أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
52672 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 05-17-2017, 01:36 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي



النصيحة التعليمية التربوية (27)

لا عقلَ تامٌ بلا عربية.

اعلم –وفقك الله- أن تمام العقل وذكاءه وفطنته بفهم القرآن وتدبره –تفكراً وتذكراً- ولا يفهم القرآن إلا بفهم اللسان الذي نزل به، كما قال –تعالى-:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2].

فشرف اللغة من شرف القرآن، وكمال أصحابها –فهماً وعقلاً- من كمال تدبر ألفاظ القرآن ومعانيه، كما قال الشنقيطي –رحمه الله- بعد أن ساق عدداً من الآيات المبينه فضل اللسان العربي-، ومنها:"{لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [16 : 103] . وَقَالَ تَعَالَى فِي أَوَّلِ سُورَةِ يُوسُفَ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [43 : 3] . وَقَالَ فِي أَوَّلِ الزُّخْرُفِ: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [43 : 3] . وَقَالَ فِي طه {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} [20 : 113 ].
إلى أن قال –رحمه الله-:"وَهَذِهِ الْآيَاتُ الْقُرْآنِيَّةُ تَدُلُّ عَلَى شَرَفِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَعِظَمِهَا، دَلَالَةً لَا يُنْكِرُهَا إِلَّا مُكَابِرٌ"(أضواء البيان: 6/361).

قال ابن كثير –رحمه الله-:"{إِنَّا أَنزلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} وَذَلِكَ لِأَنَّ لُغَةَ الْعَرَبِ أَفْصَحُ اللُّغَاتِ وَأَبْيَنُهَا وَأَوْسَعُهَا، وَأَكْثَرُهَا تَأْدِيَةً لِلْمَعَانِي الَّتِي تَقُومُ بِالنُّفُوسِ؛ فَلِهَذَا أنزلَ أَشْرَفُ الْكُتُبِ بِأَشْرَفِ اللُّغَاتِ، عَلَى أَشْرَفِ الرُّسُلِ، بِسِفَارَةِ أَشْرَفِ الْمَلَائِكَةِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَشْرَفِ بِقَاعِ الْأَرْضِ، وَابْتَدَئَ إِنْزَالُهُ فِي أَشْرَفِ شُهُورِ السَّنَةِ وَهُوَ رَمَضَانُ، فَكَمُلَ مِنْ كُلِّ الْوُجُوهِ"(تفسير القرآن العظيم:4/365).

قال القاسمي –رحمه الله-:"{لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} بإنزاله عربيا، ما تضمن من المعاني والأسرار، التي لا يتضمنها ولا يحتملها غيرها من اللغات"(محاسن التأويل:6/145).

فهذا يدل على أن تمام التعقل يكون بفهم اللسان العربي؛ فلا عقل بلا عربية، ولا عربية بلا تعلم لغتها ونحوها وصرفها وبلاغتها.

بل للعربية مكانة أبعد من ذلك فقد قال ابن باديس –رحمه الله-:"وأما عناية القرآن بالعرب، فلأجل تربيتهم، لأنهم هم الذين هيئوا لتبليغ الرسالة، فيجب أن يأخذوا حظهم كاملاً من التربية قبل الناس كلهم، ولهذا نجد كثيرا من الآيات القرآنية في مراميها البعيدة .. إصلاحاً لحال العرب، وتطهيراً لمجتمعهم، وإثارة لمعاني العزة والشرف في نفوسهم.
ومن هذا الباب: الآيات التي يذكر بها العرب أن القرآن أنزل بلسانهم مثل:
{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف: 3]، {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف:2].
والذين يعقلون القرآن قبل الناس كلهم هم العرب. ومن أولى القصد إلى العرب والعناية بلسانهم، وتنبيههم إلى أن القرآن أنزل بلسانهم دون جميع الألسنة- جلبًا لهم، حتى يعلموا أنه أنزل لهم وفيهم، قبل الناس كلهم
"(تفسير ابن باديس،ص:389).

فأسأل الله أن يلهمنا رشدنا ويبصرنا بديننا
بتعلم اللسان العربي، وتدبر معاني القرآن
حتى نعقل عن الله –تعالى- مراده.

ومن الله التوفيق.



***

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 05-18-2017, 10:40 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي



النصيحة التعليمية التربوية (28)

عُدَّةُ طالبِ العلمِ

بسم الله الرحمن الرحيم

معرفة طالب العلم بأصول عدة الطلب، هي بداية نجاحه وظفره بمطلوبه.

والعلم له عُدَّتان:

- عُدَّةُ تحصيله –حفظاً وفهماً-.
- وعُدَّةُ تطبيقه –قولاً وعملاً-.

ولكل واحدة من العُدَّتين أصول تضبطها، وتؤسس عليها.

