حوار هادئ مع سروري ....(6)

[المهندس الأثري]

📌حوار هادئ مع سروري6‼️
................تتمة
قال السروري: سلمنا لك أن المقصود بأن أولي الأمر هم العلماء والأمراء لكن المسألة في الخروج خلافية! ولا إجماع فيها!
قال الأثري: إن القول بعدم الإجماع غير صحيح بل نقل غير واحد من أهل العلم الإجماع في المسألة كأبي الحسن الأشعري والنووي وابن حجروابن تيمية وغيرهم وليست هذه من المسائل التي يجعل فيها الخلاف مستساغاً! أو تسويغ الخروج بحجة أنها مسألة فقهية خلافية! بل هي من مسائل الافتراق التي يقع فيها من تلبس بفكر الخوارج! وليست من مسائل الخلاف الفقهي المستساغ كمسائل الطهارة والصلاة! بل هذه المسائل يبنى عليها إراقة الدماء وقتل النفس التي حرم الله والوقوع بالمنكرات! والأحاديث كثيرة في النهي عن الخروج على الحكام ومعظمها في البخاري ومسلم
قال السروري: إن الأحاديث المذكورة لا تنطبق على واقعنا! وحكامنا! الطغاة! وتلك الأحاديث تتحدث عن الحكام الذين يطبقون الشريعة وليس كالحكام الطغاة! المطبعين! الذين يرضون بالذل والهوان ويتولون الكفار!
قال الأثري: بل إن الأحاديث المذكورة والمعروفة صالحة ومصلحة لكل زمان ومكان وتنطبق على الحكام في كل عصر وقد عمل بها السلف والخلف من قبل كما طبقها ابن حنبل في فتنة خلق القرآن وهي عقيدة كفرية ومع ذلك صبر الإمام أحمد على السجن والظلم والضرب وكان له جماهير ولو أشار بأصبعه لهم لتحركوا ومع ذلك حقن الدماء والأحاديث المعروفة تبين في الصبر على ظلمهم وعدم الخروج وعدم تكفيرهم حتى لو كان عبداً حبشياً رأسه كزبيبة مجدع الأطراف! وتغلب فله السمع والطاعة فإذا كان أول شروط تولي الحكم الحرية والسلامة من العيوب وأن لا يكون حقيراً قد فقدت في هذا العبد الحبشي الذي لا يستطيع خدمة نفسه فضلا عن خدمة غيره ! بأطرافه المبتورة! ومع ذلك أمر النبي عليه الصلاة والسلام بطاعته إن تغلب وقد ذكرنا تفصيل التولي والموالاة سابقاً والطاغوت يشمل إبليس والسحر ومن دعا لعبادة نفسه أو غيره وادعى الغيب ويشمل من حكم بغير ما أنزل الله على التفصيل السابق في بيان فسقه أو ظلمه أو كفره! وإن هذه (الكلاشيهات!) والجمل الرنانة التي تكررونها لتكسبوا بها عواطف الناس وتساهمون على الخروج معروفة ومكشوفة!
قال السروري: إذا أنت توافق على ظلم وفسق الحكام! وأنت من المطبلين والمزمرين والمسحجين! لهم! ولازم كلامك إقرارهم على ما هم فيه!
قال الأثري: لقد ألزمتني بلازم لم أقله ولم أذكره بل إنكار المنكر له ضوابطه فتارة يكون باليد واللسان بالشروط المعروفة عند أهل العلم وتارة بالقلب ولا بد من الإنكار القلبي على جميع الأحوال!
وإن اتهاماتكم التي تتقولون فيها على أهل السنة والجماعة وتلمزون بهم وتطعنون بهم وتلزمونهم بلوازم ما أنزل الله بها من سلطان هي اتهامات مردودة مكشوفة
ومجرد القول بالصبر على جور الأئمة فيه إثبات لوجود الظلم والفسق والجور مع عدم إقرارهم على ذلك ولا يجوز تزيين لهم المنكر من قبل البطانة السيئة! علماء السلطان الذي يفتون بهواهم لموافقة أهواء الحكام!
أما قول أهل السنة والجماعة بعدم الخروج والصبر ليس من باب التقرير للمعصية وليس من فعل أهل الأهواء من علماء السلطان فبينهما فرق كبير وبون شاسع! كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة ومجموع الفتاوى وغيره من أهل العلم
قال السروري: وقع من آحاد السلف من قام بالخروج على الحكام كالحجاج وغيره! فيجوز مخالفة الأحاديث الصحيحة لفعلهم! ونحن لنا سلف بهذه الأمور!
