أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
39365 104572

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-20-2016, 12:21 PM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
Exclamation معا تحت راية القرآن

معا تحت راية القرآن

إستجابة لطلب الأخ أبو المعالي حفظه الله - وإن كنت مستيقنا أني غير مؤهل لهذا -


مقدمة

منذ أن وقعت عيني على كتاب (تحت راية القرآن ) للكاتب الأديب مصطفى صادق الرافعي رحمه الله وانا لا أكاد أفارقه ففي كل مرة أقرء فيها شيئا في الجرائد أو أستمع فيها لحلقة من المذياع أو أشاهد فيها حوارا على التلفاز إلاّ وتذكرني بعبارة من عبارات الرافعي أو فكرة من أفكاره أو مقالة من مقالاته فتدفعني دفعا لاستحضار حججه وبراهينه فكأنه صار مرآة لقلبي يرى فيها صورته فلا يكاد يطمئن لغيرها إلاّ ما كان من كتاب وسنة أوأصول إجتمع عليها السلف فرحت أباحث نفسي عن سر هذا الشغف الكبير بهذا الكتاب وما السحر الذي نفثه فيه صاحبه حتى يأسرني هذا الإسار فكأنه قيد ركّب في يدي على حين غفلة مني فقد عهدتها - أ نفسي - تأنس للعربية وتهيم بذوقها حتى لكأنها روح تسري في أعماقها أو نفحة تجلت في ليل قدسي ساكن أغرت المحبين بطول السهر والمسامرة
ترى أهو الأسلوب وحده أم هي الفصاحة والبلاغة وسلاسة وعذوبة التراكيب
أم هو صدق اللهجة وفصاحة القلب وقوة الحجة وحسن البيان
أم هو كلّها .. جميعا
لست أدري ... غير أن لكل عبارة من عبارات الرافعي وكل مثل من أمثاله وكل حجة من حججه وقع القنبلة في نفسي فهي تنفجر فيتطاير من وقعها كلّ صلب متصحّر من تلك الزوايا التي طمرها النسيان وغشيتها الظلمة فيحيلها اللهيب المتشظي أطلالا تحاكي واقع أمتنا البائس وحاضرها الكئيب فكأنها إنعكاس الحقيقة في مرآة الظمير لا تكاد تترك سوء إلاّ كشفته فهي تنبيء عن حجم الكارثة وعمق خطرها تلك التي حلّت على حين غرّة بهذا الشرق العظيم و (ثقافته المتكاملة) وماضيه العريق
لقد كان لهذا الكتاب صداه الواسع في الأوساط الثقافية الفكرية والأدبية فكثيرا ما كان الكتاب والمفكرون والخطباء والبلغاء يقتبسون منه ويحيلون عليه وكان بعض أساتذة العربية يهدونه لمن يتوسمون فيه النجابة والتميز من الطلاب ليكون لهم عونا على فهم سر (فساد الحياة الأدبية) و (إختلال مساراتها) فيكون ذلك تحصينا لهم من كثيرا من الأوبئة التي تشهدها ساحة السجال الفكري والأدبي ويكون أيضا بمثابة إعداد وتوجيه للجيل الجديد من حماة العربية وأبنائها

مع الكتاب

بدأ الرافعي كتابه بعرض شيء من أخبار (أصحاب المذهب الجديد) وظهورهم على ساحة السجال الفكري والأدبي حول الثقافة واللغة والدين وماهية الأفكار التي يحملونها ويريدون تبشير الأمة بها وغاية ما يرومونه من ذلك فأبان عنه أحسن بيان وبلغ بقارئه الغاية من مراده إذ لم يثقل على القرّاء بذكر سيل من المقدمات المنطقية والعقلية وطرح الإشكاليات ومعارضاتها ومن ثمة الموازنة بين البراهين وترك تحصيل النتائج لذهن القراء كما جرت عليه عادة كثير من الكتاب وكما قام به هو نفسه عند مناقشته ونقضه لدعاوى (أصحاب المذهب الجديد) وما قد تستند إليه من أقاويل لكنه قفز بقرّائه مباشرة إلى الغاية التي يحاول أن يخفيها هؤلاء وراء عباراتهم وإن أبت عليهم فنون الدجل وأعجزهم تجلي الحقائق عن تحقيق مرادهم وكأن الرافعي يريد من القرّاء أن يستشعروا خطورة المؤامرة وعمق أثرها فيسلمونه عقولهم وحواسهم وجميع مشاعرهم وتركيزهم ليسير بهم في دروبها الوعرة المتشابكة ليكشف حقائقها ويفضح ما خفي من مسالكها وقد أفصح رحمه الله عن ذلك في مقدمة كتابه فقال (أما بعد : فإني نظرت فإذا كل ما كنت أريد أن أقوله في هذه الكلمة قد كتبته في هذه المقالات فهي لا تدع مسألة ولا تترك شبهة ولا تزال تأخذ بيد القاريء فتضعها على غلطات أصحابنا المجددين بل المبددين واحدة بعد واحدة وشيئا بعد شيء فهو منها في برهان لائح من حيث بدأ إلى حيث ينتهي كالنجم لا يزال بعين منه أين مشى وكيف تلفت )

معالم منهج الرافعي في نقض شبهات (المبددين)


لقد كان من شأن الرافعي رحمه الله مع هؤلاء هو إعتماد منهج تحليلي وصفي لا يكاد يخرج عنه إلاّ لضرورة البلاغة أو البيان فكانت هي أيضا جزء من معالم هذا المنهج فمن معالمه :

01 - عرض ما يثيره هؤلاء من آفات ويبثونه من سموم بكل أمانة وصدق ودون تجن أو عدوان بعبارات أنفسهم مما سالت به أقلامهم على صفحات الجرائد والمجلات

02 - بيان حقيقة ما يرمي إليه هؤلاء وما قد يترتب على بلوغهم غايتهم من فساد وإفساد وهدم وإسقاط

03 - بيان تعمدهم للإجمال والغموض إذ لا أصول ولا قواعد علمية يرجعون إليها وجلّ إعتمادهم هو (الهوى) و(التعصب) وتطبيق ما علّمهم إياه من يقف وراءهم

04 - توظيف منهج (السخرية) و(التهكم) لوصف حقيقة هؤلاء (المبددين) و(أفكارهم) وطرقهم في الهجوم على العربية والثقافة والدين

05 - بيان أصول المنهج العلمي الذي يقوم عليه النقد الموضوعي النزيه

06 - الكرّ على أصول مقالاتهم وما ترجع إليه من مستندات بألوان الحجج والبراهين

07 - بيان شيء من تاريخ آداب العرب ونشأة أصولها وقواعدها

08 - بيان عجز هؤلاء المبددين وضعف مؤهلاتهم عن القيام بهذه الوظيفة الخطيرة (النقد)

09 - الإستطراد في بيان ما يترتب على أقوال المبددين من فساد وربط ذلك بحقيقة الغاية التي أعدّهم لها أسيادهم في بلاد الغرب

10 - الإستئناس بآراء مشاهير الكتاب وفرسان البلاغة والبيان من حماة العربية وغيرهم من العلماء والأساتذة والأدباء

و لتعرفنهم في لحن القول

إلتقط الرافعي إشارة خطيرة في مقال (مبدد) حاقد لبس مسوح النزاهة ليتهم فيه الرافعي بال(الوطنية الأدبية) يقف وراءها ما استقر في الظمائر من (خلط بن الدين والقومية والأدب العربي) مع إهمال أنصار العربية الحريصين على قوتها وسلامة قواعدها وإحكام أصولها وحسن بيانها وروعة عرضها وسلاسة ذوقها لل(العلم) لأن العلم عند هذا (الغبي الجاهل) (يتعارض ومعتقدات العرب) هكذا يقفز هذا (الشرلتان) من مقدمة (غامضة) إلى نتيجة (غريبة) شديدة الإغراق في (الوقاحة) و(السفالة) و(النذالة) و(الإسفاف) !
فما هو هذا (المذهب الجديد) وما هي أصوله وما هي محدداته وضوابطه ما هي معالمه ومقوماته ؟!
أي شيء (غامض) هذا الذي يقيسه (مبدد) حاقد أو يقيس عليه
لقد أسقط الرافعي هذه الدعوى (الفجة) بأسلوب أدبي رفيع ولغة عربية جميلة جمع فيها بين قوة الحجة وسلامة التركيب وحسن البيان فكان توظيف (المقابلة) خير إسفين يدق في نعش (التبديد)!
إذ بالمقابلة يدرك القاريء الفرق بين ضوء النهار وغتمة الليل فيسفر الصبح عن تجلّي الحقائق وزيف الأباطيل !
فإذا كان (القديم) هو (إحتذاء العرب في أساليبهم والإرتياض بكلامهم والحرص على لغتهم) بأن يكون الكاتب في هذه اللغة (حسن البيان رشيق المعرض رائع الخلابة يثبت في ألفاظه وينظر في أعطاف كلامه ويفتن في أساليبه) يحسن كلامه (بسلاسته وسهولته ونصاعته وتخير لفظه وإصابة معناه وجودة مطالعه ولين مقاطعه واستواء تقاسيمه وتعادل أطرافه وتشابه أعجازه بهواديه وموافقة مآخيره لمباديه مع قلة ضراوته بل عدمها أصلا حتى لا يكون لها في الألفاظ أثر فتجد المنظوم مثل المنثور في سهولة مطلعه وجودة مقطعه وحسن رصفه وتأليفه وكمال صوغه وتركيبه) فما هذا (الجديد) غير نقيض هذه المحاسن وما يقابلها من مساويء ينزه عنها الكلام من كلّ مستبهم مستغلق متكلف معقد موحش شاذ فأيّ شيء وراء هذا (المكر) ؟!!

