اعترافات عاشق !!

[أبو معاوية البيروتي]

ورثة المثقف كثيراً ما يُلحقون كُتبَه بجنازته!!

قيل أنّ المثقف إنْ لم يكن ورثته من المثقفين فإنّ أول ما يلحق بجنازته هي كتبه حتى لو رموها في الشارع!
(قاله د. عبد الفتاح سليمان).
قال أبو معاوية البيروتي: وقد رأيتُ صِدْقَ هذه المقولة في بلدي كثيراً! لترددي الأسبوعي على مكتبة جماعة عباد الرحمن/ بيروت، فكان يأتيهم كل أسبوع أو أسبوعين تقريباً – كإهداء! - مكتبة أحد الـمُتَوَفَّيْنَ حديثاً! وكأنّ أهل الميت يترقّبون وفاته على أحرّ من الجمر للتخلّص من كتب (مثقفّهم)! وحدّثتني مسؤولة المكتبة أنها ذهبت لتعزية أهل أحدهم في منزله، والتعزية عادةً تكون في أول ثلاثة أيام من وفاته، فوجدت زوجته قد جمعت كتبه في صناديق ووضعتها في ممر المنزل الأساس (الكوريدور) تمهيداً للخلاص منها!! وقالت لـمُحَدِّثَتي: الآن صار هناك سعة في المنزل وسنجري فيها تعديلات!
وإنا لله وإنا إليه راجعون!
بل تعليقاً على قوله (حتى لو رموها في الشارع!)، رأيتُ في مقطعٍ مرئي أنه في إحدى مدن السعودية قام أحدهم بوضع عشرات الـمجلدات من كتب العلم بجانب حاوية الأوراق في الشارع:
http://t.co/HH3zugZPuy

.
================

[أبو معاوية البيروتي]

كان يجوع ويشتري الكتب!!

قال الذهبي في معجمه: علي بن مسعود بن نفيس بن عبد الله الإمام الفقيه المحدث الصالح الزاهد بقية السلف مفيد الطلبة نور الدين أبو الحسن الموصلي ثم الحلبي نزيل دمشق
ولد سنة أربع وثلاثين وست مئة...
كان يجوع ويشتري الأجزاء، ويتعفّف ويقنع بكسرة فيسوء خلقه مع التقوى والصلاح، قرأ كتباً كباراً مرات، وكان فقيهاً على مذهب أحمد؛ ينقل منه. مات في صفر سنة أربع وسبع مئة. اهـ.
قال أبو معاوية البيروتي: أفادها د. جمال عزون.

[أبو معاوية البيروتي]

مما قاله العرب في ذم من يجمع الكتب وهو لا يدري بما فيها:

زوامل للأخبار لا علم عندهم ..... بحيد إلا كعلم الأباعر
لعمرك ما يدري البعير إذا غدا ..... بأحماله أو راح ما في الغرائر

* مجلة المقتبس

[أبو معاوية البيروتي]

قال الشيخ مشهور سلمان: كانت العلامة الشيخ يونس الجونفري من علماء الهند، ... له عناية مميزة في صحيح الإمام البخاري أقرأه أكثر من خمسة وأربعين مرة، ولم يتزوج، وكان رحمه الله تعالى يقول: ((زوجتي نسختي من صحيح البخاري))، وكان قد نمقها وضبطها على الأصول ضبطا حسنا، وله شرح على البخاري طبع جزء منه.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة. 20شوال - 1438 هجري/ 2017 - 7 - 14 ميلادي.
رابط الفتوى: http://meshhoor.com/fatawa/1211

[أبو معاوية البيروتي]

تشبيه لطيف عن الاعتناء بمكتبة

قرأتُ تشبيهاً لطيفاً سطّره المرادي في ((سلك الدرر)) في ترجمته لعمر الوحيد (ت 1197 هـ)، حيث ذكر أن له مكتبة في ميدان وفا، وقال:
((هذه المكتبة محرومة عن نسج العنكبوت لوجود من يعتني بأمرها من بيت الواقف)). اهـ.
وكم من مكتبات الإخوة قد علاها الغبار ونسج عليها العنكبوت بسبب إعراضهم عنها وانشغالهم بالأجهزة "الذكية؟" ووسائل التقاطع الاجتماعي؟!!
✍�� أبو معاوية البيروتي
================

[أبو معاوية البيروتي]

- سُئِل الشيخ مقبل الوادعي عن كتاب فقال: ... ما قرأته كله، لأنني ما عندي وقت، أنا مشتغل بتعليم إخواني، ثم بالتأليف، لو أقرأ الكتب التي في مكتبتي كلّها ما استطعت أن أُؤلِّف ولا أن أُعَلِّم.

