أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
![]() |
![]() |
![]() |
|||||
|
![]() |
55179 | ![]() |
98954 |
#61
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة «محمّد العيد» |
#62
|
|||
|
|||
![]()
الذي فهمته من هذا الحوار أن :
التوحيد هو إعتقاد و عمل ، بمعنى أن هناك توحيد علمي إعتقادي ( توحيد الربوبية ) و توحيد عملي ( توحيد الألوهية : العبادة ) . و على هذا الأساس فقد دعا الرسول ( ص ) لقومه للتوحيد العملي ( توحيد الألوهية : العبادة ) بينما كان التوحيد العلمي الإعتقادي ( توحيد الربوبية ) موجودا عندهم قبل مجيء الإسلام . و لكني لم أقتنع بهذا الفهم ، أو ربما لم أفهم الامر جيدا . و الفهم الذي لا زلت مقتنعا به أن : التوحيد هو إعتقاد يصدقه ( أي يؤكد صدقه ) العمل . و هو الإقرار لله تعالى وحده بالكمال ، و أن توحيد الربوبية و توحيد الألوهية ( الإعتقاد بأن الله وحده المستحق للعبادة ) لهما معنى واحد يوصلان إليه ، و هو الإقرار لله تعالى وحده بالكمال ، ذلك أن توحيد الربوبية يتضمن الإعتقاد بأن الله وحده مستحق للعبادة أي توحيد الألوهية ، و الإعتقاد بأن الله وحده مستحق للعبادة ( توحيد الألوهية ) يتضمن الإعتقاد بتوحيد الربوبية . و بهذا نفهم أن المشركين كانوا يتخذون لله شركاء في ربوبيته ، و يعتقدون أنهم يقربون الناس من الله ، و ينفعون من يعبدهم و يضرون من يثير سخطهم ، و قد كان المشركون يقرون أن الله هو الخالق المدبر الرازق ، و لكنهم إعتبروا أنه بحاجة إلى شركاء هو خلقهم ، و جعلوا هذا الإعتقاد في تلبيتهم ، حين قالوا : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إلا شريكا هو لك ، تملكه و ما ملك . فجاء الإسلام ليصحح إعتقادهم بأن أخبرهم بأن ربوبية الله تعالى كاملة و أنه ليس بحاجة إلى شريك ، و أن ما يشركون به من أصنام ما هي إلا حجارة لا تضر و لا تنفع و أنه لا ربوبية لها فتقرب أو تشفع أو تضر أو تنفع . و عندما إقتنعوا بأن ربوبية الله كاملة ، عرفوا أن الأصنام لا ربوبية لها ، فاحتقروها و تركوا عبادتها إلى عبادة الله تعالى وحده . |
#63
|
|||
|
|||
![]()
و تلخيصا لما جاء في هذا الحوار ، تقول :
إذا كان المقصود بتوحيد الالوهية الجانب العملي أي العبادة ، فإن : توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية ( العبادة ) و توحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية . و إذا كان المقصود بتوحيد الألوهية الإعتقاد و الإقرار بأن الله وحده مستحق للعبادة ، فإن : توحيد الربوبية و توحيد الألوهية يوصلان إلى معنى واحد و هو الإقرار بتفرد الله تعالى بصفات الكمال ، فتوحيد الربوبية يتضمن الإقرار باستحقاق الله وحده للعبادة أي توحيد الألوهية ، و توحيد الألوهية هو الإقرار باستحقاق الله وحده للعبادة و يتضمن توحيد الربوبية . |
#64
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
هما توحيدان الربوبية والألوهية وكان أهل الجاهلية يقرون بتوحيد الربوبية من حيث الجملة قال العلامة الزبيدي في تاج العروس : ( التَّوْحِيدُ تَوْحِيدَانِ . تَوْحِيد الرُّبُوبِيَّة وتَوْحِيدُ الأِلهيَّة . فصاحِبُ تَوْحِيد الرَّبَّانِيَّةِ يَشْهَد قَيُّومِيَّةَ الرَّبِ فَوْقَ عَرْشِه يُدَبِّرُ أَمْرَ عِبَادِه وَحْدَه فلا خالِقَ ولا رَازِقَ ولا مُعْطِيَ ولا مَانِعَ ولا مُحْيِىَ ولا مُمِيتَ ولا مُدَبِّرَ لأَمْرِ المَمْلَكَةِ ظَاهِراً وباطِناً غيرُه فما شاءَ كانَ وما لم يَشَأْ لم يَكُنْ ولا تَتَحَرَّكُ ذَرَّةٌ إِلاَّ بإِذْنِه ولا يَجُوز حادِثٌ إِلاَّ بِمَشِيئَتِه ولا تَسْقُط وَرَقَةٌ إِلاَّ بِعِلْمِه ولا يَعْزُب عنه مِثْقَالُ ذَرَّةٍ في السَّموات ولا في الأَرْضِ ولا أَصْغَرُ مِن ذلك ولا أَكْبَرُ إِلاَّ وقد أَحْصَاها عِلْمُه وأَحاطتْ بها قُدْرَتُه ونَفَذَتْ فيها مَشِئَتُه واقْتَضَتْهَا حِكْمَتُه . وأَمّا تَوْحِيدُ الإِلهِيَّة فهو أَن يُجْمِعَ هِمَّتَه وقَلْبَه وعَزْمَه وإِرادَتَه وحَرَكاتِه على أَداءِ حَقِّه والقيامِ بِعُبُودِيَّتِهِ . )اهـ ومما يدل على اعتراف المشركين بتوحيد الربوبية قال تعالى { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ } [ يوسف 106 ] قال الطبري " وإيمانهم بالله هو قولهم : الله خالقنا ورازقنا ومميتنا ومحيينا ، وإشراكهم هو جعلهم لله شريكا في عبادته ودعائه ، فلا يخلصون له في الطلب منه وحده ، وبنحو هذا قال أهل التأويل " ثم روى مثل ذلك عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد وعامر وقتادة وعطاء وجمع .قال قتادة " لا تسأل أحدا من المشركين من ربك ؟ إلا ويقول ربي الله وهو يشرك في ذلك " وقال " الخلق كلهم يقرون لله أنه ربهم ثم يشركون بعد ذلك " وقال ابن زيد " ليس أحد يعبد مع الله غيره إلا وهو مؤمن بالله ويعرف أن الله ربه وخالقه ورازقه وهو يشرك به . . . ألا ترى كيف كانت العرب تلبي تقول : لبيك اللهم لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك : المشركون كانوا يقولون هذا " (فسير الطبري 13 / 50-51 الدر المنثور 4 / 120 للسيوطي .) . وقال الإمام البغوي : " فكان إيمانهم إذا سئلوا من خلق السموات والأرض ؟ قالوا الله ، وإذا قيل لهم من ينزل المطر ؟ قالوا الله ، ثم مع ذلك يعبدون الأصنام ويشركون ،." ثم ذكر قول ابن عباس وعطاء ، ويأتي . وقال الإمام القرطبي ت : 671 في تفسيره (9 / 272) "نزلت في قوم أقروا بالله خالقهم وخالق الأشياء كلها ، وهم يعبدون الأوثان ، قاله الحسن ومجاهد وعامر والشعبي وأكثر المفسرين " وقال الحافظ ابن حجر (( وقال عكرمة في قوله تعالى (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) قال يسألهم من خلقهم و من خلق السموات و ألأرض؟ فيقولون الله فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره )) وذكر نحوه عن ابن عباس كما مر معنا سابقاً.الفتح (13/49) باب قوله تعالى (( فلا تجعلوا الله أنداداً )) وراجع تفسير ابن كثير عند قوله تعالى (( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ) الزخرف (87) وهذا الإيمان الذي أقرت به غالب الأمم أطلق عليه العلماء توحيد الربوبية : وهو إفراد الله بالخلق والملك والتدبير . وإيمانهم بالربوبية فقط لا يكفي لذلك لم يدخلهم في الإسلام . والتوحيد الذي نازع فيه المشركون الرسل هو توحيد الألوهية : وهو إفراد الله بالعبادة . وهذا هو معنى لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله. قال تعالى (( ولقد بعثنا في كل أمة رسول أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) قال الإمام ابن كثير عند قوله تعالى (( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس و القمر ليقولن الله فأنى يؤفكون)) آية ( 61 ) ((يقول تعالى مقرراً أنه لا إله إلا هو لأن المشركين الذين يعبدون غيره معترفون بأنه المستقل بخلق السموات والأرض و الشمس والقمر وتسخير الليل والنهار وأنه الخالق الرازق لعباده ومقدر آجالهم .... فذكر أنه المستقل بخلق الأشياء المنفرد بتدبيرها فإذا كان الأمر كذلك فلم يُعبد غيره ؟ ولم يتوكل على غيره ؟ فكما أنه الواحد في ملكه فليكن الواحد في عبادته،وكثيرا ما يقرر تعالى مقام الإلهية بالإعتراف بتوحيد الربوبية وقد كان المشركون يعترفون بذلك كما يقولوا في تلبيتهم لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك)). فتبين مما سبق أنهم كانوا يؤمنون بالربوبية وأنه المستقل بخلق الأشياء المنفرد بتدبيرها وإنما يشركون في العبادة والدعاء .. المشركون يقرون أن معبوداتهم لاتنفع ولاتضر بذاتها قال الإمام الطبري رحمه الله :"القول في تأويل قوله تعالى : ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون ( 38 ) . "يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : ولئن سألت يا محمد هؤلاء المشركين العادلين بالله الأوثان والأصنام : من خلق السماوات والأرض ؟ ليقولن : الذي خلقه الله ، فإذا قالوا ذلك ، فقل : أفرأيتم - أيها القوم - هذا الذي تعبدون من دون الله من الأصنام والآلهة ( إن أرادني الله بضر ) يقول : بشدة في معيشتي ، هل هن كاشفات عني ما يصيبني به ربي من الضر ؟ ( أو أرادني برحمة ) يقول : إن أرادني برحمة أن يصيبني سعة في معيشتي ، وكثرة مالي ، ورخاء وعافية في بدني ، هل هن ممسكات عني ما أراد أن يصيبني به من تلك الرحمة ؟ وترك الجواب لاستغناء السامع بمعرفة ذلك ، ودلالة ما ظهر من الكلام عليه . والمعنى : [ ص: 296 ] فإنهم سيقولون لا . فقل : حسبي الله مما سواه من الأشياء كلها ، إياه أعبد ، وإليه أفزع في أموري دون كل شيء سواه ، فإنه الكافي ، وبيده الضر والنفع ، لا إلى الأصنام والأوثان التي لا تضر ولا تنفع ، ( عليه يتوكل المتوكلون ) يقول : على الله يتوكل من هو متوكل ، وبه فليثق لا بغيره . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل" . وقال الإمام القرطبي رحمه الله :" "قل أفرأيتم أي قل لهم يا محمد بعد اعترافهم بهذا : أفرأيتم إن أرادني الله بضر بشدة وبلاء هل هن كاشفات ضره يعني هذه الأصنام أو أرادني برحمة نعمة ورخاء هل هن ممسكات رحمته قال مقاتل : فسألهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فسكتوا . وقال غيره : قالوا : لا تدفع شيئا قدره الله ، ولكنها تشفع . فنزلت قل حسبي الله وترك الجواب لدلالة الكلام عليه ، يعني فسيقولون : لا ، أي : لا تكشف ولا تمسك ف " قل " أنت حسبي الله أي : عليه توكلت أي : اعتمدت و عليه يتوكل المتوكلون يعتمد المعتمدون ". وقال الفخرالرازي في ( 17/86) في تفسير قوله تعالى ( قل من يرزقكم من السماء والارض ... ) يونس " وهذا يدل على ان المخاطبين بهذا الكلام كانوا يعرفون الله ويقرون به ، وهم الذين قالوا في عبادتهم للأصنام انها تقربهم الى الله زلفى ، وانهم شفعاؤنا عند الله وكانوا يعلمون ان هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر فعند ذلك قال الرسول عليه السلام (فقل افلا تتقون ) يعني : افلا تتقون ان تجعلوا هذه الاوثان شركاء لله في المعبودية ، مع اعترافكم بأن كل الخيرات في الدنيا والآخرة انما تحصل من رحمة الله واحسانه ، واعترافكم بأن هذه الأوثان لا تنفع ولا تضر ألبتة " انتهى تنبيه: المشركون لا يعتقدون في معبوداتهم نفعا ذاتياً استقلالياً دون الله ، وغاية ما عندهم أنهم اعتقدوا أن الله تعالى فوّض إلى معبوداتهم تدبير بعض الأمور ، وأعطاهم شيئا من التصرف وهو عين ما يقوله عباد القبور اليوم. فإذا قلنا عن هؤلاء : حين يخوفوننا بالولي الفلاني : أنهم يعتقدون فيه نفعا وضرا هبَّ المدافعون عنهم ، المتشدقون هنا ، فقالوا : إنه تفويض من الله ، وأقدار من الله ، وليس استقلالا . فثبت أن هذه الصورة موجودة تتكرر ، من أناس يؤمنون بأن الله هو الخالق والرازق والمدبر . وقد حكى القرآن عن عبدة الأصنام " ويخوفونك بالذين من دونه " . وهو من جنس الكلام السابق . مع يقينهم واعترافهم بأن كل حول وطول لآلهتهم مملوك لله (تملكه وما ملك). ثم هنا أمر لا بد من تقريره وإيضاحه وهو أنَّ قول أهل العلم عن المشركين بأنَّهم يعترفون بتوحيد الربوبية ليس المراد به أنَّهم اعترفوا بهذا القسم من التوحيد على التمام والكمال فمشركو العرب مع توحيدهم الله وإقرارهم له سبحانه في ( أصل ) توحيد الربوبية إلاَّ أنهم كانوا واقعين في ( أفراد ) من الشرك فيه فهم يقرون بصفات الربوبية من حيث الجملة لكن قد يقعون في بعض أفراد هذه الصفات فمثلاً إنكارهم للبعث دليل على خلل ونقص في إثباتهم لصفة القدرة المطلقة لله عزوجل على التمام والكمال فهم يثبتون أصل القدرة لله تعالى باعتقادهم أن الله الخالق الرازق المدبر المالك ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي وسخر الشمس و القمر وأنه يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ... وكل ذلك يستلزم إثبات القدرة لله عز وجل لكن انكروا فرد من أفراد القدرة وهو البعث بعد الموت ولا يلزم ذلك انكارهم للقدرة في الجملة. فالخلاصة أن المشركين يثبتون أصل الصفة وينفون فرع من فروعها كالبعث ولا يعني ذلك إنكارهم لأصل القدرة الإلهية وإنما يجعلون لقدرة الله حداَ. وإن كان هذا الفرع وهو البعث نفيه كفر ، ألا ترى أن المعتزلة تنكر عذاب القبر وهذا كفر ولا يعني ذلك انكارهم لأصل القدرة الإلهية وإنما يجعلون لقدرة الله حداَ وكذلك الأشاعرة حيث أن نفيهم لكثير من صفات الله كالنزول والعلو ناتج عن خلل في إثباتهم لكمال صفة القدرة لله تعالى ولهذا تجد السلف يلزمونهم بالقدرة الإلهية ، والغزالي يجعل لقدرة الله حداً حين قال " ليس في الامكان أفضل من مما كان "( الإملاء في إشكالات الأحياء 5/13 على هامش أحياء علوم الدين) أليس في هذا وضع حد لقدرة الله أو إثبات لعجز الله كما أعترف به البيجوري في شرحه على جوهرة التوحيد ؟ (أنظر تحفة المريد شرح جوهر التوحيد ص 40) وقال إسحاق بن راهويه : جمعني وهذا المبتدع إبراهيم بن أبي صالح مجلس الأمير عبد الله بن طاهر ، فسألني الأمير عن أخبار النزول فسردتها.فقال ابن أبي صالح : كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء.فقلت : آمنت برب يفعل ما يشاء.رواها الحاكم بإسناد صحيح عنه. ونقول أيضاً : إن هذا ليس حكماً عاماً مطرداً على جميع المشركين إذ منهم من وجد عنده حتى الشرك في الربوبية، ومنهم من آمن ببعض خصائص الربوبية دون بعض، ومنهم من كان يؤمن إضافة إلى إيمانه بوجود الله الخالق الرازق بالمعاد وبعث الأبدان والحساب، كما قال زهير بن أبي سلمى في معلقته المشهورة: فلا تكتمنَّ الله ما في نفوسكم ... ليخفى فمهما يكتم الله يعلم يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ... ليوم حساب أو يعجل فينقم قال ابن كثير وقد أورد هذين البيتين: "فقد اعترف هذا الشاعر الجاهلي بوجود الصانع وعلمه بالجزئيات وبالمعاد وبالجزاء وبكتابة الأعمال في الصحف ليوم القيامة"( تفسير ابن كثير (4/238)). وقال ابن جرير: "وقد أنشد لبعض الجاهلية الجهلاء: ألا ضربت تلك الفتاة هجينها ... ألا قضب الرحمن ربي يمينها وقال سلامة بن جندل الطهوي: عجلتم علينا عجلتينا عليكم ... وما يشأ الرحمن يعقد ويطلق" تفسير ابن جرير (1/58). والشواهد على هذا كثيرة، ومع ذلك فهم مشركون لأنهم يعبدون مع الله غيره.
__________________
قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله-: " فإن الواجب أن يكون المرءُ معتنيا بأنواع التعاملات حتى يكون إذا تعامل مع الخلق يتعامل معهم على وفق الشرع، وأن لا يكون متعاملا على وفق هواه وعلى وفق ما يريد ، فالتعامل مع الناس بأصنافهم يحتاج إلى علم شرعي" |
#65
|
|||
|
|||
![]()
أخي أبا معاذ ، المشركون كانوا يؤمنون بتعدد الآلهة بمعنى أنهم كانوا يرون أن الله لا يستحق أن يعبد وحده ، و تعجبوا من الرسول ( ص ) حينما دعاهم لعبادة الله تعالى وحده و قالوا : ( أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ) [صـ : 5] . حيث أنهم كانوا يعتقدون بوجود شريك لله هو خلقه ، يقربهم من الله ، و يشفع لهم عنده ، و ينفع من عبده ، و يضر من أسخطه . و هذا منهم شرك ربوبية .
و يظهر من كلامك ، أخي أبا معاذ ، أنك تجعل عبادتهم للأصنام ، لم تكن إلا استهزاء و جحودا ، و لم يكونوا يعتقدون لأصنامهم أي نفع ، و هذا إن كان منهم بهذه الصفة فهو يدخل في باب الكفر العملي و ليس الكفر الإعتقادي . و عندما يعتقد المسلم بربوبية الله تعالى التي تتضمن الإعتقاد بأن الله تعالى وحده المستحق للعبادة ، و يظهر صدق إعتقاده من عمله كمسلم ملتزم ، فهو في الطريق الصحيح بفضل الله . و أنت تعلم أخي أبا معاذ ، أن أساس تقسيم التوحيد إلى توحيد ربوبية يختلف عن توحيد الألوهية ، إنما كان ذلك بسبب الفهم أن توحيد الربوبية لا يتضمن الإعتقاد بأن الله تعالى وحده المستحق للعبادة . |
#66
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
اللهم احفظنا أن نقول في دينك بغير علم السلفية : استدل ثم اعتقد ولا تعتقد ثم تستدل |
#67
|
|||
|
|||
![]()
أخي عمر سألتك عبر الخاص, ولم تجب!!