يتبع بإذن الله


.................................................. ..........................

تنبيه : ما بين قوسين من كلام الرافعي وبعضه لأبي هلال العسكري نقلته عن كتاب الصناعتين
__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-20-2016, 10:08 PM
أبو المعالي بن الخريف أبو المعالي بن الخريف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 1,032
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجيب بن منصور المهاجر مشاهدة المشاركة
معا تحت راية القرآن

إستجابة لطلب الأخ أبو المعالي حفظه الله - وإن كنت مستيقنا أني غير مؤهل لهذا -


مقدمة

منذ أن وقعت عيني على كتاب (تحت راية القرآن ) للكاتب الأديب مصطفى صادق الرافعي رحمه الله وانا لا أكاد أفارقه ففي كل مرة أقرء فيها شيئا في الجرائد أو أستمع فيها لحلقة من المذياع أو أشاهد فيها حوارا على التلفاز إلاّ وتذكرني بعبارة من عبارات الرافعي أو فكرة من أفكاره أو مقالة من مقالاته فتدفعني دفعا لاستحضار حججه وبراهينه فكأنه صار مرآة لقلبي يرى فيها صورته فلا يكاد يطمئن لغيرها إلاّ ما كان من كتاب وسنة أوأصول إجتمع عليها السلف فرحت أباحث نفسي عن سر هذا الشغف الكبير بهذا الكتاب وما السحر الذي نفثه فيه صاحبه حتى يأسرني هذا الإسار فكأنه قيد ركّب في يدي على حين غفلة مني فقد عهدتها - أ نفسي - تأنس للعربية وتهيم بذوقها حتى لكأنها روح تسري في أعماقها أو نفحة تجلت في ليل قدسي ساكن أغرت المحبين بطول السهر والمسامرة
ترى أهو الأسلوب وحده أم هي الفصاحة والبلاغة وسلاسة وعذوبة التراكيب
أم هو صدق اللهجة وفصاحة القلب وقوة الحجة وحسن البيان
أم هو كلّها .. جميعا
لست أدري ... غير أن لكل عبارة من عبارات الرافعي وكل مثل من أمثاله وكل حجة من حججه وقع القنبلة في نفسي فهي تنفجر فيتطاير من وقعها كلّ صلب متصحّر من تلك الزوايا التي طمرها النسيان وغشيتها الظلمة فيحيلها اللهيب المتشظي أطلالا تحاكي واقع أمتنا البائس وحاضرها الكئيب فكأنها إنعكاس الحقيقة في مرآة الظمير لا تكاد تترك سوء إلاّ كشفته فهي تنبيء عن حجم الكارثة وعمق خطرها تلك التي حلّت على حين غرّة بهذا الشرق العظيم و (ثقافته المتكاملة) وماضيه العريق
لقد كان لهذا الكتاب صداه الواسع في الأوساط الثقافية الفكرية والأدبية فكثيرا ما كان الكتاب والمفكرون والخطباء والبلغاء يقتبسون منه ويحيلون عليه وكان بعض أساتذة العربية يهدونه لمن يتوسمون فيه النجابة والتميز من الطلاب ليكون لهم عونا على فهم سر (فساد الحياة الأدبية) و (إختلال مساراتها) فيكون ذلك تحصينا لهم من كثيرا من الأوبئة التي تشهدها ساحة السجال الفكري والأدبي ويكون أيضا بمثابة إعداد وتوجيه للجيل الجديد من حماة العربية وأبنائها

مع الكتاب

بدأ الرافعي كتابه بعرض شيء من أخبار (أصحاب المذهب الجديد) وظهورهم على ساحة السجال الفكري والأدبي حول الثقافة واللغة والدين وماهية الأفكار التي يحملونها ويريدون تبشير الأمة بها وغاية ما يرومونه من ذلك فأبان عنه أحسن بيان وبلغ بقارئه الغاية من مراده إذ لم يثقل على القرّاء بذكر سيل من المقدمات المنطقية والعقلية وطرح الإشكاليات ومعارضاتها ومن ثمة الموازنة بين البراهين وترك تحصيل النتائج لذهن القراء كما جرت عليه عادة كثير من الكتاب وكما قام به هو نفسه عند مناقشته ونقضه لدعاوى (أصحاب المذهب الجديد) وما قد تستند إليه من أقاويل لكنه قفز بقرّائه مباشرة إلى الغاية التي يحاول أن يخفيها هؤلاء وراء عباراتهم وإن أبت عليهم فنون الدجل وأعجزهم تجلي الحقائق عن تحقيق مرادهم وكأن الرافعي يريد من القرّاء أن يستشعروا خطورة المؤامرة وعمق أثرها فيسلمونه عقولهم وحواسهم وجميع مشاعرهم وتركيزهم ليسير بهم في دروبها الوعرة المتشابكة ليكشف حقائقها ويفضح ما خفي من مسالكها وقد أفصح رحمه الله عن ذلك في مقدمة كتابه فقال (أما بعد : فإني نظرت فإذا كل ما كنت أريد أن أقوله في هذه الكلمة قد كتبته في هذه المقالات فهي لا تدع مسألة ولا تترك شبهة ولا تزال تأخذ بيد القاريء فتضعها على غلطات أصحابنا المجددين بل المبددين واحدة بعد واحدة وشيئا بعد شيء فهو منها في برهان لائح من حيث بدأ إلى حيث ينتهي كالنجم لا يزال بعين منه أين مشى وكيف تلفت )

معالم منهج الرافعي في نقض شبهات (المبددين)


لقد كان من شأن الرافعي رحمه الله مع هؤلاء هو إعتماد منهج تحليلي وصفي لا يكاد يخرج عنه إلاّ لضرورة البلاغة أو البيان فكانت هي أيضا جزء من معالم هذا المنهج فمن معالمه :

01 - عرض ما يثيره هؤلاء من آفات ويبثونه من سموم بكل أمانة وصدق ودون تجن أو عدوان بعبارات أنفسهم مما سالت به أقلامهم على صفحات الجرائد والمجلات

02 - بيان حقيقة ما يرمي إليه هؤلاء وما قد يترتب على بلوغهم غايتهم من فساد وإفساد وهدم وإسقاط

03 - بيان تعمدهم للإجمال والغموض إذ لا أصول ولا قواعد علمية يرجعون إليها وجلّ إعتمادهم هو (الهوى) و(التعصب) وتطبيق ما علّمهم إياه من يقف وراءهم

04 - توظيف منهج (السخرية) و(التهكم) لوصف حقيقة هؤلاء (المبددين) و(أفكارهم) وطرقهم في الهجوم على العربية والثقافة والدين

05 - بيان أصول المنهج العلمي الذي يقوم عليه النقد الموضوعي النزيه

06 - الكرّ على أصول مقالاتهم وما ترجع إليه من مستندات بألوان الحجج والبراهين

07 - بيان شيء من تاريخ آداب العرب ونشأة أصولها وقواعدها

08 - بيان عجز هؤلاء المبددين وضعف مؤهلاتهم عن القيام بهذه الوظيفة الخطيرة (النقد)

09 - الإستطراد في بيان ما يترتب على أقوال المبددين من فساد وربط ذلك بحقيقة الغاية التي أعدّهم لها أسيادهم في بلاد الغرب

10 - الإستئناس بآراء مشاهير الكتاب وفرسان البلاغة والبيان من حماة العربية وغيرهم من العلماء والأساتذة والأدباء

