أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
46421 93958

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 10-11-2013, 03:13 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي [مِنْ صِفاتِ الخَوارِجِ في السنَّةِ النبويّةِ المطهَّرة] - تتمــــّــــــة.

[مِنْ صِفاتِ الخَوارِجِ في السنَّةِ النبويّةِ المطهَّرة]

كذلك من صفاتهم ولعل هذه الصفة تابعة لما قبلها لكن لوجه آخر وهي أنهم يظهرون بعضاً من الحق مع إخفاء كثيرٍ من الباطل ؛ففي صحيح مسلم من حديث عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الحروريّة-. الحرورية نوع من الخوارج .

فالخوارج أنواع وصفات من قديم الزمان لذلك لن تجد الخوارج المعاصرين على شيء متفقين أعني بالعقيدة، فتراهم مختلفين فيما بينهم فيمن يَكفُر ومن لا يَكفُر وهذا أخطر شيء يكون، فبعضهم فصّلّ كل أحدٍ من سوى أنفسهم وبعضهم وسّع قليلاً فقال :عامة الناس لا يكفّرون إلاّ بشروط كذا وكذا... وبعضهم قال لا يكفر إلاّ الحاكم، وبعضهم ألحق بالحاكم وزرائه وبعضهم ألحق جنده وهكذا.

ضلال فوق ضلال فوق ضلال ؛من غير حجة ولا بيّنة ولا بصيرة ،وإنما بعلامات يحسبونها خيراً وهي الشرُ كلُه نسأل الله تعالى العافية - قال لما خرج الخوارج مع علي بن أبي طالب قالوا :"
لا حكم إلا لله"،-هذه حق ؛من ينكر أنّه لا حكم إلاّ لله " إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ "لكن وضعوا هذه الكلمة وترجموها حسب أفهامهم القبيحة وحسب أنظارهم الباطلة الفاسدة -والعياذ بالله تبارك وتعالى -فماذا قال علي -رضي الله تعالى- عنه مبيّناً هذا النقل الحق على التنزيلِ الباطلِ قال:"كلمةُ حقٍ أُريدَ بها باطل " اليوم نسمعهم كثيراً وكثيراً جداً ما يقولون نحن دعاة التوحيد؛ويقولون نحن أهل الجهاد ؛ويقولون نحن أصحاب الولاء والبراء؛وهم في ذلك كله لم يفقهوا التوحيد ولا عرفوا الجهاد ولا دَرَوا حقيقة الولاء والبراء وفق تأصيلات أهل العلم الربانيّين الراسخين الذين ضبطوا المسائل كلَها كبيرَها وصغيرَها؛ لكنّهم إنّما يقلّدُ بعضَهم بعضاً ؛فلو اختبرتَهم كِباراً أو صِغاراً خارج الإطار الذي لُقنوه ولَقنوه لعرفتَ أنّهم من أجهل الجهلاء؛ لا يحسنون إلا النقل عبر النقل من غير هدىً ولا بصيرةٍ ولا كتابٍ منير؛لذلك في قضيةِ التحكيمِ مع علي بن أبي طالب -رضي الله عنّه -وهو من العشرة المبشرين بالجنّة كفّروه لأنه خالف أهواءهم مع موافقته لكتابِ الله وسنّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم -.
ومن صفاتهم أيضاً الجهل بالكتاب والسنّة وسوء فهمهِم
لمعاني هذين الوحيينِ الشريفينِ فالنبي -عليه الصلاة والسلام- كما في صحيح مسلم قال :"يقرءون القرءان يحسبونه لهم وهو عليهم" إذاً مجرد استدلالهم بآية أو حديث أو حتى آيات أو أحاديث ليس ذلك بمغنٍ لهم من الحق شيئاً.
فالحق يُعرف ببهاءه؛

الحق يُعرف بنقاءه وصفاءه؛

الحقُ يُعرف بتناقل أهل العلم له؛

لا أنْ يكون إسنادهم منقطعاً بل معضلاً لا يصل إن علا إلاّ إلى زيدٍ أو عمر من المحدَثينَ المُحدِثين الذين لم يتلَقوا العلم عن أهله والنبي -عليه الصلاة والسلام -يقول :"تسمعون ويُسمَع منكم ويُسمع ممن يَسمع منكم" هكذا دين الله حلقات متواصلة متكاملةٌ ليست منقطعة ولا معضلة والنبي عليه الصلاة والسلام :"
يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ ".

وتالله وبالله ووالله إنّ هذه الصفات الثلاث اجتمعت في هؤلاء؛ مبطلون جاهلون غلاةٌ غلاظٌ جفاة؛
لذلك تراهم لا يقبلون مجالسة أهل العلم ولا محاورتهم ولا مناقشتهم، ولكن هذا طبيعي في من كان على مِثل ما كانوا عليه والمثلُ العربيُ -كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:" إن من البيان لسحرا"ً- يقول :فاقد الشيء لا يعطيه .

وأيضاً أخبرنا النّبي -عليه الصلاة والسلام- كما في سنن أبي داوود في وصف الخوارج :"أنّهم يُحسنون القيل ويسيئون الفعل" ليست المشكلة بالقول؛القول قد يحسنُه كلُنا لكن فهم هذ القول وتنزيله على أرض الواقع فعلاً وعملاً هذا لا يحسُنه إلا الموفق الذي سلك سبيل العلم وطريق أهله بالسند المسلسل عبر العلماء وتاريخهم إلا أن يصل إلى سلف الأمة الأوائل رضي الله تعالى عنهم أجمعين لذلك قال ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أيضاً في وصف الخوارج قال :"أتَوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في حق المسلمين" أو - كما قال رضي الله عنه- سبحان الله! التاريخ يتكرر !
والحق به يتقرر!.
فكأنّهم حريصون الحرص كلَه أن يطابقوا صفاتِ أسلافهِم من الخوارجِ لا يَخرمُ منها شيئاً نسأل الله -تعالى- العافية.

وكذلك من صفاتهم استباحة دماءُ المسلمين وقَتلُهم وقتالُهم،
والنّبي -عليه الصلاة والسلام -يقول:"سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" ويقول -عليه الصلاة والسلام-:"لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض"

على أنني أنبّه أن كلمة كفّار في هذا الحديث وكلمة كفر في الحديث الأول إنّما نحن نفقهها على حسب ما بيّنه أهل العلم السابقون المدققون المحققّون الذين هم في الفقه راسخون،
أنها كفر دون كفر؛ وأنها كفر أصغر قد تصير كفراً أكبر؛ وليس الحال كمثل بعض كبائر هؤلاء الخوارج الشُذّاذ في أفهامهم لمّا ناقشناه قبل ثلاثين سنة في أمثال هذه النصوص، وبيان أن بعضاً هذه النصوص ذكرت الكفر وهو يحملُها على الإطلاق، فبيّنا له أن هذا بمفهوم الأدلة كلها ينبغي أن يُحمَل على الكفر الأصغر، فقال كفر أصغر أو كفر أكبر لا فرق كله مخرج من الملة ،كما نقول قط كبير وقط صغير.

فحسبكم هذا التفاوت بيننا ***** وكل إناء بالذي فيه ينضح.

إنهم ينضحون بالجهل وعدم العلم ولا الدراية لنصوص الملة والشريعة.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10-11-2013, 03:22 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي [مِنْ صِفاتِ الخَوارِجِ في السنَّةِ النبويّةِ المطهَّرة] - تتمــــّــــــة -.

[مِنْ صِفاتِ الخَوارِجِ في السنَّةِ النبويّةِ المطهَّرة]

روى الإمام الآجري وغيره عن رجل من عبد القيس كان مع الخوارج ثمّ فارقهم وهذا نادر ؛انتبهوا أيها الأخوة نادرٌ جداً أن يكون رجلٌ ما مبتدعاً ثم يهديه الله للسنّة،ومن تلبّس بهذا النادر فليحمد الله ومن وفقه الله بالرجوع من الباطل إلى الحق فليحمد الله ،طبعاً نحن نتكلم عمن تشبّع بفكر الباطل وأهله ،أمّا اليوم من خلال خبرتنا بالنّاس فإن أكثر هؤلاء المخالفين إنما خطفتهم شبهة من هنا،أو ذهبوا إلى شخصٍ ما أبهرهم كلامه،أو تأثروا بعناوين عامة ليس تحتها من العلم والمعرفة، فمثل هذا نرجو له أن يرجع لأنه لم يتملّى بهذا الضلال ولم يأنس بما في أهله من سوء الخلال والعياذ بالله تعالى .
جاء رجل إلى ابن سيرين-من تلاميذ ابن سيرين-قال له: يا إمام أبشرك أن فلاناً من الخوارج رجع عن بدعته قال: لا تعجل أنظر إلى أي بدعة أخرى صار" لكن كما قلت لا نقول هذا حتى نثبط من كان ملسوعاً من أفكار هؤلاء أو ملذوعاً ببعض باطلهم لا؛ نقول له :أقبل ولا تخف الحق ظاهر مهما قالوا فيك ومهما تكلموا عنك ومهما طعنوا فيك، فلن تكون أجل ممن طعنوا عليه فيه في الأول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الآخرين عبدالله بن أبي أوفى ، بل قتلهم لعلي رضي الله تعالى عنه وطعنهم في أئمتنا وعلمائنا عندما قالوا فيه ولبئس ما قالوا !قالوا زلّ حمار العلم في الطين؛يقولون عن الشيخ ابن باز أنه حمار العلم ،هؤلاء هم المقدمون عندهم ؛ليس عندهم من الحجج إلا هذا اللجج الباطل الذي لا وزنَ له ولا حق له ولا نور له بل هو الظلم والظلام.