قال الأثري: إن الحجاج مختلف في كفره عند السلف وكثير من أهل السنة لا يكفره! ومن خرج عليه ظن كفره وظن توفر السلاح معه ومما تقرر في الأصول أن مخالفة الصحابي لنصوص الكتاب والسنة وعدم العمل بالنص الشرعي بل ومخالفته لما يرويه لا عبرة بمخالفته! ونأخذ بالكتاب والسنة مع عدم الطعن بالصحابة رضوان الله عليهم
وأنتم حالكم كحال من يهبط على شواذ المسائل! ومواقع الخلل وتتركون النصوص الصريحة الصحيحة وتأتون للآثار الضعيفة وفعل آحاد من السلف ممن خالف النص! فحالكم كحال الذباب لا كالنحل!
قال السروري: لقد اختلف الصحابة فيما بينهم وكان القتال والفتنة بينهم وخرج معاوية وعائشة ومن معهم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ظانين أنهم يريدون تغيير المنكر فدل على جواز الخروج على الحكام!
وقد أبلى بلاء حسناً صاحب الظلال الشهيد! في بيان ما حصل مع الصحابة مع وقوعه في اللمز ببعضهم! ونحن نستدل بفعلهم! فدل على جواز الخروج ولا إجماع من الصحابة على ذلك!
قال الأثري: إن ما وقع بين الصحابة من فتن قد سلمنا الله من الخوض في دمائهم ولا نخوض في أعراضهم ولا نلمزهم سواء في ظلال! أو غيره
ومما ذكره أهل العلم أن ما شجر بين الصحابة رضي الله عن الجميع ليس من باب الخروج على الأئمة ولم يكن معاوية ومن معه يريدون الخروج على علي بل كانوا يريدون الاقتصاص من قتلة عثمان وعدم إهدار دمه ولم يكن معاوية يريد الخروج على علي لأخذ السلطة وما كانت عائشة تريد السلطة أو تريد الخروج على علي بل كانت تريد الصلح والدفاع عن دم عثمان وليس القتال بين الفئتين من الصحابة وقتال الفئة الباغية هي من سبيل فعل الخوارج بل هي فتنة بينهم وقد أصلح الله بينهم والخوارج كانوا فرقة أخرى قتلوا عثمان وعلي وغيرهم وناظرهم ابن عباس وننزه الصحابة عن قول وفعل الخوارج كما ذكر القاضي ابن العربي في العواصم من القواصم وشيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية وابن كثير في البداية والنهاية ورسالة الرد على الرافضة للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب وغيرهم
وإن لوثتك الفكرية في جعل فعل الصحابة مبيح للخروج وأن فعلهم من فعل الخوارج هي لوثة قطبية! منتقاة من ظلال فكره وهي خارجية عصرية بنكهة جديدة!
قال السروري: يكفينا اليوم من نقاش متعب للبال! ما رأيك أن تصبح معنا وتسكت عن ردودك علينا على الأقل! وتثني علينا ولاتحذر منا وتشاركنا في أمورنا الدعوية ونتعاون فيما اتفقنا عليه وتدرس متون العقيدة السلفية والفقه على أن نخصص لك مغلفاً مالياً وندعمك ونكفيك المؤونة! ونعمل لك حسابات على التواصل الاجتماعي ونصنع لك جمهوراً ويكون الولاء لنا! وهكذا نحل الإشكال ونغلق ملف الخلاف وكل منا يسير على خطه!
قال الأثري: الحمد لله الذي أعزنا بالسنة وأهلها ولسنا بحاجة لدعمكم المادي الممول من أعوانكم! والحمد لله أننا أحرار ولسنا كالعبيد نعتق فيكون الولاء لمن أعتقنا! فنبيع ولاءنا الذي هو للكتاب والسنة لموافقة الحزب والفكر ومنهجكم! ولأن يعيش طالب العلم بدعوته السنية على منهج الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة وهو على توسط وكفاف بالعيش خير له من أن يجند معكم ويخصص له من مخصصاتكم! ولأن يرتفع السني رتبة في العلم وطلب العلم خير له من أخذ رتبة في حزبكم! والله المستعان
والسلام عليكم
>>>> يتبع في الحلقة القادمة
✍️م.منتصر بيبرس
عمان - الأردن