أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
10920 169036

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-19-2013, 08:01 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Exclamation كلمـات لمن أصابَه نَهَمُ التتبُّع لـ(الشيوخ للإجازات!) !! / الإبراهيمي - علي الحلبي

كلمــــات
لمن أصابَه نَهَمُ التتبُّع لـ (الشيوخ للإجازات!)


-للعلامة محمد البشير الإبراهيمي-


قال الشيخ عليٌّ الحلبيُّ-عفا الله عنه-بمنّه وكرمه-:


قبل ثلاثين سنة –وإلى خمسٍ من السنين بعدها-شَغَفَني البحثُ عن أشياخ مُجيزين! والتتبُّعُ لأشخاصٍ مُسنِدين!

وقد حصّلتُ من ذلك –وخلالَ فترة وجيزة-وبجُهد غير كبير-على عددٍ متميِّزٍ –منها- ، عن شيوخ مميَّزين -منهم-.

لم يكن لي مِن دافع لهذا -كلِّه -يومَها-والله أعلمُ بحقائق النفوسِ-إلا المواجَهةُ -والمقابَلةُ- لمن كان يتفاخرُ علينا-ويتعالى –من المبتدعة (السخّافين)-ممن حصَّلوا –مِن هنا!وهناك!وهنالك!-بضعة أسانيد ، عن بعض الأساتيذ!

فكان يُلَبِّس على كثير من المبتدئة الأغمار ، والجهلة الصِّغار: أنه –بإجازاته ومُجيزيه!-خيرٌ من أولئك الذين لا شيوخَ لهم ! ولا إجازاتٍ عندهم!!

فكان ما كان منِّي: لرد ضلالة هذا الجائر المتجنِّي...

وقد كان من ذلك –ولله الحمد-قَدْرٌ لا بأسَ به ؛ فقد جَرَّ -بعدُ-ذيّاك المبتدعُ- أذيالَ الخيبة ، وتاه في سردابِ الغَيْبة!

ولا أظنُّ مثلَ هذا المقصدِ-فيما لو كانت النوايا-حقاً-كذلك-:إلا مقصداً شرعياً ؛ لا فخرَ فيه ، ولا خُيَلاء-ولا ما شابَهُ-أو شابَهَهُ من مُفسدات الأشياء-!

ثم بعد سنينَ وسنينَ –وعند انتشار الإنترنت ، والفضائيات، ووسائل الاتصال الحديثة-المُبهِرة-: تغيّرت المقاييس!

واضطربت الأولويات!

واختلفت –أو اختفت!-المعالم!

فانتشر بين كثير من الطلبة –وفي عدد من البلدان-أمران كبيران:

* الأول: السعي وراء الإجازات! والبحث عن الشيوخ!واللَّهَث وراء المعمّرين –لمجرد الاستجازة منهم-!!

...حتى رأيتَ الافتخارَ ، والتسابقَ، والتناديَ –بل النواديَ-،والتنافسَ جَرَّاء ذلك ، ومن أجله!

وقد دفع هذا الأمرُ الأولُ إلى الأمر :

* الثاني ؛ وهو : عقد مجالس لسماع بعض كتب السنة ؛ كـ «الصحيحين»-وغيرهما-!

وأطراف هذه المجالس ثلاثةٌ:

-أولها : الشيخ –وغالباً ما يكون مُسِنّاً ، أو مريضاً -: وهو جالسٌ ليقرَّ بالسماع-أولاً-، ثم الإجازة-ثانياً-.

-ثانيها : القارئ : وهو الذي يتولّى القراءة من الكتاب المراد قراءتُه..

ولكن موضعَ العجَب -الشديد-جداً-: أنه يقرأ بسرعة فائقة!

لا تكاد الكلماتُ –فضلاً عن الحروف-تتميز لسامعها-وقد أقول:لقارئها!-!!

وقد نبّه الإمام الذهبي-قبل قرون وقرون-على مثل هذا الخلل=في رسالته «الموقظة»-حيث قال-رحمه الله-:

« وقد تَسمَّح الناسُ -في هذه الأعصار- بالإسراع المذموم الذي يَخفَى معه بعضُ الألفاظ!

والسماعُ –هكذا- لا مِيزةَ له على الإجازة!

بل الإجازةُ صِدْقٌ.

وقولُك: (سَمِعتُ)،أو:( قرأتُ) هذا «الجزءَ» -كلَّه- مع التَّمْتَمَةِ، ودَمْجِ بعض الكلمات: كَذِبٌ.

وقد قال النَّسائيُّ في عِدَّةِ أماكنَ مِن «صحيحه»: (وذَكَرَ كلمةً معناها: كذا وكذا)..

وكان الحُفَّاظُ يَعقِدون مجالسَ للإملاء.

وهذا قد عُدِمَ –اليومَ-.

والسَّماعُ بالإملاء يكون مُحقَّقاً ببيانِ الألفاظِ للمُسمِع والسامع»!

فكيف الشأنُ بما يحصل -اليومَ-؟!

احكموا أنتم!

-ثالثها: السامعون : وأكثرُ هَمِّ أكثرِهم : تحصيلُ إجازة السماع عن الشيخ!

وأنا -هنا-للتنبيه والبيان-لستُ ضدَّ مجالس السماع إذا كانت وَفق الشرط المعتبر..

ولستُ ضدَّ الحرص على الإجازات -وتطلُّبها- إذا كانت:
1-ممّن يستحقّها.
2-لمن يستحقّها.
3-بِقَدْرِها ، وإعطائها ما لا يزيد عن حجمها.

..وأمّا (النيّات!) –وتصحيحُها ! والحرصُ على تقويمِ مسارِها!وتعديلِ اعوجاجِها!!- ؛فهي أعسرُ مِن أن يضبطَها مثلي-والله العفُوُّ-:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}،{بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}..
والله-وحده-المستعان.


وبعد:

فالذي هيّج هذه المعانيَ -عندي-، فأودعتُها هذه (التقدمةَ) -من غير سابق إعداد-:ما تذكّرتُه - ثم طالعتُه- من كلام عزيز عالٍ ، لعالم فَرْدٍ من أفراد هذا الزمان ؛ بحث فيه هاتين القضيتين الكبيرتين–باختصار ،وقوة-؛ مُناقشاً في ذلك مَن لو قيل فيه:(مسند العصر-بلا منازع-!): لَـمَا أبعد القائل!
فكيف بمَن دونه-بمراحل-؟!

فهاكم كلامَه-رحمه الله-بفصّه ونصّه-والفطنُ لا يحتاجُ له شرحاً، ولا تعليقاً-..

قال:

«... ولقد كان مِن مُقتضى كون الرجل محدِّثًا : أن يكونَ سلفيّ العقيدة ، وقّافًا عند حدود الكتاب والسنَّة، يرى ما سواهما من وسواس الشياطين.



وأن يكونَ مستقلًّا في الاستدلال لما يُؤخذ ولما يُترك من مسائل الدين.



وقد تعالَت هِمَمُ المحدّثين عن تقليد الأئمة المجتهدين ؛ فكيف بالمبتدعة الدجّالين؟!



وعُرفوا بالوقوف عند الآثارِ ، والعملِ بها، لا يَعْدونها إلى قول غير المعصوم ؛ إلا في الاجتهاديات المَحْضَة التي لا نَصّ فيها.



ولكنَّ المعروفَ عن هذا المحدّث [عبد الحي الكَتَّاني] أنه قضى عمرَه في نَصر الطُّرُقيّة ، وضلالات الطُّرُقيِّين ومُحْدَثاتهم –بالقول، والفعل، والسكوت-، وأنه خصمٌ لَدُود للسلفيِّين، وحربٌ عَوانٌ على السلفيَّة!



وهل يُرْجَى ممّن نشأ في أحضان الطُّرُقيّة - وفتح عينيه على ما فيها من مالٍ ، وجاهٍ ، وشهواتٍ مُيَسَّرةٍ ، ومخايلَ مِن المُلْك- أن يكون سلفيًّا -ولو سلسل الدنيا -كلَّها- بمُسلسلاته-؟!

