~~~{..((( دفتر الفوائد العلمية : المنظومة و المنثورة )))..}~~ متجدد

[أبـو الوليد الزمخشري]

بسم الله الرحمن الرحيم ،
و بعد ، فهذه بعض الفوائد العلمية - المنظومة و المنثورة - كنت و لازلت أقيدها أثناء
مطالعتي - شأنَ كل طالب علم مبتدئ - آثرت أن افيد بها إخواني طلبة العلم في هذا المنتدى . و إني أعلم أني لن آتيهم بجديد عليهم ، لكن بحسبي أن أكون قد ذكرتهم بشيئ مما يعلمونه .
و قد تأسيت في فعلي هذا بالشيخ الكريم أبي معاوية البيروتي حفظه الله و وفقنا و إياه لما يحبه و يرضاه . كما أنني أنشأت لها قناة على التلغرام = faouaed .
نسأل الله أن يوفقنا للخير .
----------------------------------------------------------
الفائدة الأولى : أبيات فضل التعلم في الصغر.

أَرَانِي أنسى ما تعلَّمتُ في الكبرْ . و لستُ بناسِِ ما تعلّمتُ في الصِّغَرْ
و ما العلمُ إلا بالتعلُّم في الصغرْ . و ما الحِلمُ إلا بالتحــــــلُّم في الكِبرْ
فلو فُلِقَ القلب المعلَّم في الصبا . لأُلفِيَ فــــيه العلم كالنقش في الحجرْ
و ما العلم بعد الشيب إلا تعسفُُ . إذا كَلَّ قلب المرءِ و السمعُ و البصرْ
وما المرءُ إلا اثنان عقل ومنطقُ . فــــمن فاته هذا و هذا فقد دَمَــــرْ


أنشدها نفطويه ، كما في (حاشية العدوي على كفاية الطالب) (1| 43).

[أبـو الوليد الزمخشري]

الفائدة الثانية :
سمعت الشيخ صالحا العصيمي يقول إن النووي رحمه الله تعالى أورد في الأربعين قوله صلى الله عليه و سلم : ( قل آمنت بالله ثم استقم) و عزاه لمسلم ، لكن اللفظ الذي في نسخ صحيح مسلم التي وصلتنا فيه : (قل آمنت بالله فاستقم) و لعل اللفظ الأول في نسخة وصلت الإمام النووي رحمه الله .

الفائدة الثالثة : لقب (( الباشا)) = (( نعل السلطان)) !! .

قال الشيخ بكر أبو زيد في ((حراسة الفضيلة)) (صفحة 102 هامش) :
( هل تعلم أن لقب (( الباشا)) بمعنى ((نعل السلطان)) ، انظر مجلة (الدائرة) لعام 1420 ، و هذا غير مستغرب على الأعاجم لغلوهم و إسرافهم ) .

[أبـو الوليد الزمخشري]

الفائدة الرابعة : من مات من الصحابة و لم يصل لله ركعة قط :
وقفتُ على اثنين منهم :
- الأول : الأصيرم ، عمرو بن ثابت . قصته جميلة ، انظر البخاري (2808) و مسلم (4914) و زاد المعاد لابن القيم (3| 180-42).
- الثاني :غلام خيبر الأسود الحبشي ، و اسمه أسلم . انظر زاد المعاد (3|287).

[أبـو الوليد الزمخشري]

الفائدة الخامسة : المحمدون الأربعة من العلماء المالكية الذين اجتمعوا في عصر واحد :
- الأول : محمد بن عبد السلام بن سعيد التنوخي ، و هو ابن الشيخ سحنون . (توفي 256).
-الثاني : محمد بن عبد الحكم . ( توفي 268).
-الثالث : محمد بن المواز . (توفي 269) = و إذا أطلق المحمدان ، فالمراد هو و محمد بن سحنون.
- الرابع : محمد بن إبراهيم بن عبدوس . (توفي 260).

انظر ( شجرة النور الزكية في طبقات المالكية ) لابن مخلوف (1|105).
و النور بفتح النون المشددة و ليس بضمها كما يظن الأكثرون - و كنت منهم- ، و النَّوْرُ هو الزهر الأبيض كما في القاموس للفيروز آبادي.

[أبـو الوليد الزمخشري]

الفائدة السادسة : من اصطلاحات المذهب المالكي :
قيل : ( لولا الشيخان و المحمدان و القاضيان لذهب المذهب ).
- و الشيخان :ابن أبي زيد القيرواني و القابسي.
