جواز الصلاة على القبر بعد ما يدفن

[خالد الشافعي]

قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه :

بَابُ الصَّلاَةِ عَلَى القَبْرِ بَعْدَ مَا يُدْفَنُ

1336 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ مَرَّ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرٍ مَنْبُوذٍ «فَأَمَّهُمْ وَصَلَّوْا خَلْفَهُ»، قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ هَذَا يَا أَبَا عَمْرٍو؟ قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا .

1337 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ: أَنَّ أَسْوَدَ رَجُلًا - أَوِ امْرَأَةً - كَانَ يَكُونُ فِي المَسْجِدِ يَقُمُّ المَسْجِدَ، فَمَاتَ وَلَمْ يَعْلَمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَوْتِهِ، فَذَكَرَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: «مَا فَعَلَ ذَلِكَ الإِنْسَانُ؟» قَالُوا: مَاتَ يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : «أَفَلاَ آذَنْتُمُونِي؟» فَقَالُوا: إِنَّهُ كَانَ كَذَا وَكَذَا - قِصَّتُهُ - قَالَ: فَحَقَرُوا شَأْنَهُ، قَالَ: «فَدُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ» فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ .

[خالد الشافعي]

حكم الصلاة على الميت بعد دفنه
ما حكم الصلاة على الجنازة بعد دفنها؟ وهل تحد بشهر؟


حكم الصلاة على الجنازة بعد دفنها سنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليها بعد الدفن، والذي ما حضر الصلاة عليها يصلي عليها بعد الدفن، حتى الذي صلى عليها لا مانع من أن يعيد الصلاة عليها مع المصلين، ولا حرج في ذلك حتى لو صلى عليها مرتين أو ثلاثاً مع من يصلي عليها ممن فاتته الصلاة عليها، والمشهور عند العلماء أنها إلى شهر تقريباً.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثالث عشر / فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله .
الرابط :
http://www.binbaz.org.sa/mat/2604

[خالد الشافعي]

فتاوى اللجنة الدائمة

السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 19627 )

س 2: ما حكم الصلاة على الجنازة بعد دفنها بعد صلاة العصر ، وهل هناك ما يمنع الصلاة عليها بعد العصر وقبل الدفن أو بعده؟ نحب أن تزيل عن قلوبنا الإشكال .

ج 2 : من فاتته الصلاة على الميت استحب له أن يصلي عليه في المقبرة ، ويجعل القبر بينه وبين القبلة، وذلك إلى شهر من دفنه؛ لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: إن امرأة سوداء كانت تقم المسجد ففقدها النبي صلى الله عليه وسلم فسأل عنها فقالوا: ماتت، قال: أفلا آذنتموني؟ دلوني على قبرها، فدلوه فصلى عليها . متفق عليه، ولما رواه سعيد بن المسيب أن أم سعد ماتت والنبي صلى الله عليه وسلم غائب، فلما قدم صلى عليها وقد مضى لذلك شهر ، رواه الترمذي ورواته ثقات، قال الإمام أحمد : أكثر ما سمعت هذا، أي: شهر، فإن زاد على ذلك يوم أو يومان فلا بأس بذلك، وما بعد هذه المدة فلا يصلى عليه، بل يدعو له ويسأل الله له المغفرة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو / عضو / عضو / نائب الرئيس / الرئيس
بكر أبو زيد / صالح الفوزان / عبد الله بن غديان / عبد العزيز آل الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز

[ابو عبد الله المالكي]

و بعض الفقهاء-رحمهم الله-يقيّد ذلك بمدّة شهر بعد الدفن ، و الله أعلم من أين لهم ذلك -عليهم سحائب الرحمة-...

[خالد الشافعي]

جامع الأصول في أحاديث الرسول :

8469 - (خ م) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خرج يوماً ، فصلَّى على أهلِ أُحُد صلاتَه على الميت ، ثم انصرف إلى المنبر ، فقال : إني فَرَطٌ لكم ، وأنا شهيدٌ عليكم ، وإني والله لأْنظُرُ إلى حوضي الآن ، وإني أُعطيتُ مفاتيحَ خزائن الأرض- أو مفاتيح الأرض - وإني والله ، ما أخاف عليكم أن تُشْرِكوا بعدي ، ولكن أخاف عليكم الدنيا أن تَنافَسُوا فيها» .
وفي رواية قال : «صَلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على قَتْلى أُحُد بعد ثمان سنين ، كالمُوَدِّع للأحْيَاءِ والأموات ، ثم طَلَعَ على المنبر ، فقال : إني بين أيديكم فَرَطٌ وأنا شَهيدٌ عليكم ، وإنَّ مَوعِدَكُم الحوضُ ، وإني لأنظر إليه من مَقامي هذا ، وإني لَستُ أخشى عليكم أن تُشرِكوا ، ولكنْ أخشى عليكم الدنيا أن تَنَافَسُوها . قال : فكانت آخرَ نَظْرَةٍ نَظَرتُها إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي أخرى «إني فَرَطُكم على الحوض ، وإنَّ عَرْضَهُ كما بين أيْلَةَ إلى الجُحْفة - وفيها - ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تَنافَسوا فيها ، وتَقْتَتِلوا فَتهْلِكوا ، كما هَلكَ مَنْ كان قبلكم» .
قال عقبة : «فكانت آخرَ ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- على المنبر» أخرجه البخاري ومسلم .

