أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
68801 103720

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-18-2015, 09:48 PM
عبدالله التيمي عبدالله التيمي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 15
افتراضي الخطأ في فهم الواجبات المالية للشيخ فالح جبر الظفيري

الخطأ في فهم الواجبات المالية
بعض من الناس لا يعرفون الحقوق المالية عليهم, وإنما يسيرون فيها بحسب ما تميله عليهم أهواؤهم, وبما يتفق مع فهمهم القاصر وما نشأوا عليه , فقلة قليلة ممن يتصفون بالحزم والمعرفة يعلمون أن أموالهم هذه ودائع أودعها الله عندهم ليسيروا فيها على وفق مراده عزوجل .
فتجد أكثر الناس يضيعون أموالهم فيما لا فائدة فيه إسرافا وتبذيرا , ينفقون في المفضول ويتركون الفاضل , يبذلون في المباحات ويتركون كثيرا من الواجبات والمستحبات , بل بعضهم ينفق في المحرمات والمكروهات أكثر من إنفاقه في الواجبات والمستحبات !
فقلة من الناس اليوم من يعلم أن أعظم الواجبات على المرء أن ينفق على اقاربه المحتاجين الذين يرثهم ؛ كالوالدين والاعمام وبقية الاقارب .

وقلة قليلة من يعلم أنه اذاكان في البلد فقراء ؛ فإن سد حاجتهم من المفروض على أبناء المجتمع , وتصبح واجبا عينيا على من يعرف حالهم ويستطيع مساعدتهم .

قال شيخ الاسلام ابن تيمية – رحمة الله - في الفتاوى ( 28/ 316 )
" ولهذا يقال : ( ليس في المال حق سوى الزكاة ) . أي : ليس فيه حق يجب بسبب المال سوى الزكاة . و إلا ؛ ففيه واجبات بغير سبب المال , كما تجب النفقات للأقارب والزوجة والرقيق والبهائم , ويجب حمل العاقلة , ويجب قضاء الديون , ويجب الإعطاء في النائبة , ويجب إطعام الجائع وكسوة العاري فرضا على الكفاية ,إلى غير ذلك من الواجبات المالية , لكن بسبب عارض.

والمال شرط وجوبها كالاستطاعة في الحج , فإن البدن سبب الوجوب , والاستطاعة شرط , والمال في الزكاة هو السبب والوجوب معه , حتى لو لم يكن في بلده من يستحقها حملها إلى بلد أخرى ... "

وقال ايضا في الفتاوى ( 28/ 576) : " على المسلمين جميعا ان يطعموا الجائع , ويسكوا العاري, ولا يدعوا بينهم محتاجا...)

وقال الدكتور محمد الصالح في كتاب التكافل الاجتماعي (20) : " وفي محيط القرية والحي يأثم الاغنياء والقادرون إذا لم يمدوا يد العون للفقراء والمحتاجين ...)


وعلى هذا فإن ما يتصوره بعض الناس انه من المستحبات في حقهم , هو في الحقيقة من الواجبات المحتمات عليهم . فإذا كان في البلد فقراء ؛ فإن الواجب على المستطيعين مساعدتهم والبذل لهم , فهذا واجب عليهم وفرض من فروض الكفايات وليس من المستحبات , فإن تركوه اثموا جميعا . فعلى كل مستطيع منهم مساعدة من يستطيع مساعدته ممن يعرف احوالهم , وعلى كل شخص في المجتمع ان يقوم بمن يليه من الاقارب والجيران وغيرهم , يسد الخلة ويكمل النقص ,وينقذ نفسه من الإثم , وينقذ اخاه المسلم من ضرورته وفاقته .

قال شيخ الإسلام – رحمة الله- الفتاوى ( 28 /368)
"...فإنه في الأصل إما فرض على الكفاية ,وإما مستحب ؛ وإن كان قد يصير متعينا إذا لم يقم غيره به ؛ فإن إطعام الجائع واجب, ولهذا جاء في الحديث " لو صدق السائل ؛ لما أفلح من رده " ,ذكره الامام أحمد ,وذكر أنه إذا علم صدقه وجب إطعامه ).

وقال ابن القيم –رحمه الله –في كتاب عدة الصابرين ( 326 ) : " فإن اتقى الله في ماله ,ووصل به رحمه ,وأخرج منه حق الله , وليس مقصورا على الزكاة , بل من حقه إشباع الجائع وكسوة العاري وإغاثة الملهوف , وإعانة المحتاج والمضطر ؛ فطريقه طريق غنيمة وهي فوق السلامة ... )


وقال الرملي في شرح المحتاج ( 7/194 )
"ومن فروض الكفاية : دفع ضرر المسلمين , ككسوة عار ,وإطعام جائع ,إذا لم يندفع بزكاة , وبيت مال , على القادرين , وهم من عنده زيادةعلى كفاية سنة لهم وله و لمن يمونهم . وهل المراد من دفع ضرر من ذكر ما يسد الرمق أو الكفاية ؟ قولان : أصحهما ثانيهما ,فيجب في الكسوة ما يستر كل البدن على حسب ما يليق بالحال من شتاء وصيف , ويلحق بالطعام والكسوة مافي معناهما كأجرة طبيب وثمن دواء , وخادم منقطع كماهو واضح "

وقال الشيخ الألباني – رحمه الله- في تعليقه على حديث
" ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه" في الصحيحة رقم (149 )

" في الحديث دليل واضح على أنه يحرم على الجار الغني أن يدع جيرانه جائعين , فيجب عليه أن يقدم إليهم مايدفعون به الجوع ,وكذلك ما يكتسون به إن كانوا عراة,ونحو ذلك من الضروريات . ففي الحديث إشارة إلى أن في المال حقا سوى الزكاة , فلا يظن الأغنياء أنهم قد برئت ذمتهم بإخراجهم زكاة اموالهم سنويا , بل عليهم حقوق أخرى لظروف وحالات طارئة ,من الواجب عليهم القيام بها , وإلا دخلوا في وعيد
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ)[التوبة:34-35]

من كتاب فضل البذل والعطاء(15-18 ) للشيخ فالح جبر الظفيري




رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:36 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.