أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
85015 86507

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر القرآن والسنة - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-03-2012, 02:56 PM
ام البراء ام البراء غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 952
افتراضي الاستئناس بقصة أضياف أبي بكر-رضي الله عنه-

حدثنا أبو عثمان أنه حدثه عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما: (أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال مرة:" من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس" أو كما قال. وأن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة وأبو بكر ثلاثة. قال: فهو أنا وأبي وأمي -ولا أدري هل قال: امرأتي - وخادمي بين بيتنا وبين بيت أبي بكر وأن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صلى العشاء ثم رجع فلبث حتى تعشى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله.
قالت له امرأته: ما حبسك عن أضيافك أو ضيفك؟
قال: أوعشيتهم؟
قالت: أبوا حتى تجيء قد عرضوا عليهم فغلبوهم.
فذهبت فاختبأت!
فقال: يا غنثر! فجدع وسب.
وقال: كلوا.
وقال: لا أطعمه أبدا.
قال: وايم الله ما كنا نأخذ من اللقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها حتى شبعوا وصارت أكثر مما كانت قبل.
فنظر أبو بكر فإذا شيء أو أكثر قال لامرأته: يا أخت بني فراس. قالت: لا وقرة عيني لهي الآن أكثر مما قبل بثلاث مرات.
فأكل منها أبو بكر وقال: إنما كان الشيطان- يعني يمينه. ثم أكل منها لقمة ثم حملها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده وكان بيننا وبين قوم عهد فمضى الأجل فتفرقنا اثنا عشر رجلا مع كل رجل منهم أناس الله أعلم كم مع كل رجل غير أنه بعث معهم قال أكلوا منها أجمعون أو كما قال وغيره يقول فعرفنا من العرافة)صحيح البخاري(3388)


قال ابن حجر-رحمه الله-:
حديث عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق في قصة أضياف أبي بكر ، والمراد منه تكثير الطعام القليل .


(الصفة): مكان في مؤخر المسجد النبوي مظلل أعد لنزول الغرباء فيه ممن لا مأوى له ولا أهل ، وكانوا يكثرون فيه ويقلون بحسب من يتزوج منهم أو يموت أو يسافر.

( من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ) أي من أهل الصفة المذكورين . وقال القرطبي : ويؤيده قوله في الحديث(طعام الاثنين يكفي أربعة) أي القدر الذي يشبع الاثنين يسد رمق أربعة .

(ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس ، بسادس ، أو كما قال ) أي فليذهب بخامس إن لم يكن عنده ما يقتضي أكثر من ذلك ، وإلا فليذهب بسادس مع الخامس إن كان عنده أكثر من ذلك . والحكمة في كونه يزيد كل أحد واحدا فقط أن عيشهم في ذلك الوقت لم يكن متسعا ، فمن كان عنده مثلا ثلاثة أنفس لا يضيق عليه أن يطعم الرابع من قوتهم ، وكذلك الأربعة وما فوقها ، بخلاف ما لو زيدت الأضياف بعدد العيال فإنما ذلك يحصل الاكتفاء فيه عند اتساع الحال .
(وإن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة) عبر عن أبي بكر بلفظ المجيء لبعد منزله من المسجد ، وعن النبي صلى الله عليه وسلم بالانطلاق لقربه . ودل ذلك على أن أبا بكر كان عنده طعام أربعة ومع ذلك فأخذ خامسا وسادسا وسابعا فكأن الحكمة في أخذه واحدا زائدا عما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه أراد أن يؤثر السابع بنصيبه إذ ظهر له أنه لم يأكل أولا معهم .
( قال: فهو أنا وأبي وأمي ) القائل هو عبد الرحمن بن أبي بكر ، " فهو " أي الشأن ، وقوله : " أنا " مبتدأ وخبره محذوف يدل عليه السياق وتقديره في الدار .
( ولا أدري هل قال امرأتي ) والقائل " هل قال " هو أبو
ثمان الراوي عن عبد الرحمن كأنه شك في ذلك.

( بين بيتنا ) أي خدمتها مشتركة بين بيتنا وبيت أبي بكر ، وهو ظرف للخادم ، وأم عبد الرحمن هي أم رومان مشهورة بكنيتها.


( وإن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صلى العشاء ثم رجع ) وفائدته الإشارة إلى أن تأخره عند النبي صلى الله عليه وسلم كان بمقدار أن تعشى معه وصلى العشاء وما رجع إلى منزله إلا بعد أن مضى من الليل قطعة ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يؤخر صلاة العشاء. ووقع في رواية مسلم " فلبث حتى نعس" والحاصل أنه تأخر عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى صلى العشاء ثم تأخر حتى نعس النبي صلى الله عليه وسلم وقام لينام فرجع أبو بكر حينئذ إلى بيته.

ونحوه يأتي في الأدب [أي من صحيح البخاري] بلفظ " أن أبا بكر تضيف رهطا ، فقال لعبد الرحمن : دونك أضيافك ، فإني منطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فافرغ من قراهم قبل أن أجيء " وهذا يدل على أن أبا بكر أحضرهم إلى منزله وأمر أهله أن يضيفوهم ورجع هو إلى النبي صلى الله عليه وسلم .


( قد عرضوا عليهم )أي الخدم أو الأهل أو نحو ذلك.

( فغلبوهم ) أي إن آل أبي بكر عرضوا على الأضياف العشاء فأبوا فعالجوهم فامتنعوا حتى غلبوهم . وفي رواية" فانطلق عبد الرحمن فأتاهم بما عنده فقال : اطعموا ، قالوا : أين رب منزلنا ؟ قال : اطعموا . قالوا : ما نحن بآكلين حتى يجيء . قال : اقبلوا عنا قراكم ، فإنه إن جاء ولم تطعموا لألقين منه - أي شرا - فأبوا "
( قال: فذهبتُ فاختبأت ) أي خوفا من خصام أبي بكر له وتغيظه عليه . وفي رواية " فعرفت أنه يجد علي " أي يغضب. " فلما جاء تغيبت عنه". فقال : يا عبد الرحمن ، فسكت . ثم قال : يا عبد الرحمن ، فسكت " .
( فقال : يا غنثر فجدع وسب ) في رواية"فقال : يا غنثر أقسمت عليك إن كنت تسمع صوتي لما جئت ، قال فخرجت فقلت والله ما لي ذنب ، هؤلاء أضيافك فسلهم. قالوا: صدقك قد أتانا" .
( فجدع وسب) أي دعا عليه بالجدع وهو قطع الأذن أو الأنف أو الشفة ، وقيل : المراد به السب ، والأول أصح .
وفي رواية " فجزع " نسبه إلى الجزع وهو الخوف ، وقيل : المجازعة المخاصمة فالمعنى خاصم .
وقال القرطبي : ظن أبو بكر أن عبد الرحمن فرط في حق الأضياف ، فلما تبين له الحال أدبهم بقوله كلوا لا هنيئا.
و(سب) أي شتم .
( غنثر) معناه الذباب ، وإنه سمي بذلك لصوته فشبهه به حيث أراد تحقيره وتصغيره . وقيل:الثقيل الوخم وقيل: الجاهل وقيل: السفيه وقيل اللئيم.

( وقال كلوا ) زاد في الصلاة " لا هنيئا " أي:
- لا أكلتم هنيئا وهو دعاء عليهم .
- وقيل خبر أي لم تتهيئوا في أول نضجه.
ويستفاد من ذلك جواز الدعاء على من لم يحصل منه الإنصاف ولا سيما عند الحرج والتغيظ ، وذلك أنهم تحكموا على رب المنزل بالحضور معهم ولم يكتفوا بولده مع إذنه لهم في ذلك ، وكأن الذي حملهم على ذلك رغبتهم في التبرك بمؤاكلته. ويقال إنه إنما خاطب بذلك أهله لا الأضياف ، وقيل : لم يرد الدعاء وإنما أخبر أنهم فاتهم الهناء به إذا لم يأكلوه في وقته .
(وقال لا أطعمه أبدا )
وفي رواية" فقال: فإنما انتظرتموني ، والله لا أطعمه أبدا ، فقال الآخر والله لا نطعمه "
وفي رواية" فقال : لم أر في الشر كالليلة ، ويلكم ما أنتم لم تقبلوا عنا قراكم . هات طعامك ، فوضع فقال : بسم الله الأول من الشيطان فأكل وأكلوا ".

( إلا ربا ) أي زاد .
( من أسفلها ) أي الموضع الذي أخذت منه .

( فنظر أبو بكر فإذا شيء أو أكثر ) والتقدير فإذا هي-أي الجفنة - شيء أي قدر الذي كان.

( يا أخت بني فراس ) وخاطب أبو بكر بذلك امرأته أم رومان. وأم رومان من ذرية الحارث بن غنم وهو أخو فراس بن غنم فلعل أبا بكر نسبها إلى بني فراس لكونهم أشهر من بني الحارث أو المعنى يا أخت القوم المنتسبين إلى بني فراس.

( قالت لا وقرة عيني ) قرة العين يعبر بها عن المسرة ورؤية ما يحبه الإنسان ويوافقه ، يقال ذلك لأن عينه قرت أي سكنت حركتها من التلفت لحصول غرضها فلا تستشرف لشيء آخر ، فكأنه مأخوذ من القرار. وقيل بل هو مأخوذ من القر وهو البرد أي أن عينه باردة لسروره ، ولهذا قيل دمعة الحزن حارة ، ومن ثم قيل في ضده أسخن الله عينه .
وإنما حلفت أم رومان بذلك لما وقع عندها من السرور بالكرامة التي حصلت لهم ببركة الصديق رضي الله عنه .