عن رجل من عبد القيس كان مع الخوارج ثم فارقهم قال دخلوا قرية فخرج عبدالله بن خبّاب ذعراً،تابعيّ عبدالله بن خبّاب خرج خائفاً –فقالوا: لم تُرَع ، لم تُرَع – يعني أنّك عسى أنّك لم تخف- قالَ واللهِ لقدِ رُعتُموني- والله قد خوفتموني- انظروا يا إخواني فرق ما بين الصورتين صورة انسان مرآه يذكرك بالله وفعله يعينك على طاعة الله، وصورة أخرى مرأى صاحبها لا تُذكرّك إلا بالسوء؛ ولا تُلقي في قلبِك إلا الخوف والرعب؛ فضلاً عن الأفعال التي تُبعدك عن طاعة الله وتنأى بك عن ما فيه موافقة سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-فأسروه وامرأته معه ؛مع أنه خرج خائفاً وأرادو أن يهدؤه فقالوا:لم تُرع لم تُرع ،فقال:لقد رُعتموني ،أسروه وأسروا امرأته وكانت حاملاً قال له:من أنت قال: أنا عبدالله بن خبّاب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم –يعني كأنه يظن أنه سيعطيهم شيئاً عظيماً وأن كلامه في أنه ابن صحابي سيردعهم أو يوقفهم أو يمنعم أو بالله يخوفهم أو عن سوء فعلهم يسد بابهم، ماذا جرى ؟قالوا:لا بأس عليك قال أنا عبدالله بن خبّاب صاحب رسول الله وأنتم قد روعتموني، قالوا لا بأس عليك حدثنا ما سمعت عن أبيك، هذه لفتة منهجية ليس في العلم إلا قال الله قال رسول الله كما قال الإمام الشافعي:


العلم ما كان فيـه قـال حدثنـا *** وما سوى ذلك وسواس الشياطين
وكما قال الإمام الذهبي :

العلمُ قـــــــــــــــــــالَ اللهُ قــــــــال رسولُــه ** قـــالَ الصحابةُ ليسَ بالتمويــــــــــهِ

ما العلمُ نَصْبَك للخلافِ سفاهـــــةً ** بين الرســـــــــــــولِ وبين رأي فقيهِ

يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 10-11-2013, 03:43 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي [مِنْ صِفاتِ الخَوارِجِ في السنَّةِ النبويّةِ المطهَّرة] - تتمــــّــــــة.

[مِنْ صِفاتِ الخَوارِجِ في السنَّةِ النبويّةِ المطهَّرة]

هؤلاء نقول لهم قال الله قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - لا يقولون لك إلاّ قال فلان وقال زيدان ،وإذا ترقّوا واستدلوا بشيءٍ من النّصوص ،فلا داعم لهم في فهمهما إلا أهوائهم المرِضة وأفكارهم البغيضة -والعياذ بالله تعالى- قالوا: حدثنا ما سمعت عن أبيك قال سمعت أبي يقول سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يقول:" ستكون فتنةٌ القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي"وهذا الجزء من الحديث متفق على صحته، فقادوه بيده لم يكن هذا الحديث النبوي الذي ليس بين محدثهم ورسول الله سوى شخص واحد لم يكن ليردعهم أو ليجعلهم يتَئنَون أو يسكتون أو يتمهلون، فقادوه بيده فبينما هو يسير معهم إذ لقيَ بعضهم خنزيراً لبعض أهل الذمّة فضربه بعضهم بسيفه فشقّ جلده، فقال له آخر:لما فعلت هذا وهو لذميّ؟!

ماشاء الله هذا الورع العظيم !!!