أولاً: من أصول عدة التحصيل:

1- حفظ المتون.
2- استشراحها على المتقنين.
3- القلم والكراس –تدويناً، وبحثاً-.
4- تنظيم الوقت والدرس بالجداول والمنبهات.
5- جمع الذهن بتقليل المادة.


ثانياً: من أصول عدة التطبيق:

1- الإخلاص، ومنه طلب العلم للعلم به.
2- الصدق، بأن يصرف همته إلى مقصود واحد.
3- استثمار العلم في الأحوال المناسبة له.
4- توظيف العلم في عمله وعبادته.
5- الدعوة إليه.

وعماد ذلك كله التوكل على الله –تعالى-.

وما التوفيق إلا من عند الله.



***

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 05-20-2017, 05:15 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي



النصيحة التعليمية التربوية (29)

طالب العلم بين الركود والنبوغ

بسم الله الرحمن الرحيم

اعلم –وفقك الله- أن الطالب لا ينبغ في العلم إلا إذا رتب أعماله.
وترتيب الأعمال يعتمد على ترتيب سلم الترقي إلى المعالي.


وسلم الترقي إلى المعالي له درجات.

- الدرجة الأولى: تحديد الغاية من العلم، وذلك ثلاثة مطالب:

1- تعيين المقصود بالعلم، وهو طلب رضا الله والدار الآخرة.
2- تحقيق غاية العلم، وهو عبادة الله –تعالى-.
3- القيام بالدعوة إلى التوحيد.


- الدرجة الثانية: بناء الهمة العالية، وذلك ثلاثة مراتب:

1- الصدق في القول والعمل والحال.
2- تحقيق الصبر على التحصيل.
3- البدء بالممكن من العلوم.


- الدرجة الثالثة: انتقاء الوسيلة النافعة، وذلك بثلاثة ضوابط:

1- الأصالة؛ بأن تكون من أصول العلم المعتبرة.
2- التدرج؛ بأن يختار منها ما يناسبه.
3- الإيجاز؛ بأن تكون متناً –نثراً أو نظماً-.



ومن الله التوفيق.



***

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 05-21-2017, 01:16 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي



النصيحة التعليمية التربوية (30)

القرآن أول العلم

قال ابن عبد البر –رحمه الله-: "

طَلَبُ الْعِلْمِ دَرَجَاتٌ، وَمَنَاقِلُ، وَرُتَبٌ؛
لَا يَنْبَغِي تَعَدِّيهَا.
وَمَنْ تَعَدَّاهَا جُمْلَةً فَقَدْ تَعَدَّى سَبِيلَ السَّلَفِ -رَحِمَهُمُ اللَّهُ-.
وَمَنْ تَعَدَّى سَبِيلَهُمْ عَامِدًا ضَلَّ، وَمَنْ تَعَدَّاهُ مُجْتَهِدًا زَلَّ.
فَأَوَّلُ الْعِلْمِ حِفْظُ كِتَابِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- وَتَفَهُّمُهُ،
وَكُلُّ مَا يُعِينُ عَلَى فَهْمِهِ فَوَاجِبٌ طَلَبُهُ مَعَهُ.
وَلَا أَقُولُ: إِنَّ حِفْظَهُ كُلَّهُ فَرْضٌ وَلَكِنِّي أَقُولُ:
إِنَّ ذَلِكَ شَرْطٌ لَازِمٌ عَلَى مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ
عَالِمًا
فَقِيهًا
نَاصِبًا نَفْسَهُ لِلْعِلْمِ
لَيْسَ مِنْ بَابِ الْفَرْضِ
"

(جامع بيان العلم وفضله: 2/1133).

ومن الله التوفيق.



***
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 05-22-2017, 05:35 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي



النصيحة التعليمية التربوية (31)

أصل العلم النبوي

اعلم –وفقك الله- أن أصل العلم الذي بعث الله به نبيه –صلى الله عليه وسلم-
يجمعه ثلاثة أصول:


الأول: أصل العلم من جهة ثبوته (الإيمان بالله ورسوله).
قال شيخ الإسلام –رحمه الله-:
"أَصْلُ الْعِلْمِ وَالْهُدَى وَالدِّينِ هُوَ الْإِيمَانُ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَاسْتِصْحَابُ ذَلِكَ فِي جَمِيعِ الْأَقْوَالِ وَالْأَحْوَالِ
"
(مجموع الفتاوى: 10/360).

الثاني: أصل العلم من جهة مصادره (القرآن والسنة).
قال شيخ الإسلام –رحمه الله-:
"إِنَّ مَعْرِفَةَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ وَمَا أَرَادَهُ بِأَلْفَاظِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ
هُوَ أَصْلُ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّعَادَةِ وَالنَّجَاةِ
"
(مجموع الفتاوى: 17/355).

