أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
116292 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-11-2017, 06:24 PM
أحمد يوسفي أحمد يوسفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 116
افتراضي نصائح لغلاة التجريح من تقريرات المعلمي

نصائح لغلاة التجريح من تقريرات المعلمي

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

هذه مقتطفات من بعض ما قرره العلامة:" المعلمي" رحمه الله في كتابه:( التنكيل) من قواعد مضية، وتأصيلات بهية: نسوقها بتصرف يسير لغلاة الجرح والتجريح الذين بغوا على أعلام السلفية ودعاتها وأتباعها: ممن لم ينح نحوهم، وينهج سبيلهم، فأصابوا بفعلهم السلفية في مقتل حين كانوا سببا في تفرق دعاتها، وتنازع أتباعها، وأخلوا – أو كادوا- بصنيعهم ساحة الدعوة لفرق الضلالة التي نشطت لنشر ضلالاتها منتهزة:" الفتنة التي دبت بين السلفيين بسب غلو الغالين!!؟"، والله المستعان.
إننا ندعو كل من زلت به قدمه، فغلا في الجرح والتجريح، وجعل ذلك منهجا له يطعن به إخوانه السلفيين بغير حق: أن يقرأ بتمعن وتجرد وإنصاف هذه النصائح الدرر، وأن يصدق مع نفسه عند عرض حاله وأقواله وأفعاله على ما قرأه، فإن وجد بأنه مقصود بهذه النصائح كلها أو بعضها، فليبادر إلى تصحيح المسار قبل أن يعرض للحساب بين يدي الواحد القهار، فالموت يأتي بغتة!!؟، وإلى المقصود:

قال العلامة:" المعلمي" رحمه الله:
1)"... فتخلص أن حكمة الحق في الخلق: اقتضت أن تكون هناك بينات وشبهات، وأن لا تكون البينات قاهرة، ولا الشبهات غالبة، فمن جرى مع فطرته من حب الحق، ورباها ونماها وآثر مقتضاها، تفقد مسالك الهوى إلى نفسه، فاحترس منها: لم تزل تتجلى له البينات، وتتضاءل عنده الشبهات، حتى يتجلى له الحق يقيناً فيما يطلب فيه اليقين، ورجحاناً فيما يكفي فيه الرجحان، وبذلك يثبت له الهدى ويستحق الفوز، و الحمد والكمال على ما يليق بالمخلوق، ومن اتبع الهوى وآثر الحياة الدنيا، تبرقعت دونه البينات، واستهوته الشبهات، فذهبت به:( إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم)".

2)"... لا ريب أن الإنسان ينشأ على دينه واعتقاد ومذهب وآراء يتلقاها من مربيه ومعلمه، ويتبع فيها أسلافه وأشياخه الذين تمتلئ مسامعه بإطرائهم، وتأكيد أن الحق ما هم عليه، وبذم مخالفيهم وثلبهم، وتأكيد أنهم على الضلالة، فيمتلئ قلبه بتعظيم أسلافه وبغض مخالفيهم، فيكون رأيه و هواه متعاضدين على اتباع أسلافه ومخالفة مخالفيهم، ويتأكد ذلك بأنه يرى أنه إن خالف ما نشأ عليه: رماه أهله وأصحابه بالكفر والضلال، و هجروه و آذوه وضيقوا عليه عيشته...".

3)"... فمن استجاب لتلك الدعوة إلى النظر الفطري الشرعي مخلصاً من شوائب الهوى، فإن كان النظر سابقاً على حق، فإنه يتبين له بهذا النظر: أنه حق فيلزمه، وقد صفا له وخلص، ونجا من اتباع الهوى، وصفت له الطمأنينة".

