ما صحة هذا الأثر في جواز النمص ؟

[أبو عبد الله عادل السلفي]

السؤال :

هل قول السيدة عائشة بمعنى "لو استطعت أن تنزعي مقلتيك فتضعيهما أحسن مما هما عليه" صحيح، وإن كان فهل يدل هذا على جواز عمليات التجميل للتجمل بدون وجود داع طبي؟

الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
فهذا الأثر رواه ابن سعد من طريق بكرة بنت عقبة: أنها دخلت على عائشة وهي جالسة في معصفرة فسألتها عن الحناء، فقالت: شجرة طيبة وماء طهور. وسألتها عن الحفاف -تعني إزالة شعر من الوجه- فقالت لها: إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتصنعيهما أحسن مما هما فافعلي. الطبقات الكبرى، وأورده الذهبي في ترجمة عائشة من تاريخه ومن السير (تاريخ الإسلام، سير أعلام النبلاء).
وبكرة بن عقبة لم نجد من ذكرها إلا ابن حبان، فذكرها في الثقات بما في هذا الإسناد وحسب -الثقات- وهو معروف بتوثيق المجاهيل، ولذلك قال محقق سير أعلام النبلاء: رجاله ثقات خلا بكرة بنت عقبة فإنها لا تعرف. انتهى.
وعليه فهذا الإسناد لا يثبت.. هذا من ناحية ثبوت الأثر، وأما من ناحية فقهه فقد استدل به بعض أهل العلم على جواز تنمص المرأة تزيناً لزوجها، وحملوا حديث لعن النامصة على من فعلت ذلك للتدليس، وقد سبق ذكر ذلك في الفتوى رقم17609.
وقال عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي: إذا أخذت المرأة من وجهها لأجل زوجها بعد رؤيته إياها فلا بأس، وإنما يذم إذا فعلته قبل أن يراها لأن فيه تدليساً. انتهى. نقل ذلك ابن الجوزي واستدل في ما استدل بأثر عائشة هذاكما في غذاء الألباب.
ولكن الراجح خلاف هذا وهو حرمة نمص الحاجبين سواء للزوج أو غيره، وإن صح ما ورد عن عائشة رضي الله عنها يحمل على ما عدا الحاجبين، كما سبق بيانه تفصيلاً في الفتوى رقم 75840.
وأما بالنسبة للاستدلال بهذا الأثر على جواز عمليات التجميل بالإطلاق فلا يصح، لأن ظاهر القرآن والسنة على خلافه وهو تحريم تغيير خلق الله، كما قال تعالى على لسان الشيطان: وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا {النساء:119}، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتلفلجات للحسن المغيرات خلق الله. رواه البخاري ومسلم.. هذا وقد روي عن عائشة نفسها ما يخالف عموم هذا الأثر السابق، حيث سئلت رضي الله عنها عن قشر الوجه، فقالت: إن كان شيء ولدت وهو بها فلا يحل لها إخراجه، وإن كان شيء حدث فلا بأس بقشره. عمدة القاري وغذاء الألباب. وقد سبق بيان حرمة عمليات التجميل التي لا يطلب منها إلا الحسن والجمال، لما فيها من تغيير خلق الله، وأن الجائز هو ما كان منها لإزالة ضرر أو عيب مشوه للخلقة تشويهاً واضحاً، وذلك في عدة فتاوى منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1509، 17718، 33999.
والله أعلم.

http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S...ng=A&Id=114240

[عبد الله بن مسلم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله عادل السلفي

وعليكم السلام ورحمة الله

و أورده السفارييني في "غذاء الألباب" [ص433] حيث قال

وقال: قال مسلم وحدثتنا بحسة الراسبية قالت حدثتني أم نصرة قالت قالت عائشة رضي الله عنها : لو كان في وجه بنات أخي لأخرجته ولو بشفرة . وقال وعن بكرة بنت عقبة أنها دخلت على عائشة رضي الله عنها فسألتها عن الحناء فقالت شجرة طيبة وماء طهور ، وسألتها عن الحفاف فقالت لها إن كان لك زوج فاستطعت أن تنتزعي مقلتيك فتصنعيهما أحسن مما هما فافعلي . انتهى .

جزاك الله خيراً أخي عادل على الفائدة.

هل هذا السند صحيح ؟ هل أورده مسلم في صحيحه ؟ من يفيدنا بصحة هذا الأثر ؟

جزاكم الله خيراً

[أبو عبد الله عادل السلفي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر بن عبد الهادي الكرخي

إزالة شعر اللحية والشارب عند بعض النساء المشعرات. وهذا جائز -على خلاف بين الفقهاء-..

نعم أتفق معك, لكن الإشكال هو في قولها رضي الله عنها, تنتزعي مقلتيك. فهنا حددت موضع الأخذ من الوجه.

[عبد الله بن مسلم]

بارك الله فيكما أيها الأحبة على المساعدة و جزاكم الله خيراً.

[أبو أويس السليماني]

جزاكم الله خيرا ( جميعا ) .
هناك شيئ عزيز في هذا الأثر يحلُّ الإشكال - على فرض صحته!- و هو قول أمنا عائشة رضي الله عنها :
إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك .... فلا أحد يقول بجواز نزع المقلتين (!!!) ، و هذا منها رضي الله عنها دليل على توضيح أهمية التزيّن للزوج بالأماكن الأخرى التي لم ينصّ على تحريمها .
فما ثبت تحريمه بنصّ ظاهر الدلالة لا نستطيع إباحته ببعض آثار الصحابة-رضي الله عنهم- لورود الاحتمالات كثير تمنع من الأخذ بأقوالهم : كالنسيان ، والسهو (في التبليغ ، عكس تبليغ النبي صلى الله عليه وسلّم ، فلا يصدق عليه ذلك ) ، وكذلك احتمال عدم وصول الخبر إليه على الوجه الكامل ، أو وصوله على وجه ناقص لا يخدم أصل النص ! ...و مع هذا فلا يعارض النص الصحيح بالأثر .
خاصة وأنّ النمص فيه تغيير لخلق الله تعالى ، و هي علّة منصوصة (!) ، فكيف يجوز لأحد أن يقصر التحريم على من فعلت ذلك لزوجها ؟! ...و أثر ابن مسعود يدفع ذلك أيضا لما قالت له إحدى النساء أنّ زوجك تفعل ذلك ن بعد أن كان منع بنص الحديث النساء من ذلك ، فأمر أن تدخل السائلة على زوجه و تنظر بنفسها أنها لا -ولم- تفعل ذلك ، فدخلت فلم تجد مما ذكرت شيئا ، والأثر -هذا- صححه شيخ مشايخنا الألباني رحمه الله في كتابه أدب الزفاف .(فليرجع إليه).
إن نزع المقلتين -العينين- أمر فيه ضرر ، و هو محرّم أصلا ، وهذا يدلّنا أن عائشة رضي الله عنها لم ترد ظاهر الحديث كما هو ظاهر ! .
نعم الأثر فيه إشكال-على فرض صحته- على من منع من النمص مطلقا ، في جميع أنحاء الجسم و أعضائه...و هذا القول ثابت عن بعض أهل العلم -رحمهم الله- كالشيخ الإمام المحقق :محمد ناصر الدين الألباني (رحمه الله ) ، و اللغة تؤيّده .
أما قولها الآخر -على فرض صحته -: وسألتها امرأتي عن المرأة تحف جبينها قالت أميطي عنك الأذى ما استطعت..فهذا ظاهر فيمن كان يؤذيها ذلك ، ولذلك قالت أميطي عنك الأذى ، أي ما يؤذيها ، كأ

[عمربن محمد بدير]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أويس السليماني

جزاكم الله خيرا ( جميعا ) .
هناك شيئ عزيز في هذا الأثر يحلُّ الإشكال - على فرض صحته!- و هو قول أمنا عائشة رضي الله عنها :
إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك .... فلا أحد يقول بجواز نزع المقلتين (!!!) ، و هذا منها رضي الله عنها دليل على توضيح أهمية التزيّن للزوج بالأماكن الأخرى التي لم ينصّ على تحريمها .
فما ثبت تحريمه بنصّ ظاهر الدلالة لا نستطيع إباحته ببعض آثار الصحابة-رضي الله عنهم- لورود الاحتمالات كثير تمنع من الأخذ بأقوالهم : كالنسيان ، والسهو (في التبليغ ، عكس تبليغ النبي صلى الله عليه وسلّم ، فلا يصدق عليه ذلك ) ، وكذلك احتمال عدم وصول الخبر إليه على الوجه الكامل ، أو وصوله على وجه ناقص لا يخدم أصل النص ! ...و مع هذا فلا يعارض النص الصحيح بالأثر .
خاصة وأنّ النمص فيه تغيير لخلق الله تعالى ، و هي علّة منصوصة (!) ، فكيف يجوز لأحد أن يقصر التحريم على من فعلت ذلك لزوجها ؟! ...و أثر ابن مسعود يدفع ذلك أيضا لما قالت له إحدى النساء أنّ زوجك تفعل ذلك ن بعد أن كان منع بنص الحديث النساء من ذلك ، فأمر أن تدخل السائلة على زوجه و تنظر بنفسها أنها لا -ولم- تفعل ذلك ، فدخلت فلم تجد مما ذكرت شيئا ، والأثر -هذا- صححه شيخ مشايخنا الألباني رحمه الله في كتابه أدب الزفاف .(فليرجع إليه).
إن نزع المقلتين -العينين- أمر فيه ضرر ، و هو محرّم أصلا ، وهذا يدلّنا أن عائشة رضي الله عنها لم ترد ظاهر الحديث كما هو ظاهر ! .
نعم الأثر فيه إشكال-على فرض صحته- على من منع من النمص مطلقا ، في جميع أنحاء الجسم و أعضائه...و هذا القول ثابت عن بعض أهل العلم -رحمهم الله- كالشيخ الإمام المحقق :محمد ناصر الدين الألباني (رحمه الله ) ، و اللغة تؤيّده .
أما قولها الآخر -على فرض صحته -: وسألتها امرأتي عن المرأة تحف جبينها قالت أميطي عنك الأذى ما استطعت..فهذا ظاهر فيمن كان يؤذيها ذلك ، ولذلك قالت أميطي عنك الأذى ، أي ما يؤذيها ، كأ

نـــــعم القول قـــــــــــولك .. فعجبا لمن يعارض حديثا صحيحا بأثــــــر ..

[عبد الله بن مسلم]

بارك الله فيكم على المساعدة و جزاكم الله خيراً.

[علي السحابي]

والعلة ــ والله أعلم ــ من قوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ ( المغيرات لخلق الله للحُسُن!)

[علي السحابي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر الخالدي

خطر ببالي سؤال:

لماذا تخصيص النمص بالحاجبين؟ وما دليل ذلك؟
فإنّ أصل النمص (لغةً) هو نتف الشعر -هكذا بإطلاق-.
وبعض مَن عرَّفَهُ (اصطلاحاً) خصَّصَه بالوجه وبعضهم زاد تخصيصه بالحاجب ... ولم أجد لهم دليلا على ذلك !

والعلة ــ والله أعلم ــ من قوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ ( المغيرات لخلق الله للحُسُن!)