أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
21130 | 91194 |
#21
|
|||
|
|||
(( {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} وهذا عام في جميع أنواع الصبر: الصبر على أقدار اللّه المؤلمة فلا يتسخطها، والصبر عن معاصيه فلا يرتكبها، والصبر على طاعته حتى يؤديها.
فوعد اللّه الصابرين أجرهم بغير حساب، أي: بغير حد ولا عد ولا مقدار، وما ذاك إلا لفضيلة الصبر ومحله عند اللّه، وأنه معين على كل الأمور )). "تفسير الإمام السعدي" -رحمه الله-. |
#22
|
|||
|
|||
[ لا تستوحش ! ]
من جميل ما قرأتُ من دُرر الإمام ابن القيم -رحمه الله- في هذا الباب قوله: (( ولا يستوحش من ظاهر الحال؛ فإنَّ اللهَ -سبحانه- يُعاملُ عبدَه معاملةَ مَن ليس كمثله شيءٌ في أفعاله كما ليس كمثله شيء في صفاته. فإنه ما حرمه إلا ليعطيَه. ولا أمرضه إلا ليشفيَه. ولا أفقره إلا ليُغنيَه. ولا أماته إلا ليُحييَه. وما أخرج أبوَيه من الجنة إلا ليُعيدهما إليها على أكمل حال. كما قيل: يا آدم! لا تجزع من قولي لك: (اخرج منها)؛ فلَكَ خلقتُها، وسأعيدك إليها. فالربُّ -تعالى-: يُنعم على عبدِه بابتلائه، ويُعطيه بحِرمانه، و[يصحه] بسقمه. فلا يستوحش عبدُه من حالة تسوؤه -أصلًا-؛ إلا إذا كانت تُغضبُه عليه وتُبعده منه )). ["عدة الصابرين"، (99)]. |
#23
|
|||
|
|||
"الصبرُ إذا أعطاه الله العبدَ؛ فهو أفضل العطاء وأوسعه وأعظمه إعانة على الأمور؛ قال -تعالى-: {واستعينُوا بالصبرِ والصلاة} [البقرة: 45]؛ أي: على أموركم -كلها-. |
#24
|
|||
|
|||
جزاكِ الله خيراً أخيتي على الموضوع المهدى الطيّب
زادك الله حرصاً وتوفيقاً وهذه فائدة حفظكِ الله: ((والصبر ضياء)) فبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الصبر ضياء؛ يعني أن يضيء للإنسان، عندما تحْتَلِكُ الظلمات وتشتدُّ الكُرُبات، فإذا صبر؛ فإن هذا الصبر يكون له ضياء يهديه إلى الحق. ************* فالضوء لابد فيه من حرارة، وهكذا الصبر، لابد فيه من حرارة وتعب، لأن فيه مشقة كبيرة، ولهذا كان أجره بغير حساب. شرح رياض الصالحين المجلد الأول / باب الصبر |
#25
|
|||
|
|||
اقتباس:
{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب} [الزمر:10] ((قال الأوزاعي: ليس يُوزَنُ لهم ولا يُكًال(*)،إنّما يُغْرَفُ لهم غَرْفًا))["تفسير ابن كثير"(7/89)] _________________ (*) في ت،أ: (يكال لهم) |
#26
|
|||
|
|||
وقال القرطبي:((أي: بغير تقدير. وقيل يُزاد على الثَّواب؛لأنّه لو أُعْطِي بقدرِ ما عَمِلَ لكان بحساب.
