كيف تصحح كلامك ؟ للشيخ مختار الطيباوي

[عبدالملك الحسني]

كيف تصحح كلامك:
ـ يمكن أن نكتب ردنا على المخالف كمسودة ثم نقوم بالرد عليه بأنفسننا كأننا المخالف فنراجع دلالة النص هل هي قطعية متفق عليها أم ظنية مختلف فيها،وفي النصوص المعارضة ومدى صحتها،و الأوجه المتعددة للاحتمالات الممكنة ،وكذلك العبارات المستعملة إن كانت مما جعل لها الشارع حقائق و مقاصد أم من المستحدثة المستجدة،وهل قد وفينا حقائقها المقومة لها و مقاصدها المحصلة لها؟
و التكلم بالألفاظ الشرعية مشروط بإرادة معانيها لا المعاني الاجتهادية أو التقديرية ،و التكلم بها حقيقة غير التكلم بها حكما، فرقا بين المعنى المقرر و المعنى المغير ككلمة جهاد مثلا، هل المراد بها الجهاد الشرعي أم الجهاد البدعي؟
وكذلك مراعاة باب النية و القصد لأنها مؤثرة في الألفاظ المحتملة بالتساوي لأن الواحد منا قد يطلق اللفظ الشرعي ويريد به المعنى البدعي،أو ما يعتقد أنه شرعي وليس كذلك في الحقيقة ،وهكذا؟
وهل قياسنا على الحوادث التاريخية أو العلل الشرعية علمي منضبط بقواعد القياس الصحيح فنحدد هل العلة منصوصة أم مستنبطة وبأي طريق استخرجناها أم أدبي ،وهكذا.
و أجزم أننا سننتبه للفجوات الخفية و القياسات الضعيفة ونعاود التصحيح فننتفع علما ونزيد في المخالف ونعينه على الفهم أو نرجع الى بعض كلامه خضوعا لما أدى إليه الدليل.
كما علينا الابتعاد عن أمراض المجاملة المزيفة و الحزبية العلمية الحقيرة،فنجيب قدر السؤال ونعترض قدر كلام المخالف وفي موارده فتجاهل المطلوب و المصادرة عليه سفسطة أو عصبية لا تليق بطلاب الحق لان طالب العلم طالب حق، فإن قدرنا على الجمع بين المادة العلمية الصادقة الموثقة مع الشكل الصحيح فهذا أفضل و إلا فإن في صدق المقدمات كفاية و غنية عن الشكل الصحيح.