* نقلتها من كتاب ((الرحلة الأخيرة لإمام الجزيرة)) لزوجة الشيخ مقبل الوادعي الثالثة أم سلمة السلفية، المطبوع في دار الآثار/ صنعاء 1424 هـ.

[أبو معاوية البيروتي]

ما الفائدة من القراءة؟!

د. شلاش الضبعان
مع التوسع في مواقع التواصل الاجتماعي، قلّ الاهتمام بالقراءة، وأصبح الإنسان يعطي أكثر مما يأخذ!
إلى متى؟!
حتى ينتهي المخزون! وما أسرع ما ينتهي وهو الذي لا يجد ما يغذيه!
عندما نكتب عن القراءة والقراء، فالمقصود بالقراء الأشخاص الذين يحرصون -مثلما يحرص كل الأشخاص المتعلمين الأذكياء - على أن يكتسبوا قدراً كبيراً من المعلومات، وفهماً أوسع للعالم من خلال الكلمة المكتوبة، ولا أعتقد أن هناك ناجحاً لا يقرأ!
وأما بالنسبة لمن وصل إلى قناعة راسخة أنه لم يعد هناك حاجة إلى القراءة؛ بسبب مواقع التواصل التي أخذت الوقت والسيد "جوجل" الذي جمع لك العلوم ويقدمها بضغطة زر!
فهو بحاجة إلى أن يدرك أنه لا يشكك أحد أن شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً قد سهلت الوصول للمعلومة ونشرت المعرفة، ومن يتأمل في حال المتعاملين معها يدرك ذلك ولا شك! فاليوم تعرف من المعلومات الشيء الكثير جداً، ولكن هل المعرفة ما نحتاجه فعلاً؟!
المعرفة شرط أساسي للفهم الذي هو الحاجة الأساس، ولكن المعرفة ليست كافية، بل قد تكون كثرة المعلومات عائقاً عن الفهم، بل نستطيع القول إن المعلومات المتزايدة اليوم قد أصبحت ضارة جداً بالفهم.
القراءة تعطيك المعلومة الموثوقة والمدعّمة بالأدلة، فأنت من يختار الكتاب، وتعطيك كيفية الاستفادة منها، كما أن هناك حقيقة تبين أهمية العناية بالعقل أكثر من الجسد الذي نوجه له جميع جهودنا، ونمتدح الآخرين لأجسادهم أو لجمال وجوههم!
الجسد محدود بينما العقل غير محدود، فالجسد ينمو ثم يتوقف ثم يتراجع، وعندما يصل معظم الناس إلى الثلاثين من أعمارهم فإن أجسادهم تكون في أوج قوتها، ثم تبدأ في التراجع، أما العقل فينمو ويتطور ولا يوجد عمر معين لتوقفه، فقط عندما يفقد الدماغ قوته في الشيخوخة يفقد العقل قواه وهي مرحلة متأخرة!
ما كتبته أعلاه -بتصرف- هو جزء من كتاب جميل بعنوان "كيف تقرأ كتاباً؟" للمؤلفين موتيمر آدلر وتشارلز درون، ومن إصدار الدار العربية للعلوم، وهو كتاب يستحق القراءة مع أن الترجمة غير القوية ستجبرك على بذل جهد أكبر، ولكن متعة القراءة والبحث عن نضج العقل تهونان المصاعب إن كانت هناك مصاعب!
===================

[أبو معاوية البيروتي]

أوجعني دوام مكتبة Michigan !

تحدث الأحمري في ((مذكرات قارئ)) عن سفره للدراسة في أمريكا، وكان يذهب للمطالعة في ((مكتبة Michigan)) العامرة بالكتب يوميًّا بعد دوام دراسته أو ليلاً، وهي لا تغلق إلا في وقت متأخر جدًّا؛ في الثانية صباحا ً.
فهي تفتح لمدة عشرين ساعة في اليوم، ويخرج منها القراء بالتهديد! فما حال المكتبات في جامعاتنا؟! اهـ.

