حتى الإمام السعدي -رحمه الله- لم يسلم من جهلك يا لزهر!
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فقد خرج علينا لزهر سنيقرة كعادته بتغريدة جديدة، أحدث بها هذه المرة شبهة كبيرة، في حق الإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي –رحمه الله- ، حيث أن ظاهرها يوهم أن الشيخ السعدي يخالف معتقد أهل السنة والجماعة في بعض مسائل الإعتقاد، -كما سيأتي بيانه-، فاضطرب بذلك بعض الشباب السلفي، وفهموا من كلامه أن للشيخ السعدي أخطاء في العقيدة، فأعرضت عنه في بادئ الأمر، لأن الوقت أغلى من أن أضيعه مع أمثاله، ولكن لمّا علمت أن بعض الشباب قد تأثر بهذه الشبهة و ظن بالشيخ السعدي ظن السوء، رأيت أنه من الواجب الشرعي علينا، دفع هذه الشبهة، بيانا للحق، ودفاعا عن عقيدة الشيخ السلفية.
نقل لزهر في تغريدة له قول الإمام السعدي رحمه الله:
[ "الحق" في ذاته وصفاته، فهو واجب الوجود، كامل الصفات والنعوت، وجوده من لوازم ذاته، ولا وجود لشيء من الأشياء إلا به. فهو الذي لم يزل ولا يزال بالجلال والجمال والكمال موصوفا، ولم يزل ولا يزال بالإحسان معروفا.
فقوله حق، وفعله حق، ولقاؤه حق، ورسله حق، وكتبه حق،......"]
ثم علق على كلام الشيخ السعدي بتغريدة أخرى، نقل فيها كلاما لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في لفظ واجب الوجود:"
[قال شيخ الإسلام: وأما الكلام بلفظ " الواجب الوجود " ، و " ممكن الوجود " : فهذا من كلام ابن سينا وأمثاله ، الذين اشتقوه من كلام المتكلمين المعتزلة ونحوهم ، وإلا فكلام سلفهم ، إنما يوجد فيه لفظ العلة والمعلول " انتهى من " الصفدية ".تعليقا على قول الشيخ السعدي.]
فنقل قول شيخ الإسلام الذي بين فيه أن لفظ الواجب الوجود من كلام الفلاسفة، في مقام التعليق على كلام الشيخ السعدي السابق، من غير توضيح ولا تفصيل ، فأوقع كثيرا من الشباب في اضراب كبير ، لأنه من يقرأ هذه التغريدة، -بهذا الشكل-، فإن أول ما يتبادر إلى ذهنه، هو أن الشيخ السعدي، وافق الفلاسفة فيما يعتقدونه في واجب الوجوب، وعليه فالسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا يريد لزهر سنيقرة من وراء هذا التعليق، هل يريد به توضيح هذا اللفظ، أم أنه أراد التنبيه على الخطأ الذي توهّمه من الشيخ السعدي، فإن كانت الأولى، فلا ينبغي له والحالة هذه، الإجمال في مقام التفصيل، وإن كانت الثانية، فيصدق فيه قول الشاعر: يا ناطح الجبل العالي ليوهنه *** أشفق على الرأس لا تُشفق على الجبل
ثم ما عساه أن يقول عن شيخ الإسلام ، الذي استعمل هذا اللفظ كذلك، من باب الإخبار عن الله تعالى، في مواضع كثيرة من كتبه، والتي سيأتي ذكرها لاحقا.
ولست أدري كذلك إن كان لزهر سنيقرة يعلم تفاصيل هذه المسألة عند أهل السنة، أم أنه جاهل بها ليس له في فيها غير الذي نقله، فإن كان يدري فتلك مصيبة، وإن كان لا يدري فالمصيبة أعظم.
وقبل البدء في في تفنيد هذه الشبهة، وتوضيح هذه المسألة، ينبغي التنبيه في هذا المقام على أن لفظ "الواجب الوجود" ليس من أسماء الله الحسنى، لأن الأسماء و الصفات توقيفية، يوقف فيها عند النصوص، وهذا اللفظ لم يرد في كتاب الله ولا سنّة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، إنما أحدثه الفلاسفة والمتكلّمون، و الذي يقابله في اصطلاحهم "ممكن الوجود"، وقد يُستعمل لفظ "الواجب الوجود" بمعنى "القديم" الذي هو في مُقابل "الحادث".
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- :
"وأما الكلام بلفظ الواجب الوجود وممكن الوجود فهذا من كلام ابن سينا وأمثاله الذين اشتقوه من كلام المتكلمين المعتزلة ونحوهم وإلا فكلام سلفهم إنما يوجد فيه لفظ العلة والمعلول"
الصفدية 181/2
ولا يعني هذا أن لفظ "الواجب الوجود" باطل بإطلاق، إذا عُبّر به من باب الإخبار، إذ لا بد من التفصيل، فالفلاسفة حين أطلقوا هذا اللفظ، تكلموا فيه بكلام بعضه حق وبعضه باطل، و أضافوا إليه معاني باطلة، يقول شيخ الإسلام –رحمه الله- بعد كلامه السابق بقليل:
"وابن رشد وأمثاله من الفلاسفة يسلكون طريقة القدماء في هذا الباب فعدل ابن سينا عن ذلك إلى ما استفاده من طرق المتكلمين فسلك طريق تقسيم الوجود إلى الواجب والممكن كما يقسمونه هم إلى القديم والمحدث وتكلم على خصائص واجب الوجود بكلام بعضه حق وبعضه باطل لأن الوجوب الذي دل عليه الدليل إنما هو وجوده بنفسه واستغناؤه عن موجد فحمل هو هذا اللفظ ما لا دليل عليه مثل عدم الصفات وأشياء غير هذه.
وهذا اشتقه من كلام المعتزلة في القديم فلما أثبتوا قديما وأخذوا يجعلون القدم مستلزما لما يدعونه من نفي الصفات جعلوا الوجود الذي ادعاه كالقدم الذي ادعوه وليس في واحد منهما ما يدل على مقصود الطائفتين".
الصفدية 181/2
ويقول رحمه الله:
"ولفظ الواجب فيه إجمال، قد يراد به الموجود بنفسه الذي لا فاعل له، فتدخل فيه - إذا كان ذاتاً موصوفة بالصفات - ذاته وصفاته.
ويراد به القائم بنفسه مع ذلك، فتدخل فيه الذات دون الصفات، ويراد به المبدع للممكنات، فلا تدخل فيه إلا الذات المتصفة بالصفات، ويراد به شيء منفرد، ليس بصفة ولا موصوف."
درء تعارض العقل والنقل 123/8-124
فالفلاسفة يقصدون بواجب الوجود الذي يقر العقل بوجوده الأزلي الذي لا بداية له، لكنهم يضيفون إلى هذا المعنى معاني أخرى باطلة، وحملوا هذا اللفظ ما لا دليل عليه، كنفي الصفات وغير ذلك، كما فعل أسلافهم من المعتزلة في لفظ القديم، لأجل نفي صفات الله عزّ وجلّ، لأنه من جعل الواجب الوجود لا يقبل الاتصاف بصفات الكمال، فقد جعله من جنس الأصنام الجامدة التي عابها الله وعاب عابديها.
وأهل السنة والجماعة إذا أطلقوا هذا اللفظ، يريدون به الإخبار عن حقيقة وجود الله تعالى، فهم يطلقونه من باب الإخبار عنه جلّ في عُلاه، ويقصدون به وجوده الأزلي بنفسه، واستغناؤه عن موجد، إذ لا يُتصور عقلا أن يكون لواجب الوجود موجد أخر، لأنه لو كان كذلك، لاحتاج هذا الموجد إلى موجد أخر وهكذا في تسلسل لا نهاية له، وعليه فلا بد عقلا من الإقرار أن الواجب الوجوب وجوده أزلي لا بداية له، فهو سبحانه الأول الذي ليس قبله شيء، مع إثبات صفاته التي وصف بها نفسه أو رصفه بها نبيه –صلى الله عليه وسلم-.
وكما هو معلوم فإن باب الأخبار أوسع من باب الصفات، وباب الصفات أوسع من باب الأسماء، فيجوز الإخبار عن الله تعالى بما يليق به سبحانه، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"ويفرّق بين دعائه والإخبار عنه فلا يدعى إلّا بالأسماء الحسنى؛ وأمّا الإخبار عنه: فلا يكون باسم سيّئ؛ لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيّئ وإن لم يحكم بحسنه. مثل اسم شيء وذات وموجود؛ إذا أريد به الثّابت وأمّا إذا أريد به".
مجموع الفتاوى 6/ 142.
وقد استعمل شيخ الإسلام هذا اللفظ من باب الإخبار، في مواضع كثيرة من كتبه، سواء في مقام الرد على الفلاسفة والمتكلمين أو في غير ذلك، ومن ذلك قوله رحمه الله:
" ولكن يجب تنزيه كلامه عن كلّ نقص وعيب؛ إذ هو المستحقّ للكمال في ذاته وصفاته وأفعاله. ويمتنع أن يخلو عن صفات الكمال من الحياة والعلم والقدرة والكلام وغير ذلك من صفات الكمال مع أنّه يتّصف بها بعض مخلوقاته فالموصوف الواجب الوجود القديم الأزليّ أحقّ بصفات الكمال من المخلوقات وكلّ كمال ثبت لمخلوق فمن الخالق استفاده والخالق أوهبه إيّاه وأعطاه فواهب الكمال ومعطيه أحقّ به وأولى."
