أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
![]() |
![]() |
![]() |
|||||
|
![]() |
38923 | ![]() |
148330 |
#1
|
|||
|
|||
![]() هــــل يُـقـــدّم الحــَــج على الــــزواج ؟؟ الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد : ما أجمل أن تسمو بنا قيمُـــنا الإسلامية، ومبادؤنا الإيمانيـــــة، عندما تتحوّل إلى سلوكيات وقناعات تحرّكُـــــنا من داخل أنفسنا بحزم وعزمٍ نحوَ رضا الرحمن، فتضبط الأمور بحكمة ورَويّـة، وتوزَن بميزان الشارع الحكيم، لا بحظوظ النفس وهواها، لنبلغ بإذن الله - تعالى - درجة الإحسان، مستشعرين قول الله – تبارك وتعالى -: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [سورة النساء: 1]. وقول الله – تعالى - : ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [سورة النور: 32 ــ 33]. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله - تعالى -: [اشتملت هذه الآيات الكريمات على جُمَلٍ من الأحكام المحكمة، والأوامر المُبْرَمة، فقوله - تعالى -: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ} إلى آخر الآية، هذا أمر بالتزويج. وقد ذهب طائفة من العلماء إلى وجوبه على كل من قدر عليه. واحتجوا بظاهر قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء). أخرجاه في الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود - رضي الله عنهما -] انتهى كلام الحافظ - رحمه الله تعالى -. انظر: [تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير رحمه الله – تعالى – 3/ 383]. وقد يجد الرجل الباءَة لكنه يَحارُ ما بين تقديم الزواج على الحج، أم الحج على الزواج للأدلة المتقدمة أعلاه ؟؟. ولكن كثيراً ما يتردّد بين العوام أن الحَـج يقدّم على الزواج وأنه أوْلى. قال فضيلة الشيخ " حسين العوايشة " - حفظه الله تعالى - في الموسوعة الفقهية الميسرة: [إذا احتاج الشخص إلى الزواج وخشيَ العَنَت -؛ فإنه يقدّمه على حِجّـةِ الإسلام التي تجب عليه؛ وإلاّ قدّم الحَجّ عليه ... ثم قال: وسألت شيخنا - رحمه الله -: هل يُـقــــــدّم الزواج على الحج؟. فأجاب: إذا خشيَ العَـنَـتَ قــــدّمَهُ، وإلاّ فلا]. انتهى كلامهما - جزاهما الله خيرا -. وقد ذكر شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى - فوائد طيبة أوردها في التعليق على حديث صحيح في السلسلة الصحيحة : فعن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشَعَ(1) ليالي سار إلى بيت المقدس.(2) (وفي رواية : غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجلٌ قد ملَكَ بُضْعَ (3) امرأةٍ وهو يريد أن يبني بها؛ ولمّا يبْنِ بها (4). ولا أحدٌ قد بنى بنيانًا ولما يرفع سقفها. ولا أحدٌ قد اشترى غنمًا أو خلفاتٍ(5) وهو ينتظر أولادها. فغزا، فدنا من القرية حين صلاة العصر أو قريبا من ذلك، فقال للشمس أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علي شيئا، فحبست عليه حتى فتح الله عليه، فجمعوا ما غنموا فأقبلت النار لتأكله، فأبت أن تطعم. فقال: فيكم غلول، فليبايعني من كل قبيلة رجل، فبايعوه، فلصقت يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فلتبايعني قبيلتك، فبايعته قبيلته، قال: فلصق بيد رجلين أو ثلاثة بيده فقال: فيكم الغلول أنتم غللتم، فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب قال: فوضعوه في المال وهو بالصعيد، فأقبلت النار فأكلته. فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا ذلك بأن الله - تبارك تعالى - رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا). (وفي رواية: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: (إن الله أطعمنا الغنائم رحمة بنا، وتخفيفـًا لما عَلِمَ من ضعفنا) (متفق عليه). انظر: [السلسلة الصحيحة 1/ 393 ــ 402. رقم 202]. قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى -: [هذا حديث صحيح جليل مما حفظه لنا أبو هريرة - رضي الله عنه – وله عنه أربع طرق] . وبعد أن أورد رحمه الله – تعالى- طرق الحديث وأسانيدها والتعليق عليها، ذكر من أقوال العلماء وفوائد الحديث ما يلي: 1. قال المهلّب: [ فيه أن فتن الدنيا تدعو إلى الهلع ومحبة البقاء، لأن من ملك بُضْعَ امرأةٍ ولمْ يَدخل بها، أو دخل بها وكان على قرب من ذلك، فإن قلبه مُتعلقٌ بالرجوع إليها، ويجد الشيطان السبيل إلى شُغل قلبه عما هو عليه، وكذلك غير المرأة من أحوال الدنيا]. 