"بين المنهج السلفي والمنهج الحركي" الدكتور محمد بن الحبيب ابو الفتح

[ابو اميمة محمد74]

يتميز المنهج السلفي عن المنهج الحركي الإخواني بمميزات كثيرة لعل من أبرزها ثلاث مميزات كبرى:

1- العناية بالدعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك بأنواعه:

يرى السلفيون أن الدعوة إلى التوحيد هي أولى أولويات الدعوة إلى الله تأسيا بمن سبق من الأنبياء والمرسلين، فلذلك شنوا الغارة على الشرك ومظاهره، وبذلوا الجهود العظيمة في سبيل ترسيخ عقيدة التوحيد، وأما الحركيون فإن منهجهم يقوم على إهمال الدعوة إلى التوحيد، حرصا منهم على تكثير الأتباع.
والسلفيون يرون أن إهمال التوحيد وعدم العناية به في الدعوة إلى الله ضلال مبين، وزيغ عن الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والسلف الصالحين.


2- العناية بالعقيدة عموما:

يرى السلفيون أن العقيدة هي الأساس الذي يبنى عليه غيره، ولذلك فإنهم اعتنوا غاية العناية، ببيان معتقد أهل السنة في جميع أبواب الاعتقاد (في باب الإيمان، وباب القضاء والقدر وباب الأسماء والصفات، وباب الصحابة وغيرها من الأبواب) حتى يجنبوا المسلمين الوقوع في شراك الفرق الضالة المبتدعة، التي تتابع السلف الصالح على ذمهم والتحذير منهم، واعتبارهم من الفرق الهالكة المجانبة لسبيل الطائفة الناجية. وأما الحركيون فلا عناية لهم بأمور العقيدة، مما جعل الكثير من أتباعهم يقعون عن جهل فيما يخالف عقيدة السلف الصالح.
فعدم العناية بالعقيدة يفضي إلى الضلال المبين، والوقوع في شراك المبتدعة الضالين، وإذا كان الأمر كذلك فإن الوسائل لها أحكام المقاصد، فتكون عدم العناية بالعقيدة ضلال مبين، وزيغ عن الصراط المستقيم.


3- العناية بالدعوة إلى السنة والتحذير من البدع العقدية والعملية

يركز السلفيون في دعوتهم على تعظيم السنة، والتحذير من البدعة.
وأما الحركيون فليس عندهم من التعظيم للسنة ما عند السلفيين، لذلك تجدهم متهاونين في العمل بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، بل إن بعضهم يعتبرها قشرا، وأمورا جزئية لا تستحق العناية. لهذا تجد منهم بل من رؤوسهم من يحلق لحيته، أو يأخذ منها أخذا فاحشا...
وكذلك لا تجد عندهم العناية بالتحذير من البدع، ولذلك تجدهم وأتباعهم يقعون في البدع بأنواعها، ولا إشكال عندهم في القراءة الجماعية أو الدعاء الجماعي...
ونحن نرى أن إهمال هذا الأصل يفضي إلى الوقوع في البدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وما يفضي إلى البدعة فهو بدعة وضلالة.

• خلاصة:

وبالجملة فإن المنهج السلفي يتميز عن المنهج الإخواني بما تقدم من المميزات والتي ترجع جميعها إلى أصل أصول أهل السنة وهو: أصل الاتباع.
أما المنهج الحركي فإنه يقوم على ثلاث بدع دعوية:
1- إهمال الدعوة إلى التوحيد.
2- إهمال العقيدة.
3- عدم العناية بالسنة، والتحذير من البدع.
وترجع كلها إلى أصل واحد، وهو القاعدة الإخوانية الشهيرة: "...ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه"، وذلك بدعوى مراعاة مصلحة الدعوة، والتي تتمثل عندهم في تكثير الإتباع وجمع الأنصار.
فلا أدري عن أي دعوة يتحدثون إذا نحن أهملنا توحيد رب العالمين وسنة سيد المرسلين (صلى الله عليه وسلم) ؟! فدعوتهم إذا إنما هي إلى الجماعة والحزب على حساب أصول الإسلام، بل إن الأمر توسع جدا عند الإخوان حتى شمل النصارى أيضا!
وقد تفرع عن هذه الأمور الثلاثة ما لا يحصى من الانحرافات العقدية والعملية.

*تنبيه: أود أن أنبه، أننا حين نحكم على منهج ما بالبدعة، فإن ذلك لا يعني الحكم على الأفراد والأعيان، كما لا يعني ذلك سلوك مسلك الغلظة والجفاء، بل نرى أن كثيرا من الحركيين عندهم حب للإسلام والمسلمين، وغيرة على الدين، إلا أنهم أخطؤوا طريق الإصلاح، فالواجب علينا أن نأخذ بأيديهم، وأن نستعمل معهم الرفق والدعوة بالحسنى، أخذا بنصيحة إمامنا الشيخ الألباني رحمه الله في الرفق بالمخالفين لنا، وفي المقابل لا يجوز لنا بحال السكوت عن أخطائهم، أو تزكية منهجهم لأن ذلك والله خيانة لهم، وخيانة لعوام الناس الذي ربما يغترون بمنهجهم.