أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
68660 89571

العودة   {منتديات كل السلفيين} > ركن الإمام المحدث الألباني -رحمه الله- > الدفاع والذب عن الإمام الألباني -رحمه الله-

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 01-16-2012, 06:35 AM
علي السحابي علي السحابي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: العراق / بغداد / الطارمية
المشاركات: 788
افتراضي

باب/ مناداة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لسارية إلهام لا اطلاع

على الغيب

عن عبد الرحمن السراج عن نافع؛ أن عمر بعث سرية فاستعمل عليهم

رجلاً يقال له سارية، فبينما عمر يخطب يوم الجمعة، فقال:

( يا سارية الجبل، يا سارية الجبل ).

فوجدوا سارية قد أغار إلى الجبل في تلك الساعة يوم الجمعة، وبينهما

مسيرة شهر.صحيح. الصحيحة برقم ( 1110 ).

*( فائدة) .

ومما لا شك فيه، أن النداء المذكور إنما كان إلهاما من الله - تعالى –

لعمر، وليس ذلك بغريب عنه، فأنه " محدث " كما ثبت عن النبي صلى

الله عليه وسلم، ولكن ليس فيه أن عمر كشف له حال الجيش، وأنه رآهم

رأي العين، فاستدلال بعض المتصوفة بذلك على ما يزعمونه من الكشف

للأولياء، وعلى إمكان اطلاعهم على ما في القلوب من أبطل الباطل، كيف

لا وذلك من صفات رب العالمين، المنفرد بعلم الغيب والاطلاع على ما في

الصدور. وليت شعري كيف يزعم هؤلاء ذلك الزعم الباطل والله - عز

وجل - يقول في كتابه: ( عالم الغيب، فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من

ارتضى من رسول ). فهل يعتقدون أن أولئك الأولياء رسل من رسل الله

حتى يصح أن يقال إنهم يطلعون على الغيب بإطلاع الله إياهم !! سبحانك

هذا بهتان عظيم .على أنه لو صح تسمية ما وقع لعمر - رضي الله عنه -
كشفا، فهو من الأمور الخارقة للعادة، التي قد تقع من الكافر أيضا، فليس

مجرد صدور مثله بالذي يدل على إيمان الذي صدر منه فضلا على أنه يدل

على ولايته، ولذلك يقول العلماء إن الخارق للعادة إن صدر من مسلم فهو

كرامة، وإلا فهو استدراج، ويضربون على هذا مثلاً الخوارق التي تقع

على يد الدجال الأكبر في آخر الزمان كقوله للسماء: أمطري، فتمطر،

وللأرض: أنبتي نباتك فتنبت، وغير ذلك مما جاءت به الأحاديث

الصحيحة. ومن الأمثلة الحديثة على ذلك ما قرأته اليوم من عدد

( أغسطس ) من السنة السادسة من مجلة " المختار " تحت عنوان: "

هذا العالم المملوء بالألغاز وراء الحواس الخمس " ص 23 قصة " فتاة

شابة ذهبت إلى جنوب أفريقيا للزواج من خطيبها، وبعد معارك مريرة

معه فسخت خطبتها بعد ثلاثة أسابيع، وأخذت الفتاة تذرع غرفتها في

اضطراب، وهي تصيح في أعماقها بلا انقطاع : " أواه يا أماه ... ماذا

أفعل ؟ " ولكنها قررت ألا تزعج أمها بذكر ما حدث لها ؟ وبعد أربعة

أسابيع تلقت منها رسالة جاء فيها: " ماذا حدث؟ لقد كنت أهبط السلم

عندما سمعتك تصيحين قائلة: " أواه يا أماه ... ماذا أفعل ؟ " . وكان

تاريخ الرسالة متفقاً مع تاريخ اليوم الذي كانت تصيح فيه من أعماقها".

وفي المقال المشار إليه أمثلة أخرى مما يدخل تحت ما يسمونه اليوم بـ "

التخاطر" و"الاستشفاف " ويعرف باسم " البصيرة الثانية " اكتفينا

بالذي أوردناه؛ لأنها أقرب الأمثال مشابهة لقصة عمر - رضي الله عنه -

، التي طالما سمعت من ينكرها من المسلمين لظنه أنها مما لا يعقل ! أو

أنها تتضمن نسبة العلم بالغيب إلى عمر، بينما نجد غير هؤلاء ممن

أشرنا إليهم من المتصوفة يستغلونها لإثبات إمكان اطلاع الأولياء على

الغيب، والكل مخطئ . فالقصة صحيحة ثابتة وهي كرامة أكرم الله بها

عمر، حيث أنقذ به جيش المسلمين من الأسر أو الفتك به، ولكن ليس

فيها ما زعمه المتصوفة من الاطلاع على الغيب، وإنما هو من باب الإلهام

( في عرف الشرع ) أو ( التخاطر ) في عرف العصر الحاضر، الذي ليس

معصوماً، فقد يصيب، كما في هذه الحادثة، وقد يخطئ كما هو الغالب على

البشر، ولذلك كان لابد لكل ولي من التقيد بالشرع في كل ما يصدر منه

من قول أو فعل خشية الوقوع في المخالفة، فيخرج بذلك عن الولاية التي

وصفها الله - تعالى - بوصف جامع شامل فقال: ( ألا إن أولياء الله لا

خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون ) . ولقد أحسن

من قال: إذا رأيت شخصا قد يطير .. وفوق ماء البحر قد يسير
ولم يقف على حدود الشرع .. فإنه مستدرج وبدعي
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 01-20-2012, 06:29 PM
علي السحابي علي السحابي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: العراق / بغداد / الطارمية
المشاركات: 788
افتراضي

باب / لا يقال: ما شاء الله وشئت؟

عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم: ( لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله

ثم شاء فلان ) . صحيح، الصحيحة برقم ( 137 ).

*( فائدة) .

قلت: وفي ( هذا الحديث وغيره ) هذه الأحاديث أن قول الرجل لغيره : "

ما شاء الله وشئت "

(يعد شركاً في الشريعة) يعتبر شركاً في نظر الشارع، وهو من شرك

الألفاظ؛ لأنه يوهم أن مشيئة العبد في درجة مشيئة الرب - سبحانه

وتعالى-، وسببه القرن بين المشيئتين، ومثل ذلك قول بعض العامة

وأشباههم ممن يدعى العلم: " مالي غير الله وأنت "، و" توكلنا على الله

وعليك"، ومثله قول بعض المحاضرين: " باسم الله والوطن " ، أو "

باسم الله والشعب " ونحو ذلك من الألفاظ الشركية التي يجب الانتهاء

عنها والتوبة منها؛ أدبا مع الله - تبارك وتعالى - . ولقد غفل عن هذا

الأدب الكريم كثير من العامة، وغير قليل من الخاصة الذين يبررون النطق

بمثل هذه الشركيات؛ كمناداتهم غير الله في الشدائد، والاستنجاد بالأموات

من الصالحين، والحلف بهم من دون الله - تعالى -، والإقسام بهم على الله

- عز وجل -، فإذا ما أنكر ذلك عليهم عالم بالكتاب والسنة، فإنهم بدل أن

يكونوا معه عونا على إنكار المنكر عادوا بالإنكار عليه، وقالوا: إن نية

أولئك المنادين غير الله طيبة! وإنما الأعمال بالنيات كما جاء في الحديث!

فيجهلون أو يتجاهلون - إرضاء للعامة - أن النية الطيبة إن وجدت عند

المذكورين، فهي لا تجعل العمل السيئ صالحا، وأن معنى الحديث المذكور

إنما الأعمال الصالحة بالنيات الخالصة، لا أن الأعمال المخالفة للشريعة

تنقلب إلى أعمال صالحة مشروعة بسبب اقتران النية الصالحة بها، ذلك

مالا يقوله إلا جاهل أو مغرض! ألا ترى أن رجلا لو صلى تجاه القبر لكان

ذلك منكرا من العمل لمخالفته للأحاديث والآثار الواردة في النهي عن

استقبال القبر بالصلاة، فهل يقول عاقل أن الذي يعود إلى الاستقبال بعد

علمه بنهي الشرع عنه أن نيته طيبة وعمله مشروع ؟ كلا ثم كلا، فكذلك

هؤلاء الذين يستغيثون بغير الله تعالى، وينسونه تعالى في حالة هم أحوج

ما يكونون فيها إلى عونه ومدده، لا يعقل أن تكون نياتهم طيبة، فضلا

عن أن يكون عملهم صالحا، وهم يصرون على هذا المنكر وهم يعلمون .
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 01-22-2012, 10:47 PM
علي السحابي علي السحابي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: العراق / بغداد / الطارمية
المشاركات: 788
افتراضي

باب / هل يقال: فلان خليفة الله؟

( يقتل عند كنزكم ثلاثة؛ كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم

تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم، ثم ذكر

شيئا لا أحفظه، فقال: فإذا رأيتموه؛ فبايعوه، ولو حبوا على الثلج، فإنه

خليفة الله المهدي ).

( وفي رواية: إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان، فأتوها،

ولو حبوا .. إلخ ) .


منكر. الضعيفة برقم (85)

*( فائدة) .

وهذه الزيادة: " خليفة الله"؛ ليس لها طريق ثابت، ولا ما يصلح أن يكون

شاهدا لها، فهي منكرة؛ كما يفيده كلام الذهبي السابق، ومن نكارتها أنه

لا يجوز في الشرع أن يقال: فلان خليفة الله.

لما فيه من إيهام ما لا يليق بالله - تعالى - من النقص والعجز، وقد بين

ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -، فقال في " الفتاوى " (

2 / 461 ):

" وقد ظن بعض القائلين الغالطين كابن عربي، أن الخليفة هو الخليفة

عن الله، مثل نائب الله، والله - تعالى - لا يجوز له خليفة، ولهذا " قالوا

لأبي بكر: يا خليفة الله! فقال: لست بخليفة الله، ولكن خليفة رسول الله

صلى الله عليه وسلم، حسبي ذلك " بل هو - سبحانه - يكون خليفة

لغيره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم أنت الصاحب في السفر،

والخليفة في الأهل، اللهم اصحبنا في سفرنا، واخلفنا في أهلنا ". وذلك

لأن الله حي شهيد مهيمن قيوم رقيب حفيظ غني عن العالمين، ليس له

شريك ولا ظهير، ولا يشفع أحد عنده إلا بإذنه، والخليفة إنما يكون عند

عدم المستخلف؛ بموت، أو غيبة، ويكون لحاجة المستخلف، وسمي

خليفة؛ لأنه خلف عن الغزو وهو قائم خلفه، وكل هذه المعاني منتفية في

حق الله- تعالى -، وهو منزه عنها، فإنه حي قيوم شهيد لا يموت ولا

يغيب... ولا يجوز أن يكون أحد خلفا منه، ولا يقوم مقامه، إنه لا سمي

له، ولا كفء، فمن جعل له خليفة، فهو مشرك به ".
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 01-26-2012, 07:37 AM
علي السحابي علي السحابي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: العراق / بغداد / الطارمية
المشاركات: 788
افتراضي

باب / مرجع الضمير في قوله صلى الله عليه وسلم :

" خلق الله آدم على صورته "


1-عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي: صلى الله عليه

وسلم قال: (خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعا، فلما خلقه؛

قال: اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس، فاستمع

مايحيونك؛ فإنها تحيتك وتحية ذريتك. فقال: السلام عليكم. فقالوا:

السلام عليك ورحمة الله. فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على

صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن ) .

صحيح. الصحيحة برقم ( 449 )

*( فائدة) .

قال الحافظ في " الفتح " :

" وهذه الرواية تُؤيد قول من قال: إن الضمير لآدم، والمعنى: أن الله –

تعالى – أوجد على الهيئة التي خلقه عليها، لم ينقل في النشأة أحوالاً، ولا

تردُد في الأرحام أطواراً كذريته، بل خلقه الله رجلاً كاملاً سوياً من أول ما

نفخ فيه الروح، ثم عقب ذلك بقوله: " طوله ستون ذراعاً " ، فعاد

الضمير أيضا على آدم " .

قلت: وقد فصَّل القول في ذلك ابن حبان عقب الحديث فراجعه؛ فإن مفيد.

وأما حديث: " خلق الله آدم على صورة الرحمن "؛ فهو منكر؛ كما بينته

بتفصيل في " الضعيفة " برقم ( 1175 و 1176 )، ولم يوفق في

تصحيحه مؤلف كتاب " عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة

الرحمن "، وقد كتبت عليه كثيراً من التعليقات، وأخذت عليه بعض

المؤاخذات؛ راجياً من الله التمام.

2-عن أبي هريرةرضي الله عنه – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم

على صورته ) .

صحيح، الصحيحة برقم ( 862 ) .

*( فائدة) .

يرجع الضمير في قوله: "على صورته" إلى آدم - عليه السلام -؛ لأنه

أقرب مذكور؛ ولأنه مصرح به في رواية آخر للبخاري عن أبي هريرة

بلفظ: "خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا" وقد مضى تخريجه

برقم (449 )، وأما حديث : ... على صورة الرحمن " فهو منكر، كما

حققته في الكتاب الآخر (1176 )، مع الرد على من صححه من

المعاصرين كالشيخ التويجري – رحمه الله – وغيره .

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 02-04-2012, 10:08 PM
علي السحابي علي السحابي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: العراق / بغداد / الطارمية
المشاركات: 788
افتراضي

باب / ما أول مخلوق؟

1- عن ابن عباس – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه

وسلم قال :( إن أول شيء خلقه الله – تعالى – القلم، وأمره أن يكتب

كل شيء يكون ) .

صحيح. الصحيحة برقم ( 133 ) .


* ( من فوائد الحديث ) :
وفي الحديث إشارة إلى ما يتناقله الناس حتى صار ذلك عقيدة راسخة في

قلوب كثيرة منهم وهو أن النور المحمدي هو أول ما خلق الله تبارك

وتعالى . وليس لذلك أساس من الصحة، وحديث عبد الرزاق غير معروف

إسناده. ولعلنا نفرده بالكلام في "الأحاديث الضعيفة " إن شاء الله تعالى.

وفيه رد على من يقول بأن العرش هو أول مخلوق، ولا نص في ذلك عن

رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يقول به من قاله كابن تيمية و

غيره – استنباطا واجتهادا فالأخذ بهذا الحديث – وفي معناه أحاديث

أخرى - أولى لأنه نص في المسألة، ولا اجتهاد في مورد النص كما هو

معلوم .وتأويله بأن القلم مخلوق بعد العرش باطل، لأنه يصح مثل هذا

التأويل لو كان هناك نص قاطع على أن العرش أول المخلوقات كلها

ومنها القلم، أما ومثل هذا النص مفقود، فلا يجوز هذا التأويل .


وفيه رد أيضا على من يقول بحوادث لا أول لها، وأنه ما من مخلوق، إلا

ومسبوق بمخلوق قبله، وهكذا إلى مالا بداية له، بحيث لا يمكن أن يقال:

هذا أول مخلوق. فالحديث يبطل هذا القول ويعين أن القلم هو أول

مخلوق، فليس قبله قطعا أي مخلوق. ولقد أطال ابن تيمية رحمه الله

الكلام في رده على الفلاسفة محاولا إثبات حوادث لا أول لها، وجاء في

أثناء ذلك بما تحار فيه العقول، ولا تقبله أكثر القلوب، حتى اتهمه

خصومه بأنه يقول بأن المخلوقات قديمة لا أول لها، مع أنه يقول ويصرح

بأن ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم، ولكنه مع ذلك يقول بتسلسل

الحوادث إلى ما لا بداية له. كما يقول هو وغيره بتسلسل الحوادث إلى ما

لا نهاية، فذلك القول منه غير مقبول، بل هو مرفوض بهذا الحديث وكم

كنا نود أن لا يلج ابن تيمية رحمه الله هذا المولج، لأن الكلام فيه شبيه

بالفلسفة و علم الكلام الذي تعلمنا منه التحذير والتنفير منه، ولكن صدق

الإمام مالك رحمه الله حين قال: " ما منا من أحد إلا رد ورد عليه إلا

صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم " .

2- حديث: ( كنت نبياً بين الماء والطين ) .

موضوع. الضعيفة برقم ( 302 ) .

*( فائدة) .

قال ابن تيمية في رده على البكري ( ص 9 ):

(( لا أصل له، لا من نقل ولا من عقل، فإن أحدا من المحدثين لم يذكره،

ومعناه باطل، فإن آدم عليه السلام لم يكن بين الماء والطين قط، فإن

الطين ماء وتراب، وإنما كان بين الروح والجسد، ثم هؤلاء الضلال

يتوهمون أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حينئذ موجودا، وأن ذاته

خلقت قبل الذوات، ويستشهدون على ذلك بأحاديث مفتراة، مثل حديث فيه

أنه كان نورا حول العرش، فقال: يا جبريل أنا كنت ذلك النور، ويدعي

أحدهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحفظ القرآن قبل أن يأتيه به

جبريل )) .


ويشير بقوله: " وإنما كان بين الروح والجسد " إلى أن هذا هو

الصحيح في هذا الحديث ولفظه: " كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد

".وهو صحيح الإسناد كما بينته في " الصحيحة " ( 1856 ) .

3-يُذكر عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله

عليه وسلم قال: ( كنت أول النبيين في الخلق، وآخرهم في البعث،

[ فبدأ بي قبلهم ] ) .

ضعيف . الضعيفة برقم (661 ).

*( فائدة) .


ويغني عن هذا الحديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " كنت نبيا وآدم

بين الروح والجسد " . رواه أحمد في " السنة " ( ص 111 ) عن

ميسرة الفجر .

وسنده صحيح، ولكن لا دلالة فيه ولا في الذي قبله على أن النبي صلى

الله عليه وسلم أول خلق الله تعالى، خلافا لما يظن البعض. وهذا ظاهر

بأدنى تأمل .
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 02-13-2012, 07:45 AM
علي السحابي علي السحابي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: العراق / بغداد / الطارمية
المشاركات: 788
افتراضي

باب / تحريم الصُّور

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : ( أتاني جبريل عليه السلام فقال: إني كنت أتيتك

الليلة فلم يمنعني أن أدخل عليك البيت الذي أنت فيه إلا أنه كان

في البيت تمثال رجل وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل فمر

برأس التمثال يقطع فيصير كهيئة الشجرة ومر بالستر يقطع وفي

رواية: إن في البيت سترا في الحائط فيه تماثيل، فاقطعوا

رءوسها فاجعلوها بساطا أو وسائد فأوطئوه، فإنا لا ندخل بيتا

فيه تماثيل. فيجعل منه وسادتان توطآن ومر بالكلب فيخرج .

ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا الكلب جرو كان للحسن

والحسين عليهما السلام تحت نضد لهما. قال: ومازال يوصيني

بالجارحتى ظننت أو رأيت أنه سيورثه ) .

صحيح. الصحيحة برقم (356 ).

* ( فقه الحديث ) :
الأول : تحريم الصور، لأنها سبب لمنع دخول الملائكة،

والأحاديث في تحريمها أشهر من أن تذكر .

الثاني : أن التحريم يشمل الصور التي ليست مجسمة

ولا ظل لها لعموم قول جبريل عليه السلام : " فإنا لا

ندخل بيتا فيه تماثيل "، وهي الصور، ويؤيده أن

التماثيل التي كانت على القرام لا ظل لها، ولا فرق في

ذلك بين ما كان منها تطريزا على الثوب أو كتابة على

الورق، أو رسما بالآلة الفوتوغرافية إذ كل ذلك صور

وتصوير، والتفريق بين التصوير اليدوي والتصوير

الفوتوغرافي، فيحرم الأول دون الثاني، ظاهرية

عصرية، وجمود لا يحمد كما حققته في " آداب الزفاف

في السنة المطهرة " ( ص 112 - 114 ) .

الثالث : أن التحريم يشمل الصورة التي توطأ أيضا إذا

تركت على حالها ولم تغير بالقطع، وهو الذي مال إليه

الحافظ في " الفتح " .

الرابع : أن قوله " حتى تصير كهيئة الشجرة " ، دليل

على أن التغيير الذي يحل به استعمال الصورة، إنما هو

الذي يأتي على معالم الصورة، فيغيرها حتى تصير على

هيئة أخرى مباحة كالشجرة . وعليه فلا يجوز استعمال

الصورة ولو كانت بحيث لا تعيش لو كانت حية كما

يقول بعض الفقهاء، لأنها في هذه الحالة لا تزال صورة

اسما وحقيقة، مثل الصور النصفية، وأمثالها، فاعلم هذا

فإنه مما يهم المسلم معرفته في هذا العصر الذي

انتشرت فيه الصور وعمت وطمت.، وإن شئت زيادة

تحقيق في هذا، فراجع المصدر السابق ( ص 111 / 112 ) .

الخامس : فيه إشارة إلى أن الصورة إذا كانت من

الجمادات فهي جائزة، ولا تمنع من دخول الملائكة،

لقوله " كهيئة الشجرة "، فإنه لو كان تصوير الشجر

حراما كتصوير ذوات الأرواح، لم يأمر جبريل عليه

السلام، بتغييرها إلى صورة شجرة، وهذا ظاهر، ويؤيده

حديث ابن عباس رضي الله عنه " وإن كنت لابد فاعلا،

فاصنع الشجرة، و ما لا نفس له " . رواه مسلم وأحمد

( 1 / 308 ) .

السادس : تحريم اقتناء الكلب لأنه أيضا سبب يمنع من

دخول الملائكة، وهل يمنع لو كان كلب ماشية أو صيد،

الظاهر لا، لأنه يباح اقتناؤه . ويؤيده أن الصورة إذا

كانت مباحة لا تمنع أيضا من دخول الملائكة بدليل أن

السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقتني لعب البنات،

وتلعب بها هي ورفيقاتها على مرأة من النبي صلى الله

عليه وسلم، فلا ينكرها عليها كما ثبت في البخاري

وغيره، فلو كان ذلك مانعا من دخول الملائكة لما أقرها

صلى الله عليه وسلم عليه . والله أعلم .
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 02-20-2012, 11:42 PM
علي السحابي علي السحابي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: العراق / بغداد / الطارمية
المشاركات: 788
افتراضي

باب / متى يحل استعمال الصور؟

عن ابن عباس – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( الصورة الرأس ، فإذا قطع الرأس ، فلا صورة )) .

صحيح. الصحيحة برقم ( 1921 ) .

*( فائدة) .

(و) يشهد ( للحديث ) قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة :

أتاني جبريل ..." الحديث، وفيه : " فمر برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير

كهيئة الشجرة ..." ، فهذا صريح في أن قطع رأس الصورة أي التمثال

المجسم يجعله كلا صورة .

قلت : وهذا في المجسم كما قلنا وأما في الصورة المطبوعة على الورق أو

المطرزة على القماش، فلا يكفي رسم خط على العنق ليظهر كأنه مقطوع

عن الجسد بل لابد من الإطاحة بالرأس. وبذلك تتغير معالم الصورة

وتصير كما قال عليه الصلاة والسلام : " كهيئة الشجرة " . فاحفظ هذا

ولا تغتر بما جاء في بعض كتب الفقه ومن أخذها أصلا من المتأخرين .

راجع " آداب الزفاف " ( ص 103 - 104 – الطبعة الثالثة " .
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:26 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.