تورّع أن يقتلَ خنزيراً لذميّ ! ولا يتورّع أنْ يقتلَ مسلماً وزوجتَه ويبقرَ بطنَها كما سيأتي ! فذهب الذي قتلَ الخنزير إلى ذلك الذميّ فاستحلّه أرضه؛ سامحنا نحنُ قتلنا خنزيرك بخنزيرك بالغلط فاستحلّه أرضه، وبينما هو معهم عبدالله بن خبّاب لا يزال مقوداً لا يزالون يقودونه، إذا سقطت تمرة من نخلة فأخذها أحدهم فألقاها في فمه، فقال له آخر: بغير إذن ولا ثمن! كيف هذه الثمرة تأكلهما بغير إذن ولا ثمن!

أيضاً ورع ؛صفحة أخرى من الورع، فألقاه ذاك من فمه، ومع هذا الورع الزائد والجهل المقيم والخبث الجسيم -والعياذ بالله- قدّموا عبدالله بن خبّاب فذبحوه وجاؤوا إلى امرأته فقالت :إني امرأة حُبلى ألا تتقون الله عزوجل، تتقون الله في خنزير الذميّ وفي التمرة بغير إذن ولا ثمن فذبحوها وبقروا بطنَها عن ولدها فوق قتلهم مثّلوا فهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً؛
الذميّ له عهد وخنزير الذمي له عهد؛ والتمرة لها عهد ولها ذمة ؛ولكن هذا مسلم ،وبينه وبين الرسول عليه الصلاة والسلام واحد، يقول حدثني أبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا لا عهد له ولا ذمّة.


لذلك من صفات الخوارج يقتلون أهل الإسلام ويَدَعون أهل الأوثان نسأل الله تبارك وتعالى العافية .

ومن صفاتهم أيضاً ما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال :"
حُدَثَاء الْأَسْنَان سُفَهَاء الْأَحْلَام "، وأنا أقول هذا النص يجب أن يُفهَم جَمعاً وتفريقاً أمّا جمعاً فأكثرهم جمعوا بين الوصفين حُدَثَاء الْأَسْنَان سُفَهَاء الْأَحْلَام قد لا تجد أكثرهم يتجاوز الخامسة والعشرين؛؛؛

أين هو من تجربة الحياة ؟!


أين هو من الجُثي على الركب بين أيدي أهل العلم؟!


أين هو من مجاهدة النفس بالتّخلّق بأخلاق الإسلام؟!


أين هو من فهم السنة والقرءان ؟!


أين هو من إدراك حقائق الأمور في هذه الحياة التي فيها من الجهد والجهاد والبلاء ما الله تعالى به عليم ؟!


تجد أكثرهم لا يتجاوزون هذه الأسنان،التي وصفها الرسول عليه الصلاة والسلام بحدثاء الأسنان سفهاء الأحلام ،هذا الجمعُ.

أما التفريق فقد تجد من ليس حدثاً في سنه ؛لكنك لن تجده إلا سفيهاً في حلمه فمن فاته الوصف الأول في الجمع فلن يفوته الوصف الآخر بالتفريق وإلا هذا الذي شابت لحيته في هذا الجهل في هذا التكفير في هذا السوء والبلاء الذي يضلّل فيه الأمّة وعلماءها وعيانها وكبراءها؛ولايتحاشى برها من فاجرها و و و.... ماذا يغنيه أو ينجيه شيب لحيته أو كِبر سنه أو غيره هذا وذاك؟! .

هذا لن ينفعه إلا أن يُراجع أو يتوب أو أن يؤوب،حينئذ قد ينفعه ،فأولئك يُبدل الله سيئاتهم حسنات إن أحسنَ وأنابَ فيما رجعَ عنه وتاب .



يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 10-11-2013, 04:02 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي [مِنْ صِفاتِ الخَوارِجِ في السنَّةِ النبويّةِ المطهَّرة] - تتمــــّــــــة -.

[مِنْ صِفاتِ الخَوارِجِ في السنَّةِ النبويّةِ المطهَّرة]

وكذلك لمّا جادل ابن عباس - رضي الله عنهما- الخوارج، قال لهم: ما تنقِمون على صهرِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- والمهاجرين والأنصار ؟.

- مَن هو صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم -؟ علي ،انتبهوا ما تنقمون على صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار؟
وعليهم نزل القرءان وليس فيكم منهم أحد وهم أعلم بتأويله".

ثلاث صفات :


الصفة الأولى
أن القرءان نزل عليهم بين ظهرانيهم .