إن السلفية نشأةٌ ، وارتياضٌ ، ودراسةٌ:



* فالنشأة: أن يَنشأ في بيئةٍ - أو بيتٍ- كلُّ ما فيها يجري على السُّنّة –عملًا ؛ لا قولًا-.



* والدراسة: أن يَدْرُسَ من القرآنِ والحديثِ الأصولَ الاعتقادية، ومن السيرةِ النبويةِ الجوانبَ الأخلاقيَّة والنفسيَّة.



ثم:



* يُرَوِّض نفسَه -بعد ذلك- على الهَدْيِ الُمعتصَر من تلك



السيرة ، وممّن جرى على صِراطها من السلف.



و(عبد الحي) محدّثٌ بمعنى آخرَ! فهو (راوية!) -بكل ما لهذه الكلمة مِن معنى-؛ تتصلُ أسانيدُه بالجِنّ ، والحِنّ ، ورَتَن الهندي -وبكل مَن هبّ ودبّ-!



وفيه -مِن صفات المحدِّثين-: أنه جاب الآفاق، ولقي الرجال، واستوعب ما عندهم من الإجازات بالروايات!



ثم غلبت عليه نزعةُ التجديد ؛ فأتى مِن صفات الُمحْدِثين -بالتخفيف- بكل عجيبة! فهو مُحْدِّثٌ مُحْدِثٌ -في آنٍ واحدٍ-!



وهمُّه -وهمُّ أمثاله من مجانين (الرواية)-: حفظُ الأسانيد! وتحصيلُ الإجازات! ومكاتبةُ علماء الهند والسند –للاستجازة-!!



وأن يرحلَ أحدُهم ، فيَلْقى رجلًا من أهل (الرواية) -في مثل فَوَاق الحالب-، فيقول له: أجزتُك بكل مروياتي ومؤلفاتي-... إلى آخر الكليشي -!



فإذا عَجَزَ عن الرحلة : كتب مُستجيزًا ، فيأتيه علمُ الحديث -بل علومُ الدين والدنيا –كلُّها!- في بطاقة- !!



أهذا هو العلمُ؟!



لا والله.



وإنما هو شيءٌ اسمُه : جنونُ (الرواية)!

ولقد أصاب كاتبَ هذه السطورِ مَسٌّ من هذا الجنونِ في أيَّام الحداثة!



ولم أتبيّن منشأَه في نفسي إلا بعد أنْ عافاني الله منه ، وتاب عليّ.



ومنشأُه هو الإدلالُ بقوّة الحافظة.



وكان مِن آثار ذلك المرضِ : أنني فُتِنتُ بحفظ أنساب العرب، فكان لا يُرْضيني عن نفسي إلا أن أحفظ أنساب مُضَر وربيعةَ -بجماهرها ومَجامعها-، وأن أَنْسُبَ جماهرَ حِمْيَر وأخواتِها، وأن أعرف كل ما أُثِرَ عن دَغْفَل في أنساب قريش، وما اختلف فيه الواقديُّ ، ومحمد بن السائب الكَلْبيّ.



ثم فُتِنْتُ بحفظ الأسانيد، وكدت ألتقي بعبد الحيّ في مستشفى هذا الصنفِ من المجانين بـ (الرواية)!!



لولا أن الله سلّم..



ولولا أنَّ الفطرةَ ألهمتني: أن العلمَ ما فُهِم وهُضِم، لا ما رُوي وطُوي!

زرتُ –يومًا- الشيخَ أحمدَ البَرْزَنْجِيَّ- رحمه الله- في داره -بالمدينة المنوّرة- وهو ضريرٌ-.



وقد نُمِي إليه شيءٌ من حفظي ، ولُزومي لدور الكتب، فقال لي -بعد خوض في الحديث-: أجزتُك بكل مرويّاتي -من مقروء، ومسموع –بشرطه- ... –إلخ-.



فأُلْقِيَ في رُوعي ما جرى على لساني ، وقلتُ له: إنك لم تعطني علمًا بهذه الجمل، وأَحْرِ أن لا يكونَ لي ولا لك أجرٌ ؛ لأنك لم تَتْعب في التلقين ، وأنا لم أَتْعَب في التلقّي!



فتبسّم ضاحكًا مِن قولي ، ولم يُنكر.



وكان ذلك بَدْءَ شفائي مِن هذا المرض، وإنْ بَقِيَتْ في النفس منه عقابيلُ تَهيجُ كلّما طاف بيَ طائفُ العُجْبِ ، والتعاظمُ الفارغُ ؛ إلى أنْ تناسَيْتُهُ مُتعمّدًا!



ثم كان الفضلُ لمصائب الزمان في نسيان البقيّةِ الباقيةِ منه.



وإذا أَسِفْتُ على شيء مِن ذلك –الآنَ-: فعلى تَنَاسِيَّ لأيام العرب؛ لأنها تاريخٌ، وعلى نسياني أشعارَ العرب؛ لأنها أدبٌ.



وحَضَرْتُ -بعد ذلك- طائفةً من دروس هذا الشيخ في «صحيح البخاري» -على قلّتها وتقطُّعها-.



وأشهدُ أنِّي كنتُ أسمعُ منه علمًا وتحقيقًا؛ فقلت له يومًا: الآنَ أعطيتني أشياءَ ، وَأَحْرِ بنا أن نُؤْجَر –معًا- أنت وأنا-.



فتبسّم مُبتهجًا ، وقال لي: يا بنيّ، هذه (الدرايةُ) ، وتلك (الروايةُ).



فقلتُ له: إنَّ بين (الدراية)، و(العلم) نَسَبًا قريبًا في الدِّلالة- تُرادفُه ، أو تقفُ دونه- ؛ فما نسبةُ (الرواية) إلى (العلم)؟



وقَطَعَ الحديثَ صوتُ المؤذّن ، وقال لي: بعد الصلاة حَدِّثْني بحديثك عن نسبةِ (الرواية) إلى (العلم).



فقلتُ له -ما معناه-: إنّ ثمرةَ (الرواية) كانت في تصحيح الأصول، وضَبْط المتون ، وتصحيح الأسماء؛ فلما ضُبطت الأصولُ، وأُمِنَ التصحيفُ في الأسماء: خَفَّ وزنُ (الرواية)، وسقطت قيمتُها.



وقلتُ له: إن قيمةَ الحفظ- بعد ذلك الضبطِ- نَزَلت إلى قريبٍ مِن قيمة (الرواية).



وقد كانت صَنْعَةُ الحافظ شاقَّةً يومَ كان الاختلافُ في المتون ؛ فكيف بها بعد أن تَشَعَّبَ الخلافُ في ألفاظ «البُخاري» -في السند الواحد- بين أبي ذَرّ الهَرَوي، والأَصِيلي، وكَرِيمة، والْـمُسْتَمْلي، والكُشْمِيهَني - وتلك الطائفة-؟!



وهل قال: «حَدَّثَني»، أو: «حَدَّثَنا» ،أو: «كتاب» ،أو :«باب»؟!



إنَّ هذا لَتطويلٌ ما فيه من طائل!

ولا أراه علمًا ؛ بل هو عائقٌ عن العلم!!



وقلتُ له: إنّ عملَ الحافظ اليُونِيني -على جَلالة قَدْرِه في الجمع بين هذه الرواياتِ- ضَرْبٌ في حديدٍ بارد - لا أستثني منه إلا عملَ ابنِ مالك-.



وإنَّ ترجيحَ ابن مالكٍ لإعراب لفظةٍ : لَأَدَلُّ على الصحة -في اللفظ النبويِّ- من تصحيح (الرواية).



وقد يكونُ الراوي أعجميًّا -لا يُقيم للإعراب وزنًا- ؛ فلماذا لا نَعْمَدُ إلى تقويةِ الـمَلَكَةِ العربيَّة في نفوسنا، وتقويمِ المنطقِ العربيِّ في ألسنتنا، ثم نجعلُ من ذلك موازينَ لتصحيحِ (الروايةِ)؟!



على أن التوسُّع في (الروايةِ) أَفْضى بنا إلى الزهد في (الدراية).



وقلتُ له: إنَّك لو وَقَفْتَ على حِلَقِ الُمحَدِّثين بهذا الحَرَم - محمد بن جعفر الكَتَّاني ، ومحمد الخَضِر الشِّنْقيطي –وغيرهما-: لَسمعتَ (رواية) وسَرْدًا! لا (دراية) ودرسًا!!



وإنَّ أحدَهم لَيَقْرَأُ العشرين –والثلاثين- ورقةً -من الكتاب- في الدولة الواحدة !



فأين العلمُ؟!



وقلتُ له: إنَّ مَن قَبْلَنا تَنَبَّهوا إلى أن دولة (الرواية) دالَتْ بـ : ضبطِ الأصولِ وشُهرتِها ؛ فاقتصروا على (الأوائلِ) – يعنون [بها] الأحاديثَ الأولى من الأُمَّهات-، وصاروا يكتفون بسماعِها ،أو قراءتِها في الإجازات.



وما اكتفاءُ القُدَماء بالمناولة والوِجادة إلا مِن هذا الباب.

قلتُ له هذا -وأكثرَ مِن هذا-.



وكانت معارفُ وجهِه تَدُلُّ على الموافقةِ ، ولكنّه لم يَنطِق بشيء!



وأنا أعلمُ أنَّ سببَ سُكوتِه هو مخالفةُ ما سَمِعَ لِـمَا أَلِفَ-رحمه الله-.

ولقيتُ –يومًا- الشيخَ يوسُفَ النَّبَهانيَّ- رحمه الله- ببابٍ من أبواب الحَرَم ، فَسَلَّمْتُ عليه .



فقال لي: سمعتُ –آنفًا- درسَك في «الشمائل»، وأعجبني إنحاءَك باللومِ على مُؤلِّفي السِّيَر في اعتنائهم بالشمائل النبويّة البدنيّة، وتقصيرِهم في الفضائل الروحيّة.



وقد أجزتُك بكل مُؤلّفاتي ومرويّاتي، وكُلِّ ما لي مِن مقروء ، ومسموع -من كل ما تضمّنَه «ثَبَتي..» -... –إلخ-.



فقلتُ له: أنا شابُّ هاجرتُ لأَستزيدَ علمًا ، وأستفيدَ من أمثالكم ما يُكَمِّلُني منه.



وما أرى عملَكم هذا إلا تزهيدًا لنا في العلمِ.



وماذا يُفيدني أن أرويَ مؤلفاتِك وأنا لم أستفدْ منك مسألةً من العلم؟!



ولماذا لم تُنَصِّبْ نفسَك لإفادة الطلّاب؟!



فسكتَ.



ولم يكن له- رحمه الله- درسٌ في الحَرَم.



وإنما سمعتُ مِن خادم له –جَبَرْتيٍّ- أنه يَتلقّى عنه -في حُجرته- درسًا في فقه الشافعيّة.

وكان بعد ذلك يُؤْثِرُ محلِّي -على ما بيننا مِن تفاوتٍ كبيرٍ في السنّ، وتبايُنٍ عظيمٍ في الفكرة-.



رحم الله جميعَ مَن ذَكَرْنا، وألحقَنا بهم -لا فاتنين ، ولا مفتونين-.

أمَّا أولئك السلفُ الأبرارُ؛ فعنايتهم بـ(الرواية) والرجال راجعةٌ –كلُّها- إلى الجرح والتعديل ؛ اللذين هما أساسُ الاطمئنانِ إلى (الرواية).



وقد تعبوا -في ذلك- ، واسترحنا.



وما قولُكم- دام فضلُكم- لو فرضنا أنّ محدِّث القرن الرابع عشر ومُسْنِدَه -عبد الحي- عُرض -بعُجَره وبُجَره- على أحمد بن حنبل، أو على يحيى بن معين، أو على عليّ بن المديني- أو على مَن بعدهم مِن نقّاد الرجال ؛ الذين كانوا يُجَرِّحون بلحظةٍ، ويُسقطون العدالة بغَمزةٍ في عقيدة، أو نَبْزةٍ في سيرة- أو بغير ذلك مما يُعدّ في جَنْب (عبد الحيّ) حسناتٍ! وقُرُباتٍ!- ؛ فماذا نراهم يقولون فيه؟



وبماذا يحكمون عليه؟!



خصوصًا إذا عاملوه بقاعدة (الجرح لا يُقبَل إلا مفسَّرًا)!

وبعد:



«فقد أطال ثَنائي طولُ لابسِه» ؛ فلْيعذرنا (عبدُ الحيّ)...



ووالله ما بيننا وبينه تِرَةٌ ، ولا حَِسيفةٌ...



ووالله ما في أنفسِنا عليه حقدٌ ولا ضَغينةٌ.



ووالله لَوَدِدْنا لو كان غيرَ مَن كان ؛ فكان لقومِه -لا عليهم-؛ وإذًا لأفاد هذا الشَّمالَ بالكنوز النبوية التي يحفظُ متونَها، ونفع هذا الجيلَ -الباحثَ الناهضَ المتطلِّع- بخِزانته العامرة، وكان روّادُ دارِه تلامذةً يتخرّجون، لا سيّاحًا يتفرّجون! وعلماءَ يتباحثون، لا عوامَّ يَتعابثون...!!»!

"آثار الشيخ محمد البشير الإبراهيمي"(544/3).

...ولا مزيد!


http://www.alhalaby.com/play.php?catsmktba=3311


.
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-19-2013, 09:16 AM
ايمن خليفه ايمن خليفه غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: الاردن
المشاركات: 150
افتراضي

اقتباس:
فقلتُ له: إنَّ بين (الدراية)، و(العلم) نَسَبًا قريبًا في الدِّلالة- تُرادفُه ، أو تقفُ دونه- ؛ فما نسبةُ (الرواية) إلى (العلم)؟



وقَطَعَ الحديثَ صوتُ المؤذّن ، وقال لي: بعد الصلاة حَدِّثْني بحديثك عن نسبةِ (الرواية) إلى (العلم).



فقلتُ له -ما معناه-: إنّ ثمرةَ (الرواية) كانت في تصحيح الأصول، وضَبْط المتون ، وتصحيح الأسماء؛ فلما ضُبطت الأصولُ، وأُمِنَ التصحيفُ في الأسماء: خَفَّ وزنُ (الرواية)، وسقطت قيمتُها.



وقلتُ له: إن قيمةَ الحفظ- بعد ذلك الضبطِ- نَزَلت إلى قريبٍ مِن قيمة (الرواية).



وقد كانت صَنْعَةُ الحافظ شاقَّةً يومَ كان الاختلافُ في المتون ؛ فكيف بها بعد أن تَشَعَّبَ الخلافُ في ألفاظ «البُخاري» -في السند الواحد- بين أبي ذَرّ الهَرَوي، والأَصِيلي، وكَرِيمة، والْـمُسْتَمْلي، والكُشْمِيهَني - وتلك الطائفة-؟!



وهل قال: «حَدَّثَني»، أو: «حَدَّثَنا» ،أو: «كتاب» ،أو :«باب»؟!



إنَّ هذا لَتطويلٌ ما فيه من طائل!

ولا أراه علمًا ؛ بل هو عائقٌ عن العلم!!



وقلتُ له: إنّ عملَ الحافظ اليُونِيني -على جَلالة قَدْرِه في الجمع بين هذه الرواياتِ- ضَرْبٌ في حديدٍ بارد - لا أستثني منه إلا عملَ ابنِ مالك-.



وإنَّ ترجيحَ ابن مالكٍ لإعراب لفظةٍ : لَأَدَلُّ على الصحة -في اللفظ النبويِّ- من تصحيح (الرواية).