و لتعرفنهم في لحن القول

إليتقط الرافعي إشارة خطيرة في مقال (مبدد) حاقد لبس مسوح النزاهة ليتهم فيه الرافعي بال(الوطنية الأدبية) يقف وراءها ما استقر في الظمائر من (خلط بن الدين والقومية والأدب العربي) مع إهمال أنصار العربية الحريصين على قوتها وسلامة قواعدها وإحكام أصولها وحسن بيانها وروعة عرضها وسلاسة ذوقها لل(العلم) لأن العلم عند هذا (الغبي الجاهل) (يتعارض ومعتقدات العرب) هكذا يقفز هذا (الشرلتان) من مقدمة (غامضة) إلى نتيجة (غريبة) شديدة الإغراق في (الوقاحة) و(السفالة) و(النذالة) و(الإسفاف) !
فما هو هذا (المذهب الجديد) وما هي أصوله وما هي محدداته وضوابطه ما هي معالمه ومقوماته ؟!
أي شيء (غامض) هذا الذي يقيسه (مبدد) حاقد أو يقيس عليه
لقد أسقط الرافعي هذه الدعوى (الفجة) بأسلوب أدبي رفيع ولغة عربية جميلة جمع فيها بين قوة الحجة وسلامة التركيب وحسن البيان فكان توظيف (المقابلة) خير إسفين يدق في نعش (التبديد)!
إذ بالمقابلة يدرك القاريء الفرق بين ضوء النهار وغتمة الليل فيسفر الصبح عن تجلّي الحقائق وزيف الأباطيل !
فإذا كان (القديم) هو (إحتذاء العرب في أساليبهم والإرتياض بكلامهم والحرص على لغتهم) بأن يكون الكاتب في هذه اللغة (حسن البيان رشيق المعرض رائع الخلابة يثبت في ألفاظه وينظر في أعطاف كلامه ويفتن في أساليبه) يحسن كلامه (بسلاسته وسهولته ونصاعته وتخير لفظه وإصابة معناه وجودة مطالعه ولين مقاطعه واستواء تقاسيمه وتعادل أطرافه وتشابه أعجازه بهواديه وموافقة مآخيره لمباديه مع قلة ضراوته بل عدمها أصلا حتى لا يكون لها في الألفاظ أثر فتجد المنظوم مثل المنثور في سهولة مطلعه وجودة مقطعه وحسن رصفه وتأليفه وكمال صوغه وتركيبه) فما هذا (الجديد) غير نقيض هذه المحاسن وما يقابلها من مساويء ينزه عنها الكلام من كلّ مستبهم مستغلق متكلف معقد موحش شاذ فأيّ شيء وراء هذا (المكر) ؟!!

يتبع بإذن الله


.................................................. ..........................

تنبيه : ما بين قوسين من كلام الرافعي وبعضه لأبي هلال العسكري نقلته عن كتاب الصناعتين



فليُسلِّم اللهُ عبدَه نجيبًا؛ ويُبوِّئهُ مواطئَ العُلا؛ فما أحسنَ ما جلَّيتَ هذهِ العروسَ؛ وهذهِ باكورةُ النجائبِ المنصورةِ والمقالاتِ المهَاجِرة "ومَن رأَى من السيفِ حدَّهُ فقَد رأى أكثرَه"؛ وقَد وضعتَ يدكَ على الدَّاءِ العيَاء، إذ طلعتَ عليناَ من هذهِ الثَّنيةِ.
"تحتَ رايةِ القرآنِ" وما أدراكَ ما هوَ!؟؛ الرافعِي شيخ نجيب؛ كانَ أمرهُ عجبًا؛ وقد كانَ لِي -وأنا في مبدَأ صَوبِ القطرِ من الغمَامة- أمنيةٌ لم يكُن منها حَوْل ولا حِوَل؛ أن أقفَ على هذَا الضَّرْبِ العالِي والضَّرَبِ الحالِي من النقدِ الرفيعِ؛ فلَم أَزل أُنقبُ حتى سُقتُ إليه، ووصلتُ إليهِ بنفسٍ قد تقطَّعت شَعاعًا؛ ولمَّا نزلتُ على تآلِيفِ الرافعِي الرفِيعَةِ أكرمَ مثوايَ، وحنَا عليَّ "حُنوَّ المُرضعاتِ علَى الفطِيم"؛ tتتبَّعَ نقدُه همًّا كانَ -عندِي- ساكنًا بينَ الجوانِح، وأحلَّ العُصمَ سهلَ الأبَاطِح، وَرأيتُه كرَّ على أصحابِ المذهبِ الجديدِ؛ من أمثالِ طه حُسين كُرورًا، وبينَ تسطيرَه لزخرفِ القولِ وتزيينَه لباطلِه، ووكزَه بمَا لا شيءَ فوقَه؛ فقضَى عليهِ، وكشفَه انكشافًا ما سُمع بمثلِه؛ وسفَك حبرَه؛ حتَّى رُؤِي الفرقُ وعُرف الحقُّ.

وبالجُملةِ فهوَ ممَّن مُدت لهُم في الأدبِ غايةٌ كبَا دونها أهلُ الآدَاب؛ وهو عندِي بِصقعِ المغربِ كأبي حيانَ التوحيدِي بصقعِ الشامِ؛ ثمَّ أحسبُني على هدًى من الله حينَ أهمسُ في أذنيكَ وأقول: سِر فلا كبا بكَ الفرَس؛ فأنتَ أهلٌ لما بدأتَ به، ونحنُ متابعوكَ بشوقٍ واستفادَة.




رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-25-2016, 11:45 AM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
افتراضي

من أوصاف (المبددين) عند الرافعي

وصف الرافعي هؤلاء (المبددين) من أصحاب (المذهب الجديد) أوصافا كثيرة تصوّر حقائقهم فاكشفها للقرّاء وكان غرضه من ذلك غرضا (شريفا) (مبرّرا) وما قد يلمسه القاريء الكريم من (شدة) أو (عنف) فهو كما قال رحمه الله : (فما ذلك أردنا ولكنا كالذي يصف الرجل الضال ليمنع المهتدي أن يضل ) ولعلّ قائلا يقول إن هذه (الأوصاف) هي لون من ألوان (التجريح الشخصي) كان الأولى بالرافعي إجتنابها فالجواب هو : إنّ هذه التهمة بعينها (التجريح الشخصي) ليست في حقيقة الأمر سوى حيلة يلجأ إليها هؤلاء كلما أعجزهم الجواب ليخفوا بها (عجزهم) ويلثّموا (مكرهم) وراء ستار من (الغفلة) كثيف فيوحو بذلك للقرّاء بأنهم لم يتوقفوا عن الرد (عجزا) بل (تنزها) و (ترفعا) وهذا الأسلوب في حقيقته ليس سوى نوع من أنواع (الإرهاب الفكري) لمن عرف أشياء (تخيفهم) و (يضمرونها) يعرفونها هم عن أنفسهم ويتظاهرون للناس بغيرها فهم يفرقون من إفتضاح ما يخفونه للناس فهم مهمومون به مجتهدون في دفنه تحت ركام من التلبيس والتدليس وقد أجاب شيخ العربية أبو فهر محمود شاكر رحمه الله عن هذه (الفرية) جوابا (مخرصا) في كتابه الرائع (أباطيل وأسمار) في جزئه الموسوم ب (ليس الطريق هنالك ) جاء فيه : ( ....... وإذن فتحليل (المادة) وإعادة تكوين (الصورة) أمر لا مفرّ منه إذا رأى الناقد أن للكاتب (هدفا) فيما كتب ولاسيما لإذا كان الكاتب سضمن ما يكتب كثيرا من عواطفه وانفعالاته بطريقة واضحة شديدة الوضوح والناقد عندئذ ناقد (موضوعي) لا يخرجه عن (الموضوعية) أنه مضطرّ ليناقش (مادة) في نفس الوقت الذي يحلل فيه (صورة) ويعيد تكويم معارفها ومعالمها ) (لأن هذه (الصورة) نتاج استولده الناس من كتابة هذا الكاتب واستولده الناقد أيضا) .

من هذه الأوصاف :

01 - الجهل
02- التعصب
03- إتباع الهوى
04- فقدان الأهلية
05 - فساد الذوق
06- إنفصام الشخصية
07 - الحمق
08 - المكابرة
09 - اللجاجة
10 - التقليد الأعمى
11- حب الصيت والشهرة
12 - الغرور
13- الإستطالة
14 - التعنت
15 - الكفر والإلحاد

ترى إلى أيّ حدّ ترسم هذه الألفاظ حقيقة هؤلاء (المبددين) وحقيقة منهجم وكيف إستطاع الرافعي رحمه الله تصورها في كتاباتهم ومقالاتهم فكأنها أشباح أو تماثيل مخيفة تتبدى في كل لفظ أو عبارة بل في كل مقالة ودراسة وتحقيق وهي تعلن عن (الغاية) التي صنع لها هؤلاء على عين (الصليبية) (الماكرة) وربوّا في محاضنها .

إنّ هذه الأوصاف وغيرها هي نفسها أوصاف منهج هؤلاء (المبددين) (وإن كان في تسميتها (مناهج) تجاوز شديد البعد عن الحقيقة وفساد غليظ وخلط) فهي (جهل) قائم على المكابرة واللجاجة مع (تحذلق) و(تداه) وليس لأصحابه غير (الجراءة) التي (هي خلة من خلال المجانين فإنها أقرب إلى التهور والحمق ما دام صاحبها لا يضبط رأيه ولا يأخذ على نفسه ولا يتوقى ولا يفهم شيئا على الأصل الذي كان عليه بل على الأصل الذي يريد هو أن يكون عليه )

ولا تزال هذه الشجرة (الملعونة) تبث جذورها (الضارة) وتلقي برؤوسها (السامة) وتغرز أشواكها (القاتلة) في جسد أمتنا المنهك وتطلع علينا من حين لآخر بدمية جديدة من هؤلاء (المبددين) (المفسدين) ممن أزكموا الآناف وصدّعوا الرؤوس بتلك الدعاوى الغامضة إلى (التجديد) و هدم (الموروث الثقافي) و تطبيق (المنهج المادي) و التحرر من ربقة (التراث) ثمّ لا شيء غير أنّ هذه الدعوة هي (الجديد) وأنهم - هم - (المجددون) ثم لا شيء آخر غير الثرثرة والبربرة والإسطالة في اللغط والكلام .