وقيل :{بِغَيْرِ حِسَابٍ}أي :بغير متابعةٍ ولا مُطالبةٍ كما تقع اْلمطالبة بنعيم الدُّنيا. و{الصَّابِرُونَ} هنا :الصَّائمون؛ دليله قوله-عليه الصَّلاة والسَّلام- مُخبرًا عن الله عزَّوجلّ:((الصَّوْمُ لِي وَأنَا أَجْزِي بِهِ)) [قطعة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه البخاري(1894)،ومسلم(1151)..] قال أهل العلم :كل أجرٍ يُكالُ كيلًا ويوزَن وزنًا إلا الصَّبر ،فإنّه يُحثى حَثْوًا ويُغرفُ غرفًا ؛وحُكي عن عليّ -رضي الله عنه- وقال مالك بن أنسٍ:في قوله:{إِنَّمَا يُوَفّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، قال :هو الصَّبر على فجائعِ الدنيا وأحزانِها .ولاشكّ أنّ كلّ من سلّم فيما أصابهُ،وترك ما نُهي عنه،فلا مقدار لأجره..)) [الجامع لأحكام القرآن(18/257)] |
#27
|
|||
|
|||
حدّثنا علي بن هارون، حدّثنا أبو معشر الدَّارمي، حدّثنا محمد بن النّهال، حدّثنا عبد اْلواحد بن زياد، حدّثنا الرّبيع بن أبي مسلم، قال: دخلت على سعيد بن جبير، حين جيء به إلى اْلحجّاج وهو موثوق، فبكيْت، فقال لي: ما يُبكيك؟ قلت: الّذي أرى بك، قال:
فلا تبْك، إن هذا كان في علمِ الله -عزّ وجلّ - أن يكون ثم قرأ: { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا. }. " الحديد 22 " الآية. المصدر:(من الشاملة) [ "حلية الأولياء"،(2/212) ] |
#28
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا
|
#29
|
|||
|
|||
روى أن( أنوشروان) سخط على وزيره (بزرجمهر)فسجنه في بيتٍ مظلمٍ وأمر أن يصفّد(يشدّ)
باْلحديد ،ويلبس اْلخشن من الصّوف،وألاّ يزاد في كل يومين على قرصين من اْلخبز ودورق ماء، فأقام شهورًا على هذه الحال لا تسمع له شكوى ،فقال لهم (أنوشروان ):أدخلوا عليه أصحابه،ومرُوهم أن يسألوه عن حاله ثمّ ائتوني بما يظهر منه. فدخل إليه جماعة من أخصائه ،فإذا هو منشرح الصّدر ،مطمئنّ النّفس ناعم اْلبال ،فقالوا له: أيّها اْلحكيم ،أنت في هذه اْلحال من الضّيق،وشظف اْلعيش والشّقاء،ومع هذا فإنّ سحنة وجهك ، وصحّة جسمك ،على حالهما لم تتغيّرا ،حتّى كأنّك في ترفٍ ونعيمٍ ، فقال:إنّي عملت دواء للصّبر مركبة من خمسة أخلاطٍ ،فأتناول منه كلّ يومٍ شيئًا ،وهو اّلذي أبقاني على ماترون . فقالوا له: صِفْهُ لنا ،فلعلّنا ننتفع به عند اْلبلوى قال: نعم ، أمّا اْلخلط الأول فهو :الثّقة بالله عزّوجل وأمّا الثّاني :فالصّبر خير ما استعمل اْلممتحن وأمّا الثالث: فإنْ لم أصبر فأيّ شيئٍ أعمل ؟ ولا أعين على نفسي باْلجزع وأمّا الرّابع: فقد يمكن أن أكون في شرٍّ أشدّ ممّا أنا فيه وأمّا اْلخامس :فمن ساعةٍ إلى ساعة يأتي الله باْلفرج اْلقريب فلمّا بلغ أنوشروان ما قاله ،أطلقه وأعزّه ،وأعاده إلى حظوته عنده جزاء حسن صبره [السّمير المهذّب،علي فكري] |
#30
|
|||
|
|||
قال تعالى {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}
فمتى فقدت الصبر واليقين كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب قال تعالى فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ولهذا كان الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له، كما أنه لا جسد لمن لا رأس له. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: خير عيش أدركناه بالصبر.
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ زَوْجَـةُ أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ |
|
|