الثالث: أصل العلم من جهة صحة الفهم
(معرفة ما كان عليه الرسول –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه).
قال شيخ الإسلام –رحمه الله-:
"فَإِنَّ مَعْرِفَةَ مُرَادِ الرَّسُولِ وَمُرَادِ الصَّحَابَةِ
هُوَ أَصْلُ الْعِلْمِ وَيَنْبُوعُ الْهُدَى
"
(مجموع الفتاوى: 5/413).

فبمجموع هذه الأصول وتحقيقها يحصل الطالب
العلم الشرعي على جادة الأنبياء والمرسلين –عليهم الصلاة والسلام-.


ومن الله التوفيق.



***
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 05-23-2017, 11:21 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي



النصيحة التعليمية التربوية (32)

الحرص على الطلب

قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:
" احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ" (رواه مسلم).

المتأمل في هذا الحديث المبارك؛
يجد أن طلب العلم داخل ضمن هذا الإرشاد النبوي العام،
وهذا الإرشاد فيه بيان أسباب بلوغ المقاصد الحسنة.


وهما سببان رئيسيان:

- الأول: الحرص على النافع.
- الثاني: الاستعانة بالله.

فتحقيق طالب العلم صفة (الحرص) على الطلب يقوم على أمرين:

- الأول: افتقاره إلى العلم.
- الثاني: محبته العلم.

فالطالب إذا استشعر فقره وجهله تيقن حاجته إلى العلم.
وإذا رفع الجهل عن نفسه، وتذوق ثمرة العلم نمت محبة العلم في قلبه
.

وبتمام هذين الأمرين يعظم حرصه على العلم.

ثم يضم إلى ذلك طلب المدد الرباني بالدعاء والتوكل،
ويستديم هذه الحال كل وقت حتى يصبح طلب العلم ملكة راسخة في نفسه
.

والأمر لا يدرك إلا بمرارة الصبر، والتوفيق من الله.

ومن يصبر يصبره الله.



***

رد مع اقتباس
  #37  
قديم 05-24-2017, 12:11 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي



النصيحة التعليمية التربوية (33)

خاصية العلم

اعلم –وفقك الله- أن طلب العلم له ميزتان:

- الأولى: لا يأتي دفعة واحدة.
- الثانية: يتنامى بالتعاهد.


وعليه فالموفق من يطلب العلم على التدرج، ويأخذه بالتَّكرار.

واسلم طريقة تحقق المقصود أخذ العلم على طريقة (الكتاب الواحد).

فيختار من أي فن كتاباً يناسب مستواه.
ثم يقرأ فيه، ويسمع شروحه، وإن تيسر له معلم موفق فهي الضالة المنشودة.
فيضمن بذلك عدم ازدحام العلم على قلبه، ويوفر ذهنه لتفهم هذا الكتاب.
ويفرغ وقته له –حفظاً ومطالعةً-.


وبهذه الطريقة: ينجز المادة ويفهما، ويحفظ وقته، ويترقى في العلم.
وهذا خير له من المكابرة وتضييع الزمان
بسبب تكليف نفسه بأكثر من مادة في وقت واحد.

والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

ومن الله التوفيق.


***

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 05-25-2017, 09:28 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي



النصيحة التعليمية التربوية (34).

منطلق المبتدي في العلم

اعلم -سلمك الله- أن علامة صحة البداية في الطلب
هي عناية المبتدي بأصول العلم ومجملاته دون فروعه وتفصيلاته.

قال الشيخ صالح آل الشيخ –وفقه الله-:

" لا يهتم طالب العلم، -وهذا من فروع الترفق- لا يهتم بالتفصيلات؛
فإنه إذا كان في طلبه للعلم اهتم بدقيق المسائل، واهتم بالتفصيلات؛
فإنه ينسى ولن يحصل علما؛
لأنّه لم يؤصل ولم يبن القاعدة التي معها تفهم تلك التفصيلات
.

بعضنا يذهب إلى دروس مفصلة جدا
يمكث أصحابها سنين عددا طويلة ما انتهوا منه،
أو في الباب الواحد يجلسون أشهر ونحو ذلك.
ويظنّ أنّ هذا يحصل معه علما
.

لا، هذه الطريقة ليست بطريقة منهجية؛
لأنّه لم يترفق صاحبها فيها؛


ولقد قال جلّ وعلا: {ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}.
كونوا ربانيين فسرّها أبو عبد الله البخاري رحمه الله رحمة واسعة في صحيحه قال:
الرباني: هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره،
هذا الرباني في العلم والتدريس هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره.

يشرف بالمدرس وطالب العلم إذا درس أن يذكر كل ما يعلم في المسألة،
أن يذكر بعد تحضير واسع كل ما وصل إليه تحضيره،
وهذا شرف له ولكنّه ليس بنافع لمن يعلّم؛
لأنه هو يستعرض ما علم؛


والعالم إنما يعطى ما يحتاج إليه السامع،
لا يعطي ما هو فوق مقدار السامع
" انتهى كلامه.