إنّ منهج هؤلاء قائم على ثلاثة عناصر لا يكاد يفارقها :

01 - الغموض المنهجي

02 - اللامعيارية

03 - الهدم العبثي


فلو جاز للمدافعين عن العربية والإسلام السكوت على (خطيئة) ما كان لهم أن يسكتوا على هؤلاء لأنهم ( ... على التحقيق غلطات إنسانية تخرجها الأقدار في شكل علمي أو أدبي لتعارض بها صوابا كاد يهمله الناس فيخشى الناس أن يتحيف الخطأ صوابهم أو يذهبه فيستمسكون بحبله ويشدون عليه ) فهذا (المذهب الجديد) (فساد إجتماعي ولا يدري أهله أنهم يضربون به الذلة على الأمة
وتلك جنايتهم على أنفسهم وجنايتهم على الناس بأنفسهم وهم لا يشعرون بالأولى فلا جرم أن يأنفون من الثانية
)

وإلى لقاء قريب إن شاء الله
__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-28-2016, 08:32 PM
أبو المعالي بن الخريف أبو المعالي بن الخريف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 1,032
افتراضي



جزاكَ اللهُ خيرًا شيخ نجيبُ على ما تُسعفُنا به من موادِ الفحلِ المِنطيق الرافعِي؛ وما تُحلِّيها بهِ من تعليقاتٍ لك ماتعاتٍ؛ فزدنَا منهَا؛ وواللهِ لو انتفعِ واحدٌ فحسبُ -ممَّن يرومُ الانتفاعَ- ممَّا تكتُب؛ لكانَ حريًّا بك أن تواصلَ.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-31-2016, 11:59 AM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
افتراضي

أجنحة المكر الثلاث

التبشير والإستشراق والإستدمار

إنّ كلّ مهتم بالتاريخ الإسلامي القريب لا يكاد يفوته ما كان لهذه الأجنحة المظلمة ومخالبها الجارحة من أثر في جسد هذه الأمة المتهالك حتى يكاد يذهل عن الفرق بين الحقد (الملتهب) والتعصب (المقيت) والشيطان (المحرض) والمخطط (الخبيث) والسفاح (القاتل) و الجيش (البربري) (المتوحش) تلك هي أوجه هذا الثالوث (المقيت) تحاكي فيه ثالوث (الضلالة) النصرانية التي عجز مفترؤوها عن شرح الفرق بين (اللاهوت) و(الناسوت) وبين (الأب) و(الإبن) و(روح القدس) فهي ثلاثة عند التفصيل واحدة عند البيان لا تكاد تجد فيها فرقا بين مبشّر (حاقد) أو مستشرق (كائد) أو سياسي (ماكر) أو جندي (سفاح)(متوحش) لقد سعى هؤلاء وبكلّ ما أوتوه من فنون (الدجل) وبطش (القوة) في إحداث صدمة روحية ثقافية عسكرية ليصيبوا فيها القوى المقاومة في الأمة - أو ما بقي من هذه القوى - بروح العجز والخذلان فيسهل عليهم أن يسيموها الهوان ويستعبدوا الأمة في مجموعها إن هم تحقق لهم ما أرادوه وقد تمايزت وسائل هؤلاء وتعددت بتعدد ما توحيه إليهم شياطيمهم وما توفره لهم الأحداث من فرص للإنقضاض على أي بصيص نور في هذا الشرق الكبير فكان من أهدافهم :

01 - العمل على المسخ الثقافي والفكري لطائفة من أبناء الإسلام
02 - إثارة النزعات العنصرية بين أبناء الإسلام
03- تشجيع الفرق الضالة المنحرفة وتلميع صورتها
04 -التمكين للأقليات العرقية والدينية
06- فصل الدين عن الحياة (الإجتماعية) و(العلمية)
07- تشجيع التنصير وتمويل حملاته


كانت هذه الأهداف وغيرها عناصر في خطة محكمة هدفها (هدم الحضارة الإسلامية) ومسح أثرها من بلاد الإسلام وإنشاء جيل تائه لا هدف ولا قيمة له مجتمع جاهلي متوحش لا يعرف من الحياة غير ما تلقيه عليه أروبا من نجسها وفي هذل يقول المستشرق الفرنسي كيمون في كتابه "باثولوجيا الإسلام":
«إِنَّ الدِّيَانَةَ المُحَمَدِيَّةَ جُذَامٌ تَفَشَّى بَيْنَ النَّاسِ، وَأَخَذَ يَفْتِكُ بِهِمْ فَتْكًا ذَرِيعًا، بَلْ هَوَ مَرَضٌ مُرِيعٌ، وَشَلَلٌ عَامٌّ، وَجُنُونٌ ذُهُولِيٌّ يَبْعَثُ الإِنْسَانَ عَلَى الخُمُولِ وَالكَسَلِ، وَلاَ يُوقِظُهُ مِنَ الخُمُولِ وَالكَسَلِ إِلاَّ لِيَدْفَعَهُ إِلَى سَفْكِ الدِّمَاءِ، وَالإِدْمَانِ عَلَى مُعَاقَرَةِ الخُمُورِ، وَارْتِكَابِ جَمِيعِ القَبَائِحِ. وَمَا قَبْرُ مُحَمَّدٍ إِلاَّ عَمُودٌ كَهْرَبَائِيٌّ يَبْعَثُ الجُنُونَ فِي رُؤُوسِ المُسْلِمَينَ، فَيَأْتُونَ بِمَظَاهِرَ الصَّرَعِ وَالذُّهُولِ العَقْلِيِّ إِلَى مَا لاَ نِهَايَةَ، وَيَعْتَادُونَ عَلَى عَادَاتٍ تَنْقَلِبُ إِلَى طِبَاعٍ أَصِيلَةٍ، كَكَرَاهَةِ لَحْمِ الخِنْزِيرِ، وَالخَمْرِ وَالمُوسِيقَي إِنَّ الإِسْلاَمَ كُلُّهُ قَائِمٌ عَلَى القَسْوَةِ وَالفُجُورِ فِي اللَذَّاتِ».

ويتابع هذا المستشرق المجنون:

«أعْتَقِدُ أَنَّ مِنَ الوَاجِبِ إِبَادَةَ خُمُسَ المُسْلِمِينَ، وَالحُكْمَ عَلَى البَاقِينَ بِالأَشْغَالِ الشَّاقَةِ، وَتَدْمِيرِ الكَعْبَةِ، وَوَضْعِ قَبْرِ مُحَمَّدٍ وَجُثَّتَهُ فِي مُتْحَفِ اللُّوفِرْ» (نقلا عن كتاب قادة الغرب يقولون)

ويقول صاموئيل زويمر ( «إِنَّ مُهِمَّةَ التَّبْشِيرِ التِي نَدَبَتْكُمْ دُوَلُ المَسِيحِيَّةِ لِلْقِيَامِ بِهَا فِي البِلاَدِ المُحَمَّدِيَّةِ لَيْسَتْ فِي إِدْخَالِ المُسْلِمِينَ فِي المَسِيحِيَّةِ، فَإِنَّ فِي هَذَا هِدَايَةً لَهُمْ وَتَكْرِيمًا، إِنَّ مُهِمَّتَكُمْ أَنْ تُخْرِجُوا المُسْلِمَ مِنَ الإِسْلاَمِ لِيُصْبِحَ مَخْلُوقًا لاَ صِلَةَ لَهُ بِاللهِ، وَبِالتَّالِي لاَ صِلَةَ تَرْبِطُهُ بِالأَخْلاَقِ التِي تَعْتَمِدُ عَلَيْهَا الأُمَمُ فِي حَيَاتِهَا، وَلِذَلِكَ تَكُونُونَ بِعَمَلِكُمْ هَذَا طَلِيعَةَ الفَتْحِ الاِسْتِعْمَارِيَّ فِي المَمَالِكِ الإِسْلاَمِيَّةِ، لَقَدْ هَيَّأْتُمْ جَمِيعَ العُقُولِ فِي المَمَالِكِ الإِسْلاَمِيَّةِ لِقًبُولِ السَّيْرِ فِي الطَّرِيقِ الذِي سَعَيْتُمْ لَهُ، أَلاَّ يَعْرِفَ الصِّلَةَ بِاللهِ، وَلاَ يُرِيدُ أَنْ يَعْرِفَهَا، أَخْرَجْتُمْ المُسْلِمَ مِنَ الإِسْلاَمِ، وَلَمْ تُدْخِلُوهُ فِي المَسِيحِيَّةِ، وَبِالتَّالِي جَاءَ النَّشْءُ الإِسْلاَمِيُّ مُطَابِقًا لِمَا أَرَادَهُ لَهُ الاِسْتِعْمَارُ، لاَ يَهْتَمُّ بِعَظَائِمِ الأُمُورِ، وَيُحِبُّ الرَّاحَةَ، وَالكَسَلَ، وَيَسْعَى لِلْحُصُولِ عَلَى الشَّهَوَاتِ بِأَيِّ أُسْلُوبٍ، حَتَّى أَصْبَحَتْ الشَّهَوَاتُ هَدَفَهُ فِي الحَيَاةِ، فَهُوَ إِنْ تَعَلَّمَ فَلِلْحُصُولِ عَلَى الشَّهَوَاتِ، وَإِذَا جَمَعَ المَالَ فَلِلْشَّهَوَاتِ، وَإِذَا تَبَوَّأَ أَسْمَى المَرَاكِزِ فَفِي سَبِيلِ الشَّهَوَاتِ .. إِنَّهُ يَجُودُ بِكُلِّ شَيْءٍ لِلْوُصُولِ إِلِى الشَّهَوَاتِ، أَيُّهَا المُبَشِّرُونَ: إِنَّ مُهِمَّتَكُمْ تَتِمُّ عَلَى أَكْمَلِ الوُجُوهِ» (نفس المصدر).