مجموع الفتاوى 192/12
وقال –رحمه الله-:
"فإن الأدلة قامت على أن خالق الممكنات رب واحد لم تقم على نفي صفاته، بل كل من صفاته اللازمة له قديم أزلي، ممتنع عدمه، ليس له فاعل، فإذا عبر عن هذا المعنى بأنه واجب الوجود فهو حق "
درء تعارض العقل والنقل 393/3
وقال كذلك:
"فإن خصائص الرب التي لا يوصف بها غيره كثيرة مثل كونه رب العالمين وانه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير وأنه الحي القيوم القائم بنفسه القديم الواجب الوجود المقيم لكل ما سواه ونحو ذلك من الخصائص التي لا تشركه فيها صفة ولا غيرها فيقال القدم هو من خصائصه هو قدم القائم بنفسه وكذلك وجوبه الذي هو وجوب وجود القائم بنفسه ونحو ذلك".
درء تعارض العقل والنقل 46/5
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- السؤال الآتي:
يا فضيلة الشيخ تعلمون وفقكم الله أن الملاحدة منذ زمن قديم يبثون شبهاتهم حول الإسلام، ويدعون لأفكارهم الفاسدة، ومن تلك الأفكار أن الكون أوجد نفسه، ثم ما زال يتطور حتى كان كما هو عليه الآن، واستدلوا على هذا بالميكروبات والطفيليات التي تتكون في الأشياء المتعفنة من غير أصل لها، فبماذا نرد على هذه الطائفة لدحض حجتهم الزائفة وشبهاتهم الباطلة؟ جزاكم الله خيراً.
فأجاب رحمه الله تعالى:
نرد على هؤلاء بما ذكره الله تعالى في سورة الطور: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُون َ* أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ) . فنسألهم أولاً: هل هم موجودون بعد العدم، أو موجودون في الأزل وإلى الأبد؟ والجواب بلا شك أن يقولوا: نحن موجودون بعد العدم، كما قال الله تعالى: (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) . فإذا قالوا: نحن موجودون بعد العدم، قلنا: من أوجدكم؟ أوجدكم أبوكم أو أمكم أو وجدتم هكذا بلا موجد؟ سيقولون: لم يوجدنا أبونا ولا أمنا؛ لأن الله تعالى يقول: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُون * نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشيءكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ) . إذا قالوا: وجدنا من غير موجد، نقول: هذا مستحيل في العقل؛ لأنه ما من حادث إلا وله محدث، وحينئذٍ يتعين أن يكون حدوثهم بمحدث، وهو الله عز وجل الواجب الوجود........"
فتاوى نور على الدرب للعثيمين 4/2
فعلماء أهل السنة يستعملون هذا اللفظ في باب الأخبار، بالمعنى الذي ذكره شيخ الإسلام –رحمه الله- ، ولا يرون في ذلك بأسا.
فالذي ذكره سنيقرة ليس على إطلاقه، ولهاذا كان ينبغي له، أن يفصل القول في هذه المسألة، ويؤصلها تأصيلا علميا، لا سيما أنها تتعلق بالعقيدة، ولكن كما يقال فاقد الشيء لا يعطيه، فأنا أتحداه أن يعلق مثلا على الواسطية فضلا عن الصفدية أو درء التعارض، ويا ليته سكت، وكفّ لسانه عما لا يحسن، خصوصا في مثل هذه المسائل، ولكن التعالم وحب التصدر يعمي ويصم نسأل الله السلامة والعافية، وكان الأولى له أن يشغل وقته بقراءة وتدبر تفسير الإمام السعدي، بدل أن يضيع وقته بإلقاء الشبه والجهالات، على التويتر أمام عوامّ المسلمين.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله:
" والكلام على هذه الأمور مبسوط في غير هذا الموضع وذكر ما يتعلّق بهذا الباب من الكلام في سائر الصّفات: كالعلم والقدرة والإرادة والسّمع والبصر والكلام في تعدّد الصّفة واتّحادها وقدمها وحدوثها أو قدم النّوع دون الأعيان أو إثبات صفة كلّيّة عموميّة متناولة الأعيان مع تجدّد كلّ معيّن من الأعيان أو غير ذلك ممّا قيل في هذا الباب فإنّ هذه مواضع مشكلة وهي من محارات العقول. ولهذا اضطرب فيها طوائف من أذكياء النّاس ونظّارهم واللّه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم "
مجموع الفتاوى 161/12
وبما أنه نقل كلام الشيخ السعدي من تفسيره، "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان"، فأذكّره بتفسيره، لقوله تعالى:
{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} .
هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق. وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم، أهلِ الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها. فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك. وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته، لم يذيعوه، ولهذا قال: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} أي: يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة.
وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولَّى مَنْ هو أهل لذلك ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ. وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه، هل هو مصلحة، فيُقْدِم عليه الإنسان؟ أم لافيحجم عنه؟
ثم قال تعالى: {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} أي: في توفيقكم وتأديبكم، وتعليمكم ما لم تكونوا تعلمون، {لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} لأن الإنسان بطبعه ظالم جاهل، فلا تأمره نفسه إلا بالشر. فإذا لجأ إلى ربه واعتصم به واجتهد في ذلك، لطف به ربه ووفقه لكل خير، وعصمه من الشيطان الرجيم.
__________________
{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10]
|