4)"... وما عداه قضايا اجتهادية: يكفي فيها بذل الوسع لتعرف الراجح أو الأرجح أو الأحوط، فيؤخذ به، و إنما يجئ البلاء فيها من أوجه:
الأول: التقصير في بذل الوسع.
الثاني: التمسك بما ليس من الحق.
الثالث: الاعتداد بترجيح النفس الذي يكون منشؤه الهوى.
الرابع: عدم الرجوع عما يتبين أن غيره أولى بالحق منه.
الخامس: معاداة المخالف مع احتمال أنه هو المصيب، وظهور أنه كان مخطئاً، فهو معذور، فمن شأن تلك الاستجابة لتلك الدعوة: أن تدفع هذه المفاسد ".

5)"... هذه أمور ينبغي للإنسان أن يقدم التفكير فيها، ويجعلها نصب عينيه:
أن يفكر في شرف الحق وضعة الباطل، وذلك بأن يفكر في عظمة الله عزو جل، وأنه رب العالمين، و أنه سبحانه يحب الحق ويكره الباطل، وأن من اتبع الحق: استحق رضوان رب العالمين، فكان سبحانه وليه في الدنيا و الآخرة، بأن يختار له كل ما يعلمه خيراً له وأفضل و أنفع وأكمل وأشرف و أرفع حتى يتوفاه راضياً مرضياً، فيرفعه إليه ويقربه لديه، ويحله في جوار ربه مكرماً منعماً في النعيم المقيم، والشرف الخالد الذي لا تبلغ الأوهام عظمته، و أن من أخلد إلى الباطل استحق سخط رب العالمين وغضبه و عقابه، فإن آتاه شيئاً من نعيم الدنيا، فإنما ذلك لهوانه عليه، ليزيده بعداً عنه، و ليضاعف له عذاب الآخرة الأليم الخالد الذي لا تبلغ الأوهام شدته".

6)"... أن يفكر في نسبة نعيم الدنيا إلى رضوان رب العالمين ونعيم الآخرة، و نسبة بؤس الدنيا إلى سخط رب العالمين وعذاب الآخرة، و يتدبر قول الله عز و جل:[ وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ. أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ . وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ . وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ . وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ]، و يفهم من ذلك: أنه لولا أن يكون الناس امة واحدة، لابتلى الله المؤمنين بما لم تجر به العادة من شدة الفقر والضر والخوف والحزن و غير ذلك، وحسبك أن الله عز وجل ابتلى أنبيائه وأصفيائه بأنواع البلاء.
و في ( الصحيحين ) من حديث كعب بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:" مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيؤها الرياح تصرعها مرة وتعدلها أخرى حتى يأتي أجله، و مثل المنافق كمثل الأرزة المجذية التي لا يصيبها شئ حتى يكون انجعافها مرة واحدة".
المقصود من الحديث: تهذيب المسلمين، فيأنس المؤمن بالمتاعب و المصائب، و يتلقاها بالرضا والصبر والاحتساب، راجياً أن تكون له عند ربه عز وجل، و لا يتمنى خالصاً من قلبه النعم، ولا يحسد أهلها، و لا يسكن إلى السلامة والنعم، ولا يركن إليها، بل يتلقاها بخوف وحذر وخشية أن تكون إنما هيئت له لاختلال إيمانه، فترغب نفسه إلى تصريفها في سبيل الله عز و جل، فلا يخلد إلى الراحة ولا يبخل، و لا يعجب بما أوتيه ولا يستكبر ولا يغتر...".