ويقول أيضا : «إِنَّ لِلْتَّبْشِيرِ بِالنِّسْبَةِ لِلْحَضَارَةِ الغَرْبِيَّةِ مَزِيَّتَانِ، مَزِيَّةَ هَدْمٍ، وَمَزِيَّةَ بِنَاءٍ، أَمَّا الهَدْمُ فَنَعْنِي بِهِ اِنْتِزَاعَ المُسْلِمِ مِنْ دِينِهِ، وَلَوْ بِدَفْعِهِ إِلَى الإِلْحَادِ ... وَأَمَّا البِنَاءَ فَنَعْنِي بِهِ تَنْصِيرَ المُسْلِمِ إِنْ أَمْكَنَ لِيَقِفَ مَعَ الحَضَارَةِ الغَرْبِيَّةِ ضِدَّ قَوْمِهِ» (نفس المصدر).

فها أنت تقرء - أيها الموفق - ما يريده هؤلاء والغاية التي سعو لها بكلّ جد وقوة وبكلّ حماسة وعصبية بل أنت تعيشها اليوم زاقعا ملموسا وحقيقة صارخة في كلّ شأن من شؤون الحياة

شيء من التاريخ


قبل الحديث عن أهداف (المبددين) و غاياتهم والترسبات (الفكرية) التي أنتقلت إليهم ومن أين دخل عليهم (الوباء) لا بدّ من ذكر شيء ولو يسير وإلقاء نظرة ولو خاطفة - بما يناسب المقام - على الظروف التي أدت إلى نشأة (جيل التغريب) -الذي وسمه الرافعي رحمه الله ب (المبددين) - وما هو الدور الذي أعدّوا لتأديته في هذه المسرحية الكبرى التي يسمّونها (تجديدا) ويسمّيها غيرهم (مسخا) و(إفسادا) و(تبديدا) فإنّ الرافعي رحمه الله وإن لم يبسط القول في ذلك بسطا يكشف للقاريء شيئا من التاريخ لما أهمّه من تحذير ونقض ودفع ودفاع فهو لم يتقصّد هذا (البعد) بالتأليف رغم أنه لم يهمل الإشارة إليه في مواطن متعددة من كتابه وسأذكر بعضها - بإذن الله - عندما أفرغ مما جاء في التقديم على أنّ القصة بحدافيرها قد ذكرها شيخ العربية محمود شاكر رحمه الله في كتابيه (رسالة في الطريق إلى ثقافتنا) و(أباطيل وأسمار) وعنهما أنقل فيما يأتي .

وهي قصة حقيق بأن يعرفها الكتاب والمثقفون وأن تقصّ على العامة في مجالسهم وأن يبثها الأئمة في خطب الجمعة وحلق التدريس ويربى على ترديدها الصبية في الكتاتيب والمدارس لخطورتها أولا وعمقها ثانيا وأثرها في علاج عقدة التخلّف الثقافي والإنبهار بالآخر في المقام الأخير فهي تعيد صياغة الشخصية وترتيب العقل بما تعيد صياغته من ترتيب للأحداث وتفسير للتاريخ فهي تجلّي شيئا من الجواب الحاسم على السؤال الخطير (لماذا تقأخّر المسلمون وتقدّم غيرهم) أو (سرّ تأخّر العرب والمسلمين) .

ما الذي حدث

يقول العلامة أبو فهر رحمه الله في كتابه الماتع (رسالة في الطريق إلى ثقافتنا) : ( لا تنظر إلى الفرق الهائل الكائن اليوم بين الشمال المسيحي و الجنوب الإسلامي فإنك إذا فعلت ضللت عن الحقيقة والحقيقة يومئذ أن الفرق بيننا وبينهم كان خطوة واحدة تستدرك بالهمة والصبر والدأب والتصميم لا أكثر .
بل أكبر من ذلك فإن اليقظة الأروبية كانت بعد في أول الطريق وتتكيء إتكاء شديدا على ما كان عندنا من العلم مسطورا في كتبنا برموزه التي تحتاج إلى استبانة وفهم وعلى العلم الحي الذي عند درا أهل الإسلام كما حدّثك الجبرتي المؤرخ عن أبيه الفقيه الجليل الجبرتي الكبير (أنظر ما سبق قريبا) وقراءة (المستشرقين) عليه ليهتدوا به إهتداء ما إلى حلّ هذه الرموز واستبانتها وفهمها ...
) ثمّ يستطرد العلامة أبو فهر في بيان الفرق بين (اليقظتين) فيقول : ( وكلّ الفرق بين اليقظتين يومئذ هو أنّ يقظتنا كانت هادئة سليمة الطوية منبعثة من داخلها ليس لها هدف إلاّ إستعادة شبابها ونضرتها في حدود الإسلام وإن كانت يومئذ (يقظة) متباعدة الديار غير متماسكة الأوصال ولكنها كانت قريبة التواصل وشيكة الإلتئام .
وأما يقظتهم هم فكانت متفجرة بحقد قديم مكظوم شيمته السطو الخفي وشملها مجتمع بالضغينة المتقادمة وهدفها إعداد العدة لإختراق (دار الإسلام) بالدهاء والخداع والمكر كما حدثتك آنفا فأطلت الحديث ..... أي هما يقظتان كانتا في زمن واحد إحداهما من من طبيعتها الرفق المهذب والأخرى طبيعتها العدوان الفاجر فانظر الآن ماذا كان بعد ذلم لأمر أراد الله أن يكون ودع عنك ما تقوله اليوم حياتنا الأدبية الفاسدة
)

إنّ هذا التزامن في ظهور (اليقظتين) جعل هؤلاء (المستشرفين) يشعرون خطورة نجاح المسلمين في تحقيق (نهضتهم) و أثر ذلك على عودتهم من جديد إلى ساحة الصراع الحضاري على العالم وقيادة البشرية نحو الآفاق التي أرادها لها الإسلام ووفق منهجه وقيمه فأصيبوا برعب شديد (فهم على أتم إطلاع على أسرار اليقظة كيف تبدأ وإلى أين تنتهي) فبدؤوا بدق نواقيس الخطر وتبيه ملوك أروبا وتحريض قادتها على التعامل الحازم مع هذا الخطب الجلل الذي يحدث في قلب (دار الإسلام) فألتهب حماسهم يمده التعصب والحقد بكلّ ما يحتاجه من مكر وبطش وتحايل ومكيدة وبدأ العمل على وضع خطط محكمة تتجنب أخطاء (الحملات السابقة) : (كان على رأس هذه القواعد : تنحية السلاح جانبا بعد أن ثبت لهم إخفاقه في أختراق دار الإسلام لأنه يستثير ما لا يعلمون من مغبة سوء العواقب ثمّ العمل الدائب البصير الصامت الذي يسمح لهم يوما ما تقليم هذه الأظافر وخاعها من جذورها ثمّ استنفاذ قوته بالمناوشة والمطاولة والمثابرة والدهاء والمكر والسياسة والصبر المتمادي حتى يأتي يوم لا يملك فيه إلاّ أن يستكين ويستسلم وليكن كلّ ذلك من وراء الغفلة وبالدهاء والرفق تارة وبالتنمر والتكشير عن الأنياب تارة أخرى )


يتبع بإذن الله
__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11-01-2016, 12:12 AM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
افتراضي


هذا هو سرّها

فالحقيقة إذن أنّ المكر الصليبي الحاقد قد هالته تباشير (اليقظة) في دار الإسلام رغم عتمة (الخرافة) المغرقة و ليل (الوثنية) البهيم وفشو (الجهل) المطبق وعموم (الإستبداد) بالرأي و(الإستئثار) بالأموال و(التناحر) على الدنيا (الفانية) و(التنافس) على بهرجها (الزائف) مع (شهوة السلطة) و(غطرسة الملك) فانقضّت الصليبية الحاقدة - على حين غرّة - بكل ما تحمله من بربرية وغطرسة وبطش لتطفيء ما بدى لها من بصيص - ولو متضائل - من أمل (اليقظة) المنشود في هذا الليل البهيم الدامس (واهتبال الغفلة المحيطة بهذه (اليقظة) الوليدة كما حدثتك آنفا ومعالجتها في مهدها قبل أن يتم تمامها ويستفحل أمرها وتصبح قوة قادرة على الصراع والحركة والإنتشار )

و عاد التتار من جديد

(ففي أواخر القرن السابع عشر الميلادي أي بعد أربعة قرون كان أول من حرّض فرنسا على إختراق دار الإسلام في مصر هو الفيلسوف الرياضي الألماني (ليبتنز) (جوتفريت فلهلم) (1672 - 1676 م)
وكان قد إلتحق بالسلك الدبلوماسي وقضى أربعة أعوام في باريس (1672 - 1676 م) في بلاط لويس الرابع عشر فقدم إليه سنة 1672 م تقريرا يحرّضه فيه على إختراق دار الإسلام في مصر ويقول له فيه : ( ... إنكم تضمنون بذلك بسط سلطان فرنسا وسيادتها في بلاد المشرق (أرض دار الإسلام) إلى ما شاء الله وتكسبون عطف المسيحية وتكسبون ثناءها وهنالك لا تخسرون عطف أوربة بل تجدونها مجمعة على الإعجاب بكم .. ) فاعجب لفيلسوف رياضي لم تشغله رياضته ولا فلسفته عن تحريض فرنسا على غزو مصر وتكسب عطف المسيحية الشمالية وتستحق ثناءها وتضمن بسط سلطانها على دار الإسلام إلى ما شاء الله وذلك قبل حملة نابليون بأكثر من مئة سنة
)

( ... وجاء عهد لويس السادس عشر (سنة 1774 م) وكان الكونت (سانت بريست) سفير فرنسا في الأستانة منذ سنة 1768 م وأقام فيها ست عشرة سنة يرقب فيها اضمحلال تركية وكان شديد الإهتمام بدار الإسلام في مصر فكتب غير مرة إلى حكومته يحضّها على إحتلال مصر تحقيقا لمطامع (دي شوزال) فأوفدت الحكومت البارون (دي توت) المجري الأصل الذي استوطن فرنسا وأوفدته إلى تركية فلما عاد سنة 1776 م قدم تقريرا مكتوبا إلى الحكومة الفرنسية بأن تركية في سبيل الإنحلال لا محالة ونصح الحكومة بالإقدام على إحتلال مصر .. )

(وبدأت الثورة الفرنسية سنة 1789 م وانتهت بإعدام لويس السادس عشر في يناير سنة 1793 م وتتابعت شكاوى التجار الفرنسيين المقيمين بمصر إلى حكومة الثورة يشكون ما أصابهم من سوء معاملة المماليك المصرية وما يلاقونه من غبن فعينت الحكومة المسيو (شارل مجالون) قنصلا عاما لفرنسا في مصر سنة 1793 م وكان مجالون هذا تاجرا فرنسيا أقام بمصر أكثر من ثلاثين سنة مشتغلا بالتجارة فأخذ يرسل التقارير والمذكرات إلى حكومته مبينا فيها عن عبث المماليك المصرية بمصالح التجار الفرنسيين في مصر ومصرّحا بأن هذا العبث لا يمكن أن يزول إلاّ إذا إستخدمت الجمهورية الفرنسية القوة في ردعهم وحرّض الحكومة على أن تتأهب لاحتلال مصر )

هكذا نشأ جيل التغريب


أرجو أن لا أكون أطلت عليك - أيّها القاريء الحصيف - بمثل هذه الإقتباسات فما رمت بها إستقصاء الأخبار ولا إيضاح التفاصيل ولكن الغاية هي وصف الإرهاصات التي مهّدت للحملة (البربرية) على مصر تلك التي منيت بفشل ذريع رغم حجم التدمير والتخريب الذي تركته في العمران ورغم القتل والسحل وكثرة المجازر وأنهار الدماء لكنّ لهيب الثورة ونداء الشهادة وحماس الجهاد قد أحرق نابليون (الهارب) وخليفته المفجوع فانهزم الفرنسيس وهم يجرون أذيال الخيبة والعار تلك الحملة التي يحاول كثير من كتابنا (المبددين) تمجيدها وجعلها بمثابة الشعلة (المقدسة) التي أيقظت الشرق من سباته مع أنها في حقيقة الأمر لم تكن سوى كابوسا مرعبا ونارا أحرقت ما بقي من كنوز معرفية لم يدنسها السطو المتعمد واللصوصية المسفرة التي رافقت نابليون وجنوده بما تعجز الأقلام عن وصفه فقد كانت عاصفة من لهيب مهلك للإجهاز على هذا المارد المتخبط وضمان سكونه وهموده إلى أن يرث
الله الأرض ومن عليها ولن يتم لهم هذا الأمر إلا بإحداث صدمة حضارية لبعض من لم تكتمل عناصر شخصيته ولم ترتو من ثقافته المتكاملة ( يشاهدون في أثنائها عظمة الأمة الفرنسية ويعتادون على تقاليدنا ولغتنا ولما يعودون إلى مصر يكون لعامتهم حزب يضم إلى غيرهم .... كنت قد طلبت مرارا جوقة تمثيلية وسأهتم إهتماما خاصا بارسالها لك لأنها ضرورية للجيش وللبدء في تغيير تقاليد البلد )

كان هذا إقتباسا من الرسالة التي أرسلها نابليون لخليفته كليبر - ونقلها الشيخ شاكر - يستحثه فيها على خطف 500 أو 600 شخص من المماليك ونقلهم إلى فرنسا ليخضعوا لعملية طويلة من مسخ الشخصية تحيلهم إلى أبواق فارغة لما يريده الغزاة المتآمرون

ورغم فشل نابليون الذريع في مصر إلاّ أنّ أطماع الغزاة وأحقادهم لم تتوقف فاستطاعوا - لحكمة أرادها الله - أن يستميلوا أحد المماليك الطامحين وأن يضعوه تحت سطوتهم وتأثيرهم فنافق المشايخ والعامة إلى أن وطّد أركان سلطته فقلب عليهم ظهر المجن !

( ..... نجح (جومار) ونجح الإستشراق وقناصله في إغراء محمد علي بإرسال بعثة كبيرة من شباب مصر إلى فرنسا في يوليه سنة 1826 م (سنة 1242 ه) وتتابعت هذه البعثات إلى سنة 1847 م (سنة 1264 ه) وكانت كلها تحت إشراف (جومار) يصنعها على عينيه كانو شبابا صغارا ليس في عقولهم ولا في قلوبهم إلاّ القليل الذي لا يغني من (الثقافة المتكاملة) التي عاشت فيها أمتهم قرونا متطاولة ووضعهم جومار تحت أيد (المستشرقين) يوجهونهم من حيث لا يشعرون إلى الجهة التي يريدونها ويعطونهم القدر اليسير المتفق عليه بينهم من العلوم التي يدرسونها ثم يردونهم بعد سنوات قلائل إلى مصر وإلى دولة محمد علي التي أسسها وهو ودولته في قبضة القناصل والإستشراق ومشورتهم لا يستطيع فكاكا منها لأنه كان جاهلا ولم يتعلم علما قط ... )

يقول الدكتور أبو القاسم سعد الله رحمه الله ( إنّ كلّ أنواع الإستعمار تركت بصماتها على الشعوب التي إستعمرتها والدليل على ذلك ما نشاهده اليوم مع ما يسمى ب (النخب) التي نشأت وتخرّجت من المدارس التي أشرف عليها المستعمرون )

وهكذا نشأ جيل التغريب ... فإلى لقاء جديد إن شاء الله










__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-05-2016, 01:37 PM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
افتراضي

طلائع التغريب

قبل العودة إلى الرافعي رحمه الله أرى من الملائم ذكر شيء عن رواد التغريب ومقالاتهم ومن ثمّ العودة إلى إشارات الرافعي ومناقشاته لهؤلاء وأبرس المسائل التي ذكرها في كتابه والتي لم تزل إلى اليوم نقطة الصراع بين أبناء المدرسة العربية الإسلامية وبين الثمار (المسمومة) لمدرسة التغريب وحتى يكون القاريء الكريم على بينة من أمره فإنّي لم أكتب شيئا من كيسي بل أنا أنقل عن كتاب (المدرسة العقلية الحديثة) للدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل حفظه الله وعن كتابين لشيخ مؤرّخي جزائر الإستقلال الأستاذ الدكتور أبو القاسم سعد الله رحمه الله وهما (تاريخ الحركة الوطنية في الجزائر) و (مقالات خارج السرب) فليراجع تفاصيل ذلك من شاء

