حكم تسوية الصفوف

[خالد صالح الفالوجي]

حكم تسوية الصفوف
إن الحمد لله تعالى نحمده, ونستعين به و نستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, واشهد أن لا الله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين, وسلم تسليمآ كثيرآ اما بعد ...
حكم تسوية الصفوف والمقصود بذلك : حكم تسوية صفوف المأمومين حتى تكون صفوفهم كصفوف الملائكة عند ربها، يتراصون في الصف ، بحيث تتحاذى المناكب ،والأكعب، والأعناق ، والاعتبار بمؤخرة القدم دون الأصابع (النكت والفوائد لابن مفلح (1/115) ، (الشرح الممتع 3/12)
اختارشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وجوب تسوية الصفوف (الفروع 1/408) والإختيارات الفقهيه : 50 ،الانصاف (2/39) وعلى هذا الاختيار عدة ادلة صحيحة صريحه نجملها فيما يلي :-
الدليل الاول : حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) رواه البخاري في كتاب الاذان باب تسوية الصفوف عند الاقامه،وبعدها – الصحيح مع الفتح – (2/206، 207) برقم 717 ، ومسلم في كتاب الصلاة باب تسوية الصفوف وإقامتها ...الخ (1/324) برقم 436
الدليل الثاني: حديث ابي مسعود البدري رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ) رواه مسلم في كتاب الصلاة باب تسوية الصفوف وإقامتها ...الخ (1/323) الرقم 432 .
وجه الدلالة : ان النبي صلى الله عليه وسلم توعد من خالف أمره في تسوية الصفوف بأن يخالف الله بين وجهه ووجوه اخوانه المؤدي لإختلاف قلوبهم وتباغضهم ، وهذا لا يكون الا على ترك واجب ، اذ لو لم يكن واجبآ لم يتوعد على تركه . (شرح صحيح مسلم للنووي (1/114) ، سبل السلام (2/30 ) ، الشرح الممتع (3/11) .
الدليل الثالث : حديث أنس رضي الله عنه قال : اقيمت الصلاة ، فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال : ( اقيموا صفوفكم وتراصوا ، فإني أراكم من وراء ظهري ) رواه البخاري في كتاب الأذان ، باب اقبال الامام على الناس عند تسوية الصفوف .
وفي رواية أخرى لأنس : (سووا صفوفكم ، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة ) رواه البخاري (690). وفي رواية مسلم (من تمام الصلاة)
وجه الدلالة من الحديث : ان هذا امر ، والأصل في الامر الوجوب ، واذا كان تسوية الصفوف من إقامة الصلاة فهو فرض ، لأن إقامة الصلاة فرض ، وما كان من الفرض فهو فرض (المحلى 4/55) ، نيل الأوطار (2/196).
الدليل الرابع : حديث أنس رضي الله عنه : ( انه قدم للمدينة ، فقيل ما أنكرت منا منذ يوم عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال ما انكرت شيئآ ، الا انكم لاتقيمون الصفوف ) رواه البخاري - الصحيح مع الفتح - (2/209 ، 210 ) برقم 724 .
الدليل الخامس : ما ورد من الآثار عن الصحابة- رضي الله عنهم – حيث كانوا يضربون الناس على إقامة الصف ، فعن ابي عثمان النهدي ، قال : ( كنت فيمن ضرب عمربن الخطاب قدمه لإقامة الصف في الصلاة ) رواه ابن حزم في المحلى (4/59) ، فتح الباري (2/210)
وصح عن سويد ابن غفله قال:(كان بلال يسوي مناكبنا ويضرب أقدامنا في الصلاة) (فتح الباري).
وجه الدلالة : انهما- رضي الله عنهما - لم يكونا يضربان أحدآ إلاعلى ترك واجب يأثم بتركه ، وقد فعلا ذلك بحضرة الصحابة وإقرارهم (المحلى 4/58 ،59 ) فتح الباري (2/210) .
* الوجوب هو مذهب الظاهريه وظاهر كلام شيخ الاسلام ابن تيمية وهو أيضآ اختيار جمع من العلماء والمحققين ،اختاره البخاري والصنعاني والحافظ واستظهره ابن مفلح ، وابن رجب والشوكاني واختاره شيخنا الألباني و العثيمين وابن باز رحمهم الله اجمعين ، لقوة الادلة الصحيحة الصريحه في الأمر بتسوية الصفوف ، والأصل في الأمر الوجوب ويكون ذلك الوعيد على من خالف أمره هذا- صلى الله عليه وسلم- والوعيد لا يكون إلا على ترك واجب .
ويكون كما ذكرنا بالمناكب والأقدام فعن أنس رضي الله عنه قال:( وكان أحدنا يلصق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه ) أخرجه البخاري في الفتح (2/211 ) .
نسأل الله العظيم أن يفقهنا في ديننا وأن يجعل أفضل أعمالنا خواتيمها
وآخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه خالد الفالوجي

[عبد الله بن مسلم]

بارك الله فيك أخي الحبيب.

[أبو بكر الأثري السلفي]

بارك الله فيك أحي الفاظل