وقد يكونُ الراوي أعجميًّا -لا يُقيم للإعراب وزنًا- ؛ فلماذا لا نَعْمَدُ إلى تقويةِ الـمَلَكَةِ العربيَّة في نفوسنا، وتقويمِ المنطقِ العربيِّ في ألسنتنا، ثم نجعلُ من ذلك موازينَ لتصحيحِ (الروايةِ)؟!



على أن التوسُّع في (الروايةِ) أَفْضى بنا إلى الزهد في (الدراية).



وقلتُ له: إنَّك لو وَقَفْتَ على حِلَقِ الُمحَدِّثين بهذا الحَرَم - محمد بن جعفر الكَتَّاني ، ومحمد الخَضِر الشِّنْقيطي –وغيرهما-: لَسمعتَ (رواية) وسَرْدًا! لا (دراية) ودرسًا!!



وإنَّ أحدَهم لَيَقْرَأُ العشرين –والثلاثين- ورقةً -من الكتاب- في الدولة الواحدة !



فأين العلمُ؟!



وقلتُ له: إنَّ مَن قَبْلَنا تَنَبَّهوا إلى أن دولة (الرواية) دالَتْ بـ : ضبطِ الأصولِ وشُهرتِها ؛ فاقتصروا على (الأوائلِ) – يعنون [بها] الأحاديثَ الأولى من الأُمَّهات-، وصاروا يكتفون بسماعِها ،أو قراءتِها في الإجازات.



وما اكتفاءُ القُدَماء بالمناولة والوِجادة إلا مِن هذا الباب.

قلتُ له هذا -وأكثرَ مِن هذا-.



وكانت معارفُ وجهِه تَدُلُّ على الموافقةِ ، ولكنّه لم يَنطِق بشيء!



وأنا أعلمُ أنَّ سببَ سُكوتِه هو مخالفةُ ما سَمِعَ لِـمَا أَلِفَ-رحمه الله-.

رحم الله العلامة محمد البشير الإبراهيمي رحمة واسعة
وحفظ الله شيخنا الأبي علي الحلبي
وجزاك الله خيرا يا أبا معاوية
__________________
قال الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله :
"طريق الله طويل....ونحن نمضي فيه كالسلحفاء..
وليس الغاية أن نصل لنهاية الطريق ..
ولكن الغاية أن نموت على الطريق"


أبو عبد الرحمن
أيمن بن توفيق آل أبو خليفة
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-19-2013, 11:13 AM
أبو الحجاج علاوي أبو الحجاج علاوي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن ـ السلط
المشاركات: 563
افتراضي

جزاكم الله خيرا
الأمر بين الشيخ البشير الإبراهيمي وبين عبد الحي الكتاني - رحمهما الله - لا يعدو كونه كلام أقران كما ذكر شيخنا محمد الأمين بوخبزة التطواني المغربي وهو تلميذ للشيخين وكان هذا الكلام في مرحلة حرجة جدا نسأل الله أن يرحمهما وأن يغفر لهما.
وأما بالنسبة لمسألة طلب الإجازة فقد قال بها ومشى عليها جمهور أهل الحديث وصار العمل بها هو المعمول به.
ومسألة التكثر أيضا مسألة طلبها وعمل بها علماء أعلام في جميع العصور فهذا أبو الطاهر السلفي روى - بالسماع والإجازة والمكاتبة وغيرها - عن أكثر من 500 شيخ بل وغيره كالكيكلدي فقد روى عن 700 شيخ والمحب ابن الصامت روى عن أكثر من 1000 شيخ والحافظ ابن حجر.
وغيرهم كثير كثير على مر الدهور
وهناك من رفض الأمر برمته فقال لا يصح هذا العمل وتكلم ببطلانه وما إلى ذلك.
وأما سرعة القراءة ومجالس السماع فأترك لكم ما كتبه الشيخ عبد الحي الكتاني في كتابه "فهرس الفهارس"

سرعة القراءة والصبر على السماع

قال شيخ شيوخنا السيد محمد عبد الحي الكتاني في "فهرس الفهارس" (2/ 1044):

"وعلى ذكر سرعة القراءة والصبر على السماع أردت أن أسوق هنا ما للعالم الصالح الحافظ أبي عبد الله محمد بن صعد التلمساني الأنصاري في كتابه " روضة النسرين في مناقب الأربعة المتأخرين " ونصه:
" رأيت النقل عن الشيخ سيدي محمد بن مرزوق أنه كان يقول سيدي أبو القاسم حافظ المغرب في وقته وإمام الدنيا يعني العيدروسي الفاسي نزيل تونس إن الله أجرى عادته في علماء الإسلام أن يبارك لأحدهم في قراءته، والآخر في إلقائه وتفهيمه، والآخر في نسخه وجمعه، والآخر في عبادته، وسيدي أبو القاسم ممن جمع الله له ذلك كله وبارك له في قراءته وإلقائه ونسخه وجمعه وعبادته. وحدث عنه بعض من قيد عنه قال: سمعت سيدي أبا القاسم يقول: قرأت البخاري في حصار فاس الجديد في يوم واحد، أبتدأته بعد أذان الفجر وختمته بعد العتمة بقليل، قلت: كان سيدي أبو القاسم ممن فتح عليه في حفظ البخاري والقيام عليه نسخاً وفهماَ وقراءة، رأيت في بعض التقاييد أنه نسخ منه ثماني نسخ وربما فعل أكثر، أكثرها في سفر واحد، ونسخ أيضاً من صحيح مسلم تسع نسخ، وأما غيرهما من كتب الحديث والفقه فنسخ من ذلك ما لا يأتي عليه العد والإحصاء، وخصوصاً الشمائل والشفا لعياض فإنه نسخ منهما كثيراً، وهذذا من أعظم الكرامات " اهـ. كلام ابن صعد.

وفي ترجمة أبي الحسن عليّ بن عبد الله بن أحمد العلوي، التوقادي أصلاً، المصري داراً، الحنفي من معجم الحافظ مرتضى الزبيدي:
" قرأ عليّ الصحيح في اثني عشر مجلساً في رمضان سنة 1188 في منزل، ثم سمع الصحيح ثاني مرة مشاركاً مع الجماعة مناوبة في القراءة في أربعة مجالس وكان مدة القراءة من طلوع الشمس إلى بعد كل عصر، وصحيح مسلم في ستة مجالس مناوبة بمنزلي " اهـ منه.

ونحوه ذكر الجبرتي في ترجمة السيد عليّ المذكور من تاريخه. وفي " الحطة " نقلاً عن السيد جمال الدين المحدث عن أستاذه السيد أصيل الدين أنه قال:
" قرأت صحيح البخاري نحو مائة وعشرين مرة ..." اهـ.

وفي ترجمة الحافظ برهان الدين الحلبي من " الضوء اللامع " للسخاوي أنه قرأ البخاري أكثر من ستين مرة ومسلم نحو العشرين " اهـ.

وفي ترجمة الحجار من تاريخ الحافظ ابن حجر أنه حدث بالصحيح أكثر من سبعين مرة بدمشق وغيرها،

وفي ترجمة البرهان إبراهيم ابن محمد بن إبراهيم البقاعي الحنبلي من " شذرات الذهب في أخبار من ذهب " للعلامة عبد الحي ابن العماد العكري الحنبلي الدمشقي أنه قرأ على البدر الغزي البخاري كاملاً في ستة أيام، أولها يوم السبت 11 رمضان عام 930، وصحيح مسلم كاملاً في رمضان عام 931 في [خمسة] أيام متفرقة في عشرين يوماً " اهـ.

وقد قال الحافظ السخاوي حكى الحافظ الذهبي عن الحافظ شرف الدين أبي الحسن اليونيني أنه سمعه يقول إنه قابل نسخته من صحيح البخاري وأسمعه في سنة إحدى عشرة مرة (انظر الشهاب الهاوي على منشىء الكاوي)

وفي " طبقات الخواص " للشهاب أحمد الشرجي اليمني في ترجمة سليمان بن إبراهيم العلوي أنه أتى على البخاري نحواً من مائتين وثمانين مرة، قراءة وسماعاً وإقراء

وفي ترجمة غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي الغرناطي الأندلسي من " الغنية " للقاضي عياض: " بلغني عنه ولم أسمعه منه أنه قال: كررت البخاري سبعمائة مرة " اهـ.