[ابوياسرالبيضاوي]

جزاك الله خيرا أخي خالد لقد نقلت الموضوع إلى منتدى آخر

[أبو سلمى رشيد]

حيا الله الأخ خالد
ورد عندي إشكال في حكم إعادة الصلاة على المقبور الذي صُليَ عليه

أما الذي دفن ولم يصل عليه هذا نصلي عليه ولو كان في قبرهِ
وَأمّا فعل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلأن له خصوصيّة قد نصّ عليها الحديث نفسهُ

وهاك لفظ الحديث

1-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ أَوْ شَابٌّ فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَ عَنْهَا أَوْ عَنْهُ فَقَالُوا: مَاتَ. قَالَ: «أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي؟» قَالَ: فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا أَوْ أَمْرَهُ. فَقَالَ: «دلوني على قَبره» فدلوه فصلى عَلَيْهَا. قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا وَإِنَّ اللَّهَ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ» . متفق عليه وَاللفظ لمُسلمٍ.

2-عن يزيد بن ثابت:"خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ورد البقيع، فإذا هو بقبر جديد، فسأل عنه، فقالوا: فلانة، قال: فعرفها، وقال: ألا آذنتموني بها؟ قالوا: كنت قائلا صائما، فكرهنا أن نؤذيك، قال: فلا تفعلوا، لا أعرفن ما مات منكم ميت، ما كنت بين أظهركم، إلا آذنتموني به فإن صلاتي عليه له رحمة، ثم أتى القبر، فصففنا خلفه، فكبر عليه أربعا".

أخرجه وأحمد وغيرهُ.

أما فيما يخصّ الذين صلّوا مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من خلفه فهنا ما ثبت بالتّبعية لا يثبت بالأصالةِ لأنهم صلّوا بصلاته صلى الله عليه وسلمَ .

ونظيره ما يلي
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ مَحْمُودَ بْنَ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ -: وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ - أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَنْكَرْتُ بَصَرِي وَأَنَا أُصَلِّي لِقَوْمِي وَإِذَا كَانَ الْأَمْطَارُ سَالَ الْوَادِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ وَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ آتِيَ مَسْجِدَهُمْ فَأُصَلِّيَ لَهُمْ وَدِدْتُ أَنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْتِي فَتُصَلِّي فِي بَيْتِي أَتَّخِذُهُ مُصَلًّى قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(سَأَفْعَلُ) قَالَ عِتْبَانُ: فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ حِينَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ فَاسْتَأْذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأذِنْتُ لَهُ فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ ثُمَّ قَالَ:
(أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ؟ ) قَالَ: فَأَشَرْتُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَبَّرَ وَقُمْنَا وَرَاءَهُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ.
.
السؤال: فهل نستطيع أن نقول بمشروعية فعل تلك الصلاة لغير النبي صلى الله عليه وسلم -لأن غيره صلى خلفه- ليتبرك صاحب البيت بمكانٍ في بيتهِ ؟
.
على القول بالجواز سيصبح الناس يذهبون متى شاءوا للمقابر ويصلّون على القبورِ.
ومع كثرة من يدفنونَ في كل يومٍ فـــلن تخلُوَ المقابر من المصلين على القبور وبين القبور جماعات ووحدانًأ
فهل نقل هذا عن الصحابة -رضي الله عنهم- مع دواعي النقل؟ وهل ثبتَ هذا عن سلفِنا الصالح من بعدهم ؟؟؟؟؟؟؟؟

[شاكر بن خضر العالم]

بارك الله فيك يا شيخ خالد..
وأحسنتَ جدًّا أخي أبا سلمى..
كانَ هذا الكلامَ الذي كتبتَه يجتمعُ لديَّ شيئاً فشيئاً وأنا أطالعُ كلامَ أخينا..
ما استشكَلْتَهُ مُشْكِلٌ فعلاً..
لا سيما مع ما وردَ في أنّ من صلّى عليه كذا وكذا لا يشركون بالله شيئاً شفّعهم الله فيه..
فما المانعُ من أن تجتمعَ الأُسَرُ والعائلاتُ الكبيرةُ والأصحابُ والمعارفُ في الصلاةِ على أمواتِهِم متى شاؤوا-في أيِّ وقتٍ جائزٍ، وبأيِّ عدد-؟!
هذا على وَفْقِ ما أطلقَه أخونا خالد..
لا ريبَ أنّ الخصوصيّة ظاهرةٌ في بعضِ أفعالِهِ-عليه الصلاة والسلام-المَسُوقَةِ سابقاً..
فإنّه قد وردَ في صلاتِهِ على أهل أُحُدٍ أنّه كان كالمُودِّعِ للأحياءِ والأموات..
ووجهُ ذكرِ (الأحياءِ) أنّه بعدَما صلى على الأموات رجعَ فخطبَ في الأحياء!
فمن القائلُ بمشروعية الصلاة على القبرِ بقصدِ (توديعِ) الميت؟!
والحديثُ احتجَّ به الشافعيُّ على القائلين بمشروعيّة الصلاة على الشهيد، فإنّه لا يراها، وألزَمَهُم بأنّها لم تكن صلاةً معتادةً لأنّها كانت بعد ثمانِ سنين!! وهم لا يقولون بها إلا بعدَ شهرٍ-على الأكثر-..! فلِمَ لم يلتزموا تجويزَ هذه المدّةِ-أيضاً-؟ كذا منصوصه في (الأم)-على ما أذكر-.

[دانيال الطوسي]

جزاك الله خيرا

[أبو سلمى رشيد]

الله يبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارك فيك أخي شاكر. أحسنتَ