الأمر الثاني
أنه ليس فيكم منهم أحد وهذه مزيّة تبيّن الحق وتميّز عنه الباطل.

والثالث
أن هاتين الصفتين تجعلهُما أعلم بتأويل القرءان.

المعركة مع هؤلاء ليست معركة الاستدلال؛وليس معركة النص وليس معركة الحفظ؛ولكنها معركة الفهم عن الله والفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.


يأتينا هذا الجاهل تقول قال الله تعالى على العين والرأس قال الله تعالى لكن؛؛؛

ماذا تفهم من هذه الآية؟!
ومَنْ سلفك فيها ؟!

ومَن سبقك بها ؟!

وما حجتك في إدراكها ؟!


ظلمات فوقها فوق بعض لا حجة ولا دليل ولا بيّنة وأنا أقول دائما هؤلاء في استدلالهم المنقوص بالأدلة فقد يختارون الأدلة الصحيحة من الكتاب طبعاً وهو مقطوع به ولكن من السنة الصحيحة؛ وقد رأيت بعض جهلتهم وبعض من هو مِن أكبر ملبسيهم يقول بالكتاب هذا حديث صحّحه شيخنا الألباني هذا حديث ضعّفه شيخنا الألباني وفي نفس الكتاب يقول والشيخ الألباني جَهم جَلف في مسائل الإيمان.


أي تلاعبٍ في الدِّين أكثر من هذا الهوى، ومن هذا البلاء ومن هذا السوء، ومن هذا الدّس، ومن هذا التستر - والعياذ بالله تبارك وتعالى.

أقول هؤلاء أشبه حالاً مَن إذا سألته ما الدليل على طهارة المياه ؟ يقول لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"طلب العلم فريضة على كل مسلم" .

هذا دليل صحيح يا إخواني لكن وجه الاستدلال في غير مكانه هؤلاء يستدلون بالآيات على مقاصد لهم لا يحق لنا أن نقول فيهم إلا ما قال الشاعر

سَارَتْ مُشَرِّقَةً وسِرْتُ مُغَرِّباً *** شَتَّانَ بَيْنَ مُشَرِّقٍ ومُغَرِّبِ

كذلك أيضاً في موضوع الطعن في العلماء، وهو أمر مهم جداً إذا أردت أن تعرف هوى الإنسان أهو هوى حق أم هوى باطل؟

فانظر اعتقاده في أهل العلم؛ قد نخالف أهل العلم في مسألة أو مسائل لكن مخالفتنا تكون بالبيّنة أولاً، والاحترام ثانياً أما هؤلاء فلا بيّنة ولا احترام نسأل الله العافية .


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 10-11-2013, 04:14 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي [مِنْ صِفاتِ الخَوارِجِ في السنَّةِ النبويّةِ المطهَّرة] - تتمــــّــــــة -.

[مِنْ صِفاتِ الخَوارِجِ في السنَّةِ النبويّةِ المطهَّرة]

في مسند الإمام أحمد أن علياً رضي الله عنه بعث عبدالله بن عباس إلى الخوارج والحقيقة أن مناظرة عبدالله بن عباس للخوارج ينبغي أن نقف عندها طويلاً في بعض المجالس القادمة إن شاء الله لما فيها من عبرة ولما فيها من حكمة لعل من لا يزال متأثراً بضلالهم أو مغترّا بباطنهم أن يستيقظ من غفلته وأن يصحو من رقدته وما ذلك على الله بعزيز-.
قال: فلما توسّط عسكرهم- والله يعني يبدو أن الأسلاف أفضل من الأفراخ! لو أن احداً الآن توسط معسكر الأفراخ لغدروه وقتلوه وأذوه،

بينما أعطوا عبدالله بن عباس الأمن والأمان فتوسط عسكرهم قال ابن الكوى وكان آنذاك خارجياً قام يخطب الناس ويحذرهم من ابن عباس فقال : يا حملة القرءان –"يقرءون القرءان يحسبونه لهم وهو عليهم" – يا حملة القرءان ،يظن أن هذا شيء كبير وأن هذا يحمسّهم ويثبتهم إن هذا عبدالله بن عباس فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرفه، - التاريخ يتكرر يأتي الجاهل منهم اليوم لمن هو في مرتبة شيخه أو المقدَّم عندهم يقول أنا سمعت الشيخ فلان يقول كذا يقول أنا اعرفه ؛إيش تعرفه؟! هذا مرجىء هذا عميل،هذا خائن،التاريخ يتكرر بالجهل والكذب والإفتراء.