وفي ترجمة المذكور من " صلة " الحافظ ابن بشكوال يذكر أنه كرر صحيح البخاري سبعمائة مرة، اهـ. مع أن غالباً المذكور عاش 78 سنة، خذ منها ما قبل بلوغه إلى وفاته يبقى عندك ستين سنة، فعلى هذا كان يقرؤه في كل سنة نحو عشر مرات، في كل شهر مرة تقريباً،

وفي أول " تاج العروس " للحافظ أبي الفيض الزبيدي نقلاً عن إجازة لشيخ مشايخه أحمد زروق بن محمد ابن قاسم البوني التميمي: " ومن أغرب ما منح الله به المجد صاحب القاموس أنه قرأ بدمشق بين باب النصر والفرج تجاه نعل النبي صلى الله عليه وسلم على ناصر الدين أبي عبد الله محمد بن جهبل صحيح مسلم في ثلاثة أيام وافتخر بذلك فقال:
قرأت بحمد الله جامع مسلم ... بجوف دمشق الشام جوفاً لإسلام
على ناصر الدين الإمام ابن جهبل ... بحضرة حفاظ مشاهير أعلام
وتم بتوفيق الإله وفضله ... قراءة ضبط في ثلاثة أيام
قلت: والقصة في " أزهار الرياض ".

ووجدت في ثبت الشهاب أحمد بن قاسم البوني:
" رأيت خط الفيروزبادي في آخر جزء من صحيح الإمام البخاري قال: إنه قرأ صحيح البخاري أزيد من خمسين مرة " اهـ.

وذكر القسطلاني عن نفسه أنه قرأ البخاري على رحلة الآفاق أبي العباس أحمد بن طريف الحنفي في خمسة مجالس وبعض مجلس، قال: متوالية مع ما أعيد لمفوتين أظنه نحو العشر، وذلك عام 882.

وفي تاريخ الحافظ الذهبي في ترجمة إسماعيل بن أحمد الحيري النيسابوري الضرير ما نصه:
" وقد سمع عليه الخطيب البغدادي بمكة صحيح البخاري في ثلاثة مجالس " قال: " وهذا شيء لا أعلم أحداً في زماننا يستطيعه " اهـ.

وفي مشتبه النسبة " للحافظ الذهبي: " وإسماعيل ابن أحمد الحيري الضرير صاحب التفسير قرأ عليه الخطيب صحيح البخاري في ثلاثة مجالس وهذا أمر عجيب وذلك في ثلاثة أيام وليلة " اهـ.

وذكر غيره أن إسماعيل المذكور كان يبتدىء من المغرب ويقطع القراءة في وقت الفجر، ومن الضحى الى المغرب، والثالث من المغرب إلى الفجر (انظر فتح المتعال للمقري والمشرع الروي للشمس الشلي وخلاصة الأثر للمحبي الدمشقي)

وفي " كنز الرواية " لأبي مهدي الثعالبي لدى ترجمة الخطيب:
" قرأ صحيح البخاري بمكة في خمسة أيام على كريمة المروزية، وقرأه على أبي عبد الرحمن إسماعيل ابن أحمد الحيري النيسابوري الضرير في ثلاثة مجالس، قال الخطيب اثنان منهما في ليلتين بحيث أبتدأ القراءة وقت المغرب وقطعها عند صلاة الفجر، الثالث قرأ من ضحوة النهار إلى المغرب ثم من المغرب إلى طلوع الفجر ففرغ الكتاب، قال الذهبي: وهذا شيء لا أعلم أحداً في زماننا يستطيعه " اهـ.

وذكر السخاوي أن شيخه الحافظ ابن حجر قرأ سنن ابن ماجة في أربعة مجالس، وصحيح مسلم في أربعة مجالس سوى مجلس الحتم وذلك في نحو يومين وشيء، قال: وهو أجل مما وقع لشيخه المجد الفيروزبادي، وقرأ كتاب النسائي الكبير على الشرف ابن الكويك في عشرة مجالس، كل مجلس منها نحو أربع ساعات، قال : وأسرع شيء وقع له أنه قرأ في رحلته الشامية معجم الطبراني الصغير في مجلس واحد بين الظهر والعصر، وهذا أسرع ما وقع له، وقال: هذا الكتاب في مجلد يشتمل على نحو ألف حديث وخمسمائة حديث.

وفي ذيل الحافظ تقي الدين ابن فهد على ذيل الشريف أبي المحاسن الحسيني الدمشقي لطبقات الحفاظ للذهبي ما نصه :
" قرأ الحافظ أبو الفضل العراقي صحيح مسلم على محمد بن إسماعيل بن الخباز بدمشق في ستة مجالس متوالية، قرأ في آخر مجلس منها أكثر من ثلث الكتب، وذلك بحضور الحافظ زين الدين ابن رجب وهو يعارض بنسخته " اهـ.

وقال التقي المذكور في ترجمة الحافظ ابن حجر من ذيله المذكور :
" بلغ ابن حجر الغاية القصوى في الكتابة والكشف والقراءة، فمن ذلك أنه قرأ البخاري في عشرة مجالس من بعد صلاة الظهر إلى العصر، ومسلماً في خمسة مجالس في نحو يومين وشطر يوم، والنسائي الكبير في عشرة مجالس كل مجلس منها قريب من أربع ساعات، وأغرب ما وقع له في الإسراع انه قرأ في رحلته الشامية المعجم الصغير للطبراني في مجلس واحد فيما بين صلاتي الظهر والعصر، وفي مدة إقامته بدمشق، وكانت شهرين وثلث شهر، قرأ فيها قريباً من مائة مجلد مع ما يعلقه ويقضيه من أشغاله " اهـ.

قلت: ممن ذكر قراءة الحافظ ابن حجر لمعجم الطبراني الصغير في مجلس واحد الحافظ تقي الدين الفاسي في كتابه " ذيل التقييد " لابن نقطة قائلاً:

" قرأ المعجم الصغير للطبراني بمجلس واحد بصالحية دمشق فألحق الحافظ ابن حجر بخطه: " تحدثاً بنعمة الله بهامش التذييل المذكور بين الظهر والعصر " كما قرأت الترجمة وملحقاتها بخط الحافظ السخاوي في كناشته ناقلاً عن خط شيخه ابن حجر رحمهم الله.

وذكر المنلا أبو طاهر الكوراني في بعض إجازاته أنه قرأ الموطأ على شيخه أبي الأسرار العجيمي في أحد عشر مجلساً،

وفي " الغنية " للقاضي عياض حين ترجم لأبي القاسم خلف بن إبراهيم المعروف بابن النخاس قال:
" حدثني برسالة ابن أبي زيد بقراءتي عليه في مجلس واحد في داره بقرطبة " اهـ.

وفي ترجمة عبد الله بن أحمد بن عمروس الشلبي من " تكملة " ابن الأبار " أنه قرأ التلقين للقاضي عبد الوهاب عليّ ابن العربي في مجلس واحد وبقراءته سمع أبو بكر ابن خير وذلك في سنة 532 " اهـ.

وسبق في ترجمة الشيخ عابد السندي (في حرف العين) أنه كان يختم الكتب الستة في شهر واحد روايةً، ودراية في ستة أشهر.

وفي فهرس مولانا فضل الرحمن الهندي الذي جمعه له صاحبه الشيخ أحمد أبو الخير المكي أنه قرأ الصحيح على شيخه الشيخ محمد إسحاق الدهلوي بالهند في بضعة عشر يوماً.

وجامع هذه الشذرة محمد عبد الحي الكتاني قرأ صحيح البخاري تدريساً بعنزة القرويين وغير قراءة تحقيق وتدقيق في نحو خمسين مجلساً، لم يدع شاذة ولا فاذة تتعلق بأبوابه ومحل الشاهد منها إلا أتى عليها، مع غير ذلك من الطائف المستجادة، ولعله أغرب وأعجب من كل ما سبق، والله خالق القوى" أنتهى كلام الكتاني



أما مسألة المستحق للإجازة.
فهناك فرق بين إجازة الرواية وإجازة الدراية
فالإجازة العلمية (الدراية) لا تعطى إلا لمستحقها ولا تطلب إلا من عالم أو طالب علم متقن لما يجيز فيه وهي شهادة وتزكية من باذلها لمن منحه إياها.

أما إجازة الرواية فقد جوزها أهل الفن للصغير وبعضهم أجازها للمعدوم فالكلام فيها لمجرد الاتصال والبقاء على خصيصة الأمة

وعلى كل حال

فهذه من المسائل التي اختلف فيها أهل العلم قديما وحديثا واختلفت بالتالي وجهات نظرهم فيها

وأنقل لكم ما كتبه أحد إخواننا في غير هذا المنتدى:


وجهات نظر وتناقضات في مسائل الرواية والإجازات


المتأمل لحال كثير من الكتاب والباحثين، وحال كثير من الإجازات والمجازين، وكذا حال بعض المنتديات المهتمة بها، يرى فيها أحيانا شيئا النتاج الذي لا يعدوا كونه وجهات نظر، وفهوم خاصة بأصحابها، وبعضهم يظنه أنها نوع من العلم، لدرجة ما يصل بها إلى حد التناقض فمن ذلك على سبيل المثال:

1- من يرى أن الإجازات وتحصيل السماعات أمر مهم وغاية تبذل لها المهج، فهو عاكف على السماع ليل نهار، لا يكل ولا يمل، فبها خصصت الأمة على سائر الأمم وهكذا دواليك..
بينما يرى الآخرون أنها لا فائدة منها في هذا الزمان، خاصة وقد دونت كتب السنة، وحفظ العلم، وثبتت الأسانيد الأصول، وما زاد فهو شرفي لا اعتبار به فهي تحصيل حاصل.
ولذا يزهد الناس في حضورها أو الانتفاع بها.
بينما يرى فريق ثالث أن الإجازات شرفية لا علمية ولا بد معها من الدراية والفهم والبصيرة وقد درج عمل السلف رضي الله عنهم على الفقه والدراية مع الرواية، وهذا حق.

2- ومنهم من يرى أنه لا يجوز لمن سمع كتابا ما أو حصل إجازة ما من شيخ أو أكثر أن يحدث بذلك ولا أن يخبر به بل يظل في قبر أمين إلى أن ينزل شيخه إلى القبر، فإذا مات شيخه أخرج هو علمه من القبر ليقول حدثنا وأخبرنا رحمه الله فيكون من المؤدبين عندئذ.
ولا يجوز له عقد مجالس لا بمسجد ولا بغرف صوتية، ويلمزونه بأنها إجازات نتية وما أشبهها.
بينما يرى فريق آخر أن العلم يقتضي الأمانة والتبليغ وإلا لما بلغ الصحابة الأكارم رضي الله عنهم الوحيين، ولما وصل إلينا علم قط، فمن هنا فهو يحدث ويبلغ ويعقد المجالس والسماعات.
ومنهم من توسط الأمر وقالوا الأمر لا يمنع ولا يباح فهو بحسبه، فإذا كان الذي يحدث الناس مجازا وهو أهل لأن يحدث به، والناس في ذلك المكان في حاجة إليه، وعدم الوصول إلى شيخه ومجيزه بأي نوع من الوسائل، أو وجوده معهم ليحدثهم فلا حرج ولا بأس، وكيف يمنع وقد فعله الأكابر والأسياد من كبار المحدثين من السلف الصالح، فقد كانوا يسمعون في بلد ثم يحدثون غيرهم ببلد أخرى، وشيوخهم جميعا أحياء، ولم يعد من سوء الأدب، كما يعده بعض أهل زماننا، ويسمعون أيضا فيفيدون ويستفيدون وعليه درج عملهم رضي الله عنه.
وكانوا لا يرون من يحدث في حياة شيخه سوء أدب أو غيره، مع كمال الأدب فيهم، إنما يرونه تبليغا للسنن والشريعة، وإنما من أساء الأدب فهو المحدث بحضرة شيخه في بلده أو مسجده، وحيث لا يقدم إلا هو.
وأما من لا يفقه ما معه فلا يحدث به حتى يستوي على سوقه، ويعقل ما يحمله من علوم، ثم يحدث غيره.

3- ومنهم من يرى أن عقد المجالس على الشبكة لبعض الفضلاء المعروفين، تعدٍ على غيرهم من أهل الفضل الأخفياء، فالأخفياء عنده متواضعون لا يحبون الظهور، بينما صاحب المجالس يحب ذلك فيدخلون في النوايا، ويمنعنون الأعمال.
بينما يرى آخرون أن عقد المجالس من باب إحياء السنن، ومجالس السماع والعلم، سواء بمسجد أو بغرفة صوتية نتية، على حد تعبير البعض.
كما يرون أن عقد المجالس ليس ذنبا أو جريمة يعاقب عليها الشرع ما دامت ملتزمة بقواعد الأدب والعلم والدراية، ولا يتحملون هم أولئك الفضلاء الذين لا يهتمون بتعليم الناس، ولا عقد المجالس وهم أولى وأفضل، ولا يفهمون لغز كونهم أصحاب سماعات عالية وفضل كبير ثم هم يتأخرون عن الركب تواضعا زعموا ولا يعلم النوايا إلا الله.
فلو تخلف كل قادر وفاضل عن الخير تواضعا لهلكت الأمة في حثيثها، ولو تقدموا لكانوا أولى وأكمل.
ومنهم من يرى أن تعقد المجالس على الشبكة لمن يحبون أن يسمعوا هم، لا من يهيء الله له الأمر، ثم يرمونه بسوء الأدب وغير ذلك..

4- ومنهم من يرى سرعة القراءة أثناء المجلس أمر عادي ومهم لأنها قراءة رواية لا دراية، بينما يراها الفريق الآخر هذرمة لا تجوز ولا تصح، حتى أن بعضهم أبطل السماع بها.
وهكذا نجد الأمور تدور بين رحى المانع والمجيز، وبين رحى الأدب وسوء الأدب، وبين رحى الإجازات النتية واللقائية، وجل مثل هذه المسائل لا تعدوا كونها وجهات نظر تخص أصحابها، ولا تلزم أي الطرفين، إلا ما ثبت به الدليل القاطع، وإلا فلكل صاحب وجهة نظر منها رأي له فيه سلف وحجة والمتأمل البصير يدرك ذلك أيما إدراك.
فلا حاجة لإشغال الفضلاء بوجهات نظر جانبية، وكل يلزم غيره بما يراه باجتهاده، وندع المسلك الأمم، والطريق الأهم، فمن وجدناه على بصيرة من أمره، وفقه من علمه، فلنعنه عليه، ومن كان على قصر من أمره، وقلة فقه من علمه فلنرشده لأقوم سبيل وبالحكمة والموعظة الحسنة البالغة.. والله أعلم.
__________________
عاطف بن عبد المعز الفيومي - باحث شرعي وقيم موقع منهاج النبوة والغرفة الصوتية

وبعد هذا كله نقول

جزى الله خيرا شيخنا عليا الحلبي وشيخ شيوخنا الإمام محمد البشير الإبراهيمي والأخ الفاضل أبا معاوية البيروتي.
__________________
قال الإمام الشافعي رحمه الله:
وليست تدخلني أنفة من إظهار الانتقال عما كنت أرى إلى غيره إذا بانت الحجة فيه بل أتدين بأنّ عليّ الرجوع عما كنت أرى إلى ما رأيت الحق"
جماع العلم 23
الماسنجر

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

http://abualhajaj.maktoobblog.com
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-19-2013, 11:30 AM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

جزاكم الله خيراً..
والأمر وسط إن شاء الله ..

