تكوين الشخصية الإرهابية حتى التكفين بحزام ناسف

[أبو مسلم السلفي]

تكوين الشخصية الإرهابية حتى التكفين بحزام ناسف

أرجع الخبير النفسي الدكتور محمد الحامد تكوين الشخصية الإرهابية إلى أربعة مراحل.
تبدأ بالمرحلة الأولية وهي الممارسة التربوية الخاطئة التي يتم من خلالها زرع مفهوم الانغلاق الفكري للطفل في سنواته الأولى، رغم أن أسس التربية الصحيحة تعتمد على فتح المجال للطفل ليتعلم من التجربة وفق مفاهيم (الصح والخطأ)، ولكن ما يحدث لدى الكثيرين أنهم يقومون بتنشئة الطفل وفق منهجية صارمة تجبره على الإذعان لسلطة المربي والتنازل عن الخيارات الممكنة، فينشأ الطفل معتقدا أن لكل مشكلة حلا واحدا فقط وهذا الحل لا يعلمه إلا المربي أو كل من كان أكثر منه خبرة وسنا وتجربة، ويصبح بعد هذه المرحلة قد تكون لديه الاستعداد العام لأن يكون سلبيا وأن يتلقى من الأطراف الأقوى التوجيهات ليبدأ في التنفيذ.


وبين أن المرحلة الثانية «المراهقة»، والمتضمنة أن لدى كل مراهق الرغبة في التمرد على السلطة الأبوية ولو لبعض الوقت لإثبات شخصيته وتنمية شعوره بأنه بدأ يكبر ويبحث عن الاستقلالية، إلا أنه عندما يمارس معه الوالد أو المربي أو المعلم في المدرسة دور المتسلط والملقن والموجه الذي لا يقبل النقاش ويرفض الحوار ويملي الأوامر إملاء تتكون لدى المراهق مفاهيم ذهنية داخلية يبدأ من خلالها بالتأكد من ضعفه وعدم استقلاليته واستسلامه لإملاءات الآخرين أين كان، وهناك في المقابل من يكون قويا وليس ضعيفا لكنه يتقمص دور المعتدي (المربي) فيبدأ يمارس فكرا وسلوكا أشد انغلاقا مما تلقاه في العملية التربوية.


أما المرحلة الثالثة فيرى الحامد أنها «المراهقة المتأخرة» وفي هذه المرحلة تكون معالم الشخصية لدى هذا المراهق قد تكونت، فإما قوية منغلقة ومتقمصة لمن قام على تنشئته، وإما ضعيفة سهلة الوقوع تحت تأثير من هو أكثر منه قوة، ويصبح المراهق تربة خصبة للتوجيه والتلقين وذلك ما يعرف بـ«غسيل المخ» من قبل قادة يعملون على الإثارة والتدليس، لإقناع المراهق في تبني فكر وعقيدة دغمائية لا تنظر إلا في اتجاه واحد معصوبة العينين لا ترى سوى أنها على طريق الحق وسواها على طريق الباطل.


وخلص استشاري الطب النفسي القول إن المرحلة الرابعة مرحلة التنفيذ التي يصل فيها الفرد إلى قناعات فكرية غير قابلة للنقاش وإيمان مطلق، فتبدأ القيادات بتهيئته لتنفيذ العملية الكبيرة، مرتكزين على المعتقدات الدينية ولكن «كلمة حق يراد بها باطل»، وترسيخ إقناعهم بأن ارتداء الحزام الناسف واستخدام التفجير كوسيلة يكسبون من خلالها عدة مكاسب أولها أن المفجر سيلقى حتفه خلال أقل من ثانيتين وبالتالي لن يشعر بأوجاع، وإقناعهم بأن الملائكة تحميهم من الإحساس بأي آلام، والناحية الأخرى هي إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا وهذا يعني بالنسبة لهم نصرا كبيرا حسب ظن السوء.



نقلاً عن صحيفة ” عكاظ “