قال ابن الكوى هذا ابن عباس من لم يكن يعرفه فأنا أعرفه هذا ممن نزل وفي قومه –مَن قومُه؟ صحابة - بل هم قوم خَصِمون هذا وصفُ الخوارجِ لابن عباسٍ وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين.


إذن أن يوصف أحدنا أو احد علماءنا أو مشايخنا بإنه مرجىء أو من علماء السلطان أو عميل أو خائن مُقزِّم؛ هذا أسهل ما يكون؛ فقد أنزل أسلافهم فقد كذب أسلاف هؤلاء بأن ادّعوا أن القرءان قد نزل في هؤلاء الصحابة ذماً وطعناً نسأل الله تبارك وتعالى العافية .


ومن صفاتهم أيضا وهذا هو الحديث الأخير الذي نذكره في هذا اليوم وفي هذه الأمسيّة ،
أنّ اللهَ يخذلهم لنْ يُوفّقوا مهما علت كلمتهم ومهما ظنوا أنهم يكثرون أو يتكاثرون أو يؤثرون ومهما زخرفتهم بعض وسائل الإعلام لن يوفقوا بل سيخذلون .

عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ينشأ نشء-فتي النشأ هو الشيء الفتي –يقرءون القرءان لا يجاوز تراقيهم يعني أنّ هذا أمرهم الظاهر، أما الباطن فليس فيه نورُ القرءان ،ولا هدي القرءان، ولا سمتُ القرءان، ولا سدادُ القرءان لذلك سمعنا من شيخنا الألباني -رحمه الله- مراراً وتكراراً تذكيره بذلك الأثر المَروي عن عيسى عليه الصلاة والسلام :"إنه سيكون بعدي أنبياء كذبة قالوا: كيف نعرفهم قال: من ثمارهم تعرفونهم".


من غرّك أو اغتررت به في قراءتهم للقرءان أو في كثرة عبادته أو في كثرة صيامة أو في تخّشّعه أو تمسّكه الظاهر فانظر في اعتقاده ؛؛؛

ماذا يعتقد في المسلمين؟

ماذا يعتقد في علماء المسلمين؟

ماذا يعتقد في أولياء أمور المسلمين

ماذا يعتقد في من هو غيره من عامة المسلمين ؟


هذا هو مربط الفرس كما يقولون ،عبادتك لنفسك؛ لكن عقيدتك قد تتجاوز بالسوءِ والويلِ والسفورِ غيرَك وهذا أشدُّ وأخطرُ وأنكى-ينشأ نشء يقرءون القرءان لا يجاوز تراقيهم كلّماخرج قرن قُطِع –ابتداءً من أول قرن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-من القرن الأول ،كلّما خرج قرنٌ أي طائفة قُطع.

لذلك لم يحكم الخوارج أمّة أو دولةً وما يوجد الآن من بعض الدول إنما هو اسم خالٍ عنه الروح؛ ليس فيه ولا منّه من أفكار الخوراج إلا مسائل محدودة خبر الآحاد وعدم رؤية الله يوم القيامة إلى غير ذلك من إرث الضلال القديم الذي تلقوه عن المعتزلة.

أما موضوع التكفير وموضوع الخروج عن الحكّام فهذا لا وجود له على اعتبار وتدليلاً أنهم مقطوع قرنهم ولا بقاء لهم ؛ كلما خرج قرن قُطع، قال ابن عمر سمعتها من رسول الله عشرين مرة -عليه الصلاة والسلام- كلما خرج قرن قُطع، يكررها في حديث واحد وهو يعلمهم إيّاه ويبيّنه لهم حتى يخرج في عِراضهم الدجّال - هنا كلمة عِراض رويت بلفظين في عِراضهم وفي أعراضهم - في عِراضهم أي في خداعهم يستغل الدجال خداعَهم وكذبهم على الله ليخرج معهم أو أعراضهم أي جموعهم.


لكن ؛كما قُطعت قرونهم الأولى سيقطع قرنهم الأخير خذلاناً من الله تبارك وتعالى لهم ونصرةً للسنّة وأهل السنّة ولكل داعٍ إلى منهج سلف الأمّة .


أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أنْ يوفقنا وإيّاكم للعلم النافع والعمل الصالح إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه .


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


مِنْ هُنَـــا المادةُ الصَوتيّة

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=27219

شكر الله لشيخنا الفاضل علي بن حسن الحلبي، وأطال بالصالحات عمره، وجزاه عن الإسلام والمسلمين
خير الجزاء.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:38 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.