الكُنّاشة البيروتية، ( فرائد ملتقطة، وفوائد متنوّعة، من بطون كتب السلف المتفننة )

[أبو معاوية البيروتي]

عجيبة من جهل العوام المؤدّي إلى الشرك!

قرأتُ في كتاب ((قاموس الصناعات الشامية)) لجمال الدين القاسمي (ت 1332 هـ) أن أديباً خليعاً توفي في دمشق في القرن السابع الهجري، وفي القرن الماضي وصل الجهل بنساء تلك المحلة وفلّاحوها أن اعتقدوا في هذا الأديب الخليع الولاية، وصاروا ينذرون لتنوير ضريحه النذور، ويجتمعون في بستانه حوله في بعض تلك الأيام، فإنا لله وإنا إليه راجعون! وقد حذر نبينا صلى الله عليه وسلم من تعظيم القبور فقال: ((لعنةُ اللهِ علي اليهود والنَّصارى، اتخَذُوا قبورَ أنبيائِهم مساجد)). قالت عائشة وابن عباس: يحذِّرُ ما صَنعوا. (رواه البخاري ومسلم)، وقال صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد)). (انظر للتوسع كتاب ((تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد )) للعلامة الألباني).

ومن الأمثال البيروتية العجيبة: ((قابرين الشيخ زنكي سوا!))
ذكر الأديب سلام الراسي ( 1911 – 2003 م ) أنه اتفق أنّ رجلين فقيرين أرادا أن يقوما بفريضة الحج، فتشاركا على شراء حمار كانا يتناوبان الركوب عليه ذهاباً واياباً، وحدث في طريق العودة أنْ مات الحمار- وكانا قد أطلقا عليه اسم زنكي - فحفرا حفرة بجانب الطريق ودَفَناه فيها، وما أنْ فرغا من دفنه حتى مَرَّ بهما جماعة من الحجّاج وسألوا عمَّن يدفنان فقالا: إننا ندفن الشيخ زنكي هنا، وهو رجل بار تقي نقي صاحب كرامات، وعندما وصل إلى هذا المكان شعر بدنو أجله، فطلب منّا - ونحن من أتباعه - أن ندفنه هنا، وأن نبني له ضريحاً ومزاراً في هذا المكان، وأن نجمع أكلافهما من صدقات الحجاج، وها نحن قد بدأنا عملنا الآن.
فما كان من الحجاج إلا أنْ تبرّعوا بما جادت به نفوسهم، وتكرر قدوم الحجّاج وتكررت التبرعات، فبنى بها الرجلان مقاماً على اسم الشيخ زنكي، وأخذ الناس يتوافدون على زيارته وتقديم النذور إليه، فجمع الرجلان ثروة طائلة وعاشا وقتاً طويلاً بأحسن حال. ثم استأذن أحدهما رفيقه وذهب ليتفقد عائلته، وعندما رجع طلب حساباً عن التبرعات التي جاءت في غيابه، وعندما اطلع عليها أعلن شكّه بأمانة رفيقه، فما كان من هذا إلّا أنْ قال: أُقْسِم لك بالشيخ زنكي أنّ هذا كل ما قبضته في غيابك! فصاح به الرجل الآخر: ويحك! أتُقْسِم بالشيخ زنكي وهو حمار ابن حمار وقد قبرناه معاً. اهـ. فجرى المثل ((قابرين الشيخ زنكي سوا)).
=================

[أبو معاوية البيروتي]

أضيفوا هذا الحكم على طبعتكم من ((صحيح الترغيب والترهيب))

أورد المنذري أثر أبي أمامة قال: إن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الطير من طيور الجنة فيقع في يده متفلقا نضجاً.

فتوقف الشيخ في الحكم عليه في ((صحيح الترغيب)) (3/514)، وعلّق على كلمة (متفلقاً) في الحاشية: في ((الدر المنثور)) (6/156): ((مقليًّا))، ولعله الصواب. وعزاه لابن أبي الدنيا في ((صفة الجنة))، ولم أجده في النسخة المطبوعة منه، وحسّنه الجهلة من كيسهم! وعزوه لابن جرير تقليداً لغيرهم! وقد توسّعت قليلاً في الكلام على هذا الحديث في ((الضعيفة)) (6784). اهـ.

