أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
69477 | 98094 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
المِرقاة إلى معرفة وجوه التشبيه النبوي للمؤمن مع أخيه بـ (المِرآة)..
كتب بعضُ إخواننا من أفاضل طلبة العلم-زاده الله توفيقاً-:
المِرقاة إلى معرفة وجوه التشبيه النبوي للمؤمن مع أخيه بـ (المِرآة).. أخوّة الدين تقتضي إحسانَ الظن بأخيك ، والتماسَ الأعذار له ، وسترَ عيبه ، وصَوْنَ عِرضه ، ونصحَه بنيّة إصلاحِه ، والأخذِ بيده . وقد صوّر النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الأخوّةَ الإيمانيةَ بقوله : «المؤمن مرآة المؤمن ، يَكُفُّ عليه ضَيعتَه ، ويحوطه مِن ورائه ». وفي هذا الحديث –على وَجازته- وقفاتٌ بلاغيةٌ شرعيةٌ عظيمةٌ.. تدفعنا -حثيثاً- لتأمّل دقائقِ معانيه ، واستنباط عميقِ خوافيه. فوجوهُ الشبَه بين المؤمن والمِرآة كثيرة ، وفيها تجلّت جوامعُ الكَلِم ، ومَفاتِحُ الحِكم - التي أُوتِيَها النبي -صلى الله عليه وسلم-. فمِن أسرار هذا التشبيه البليغ ما يلي : 1- أنّ المؤمن يُري أخاه عيوبَه التي لا يُمكنه أن يراها من نفسه ؛ كما أن كثيراً من أعضاء الجسد وعيوب البدن لا يُمكن رؤيتُها إلا بالمرآة: فيُعلّمك أخوك المؤمن إذا جَهِلتَ ، ويُذكّرك إذا نسيتَ ، وينبّهك إذا غَفِلتَ ، ويصوّبك إذا أخطأتَ . 2- والمرآة صادقةٌ فيما تعكسُه مِن هيئتك : وكذلك المؤمن صادقٌ معك ، لا يحمل تُجاهَك غِلاًّ ولا غِشّاً ؛ يُريك حسناتِك ويشكرك عليها ، ويُريك سيئاتِك وينبّهك إليها . 3-وهو يُريه عيوبَه كما هي -دون تهويل أو تضخيم- : والمرآة إنما تُريك ما في بدنك نفسَه - دون زيادةٍ - ؛ إلا إذا كان الخللُ في المرآة -نفسها- . 4- أنّ المرآة صافيةٌ ناصعةٌ : كصفاء قلب المؤمن في إخلاصِه لنصيحة أخيه وحبّ الخير له . وكذلك مَن اجتمع فيه خلائقُ الإيمان ، وتكاملت عنده آدابُ الإسلام ، ثم تجوهر باطنُه عن أخلاق النفس : ترقّى قلبُه إلى ذروة الإحسان ، فيصيرُ لصفائه كالمرآة : إذا نظر إليه المؤمنون رأَوْا قبائحَ أحوالهم في صفاء حاله ، وسوءَ آدابهم في حُسن شمائلِه . 5- كما أنّ المرآة بالِغةُ النعومة في مَلْمَسِها : ومِثلُها : نعومة ذلك الأخ - في تعاملِه ، وكلامه ، ونصيحته- . 6- أنّ المرآة صامتةٌ ؛ تُريك ما في بدنك بصمت : وهكذا المؤمنُ الناصحُ الصادقُ : ينصحك ولا يفضحك ، يُخافتك ويهمس في أُذُنك بخطئك ؛ فلا تسمعه أذنك الأخرى . 7- إذا ابتعدتَ عن المرآة : زالت صورتك : وهكذا المؤمن - إذا غبت عنه - : كتم سرَّك ، ولم يهتك سترَك ، بل تناسى عيبَك ، ولم يقلِّب في قلبِه ذنبَك . 8- المرآة مِن خاصّةِ الإنسان ، ومن مقتنياتِه التي يحتفظ بها : وكذلك الأخ المؤمنُ الصالحُ الناصحُ ؛ مما ينبغي أن يُقتنى ويحتفظ بودِّه وخُلّته . 9- أنّ المرآة مِن أهمّ وسائل الزينة ، بل لا يَكاد يتمُّ التزيُّن إلا بها : وهكذا لا يتمُّ تزيُّنُ المؤمنِ في حياته إلا بأخٍ له ، تتلاقَحُ معه أوصافُهما ، وتتكامَلُ أخلاقُهما . 10- المرآة بالِغةُ الحساسِيّة ؛ فهي تحتاجُ إلى رعايةٍ خاصةٍ لتحتفظَ بنقائها ، وتَسْلَمُ من انكسارها : فكذلك في تعاملِك مع أخيك المؤمنِ ؛ لابد مِن مراعاته ، فلا تأتيه إلا بما تحبُّ أن يأتيَك . 11- أنّك كلَّما نظرتَ إلى المرآة : لا ترى إلا نفسَك ، فلو اجتهدتَ لأن ترى جِرْمَ المرآة : لرأيتَ نفسَك : وكذلك أنت مع أخيك: منشغلٌ بنفسِك ، وإصلاحِ خللِها ، وإكمالِ نقصِها عن تتبُّع إخفاقاتِ أخيك ، وزلّاته ، وسَقَطاتِه . 12-أنّ المرآة لا تُريك إلا الموضعَ الذي تحتاجُه منها ، فلا تتتبّع المواضعَ الأخرى: وهكذا المؤمنُ مع أخيه ؛ يُغْضي عنه ، ولا يَستقصي له ؛ كما قال رَجاءُ بنُ حَيْوَة : ( مَن عاتب إخوانَه على كل شيء : كَثُرَ أعداؤه ) . وقال بشّار بن بُرْد : إِذا كُنتَ في كُلِّ الذُنوبِ مُعاتِباً *** صَديقَكَ لَم تَلْقَ الَّذي لا تُعاتِبُهْ فَعِشْ واحِداً أَو صِلْ أَخاكَ فَإِنَّهُ *** مُفارِقُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجانِبُهْ إِذا أَنتَ لَم تَشرَبْ مِراراً عَلى القَذى *** ظَمِئْتَ وَأَيُّ الناسِ تَصفُو مَشارِبُهْ 13-أنّ المرآة لا تطّلعُ إلا على الظاهرِ ؛ فلا سبيلَ لها إلى الباطنِ :
وهكذا هذا المؤمنُ : يعاملُ أخاه بظاهرِه ، ولا يتكلّفُ الخوضَ في باطنه ، ولا يطعنُ في نيّته ؛ فضلاً عن صدقشه وإيمانِه . ...والله الموفّق -بفضله-وحدّه- إلى كل خير.. فبربّكم: أين نحن من بعض هذه المعاني العاليات الغاليات!؟ |
#2
|
|||
|
|||
الله أكبر ...
جزاك الله خيرا شيخنا على هذه الفوائد النيرة ... وبارك الله في الكاتب , وأحسن إليه ..
__________________
دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ . دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ . دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ . وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ . |
#3
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم شيخنا ...
|
#4
|
|||
|
|||
شرح الشيخ الألباني لحديث ( المؤمن مرآة أخيه ) عن أبى هريرة -رضى الله عنه عن النبى - صلى الله عليه وسلم -قال: "المؤمن مرآة أخيه, المؤمنُ أخو المؤمن يكف عليه ضَيْعَته ويَحُوطُه من ورائه" هذا حديث عظيم سواء في مطلعه أو في التفصيل الآتي بعده، فمعنى المؤمن مرآة أخيه يعني يجب أن تكون علاقة المسلم مع أخيه المسلم بحيث أنه يستعين به على أن يرتقي إلى درجات الكمال إلى أخيه المسلم وكيف ذلك؟ -لأن من طبيعة الإنسان وطبيعة النفس الأمارة بالسوء أنها لاترى عيوبها وإنما ترى عيوب غيرها لسببين: 1-لسوء طويتها. 2-ولو كان صالحا لا يشعر بعيبه . ولذلك يجب أن يرى عيوبه بمرآته وهي أخوه المسلم ، وكيف يكون الأخ المسلم مرآة لأخيه المسلم؟ النـــصــــيــحــــة واقعنا اليوم بدلاً من أن يتخذ بعضنا بعضاً مرآة يكشف فيها عيوبه التى لاسبيل إلى أن يطلع عليها بنفسه. تُصبح هذه الحقيقة معكوسة فإذا أنا نصحتُ أحداً قال:عليك بنفسك. أصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبباً للأحقاد والشحناء هذا من جهة مَن ْنَصَحَ بسبب مرآة أخيه المسلم الذي رأى عيبه فنصحه. ومن جهة أخرى يحدث النقد لا للنصيحة بل للنقد والتجريح وهذا لا يجوز. بدل أن يهرب أحدنا من النصيحة يجب أن يقول كلمة الخليفة الراشد حين خطب الناس فقال مامعناه: "رَحِمَ اللهُ امرأً أهدى لى عيوبى". "المؤمن أخو المؤمن" يعني صاحبه وصديقه. "يكف عليه ضيعته" يحفظ عليه معاشه وماله "ويحوطه من ورائه" أي إذا كان أخوه غائباً يحفظه في غيبته. اقتباس:
* عن أبي المستورد عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ أكل بمسلم أكلة فإن الله يُطعمه مثلها من جهنم ومَنْ كُسي برجلٍ مسلمٍ فإن الله -عزوجل- يكسوه من جهنم ومَنْ قام برجلٍ مسلمٍ مقامَ رياءٍ وسُمْعَة فإن الله يقوم به مقام رياءٍ وسُمعةٍ يومَ القيامة" "مَنْ أكلَ بمسلمٍ أكلة" أى مَنْ تعاطى هذا السبب المحرم ليتوصل إلى هذا الشيء الحقير من حُطام الدنيا فجزاؤه أن اللهَ يُطعمه مثلها من جهنم يوم القيامة. كذلك "مَنْ كُسي برجُلٍ مسلمٍ" حَصَلَ على كسيه بسبب نيله من عرض أخيه المسلم وطعنه فيه فإن الله يكسوه من جهنم. "ومَنْ قام برجلٍ مسلمٍ مقام" يعني يقوم يتكلم بين الناس علناً يشهره بخلاف ما فيه "فإن الله يقوم به مقام رياءٍ وسمعة يوم القيامة" أى يُشَهِر بمثل ما شهَّرَهو بذاك المسلم فيُجازيه على ذلك شراً ويُعذبه عذاباً أليماً. منقول بـــارك الله فـــيـــكـــم شـــــيـــخـــنـــا
__________________
. دائما الشيخ مشهور يردّد ليكن شعارك : " نحن طـــلـــبـــة نـــجـــاة قـــبـــل أن نـــكـــون طـــلـــبـــة عـــلـــم " . |
#5
|
|||
|
|||
لا أملك إلّا أن أقول :
لله درّك وعلى الله أجرك ، ورفع الله قدرك ! وقبّح الله شانئيك وبصّر الله الجاهلينك بالحقّ ! جمّلنا الله وإيّاكم بهذه الشّمائل والأخلاق . |
#6
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا شيخنا الغالي الحبيب
__________________
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : " إذا أصبح العبدُ وأمسى - وليس همُّهُ إلاّ اللهَ وحدَه - تحمَّلَ اللهُ سبحانه حوائجَه كلَّها ، وحَمَلَ عنه كلَّ ما أهمَّهُ ، وفرَّغَ قلبَه لمحبّتِهِ ، ولسانهِ لذكرِهِ ، وجوارحَهُ لطاعتِهِ ، وإنْ أَصبحَ وأَمسى - والدُّنيا همُّهُ - حمَّلَه اللهُ همومَها وغمومَها وأَنكادَها ، ووكلَه إِلى نفسِهِ ، فشغلَ قلبَه عن محبَّتِهِ بمحبّةِ الخلقِ ، ولسانَه عن ذكرِهِ بذكرِهم ، وجوارحَه عن طاعتِهِ بخدمتِهم وأَشغالِهم ، فهو يكدحُ كدحَ الوحشِ في خدمةِ غيرِهِ ، كالكيرِ ينفخُ بطنَه ويعصرُ أَضلاعَه في نفعِ غيرِهِ ! فكلُّ مَنْ أَعرضَ عن عبوديّةِ اللهِ وطاعتِهِ ومحبّتِهِ بُلِيَ بعبوديّةِ المخلوقِ ومحبّتِهِ وخدمتِه ، قال تعالى : { ومنْ يَعْشُ عن ذِكْرِ الرَّحمنِ نُقَيِّضْ له شيطاناً فهو له قرين } [الزخرف :36 ] " فوائد الفوائد ( ص 310 ) |
#7
|
|||
|
|||
إنها لتأملات بليغة
موفق يا شيخنا أيها الإخوة اجعلوها خطبة جمعة ... |
#8
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا شيخنا لقد اشتقنا لكتاباتك، وإطلالتك.
|
#9
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب .
|
#10
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب
__________________
قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله-: " فإن الواجب أن يكون المرءُ معتنيا بأنواع التعاملات حتى يكون إذا تعامل مع الخلق يتعامل معهم على وفق الشرع، وأن لا يكون متعاملا على وفق هواه وعلى وفق ما يريد ، فالتعامل مع الناس بأصنافهم يحتاج إلى علم شرعي" |
|
|