جاء في كتاب (المدرسة العقلية الحديثة) للدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل :(كان من أوائل المبتعثين إلى الغرب رفاعة الطهطاوي من مصر (1801 م - 1873 م) وخير الدين التونسي (1830 م - 1879 م) وكلاهما ذهب إلى الغرب وهو عري من العقيدة السليمة و كل منهما درس في فرنسا في وقت متقارب وكانت الدول الغربية في أوج تقدمها وكبريائها فأعجبا بالغرب إعجابا ملك عليهما عقولهما وذهلا للفرق بين أوضاع المسلمين وحال الغرب هناك وجاء كل منهما بهذه النفسية المنهزمة والعقلية الغربية فأخذ ينادي بشعارات غربية دون بصيرة وربما عن حسن نية وصدق عاطفة (والله أعلم) وأخذ يشيد بالغرب والغربية وينادي بالحرية والتغني بالأمجاد القديمة كالفرعونية في مصر والآشورية في الشام والوطنية والتسامح الديني تقليدا للغرب وحاول كلّ منهما أن يخضع تعاليم الإسلام وأصوله للمفاهيم الغربية التي تأثر بها ..... )

( وفي الهند انبرى السيد أخمد خان (1817 م - 1898 م) الذي زار أوروبا وأعجب بالغرب أيما إعجاب فدعى المسلمين إلى مصالحة الإنجليز وبذل جهودا جبارة في إخماد حركة الجهاد ضد الإنجليز التي قامت عام (1857 م) ثم أعلن حركته العقلانية المستغربة ... )

(ثمّ جاء ضياء كوك ألب (1875 م) في تركيا ودعى صراحة إلى سلخ تركيا من ماضيها القريب (الإسلامي) وتكوينها تكوينا قوميا وطنيا يرجع بها إلى حضارتها الجاهلية القديمة قبل الإسلام ... )

وفي الجزائر لم يكن الأمر ليشذ عن هذا السياق فمنذ أن وطئت أقدام الصليبيين أرضها الطاهرة وهم في عمل حثيث وجهد مستميت في تعيير ثقافتها ودينها ولغتها وطمس معالم هويتها وإنتمائها بالتدمير والتضييق وإطلاق الأسماء النصرانية على الأزقة والطرقات وإحلال الكنائس محلّ المساجد وزرع رموز الصليبية على المرتفعات والتلال المشرفة على المدن وكان من أخبث ما تنبهوا إليه هو محاربة التعليم الإسلامي والمدارس العربية بتجفيف منابع تمويلها وذلك بما نهبوه واغتصبوه من أموال الأوقاف وممتلكاتها مع حرق المكتبات ومصادرة الوثائق وقمع العلماء الأحرار ممن عجزوا عن تدجينه و البدء في زرع المدارس الفرنسية وإعراء الأهالي بالمسلمين بالإنتساب إليها فقد (أعلن الدوق دو روفيقوا - وكان الحاكم العام للجزائر عام 1832 م - أن : على الجزائريين أن يتعلّموا اللغة الفرنسية لأنها لغة السيادة ولغة المنتصرين )

و مما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق أن الخطة التي رسمها المستشرقون الأرجاس لمصر هي نفسها تلك التي نفذتها يد الإستدمار الغاشم في الجزائر وسهر على توجيهها مثقفوه وعملاؤه فقد أشار الدكتور سعد الله في كتابه عن تاريخ الحركة الوطنية في الجزائر إلى ما نص عليه تقرير 1851 م من (ضرورة الشروع في تكوين جيل جديد من الجزائريين في مدارس فرنسية وهذا بعد عشين سنة من الإحتلال جيل لم يحضر الغزو وعمليات المقاومة وإنما نشأ في عهد الإحتلال نفسه وفتح عينيه على الجوائر (الفرنسية) فيكون نعم الأداة للإندماج المنشود )

لكن الباحث في التاريخ يجد أنّ تأثير الأفكار الأروبية وظهورها في كتابات بعض الأدباء والمثقفين يرجع إلى فترة أقدم من هذه فقد ذكر الدكتور سعد الله في كتاب (مقالات خارج السرب) ذلك فقال : ( .. كما تمثل كتابات حمدان خوجة صاحب كتاب المرآة المشار إليه (1833 م) الذي ملأ كتابه بأفكار قومية ووطنية في ردّه على الإستعمار الفرنسي للجزائر ... )

و يستطرد في كتاب (تاريخ الحركة الوطنية الجزء الثاني ) : (فقبل أن يتم الإتصال الثقافي بين الأوروبيين والعالم الإسلامي كان بعض الجزائريين قد سبقوا بتكوين أفكارهم عن الإصلاح والقومية والديمقراطية والإسلام وعلاقته بالحضارة الحديثة ومن الممكن أن يعتبر حمدان خوجة أول جزائري عربي مسلم آمن بالمفهوم الحديث للقومية ونادى بإقامة فكرة قومية للأمة العربية الإسلامية وقد كان خوجة أول عربي مسلم تطرده من بلاده دولة أوروبية من أجل قضية قومية )

ويضيف كما في (مقالات خارج السرب) : ( .... وقد ساعدت الصحافة والأدب في حركة الإحياء اللغوي وإكتشاف التاريخ المشترك على الترويج للقومية لدى الشعوب المنضوية تحت الحكم العثماني ومنها الشعب العربي وكان من نتائج ذلك كتابات عبد الرحمن الكواكبي وظهور الحركات القومية السرية مثل جمعية العربية الفتاة والجمعية القحطانية والمنتدى العربي وعقد المؤتمر العربي الأول بباريس سنة 1913 م )

لقد كان الغرض من هذا الفصل هو بيان بعض من أبرز رواد التغريب في البلاد الإسلامية تمهيدا لذكر شيء من أفكارهم وأغراضهم ومدى إلتزامهم بالمنهج العلمي وما استندو إليه في تقرير أقوالهم وكيف نقض الرافعي رحمه الله كثيرا منها في كتابه وما هي المسائل التي ذكرها ولعلّ الإضافة التي أردت إبرازها هي ذكر إرهاصات التغريب في الجزائر وبيان سبق عملية (الغزوالفكري) عملية (صناعة التفكير) أو (إعادة صياغة العقل العربي) كما يهوى تسميتها أحفاد (المبددين) فإلى لقاء آخر إن شاء الله
__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11-07-2016, 12:28 PM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
افتراضي

الرواسب الفكرية

سبق وأن قرّرت أن المستشرقين قد درسوا الحضارة الإسلاميية والتاريخ الإسلامي دراسة فاحصة دقيقة ورصدوا تطور الحياة الإجتماعية وظهور الفرق والأحزاب و بداية الصراع على السلطة فكانوا عين (الإستدمار) الفاحصة و فكره (الموجه) فقد عرف هؤلاء في فترة مبكرة أنّ المعركة من يومها الأول هي معركة أفكار وقيم قبل أن تكون معركة مدافع وحمم فبذاوا جهودا جبارة في تحريف التاريخ وطمس معالم الهوية العربية الإسلامية مع محاولة إحلال النظرة (المادية) الغربية محلّها ولم يجد هؤلاء غير سلاح (التشكيك) يلبسونه ثوب (العلمية) و(التجرّد) (وظاهر من كلّ ما كتبته لك آنفا أنّ (الإستشراق) من فرع رأسه إلى أخمص قدميه غارق في (الأهواء) والثقافة الأروبية والحضارة الأروبية تستقبل (الأهواء) بلا نكير ولا أنفة بل هي تسوغ استعمال رذيلة (الأهواء) في الدنيا وفي الناس بلا حرج لأنها حضارة قائمة على المنفعة والسلب ونهب الأمم وإخضاعها بكل وسيلة لسلطانها المتحضّر) (3) ولهذا فقد إتبعت الصليبية الغربية في هجمتها على العالم الإسلامي خطة قائمة على التنكر لدور المسلمين في صناعة الحضارة والتقدم ونشر الفضائل والقيم والحطّ على العرب ووصفهم بأبشع الأوصاف مع إحياء النعرات القبلية والإنتماء العرقي تمهيدا لبث النزاع والفرقة بين بني الإسلام فقد علم هؤلاء الأوباش أن لا سبيل لهم لتحطيم حصون الإسلام وتدميرها إلاّ ببث الفرقة والشقاق وبث الشكوك في بني (الإسلام) وإخراج ذلك في صورة (البحث) و(التحقيق) ليروج على ضعاف العقول (فأعجب العجب إذن أن يعد أحد شيئا مما كتبه (المستشرقون) في لغتنا وثقافتنا وديننا داخلا في حد الممكن وأن يراه متضمنا لرأي حقيق بالإحترام والتقدير فضلا عن أن يكون (عملا علميا) أو (بحثا منهجيا) نسترشد به نحن في شؤون لغتنا وثقافتنا وتاريخنا وديننا ) (2)
يقول الدكتور أبو القاسم سعد الله رحمه الله ( ولكي يغرس أي إستعمار ثقافته (عولمته) يلجأ بداية إلى الطعن في القيم الثقافية السائدة في البلدان الضعيفة أو ما يسمى بالثقافة الأهلية التي تتصدى له كما يعمد إلأى تمجيد ثقافته ولغته وإنجازاته الحضارية)