وقال الشيخ في ((السلسلة الضعيفة)) (14/643): ذكر المنذري قبل ذلك ( 4/ 258/ 2 ) حديثاً آخر عن أبي أمامة أيضاً. يشبه هذا ؛ ولكنه في الشراب، وقال: رواه ابن أبي الدنيا موقوفاً بإسناد جيد.
وهذا في ((صفة الجنة)) (53/ 132) بإسناد جيد - كما قال -. فلا أدري ما حال إسناد الذي قبله؟ ولذلك تردّدتُ في أيّ الكتابين أذكره، أفي ((صحيح الترغيب)) أم ((ضعيف الترغيب))؟ ثم استقرَّ رأيي على إيراده في ((الصحيح)) ما دام أنه لم يضعفه، بل صدَّره بصيغة: (عن) المشعرة بقوته، والعهدة عليه، مع احتمال أن يكون إسناده هو نفس إسناد هذا الذي جوَّده. والله سبحانه وتعالى أعلم. اهـ.

قال أبو معاوية البيروتي: وصدق حدس العلّامة رحمه الله! فالأثر موجود في طبعة دار أطلس الخضراء/ الرياض لـ((صفة الجنة)) (1/358/ حـ 108) بنفس إسناد أثر الشراب، ولم أجده في طبعة الرسالة/بيروت أو مكتبة ابن تيمية/ القاهرة،

فليُضف كلُّ مَن عنده ((صحيح الترغيب والترهيب)) حكم (حسن) إلى الأثر (3741)، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

[أبو معاوية البيروتي]

نعوذ بالله من الصلاة المسلوقة!!

قال السخاوي (ت 902 هـ) - في ترجمة أحمد بن عبد الله الدوري -:

كان يصلي بالناس التراويح ؛ فيصلِّي معه الجم الغفير، لمزيد تخفيفه!
ويلقبون صلاته "المسلوقة"!!
* ((الضوء اللامع 1/ 374)).

قال أبو معاوية البيروتي: وقد بلغنا أن بعض مساجد بيروت تنتهي من صلاة العشاء و23 ركعة تراويح في غضون عشرين دقيقة فقط!

فنعوذ بالله من الابتلاء بصلاتهم "المسلوقة"!!👎🏾

[عبد الله زياني]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاوية البيروتي

قال أبو معاوية البيروتي: وقد بلغنا أن بعض مساجد بيروت تنتهي من صلاة العشاء و23 ركعة تراويح في غضون عشرين دقيقة فقط!

سبحان الله, 27 ركعة في 20 دقيقة! يعني بمعدل 45 ثانية للركعة! أتساءل كم يقرؤون من آية في تراويحهم هذه؟

[أبو معاوية البيروتي]

كان يُضرب به المثل في الحلم!

تَزَوَّجَ الشيخ أبو الحسن عَلِيّ بن أَحْمَد التُّجِيبي الحراليُّ الأندلُسيُّ (ت 637 هـ) بحماةَ، قَالَ: وكانت زوجتُه تؤذيه وتشتمه وهو يتبسم ويدعو لها.
وراهن رجلاً جماعةٌ عَلَى أن يحرجه، فقالوا: لا تَقْدِرُ، فأتاه وهو يَعِظُ وصاحَ، وقالَ: أنت كَانَ أبوك يهوديًا وأسلم! فنزلَ من الكرسيّ إِلَيْهِ، فاعتقدَ الرجلُ أَنَّهُ غَضِبَ وأنَّه تَمَّ لَهُ ما رامَه حتَّى وَصَلَ إِلَيْهِ، فقلعَ فرجيةً عَلَيْهِ وأعطاهُ إياها، وقال: بَشَّرَك اللَّه بالخيرِ الّذِي شهِدْتَ لأبي بأنه ماتَ مُسلمًا.
* نقلتها من تاريخ الإسلام

[أبو معاوية البيروتي]

أصبت بسحر!! أصبت بعين!! فماذا أفعل؟!!