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9). قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)): "ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب." عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي |
#68
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
المشركون لما عبدوا الأصنام إنما عبدوها تقربا إلى الله تعالى لا لأجل أنها تنفع أو تضر بذاتها قال تعالى :( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّه) فقد حصروا غايتهم من عبادتهم في القربة والشفاعة فدل الاستثناء المفرغ في الآية على أعم العام لان المستثنى منه في المفرغ مقدر بأعم العام فإذا ًما عبدوهم لأجل أنها تخلق أو ترزق أو تدبر أمر او تملكهم أو تنفع أو تضر بذاتها وإنما لأجل القربة والشفاعة وإذا كان اعتقاد المشركين النفع والضر في آلهتهم باعتبار التشفع فنحن لا ننكر ذلك من هذه الحيثية لا استقلالاً. وليس هذا محل النزاع ... نقطة البحث هل المشركون يعتقدون في معبوداتهم نفعا ذاتياً استقلالياً دون الله؟ أين الدليل على ذلك؟ فغاية ما عند المشركين إنهم اعتقدوا أن الله تعالى فوض إلى معبوداتهم تدبير بعض الأمور ، وأعطاهم شيئا من التصرف وهو عين ما يقوله عباد القبور اليوم. فإذا قلنا عن هؤلاء : حين يخوفوننا بالولي الفلاني : أنهم يعتقدون فيه نفعا وضرا هب المدافعون عنهم ، المتشدقون هنا ، فقالوا : انه تفويض من الله ، وأقدار من الله ، وليس استقلالا . فثبت أن هذه الصورة موجودة تتكرر ، من أناس يؤمنون بأن الله هو الخالق والرازق والمدبر . وقد حكى القرآن عن عبدة الأصنام " ويخوفونك بالذين من دونه " . وهو من جنس الكلام السابق . مع يقينهم واعترافهم بأن كل حول وطول لآلهتهم مملوك لله ( تملكه وما ملك). وقال الفخرالرازي في ( 17/86) في تفسير قوله تعالى ( قل من يرزقكم من السماء والارض ... ) يونس "وكانوا يعلمون ان هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر فعند ذلك قال الرسول عليه السلام (فقل افلا تتقون ) يعني : افلا تتقون ان تجعلوا هذه الاوثان شركاء لله في المعبودية ، مع اعترافكم بأن كل الخيرات في الدنيا والآخرة انما تحصل من رحمة الله واحسانه ، واعترافكم بأن هذه الأوثان لا تنفع ولا تضر ألبتة " انتهى ومشكلة مشركي زماننا أنهم يعتقدون أن من صرف عبادة كالدعاء أو الذبح أو النذر لغير الله لا يكون قد عبد غير الله إلا إذا اعتقد فيه النفع والضر بذاته أو إلا إذا اعتقد فيه الألوهية أو الربوبية أو سمى معبوده إلها أو سمى فعله عبادة أو اعتقد استحقاق العبادة لمن صرفت له، وكل ذلك ظاهر البطلان. ثم إن من عبد غير الله فهو مشرك ولو لم يعتقد فيه الألوهية أو أنه يستحق العبادة قال ابن عابدين الحنفي في حاشيته إن الوثنية:" وأما الذين عبدوا الأصنام فلم يعتقدوا الألوهية فيها وإنما عبدوها تقربا إلى الله تعالى ". حاشية الدر المختار على رد المحتار4/226 ونحوه في حاشيته على البحر الرائق 5 / 139 وانظر رسائله1/ 362. قال ابن حجر المكي في الإعلام بقواطع الإسلام : ص 20 " وفي المواقف وشرحها : من صدق بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك سجد للشمس كان غير مؤمن بالإجماع .... لان عدم السجود لغير الله داخل في حقيقة الإيمان ، حتى لو علم انه لم يسجد لها على سبيل التعظيم واعتقاد الإلهية ، بل سجد لها وقلبه مطمئن بالتصديق .. ". ومما يدل على ذلك قول الله تعالى: وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ [المائدة116]. فهم لم يصرحوا بأن مريم عليها السلام إلهة مع الله وإنما يدعون مريم مع الله ، فجعل ذلك تأليه لها. وقال تعالى" اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم " روى الإمام أحمد والترمذي وابن جرير من طرق عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي عنقه صليب من فضة وهو يقرأ هذه الآية " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " قال: فقلت إنهم لم يعبدوهم فقال " بلى إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم " فهذا نوع من الشرك صريح بنص القرآن ، وليس فيه أنهم اعتقدوا في الأحبار والرهبان الربوبية أو الألوهية ولم يسموا فعلهم عبادة لهم فضلاً أنهم يتعقدون أنهم يستحقون العبادة وإنما اتبعوهم وأطاعوهم فيما حللوا وحرموا.
__________________
قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله-: " فإن الواجب أن يكون المرءُ معتنيا بأنواع التعاملات حتى يكون إذا تعامل مع الخلق يتعامل معهم على وفق الشرع، وأن لا يكون متعاملا على وفق هواه وعلى وفق ما يريد ، فالتعامل مع الناس بأصنافهم يحتاج إلى علم شرعي" |
#69
|
|||
|
|||
![]()
أخي أبا معاذ .
لقد كان المشركون يعلمون أن الله تعالى هو خالق كل شيء ، و هو من خلق أصنامهم و قد أعطى لتلك الأصنام السلطة في أن تقرب و تشفع و تضر و تنفع ، و لذلك سمى المشركون أصنامهم آلهة ، لأنهم قصدوها بإعتبار أن الله تعالى جعل لها القدرة كي تقرب و تشفع و تضر و تنفع ، و بهذا فالإله هو من يعتقد فيه عابده منفعة ، فهو يعبده لأجل تلك المنفعة و لو لم تكن تلك المنفعة تأتي من المعبود إستقلالا ، بل يكفي أن يكون المعبود عند عابده هو الطريق لتلك المنفعة . و توحيد الله تعالى في ربوبيته يتضمن الإعتقاد بعظمة الله تعالى و أنه سبحانه وحده المستحق للعبادة ، فمن إعتقد أن لغير الله مكانة يستحق لأجلها أن يعبد فقد أشرك . |
#70
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
كما أنه واضح أنك لا تعرف مهمة (إلا) في لغة العرب وإلا ما أهملت كلام الأخ أبو معاذ اقتباس:
اتفق في ذلك ابن تيمية وابن كثير السلفيان .................... ورغم ذلك تصر أنت بمفردك في ملكوت خاص بك أن اعتقاد المشركين النفع في آلهتهم - والمتمثل في شفاعتهم عند الله للمشركين - يخلع عنهم الإقرار بتفرد الله بالربوبية أسألك-مرارا وتكرارا- : مَن مِن العلماء كنت تقصد لما قلت لي : احترمني على الأقل كأخيك المسلم ولا تتجاهل طلبي أو اعتذر عما قلت واعترف أن كلامك من رأسك ولم تأخذه من عالم للمرة الثانية احترمني ولا تتجاهل طلبي ولا تُقصر مشاركتك التالية على الرد على ردي عليك مهملاً طلبي مثل كل مرة |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |