِّرَةٌ باللباس السلفي.
ثم أقول: اعلم أخي القارئ -وفقك الله- أنَّ الله سبحانه وتعالى بعث محمَّداً صلى الله عليه وسلم على حين فترةٍ من الرسل، مُبيِّناً لشِرْعَةِ الله تعالى، ومُوضِحاً لدينه، ومُبَلِّغاً تمام البلاغ، فجاء هذا الدين على أكمل وصف، وجاء على أحسن حكم؛ ليكون خاتمة للشرائع الإلهيَّة إلى يوم الدين.
ولـمَّا كان دين الإسلام خاتم الأديان؛ كان لا بُدَّ من أنْ يكون هذا الدين محفوظاً تمام الحفظ، وذلك يقتضي حفظ الأسباب التي يُحفظ بها الدين، كما قال تعالى: (إنَّا نحن نزَّلنا الذكر وإنا له لحافظون).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((... هذه الأمة حفظ الله تعالى لها ما أنزله، قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، فما في تفسير القرآن، أو نقل الحديث، أو تفسيره من غلط؛ فإن الله يُقِيمُ له من الأمة من يُبيِّنُه، ويذكر الدليل على غلط الغالط، وكذب الكاذب؛ فإن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة، ولا يزال فيها طائفة ظاهرة على الحق حتى تقوم الساعة. إذ كانوا آخر الأمم، فلا نبي بعد نبيِّهم، ولا كتاب بعد كتابهم، وكانت الأمم قبلهم إذا بدَّلوا وغيَّروا بعث الله نَبِياًّ يُبَيِّنُ لهم ويأمرهم وينهاهم، ولم يكن بعدَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم نبي، وقد ضمن الله أن يحفظ ما أنزله من الذكر " (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح 3/39).
قلتُ: فإنَّ حفظ الشرع بعد النبي صلى الله عليه وسلم يكون بحفظ أولياء الله تعالى له من الزيغ فيه، والانحراف عنه.
ولذا مضى سادات هذه الأمَّة على بيان هذا العلم، وتعظيمه وتبجيله، والقيام بما أوجب الله سبحانه وتعالى من الحق عليهم فيه، بل كانوا يتعلَّمونه ويُعلِّمونه مَنْ بَعدَهم. وهو هدي نبوِيٌّ رَبَّاني قام به نبيُّنا صلى الله عليه وسلم أعظم قيام.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ هذا الدين سيخلف فيه خلوف، يحرفون الدين فيه عن شرعة الله سبحانه، ويصدُّون عن سبيل الله تعالى، ولـمَّا كان على العلماء الربَّانيِّين أن يقوموا بواجب الحفاظ على الدين بما استحفظهم الله سبحانه وتعالى من الكتاب والسنة؛ كان واجباً عليهم أن يُبَيِّنوا للناس جميع ما يُقرِّبهم إلى الله سبحانه وتعالى، ويُحذِّروهم من جميع ما يُباعدهم عنه سبحانه وتعالى، وهم في هذا مُتَّبعين غير مبتدعين، ومُستنِّين غير مُخترعين، سائرين على طريق النُّبُوَّة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسير عليها.
والنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك متبع لشرع ربه سبحانه، مُهتدٍ بهدى الرحمن عز وجل، ما أتى بقول قد افتراه على ربِّه سبحانه، وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم الجرح والتعديل الذي انتقصه وسيم غفر الله له.
ومنه ما أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي سعيدٍ الخُدري رضي الله عنه في قصَّة ذي الخويصرة التميمي حين قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله اتَّقِ الله. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((ويلك!! أَوَلستُ أحق أهل الأرض أن يتَّقيَ الله؟)) ثم ولَّى الرجل، فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله! ألا أضربُ عنقه؟ قال: ((لا، لعله يكون يُصلِّي)) ... ثم نظر إليه وهو مُقَفٍّ فقال: ((إنَّه يخرجُ من ضِئضِئ هذا قومٌ يَتْلُونَ كتاب الله رطباً، لا يُجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّمِيَّة)) قال أبو سعيد: وأظنُّه قال: ((لئن أدركتُهم لأقتلنَّهم قتل ثمود)) ]القصة مختصرة[.
وهذا التعيين من النبي صلى الله عليه وسلم في الجرح في ذي الخويصرة التميمي يدلُّك على أنه من الشرع أن يُقدَح في الرجل؛ إظهاراً لمصلحة حفظ الشرع ومصلحة حفظ أديان عموم الناس على مصلحة حفظ عرض الفرد منهم.
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي دخل عليه: (بئس أخو العشيرة)، ومنه تحذيره من الدجَّال، ومنه ما قاله في ابن صيَّاد، وغيره كثير.
وأما أئمَّة الإسلام والدين؛ فكان لهم من ذلك نصيب الاتباع الأوفر، فمنه ما أخرجه العقيلي في مقدمة الضعفاء (1/82 مجد الإسلام) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا عفَّان، قال: كنتُ عند ابن عُليَّة فقال رجلٌ: فلانٌ ليس مِمَّن يُؤخذُ عنه. قال: فقال له الآخر: قد اغتبتَ الرجل. فقال له رجلٌ: ليس هذه بغِيبة؛ إنَّما هذا حُكم. قال: فقال ابن عُليَّة: صدقك الرجل. يعني الذي قال: هذا حكم.
قلت: وهذا إسنادٌ صحيح.
وعن يحيى بن سعيد قال: سألتُ شعبة وسفيان بن عيينة ومالكاً عن الرجل يكون فيه تـُهمةٌ أو ضعف: أسكُتُ أو أُبَيِّن؟ قالوا جميعاً: بَيِّن أمرَه. أخرجه الهروي في ذم الكلام (3/310-311 الغرباء).
وأخرج الهروي في ذم الكلام وأهله (3/309) بإسناده إلى الصلت بن طريف قال: سألتُ الحسن فقلتُ: يا أبا سعيد! رجلٌ فاجرٌ قد علمتُ منه، وقتلتُه علماً؛ فذِكْرُهُ حين أذكُرُهُ منه أَغِيبَةٌ هي؟ قال: لا، ولا كرامة، ما للفاجر حُرمة.
وأخرج الهروي في ذم الكلام وأهله (4/63) بإسناده إلى مرحوم بن عبد العزيز عن أبيه قال: كان الحسن ينهى عن مُجالسة معبد، ويقول: إنه ضالٌّ مُضِل.
وأخرج أيضاً (4/61) بإسناده إلى أيوب قال: جلستُ إلى طلق بن حبيب، فرآني سعيد بن جُبير؛ فقال: لا تُجالِس طلقاً، أَوَلَـمْ نَنْهَكَ عن طلق؟.
وأخرج في (3/312) بإسناده إلى أبي جعفر الحذاء قال: قلتُ لسفيان بن عيينة: إنَّ هذا يتكلَّم في القدر –أعني: إبراهيم بن أبي يحيى- فقال: عرِّفوا الناس بدعته، وسلوا ربَّكم العافية.
وأخرج العقيلي في الضعفاء (1/81) بإسنادٍ صحيح عن سفيان بن عيينة قال: كان شُعبةُ يقول: تعالوا حتى نغتاب في الله.
وأخرج الهروي في ذم الكلام وأهله (3/309) بإسناده إلى مكي بن إبراهيم قال: كان شجعة (كذا في طبعة الغرباء، والصواب شعبة) يأتي عمران بن حُدير؛ فيقول: تعال حتى نغتاب في الله ساعة.
قلتُ: ومُرادهم بالغِيبة؛ المذاكرة في أحوال الرجال جرحاً وتعديلاً، وليست الغيبة الـمُحرَّمة.
ولذا قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: ((ليس لأهل البدع غيبة)).
ومثله قال محمد بن بشار، وبنحوه ما نقله أبو زرعة الدمشقي عن أبي مسهر.
فهذه بعض النقول عن هؤلاء الأئمة سعيد بن جبير ومالك بن أنس والحسن البصري وشعبة وسفيان، وغيرهم وهم ممن حرس الله بهم الدين، وحفظ بهم الملَّة؛ قد حذَّروا من أقوام بأعيانهم، وأمروا غيرهم بالتحذير. فهل يكون طريقهم ومسلكهم على غير الهداية؟!!
ولو ذهبنا نستقصي في هذا الباب كلامهم لجمعنا كتباً في هذا الباب؛ بل يكفيك من ذلك كتب الاعتقاد، وكتب الجرح والتعديل، وغيرها من كتب السنة.
وإذا علمتَ أنَّ أهل العلم قد جعلوا في ضمن كتب اعتقاد أهل السنة وجوب التحذير من أهل البدع والفتن والأهواء؛ علمتَ أنَّ الأمر عندهم عظيم، وأنَّ الـمُغالطة فيه؛ هي جناية على الإسلام وأئمته وأهله.
وقد ظهر وسيم يوسف – هداه الله – طاعناً في طريقة أئمة الإسلام عليهم رحمة الله تعالى، ومُنَفِّراً أشدَّ التنفير عن سلوك مسالكهم في التحذير من أهل الفتن والأهواء، مُقَرِّراً بذلك لأهل الفتنة من أوسع الأبواب حصانةً عن النقد والقدح، واللهُ المستعان.

قال وسيم –عفا الله عنك- : ((هذا الصراع موجود إلى يوم الدين، عُلِم، أنا لا أحب أن أذكر هذه المواضيع. الإمام مالك كان يقول عن إسحاق بن راهويه: فاسق. رغم أن هذا إمام جليل، وهذا إمام جليل؛ لكن حسد ... لا، لا أقول: حسد؛ فهُمْ أرفع من هذا. لكن ماذا؟ طعن الأقران نسمِّيه.
يعني: مثلاً لن تجد مُعلِّم لغة عربيَّة يمدح معلم لغة عربية. لن تجد معلم لغة إنجليزية... يعني الآن أنا أتكلم في تأويل الأحلام، لن تجد مُعبِّر رؤى يمدح وسيم يوسف إلا من رحم ربُّك، والموفَّق.
لأن طعن الأقران هذا موجود، الآن لو تكلمت في تفسير القرآن، لن تجد رجل يتقن تفسير القرآن يمدح. هكذا هذا الطعن موجود، وقالها ابن عباس من قبل...)).
قلتُ: هكذا ابتدأ وسيم في هذا المقطع بهذا الكلام، وقد حوى كثيراً من المغالطات، والتي تعود على ما بعدها بالإبطال.
فقوله: ((هذا الصراع موجود إلى يوم الدين...)) مع ضربه له مثلاً بشيءٍ ذكر أنه حصل بين الإمام مالك –رحمه الله- وبين الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله-.
فأقول بدايةً؛ لو صحَّ هذا النقل المذكور عن الإمام مالك، مع التمثيل الذي ذكرته يكون هذا قطعاً من القدح الصريح في إمام دار الهجرة رحمه الله تعالى؛ فكيف وأنَّ هذا الكلام باطلٌ نقلاً وعقلاً؟ وليس يثبُت عن مالك رحمه الله تعالى كلمة واحدة في إسحاق بن راهويه عليهما رحمة الله تعالى عليه.
بل أقول: إن الإمام مالكاً تُوفِّيَ سنة (179 هـ) من الهجرة النبوية، ومولد إسحاق بن راهويه رحمه الله كان في سنة (161 هـ)، وقال موسى بن هارون: كان مولد إسحاق سنة (166 هـ) فيما أرى.
فإسحاق على القول الأول كان يبلغ من العمر حين مات مالك 18 عاماً، وعلى القول الثاني (13) عشر عاماً. فمن أين أتيت بهذه القصة أصلاً؟ وأين إسنادها؟ ورحم الله ابن المبارك حين قال: الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.
ثمَّ أقول: يجب على وسيم –هداه الله- أن يُثبتَ أصلاً أنَّ الإمام إسحاق بن راهويه قد التقى بالإمام مالكٍ أصلاً، فإسحاق كان خروجه في طلب العلم من بلده نيسابور بعد وفاة مالك بخمس سنين تقريباً، وكانت أول رحلاته إلى العراق، ومالك رحمه الله تعالى كان بالمدينة.
قال الإمام الحاكم رحمه الله: ((إسحاق بن راهويه إمام عصره في الحفظ والفتوى، سكن نيسابور، ومات بها. وقيل إن أصله مروزي. خرج إلى العراق في سنة أربعٍ وثمانين، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة. (السير للذهبي 11/369-370).
ثمَّ تَسمِيَتُه له صراعاً، ومثل هذا لا يليق بأهل العلم عليهم رحمة الله تعالى، ثم اتَّهامه مالكاً بالحسد لإسحاق، وتدارك نفسه فقال: ((لا أقول حسداً))، ثم قال: طعن أقران.
فأقول: إنْ كان إسحاق وهو في هذا السن الصغير يُعدُّ عند وسيم من أقران مالك؛ فهذا يدلُّ على أنه – عفا الله عنك- لم يضبط أصلاً معنى: "طعن الأقران في بعضهم بعضاً".
قال في لسان العرب (مادة قرن): ((والقرن: مِثلُكَ في السِّنِّ. تقول: هو على قرني؛ أي: على سِنِّي...)) ا.هـ.
قلتُ: وهذا هو ما يتنزَّل على المتقاربين إما في السن أو العلم، ولا يُمكن تقارب مالك مع إسحاق في ذلك الوقت لا في السن ولا في العلم، حيث كان عمر إسحاق دون الثامنة عشرة عند وفاة مالك رحمه الله.
ثم إننا نقول: إنَّ كلامه هذا ينقض ما بعده؛ كما سيأتي.
ثم من شاء أن يعجب؛ فليعجب من قوله: ((يعني: مثلاً لن تجد مُعلِّم لغة عربيَّة يمدح معلم لغة عربية. لن تجد معلم لغة إنجليزية... يعني الآن أنا أتكلم في تأويل الأحلام، لن تجد مُعبِّر رؤى يمدح وسيم يوسف إلا من رحم ربُّك، والموفَّق.
لأن طعن الأقران هذا موجود، الآن لو تكلمت في تفسير القرآن، لن تجد رجل يتقن تفسير القرآن يمدح. هكذا هذا الطعن موجود، وقالها ابن عباس من قبل...)).
فأقول: ما هذا التعميم؟! وما هذا النفي المزعوم بعد ذكر قصة مالك وإسحاق؟!! أَهُوَ نَفْيُ ذلك عن أئمَّة الهدى والنور؟ وبأمثلةٍ ليس لها صلةٌ بالشرع.
وإذا كان هذا ظنُّه بأئمة الإسلام؛ فما هو ظنُّه بمُعلِّم اللغة العربية ومعلِّم اللغة الإنجليزية؟! الذين ضرب بهم الأمثلة.
ومِثْلُ لهذه الفِريَة لهو أقلُّ من أن يُنَبَّه عليه، فإلى الله الـمُشتكى.
وحسبي في ذلك أن أذكر قصَّةً واحدة في ثناء الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى على الإمام إسحاق بن راهويه (الذي ادَّعَى وسيم أن الإمام مالكاً قال فيه: فاسق).
وهو ما أخرجه الهروي في ذم الكلام وأهله (4/327) إلى أبي عمر ابن موسى بن معمر أنه قال: سألتُ أحمد بن حنبل عن مسألة؛ فقال: من أين أنت؟ قلت: من خراسان. قال: فأين أنت من إسحاق بن راهويه؟! عليك بإسحاق. ولم يُجِبني.
وكأنِّي به لم يقرأ في سير العلماء يوماً، ولم يُطالع في تراجمهم أبداً، وإنِّي والله أرى أنَّه من الغُبْنِ لهم أن نسرد شيئاً من الثناء على بعضهم بعضاً؛ لأنه أشهر من أن يُذكر، والله المستعان.
ثم قال وسيم يوسف –عفا الله عنه- : ((وسبحان الله!! أكثر من يطعن بالمشايخ يُحرَمون من علمهم، بمعنى: يجد رجل قرأ كتيب عشر صفحات. يقول: فلان هذا من مذهب كذا، وفلان من مذهب كذا، وفلان كذا لا تسمعوا له، وفلان قصَّاص، يقول قصص فقط، وفلان لا يحسن كذا. هو لا يسمع لأيٍّ منهم، يَحرِمُه الله جل وعز شأنه من علمهم، وهم يتألقون ويتفوقون عليه.
هو اشتغل فيهم وهم اشتغلوا بأنفسهم...، خصوصاً أولئك حدثاء الأسنان الذين خرجوا لنا يتكلمون بالجرح والتعديل، هم اشتغلوا في الناس، وهؤلاء الناس اشتغلوا بأنفسهم، فهم كل يوم يتفوقون عليه خطوة، وهو ما زال مكانه فقط جرح وتعديل، هذا فاسق هذا ضال هذا من منهج كذا؛ يحاول كأنه هو المعصوم...)).
قلت: عجيبٌ قوله: ((أكثر من يطعن بالمشايخ يُحرَمون من علمهم))؛ فأقول: وهل طَعَنَ مَنْ طَعَنَ فيمن انحرف عن السُّـنَّة إلا وهو يُريد أن لا يأخذ من علمه؟ أم تُراه طعن فيه وهو يُريد الاستفادة من علمه؟
فعجباً لهذه الموازين!! وعجباً لهذه المعايير!! التي فيها من الخلط العجيب.
هو يتكلم في الإنكار على أهل الجرح والتعديل عموماً، وهم فيهم العلماء والأئمة وطلبة العلم، وهنا يقول: ((رجل قرأ كُتَـيِّب عشر صفحات)).
فهل هكذا يكون المعيار لوزن الحق؟! وهل رأيتَ يوماً أنَّ أهل العلم يجعل المعيار في معرفة صِحَّة أي علم من العلوم من عدمها: هو ما يفعله أصحاب الصفحات العَشْر ؟!
ثمَّ دعنا من هذا كُلِّه، وليقل لي وسيم بربِّه: هل المعيار هنا هو في أعداد الصفحات المقروءة أو في موافقة الحق من عدمه؟!
ولا أظنُّه عفا الله عنه إن كان منصفاً؛ إلا وسيربأُ بنفسه أن يقول بالأول، وإلاَّ فإنَّ ما بعده من الكلام يُوحي بأنَّ المعيار عنده هو في (الكم) لا في (موافقة الحق)؟!
ولستُ هنا أعني فتح الباب على صغار طلبة العلم، في أن يتكلَّموا في أبواب الجرح والتعديل، من غير ضبطٍ وإحكام لهذا الباب، ولكنَّني أعني أنَّ الناظر في طريقة سرد الكلام عند وسيم هداه الله يلحظ أنَّ كلامه يدور حول غلقِ بابِ الجرح والتعديل أصلاً، وطمس معالمه.
واعلم أخي القارئ؛ أنَّ الصغير إنَّما يُذَمُّ إذا تقدَّم بين يدي الكبير في العلم، أو تكلَّم بغير حُجَّةٍ ولا بُرهان، أو تكلَّم فيما لا يُحسنُه.
وأما أن يُرَدَّ كلُّ كلامٍ قاله الصغير بحُجَّة الصِّغَر؛ فهذه رَزِيَّةٌ بالعلم وأهله.
وكم من صغيرٍ في علمه، وهو كبير في اتباعه للسُّـنَّة وتمسُّكه بها؟! وكم من كبيرٍ في علمه، وهو صغيرٌ في اتباعه للسُّـنَّة وتمسُّكه بها؟!
وإلا فليقل لي وسيم بربِّه: ماذا نفع الجهم بن صفوان علمه؟! وماذا نفع الجعد بن درهم علمه؟! وماذا نفع واصل بن عطاء علمه؟! ماذا نفع المرِّيسي علمه؟! وماذا نفع الحارث الـمُحاسبي علمه؟!
ورحم الله الإمام البربهاري حين قال: ((واعلم رحمك الله أنَّ العلم ليس بكثرة الرواية والكتب، إنما العالم من اتبع العلم والسنن، وإن كان قليل العلم والكتب، ومَن خالف الكتاب والسُّـنَّة فهو صاحب بدعة، وإن كان كثير العلم والكتب)) (شرح السنة ص99).
فرحم الله الإمام البربهاري حين وصف سبيل أهل الاتباع، وأوضحه أيَّـما إيضاح؛ فهكذا هو كلام مَن استمسك بالآثار، واستنار بما صح من الأخبار.
وفيه يقول البربهاري رحمه الله: ((وعليك بالآثار وأهل الآثار، وإيَّاهم فاسأل، ومعهم فاجلس، ومنهم فاقتبس)) شرح السنة ص 105.
* * * * *
ثم قال وسيم يوسف عفا الله عنه: ((...لهذا أنت حتى تكون على الخير والهدى؛ نصيحة لك دعك منهم؛ فهؤلاء ابتلاهم الله تعالى جل وعز شأنه في أن يخوضوا أو يأكلوا لحوم الناس؛ فلا تمش معهم؛ لهذا أغلب من يتعلم عند هؤلاء يمتاز بقلة الأدب.
ربيعة يقول: والله ما صحبت الإمام مالك لعلمه، ولكني صحبته لأنهل من أدبه، لآخذ من أدبه...)).
فأقول: عجباً ثمَّ عجباً؛ الذي أراه حقاًّ أنه لا يُمَيِّز بين علم الجرح والتعديل، وبين الغيبة الـمُحرَّمة، وصدق الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى حين قال: ((وإذا تكلَّم المرء في غير فَنِّه أتى بهذه العجائب‏)) فتح الباري (3/738 السلام).
