أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
59867 86507

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-02-2018, 04:43 PM
محب العباد والفوزان محب العباد والفوزان غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 947
افتراضي رد الشيخ فركوس على د.محمد علي فركوس

نصيحة وتوجيه

" إلى منتدى التصفية والتربية "

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فالناظر إلى ما يجري في الساحة الدَّعْوية المحلِّيَّة يجد دفاعًا مستميتًا لتصحيحِ مواقفِ رجالٍ مِنَ الدُّعَاة الذين ركبوا منهجَ التمييع ـ في الجملة ـ وإِنْ نفَوْه عن أَنْفُسهم، ولكنَّه جليٌّ واضحٌ في مواقفهم وصُحبتهم ودعوتهم، وأرادوا فَرْضَه ـ تدريجيًّا ـ على غيرهم مِنَ الدُّعَاة نموذجًا بديلًا عمَّا يُسمُّونه بمنهجِ «الغُلُوِّ والتبديع»، ودعَّموه بطُرُقٍ شتَّى، وجنَّدوا له ـ بإملاءاتهم ـ شبابًا مِنْ ذوي العَجَلة، بإشاعة الأخبار والقلاقلِ وترويجِها وإذاعتِها، وعدمِ الانضباط بالقواعد العامَّة في الردِّ على المخالف، ولا الالتزامِ بآدابِ طالب العلم، تاركين العملَ بقوله تعالى: ﴿وَإِذَا جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡ﴾ [النساء: 83]؛ فضاع إخلاصُ النيَّة لله تعالى في مقالاتهم وسطورهم، وتمكَّنَتْ منهم حظوظُ النفس والهوى، وغابَتِ الأمانةُ في النقل وتحرِّي الدِّقَّة وطلبِ الحقِّ، وحلَّ مَحَلَّها الكذبُ والخيانة؛ فعابوا كلامَ أكابرِهم في السنِّ والعلم والدراية والأدب وتجرَّؤوا عليهم، ووصفوا بعضَهم بالنقصان والوسوسة مِنْ غيرِ حياءٍ ولا خجلٍ ولا اعتذارٍ، وسفَّهوا أقوالَهم فلبَّسوا على العامَّة، وبَلْبَلوا عقولَ الناشئة، وحملهم جهلُهم وقلَّةُ زادِهم على أَنْ أنزلوا أَنْفُسَهم منزلةَ أهلِ الحلِّ والعقد، زاعمين أنَّ نوعَ الخلاف شخصيٌّ وانتصارٌ للنفس وارتفاعٌ بها، وغاب عنهم أنَّ لُبَّ القضيَّةِ ومِحْوَرَ المسألةِ منهجيٌّ بحتٌ، يكمن في تصحيحِ المَسار الدَّعْويِّ ومنعِ المتاجرة بالدَّعوة إلى الله، والحدِّ مِنْ سياسة التنازلات في القضايا الشرعية لحساب المصالح الشخصية.
وقد جاء عن عمر بنِ الخطَّاب رضي الله عنه قولُه لقَبِيصَةَ بنِ جابرٍ: «يَا قَبِيصَةُ، إِنِّي أَرَاكَ شَابًّا حَدِيثَ السِّنِّ فَصِيحَ اللِّسَانِ فَسِيحَ الصَّدْرِ، وَإِنَّهُ قَدْ يَكُونُ فِي الرَّجُلِ تِسْعَةُ أَخْلَاقٍ صَالِحَةٌ وَخُلُقٌ سَيِّئٌ فَيَغْلِبُ خُلُقُهُ السَّيِّئُ أَخْلَاقَهُ الصَّالِحَةَ؛ فَإِيَّاكَ وَعَثَرَاتِ الشَّبَابِ»(1)،
قلت: فما بالُك مَنْ تساوَتْ حسناتُه وسيِّئاتُه، أو فاقَتْ سيِّئاتُه حسناتِه حجمًا وعددًا؟!!
هذا، وإنِّي ـ في هذا المَقام ـ أنصح إخواني في مُنتدى «التَّصفية والتَّربية» أَنْ يحرصوا على أوقاتهم ويُنْفِقوها في مَرْضاة الله تعالى، ولا يبدِّدوها في الردود على المُخالِفين بعد تجلية العبارة ومعرفةِ الحقِّ المبين، وعليهم أَنْ يَلْزموا غَرْزَ العلماء والدُّعَاة والمشايخ ممَّنْ عُرِفوا بالعلم والعمل وصفاءِ العقيدة وسلامةِ المنهج، مع توقيرهم وتقديرِهم واحترامهم، وعليهم أَنْ يكونوا على يقظةٍ مِنْ مكر الحاقدين والمُغْرِضين والشانئين والمُنْدَسِّين، وتلاعُبِ المُشاغِبين والمُناوِئين والمُنتهِزين، وأضرابهم ممَّنْ يكيدون للدعوة إلى الله تعالى عبر منتدياتهم وتغريداتهم ومختلفِ الوسائل الأخرى، وذلك في الداخل والخارج، وأَنْ يترفَّعوا عن سفاسف الأمور ودنايا الأعمال؛ اتِّصافًا بصفاتِ عباد الرحمن الذين لا يحضرون الزورَ ويجتنبون التهويشَ واللغو ومجالسَ السوء والجدال بالباطل، وأَنْ يتنزَّهوا بأَنْفُسِهم عن إضاعة الوقت والعُمُر في الخوض في كلام السفهاء الذي لا خيرَ فيه مِنَ الغِيبة والسبِّ والقذف والاستهزاء والاستخفاف ونحوِ ذلك.
وختامًا : أنصح عامَّةَ الطلبة أَنْ يُلازِموا العلمَ والعمل والتقوى والعبادة، وأن يحترموا مشايخَهم وذوي الفضل فيهم مِنْ غيرِ افتِيَاتٍ أو افتِئَاتٍ عليهم، وأَنْ يتخلَّقوا بأخلاق القرآن عامَّةً، وبالإخلاص والصدق ـ اللَّذَيْن هما رُكْنَا التوحيد ـ خاصَّةً، دون مخالطةِ دناءة المُتهالِكين على فُتاتِ الحياة الدنيا الفاني.

وفَّق الله الجميعَ لِمَا يُحبُّ ويرضى، وأصلح اللهُ العبادَ والبلاد، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 09 ربيع الآخر 1439ه
الموافق ل: 27 ديسمبر 2017م
الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــرد:
الفتوى رقم: ٦٩٢
الصنـف: فتاوى منهجية
في حكم امتحان الناس بقضايا التجريح

السـؤال:
ما رأيكم في امتحان الناس وإلزام طلبة العلم بقول العلماء في تجريح الأشخاص أو غيرها من القضايا الخلافية بين أهل السنَّة؟
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فاعلم أنَّ مِن صفات المسلم الاشتغالَ بمعالي الأمور المتعلِّقةِ بضرورة حياته في معاشه وبسلامته في معاده وآخرته، فهذا الذي يَعْنِيهِ: فيحرص على تأديب نفسه وتهذيبها عن الرذائل والنقائص، وتركِ ما لا جَدْوَى فيه ولا نفعَ، ووسيلةُ ذلك العلمُ وطلبُه والاستزادةُ منه، قال صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم: «مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ»(١).
وممَّا لا يعنيه: امتحانُ الناس بما لم يأمر اللهُ به ولا رسولُه صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم وإلزامُهم باتِّخاذ مواقفَ مؤيِّدةٍ لمواقفهم على وجه التحزُّب لشخصٍ والتعصُّب لأقواله والدعوة إلى طريقته، يوالي ويعادي عليها غير طريقة النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، وكلُّ موقف مُبايِنٍ لمواقف الممتحِنين يُنسب أهلُهُ إلى التميُّع والبدعة، الأمرُ الذي يترتَّب عليه نشوءُ الفظاظة والجفاء والغلظة، ويَحدثُ -من جرَّاء ذلك- ما نهى الشرعُ عنه من الوحشة والتدابُر والعداوة والبغضاء بين أهل الأُخوَّة الإيمانية، وتؤول مضارُّها إلى التفريق بين الأمَّة وتشتيت جماعتها وتمزيق شملها.
وليس معنى هذا عدمَ نبذ البدعة وأهلِها والتحذيرِ منها وممَّن يدعو إليها بعد ثبوت البدعة وإقامةِ الحجَّة، فإنَّ محاربة البدع في الدِّين من أبرزِ سمات المنهج السلفيِّ لمناقضة البدع لأحد شَرْطَيِ العبادة وهو متابعةُ الرسول صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، فمسألةُ التحذير والهجر تندرج تحت عقيدة «الولاء والبراء» لكنْ مع خضوع الهجر لضوابطَ شرعيةٍ يرعاها ليكون وَسَطًا بين الإفراط والتفريط(٢).
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ٢٥ جمادى الأولى ١٤٢٨ﻫ
الموافق ﻟ: ١٠ جوان ٢٠٠٧م
__________________
قال بن القيم رحمه الله :
إذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم، طالب للدليل، محكم له، متبع للحق حيث كان، وأين كان، ومع من كان، زالت الوحشة وحصلت الألفة وإن خالفك؛ فإنه يخالفك ويعذرك.
والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة، وذنبك: رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب
فإن الآلاف المؤلفة منهم لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل ملء الأرض منهم.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:20 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.