- و المحمدان : ابن المواز و ابن سحنون.
- و القاضيان : ابن القصار وعبد الوهاب.

[أبـو الوليد الزمخشري]

الفائدة السابعة : كلمتا (أصبع) و (أنملة) لا يُغَلَّط فيهما أحد !.
- ففي (أصبع) عشر لغات :يجوز فيها كسر الهمزة و فتحها و ضمها مع كسر الباء و ضمها و فتحها ، فهذه تسعة ، و العاشر (أُصبُوع) .
- في (أنملة) تسع لغات : الهمزة و الميم فيها مثلثتان .
نظمها بعضهم فقال :
همزَ أُنمُلةِِ ثَلِّث و ثالثَهُ . التسعُ في أُصبُعِِ و اختِم بأصبوعِِ.

أنظر (الشرح الممتع على زاد المستقنع ) لفقيه الزمان الشيخ محمد بن صالح العثيمين 1|75.
و الفائدة نقلتها من كتاب ( الفوائد المنتقاة من الشرح الممتع ) لمهند أبي عمر ، صفحة :8.

الفائدة الثامنة : من لقي المسيح ابن مريم عليه السلام فليقرئه سلام أبي هريرة :
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه على (الأصول الثلاثة) : ( كان أبو هريرة إذا حدث بهذا الحديث
-يعني نزول عيسى - يقول لأصحابه و لمن ينقل عنه الحديث من تلاميذه ، يقول :(فإذا لقيه أحدكم فليقرئه مني السلام). ). انتهى كلام الشيخ صالح.
أنظر (صحيح الجامع) للشيخ الفقيه الألباني برقم6001.

الفائدة التاسعة : (الرحمنِ الرحيمِ) فيها تسعة أوجه إعرابية :
الأول : جرهما و هو المتعين قراءةً.
الثاني : رفعهما .
الثالث : رفع الأول و نصب الثاني.
الرابع : نصبهما .
الخامس : نصب الأول و رفع الثاني.
السادس :جر الأول و نصب الثاني.
السابع : جر الأول و رفع الثاني .
و الستة الأخيرة جائزة لغةً ممتنعة قراءةً ، و يليها وجهان ممتنعان قراءةً و لغة إلا عند يونس بن عبد الأعلى لأن فيهما إتباع بعد القطع.
الثامن : رفع الأول و جر الثاني.
التاسع : نصب الأول و جر الثاني.
و إلى هذا أشار عطية الأجهوري في قوله :
إِن يُنصبِ الرحمنُ أو يرتفعاَ . فالجرُّ في الرحيمِ قطعا مُنِعــا
فغ، يُجَرَّ فأجز في الثانــــــي . ثلاثةَ الأوجه خذ بيـــــــــــاني
فذه تضمنت تسعا مُنِـــــــــعْ . وجهان منها فادرها يا مستمع

[أبـو الوليد الزمخشري]

الفائدة العاشرة : الحفظ بالليل أثبَتْ :
قال الثعالبي في الـ(مُنتَحل) - و نقلت عنه بواسطة و لم أطلع على الكتاب - :
انصِبْ نهارا في طِلابِ العُلاَ . و اصبر على فقدِ لقاءِ الحبـــيبْ
حتى إذا الليلُ بدا مـــــــــقبِلاَ . و اكتَحَلَتْ بالغَمْضِ عينُ الرقيبْ
فقابل الليلَ بما تشتهـــــــــي .فإنـــما الليـــلُ نـــهـــار الأريـــبْ

يريد اصبر في النهار عن التحصيل حتى إذا كان الليل فاستقبل ما تشتهي حفظه و فهمه و مذاكرته.

الفائدة الحادية عشرة : دليل ذلك من القرآن :
استدل بعض العلماء على أن الحفظ أثبت بالليل بقوله تعالى من سورة المزمل : ( إن ناشئة الليل هي أشد وطئا و أقوم قيلا).
قال الشيخ عطية سالم في ( أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) (7|3468) عند هذه الآية : ( قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا
أَيْ: مَا تُنَشَّأَهُ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ أَشَدُّ مُوَاطَأَةً لِلْقَلْبِ، وَأَقْوَمُ قِيلًا فِي التِّلَاوَةِ وَالتَّدَبُّرِ وَالتَّأَمُّلِ، وَبِالتَّالِي بِالتَّأَثُّرِ، فَفِيهِ إِرْشَادٌ إِلَى مَا يُقَابِلُ هَذَا الثُّقْلَ فِيمَا سَيُلْقَى عَلَيْهِ مِنَ الْقَوْلِ، فَهُوَ بِمَثَابَةِ التَّوْجِيهِ إِلَى مَا يَتَزَوَّدُ بِهِ لِتَحَمُّلِ ثُقْلِ أَعْبَاءِ الدَّعْوَةِ وَالرِّسَالَةِ.
وَقَدْ سَمِعْتُ مِنَ الشَّيْخِ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ - قَوْلَهُ: لَا يُثَبِّتُ الْقُرْآنَ فِي الصَّدْرِ، وَلَا يُسَهِّلُ حِفْظَهُ وَيُيَسِّرُ فَهْمَهُ إِلَّا الْقِيَامُ بِهِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، وَقَدْ كَانَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - لَا يَتْرُكُ وِرْدَهُ مِنَ اللَّيْلِ صَيْفًا أَوْ شِتَاءً، وَقَدْ أَفَادَ هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ، فَكَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ فَزَعَ إِلَى الصَّلَاةِ.
وَهَكَذَا هُنَا فَإِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ كَانَتْ عَوْنًا لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى مَا سَيُلْقَى عَلَيْهِ مِنْ ثُقْلِ الْقَوْلِ).
و النص نسخته من الشاملة.

[أبـو الوليد الزمخشري]

الفائدة الثانية عشرة : أول من اضاف سنن ابن ماجه للكتب الخمسة :

هو ابو الفضل بن طاهر ، في كتابيه (الأطراف) و ( شروط الأئمة الستة )ثم تبعه الحافظ عبد الغني في (أسماء الرجال) .
استفدتها من الصنعاني (سبل السلام الموصلة إلى بلوغ المرام من أدلة الأحكام) (1|89) ، دار ابن الجوزي ، تحقيق محمد صبحي حلاق.

[أبـو الوليد الزمخشري]

السلام عليكم
صحح يا مشرف جزاك الله خيرا الفائدة التاسعة
فإن يُجَرَّ فأجز في الثانــــــي . ثلاثةَ الأوجه خذ بيـــــــــــاني
فهذه تضمنت تسعا مُنِـــــــــعْ . وجهان منها فادرها يا مستمع

[أبـو الوليد الزمخشري]

الفائدة الثالثة عشرة : كيف تثبت محفوظك ؟.
قال الناظم :

لئن رمت تحصيلا بصادقِ نــــــيةِِ . فأكثر له درسا و فرِّغ له قلـباَ
و صَدِّق له قولا و شمر لحـــــفظهِ.و جزِّء له وهما و نقح لــه لباََّ
و إن شئتَ أن تحظى بمكنون سرهِ.فعظم له قدرا و أخلص له حبا

(المحمدون من الشعراء) صفحة 412 . للقفطي (بواسطة).

الفائدة الرابعة عشرة : اصبر على التحصيل حتى تحرز العلم .
قال الشاعر :
إن الأمور إذا انسدت مــــــــــسالكها . فالصبر يفتق منها كل ما ارتتـجا
لا تيأسن و إن طالت مطالــــــــــبـــة. إذا استعنت بالصبر أن ترى فرجا
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته . و مدمن القرع للأبواب أن يلجـــا

(شرح الحماسة للمرزوقي 3|1175). بواسطة.
في القاموس : رتج الباب أغلقه.

الفائدة الخامسة عشرة : ينبغي أن تبدأ بالمهم فالمهم .

قال الحكمي في ميميته في الأدب:
و بالمهم المهم ابدأ لتدركه . و قدم النص و الآراءَ فاتّهِمِ.

الفائدة السادسة عشرة : مميزات كتاب الترمذي التي لم تجتمع في غيره من كتب السنة :
قال الشيخ محمد بن الشيخ علي بن آدم الإثيوبي في (الفوائد السمية) :

لدى كتـــــــاب الترمذي فوائدُ . مجموعةً في غيره لا توجدُ
أوصلها بعض الوعاة المهرة . لأربع مع عشرة مـــــحررة
صنف أسنــــــد و طُرْقا عدّداَ . صحح ضعّفَ و جَرحاً سددا
عدّل أســـــمى و كنَى و وصلا. قطعَ أوضح الذي قد قُبِـــــلاَ
و ضــــــده و ذكر اخـــتـلافا . في الرد و القبول إذ تــــنافى
و ذكر الـــــخلف لدى تأويلهِ . فاحفظ فحفظُ العلمِ من تمامهِ