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله:

كثر في هذه الآونة الأخيرة أوهام الناس وتخيلاتٌ بأن ما يصيبهم فهو:

( عينٌ ) أو ( سحرٌ ) أو ( جنٌ ) ..!!

حتى لو يصاب بعضهم بالزكام قال:

إنه ( عين ) أو ( سحر ) !!

وهذا غلط ..!!

أعرض أيها المسلم عن هذا كله، وتوكل على الله واعتمد عليه، ولا توسوس به حتى يعرض عنك ؛ لأن الإنسان متى جعل على باله شيئاً شغل به، وإذا تغافل عنه وتركه لم يصب بأذى.

[ فتاوى نور على الدرب/ الشريط رقم: (366)، مساوئ الأخلاق ].

[أبو معاوية البيروتي]

من الغرائب في القيافة

ما ذكروه عن كُرز بن علقمة الخزاعي، الذي استأجره المشركون ليتتبع أثر النبي لما خرج إلى المدينة.
فلما رأى أثر قدم النبي صلى الله عليه وسلم قال : هذه القدم من تلك القدم التي في المقام !

* منقول من الإصابة (9/ 260)

[أبو معاوية البيروتي]

من عداوة أحد متعصبة المذاهب للآثار وأهله!!

كان أصبغ بن خليل المالكي (ت 273 هـ) معادياً للآثار، ليس له معرفة بالحديث، شديد التعصب لرأي مالك وأصحابه.
قَالَ قاسم بْن أصْبغ: سمعته يقول: لأن يكون في تابوتي رأس خنزير أحبّ إلي من أن يكون فيه ((مسند ابن أبي شيبة))!!
ثُمَّ دعا عليه قاسم، وقَالَ: هُوَ الَّذِي حرمني السَّماع من بَقيّ بْن مَخْلَد، وكان يحضّ أبي على مَنْعي منه، وكان جارَنا.
* كناشة البيروتي (الجزء الرابع)

[أبو معاوية البيروتي]

قال أبو هلال العسكري في كتابه ((الحث على طلب العلم والاجتهاد في جمعه)):

((كان أبو بكر بن الخياط النحوي المتوفي سنة 320 رحمه الله تعالى - يدرس جميع أوقاته حتى في الطريق، وكان ربما سقط في جرف أو خبطته دابة!)).

* نقلته من ((قيمة الزمن عند العلماء)).

[أبو معاوية البيروتي]

من حرص الدولة السعودية على حماية جناب التوحيد

قال د. سليمان أبو الخيل عن شيخه العلامة ابن عثيمين: ضرب شيخنا مثالاً دقيقًا على ذلك، فقال رحمه الله: ((عندما أرادت هذه الدولة المباركة أن ترمم الكعبة اتخذت احتياطات كبيرة، وشَكَّلت لجانا موثوقة ومتعددة؛ لأنها تعلم أنه سيكون للترميم أنقاض وبقايا، وأن هناك من الوافدين للحج أو العمرة أو الزيارة من سيسارع للحصول على حبة رمل من أجل التبرك وغيره))، يقول: ((ذهبت إلى هناك، واطلعت على ما يقوم به ولاة الأمر من الحفاظ على هذه العقيدة والذود عن حياض التوحيد، حيث كان العاملون هناك يجمعون كل ما ينتج عن هذا الترميم بكل دقة وأمانة وحرص، ويضعونها في أكياس مشمعة بالشمع الأحمر، ومختومة به، ثم يخرجون بها دون أن يعلم عنهم أحد، ثم يضعونها في سيارات مؤمنة، ثم يذهبون بها إلى وسط البحر الأحمر، ويلقونها هناك حتى لا يصل إليها أحد أيًّا كانت قدرته)).
فهل بعد هذا الحفاظ على عقيدة التوحيد وإخلاص العبادة لله عز وجل من عمل؟ وهل بعد هذا الحرص من حرص؟!
* كناشة البيروتي (الجزء الرابع).