2. قال ابن المنير : [يستفاد منه الرد على العامة في تقديمهم الحج على الزواج، ظناً منهم أن التعفف إنما يتأكد بعد الحج، بل الأوْلى أن يتعفف ثم يحج]. قلت: - والقول لشيخنا الألباني رحمه الله – تعالى -: [وقد رُوِِيَ في موضوع «الحج قبل الزواج أو بعده» حديثان كلاهما عن أبي هريرة – رضي الله عنه – مرفوعاً، ولكنهما موضوعان، كما بينته في «سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة» (رقم 221 – 222) ... ] [انتهى كلامه رحمه الله – تعالى -]. والحديثان الموضوعان هما: 1. (الحج قبل التزوّج) (موضوع). انظر: [سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 1/ 256 رقم 221] . قال شيخنا الألباني في تخريجه لهذا الحديث: [(حديث موضوع) أورده السيوطي في الجامع الصغير من رواية الديلمي في «مُسند الفردوس » عن أبي هريرة - رضي الله عنه - وتعقّبه المناوي بقوله: وفيه غيّاث بن إبراهيم. قال الذهبي: تركوه، وميسرة بن عبد ربه «كذاب مشهور».... فأعجب من السيوطي كيف يورد في «جامعه» أحاديث هؤلاء الكذابين !]. ا هـ. وقد رُوِيَ هذا الحديث عن أبي هريرة بلفظ آخر وهو : 2. (من تزوّجَ قبل أن يحجّ فقد بدأ بمعصية الله) (موضوع) انظر: [سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 1/ 256 رقم 222]. قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى - : [(موضوع) رواه ابن عديّ (2/ 20) عن أحمد بن جمهور القرقاني، حدثنا محمد بن أيوب حدثني أبي عن رجاء بن روح حدثتني ابنة وهب بن منبه عن أبيها عن أبي هريرة مرفوعا. وقال ابن عدي : «وبعض روايات أيوب بن سويد أحاديث لا يتابعه أحد عليها». ومن طريق ابن عدي ذكره ابن الجوزي في « الموضوعات » وقال: محمد بن أيوب «يروي الموضوعات». وأقره السيوطي في «اللآلئ» (2/ 120) وزاد عليه قولُه قلت: وأحمد بن جمهور «متهم بالكذب» ...] ا هـ. رحمهم الله – تعالى - جميعا. وجــــزى الله مشايخــــنا الكــــــرام خير الجزاء، وبارك في جهودهم، ونفع بعلمهم في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . جمع وتقديم: أم عبدالله نجلاء الصالح ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع أي: أن الشمس لم تتأخر عن دورانها وحركتها المعتادة إلا «ليوشع بن نون» وهو فتى موسى الذي سار معه إلى الخضر؛ ثم صار نبيًّا بعد وفاة موسى عليهما الصلاة والسلام. قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى: [وفيه أن الشمس لم تحبس لأحدٍ إلا ليوشع عليه الصلاة والسلام؛ ففيه إشارة إلى ضعف ما يُروى أنه وقع ذلك لغيره ... وجملة القول: أنه لا يصحُّ في حبس الشمس أو ردِّها شيء إلا هذا الحديث الصحيح] ا هـ. انظر: [السلسلة الصحيحة 1/ 202 ــ 203. رقم 202]. (2) ليالي سار إلى بيت المقدس: أي حصلت له معجزة عظيمة عندما ذهب لتحرير بيت المقدس من الجبارين؛ وكان ذلك يوم الجمعة؛ وكادت الشمس أن تغرب؛ فخشي يوشع عليه الصلاة والسلام أن تدخل ليلة السبت ولمّا ينتهِ القتال؛ لأنه لا يحلُّ القتال في شريعتهم يوم السبت؛ فدعا الله تعالى أن يمسك الشمس فلا تغرب حتى يدخلوها؛ فاستجاب الله تعالى له؛ وفي ذلك إخبار بفضيلة يوشع بن نون عليه الصلاة والسلام. وأن الله تعالى بيده الخلق والأمر؛ وهو القادر على تسخير هذا الكون لنصرة دينه وأوليائه؛ لايعجزه شيء في الأرض ولا في السماء سبحانه جلَّ في عُلاه. (3) بُضْع امرأة: قال الحافظ في الفتح: [بضم الموحدة وسكون المعجمة، البُضْع يطلق على الفرج، والتزويج، والجماع، والمعاني الثلاثة لائقة هنــــا، ويطلق أيضا على المَهْر، وعلى الطلاق]. (4) ولمّا يَبْنِ بها: لم يدخل عليها، لكنّ التعبير بـ (لمّا) يُشعر بِتَوَقّــّع ذلك . (5) خَلِفات بكسر اللام: جمع خَلِفَة وهي الحامل من النوق؛ وقد يُطلق على غير النوق.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96]. قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |