أهل العلم الربانيين لا يُحمَّلون الناس ما لا يطيقون / الشيخ عبد الله العبيلان

[ابوعبد المليك]

قال تعالى:
﴿لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ﴾
[التوبة: ١٢٨].

وفيها من العلم:
الإشارة الى قول النبيﷺ:
(اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي أمر أمتي فرفق بهم فارفق به)) رواه مسلم،

وقالﷺ لمعاذ -لما شقّ على الناس بطول الصلاة-:(أفتّان يامعاذ) متفق عليه.
ولمّا حذّر الإمام أحمد من الفتنة قيل له والناس اليوم أليس هم في فتنة يا أبا عبدالله؟
قال: "وإن كان، فإنما هي فتنة خاصة، فإذا وقع السيف عمَّت الفتنةُ، وانقطعت السبل، الصبرَ على هذا، ويسلَمُ لك دينُك خيرٌ لك"
[السنّة للخلال (٨٩/١)].

وقال الشوكاني -رحمه الله-:
"ينبغي لمن ظهر له غلَطُ الإمام في بعض المسائل أن يناصحَه، ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد؛ كما ورد في الحديث أنه يأخذ بيده، ويخلو به، ويبذل له النصيحة، ولا يُذِل سلطان الله، ولا يجوز الخروجُ على الأئمة، وإن بلغوا في الظلم أي مبلغ، ما أقاموا الصلاة ولم يظهر منهم الكفرُ البواح، والأحاديث الواردة في هذا المعنى متواترة، ولكن على المأموم أن يطيع الإمام في طاعة الله، ويعصيَه في معصية الله؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"
[السيل الجرار (٥٥٦/٤)].

قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-:
"ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة، وذكر ذلك على المنابر، لأن ذلك يُفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويُفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف؛ النصيحة فيما بينهم وبين السلطان، والكتابة إليه".

والله أعلم.

حرر في: 03ـ11ـ1439هـ.