(محاضرة: "المنهجية في طلب العلم").


ومن الله التوفيق.



***
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 05-26-2017, 05:14 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي



النصيحة التعليمية التربوية (35).

« لا يستطاع العلم براحة الجسم »

روى مسلم –رحمه الله- في صحيحه فقال:
حدثنا يحيى بن يحيى التميمي قال: أخبرنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير قال:
سمعت أبي يقول: «لا يستطاع العلم براحة الجسم».

(أوقات الصلاة رقم: 612).

فلن يبلغ طالب العلم مبتغاه
حتى يوطن نفسه على الصعاب وتحمل المشاق؛
فالعلم لا يدرك إلا بالصبر.


قال ابن الجوزي - رحمه الله -:
"تأملت عجبًا،
وهو أن كل شيء نفيس خطير يطول طريقه، ويكثر التعب في تحصيله.
فإن العلم لما كان أشرف الأشياء، لم يحصل إلا بالتعب والسهر والتكرار،
وهجر اللذات والراحة، حتى قال بعض الفقهاء:
بقيت سنين أشتهي الهريسة لا أقدر؛
لأن وقت بيعها وقت سماع الدرس!
"
(صيد الخاطر، ص: 281).

فكم طوى العلم من الشهوات، والرغبات، والملذات، والمباحات ...

اصبر على مرِّ الجفا من معلمٍ *** فإنَّ رسوبَ العلمِ في نفراتهِ
ومنْ لم يذق مرَّ التعلمِ ساعة ً*** تجرَّعَ ذلَّ الجهل طولَ حياته
ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَ شبابهِ *** فكبِّر عليه أربعاً لوفاته
وَذَاتُ الْفَتَى ـ واللَّهِ ـ بالْعِلْمِ وَالتُّقَى *** إذا لم يكونا لا اعتبار لذاتهِ


ومن الله التوفيق.


***
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 05-26-2017, 05:18 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي



النصيحة التعليمية التربوية (36).

صلاح القلب بالعلم

قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْعَلَّامَةُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ تَقِيُّ الدِّينِ
أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ تَيْمِيَّةَ الْحَرَّانِيُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَنَوَّرَ ضَرِيحَهُ
:

"إنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَلَقَ الْقَلْبَ لِلْإِنْسَانِ يَعْلَمُ بِهِ الْأَشْيَاءَ،
كَمَا خَلَقَ الْعَيْنَ يَرَى بِهَا الْأَشْيَاءَ،
وَالْأُذُنَ يَسْمَعُ بِهَا الْأَشْيَاءَ،

وَكَمَا خَلَقَ سُبْحَانَهُ كُلَّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِ لِأَمْرٍ مِنْ الْأُمُورِ، وَعَمَلٍ مِنْ الْأَعْمَالِ،
فَالْيَدُ لِلْبَطْشِ،
وَالرِّجْلُ لِلسَّعْيِ،
وَاللِّسَانُ لِلنُّطْقِ،
وَالْفَمُ لِلذَّوْقِ،
وَالْأَنْفُ لِلشَّمِّ،
وَالْجِلْدُ لِلْمَسِّ،


وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْأَعْضَاءِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ،

فَإِذَا اسْتُعْمِلَ الْعُضْوُ فِيمَا خُلِقَ لَهُ وَأُعِدَّ مِنْ أَجْلِهِ،
فَذَلِكَ هُوَ الْحَقُّ الْقَائِمُ، وَالْعَدْلُ الَّذِي قَامَتْ بِهِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ،
وَكَانَ ذَلِكَ خَيْرًا وَصَلَاحًا لِذَلِكَ الْعُضْوِ وَلِرَبِّهِ وَلِلشَّيْءِ الَّذِي اُسْتُعْمِلَ فِيهِ،


وَذَلِكَ الْإِنْسَانُ هُوَ الصَّالِحُ الَّذِي اسْتَقَامَ حَالُهُ
وَأُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ.


وَإِذَا لَمْ يُسْتَعْمِلْ الْعُضْوُ فِي حَقِّهِ،
بَلْ تُرِكَ بَطَّالًا، فَذَلِكَ خُسْرَانٌ، وَصَاحِبُهُ مَغْبُونٌ،


وَإِنْ اسْتُعْمِلَ فِي خِلَافِ مَا خُلِقَ لَهُ فَهُوَ الضَّلَالُ وَالْهَلَاكُ،
وَصَاحِبُهُ مِنْ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا".


( الفتاوى الكبرى : 5 / 48 ) .


ومن الله التوفيق.


***
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:19 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.