ويقول العلامة الإبراهيمي رحمه الله ( لا يجد الباحث عناء في العثور على مصداق ما قلناه من تمكن النزعة الصليبية في هؤلاء القوم فهذه باريس منبع الثقافات والفنون والصنائع التي استطاعت أن تجمع المتناقضات لا يجد الباحث عناء في العثور على مصداق ما قلناه من تمكّن النزعة الصليبية في هؤلاء القوم، فهذه باريس منبع الثقافات والفنون والصنائع، التي استطاعت أن تجمع المتناقضات، وثوقف الإلحادَ بجنب المسيحية المتشدّدة، والإباحية العارية بجنب الحشمة المتزمتة، واللهو المعربد بجنب الوقار الساكن، تضم فيما تنضم عليه بيئة "صناعية" لصنع العقول، يديرها رجالُ دين، ويُدبّرها مستشرق شهير، وتقف جهودَها ونشاطها على تغذية النزعة البربرية في نفوس أبناء الجزائر والمغرب، من التلامذة الدارسين للعلم، أو العوام العاملين للقوت، وتغريهم بالتنكر للإسلام لأنه دينُ العرب، وبالتنصل من العربية لأنها جنسية طارئة غريبة، وتحاول إقناعهم بأن هذا الوطن بربري، وأن العقلية البربرية أقرب إلى اللاتينية منها إلى العربية، بسبب قرب الجوار، وصلة البحر المتوسط المتقارب الشاطئين، وبما تركه الاستعمار اللاتيني القديم فيها من آثار وتلاقيح، ولم يظلم الماريشالَ "ليوتي" من نسب إليه وضع الحجر الأول لبناء هذه المدرسة، وأن أول المتخرّجين فيها نابغة من أبناء المغرب، ولكن خلفاءَه في تلك النزعة وسعوا الدائرة، ولم يعودوا يقنعون بصيد المثقفين من أمثال ذلك النابغة، ونقلهم من صميم الإسلام إلى صميم المسيحية، بل أصبحوا يأنفون أن يكون للمسلم أو العربي مكانة ممتازة في المسيحية، كما يأنفون أن يكون لأحدهما مكانة ممتازة في العلم أو في السياسة أو في الجندية، وإنما يعملون اليوم للذبذبة والتشكيك حتى يتنكر العربي لعروبته، والمسلم لإسلامه، ولخلق جنسين يسهل عليهم ضربُ أحدهما بالآخر فيستريحوا منهما معًا، ذلك لأنهم يعلمون أن الإسلام هو مساك الأخوة الروحية، فإذا وهى وضعف تأثيره على النفوس، نجمت النعرات المفرقة، ووجد دعاة التفريق مداخلَ للإغراء واللإغواء )

ويضيف الدكتور أبو القاسم سعد الله رحمه الله مبينا الطريقة التي إتبعها هؤلاء : ( .... برزت منهم طائفة أخذت توظف معارفها لخدمة الإستعمار بتفسير التاريخ الإسلامي تفسيرا يسيء إلى مفهوم التطور وجغلت من التخلف الذي أصاب المسلمين حجة عليهم وطعنت في حكامهم على أنهم مستبدون وأن الإستبداد في طبعهم وأنه من أثر الإسلام عليهم لأن الإسلام لا يعترف بحكم الشعب كما طعنوا في المحكومين باعتبارهم رعايا قدريين فيهم قابلية الإستبداد والإستعداد الفطري للإستعباد

ومن هؤلاء المستشرقين من بالغ ونفى كل فضيلة عن المسلمين والعرب في التاريخ وفي كل مساهمة في الحضارة فهي منسوبة إلى شعوب أخرى غير عربية اعتنقت الإسلام ولا سيما تلك الشعوب التي ترجع إلى أصول آرية

أما المبشرون فقد درسوا التاريخ الإسلامي أيضا وجعلوا منه أداة للطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته الشخصية ورسالته كما وجهوا نقدهم (أو بالأحرى شتمهم) للقرآن وأحكامه عن المرأة والرق والقصاص والجهاد وادعوا أن الإسلام انتشر بالسيف لا باللسان وبالعنف لا بالدعوة والإقناع ...
)

(وأما الأكاديميون فقد وظّفوا مناهج البحث ومنها المنهج العقلي ومذهب الشك وسلّطوا ذلك على أحداث التاريخ الإسلامي ولا سيما مسألة الخلافة والصراع على السلطة وثورة الأقليات وظهور الدعايات والمذاهب والتوتر الإجتماعي والتمايز الطبقي وقضية البداوة والحضارة وأطوار التاريخ ودور القبائل والعشائر والنزاعات العرقية )

وقد رصد بعض الباحثين -3- درجة ترسب وتسرّب هذه الأفكار لمدرسة

(التغريب) وروادها (المبددين) سأقتصر منها على ثلاثة نماذج :

01 - إننا نجد (هنري ماسيه) أحد المستشرقين يذهب في كتابه (الإسلام) إلى أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يرض لنفسه إلاّ بمعجزة واحدة وأن التقاليد الإسلامية هي التي اصطنعت له معجزات أخرى غيرها كما قال بها مستشرقون آخرون

وقد تلقفتها العقلانية الحديثة والقديمة ونادت بها كما فعل محمد حسين هيكل ومحمد فريد وجدي

02 - ويقول (هنري ماسيه) بأن قصة إبراهيم وإسماعيل وبنائهما الكعبة من الأساطير التي استمدها القرآن من أساطير اليهود والنصارى وقال بها (مرجليوث)

ثمّ أخذها عنهم طه حسين فزعم أن قصة إسماعيل وإبراهيم غير ثابتة تاريخيا مهما حدثنا عنها القرآن والتورات والإنجيل

03 - جمهور العقلانيين يجعلون بحوث المستشرفين وكتبهم في طليعة مصادرهم ومراجعهم الأساسية

يقول الدكتور محمد غلاب : (لهذا يجب على كل مثقف من المسلمين أن يضع دراسات المستشرقين في طليعة بحوثه بل في الصف الأول من شواغله العقلية ) - إنتهى النقل -


وقد علّق الدكتور عماد الدين خليل على هذه المنهجية فقال : (إنّ هذا التصور (المسبق) يكاد يأخذ برقاب المستشرقين ويضع بصماته العميقة على مناهجهم في التعامل مع وقائع السيرة وظاهرة النبوة )

وخلف من بعدهم خلف (4)


وكانت البداية في السعي إلى إفساد المرأة : ففي عام 1900م أخرج قاسم أمين كتابيه : تحرير المرأة و المرأة الجديدة داعيا إلى التبرج والسفور

ثمّ اللغة : فنشر سلامة موسى كتابه : (اليوم والغد) وهو مجموعة مقالات نشرت بين عامي 1925 م - 1926 م دعى فيه إلى ترك الإسلام واللغة العربية صراحة

ثمّ الوحي : حيث كتب الدكتور طه حسين كتابه في الشعر الجاهلي عام 1926 م طعن فيه في بعض القصص القرآنية وزعم فيه أن القرآن نتاج بشري

ثمّ السياسة والحكم : حيث كتب الشيخ علي عبد الرازق كتابه (الإسلام وأصول الحكم) (عام 1925 م) زعم فيه أن الإسلام لا صلة له بالدولة وأنه بريء من التدخل في السياسة والحكم والقضاء

ثمّ السيرة : حيث كتب الدكتور محمد حسين هيكل كتابه (حياة محمد) (1935م) اهتم فيه بالجانب الإنساني في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وترك جوانب الوحي والنبوة والغيب

والحضارة : حيث كتب الدكتور أحمد أمين موسوعته الإسلامية في تاريخ الحياة العقلية للأمة الإسلامية

والسنة : حيث كتب الشيخ محمود أبو رية كتابه (أضواء على السنة المحمدية) طعن فيه في السنة وحجيتها

والقرآن : حيث كتب محمد أخمد خلف الله (رسالة ماجستير) زعم فيها أن القرآن اشتمل على الخرافات والأساطير -إنتهى النقل -

إلى هذا الحد يمكن القول بأني قد رسمت صورة واضحة للقاريء الكريم حول السياق التاريخي والظروف السياسية التي دفعت الرافعي رحمه الله - وغيره من الكتاب - لتجريد القلم والرد على هؤلاء (الأوباش) وإلى هذا الحد يمكن للقاري الحصيف أن يفهم سرّ تسمية الكتاب (تحت راية القرآن) فإلى لقاء جديد إن شاء الله مع الرافعي مرّة أخرى

................................................

1-2 : شيخ العربية العلامة محمود شاكر
3-4 : عن الدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل بتصرف
__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:32 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.