( لهي ) أي الجفنة أو البقية ( أكثر مما قبل )

( فأكل منها أبو بكر وقال : إنما كان الشيطان ، يعني يمينه ) تقديره : وإنما كان الشيطان الحامل على ذلك ، يعني الحامل على يمينه التي حلفها في قوله : " والله لا أطعمه " ووقع عند مسلم " وإنما كان ذلك من الشيطان " يعني يمينه وهو أوجه .
والحاصل أن الله أكرم أبا بكر فأزال ما حصل له من الحرج ، فعاد مسرورا ، وانفك الشيطان مدحورا . واستعمل الصديق مكارم الأخلاق فحنث نفسه زيادة في إكرام ضيفانه ليحصل مقصوده من أكلهم ، ولكونه أكثر قدرة منهم على الكفارة .

وفي عند مسلم "فقال أبو بكر : يا رسول الله بروا وحنثت ، فقال : بل أنت أبرهم وخيرهم . قال : ولم يبلغني كفارة"
( أبرهم ) أي أكثرهم برا أي طاعة.
( وخيرهم ) أي لأنك حنثت في يمينك حنثا مندوبا إليه مطلوبا فأنت أفضل منهم بهذا الاعتبار.
( ولم يبلغني كفارة ) استدل به على أنه لا تجب الكفارة في يمين اللجاج والغضب.. ويحتمل أن يكون ذلك وقع قبل مشروعية الكفارة في الأيمان .. وقال النووي : قوله : " ولم تبلغني كفارة " يعني أنه لم يكفر قبل الحنث ، فأما وجوب الكفارة فلا خلاف فيه ، كذا قال . وقال غيره : يحتمل أن يكون أبو بكر لما حلف أن لا يطعمه أضمر وقتا معينا أو صفة مخصوصة ، أي لا أطعمه الآن أو لا أطعمه معكم أو عند الغضب ، وهو مبني على أن اليمين هل تقبل التقييد في النفس أم لا ؟ ولا يخفى ما فيه من التكلف . وقول أبي بكر " والله لا أطعمه أبدا " يمين مؤكدة ولا تحتمل أن تكون من لغو الكلام ولا من سبق اللسان .

( ثم حملها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده ) أي الجفنة على حالها ، وإنما لم يأكلوا منها في الليل لكون ذلك وقع بعد أن مضى من الليل مدة طويلة .
( ففرقنا اثنا عشر رجلا من كل رجل منهم أناس ) أي جعلهم اثنتي عشرة فرقة.

( قال أكلوا منها أجمعون ، أو كما قال ) فالحاصل أن جميع الجيش أكلوا من تلك الجفنة التي أرسل بها أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وظهر بذلك أن تمام البركة في الطعام المذكور كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم لأن الذي وقع فيها في بيت أبي بكر ظهور أوائل البركة فيها ، وأما انتهاؤها إلى أن تكفي الجيش كلهم فما كان إلا بعد أن صارت عند النبي صلى الله عليه وسلم على ظاهر الخبر ، والله أعلم .


وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم:
- التجاء الفقراء إلى المساجد عند الاحتياج إلى المواساة إذا لم يكن في ذلك إلحاح ولا إلحاف ولا تشويش على المصلين.

- وفيه استحباب مواساتهم عند اجتماع هذه الشروط.

- وفيه التوظيف في المخمصة.

- وفيه جواز الغيبة عن الأهل والولد والضيف إذا أعدت لهم الكفاية.

- وفيه تصرف المرأة فيما تقدم للضيف والإطعام بغير إذن خاص من الرجل.

-وفيه جواز سب الوالد للولد على وجه التأديب والتمرين على أعمال الخير وتعاطيه.

- وفيه جواز الحلف على ترك المباح.

- وفيه توكيد الرجل الصادق لخبره بالقسم ، وجواز الحنث بعد عقد اليمين.

-وفيه التبرك بطعام الأولياء والصلحاء.

- وفيه عرض الطعام الذي تظهر فيه البركة على الكبار وقبولهم ذلك .

-وفيه العمل بالظن الغالب لأن أبا بكر ظن أن عبد الرحمن فرط في أمر الأضياف فبادر إلى سبه وقوى القرينة عنده اختباؤه منه.

- وفيه ما يقع من لطف الله تعالى بأوليائه وذلك أن خاطر أبي بكر تشوش وكذلك ولده وأهله وأضيافه بسبب امتناعهم من الأكل ، وتكدر خاطر أبي بكر من ذلك حتى احتاج إلى ما تقدم ذكره من الحرج بالحلف وبالحنث وبغير ذلك ، فتدارك الله ذلك ورفعه عنه بالكرامة التي أبداها له ، فانقلب ذلك الكدر صفاء والنكد سرورا ولله الحمد والمنة .
_____________________
من كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري» كتاب المناقب» باب علامات النبوة في الإسلام(باختصار)
__________________
زوجة أبي الحارث باسم خلف
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:30 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.