وليته اشتغل بتعبير الرؤى والمنامات، واكتفى بذلك؛ لَكَانَ فيه مندوحة له عن الخوض في غمار ما لم يُـمَيِّزه، فلا والله أحسن الكلام فيها، ولا والله أحسن فيما يقول.
فانظر إلى قول وسيم: ((يجد رجل قرأ كتيب عشر صفحات. يقول: فلان هذا من مذهب كذا، وفلان من مذهب كذا، وفلان كذا لا تسمعوا له، وفلان قصَّاص، يقول قصص فقط، وفلان لا يحسن كذا. هو لا يسمع لأيٍّ منهم، يَحرِمُه الله جل وعز شأنه من علمهم، وهم يتألقون ويتفوقون عليه)).
ثم انظر إلى ما قاله الحافظ الخطيب البغدادي رحمه الله: ((وقد أنكر قومٌ لم يتبحَّروا في العلم قول الحفَّاظ من أئمَّتنا وأولي المعرفة من أسلافنا أنَّ فلاناً الراوي ضعيف، وفلاناً غير ثقة، وما أشبه هذا الكلام. ورأوا ذلك غيبة لمن قيل فيه إن كان الأمر على ما ذكره القائل، وإن كان الأمر على خلافه فهو بُهتان)) (الكفاية 1/150 دار الهدى).
إلى أن قال رحمه الله تعالى: ((وليس الأمر على ما ذهبوا إليه؛ لأن أهل العلم أجمعوا على أنَّ الخبر لا يجب قبوله إلا من العاقل الصدوق المأمون على ما يُخبر به، وفي ذلك دليل على جواز الجرح لمن لم يكن صدوقاً في روايته، مع أنَّ سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وردت مصرِّحةً بتصديق ما ذكرنا، وبِضِدِّ قول مَن خالفنا)) الكفاية (1/157).
وقال أيضاً رحمه الله تعالى: ((ففي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بئس أخو العشيرة"؛ دليل على أنَّ إخبار الـمُخبِر بما يكون في الرجل من العَيب على ما يُوجِبُه العلم والدين من النصيحة للسائل: ليس بغِيبة. إذْ لو كان ذلك غيبة لـما أطلقه النبي صلى الله عليه وسلم، وإنَّما أراد عليه السلام بـما ذَكَرَ فيه – واللهُ أعلم- أن يُبَيِّن للناس الحالة المذمومة منه، وهي الفُحش فيجتنبوها، لا أنه أراد الطعن عليه والثلب.
وكذلك أئمتنا في العلم بهذه الصناعة؛ إنـما أطلقوا الجرح فيمن ليس بعدل؛ لئلا يتغطَّى أمرُه على من لا يَخْبِرُه، فيظُنُّه من أهل العدالة فيحتجُّ بخبره، والإخبار عن حقيقة الأمر – إذا كان على الوجه الذي ذكرناه- لا يكون غيبة)) الكفاية (1/158).
وقال رحمه الله تعالى: ((وأما الغِيبة التي نهى الله تعالى عنها بقوله عز وجل: }وَلاَ يَغْتَب بَعْضُكُم بَعْضاً{، وزَجَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها بقوله: "يا معشر مَنْ آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبَه؛ لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم"؛ فهي ذكر الرجل عُيوب أخيه يقصد بها الوضع منه، والتَّنَقُّص له، والإزراء به، فيما لا يعود إلى حكم النصيحة، وإيجاب الديانة؛ من التحذير عن ائتمان الخائن، وقبول خبر الفاسق، واستماع شهادة الكذب. وقد تكون الكلمة الواحدة لها معنيان مُختلفان –على حسب اختلاف حال قائلها- ففي بعض الأحوال يأثم قائلها، وفي حالة أخرى لا يأثم)) الكفاية (1/161).
أقول: وقد سبق النقل قريباً وأُعيدُه هنا: أخرج العقيلي في مقدمة الضعفاء (1/82 مجد الإسلام) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا عفَّان، قال: كنتُ عند ابن عُليَّة فقال رجلٌ: فلانٌ ليس مِمَّن يُؤخذُ عنه. قال: فقال له الآخر: قد اغتبتَ الرجل. فقال له رجلٌ: ليس هذه بغِيبة؛ إنَّما هذا حُكم. قال: فقال ابن عُليَّة: صدقك الرجل. يعني الذي قال: هذا حكم. قلت: وهذا إسنادٌ صحيح.
وعن يحيى بن سعيد قال: سألتُ شعبة وسفيان بن عيينة ومالكاً عن الرجل يكون فيه تـُهمةٌ أو ضعف: أسكُتُ أو أُبَيِّن؟ قالوا جميعاً: بَيِّن أمرَه. أخرجه الهروي في ذم الكلام (3/310-311).
وأخرج الهروي في ذم الكلام وأهله (3/309) بإسناده إلى الصلت بن طريف قال: سألتُ الحسن فقلتُ: يا أبا سعيد! رجلٌ فاجرٌ قد علمتُ منه، وقتلتُه علماً؛ فذِكْرُهُ حين أذكُرُهُ منه أَغِيبَةٌ هي؟ قال: لا، ولا كرامة، ما للفاجر حُرمة.
ثم نقول لوسيم يوسف: ألم تكن جمعتَ المخالفات والأخطاء على حسن البنَّا وبعض رؤوس جماعة الإخوان المسلمين؟ وكنت قد أجزتَ لنفسك الكلام في الإخوان المسلمين، وفي التحذير من رموزهم بأعيانهم؛ فهل هذا لا يدخل في علم الجرح والتعديل؟! أو أنَّ جماعة الإخوان المسلمين مُستثناةٌ من تحذيرك من علم الجرح والتعديل؟! أو أنَّه يجوز لك أنت ما لا يجوز لغيرك؟!
ثم قارن كلام أولئك الأئمة الذين سبق ذكرهم في الجرح والتعديل مع قول وسيم: ((...لهذا فتجد أني أنا الآن لما أجلس في محاضرة درس تفسير، ما رأيك بالشيخ فلان؟ والله الشيخ فلان هذا يخطئ كثيراً. ويتكلم، وهذا...
تلاميذي ماذا يتعلمون؟ مثلاً: يتعلمون القدح والجرح والتعديل؛ لهذا يمتازون بقلَّة الأدب، لكن لو أنا قلت له اتق الله ما لك وله؟ اشتغل بكتاب الله هذا الذي ينفعك لا تبع حسناتك بثمن بخس دراهم معدودة، وتكن بحسناتك من الزاهدين، اتق الله.
هنا يستيقظ، بمعنى: يتعلم الأدب، واضح؟ فأنت حتى تتعلم الأدب لا تسمع لا لهذا ولا لهذا،...)).
قلت: لئن كان وسيم يعتبر علم الجرح والتعديل من قلة الأدب؛ فلقد والله أَزْرَى بالإسلام وأئمَّة الهدى فيه، فاللهم غُفراً غُفراً.
ثم دعني أقُصُّ عليك أخي القارئ بعض حديث وسيم؛ لتعلم مَنْ هو الذي قَلَّ أدبُه مع العلماء وأئمة الإسلام، ومع إخوانه من المسلمين.
يقول: ((يمتازون بقلَّة الأدب)). ويقول: ((فأنت حتى تتعلم الأدب لا تسمع لا لهذا ولا لهذا)). ويقول: ((هؤلاء لن يرضوا عن أحد إلا عن أنفسهم)).
ثمَّ هل سأل وسيمٌ نفسَه عمَّا صدر منك بحقِّ بعض العلماء الكبار الـمُعاصرين في حكم التصوير حين قال: ((ما كان في عهد رسولا الله صلى الله عليه وسلم كاميرا. كما قال شيخنا ابن عثيمين: "التصوير هو الرسم باليد" كان يُعرف عن الرسم باليد تصوير.... المصور هو الذي يرسم، قال الشيخ ابن عثيمين: "هذا جهد اليد، ويرسم، وتدقيق"، لا نريد أن نُحَجِّر العقول.
المشكلة أن الناس تأخذ عن أمة الإسلام أنهم أمة رجعية قليلاً، لماذا؟ لا يواكبون التطوُّر، بمعنى: لـمَّا خرج التلفاز عزف العلماء عن الخروج...)) ثم قال: ((أنا أحترم كل عالم، فقط لتوضيح المسألة، كل العلماء ها هنا –وأشرتَ إلى أعلى رأسك- كل الخير الذي يحيط بنا من علم بفضل الله ثم بهم، لكن هم عزفوا اجتهاداً.
لـمَّا عمَّت البلوى وظهر علماء "لا خطام ولا زمام" خرج العلماء وقالوا بالجواز. عُلِم؟ فلا نريد أن نكون رجعيِّين، التصوير هو الرسم في اليد)) ثم قلت يا وسيم وأنت تبتسم ابتسامةً ساخرةً: ((لا يوجد تصوير في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لكي نرقى على الأقل في مسائل حديث النبي صلى الله عليه وسلم)).
فأقول: هذا هو أدب وسيم مع العلماء الربَّانيِّين؛ يصف اجتهاداتهم بتحجير العقول، وأنها رجعية، وأنها سبب لقول الكفار بأننا أمة رجعيَّة لا تُواكب العصر، ثم قوله مع الابتسامة الساخرة: ((لا يوجد تصوير في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لكي نرقى على الأقل في مسائل حديث النبي صلى الله عليه وسلم)).
كلُّ هذا ويصف من خالفه بقِلَّة الأدب.
فأقول مُخاطباً له: والله يا وسيم إنَّ شهادتَك لنفسك مجروحة، وإنَّ شهادتَك على مخالفيك من أئمة الإسلام وعلمائه مجروحة.
وقد وصفتَ نفسك بالرُّقي، وتمام الخلق، وما لم يكن لك من الخُلق ما يجب أن يكون مع العلماء، فلا أظنُّه يكون لك من الخلق ما يكون مع غيرهم.
وقولك عبر موقع تويتر عندما ناصحك بعض طلبة العلم: ((دعك منهم، فإنهم لو خرج فيهم ابن الخطاب، لقالوا؛ فيه وفيه !! فَمَنْ تَرَبَّـى على القدح و الردح لا يعرف المدح)).
هل تعلم يا وسيم أنَّ هذا من الفُجور في الخصومة؟! بل أقول: من التَّألِّي على الله تعالى، فإلى الله المشتكى.
أئمَّة الإسلام رَبَّوا تلاميذهم على الجرح والتعديل، ومع ذلك ما رأيناهم إلا أعظم الناس تعظيماً لعموم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقلتَ يا وسيم: ((فنُّ الأدب مع (المخالف) لا يتقنه الحُسَّاد)). وقلتَ يا وسيم: ((حتى تَصِلَ للنهاية، لا تنظر للوراء، فكلَّما كنتَ مُتَقَدِّماً، زادت عليك أعين المتخلفين من خلفك)).
ولا أدري؛ لعلِّي أن أكون أنا أحد أولئك الحُسَّاد، على أن أعطاك الله سبحانه وتعالى لساناً يقدح في أئمَّة الإسلام، أو على أن يكون لك نَفْسٌ لا تُعَظِّمُ علماء الإسلام.
أو لعلَّها: قاصمة الظهر يا وسيم؛ وهي أنَّهم يحسدونك على الشُّهرة. ألهذا الحدِّ يكون الغرور؟ أم لهذا الحد يكون التعالم؟
أخرج أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (449) عن الأوزاعي رحمه الله أنه قال: مات عطاء بن أبي رباح يوم مات، وهو أرضى أهل الأرض عند الناس، وما كان يشهد مجلسه إلا سبعة أو ثمانية.
وأخرج ابن معين في تاريخه بإسنادٍ صحيح عن عاصم أنه قال: كان أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام.
وأمَّا قول وسيم: ((ربيعة يقول: والله ما صحبت الإمام مالك لعلمه، ولكني صحبته لأنهل من أدبه، لآخذ من أدبه...)).
فأقول: متى كان ربيعة تلميذً لمالكٍ عليهما رحمة الله تعالى، وربيعة شيخ مالك، ومُعلِّمه، وأُستاذه، فكيف يجعل وسيم ربيعة تلميذاً لمالك وهو أحد شيوخ مالك؟! وأين قال ربيعة هذا القول؟!
فإذا كان وسيم يُخطِئُ في هذه التراجم المشهورة جداًّ إلى هذا الحد؛ فَــــلَكَ أن تتصوَّر مدى علمه بالجرح والتعديل، وصدق مَن قال: ((مَن جِهِلَ شيئاً عاداه)).
وأما ما نقله عن العلامة ابن عثيمين في حكم التصوير؛ فإليك نصَّ كلام الإمام ابن عثيمين الذي لا يُسعف ما ادَّعَاه عليه وسيم:
((من محمد الصالح العثيمين إلى أخيه الْمُكرَّمِ الشيخِ ... حفظه الله تعالى، وجعلَهُ مِن عبادِه الصالحينَ، وأوليائهِ المؤمنينَ الْمُتقينَ، وحِزبهِ المفلحينَ، آمينَ.
وبعد: فقد وصلني كتابُكم الذي تضمَّنَ السلام والنصيحة، فعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وجزاكم الله عنِّي على نصيحتكم البالغة التي أسأل الله تعالى أن ينفعني بها.
ولا رَيْبَ أنَّ الطريقة التي سلكتموها في النصيحةِ هي الطريقة الـمُثلى للتناصح بين الإخوانِ، فإن الإنسان مَحلُّ الْخَطأ والنسيان، والمؤمنُ مرآةُ أخيه، ولا يُؤمن أحد حتى يُحبَّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسهِ.
ولقد بلغت نصيحتُكم منِّي مبلغاً كبيراً بما تضمَّنته من العبارات الواعظة، والدَّعوات الصَّادقة، أسألُ الله أن يتقبَّلها، وأن يكتب لكم مثلها، وما أشرتم إليه حفظكم الله من تكرُّر جوابي على إباحة الصُّورة المأخوذة بالآلة: فإني أُفيد أخي أنني لـم أُبِحْ اتخاذَ الصُّورة، والـمُراد: صورة ما فيه روح من إنسانٍ أو غيره، إلاَّ ما دعت الضرورة أو الحاجة إليه، كالتابعية والرُّخصة، وإثبات الحقائق ونحوها.
وأمَّا اتخاذ الصُّورة للتعظيم، أو للذكرى، أو للتَّمتع بالنظر إليها، أو التلذُّذ بها فإنِّي لا أُبيحُ ذلك، سواء كان تمثالا أو رقماً، وسواء كان مَرقوماً باليد أو بالآلة، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخلُ الملائكةُ بيتاً فيه صُورةٌ » .
وما زلتُ أُفتي بذلكَ، وآمرُ مَن عندَهُ صُوَرٌ للذِّكرى بإتلافها، وأُشدِّدُ كثيراً إذا كانت الصُّورةُ صُورةَ ميِّتٍ.
وأمَّا تصويرُ ذواتِ الأرواحِ : مِن إنسانٍ أو غيرهِ فلا رَيْبَ في تحريمهِ، وأنه مِن كبائرِ الذنوبِ، لثبوتِ لَعنِ فاعلهِ على لسانِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وهذا ظاهرٌ فيما إذا كانَ تمثالاً، أي: مُجسَّماً، أو كانَ باليدِ.
أمَّا إذا كانَ بالآلة الفورية التي تلتقط الصُّورة ولا يكون فيها أيُّ عمل من الْمُلتَقِط من تخطيط الوجه وتفصيل الجسم ونحوه، فإنْ التُقِطَت الصُّورة لأجل الذكرى ونحوها من الأغراض التي لا تُبيح اتخاذ الصُّورة فإنَّ التقاطَها بالآلة مُحرَّم تحريم الوسائل، وإن التُقطَت الصُّورة للضرورة أو الحاجة فلا بأس بذلك.
هذا خُلاصة رأيي في هذه المسألة، فإنْ كان صواباً فمن الله وهو الـمَانُّ به، وإنْ كان خَطأً فمن قصوري أو تقصيري، وأسأل اللهَ أنْ يعفو عنِّي منه، وأن يهديني إلى الصَّواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)) انتهى كلام العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته (مجموع الفتاوى 2/287-288).
فلا أدري أين وجد وسيم ما ذكره في تلك الدعوى على العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى؟
ثم قال وسيم: ((أنت تسمع لوسيم يوسف، أُعجِبتَ به، اسمع له. سمعتَ لفلان؛ أُعجبت به، اسمع له. ودعك من هؤلاء الذين يقدحون صباحاً ومساءً هؤلاء لن يرضوا عن أحد إلا عن أنفسهم، والمبتلى من يمشي خلفهم. أربعة وعشرين ساعة تحذيرات من فلان وفلان وكأن الله عز وجل وضع فيهم زمام الهدى...)).
أقول: أهكذا يكون التغرير بالعامَّة يا وسيم؟! بِـجَعْلِ أديانهم عُرضَةً للتذوُّق والإعجاب. سبحان الله!! أيقول هذا رجلٌ ينتسب إلى العلم؟! والله إنها لإحدى الكُبَر.
أين أنت من قول ابن سيرين: ((إن هذا العلم دين؛ فلينظر أحدكم عَمَّن يأخذ دينه))؟
ومنذ متى كان اختيار المشايخ راجعاً إلى الأذواق؟!
قال فضيلة الشيخ العلامة الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العُلماء: ((فليس العبرة بالانتساب أو فيما يظهر، بل العبرة بالحقائق وبعواقب الأمور، والأشخاص الَّذين ينتسبون إلى الدَّعوة يجب أنْ يُنظر فيهم أين درسوا، ومِنْ أين أخذوا العلم، وأين نشؤوا، وما هي عقيدتهم، قالَ تَعَالَى : ﴿أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ﴾.
ويجب أنْ تُنظر أعمالهم وآثارهم في النَّاس، وماذا أنتجوا مِنَ الخير، وماذا ترتَّب على أعمالهم مِنَ الإصلاح، فيجب أنْ تُدرس أحوالهم قبل أنْ يغترَّ بأقوالهم ومظاهرهم، هذا أمرٌ لا بدَّ منه، خصوصًا في هذا الزَّمان الَّذي كَثُرَ فيه دعاة الفتنة، وقد وصفَ النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دعاة الفتنة بأنَّهم قومٌ مِنْ بني جلدتنا ويتكلَّمون بألسنتنا، والنَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما سُئِلَ عن الفتن قالَ: ((دعاةٌ على أبواب جهنَّم، مَنْ أطاعهم قذفوه فيها)). سمَّاهم دُعاة، فعلينا أنْ ننتبه لهذا؛ ولا نحشد في الدَّعوة كلَّ منْ هبَّ ودبّ، وكلَّ مَنْ قالَ أنا أدعُو إلى الله، وهذه جماعة تدعُوا إلى الله، لا بدَّ مِن النَّظر في واقع الأمر، ولا بدَّ مِن النَّظر في واقع الأفراد والجماعات، فإنَّ الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - قيَّد الدَّعوة بأنْ تكون دعوة إلى اللَّه، وإلى سبيل اللَّه، قالَ تَعَالَى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ﴾. دلَّ ذلكَ على أنَّ هناكَ أُناسًا يدعُون إلى غير الله!)) .اهـ.(الأجوبة المفيدة ص251-252)
ثم أقول: ولـماذا التمثيل أوَّلاً بوسيم يوسف: ((أنت تسمع لوسيم يوسف، أُعجِبتَ به، اسمع له))؟؟!!
والله ما أخشى -إن كنتُ أخشى- إلا وأنه قد مُكِر بك، وتعالمت على الطغام من الناس، وأَرَيْتَ نفسك فوق حقيقتها، وهذا يُذكرني بقولك عن نفسك ومخالفيك: ((حتى تَصِلَ للنهاية، لا تنظر للوراء، فكلَّما كنتَ مُتَقَدِّماً، زادت عليك أعين المتخلفين من خلفك)).
ثم إنني سأقف هنا وقفة تساؤل مع وسيم يوسف:
هل لهذا المقطع الذي انتشر في هذه الأيام علاقةٌ برحلتك إلى دولة الكويت لأجل زيارة جمعية إحياء التراث الإخوانية؟! ولـماذا جاء هذا الكلام بهذه الصورة في هذا التوقيت؟!
ولـماذا تحتفي بك هذه الجمعيَّة الإخوانية كل هذا الاحتفاء؟!
ولـماذا نشروا بعض ردودك على مخالفيك قبل الإعلان عن طريق لجنتهم الدعوية من طريق حسابهم على تويتر؟!
ولعلَّك أردتَ أن تحمي ظهرك بعد سفرك من الطعن بسبب سفرك إلى الكويت للاجتماع بهذه الجمعية التي كان ضررها على الكويت وأهل الكويت من أشد أنواع الضرر والفساد.
فإن قلت: ما حذَّر منها إلا المداخلة والجاميَّة.
قلنا: قد حذَّر منها ومن مسلكها قبلُ: الألباني رحمه الله تعالى.
قال الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى عن جمعية إحياء التراث: ((إنني في الواقع أرى أن التكتل والحماسة في تكتيل جماعة السلفيين في الكويت خاصة؛ أنهم يسيرون على خطا الإخوان المسلمين قديماً وحديثاً. وهو تكتيل الشباب المسلم، وتجميعهم دون العناية بتثقيفهم الثقافة الإسلامية الصحيحة القائمة على الكتاب والسنة، وعلى منهج السلف الصالح؛ كما هي دعوة كل المسلمين المنتمين إلى هذا المنهج الإسلامي الصحيح.
ولذلك فإني أخشى ما أخشى أن ترجع الدعوة السلفية في الكويت، وفي بلاد أخرى قد تتأثر بهذا التكتل، أو التحزب الجديد، وترجع القهقرى، ويتمثلون في دعوتهم خُطَا جماعة الإخوان المسلمين ذاتها التي أشرت إليها آنفا، وهي القائمة على قول بعضهم (كَتِّل ثم ثَقِّف)، ثم لا شيء بعد ذلك إلا التكتّل والتحزّب.
وأكبر دليل على ذلك أنه قد مضى على جماعة الإخوان المسلمين ستون عاماً، ولم نشاهد من أثر دعوتهم فيهم أنها أنتجت عالماً واحداً بين صفوفهم يرجع الناس إليه لمعرفة أمور دينهم.
ولذلك فنحن نريد أن يظل إخواننا السلفيون في الكويت وفي كل بلاد الإسلام يعنون بالتثقيف وليس بالتكتيل؛ لأن هذه هي دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل والأنبياء كلهم ثم شأ بعد ذلك التجمّع المنشود والتكتُّل المرغوب لذلك)) انتهى من سلسلة الهدى والنور شريط رقم 200 ]منقول من المدونة السلفية في كشف حال جمعية إحياء التراث الحزبية[.
ونقول لك أيضاً يا وسيم: حتى مشايخ الكويت يحذرون منها أشد التحذير، ويرون ضررها على بلادهم من أشد أنواع الضرر.
وأما قول وسيم: ((وهؤلاء نحن مُشفقون عليهم، يعني نقول: نسأل الله عز وجل أن لا يبتلينا بما ابتلاهم، ونسأل الله عز وجل أن يشغلنا بأنفسنا صلاحاً وتعديلاً وتُقى، وأن لا يُشغلنا بغيرنا...)).
إن كنتَ تسأل الله السلامة من طريقة علماء الإسلام، فعلى أيِّ طريقةٍ تُريد أن تكون؟!
ورحم الله العلامة ابن الوزير حين أنشد في خاتمة كتابه الروض الباسم ]2/595-597 بحذف بعض الأبيات[ قائلاً:

عليك بأصحاب الحديث الأفاضـــــــــــــلِ * * * تجد عندهم كل الهدى والفضائلِ
شُيوخ حديث المصطفى ومعادن الــــ * * * ـــــــــــتقى وبُدورٌ نــــــــورُهم غيـــــرُ آفلِ
شَفَوا علل الأكباد منه فأصبحــــــــــــــــــوا * * * وقـد لَبِســـــــوا منهُ نفيـــــــسَ الغلائلِ
هُمُ نَقَّحــــــــوا منه الصحيــــــــح وبَيَّنــــــــــوا * * * معارفَـــــــهُ في الـمُمتعـــــــاتِ الحوافِلِ
يَـــذُبُّــــــــون عن ديــــــن النبي محمَّــــــــــــــــــــ ـــــــــدٍ * * * بألسِنَـــةٍ مثل السيـــــــوف الفواصلِ
دليــــــــــــــــلهم قول الرســـــــــــــــــــــ ــول وفعلــــــــــــه * * * وذلك يوم الفصل أقوى الدلائلِ
ومَدْرسهُـــــــــــــم آيُ الكتـــــــــــــــــاب وإنَّـــــــــــــــــه * * * لأَقْــــمَـــعُ بُرهـــــــــــــانٍ لكُلِّ مُنــــــــــــــاضِلِ
فــــلا تقتـــــــــــدوا إلا بهم وتَيَمَّمــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــوا * * * لهـــم منهجــــــاً كالقِدح ليس بمــــاثلِ
فلا تسبحــــــــــــــــوا في لُـــجَّةِ البحر واْبْعَدُوا * * * عـــن الخَوضِ فيه واكتفوا بالسَّواحـــلِ
فإنْ لم يكــــن بُدٌّ من الـخَوْضِ فاجعلـــوا * * * مَــواردكـــــــم مُستَعذَبــــــــــــــــ اتِ المنــــــــاهلِ
عليـــكم بقول المُصطفى فهو عِصمــــــــــــــةٌ * * * ومـــــــــا عـــــــــــــاقلٌ عَمَّـــــــا يقول بعــــــــادِلِ
سَعِدتُ بِذَبِّي عن حِـمــــــــــــــــاهُ وحُبِّـــــــــــــــــــ ــــهِ * * * كمــــــــــــــــا شَقِيَتْ بالصَّدِّ عنه عواذلي

وأما قول وسيم: ((أمَّا أن أنتقد هذا، وأتكلم، وفلان: لا فاسق، وفلان لا يصلح للفقه، وفلان .. من أنت؟ -بين قوسين- وهذا هل ينفع الناس؟ إذا أنت كنت صاحب حق بيِّن الحق دون الجرح، بمعنى: يوجد شيخ قال كلمة هي ليست على حق، أُبَيِّن –بدون ذكر اسمه- أقول: هذه الكلمة لا تصلح، والأصل كذا وكذا. ما لي وله؟ هو ربما اجتهد فأخطأ. نسأل الله له الهداية والتوفيق والسداد والرشاد. ونتمنى له الخير لكن ما أذكر اسمه؛ لأنه سيُعاند على الباطل. علم.
فهكذا الناس تحب الصامت، أكثر الدعاة الذين وُفِّقوا، والله عز وجل قذف في قلوب الناس حبه –أي: حب هذا الداعية- هو الذي لا ينشغل بغيره، خلاص ينشغل بدعوة الناس للخير. يقول: صلُّوا صوموا تعلموا.
هذا الذي ينشغل بدعوة الناس للخير؛ الناس تُجمع القلوب على حبه، أما لو أجلس في برنامج، وأقول: فلان كذا وفلان ضال، وفلان كذا. هذا يقول: من هذا؟ الله عز وجل يُنفر الناس من عنده، واضح؟ لهذا التزم بخلق النبي صلى الله عليه وسلم، ما لك وللناس؟ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ما بال أقوام يصنعون كذا، ما بال أقوام قالوا كذا. وانتهى الموضوع
لهذا أقول لك: أخي الحبيب أخي الفاضل، انشغل بنفسك، ودعك مما تسمع، فإن حسناتك هي مفتاح للجنَّة، فلا تُضيِّع مفتاح الجنة بالخوض في لحم هذا وهذا، والله ما تسوى الدنيا وما فيها أن تقف. تعلم ما المصيبة؟ أعظم مصيبة، أن تقف بين يدي الله، ويأتي الرجل الذي أنت كنت في الحياة الدنيا تكرهه وتتكلم عليه، وتحذر منه، ويأخذ من حسناتك وأنت تنظر، ويدخل الجنة على أكتافك وأنت تنظر؛ لأنك اغتبته ووقعت به، لو كنت صادقاً ادع له بظهر الغيب، واعلم أن الله عز وجل سيُعطيك ما تمنيت لأخيك، واضح؟ أسأل الله عز وجل لي ولكم التوفيق والسداد)) انتهى كلامه عفا الله عنه.
فجواب هذا الكلام فيما ذكره علي القاري في كتابه الأسرار المرفوعة (49- 51): قال الدارقطني: فإن تَوَهَّمَ مُتَوَهِّمٌ أنَّ التَّكلُّم فيمن روى حديثاً مردوداً؛ غِيبَةٌ له. يُقال له: ليس هذا كما تَوَهَّمتَ؛ وذلك أن إجماع أهل العلم على أنَّ هذا واجبٌ صِيانةً للدين، ونصيحةً للمسلمين.
وقد حدَّثنا أبو سعيد الهروي، حدثنا أبو بكر بن خلاَّد قال: قلتُ ليحيى بن سعيد القطَّان: أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركتَ حديثهم خُصماءك عند الله تعالى؟ فقال: لأن يكون هؤلاء خُصمائي، أحبُّ إليَّ من أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم خصمي، يقول: لِــمَ لَـــــمْ تَذُبَّ عن حديثي؟...)).
إلى أن قال: ثم روى عن سفيان الثوري أنه كان يقول: فلان ضعيف، وفلانٌ قوي، وفلانٌ خُذوا عنه، وفُلانٌ لا تأخذوا عنه. وكان لا يرى ذلك غيبة.
قال: وسُئل مالك وسعيد وابن عيينة عن الرجل: لا يكون بذاك في الحديث؟ فقالوا جميعاً: بَيِّن أمرَه.
قال: وقيل لشعبة: هذا الذي تكلَّم في الناس؛ أليس هو غِيبة؟ فقال: يا أحمق!! هذا دين، وتَركُهُ مُحاباة.
قال: وقد قال محمد بن بُندار الجرجاني لأحمد بن حنبل: إنَّه لـيَشتَدُّ عَلَيَّ أن أقول: فلانٌ ضعيف، وفلانٌ كذَّاب. فقال أحمد: إذا سَكَتَّ أنت، ]وسكتُّ أنا[ فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم.
ورُوِيَ أنَّ سفيان الثوري مَرَّ برجل فقال: كذَّاب. والله لولا أنَّه لا يَحِلُّ لي أن أسكت لسكتُّ.
وعن الشافعي: إذا علم الرجل من مُـحَدِّثٍ الكذبَ؛ لـم يَسَــعْهُ السكوت عليه، ولا يكون ذلك غِيبة؛ فإن مثل العلماء كالنُّـقَّاد؛ فلا يسع الناقد في دينه أن لا يُبَيِّن الزُّيوف من غيرها...)) انتهى النقل.
فانظر يا وسيم؛ فلا والله ما أرى بعد كلِّ هذا البيان إلا المكابرة، فاسأل الله تعالى أن يشرح صدرك للخير، وأن يفتح عليك من خزائن العلم، إنِّي مُـحَـذِّرُك من الاغترار بالشهرة وبريقها وبهرجها، وأوصيك بثني الركب في حلق أهل العلم، والجلوس بين أيديهم للتعلم، وطلب العلم، ولا تغترَّ أن صَدَّرتكَ بعض القنوات، وأعطتك من الشُّهرة ما أُراه يسعك مقامها.
واعلم – وفقك الله للحق- أنني والله ما حرَّكني حَسَد، وحُبِّ تبادل أدوارٍ معك، وإنني والذي نفسي بِيَده لأَحمدُ الله تعالى على أن لم يجعلني على مثل ما أنت عليه.
واحذر العُجب؛ فإنَّه يهدِمُ العمل أوَّله وآخره، ويُورِدُكَ استئصال النِّعمة، وابحث عن العلماء الربَّانيِّين لتلزم مجالسهم، وتنهل من علومهم.
وإن كنتَ قد رأيتَني أغلظتُ لك في القول؛ فعَلَيك بالحق الذي فيه، فالزمه. ودع عنك حظوظ النفس ورغباتها، ولئن تجد ناصحاً فظاًّ غليظاً، خيرٌ لك من أن تجد مداهناً خوَّاناً.


اللهم صلِّ وسلِّم على نبيك محمد وآله وصحبه والتابعين بإحسان

كتبه العبد الفقير
أبو خميس
حامد بن خميس بن ربيع الغيلاني الجنيبي
غفر الله له، ولوالديه، ولمشايخه، وأهل بيته
انتهيتُ من مراجعته على عجل في يوم الأربعاء
27 صفر 1434 هــ - 9 يناير 2013م
__________________
قال الإمام الشافعي :
(( لا يحيط باللغة إلا نبي )).
تحفة المنهاج بشرح المنهاج.
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 12-13-2015, 08:40 PM
ناصر اليماني ناصر اليماني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2014
الدولة: اليمن
المشاركات: 315
افتراضي

مما يدل على تخبطه - هداه الله - أنه ينتقد ما يفعله هو نفسه فبينما هو ينكر على من يحذِّر من فلان وفلان ممن يستحق أن يُحذر منه ، إذا به يقع في ذلك فها هو يتكلم ويسمي بعضهم محذرا منهم كالعريفي والعوضي وغيرهم ، وهذا تناقض.
والله المستعان.
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 12-15-2015, 04:31 AM
عبد الله السنّي. عبد الله السنّي. غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 996
افتراضي

رد على دعي العلم وسيم يوسف أبو الأحلام !

الاثنين، 6 يوليو، 2015

على رسلك يا وسيم..




الحمد لله معز من أطاعه، مذل من عصاه ، {مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

(آل عمران: 26)،

وأصلي وأسلم على النبي المصطفى الهادي المجتبى القائل وقوله الهدى : "وجعل الذل والصغار على من خالف أمري"

[صحيح الجامع:2831]

فلا رافع إلا الله..

ولا خافض إلا الله..

ومن ابتغى العزة بمخالفة طريق رسول الله أذله الله..

أما بعد؛؛

فعلى رسلك يا وسيم..

فقد حيرت في وصفك الحليم..

كل يوم تأتي لنا بطامة هي أكبر من أختها التي قبلها..

لبست ثوبًا أكبر من ثوبك، وخضت بحرًا يغرق فيه من هو مثلك ،،

فحالك اليوم كمن أراد علاج زكام فأحدث في الأمة الجذام..!!

لقد ساويت بين الظلمات والنور حين حشرت اتباع (الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة)=السلفية مع الصوفية الخرافية والشيعة الإمامية بقولك: كلكم يسقط أمام أمن الوطن !!

وأنت تعلم علم اليقين أنه لا أحد يقرر مسائل وجوب السمع والطاعة لولاة الأمور، والحفاظ على الأمن والممتلكات والدور، وتعظيم حرمة الدماء على مراد الله ورسوله إلا السلفية..

فلم التشغيب؟!

ولصالح من هذا التخبيط؟!