وعادت بي الذاكرة إلى عام ١٤٢٦ هـ عندما كنت أداوم يوميًّا للمطالعة في مكتبة الحرم المكي في شارع عبد الله الخياط خلف مستشفى علوي تونسي في العزيزية الجنوبية، فكم كانوا يقتطعون من وقت الزائر ويضيعونه .... وكما يقول المثل عندنا ببيروت : ((في فمي ماء))!
و ((خلّيها بالقلب تجرح، ولا تطلع لبرّا فتفضح))!
ولعل المكتبة في فرعها الجديد قد تحسّن دوامها، والله أعلم.
✍🏻 أبو معاوية البيروتي

[أبو معاوية البيروتي]

أحمد بن معد بن عيسى بن وكيل التجيبي الزاهد يعرف بابن الأقليشي (ت 550 هـ).
كان عالما عاملا متصوفا شاعرا مجودا مع التقدم في الصلاح والزهد والعزوف عن الدنيا وأهلها والإقبال على العلم والعبادة وله تصانيف كثيرة مفيدة منها كتاب الكوكب وكتاب النجم من كلام سيد العرب والعجم عارض به كتاب الشهاب للقضاعي وقد رويته وكتاب الغرر من كلام سيد البشر وكتاب ضياء الأولياء وهو أسفار عدة وحملت عنه معشراته في الزهد وكتبها الناس ...

قال أبو عمر بن عات: أخبرني ابنه أبو أحمد أنهم كانوا يدخلون عليه بيته والكتب عن يمينه وشماله.
* اختصرتها من ترجمته في ((التكملة لكتاب الصِلَة)).
================

[أبو معاوية البيروتي]

صرخة كتاب!!

قد يكون في مكتبة لم يتحمَّل صاحبها ضنك القراءة، فأهملها وكلَّف زوجته مشقَّة إبعاد الغبار عنها، وقد تراه بين الحاجات والأغراض مندسًّا حزينًا مهملًا، وقد يثير انتباهك وهو يُزين رفًّا من رفوف منزل صديق لك، تُطوِّقه الكآبة القاتلة؛ جرَّاء عدم مداعبة العيون لما تحمله سطوره من توجيهات وإرشادات، لن تقدر توجيهات البشر أن تماثلها أبدًا!
يخيَّل إليك ذاك الكتاب الحزين، وكأنه يصرخ بأعلى صوته:
" اقرؤوني"، فأنا الذي أكتنف كنوزًا بين دفَّتيَّ، أنا الذي تجدون بين أوراقي تاريخ الأمم السابقة وأخلاقهم وحروبهم، أنا الذي أحمل لكم معلومات عن مكوِّنات الأرض، من جبال، وأنهار، وبحار، أنا الذي تجدون في أحشائي رحلات ماتعة بدون مقابل، أنا الذي ستحتاجون إليَّ لا محالة!

يخيَّل لكل قارئ غيور أنه يصرخ:
تبًّا للمذياع الذي أنقص حبَّ الناس لي، فلقد صاروا يفضِّلون الاستماع إلى أغانيه وأخباره وبرامجه، وقلَّما تجد مَن يقرؤني حين ينتهي من الاستماع والاستمتاع.
تبًّا للتلفاز، ذاك الجهاز المليء بالصور والحركة، لقد شغل أغلب الناس عني حتى قال قائلهم: "ربَّ صورةٍ خيرٌ مِن ألف كلمة".
تبًّا للهاتف الذكيِّ الذي استحوذ على عقول الناس جميعًا، فلقد ضايقني إلى حدِّ أنني صرت مهجورًا.

ثم يُخيل إليك وهو يُردِف قائلًا:
صدِّقوني، أنا صديق المنفرد والغريب والجاهل، ومع ذلك لا أحد يلتفت إلى صراخه، مع أن الجمع غفير، والذين يستطيعون قراءته كثيرون.
يستمرُّ كتابنا في استجدائه لعل القلوب تلين، لعل الأيادي الرحيمة تمتدُّ إليه لتضمَّه إلى صدورها، لعل الأصابع تُقلِّب صفحاته؛ بحثًا عن زيادة إيمان، أو هرَبًا من ضيق الدنيا، ولتنتفع العقول في الأخير بما تجود به سطوره.
ولكن هيهات، لقد ثارت عليه إبداعات التكنولوجيا تباعًا - ولن تفلح في طمس قُدسيته - فنَسِيَه طالبو الفكرة الجاهزة، والكسالى من المتواكلين الذين يرغبون في الحصول على مبتغاهم في أسرع وقت.
تعالت صرخات كتابنا واحتجاجاته، طالبًا على الأقلِّ أن يعترف الناس له بفضله؛ لأن ما تحمله الوسائل الحديثة والتكنولوجيا، لا تعدو أن تكون تراكمات لأفكار حملتها كتب استمدَّت مادتها منه شاءت أم أبَت، ولكن مع ذلك يستمرُّ التجاهل والتنكُّر، ولا أحد يلتفت إلى مطالبه.
* كتبه امحمد الخوجه
============