__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-19-2013, 12:42 PM
ايمن خليفه ايمن خليفه غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: الاردن
المشاركات: 150
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمربن محمدالبومرداسي مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيراً..
والأمر وسط إن شاء الله ..

هو كذلك جزاكم الله خيرا
ولا يفهم من كلام العلامة الابراهيمي المنع ولا من كلام شيخنا علي حفظ الله الجميع
__________________
قال الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله :
"طريق الله طويل....ونحن نمضي فيه كالسلحفاء..
وليس الغاية أن نصل لنهاية الطريق ..
ولكن الغاية أن نموت على الطريق"


أبو عبد الرحمن
أيمن بن توفيق آل أبو خليفة
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-19-2013, 02:52 PM
جهاد النايلي جهاد النايلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 128
افتراضي

قال الشيخ عليٌّ الحلبيُّ-عفا الله عنه-بمنّه وكرمه-:

قبل ثلاثين سنة –وإلى خمسٍ من السنين بعدها-شَغَفَني البحثُ عن أشياخ مُجيزين! والتتبُّعُ لأشخاصٍ مُسنِدين!

وقد حصّلتُ من ذلك –وخلالَ فترة وجيزة-وبجُهد غير كبير-على عددٍ متميِّزٍ –منها- ، عن شيوخ مميَّزين -منهم-.

لم يكن لي مِن دافع لهذا -كلِّه -يومَها-والله أعلمُ بحقائق النفوسِ-إلا المواجَهةُ -والمقابَلةُ- لمن كان يتفاخرُ علينا-ويتعالى –من المبتدعة (السخّافين)-ممن حصَّلوا –مِن هنا!وهناك!وهنالك!-بضعة أسانيد ، عن بعض الأساتيذ!

فكان يُلَبِّس على كثير من المبتدئة الأغمار ، والجهلة الصِّغار: أنه –بإجازاته ومُجيزيه!-خيرٌ من أولئك الذين لا شيوخَ لهم ! ولا إجازاتٍ عندهم!!

فكان ما كان منِّي: لرد ضلالة هذا الجائر المتجنِّي...

وقد كان من ذلك –ولله الحمد-قَدْرٌ لا بأسَ به ؛ فقد جَرَّ -بعدُ-ذيّاك المبتدعُ- أذيالَ الخيبة ، وتاه في سردابِ الغَيْبة!

ولا أظنُّ مثلَ هذا المقصدِ-فيما لو كانت النوايا-حقاً-كذلك-:إلا مقصداً شرعياً ؛ لا فخرَ فيه ، ولا خُيَلاء-ولا ما شابَهُ-أو شابَهَهُ من مُفسدات الأشياء-!

ثم بعد سنينَ وسنينَ –وعند انتشار الإنترنت ، والفضائيات، ووسائل الاتصال الحديثة-المُبهِرة-: تغيّرت المقاييس!

واضطربت الأولويات!

واختلفت –أو اختفت!-المعالم!

فانتشر بين كثير من الطلبة –وفي عدد من البلدان-أمران كبيران:

* الأول: السعي وراء الإجازات! والبحث عن الشيوخ!واللَّهَث وراء المعمّرين –لمجرد الاستجازة منهم-!!

...حتى رأيتَ الافتخارَ ، والتسابقَ، والتناديَ –بل النواديَ-،والتنافسَ جَرَّاء ذلك ، ومن أجله!

وقد دفع هذا الأمرُ الأولُ إلى الأمر :

* الثاني ؛ وهو : عقد مجالس لسماع بعض كتب السنة ؛ كـ «الصحيحين»-وغيرهما-!

وأطراف هذه المجالس ثلاثةٌ:

-أولها : الشيخ –وغالباً ما يكون مُسِنّاً ، أو مريضاً -: وهو جالسٌ ليقرَّ بالسماع-أولاً-، ثم الإجازة-ثانياً-.

-ثانيها : القارئ : وهو الذي يتولّى القراءة من الكتاب المراد قراءتُه..

ولكن موضعَ العجَب -الشديد-جداً-: أنه يقرأ بسرعة فائقة!

لا تكاد الكلماتُ –فضلاً عن الحروف-تتميز لسامعها-وقد أقول:لقارئها!-!!

وقد نبّه الإمام الذهبي-قبل قرون وقرون-على مثل هذا الخلل=في رسالته «الموقظة»-حيث قال-رحمه الله-:

« وقد تَسمَّح الناسُ -في هذه الأعصار- بالإسراع المذموم الذي يَخفَى معه بعضُ الألفاظ!

والسماعُ –هكذا- لا مِيزةَ له على الإجازة!

بل الإجازةُ صِدْقٌ.

وقولُك: (سَمِعتُ)،أو:( قرأتُ) هذا «الجزءَ» -كلَّه- مع التَّمْتَمَةِ، ودَمْجِ بعض الكلمات: كَذِبٌ.

وقد قال النَّسائيُّ في عِدَّةِ أماكنَ مِن «صحيحه»: (وذَكَرَ كلمةً معناها: كذا وكذا)..

وكان الحُفَّاظُ يَعقِدون مجالسَ للإملاء.

وهذا قد عُدِمَ –اليومَ-.

والسَّماعُ بالإملاء يكون مُحقَّقاً ببيانِ الألفاظِ للمُسمِع والسامع»!

فكيف الشأنُ بما يحصل -اليومَ-؟!

احكموا أنتم!

-ثالثها: السامعون : وأكثرُ هَمِّ أكثرِهم : تحصيلُ إجازة السماع عن الشيخ!

وأنا -هنا-للتنبيه والبيان-لستُ ضدَّ مجالس السماع إذا كانت وَفق الشرط المعتبر..

ولستُ ضدَّ الحرص على الإجازات -وتطلُّبها- إذا كانت:
1-ممّن يستحقّها.
2-لمن يستحقّها.
3-بِقَدْرِها ، وإعطائها ما لا يزيد عن حجمها.

..وأمّا (النيّات!) –وتصحيحُها ! والحرصُ على تقويمِ مسارِها!وتعديلِ اعوجاجِها!!- ؛فهي أعسرُ مِن أن يضبطَها مثلي-والله العفُوُّ-:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}،{بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}..
والله-وحده-المستعان.

وبعد:

فالذي هيّج هذه المعانيَ -عندي-، فأودعتُها هذه (التقدمةَ) -من غير سابق إعداد-:ما تذكّرتُه - ثم طالعتُه- من كلام عزيز عالٍ ، لعالم فَرْدٍ من أفراد هذا الزمان ؛ بحث فيه هاتين القضيتين الكبيرتين–باختصار ،وقوة-؛ مُناقشاً في ذلك مَن لو قيل فيه:(مسند العصر-بلا منازع-!): لَـمَا أبعد القائل!
فكيف بمَن دونه-بمراحل-؟!

فهاكم كلامَه-رحمه الله-بفصّه ونصّه-والفطنُ لا يحتاجُ له شرحاً، ولا تعليقاً-..

...ولا مزيد!

نفيس جدّا جدّا !
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10-19-2013, 04:52 PM
أبو الوليد المغربي أبو الوليد المغربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 236
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحجاج علاوي مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا
الأمر بين الشيخ البشير الإبراهيمي وبين عبد الحي الكتاني - رحمهما الله - لا يعدو كونه كلام أقران كما ذكر شيخنا محمد الأمين بوخبزة التطواني المغربي وهو تلميذ للشيخين وكان هذا الكلام في مرحلة حرجة جدا نسأل الله أن يرحمهما وأن يغفر لهما.

[/right]
[/center]
أولا وقبل كل شيء أوجه التحية إلى شيخنا أبي الحجاج ونقول له يا شيخ لقد افتقدناكم.
أما نقل الأخ الفيومي عن الشيخ بوخبزة أن كلام الإبراهيمي في الكتاني كلام أقران وبالتالي يطوى ولا يروى فنحن نطالب هذا الأخ أن يذكر لنا متى وأين قال شيخنا محمد بوخبزة هذا الكلام وإذا كان النقل عنه صحيحا فما هو سياق هذا الكلام حتى يفهم المعنى جيدا.
فشيخنا بوخبزة كثيرا ما يصرح في مجالسه بضلال عبد الحي الكتاني وتصوفه وعمالته للمسخرب الفرنسي .
قال شيخنا بوخبزة في مقال " ذكرياتي مع الشيخ الألباني " في سياق كلامه عن المشتغلين بعلم الحديث بالمغرب ما نصه " يليه الشّيخ عبد الحيّ الكتّاني، وهو صوفيٌّ غريقٌ صاحب طريقةٍ، وموقفُه من الملك محمّد الخامس شهيرٌ".
وقال شيخنا بوخبزة في كتابه صحيفة سوابق ص:293 وهو يرد على الغماري عند طعنه في شيخ الإسلام ابن تيمية "... هكذا يكون الدجل و الكذب والرسوخ في الضلال وليت أبا الفيض -أحمد الغماري-ذكر لنا من هم أهل الله الذين اتفقوا على ذم ابن تيمية و لعله يعني زنادقة الصوفية كالنبهاني والكتاني وابن حجر الهيتمي ...".
ولاشك ولا ريب أن الكتاني المقصود بالخطاب في كلام الشيخ هو عبد الحي الكتاني بقرينة أن هذا الأخير قام بتقريظ كتاب" شواهد الحق في الإستغاثة بسيد الخلق" للنبهاني وقد احتوى هذا التقريظ على كلام كثير في ذم شيخ الإسلام ابن تيمية.

وكتب شيخنا بوخبزة جوابا عن سؤال طرحته عليه من خلال ملتقى المذاهب الفقهية ما نصه :
وذلك عندما سألته عن أخ عبد الحي المسمى محمد بن عبد الكبير الكتاني وهل كانت له علاقة مع الفرنسيين كأخيه عبد الحي.
فأجاب : لا نعلم شيئا عن علاقة الشيخ محمد بالفرنسيين .بخلاف أخيه شيخنا عبد الحي فإنه كان يعلن ذلك قولا وفعلا وتورطه في الفتنة الكبرى مع الباشا الجلاوي التي أفضت إلى نفي الملك محمد بن يوسف ونصب خلف له لا في العير ولا في النفير لا يحتاج إلى إثبات وفي ذلك ينشد:
وليس يصح في الأذهان شيء .........إذا احتاج النهار غلى دليل
.".
أما عمالة عبد الحي الكتاني للمسخرب الفرنسي فقد فاقت حد التواتر وهو مما أجمعت عليه المصادر التاريخية عندنا في المغرب بل لا تكاد تجد مواطنا مغربيا يجهل هذا الأمر والكتاني لما حل فجر الإستقلال هرب مع مجموعة من الخونة إلى الفرنسيين أولياء نعمته واستقر هناك حتى هلك ودفن في مدينة نيس الفرنسية.
وأهل مكة أدرى بشعابها.
__________________
روي عن وهب منبه رحمه الله قوله :{ العلم كالغيث ينزل من السماء حلوا صافيا فتشربه الأشجار بعروقها فتحوله على قدر طعومها فيزداد المر مرارة والحلو حلاوة ، فكذلك العلم يحفظه الرجال فتحوله على قدر هممها وأهوائها ، فيزيد المتكبر كبرا والمتواضع تواضعا ، وهذا ; لأن من كانت همته الكبر وهو جاهل فإذا حفظ العلم وجد ما يتكبر به فازداد كبرا ، وإذا كان الرجل خائفا مع علمه فازداد علما علم أن الحجة قد تأكدت عليه فيزداد خوفا .}
المصدر: "مكاشفة القلوب".أبو حامد الغزالي. ص:176
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11-06-2013, 07:48 PM
أبو الوليد المغربي أبو الوليد المغربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 236
افتراضي

يقول الشيخ تقي الدين الهلالي في مقال له بعنوان الفكر الصوفي

"لقد كنت في غمرة عظيمة، وضلال مبين، وكنت أرى خروجي من الطريقة التجانية كالخروج من الإسلام‏.‏ ولم يكن يخطر لي ببالي أن أتزحزح عنها قيد شعرة، وكان الشيخ عبدالحي الكتاني عدوًا للطريقة التجانية لأنه كان شيخًا رسميًا للطريقة الكتانية، وإنما قلت رسميًا لأن أهل ‏(‏سلا‏)‏ أعني الكتانيين أنصار الشيخ محمد بن عبدالكبير الكتاني، مؤسس الطريقة الكتانية، لا يعترفون به أي بالشيخ عبد الحي ويقولون إن الاستعمار الفرنسي هو الذي فرضه على الكتانيين فرضًا، والذي حدثني بذلك هو العالم الأديب النبيل الشيخ عبدالله بن سعيد السلوي فإنه كان حامل لواء نصرة الشيخ محمد بن عبدالكبير الكتاني، وكان يعادي أخاه عبدالحي عداوة شديدة ويرميه بالعظائم والكبائر التي لا يسوغ ذكرها هنا والاستطراد بذكر أسباب العداوة بين الشيخين الكتانيين الأخوين يخرج بنا عن الموضوع،"

إذا كان عبد الحي الكتاني قد شهد فيه أخوه محمد بن عبد الكبير الكتاني ومن هم أقرب الناس إليه فما بال أقوام يريدون أن يطمسوا هذه الحقائق.
__________________
روي عن وهب منبه رحمه الله قوله :{ العلم كالغيث ينزل من السماء حلوا صافيا فتشربه الأشجار بعروقها فتحوله على قدر طعومها فيزداد المر مرارة والحلو حلاوة ، فكذلك العلم يحفظه الرجال فتحوله على قدر هممها وأهوائها ، فيزيد المتكبر كبرا والمتواضع تواضعا ، وهذا ; لأن من كانت همته الكبر وهو جاهل فإذا حفظ العلم وجد ما يتكبر به فازداد كبرا ، وإذا كان الرجل خائفا مع علمه فازداد علما علم أن الحجة قد تأكدت عليه فيزداد خوفا .}
المصدر: "مكاشفة القلوب".أبو حامد الغزالي. ص:176
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10-03-2015, 06:45 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


قال الشيخ علي العمران:

شيخنا بكر أبو زيد ما عاد يرى للإجازة أي فائدة من الناحية العلمية ولا الاعتبارية فأعرض عن الاشتغال بها طلبا وإجازة، حدثني بذلك حين طلبته الإجازة سنة 1417 والتي تليها، وينكر حال أولئك المبالغين في التكثر والرحلة والرواية عن كل من دب ودرج وإضاعة الأموال والأوقات
هذا ملخص رأيه، وتبقى تفاصيل ليس محلها هذا المكان، وللعلم لم يُجِزني شيخنا بكر أبوزيد مع سؤالي له مرتين، وإن كنت لم ألحّ في المسألة!

* تغريدات الشيخ علي العمران عن شيخه بكر أبو زيد
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-23-2017, 03:11 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


قال عبد الله الشمراني في إحدى حواشي ((ثبت مؤلفات الألباني)) (إصدار 1421 هـ):

كَثْرَةُ الإجازات في (عصرنا) ليست دليلاً على شيء، سوى أنَّها (وصلة)، وسنة من سنن السلف.
وقد تساهل المجيزون في (عصرنا)، حتى إنَّ بعضهم أجازَ من يحلق لحيته، ومن أسبل إزاره، بل صار بعضهم يجيز بالهاتف، وبالمراسلة، وهو لا يعرف الشخص الْمُجَاز، ولاحاله.
وقد كنت في أوّل الطلب مولعاً بجمع الإجازات، حتى حصَّلت الكثير، ومن بلدان شتى، وبأسانيد عالية، ثم ظهر لي قلة فائدة ذلك، مع طول المدة التي قضيتها في الرحلة لتحصيل الإجازات، وسماع المسلسلات الضعيفة والموضوعة.
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:16 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.