إن كان بينك وبين بعض من ينتمي لمنهج السلف خصومة فحلها بينكم، ولا تستغل الإعلام في الانتصار لنفسك والتلبيس على غيرك!!

أتُنكر جهود السلفيين في التحذير من دعاة الحزبية والمناهج المنحرفة الدموية قبل أن تتشجع أنت وأمثالك من الإعلاميين وتنبري لذلك!!

فإن نسيت فلن أنسَ تلك العلاقات الحميمة التي تجمعك ببعض الحزبيين مثل العريفي وغيره في الوقت الذي حذر منه السلفيون، بل لا زلت أذكر تمامًا تحذيرهم منه حينما ظهرت أول أشرطته!

فأين كنت ذلك الوقت؟!

أكنت من حزبهم ثم تبت؟

أم كنت تجهل حالهم فتنبهت؟!

فإن كانت الأولى: فيلزمك التبرؤ منهم صراحة امتثالا لقول الحق سبحانه: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة:160)،

وإن كانت الأخرى: فالزم العلماء الراسخين، واثنِ الركب عندهم ليبصروك بمناهج المخالفين، ولا تتقدمنَّ بين يديهم وتزاحمهم برأيك فإني لك من الناصحين..

وقد قال العلماء: إذا أقبلت الفتنة علمها كل عالم، وإذا أدبرت علمها كل جاهل..!!

وهنا يظهر الفرق بين العالم والمتعالم..!!

فلما وقعت فتنة الإخوان، وعرفها الخاص والعام، وقاربت على الانجلاء خرجت تحذر منهم..!!

ثم تأتي وتقول :

تعبنا من التصنيف :

سلفي .. صوفي ..

شيعي .. أشعري ..

نحن كلنا مسلمون!!

فأقول : هل يستوي من يستغيث بالله وحده بمن يستغيث بالبدوي أو الحسين؟!!

وهل سمعت قط أن دين الله يساوي بين التوحيد والشرك؟

إن كنت تعارض هذا التصنيف من أصله فما الذي جعلك تستثني داعشا والإخوان وتصنفهم بهذه الألقاب؟!

لأنه يلزم من كلامك في الحلقة أن لا تصنِّف أحدًا ما دام أنه داخل في قول الله عز وجل: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ}؟!

فإما أن تخرج الطائفتين من دائرة الإسلام حتى يستقيم لك ما تريد تقريره في حلقتك أو تُقرَّ بأن كلامك كان خطأ، ومتناقضًا، وأن التصنيف منه ما هو حق، ومنه ما هو باطل، فلا يذم كله، ولا يمدح كله، فهلَّا تنبهت؟!

زد على ذلك أنك صرحت باستحياء ذم تصنيف الإخوان المفلسين ..

لما قلت: "..انظر كيف الأحزاب أو إن صلح التعبير الانتماء إلى الجماعات .. سلفي .. صوفي .. إخونجي"

في الدقيقة:[ ٠٧:١٥]

وأنت تعلم أن دولتنا الفتيَّة تجرِّم هذا التنظيم وقد ضمته إلى قائمة الإرهاب، ثم تأتي أنت وتقول : لا نريد تصنيف ..هو سماكم المسلمين!!

ولا يشك عاقل بوجوب تمييز الحق من الباطل، ووجوب تجليته للناس من قبل أهل العلم، نصيحة لله، فإن الدين النصيحة!

"وقد قضى الله كونًا أن يقع في الأمة اختلاف ليميز الله الخبيث من الطيب، وهو واقع لا محالة لخبر الصادق المصدوق ﷺ : "... تفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في

النار إلا ملة واحدة ..." [صحيح الجامع: 5342] وقد دلنا النبي ﷺ على الميزان الشرعي الذي توزن به الأقوال والأعمال لضمان موافقتها للطائفة الناجية، وهو قولهﷺ :

" ما أنا عليه وأصحابي " [صحيح الجامع: 5342].

فمن وزن أقواله وأعماله بهذا الميزان وضبطها به؛ لَحِقَ بالطائفة التي عناها النبي ﷺ بقوله :

"لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي ظاهرينَ علَى الحقِّ، لا يضرُّهم مَن خذلَهُم، حتَّى يأتيَ أمرُ اللَّهِ وَهُم كذلِكَ" [رواه مسلم:١٩٢٠]"

وهذا هو معنى السلفية: فالسلفية معناها اتباع الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح..فهل يحق لك يا وسيم بعد ذلك أن تقول للناس دعونا من السلفية ؟! بل وتضمها

مع الشيعة والصوفية؟!

وقد قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى : {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} : "تبيض وجوه أهل السنة والجماعة وتسودُّ وجوه أهل البدعة والفرقة"

[تفسير ابن كثير 2/92].

ثم تكتب في تويتر مستعطفًا ومدغدغًا لمشاعر الناس :

" أنا سلفي ،،،

وهو صوفي ،،

وذاك شيعي ،،

وهذا صوفي ،،

بالله أخبروني فمن

المسلم !!

فأنا أخبرك من هو المسلم: "المسلم من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده" كما قال النبي ﷺ ،،،

وأما التخليط والتلبيس الذي بت تمارسه على الشاشات فليس من دين الله في شيء، بل هو محض الانتصار للنفس ، وهو دليل ضعف البضاعة، وإلا كيف يليق بك وأنت تدعي العلم أن تقول : "نحن أتينا للقشور (إعفاء اللحية وتقصير الثياب) وتركنا الأصل (القلب)!!" وهذه المقولة مشتهرة عن دعاة الحزبية، وهي باطلة؛ فالإسلام ليس فيه لب وقشور، وقد تكلَّم العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله بكلام علمي رصين عن هذه المسألة في شريط بعنوان :

"لا قشور في الإسلام" وهو متوفر على الشبكة.

فالنبي ﷺ يقول :

"أعفوا اللحى.."

وأنت تقول :

لا نريد إسلامًا باللحى!!

ويقول: "إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه مابينه وبين الكعبين"

وتقول : لا نريد إسلاما بتقصير الثياب !!

أهكذا تعظَّم سنة النبي صلى الله عليه وسلم؟!

وكان المفترض أن تقول: نريد أن يصلح الناس بواطنهم كما يسعون لصلاح ظواهرهم .

ولا أخفيك أنني تعجبت كثيرًا من قولك : "هاجموني حينما حذرت من داعش وأن بعض الدعاة رفض مناصرتك ولو بكلمة !!،

وأنا لن أناقشك عن حقيقة ذلك الهجوم، ولا عن ذلك الداعية المزعوم !

ولكني أعجب منك !

كيف شككت بعد الحلقة في نفسك هل أنت على صواب أم خطا ؟!

كما صرحت بذلك !!

والمفترض أن يكون الحامل لك على التحذير من الدواعش هي العقيدة الراسخة لا مجرد العاطفة أو مجاراة للأمور الواقعة!!

وأعجب مما سبق قولك: أن داعشًا لم تخرج إلا بسبب الخلافات التي بيننا ووو..

وأنا أقول لك مستفهمًا : الذي يقول : لا تصنفوا الناس ،،، هو سماكم المسلمين .. ويرفض تمييز الطوائف الضالة من غيرها ألا يعد سببًا من أسباب ظهور داعش؟!

تحتاج أن تتأملها طويلاً..

واعلم ياوسيم أن كل هذه الطوائف التي خالفت الحق -والتي ترفض أنت تمييزها- كلها ترى حمل السيف على أمة محمدﷺ كما ذكر العلماء رحمهم الله..

قال البربهاري رحمه الله: "واعلم أن الأهواء كلها ردية، تدعو كلها إلى السيف"

هذه بعض الملاحظات على حلقتك, ولو أردت نقدها كلها لطال بيَّ المقام ولكن حسبي ما ذكرت..

فارجع لرشدك يا وسيم, واعرف قدر علمك !!

فلا زلت في بداية الطريق ولا تغرَّنك الشهرة فتهلك!!

بقلم/

حمد بن دلموج السويدي

20/رمضان/1436هـ

07/يوليو / 2015م
__________________
قال الإمام الشافعي :
(( لا يحيط باللغة إلا نبي )).
تحفة المنهاج بشرح المنهاج.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:21 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.