7)"... أن يفكر في حاله مع الهوى:
إفرض أنك قرأت آية، فلاح لك منها موافقة قول لإمامك، وقرأت أخرى، فلاح لك منها مخالفة قول آخر له، أيكون نظرك إليها سواء، لا تبالي أن يتبين منها بعد التدبر: صحة ما لاح لك أوعدم صحته!!؟.
أفرض أنك وقفت على حديثين، لا تعرف صحتهما ولا ضعفهما: أحدهما يوافق قولاً لإمامك والآخر يخالفه، أيكون نظرك فيها سواء، لا تبالي أن يصح سند كل منهما أو يضعف!!؟.
إفرض انك نظرت في مسألة قال فيها إمامك قولاً وخالفه غيره، ألا يكون لك هوى في ترجيح أحد القولين، بل تريد أن تنظر لتعرف الراجح منها، فتبين رجحانه...!!؟.
وبالجملة، فمسالك الهوى أكثر من أن تحصى، وقد جربت نفسي أنني ربما أنظر في القضية زاعماً أنه لا هوى لي، فيلوح لي فيها معنى، فأقرره تقريراً يعجبني، ثم يلوح لي ما يخدش في ذاك المعنى، فأجدني أتبرم بذاك الخادش، وتنازعني نفسي إلى تكلف الجواب عنه وغض النظر عن مناقشة ذاك الجواب، و إنما هذا لأني لما قررت ذاك المعنى أولاً تقريراً أعجبني: صرت أهوى صحته، هذا مع أنه لا يعلم بذلك أحد من الناس، فكيف إذا كنت قد أذعته في الناس، ثم لاح لي الخدش!!؟، فكيف لو لم يلح لي الخدش، ولكن رجلاً آخر أعترض علي به!!؟، فكيف كان المعترض ممن أكرهه!!؟.
هذا و لم يكلف العالم بأن لا يكون له هوى ؟ فإن هذا خارج عن الوسع، و إنما الواجب على العالم أن يفتش نفسه عن هواها حتى يعرفه، ثم يحترز منه، ويمعن النظر في الحق من حيث هو حق، فإن بان له أنه مخالف لهواه: آثر الحق على هواه.
والعالم قد يقصر في الاحتراس من هواه، ويسامح نفسه فتميل إلى الباطل فينصره، وهو يتوهم أنه لم يخرج من الحق و لم يعاده، و هذا لا يكاد ينجو منه إلا المعصوم، وإنما يتفاوت العلماء، فمنهم من يكثر الاسترسال مع هواه و يفحش، حتى يقطع من لا يعرف طباع الناس ومقدار تأثير الهوى بأنه متعمد، و منهم من يقل ذلك منه ويخف، و من تتبع كتب المؤلفين الذين لم يسندوا اجتهادهم إلى الكتاب والسنة رأساً رأى فيها العجب العجاب، و لكنه لا يتبين له إلا في المواضع التي لا يكون له فيها هوى، أو يكون هواه مخالفاً لما في تلك الكتب، على أنه استرسل مع هواه زعم أن موافقيه براء من الهوى، و أن مخالفيه كلهم متبعون للهوى".

8)"... أن يستحضر أنه على فرض أن يكون فيما نشأ فيه باطل، لا يخلو عن أن يكون قد سلف منه تقصير أو لا، فعلى الأول: إن استمر على ذلك: كان مستمراً على النقص ومصراً عليه ومزداداً منه، وذلك هو نقص الأبد و هلاكه، وإن نظر فتبين له الحق، فرجع إليه حاز الكمال، وذهبت عنه معرة النقص السابق، فإن التوبة تجب ما قبلها، و التائب من الذنب كمن لا ذنب له، و قد قال الله تعالى:[ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّأبينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ]، وفي الحديث:((كل بني آدم خطاء و خير الخطائين التوابون)).
و أما الثاني، وهو: أن لا يكون قد سبق منه تقصير، فلا يلزمه بما تقدم منه نقص يعاب به البتة، بل المدار على حاله بعد أن ينبه، فإن تدبر وتنبه وعرف الحق فإتبعه، فقد فاز، و كذلك إن اشتبه عليه الأمر، فاحتاط ، وإن أعرض ونفر، فذلك هو الهلاك".

9)"... أن يستحضر أن الذي يهمه ويسأل عنه هو: حاله في نفسه، فلا يضره عند الله تعالى، ولا عند أهل العلم والدين والعقل: أن يكون معلمه أو مربيه أو أسلافه أو أشياخه على نقص، والأنبياء عليهم الصلاة والسلام: لم يسلموا من هذا، وأفضل هذه الأمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم ورضي عنهم: كان آباؤهم وأسلافهم مشركين.
هذا مع احتمال أن يكون أسلافك معذورين: إذا لم ينبهوا ولم تقم عليهم الحجة.
وعلى فرض أن أسلافك كانوا على خطأ يؤاخذون به، فاتباعك لهم وتعصبك: لا ينفعهم شياً، بل يضرهم ضرراً شديداً، فإنه يلحقهم مثل إثمك ومثل إثم من يتبعك من أولادك و أتباعك إلى يوم القيامة، كما يلحقك مع إثمك: مثل إثم من يتبعك إلى يوم القيامة ، أفلا ترى أن رجوعك إلى الحق هو خير لأسلافك على كل حال!!؟".

10)"... أن يتدبر ما يرجى لمؤثر الحق من رضوان رب العالمين، و حسن عنايته في الدنيا، والفوز العظيم الدائم في الآخرة، و ما يستحقه متبع الهوى من سخطه عز وجل والمقت في الدنيا، والعذاب الأليم الخالد في الآخرة، وهل يرضى عاقل لنفسه أن يشتري لذة إتباع هواه بفوات حسن عناية رب العالمين، وحرمان رضوانه، والقرب منه والزلفى عنده، والنعيم العظيم في جواره، وباستحقاق مقته وسخطه وغضبه وعذابه الأليم الخالد!!؟.
لا ينبغي أن يقع هذا حتى من أقل الناس عقلاً، سواء أكان مؤمناً موقناً بهذه النتيجة، أم ظاناً لها، أم شاكاً فيها، أم ظاناً لعدمها، فإن هاذين يحتاطان، و كما أن ذلك الإشتراء متحقق ممن يعرف أنه متبع هواه، فكذلك من يسامح نفسه، فلا يناقشها ولا يحتاط".

11)"...أن يأخذ نفسه بخلاف هواها فيما يتبين له، فلا يسامحها في ترك واجب أو ما يقرب منه، و لا في ارتكاب معصية أو ما يقرب منها، و لا في هجوم على مشتبه، و يروضها على التثبت والخضوع للحق، و يشدد عليها في ذلك حتى يصبر الخضوع للحق ومخالفة الهوى: عادة له".

12)"... أن يأخذ نفسه بالاحتياط في ما يخالف ما نشأ عليه، فإذا كان فيما نشأ عليه أشياء يرى أنه لا بأس بها، أو أنها مستحبة، و علم أن من أهل العلم من يقول إنها شرك أو بدعة أو حرام، فيأخذ نفسه بتركها حتى يتبين له بالحجج الواضحة صحة ما نشأ عليه، وهكذا ينبغي له أن ينصح غيره ممن هو في مثل حاله، فإن وجد نفسه تأبى ذلك، فليعلم أن الهوى مستحوذ عليها ، فليجاهدها".

13)"...أن يسعى في التمييز بين معدن الحجج ومعدن الشبهات، فإنه إذا تم له ذلك: هان عليه الخطب، فإنه لا يأتيه من معدن الحق إلا الحق: إن كان راغباً في الحق قانعاً به إلى الإعراض عن شيء جاء من معدن الحق، و لا إلى أن يتعرض لشيء جاء من معدن الشبهات، لكن أهل الأهواء قد حاولوا التشبيه و التمويه، فالواجب على الراغب في الحق أن لا بنظر إلى ما يجيئه من معدن الحق من وراء زجاجاتهم الملونة، بل ينظر إليه كما كان ينظر إليه أهل الحق، و الله الموفق".
انتهى المقصود من تقريرات العلامة: المعلمي رحمه الله.

وختاما:
نسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى: أن يؤلف بين قلوب كل السلفيين، وأن يجمع كلمتهم على الحق المبين، والحمد لله رب العالمين.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.