سئل الشيخ : هناك من يقول أو يتهم الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى - بالإرجاء؟
الجواب : شيخنا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني شيخ السنة وإمام أهل الحديث ، وقِرْنٌ وأخ لمشايخنا : الشيخ ابن باز – رحمه الله - ، الشيخ العثمين – رحمه الله – ، كلهم قد خدموا السنة ، وقدموا الكثير ، والـ ( كلمة غير واضحةولعلها الخير ) الكثير في خدمة المنهج الحق ، والسنة النبوية ؛ فهذا القول = افتراء؛ نتج عن إجمالات في مسألة عند الشيخ ؛ عندما يقول : إن العمل في الإيمان شرط كمال، ونحن لا نقر الشيخ على الكلمة ، نحن نقول ما قاله السلف : العمل من الإيمان ،والإيمان قول وعمل ، ومن أخرج العمل من الإيمان بالكلية فهو مرجئ ملحد .
وربما جرأ البعض رأيُه في حكم تارك الصلاة تهاونا ، ونحن وإن كنا نخالفه في هذا ؛ فنعتقد أن تارك الصلاة – تهاونا – يكفر ، ويخرج من دين الإسلام ،لكن هذه المسألة للشيخ فيها سلف أم لا ؟
من هم ؟
مثل من؟
مالك ، والشافعي ، وأبو حنيفة ، ورواية عن أحمد كلهم يرون هذا الرأي ؛فإذا قلنا : إن الألباني مرجئ في هذه المسألة = لابد أن نقول ذلك - أيضا - عمن؟
عن مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة .
والحق أن هذا ليس من الإرجاء في شيء ؛ هذا اختلاف في هذه المسألة – قديما وحديثا – اختلاف في مسألة تارك الصلاة – تهاونا - .
في الحقيقة نحن ما ضاءلة علمنا مع من يقول : إن تارك الصلاة ماذا ؟
يكفر ، ولا شك ،بل لا أكاد أشك في كفره ، من ترك الصلاة ولو تهاونا كفر ، لكن هل إذا اقتنعت بهذا الرأي ألزم العلماء الربانين القدامى ومن السلف الصالح بأن من خالفني في هذا الرأي يكون مرجئا ؟
لا ؛ هذا لا يجوز ؛ لكن المسألة تزعمها بعض شذاذ الآفاق من الجهلة، وبعض الحداديين ، بدأ بها محمود الحداد ، وسلكها بعض الناس من بعده ؛ ونقول لهؤلاء قول النبي – صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن الله : من عادى لي وليا فقدآذنته بالحرب .
والله يا إخوتاه ! في السنة التي حمل فيها بعض الشذاذ على الشيخ ناصر ؛ بعدها بأسابيع قليلة رشحته الدولة - وفقها الله – لجائزة الملك فصيل في خدمة السنة ؛ فأخذها وهو أهل لها – رحمه الله رحمة واسعة - ؛فالمسؤولون – وفقهم الله – يعرفون أنه عالم من كبار علماء المسلمين ، ولا يسمعون إلى نعيق زيد ، أو عمرو ممن يصفونه بالإرجاء .
وكم من عائب قولاصحيحا //// وآفته من الفهم السقيم
والقائلون بهذا لا يخرجون عن ثلاثة أصناف :
إما جاهل إمعة كالببغاوات يقلد الناس فيما يقولون .
وإما مريض في قلبه مرض على أهل العقيدة ؛ فيريد أن يسقط علماءهم .
وإما أنه صاحب مصلحة وهوى ؛ يريد أن يتوصل بهذا إلى التزلف ،ويستغل بعض الأمور ؛ ليركب مطية الشيطان هذه .
المرجع : شرح كتاب ( فضل علم السلف على علم الخلف ) ( الشرح الثاني – دروة ابن رجب – ينبع ) للشيخ صالح السحيمي – حفظه الله - عند (23:31) من الوجه الثاني من الشريط الثالث .
سؤال :يقول السائل : فضيلة الشيخ أحسن الله إليك هناك من يرمي محدث العصر الإمام الألباني - رحمه الله تعالى - بالإرجاء . نرجو التعليق
الجواب : (إي نعم . يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله جل وعلا من حديث أبي هريرة الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه : ( من عادى لي و ليا فقد آذنته بالحرب ) و معاداة أهل العلم و رميهم بما ليس فيهم و اتهامهم بما هم منه برآء من عادات المنافقين ، فقد قال رجل - بل لم يكن منافقا و إنما اعتبر منافقا بعد ذلك إلى أن رجع - : ( ما رأينامثل قرائنا هؤلاء أكبر بطونا و لا أكذب ألسنا و لا أجبن عند اللقاء ) فنزلت الآية :{ ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } [التوبة65/66] و يقال إن هذا الرجل رجع بعد ذلك ، لكن في البداية لم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم عذره ، و قد تقدم لنا أن من نواقض الإسلام ؛ بغض شيء من أمور الدين أو بغض مَن يمثل ذلك من أجل ذلك ،و تهمة شيخنا الشيخ الألباني - رحمه الله - بالإرجاء جريمة كبرى وخطأ فادح و زلل فاضح بل هو ممن يرد على الإرجاء، و هذا الخلل دخل على أولئك من وجهين :
- الوجه الأول :هناك إطلاق عند شيخنا الشيخ ناصر و هو مسبوق إليه ، لكن نرى أنه خطأ ،و هو إطلاقه بأن الكفر العملي لايخرج من الدين . و هذا خطأ من الشيخ يخالف منهجه هو نفسه عند التطبيق ؛ خطأ لفظي ،و أيضا قوله إن الأعمال شرط كمال في الإيمان ، بينما نراه في تعليقه على الطحاوية وغيرها يقرر أن العمل من الإيمان و هذا ضد مذهب المرجئة ، حتى مرجئة الفقهاء . و نحن و إن كنا لا نوافقه - رحمه الله - على مثل هذه العبارة أن العمل شرط كمال )، لأن من ترك العمل بالكلية و لم يعمل عملا مطلقا ، فلا شك في كفره إجماعا . و إن أدق عبارة ينبغي أن تقال هي عبارات السلف ؛ كما قال الإمام البخاري أدركت ألفا من العلماء يقولون :الإيمان قول و عمل) هذه أدق عبارة ، أما أن نمتحن الناس بكلمة : هل هو شرط صحة أو شرط كمال ؟فهذا امتحان ما أنزل الله به من سلطان، لأن من أطلق قوله شرط كمال ) قد ينفذ من خلال قوله المرجئةُ ، و إن لم يقل هو بذلك -أي بقول المرجئة - لكن المرجئة قد يستغلون قوله فيمتطونه . و من اقتصر على القول بأنه (شرط صحة ) قد ينفذ من خلال قوله الخوارجُ و المعتزلةُ ،لأنه تقدم لنا في أول الدرس أن العمل منه ما يَبطُلُ الإيمانُ بتركه بالكلية كترك الشهادتين وترك الصلاة في أصح قولي أهل العلم ،و منهما يَنقُصُ به الإيمانُ الواجبُ و منه ما يَنقُصُ به الإيمانُ المستحبُّ و هذا تقدم بيانه .أما الخوارج فإنهم يقولون الإيمان كلٌّ لا يتجزأ ، إذا ذهب جزؤه ذهب كلُّه ) و أهل السنة يفصلون التفصيل الذي ذكرته لكم من بيان أنواع الأعمال التي قد يكفر بها المرء و قد لا يكفر بها ، و البعض منها إنما هو نقصٌ في الإيمان المستحب ،لكن أقول إن المتتبع لمعتقد الشيخ ناصر - رحمه الله - و إن كان أطلق هذه الكلمة ، فإنه عند التطبيق لا يريد مدلولها الذي قد يتبادر إلى الذهن ، ولذلك يجب التورع عن رميه بالإرجاء ،بل إنه قد ظهرت زمرة الآن و فئة ممن يفتون بغير علم ؛إذا لم تقل إن العمل شرط صحة ربما كفروك أو وصفوك بالإرجاء ،و نحن نقول إن أدق العبارات هي عبارات السلف : ( العمل من الإيمان ) أو (الإيمان قول وعمل ) بدلا من أن نمتحن الناس بألفاظ قد ترد عليها إلزامات ؛ إما أن ترد عليها من قِبَلِ الخوارج وإما أن ترد عليها من قِبَلِ المرجئة . فالتقيد بألفاظ السلف فيه خير كبير .
- المسألة الثانية : التي ربما البعض يأخذها على الشيخ عدم تكفيره لتارك الصلاة ) و هذه المسألة هو مسبوق إليها ،فمن ترك الصلاة تهاونا - في الحقيقة أنا أعتقد أن النصوص الشرعية واضحة في كفر تارك الصلاة و لو تهاونا -و مع هذا كله فقد قال بعض الأئمة الجهابذة مثل مالك و الشافعي وأبي حنيفة و رواية عند أحمد أن تارك الصلاة تهاونا لا يكفر ، بل هو عاص من العصاة، و الشيخ وافقهم في هذا ، فإذا قلنا إنه مرجيء بناء على هذه المسألة فيلزمنا القول بأن مالكا و الشافعي و أبا حنيفة وأحمد في إحدى روايتيه كلهم يعتبرون مرجئة .و هذا لم يقل به أحد من أهل العلم ،و إن كنا نرجح خلاف هذا الأمر المنسوبة إلى الجمهور ،والذي يبدو أن تارك الصلاة يكفر مطلقا ، و النصوص في هذا واضحة .
فإذن نقول لهولاء ( من عادى لي و ليا فقد آذنته بالحرب ) و نقول لهم ما قاله ابن عساكر : (لحوم العلماء مسمومة و سنة الله في منتقصهم معلومة ).لا شك أن الشيخ الألباني وغيره عنده بعض الزلات و بعض الهفوات ،لكن فرقٌ بين أن يكون الشخص مرتكسا بالبدع يؤصل لها و يقيم دينه عليها و بين من تَصدُر منه زلة أو هفوة لعل الله أن يغمرها في خِضَمِّ ما قدم من خدمة للسنة، و كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، انتبهوا لخطورة هذا الأمر و لا تفتتنوا بزبالات الإنترنت ،فلان مرجئ ، فلان كذا ، فلان كذا ...الهذيان الذي يردد خصوصا عبرموقع يسمى -الموقع الأثري-و هوالموقع الذي هو ضد الأثر و ضد أهل الأثر ؛يعني و العياذ بالله يتكلمون بأسماء مستعارة في ذم أهل العلم و ذم طلبة العلم و القائم عليها أحد الأطفال الصغار في بعض البلاد ،فاحذروا من هذه المواقع فإنها جد خطيرة)إهـ
من شرح نواقض الإسلام الشريط 1 الساعة1 الدقيقة9 الثانية 30
|