أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
47213 64045

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 05-15-2009, 07:51 AM
طالبة علم طالبة علم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 513
افتراضي عَشْر همسات لأهل المِحَنِ والبلاء

عَشْر همسات لأهل المِحَنِ والبلاء



يا أصحاب الحاجات .. يا أهل الفِتن والابتلاءات .. يا أرباب المصائب والكُرُبات .. أُشهِد الله على حبِّكم فيه .. ثمَّ أهدي إليكم هذه الهمسات ..

الهمسة الأولى : أيها المصاب الكسير .. أيها المهموم الحزين .. أيها المبتلى .. أبشر .. وأبشر .. ثم أبشر .. فإن الله قريبٌ منك .. يعلم مصابك وبلواك .. ويسمع دعائك ونجواك .. فأرسل له الشكوى .. وابعث إليه الدعوى .. ثم زيِّنها بمداد الدمع .. وأبرِقها عبر بريد الانكسار .. وانتظر الفَرَج .. فإنَّ رحمة الله قريبٌ من المضطرِّين .. وفَرَجه ليس ببعيدٍ عن الصادقين ..

الهمسة الثانية : إن مع الشدة فَرَجاً .. ومع البلاء عافية .. وبعد المرض شفاءً .. ومع الضيق سعة .. وعند العسر يسراً .. فكيف تجزع ؟

أيها الإنسان صبراً إنَّ بعد العسر يسراً
كم رأينا اليوم حُرَّاً لم يكن بالأمس حُرَّاً

الهمسة الثالثة : أوصيك بسجود الأسحار .. ودعاء العزيز الغفَّار .. ثم تذلّل بين يدي خالقك ومولاك .. الذي يملك كشف الضرِّ عنك .. وتفقَّد مواطن إجابة الدعاء واحرص عليها .. وستجد الفَرَج بإذن الله .. ( أمَّن يجيب المضطرَّ إذا دعاه ويكشف السوء ) ..

الهمسة الرابعة : احرص على كثرة الصدقة .. فهي من أسباب الشفاء .. بإذن الله .. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( داووا مرضاكم بالصدقة ) .. حسَّنه الألباني وابن باز .. وكم من أناسٍ قد عافاهم الله بسبب صدقةٍ أخرجوها .. فلا تتردد في ذلك ..

الهمسة الخامسة : عليك بذكر الله جلَّ وعلا .. فهو سلوة المنكوبين .. وأمان الخائفين .. وملاذ المنكوبين .. وأُنسُ المرضى والمصابين .. ( الذين ءامنوا وتطمئنُّ قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئنُّ القلوب ) ..

الهمسة السادسة : اعلم أنَّ اختيار الله للعبد خيرٌ من اختيار العبد لنفسه .. والمنحة قد تأتي في ثوب محنة .. والبليَّة تعقبها عطيَّة .. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما يُصيبُ المسلم من نَصَبٍ و لا وَصَبٍ و لا همٍّ و لا حَزَنٍ ولا أَذىً و لا غَمٍّ ، حتّى الشوكة يُشاكُّها إلاّ كفَّرَ اللَّهُ بِها من خطاياهُ ) .. فياله من أجرٍ عظيم .. وثوابٍ جزيل قد أعده الله لأهل المِحن ِوالبلاء ..

الهمسة السابعة : احمد الله عز وجل أن مصيبتك لم تكن في دينك .. فمصيبة الدين لا تعوَّض .. وحلاوة الإيمان لا تقدّر بثمن .. ولذة الطاعة لا يعدِلُها شيء .. فكم من أناسٍ قد تبدَّلت أحوالهم .. وتغيَّرت أمورهم .. بسبب فتنةٍ أو محنةٍ ألمَّت بهم ..
فلا تكن ممن تعصف بهم الأزمات .. وتموج بهم رياح الابتلاءات .. بل كن ثابتاً كالجبل .. راسخاً رسوخ البطل .. أسأل الله أن يُثبِّتني وإياك ..

الهمسة الثامنة : كن متفائلاً .. ولا تصاحب المخذِّلين والمرجفين .. وابتعد عن المثبِّطين اليائسين .. وأشعِر نفسك بقرب الفَرَج .. ودنوِّ بزوغ الأمل ..

الهمسة التاسعة : تذكر - وفقني الله وإياك - أناساً قد ابتلاهم الله بمصائب أعظم مما أنت عليه .. ومِحن أقسى مما مرت بك .. واحمد الله تعالى أن خفّف مصيبتك .. ويسَّر بليَّتك .. ليمتحِنك ويختبِرك .. واحمده أن وفّقك لشكره على هذه المصيبة .. في حينِ أن غيرك يتسخَّط ويجزع ..

الهمسة العاشرة : إذا منَّ الله عليك بزوال المحنة .. وذهاب المصيبة .. فاحمده سبحانه واشكره .. وأكثِر من ذلك .. فإنه سبحانه قادر على أن ينزِع عنك العافية مرة أخرى .. فأكثر من شكره .. وفقني الله وإياك ..



نقلته لكم
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن

نقلته لكم
والدال على الخير كفاعله


جمع وإعداد وترتيب الملف

طالبة علم
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 05-15-2009, 07:55 AM
طالبة علم طالبة علم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 513
افتراضي { إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَالْمُحْسِنِينَ }

{ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَالْمُحْسِنِينَ }


أخيتي الغالية إن الدنيا دار ابتلاء ولكل شخص في هذه الدنيا ابتلاءلا تقولي أنا ليس لدي ابتلاء.. لا والله حتى حين تنعمين بالنعم فيما حولك فهذا ابتلاء.. هل تشكرين الله عليها أم لا
...

(( اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطان ))لكن أخية اخترت لك هذه الكلمات الجميلة من شيخ الإسلام ابن تيمية فأوصيك غاليتي بقراءتها والتمعن في معانيها وتذكريها حين تصابين بإبتلاء فلنبدأ ....

وبعد، فإن الصبر من أعظم خصال الخير التي حث الله عليها في كتابه العظيم،وأمر بها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة، وقد وردت مادة (صبر) في القرآن الكريم في مائة وأربعة مواضع،على تنوع في مواردها وأسباب ذكرها.

فقد أمر الله نبيه بخلق الصبرفقال: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ} [النحل 127] وقال تعالى : فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف 35].




وأمر الله به المؤمنين، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} [آل عمران 200].



وأثنىعلى أهله، فقال تعالى: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة 177].



وأخبر بمحبته للصابرين، فقال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران 146]، ومعيته لهم، فقال تعالى : {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال 46].



ووعدهم أن يجزيهم أعلىوأوفى وأحسن مما عملوه، فقال تعالى: {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواأَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل 96]

وقال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر 10].
وبشرهم فقال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة 155]
وأخبر أن جزاءهم الجنة فقال تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً} [الإنسان 12].



وقرنه بالصلاة في قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوابِالصَّبْرِ وَالصَّلاة} [البقرة 153]



وقوله تعالى في سورة يوسف: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَالْمُحْسِنِينَ} [يوسف 90]



وقرن الله - تبارك وتعالى - الصبربالعمل، فقال: {إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [هود 11]



وقرنه بالاستغفار: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالأِبْكَارِ}

وقرنه بالتسبيح،في قوله تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} [الطور 48]

وفي قوله تعالى في سورة طه: {فَاصْبِرْ عَلَى مَايَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} [طه 130]



وقرنه بالشكر في عدة آيات، قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم 5].



وحديث القرآن عن الصبر متنوع وممتع مما يدل على أهميته ومكانته العظيمة، وكذا الشأن في السنةالنبوية، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على هذا الخلق الكريم، وكانت سيرته صلى الله عليه وسلم أنموذجاً يحتذى في التخلق بخلق الصبر بشتى أنواعه وأعلى درجاته،ومن قرأ في سيرته العملية وسنته القولية سيجد أن للصبر شأناًعظيماً.



قال صلـى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله عجب، لا يقضي الله لمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له، إن أصابته سراء شكر فكان خيراًله،وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له".

فهذا الحديث يعم جميع أقضيته لعبده المؤمن وأنها خيرله إذا صبر على مكروهها وشكر لمحبوبها، بل هذا داخل في مسمىالإيمان كما قال بعض السلف: "الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر" لقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}

وإذا اعتبر العبد الدين كله رآه يرجع بجملته إلى الصبر والشكر،وذلك لأن الصبر ثلاثةأقسام:

**
صبر على الطاعة حتى يفعلها، فإن العبد لا يكاد يفعل المأمور به إلابعد صبرٍ ومصابرة ومجاهدة لعدوه الباطن والظاهر ، فبحسب هذا الصبر يكون أداؤه للمأمورات وفعله للمستحبات.

**
النوع الثاني: صبر عن المنهي عنه حتى لايفعله، فإن النفس ودواعيها، وتزيين الشيطان، وقرناء السوء،تأمره بالمعصية وتجرئه عليها،فبحسب قوة صبره يكون تركه لها، قال بعض السلف: أعمال البر يفعلها البروالفاجر ولا يقدر على ترك المعاصي إلا صديق .

***
النوع الثالث: الصبر على ما يصيبه بغير اختياره من المصائب وهي نوعان:

*
نوع لا اختيار للخلق فيه،كالأمراض وغيرها من المصائب السماوية، فهذه يسهل الصبر فيها، لأن العبد يشهد فيهاقضاء الله وقدره، وإنه لا مدخل للناس فيها، فيصبر إما اضطرارا،وإما اختيارا، فإن فتح الله على قلبه باب الفكرة في فوائدها وما في حشوها من النعم والألطاف انتقل من الصبر عليها إلى الشكر لها والرضا بها، فانقلبت حينئذ في حقه نعمة، فلا يزال هجيرىقلبه ولسانه رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، وهذا يقوى ويضعف بحسب [قوة] محبةالعبد لله وضعفها، بل هذا يجده أحدنا في الشاهد كما قال الشاعر يخاطب محبوبا له [ناله ببعض ما يكره] :

*
النوع الثاني : أن يحصل له بفعل الناس في ماله أوعرضه أو نفسه.
فهذا النوع يصعب الصبر عليه جداً، لأن النفس تستشعر المؤذي لها ،وهي تكره الغلبة، فتطلب الانتقام، فلا يصبر على هذا النوع إلا الأنبياءوالصديقون،وكان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا أوذي يقول: يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر

وأخبر عن نبي من الأنبياء أنه ضربه قومه فجعل يقول: "اللهم اغفرلقومي فإنهم لا يعلمون"

وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه جرى له هذا مع قومه [فجعل يقول مثل ذلك] ، فجمع في هذا ثلاثة أمور: العفو عنهم، والاستغفار لهم،والاعتذار عنهم بأنهم لا يعلمون

وهذا النوع من الصبر عاقبته النصر والعز والسروروالأمن والقوة في ذات الله، وزيادة محبة الله ومحبة الناس له وزيادة العلم،ولهذاقال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّاصَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} فبالصبر واليقين تنال الإمامة فيالدين،فإذا انضاف إلى هذا الصبر قوة اليقين والإيمان ترقى العبد في درجات السعادةبفضل الله،وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
.



غالياتي ربما أكثرت عليكن .. لكن كلامه جميل

جداأسأل الله أن أستفيد أنا منه أسأل الله أن يفتح على قلبي وقلوبكن"

منقول



========


{ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَالْمُحْسِنِينَ }


أخيتي الغالية إن الدنيا دار ابتلاء ولكل شخص في هذه الدنيا ابتلاءلا تقولي أنا ليس لدي ابتلاء.. لا والله حتى حين تنعمين بالنعم فيما حولك فهذا ابتلاء.. هل تشكرين الله عليها أم لا
...

(( اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطان ))لكن أخية اخترت لك هذه الكلمات الجميلة من شيخ الإسلام ابن تيمية فأوصيك غاليتي بقراءتها والتمعن في معانيها وتذكريها حين تصابين بإبتلاء فلنبدأ ....

وبعد، فإن الصبر من أعظم خصال الخير التي حث الله عليها في كتابه العظيم،وأمر بها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة، وقد وردت مادة (صبر) في القرآن الكريم في مائة وأربعة مواضع،على تنوع في مواردها وأسباب ذكرها.

فقد أمر الله نبيه بخلق الصبرفقال: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ} [النحل 127] وقال تعالى : فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف 35].




وأمر الله به المؤمنين، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} [آل عمران 200].



وأثنىعلى أهله، فقال تعالى: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة 177].



وأخبر بمحبته للصابرين، فقال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران 146]، ومعيته لهم، فقال تعالى : {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال 46].



ووعدهم أن يجزيهم أعلىوأوفى وأحسن مما عملوه، فقال تعالى: {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواأَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل 96]

وقال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر 10].
وبشرهم فقال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة 155]
وأخبر أن جزاءهم الجنة فقال تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً} [الإنسان 12].



وقرنه بالصلاة في قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوابِالصَّبْرِ وَالصَّلاة} [البقرة 153]



وقوله تعالى في سورة يوسف: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَالْمُحْسِنِينَ} [يوسف 90]



وقرن الله - تبارك وتعالى - الصبربالعمل، فقال: {إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [هود 11]



وقرنه بالاستغفار: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالأِبْكَارِ}

وقرنه بالتسبيح،في قوله تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} [الطور 48]

وفي قوله تعالى في سورة طه: {فَاصْبِرْ عَلَى مَايَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} [طه 130]



وقرنه بالشكر في عدة آيات، قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم 5].



وحديث القرآن عن الصبر متنوع وممتع مما يدل على أهميته ومكانته العظيمة، وكذا الشأن في السنةالنبوية، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على هذا الخلق الكريم، وكانت سيرته صلى الله عليه وسلم أنموذجاً يحتذى في التخلق بخلق الصبر بشتى أنواعه وأعلى درجاته،ومن قرأ في سيرته العملية وسنته القولية سيجد أن للصبر شأناًعظيماً.



قال صلـى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله عجب، لا يقضي الله لمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له، إن أصابته سراء شكر فكان خيراًله،وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له".

فهذا الحديث يعم جميع أقضيته لعبده المؤمن وأنها خيرله إذا صبر على مكروهها وشكر لمحبوبها، بل هذا داخل في مسمىالإيمان كما قال بعض السلف: "الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر" لقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}

وإذا اعتبر العبد الدين كله رآه يرجع بجملته إلى الصبر والشكر،وذلك لأن الصبر ثلاثةأقسام:

**
صبر على الطاعة حتى يفعلها، فإن العبد لا يكاد يفعل المأمور به إلابعد صبرٍ ومصابرة ومجاهدة لعدوه الباطن والظاهر ، فبحسب هذا الصبر يكون أداؤه للمأمورات وفعله للمستحبات.

**
النوع الثاني: صبر عن المنهي عنه حتى لايفعله، فإن النفس ودواعيها، وتزيين الشيطان، وقرناء السوء،تأمره بالمعصية وتجرئه عليها،فبحسب قوة صبره يكون تركه لها، قال بعض السلف: أعمال البر يفعلها البروالفاجر ولا يقدر على ترك المعاصي إلا صديق .

***
النوع الثالث: الصبر على ما يصيبه بغير اختياره من المصائب وهي نوعان:

*
نوع لا اختيار للخلق فيه،كالأمراض وغيرها من المصائب السماوية، فهذه يسهل الصبر فيها، لأن العبد يشهد فيهاقضاء الله وقدره، وإنه لا مدخل للناس فيها، فيصبر إما اضطرارا،وإما اختيارا، فإن فتح الله على قلبه باب الفكرة في فوائدها وما في حشوها من النعم والألطاف انتقل من الصبر عليها إلى الشكر لها والرضا بها، فانقلبت حينئذ في حقه نعمة، فلا يزال هجيرىقلبه ولسانه رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، وهذا يقوى ويضعف بحسب [قوة] محبةالعبد لله وضعفها، بل هذا يجده أحدنا في الشاهد كما قال الشاعر يخاطب محبوبا له [ناله ببعض ما يكره] :

*
النوع الثاني : أن يحصل له بفعل الناس في ماله أوعرضه أو نفسه.
فهذا النوع يصعب الصبر عليه جداً، لأن النفس تستشعر المؤذي لها ،وهي تكره الغلبة، فتطلب الانتقام، فلا يصبر على هذا النوع إلا الأنبياءوالصديقون،وكان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا أوذي يقول: يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر

وأخبر عن نبي من الأنبياء أنه ضربه قومه فجعل يقول: "اللهم اغفرلقومي فإنهم لا يعلمون"

وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه جرى له هذا مع قومه [فجعل يقول مثل ذلك] ، فجمع في هذا ثلاثة أمور: العفو عنهم، والاستغفار لهم،والاعتذار عنهم بأنهم لا يعلمون

وهذا النوع من الصبر عاقبته النصر والعز والسروروالأمن والقوة في ذات الله، وزيادة محبة الله ومحبة الناس له وزيادة العلم،ولهذاقال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّاصَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} فبالصبر واليقين تنال الإمامة فيالدين،فإذا انضاف إلى هذا الصبر قوة اليقين والإيمان ترقى العبد في درجات السعادةبفضل الله،وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
.



غالياتي ربما أكثرت عليكن .. لكن كلامه جميل

جداأسأل الله أن أستفيد أنا منه أسأل الله أن يفتح على قلبي وقلوبكن"

منقول



جمع وإعداد وترتيب الملف

طالبة علم


إلي كل مصاب

نحتاج لقراءة مثل هذه المقالات بين الحين والآخر حتي نستطيع مواجهة الحياة بصبر ورضا .

====

اللهم اجعلنا من الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب

آمين آمين آمين
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 05-15-2009, 07:56 AM
طالبة علم طالبة علم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 513
افتراضي يا من ابتلاك الله ....اصبر واحتسب ولك الجنة

يا من ابتلاك الله ....اصبر واحتسب ولك الجنة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا

من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له

وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله
أما بعد


أحبائي في الله



إن هذه الدنيا لا تخلو من الأكدار ولا تصفو لأحد أبدا ..ماهى إلا دار امتحان وابتلاء



ماسرَّت إلا وأحزنت ..وما أضحكت إلا وأبكت ..وما وسعت إلا وضيقت



قال الله تعالى



( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) فهي لا تستقر على حال



وقال جل في علاه { وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } محمد31



إذ الابتلاء سنة إلهية من الله عز وجل.. سنة جارية ..ماضية



ولنا في رسلنا الكرام أسوة حسنة فلقد ابتلى جميع الأنبياء وابتلى خير البشرية أعظم بلاء



فما كان منهم عليهم صلوات ربي وسلامه إلا أن صبروا واحتسبوا أجرهم عند الله



فمهما كانت مصيبتنا كبيرة والبلاء عظيم فإن أشد بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم



ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( إن عظم البلاء مع عظم الجزاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم
فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط )

فالابتلاء دليل على محبة الله للعبد ففي الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم
( من يُرد الله به خيرا يُصب منه )





يا من ابتلاك الله بجسدك ..

يا من ابتلاك بمالك وولدك ..

يا من ابتلاك بأحبابك ..



ماابتلاك إلا لأنه يحبك ويريد أن يرفع قدرك في عليين



ويريد أن يطهرك في الدنيا فقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم
( ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة

ومحت عنه خطيئة ) مسلم



يريد أن يرزقك الجنة فإن الجنة لا تنال إلا بالمكاره
( حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات )



أيتها الحبيبة اسمعي معي قصة (امرأة من أهل الجنة )



عن عطاء بن أبى رباح قال قال بن عباس رضي الله عنهما – ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟


قلت: بلى



قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إنى أصرع



و إني أتكشف فادع الله لي 000 قال: إن شئت صبرت ولك الجنة وان شئت



دعوت الله أن يعافيك

فقالت: أصبر

فقالت: إني أتكشف فادع الله لي أم لا



أتكشف فدعا لها0



فتأملي أختاه هذه المرأة كيف آثرت الجنة على شفائها من ذاك المرض
لما تعلم من أن الجنة أعظم المطالب وأجلّ الغايات

ولعلمها أن الدنيا حقيرة لا تساوي عند الله جناح بعوضة ومهما عاشت فيها
فأمدها قصير وهى إلى انقضاء وزوال

فيامن ابتلى في هذه الدنيا اعلم رحمك الله أنه كلما زاد الإيمان زاد الابتلاء
وكلما كان الابتلاء هينا فالإيمان على قدره





غاليتي اصبري واحتسبي فلك من الله البشرى في قوله


{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ

وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {157} ) البقرة

وقوله { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ } الزمر10 سبحان الله ..ما أعظمه من جزاء قال الأوزاعي رحمه الله في تفسير هذه الآية

( ليس يوزن لهم ولا يكال إنما يغرف لهم غرفا )



اللهم اجعلنا من الصابرين
آمين

آمين

آمين


اعلمي أيتها الغالية

أن ما أصابك بقضاء من الله وقدره فهو أعلم بعباده
واعلمي أن الذي يأتيك من رحيم

فهو أرحم بك من نفسك ووالديك والناس أجمعين

فاحمدي الله أختاه دائما وابدأ لأن البلاء أو المصيبة لم تكن في دينك

( فكل مصيبة دون الدين تهون )

كما في دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ولا تجعل مصيبتنا في ديننا )

فأعظم مصيبة مصيبة الدين

فالحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى

وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يحييني وإياكن الحياة الطيبة
حياة السعداء وان يرزقنا الصبر واليقين

حتى نقضي هذه الحياة الدنيا والله راض عنا

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا




janaza




جمع وإعداد وترتيب الملف

طالبة علم
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 05-15-2009, 07:58 AM
طالبة علم طالبة علم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 513
افتراضي الفرج بعد الشدة

الفرج بعد الشدة

الحياة الدنيا مليئة بالمحن والمتاعب والبلايا والشدائد والنكبات، إن صفت يوماً كدرت أياماً، وإن أضحكت ساعة أبكت أياماً، لا تدوم على حال وَتِلْكَ ٱلاْيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ [آل عمران:140].

فقر وغنى، عافية وبلاء، صحة ومرض، عز وذل، فهذا مصاب بالعلل والأسقام، وذاك مصاب بعقوق الأبناء، وهذا مصاب بسوء خلق زوجته وسوء عشرتها، وتلك مصابة بزوج سيء الأخلاق، فظ الخلق، سيء العشرة، وثالث مصاب بكساد تجارته وسوء صحبه الجيران، وهكذا إلى نهاية سلسلة الآلام التي لا تقف عند حد، ولا يحصيها عد.



ولا يزيل هذه الآلام، ويكشف هذه الكروب إلا الله علام الغيوب الذي يجيب المضطر إذا دعاه، والمسلم حاله في البأساء الصبر والإنابة إلى الله، يتوسل بالأسباب الموصلة إلى كشف المكروه، لا يستكين للحادثات، ولا يضعف أمام الملمات، يحاول التخلص منها في حزم الأقوياء وعزيمة الأصفياء، قدوته في ذلك سيد المرسلين، وإمام الصابرين، فقد حل به وبأصحابه الكرام من الشدائد والمحن والابتلاء ما تقشعر منه الأبدان، فما وهنوا، وما ضعفوا، وما استكانوا، بل قابلوا تلك الخطوب بالصبر والثبات ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَـٰناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوء وَٱتَّبَعُواْ رِضْوٰنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ [آل عمران:173-174].

وعن أبي عبد الله خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله ، وهو متوسد برداً له في ظل الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدة، فقلنا: ألا تستغفر لنا، ألا تدعو لنا، فقال: ((قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل، فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار، فيوضع على رأسه، فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون)) [البخاري].

ولقد وعد مولانا – سبحانه وتعالى – عباده بالسعة بعد الضيق، وبالعافية بعد البلاء، وبالرخاء بعد الشدة، واليسر بعد العسر فَإِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً
[الشرح:5-6]. يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: لو دخل العسر في جحر لجاء اليسر حتى يدخل عليه؛ لأن الله تعالى يقول: إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً [الشرح:6]. يقول : ((وأن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسراً)) [أحمد].

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج

يقول ابن رجب رحمه الله: كم قص الله سبحانه من قصص تفريج كربات أنبيائه عند تناهي الكروب بإنجاء نوح ومن معه في الفلك، وإنجاء إبراهيم من النار، وفدائه لولده الذي أمر بذبحه، وإنجاء موسى وقومه من اليم، وقصة يونس وقصص محمد – عليه وعلى جميع الأنبياء المرسلين أفضل الصلاة وأتم التسليم – مع أعدائه، وإنجائه منهم كقصة الغار ويوم بدر والأحزاب وحنين وغير ذلك.

صبراً جميلاً ما أقرب الفرجا من راقب الله في الأمر نجا

من صـدق الله لـم ينله أذى ومن رجاه يكون حيث رجا


أخي المسلم لا تجزع مما أصابك، ولا تحزن، فإن ذلك لا يرد فائتاً، ولا يدفع واقعاً، فاترك الحزن والهم، وكن مستعيناً بالله متوكلاً عليه، وخذ من الأسباب ما يفرج كربك، ويذهب همك من تقوى الله عز وجل والإنابة إليه والتوكل عليه والتعرف إليه في الرخاء، قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ ٱللَّهَ بَـٰلِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلّ شَىْء قَدْراً [الطلاق:2-3].

يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: إن من شأنه سبحانه أن يغفر ذنباً، ويكشف كرباً، ويرفع أقواماً، ويضع آخرين. ويقول الضحاك بن قيس رضي الله عنه: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة، إن يونس عليه السلام كان يذكر الله تعالى، فلما وقع في بطن الحوت قال الله تعالى: فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبّحِينَ لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الصافات:143-144].

وعليك بالاستغفار فإنه سبب لتفريج الكروب وإزالة الغموم، قال تعالى: فَٱسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبّى قَرِيبٌ مُّجِيبٌ [هود:61].

وجاء عن المعصوم قوله: ((من لزم الاستغفار – أو أكثر من الاستغفار – جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب)) [أبو داود].

وأكثر أخي من الأدعية التي وردت عن الحبيب فإن فيها ذهاب الهموم والغموم، ومن ذلك قوله: ((لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم، لا إله إلا الله الحليم الكريم)) [متفق عليه].

وأخرج أحمد بسنده عن النبي أنه قال: ((دعوة ذي النون عليه السلام إذ هو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له)).

واعلم يقيناً أن الذي يكشف البلوى هو الله، فاعتصم به، واعتمد عليه وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنّى مَسَّنِىَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرّ وَءاتَيْنَـٰهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَـٰبِدِينَ [الأنبياء:83-84].

روى سعيد بن عنبسة قال: بينما رجل جالس، وهو يعبث بالحصى، ويحذف بها، إذ رجعت حصاة منها، فصارت في أذنه، فجهد بكل حيلة، فلم يقدر على إخراجها، فبقيت الحصاة في أذنه تؤلمه، فبينما هو ذات يوم جالس إذ سمع قارئاً يقرأ أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوء [النمل:62]. فقال: يا رب، أنت المجيب، وأنا المضطر، فاكشف ضر ما أنا فيه، فنزلت الحصاة من أذنه.

فراقب الله – أيها الأخ المسلم – وأكثر من الضراعة والالتجاء، وقل: يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، كن قوي الإيمان بالله، قوي الثقة به، حسن الرجاء حسن الظن بمولاك، يكشف عنك ما نزل بك من الضر، ويبدل شدتك رخاء، ويجعل لك من همك فرجاً ومخرجاً، ومن عسرك يسراً، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ ٱللَّهَ بَـٰلِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلّ شَىْء قَدْراً [الطلاق:3].



المسلم يتهم نفسه دائماً بالتقصير والتفريط، ويعلم أنه ما أصابه إنما كان من قبل نفسه وَمَا أَصَـٰبَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ [الشورى:30].

والمؤمن قد ينتفع بمصيبته، فيجعل من هذه المحن منحاً يترقى بها في طاعة الله، يقول ابن رجب رحمه الله: إن المؤمن إذا استبطأ الفرج، وأيس منه بعد كثرة دعائه وتضرعه، ولم يظهر له أثر الإجابة رجع إلى نفسه بالملائمة، وقال لها: إنما أتيت من قبلك، ولو كان فيك خير لأجبت، وهذا اللوم أحب إلى الله من كثير من الطاعات، فإنه يوجب انكسار العبد لمولاه، واعترافه له بأنه أهل لما نزل به من البلاء، وأنه ليس أهلاً لإجابة الدعاء، فلذلك تسرع إليه حينئذ إجابة الدعاء وتفريج الكرب، فإنه تعالى عند المنكسرة قلوبهم من أجله. يا حي يا قيوم رحمتك نرجو، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، وأصلح لنا شأننا كله بعفو منك وعافية.


اللهم اجعل لنا وللمسلمين من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً، اللهم فرج هم المهمومين، واقضِ الدين عن المدينين، واغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا وللمسلمين.



المنبر باختصار



نقلته لكم
والدال على الخير كفاعله


جمع وإعداد وترتيب الملف

طالبة علم
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 05-15-2009, 07:59 AM
طالبة علم طالبة علم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 513
افتراضي برنامج لحساب المواريث


برنامج لحساب المواريث


تحميل البرنامج !

اسم البرنامج : برنامج لحساب المواريث
تاريخ الإضافة : 6:22 AM 2/21/05
عدد مرات التحميل : 39564
ملحوظة : إذا لم يظهر لك العداد فتأكد من تفعيل خاصية الـ جافا في جهازك


http://www.ar-tr.com/download157.html
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 05-15-2009, 10:21 AM
طالبة علم طالبة علم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 513
افتراضي رعاية الأيتام منزلة عالية فحافظوا عليها

رعاية الأيتام منزلة عالية فحافظوا عليها




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :-

قال الله تعالى :- ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا. الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ماأتاهم الله من فضله وأعتدوا للكافرين عذابا مهينا) النساء 36 – 37 .


يوصي الله تبارك وتعالى بحقه علينا بالتوحيد وافراده بالعباده ، وبحق الوالدين وذي القربى واليتامى ومن تقدم ذكرهم في هذه الآية الكريمة ، ومبحثنا في هذا المقام ، \" رعاية الأيتام \":- اليتم : - الإفراد ، يقال درة يتيمة – يعني منفردة قليلة أمثالها – اليتيم : - المنفرد ، الذي مات أبوه دون سن البلوغ ، فإذا بلغ اليتيم ، رتبت عليه أحكام الشرع الحنيف ، وصار قادرا على القيام بقضاء حوائجه ، زال اسم اليتيم عنه . فعن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يتم بعد احتلام ، ولا صمات يوم إلى الليل ) صحيح الجامع 7609 .


وهناك بعض الأيتام من ذوي الإحتياجات الخاصة ، بحاجة إلى الرعاية حتى بعد سن البلوغ . وقد يكون جنينا كما كان النبي صلى الله عليه وسلم عندما توفي عنه أبوه ، امتن الله تبارك وتعالى عليه فآواه ، وتولاه ، وأيده بنصره ، وثبته ، وواساه بقوله عز وجل : ( والضحى . والليل إذا سجى . ما ودعك ربك وما قلى . وللآخرة خير لك من الأولى .ولسوف يعطيك ربك فترضى . ألم يجدك يتيما فآوى . ووجدك ضالا فهدى . ووجدك عائلا فأغنى . فاما اليتيم فلا تقهر . وأما السائل فلا تنهار . وأما بنعمة ربك فحدث ) الضحى 1ــ 11



. ويختلف اليتيم عن اللقيط ، بأن اللقيط : لا يثبت نسبه لأبيه . و اليتيم يثبت نسبه لأبيه . اللطيم : - الذي ماتت أمه وأبوه . المنقطع : - الذي ماتت أمه. وهناك فئة من الأبناء ، حرموا الشعور بالرعاية والمحبة ، حرموا الشعور بالترابط الأسري وأثره ، يحيون حياة الأيتام وما هم بأيتام ، بل هم في ضياع !!


. قال أحمد شوقي رحمه الله : ـ


ليس اليتيم من انتهى أبواه ................. من همَ الحياة وخلَفاه ذليلا


إنَ اليتيم هو الذي تلقى له ................. أمَـا تخلَت أو أبا مشغولا

هذه الفئة يمكننا إضافتها من ناحية معنوية إلى الأيتام ، [ لهم آباء وأمهات أحياء !!] ، لكنهم حرموا من الشعور بقربهم ، ومحبتهم ، وحنانهم. وذلك إمــا بسبب التخلي عنهم بالكلية !. وإما بسبب التفريق بالطلاق ، وإما لكثرة الخلافات والمشاجرات بين الأبوين ، فيعيش الطفل بجو من الرعب ، وعدم الإستقرار ، والخوف من فقدهما ، أحدهما أو كلاهما ، وإما لإرتباط آبائهم ، بأزواج آخرين بعد الطلاق . فيشعر كثير من الأبناء، بالضياع ، أوبنقص كبير لإفتقادهم شيئا هاما في حياتهم ، يرونه موجودا عند أصدقائهم ومن حولهم ، فيكبرون عاقَين ، ناقمين ، حاقدين على المجتمع ، وقد يعانون أمراضا نفسية ، قد تترتب عليها أمراضا عضوية . تقول أخت نشأت بعيدة عن أبويها : أتمنى لو أني لم أوجد على وجه الأرض ! ، بل أتمنى لو أن أبي وأمي أمواتا ليسوا بأحياء !، أرضى بقضاء الله تعالى ولا أمنَي النفس برؤتهم ، ، إذ أن وجودهم دون الشعور بحنانهم ، بأبوَتهم ، برؤيتهم ، يعذبني ، يؤرّقني ، يذكرني بالقسوة ، بالظلم ! ، تمضي السنة ، وأحيانا السنوات حتى أرى أحدهما ، وأما الآخر فلا أعلم عنه شيئا، إني لا أثق بمن حولي ، أخشى الزواج ، أخشى أن تتكرر مأساتي بأبنائي !! . وفئة بسبب إنشغال آبائهم بالوظائف ، والمناصب ، واللقاءات والإجتماعات ، والأسفار، إن التقوا فمن أجل الطعام، أو إلقاء الأوامر، يكلونهم إلى المربين ، والخدم ، فيستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير !! . عن ابن عمرو رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كفى بالمرء إثما أن يضيّع من يقوت ) حديث حسن – رواه ( حم ، د، ك ، هق ) الإرواء 894


. يتمنى الأبناء القرب من آبائهم ، [ القرب الروحي المعنوي ] ، وليس المادي فقط ، يتمنون الشعور بمحبتهم، والجلوس إليهم ، والكلام معهم ، والإستماع إلى همومهم وشكواهم . من فضل الله تعالى ، ورحمته ، وحكمته ، أن جعل من الآباء والأمهات سكنا ، ومصدر حب ، وحنان ، وطمأنينة ، وهدوء نفسي لا يقدر بثمن للأبناء ، وضرورة مادية ومعنوية ، لنموهم نموا طبيعيا سويَا . قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) التحريم 6 .


يعاني كثير ممن حرم أحد الآباء أو كليهما ، وحرم الرعاية والتوجيه ، لأن ذلك يعد مصدر قلق للأبناء، وخوف من المستقبل ، من المجهول . من أن ينحرفوا عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها إلى ظلمات التخبط ، والجهل ، والجريمة ، وصحبة السوء ، والشذوذ ، ناهيك عن اتباع خطوات الشيطان . اهتم الإسلام بشأن اليتيم ، وحث الشارع الحكيم على وجوب توفير الرعاية له ، والعناية به وتعويضه ولو جزءا يسيرا من المحبة والحنان بعد فقد الأب ، روى البخاري في التاريخ ( 1 / 2 / 78 ) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (3 / 377 ) : قال لي عبد الله بن عثمان بن عطاء : حدثنا حجر بن الحارث الغساني قال : سمعت عبدالله بن عوف القاري قال : سمعت بشر بن عقربة يقول : استشهد أبي مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته ، فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي ، فقال لي : أما ترضى أن أكون أنا أبوك ، وعائشه أمك ؟ ) .


وفي رواية دون قوله : [ اسكت ] وذكر مكانها : ( يا حبيب ! ما يبكيك ؟ أما ترضى أن أبوك ، وعائشة أمك ) الصحيحة 3249 . وفي رواية : عن بشير بن عقربة الجهني قال : لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، فقلت ما فعل أبي ؟ فقال : \" استشهد رحمة الله عليه \" ، فبكيت ، فأخذني فمسح رأسي ، وحملني معه ، وقال : أما ترضى أن أكون أنا أبوك وعائشة أمك ؟ ) الصحيحة 3249 . إن اليتيم بحاجة إلى يد حانية تكفكف أحزانه ، وبيئة صالحة ترعاه ، تعرفه بالإسلام وشرائعه ، وبالإيمان وأصوله ، وبما له ، وما عليه من حقوق وواجبات ، ليحيى حياة كريمة تحفظه من مزالق الرذيلة ، والبؤس ، والشقاء ، وليكون عضوا نافعا في مجتمعه ، ومن أحنى عليه من رسولنا صلى الله عليه وسلم بعد الله تبارك وتعالى ، فهو بالمؤمنين رؤوف رحيم ، جزاه الله عنا خير ما جزى به نبيا عن أمته ، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( أبغوني الضعفاء ، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم ) الصحيحة 779 . قال شيخنا الألباني رحمه الله في التعليق على الحديث : ( واعلم أنه قد جاء تفسير النصر المذكور في الحديث ، وأنه ليس نصرا بذوات الصالحين ، وإنما هو بدعائهم وإخلاصهم ، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها : بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم ) الصحيحة 779 .

عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له : ( إن أردت تليين قلبك فاطعم المسكين ، وامسح رأس اليتيم ) الصحيحة 854 . وفي رواية لأبي الدرداء رضي الله عنه : ( إدن اليتيم منك ، والطفه ، وامسح برأسه ، وأطعمه من طعامك ، فإنَ ذلك يلين قلبك ويدرك حاجتك ) حديث حسن . -- صحيح الجامع 250. وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا وكافل اليتيم له أو لغيره في الجنة ، والساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ) رواه مسلم وفي رواية : ( كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة ) وأشار مالك بالسبابة والوسطى . رواه البخاري . وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ، وأشار بالسبابة والوسطى وفرق بينهما قليلا ) رواه البخاري يعلم المؤمن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، ويعلم أن في قضائه سبحانه وقدره ، رحمة لعباده رغم الألم ! ، وحكمة قد لا يدرك كنهها في الحال . فيحمده سبحانه على كل حال . يحمده وهو أهل للحمد والثناء ، إذ أنه بيده الحكم والأمر، وإليه المرد والمآل، ولاينبغي أن تذهب النفس حسرات على ما فات ، وأن لا تفرح بما هو آت . قال الله تعالى : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في انفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير. لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ) الحديد 22 - 23 .

إن المؤمن إذا نزل به مكروه ، رضي بالقضاء والقدر، واستعان بالله وصبر، وحمد الله وشكر، فكان حمده وشكره كظما للغيظ ، وسترا للشكوى ، ورعاية للأدب ، وسلوكا لمسلك أهل العلم مع ولي النعم ، ويقينا بما أعده الله سبحانه للشاكرين الصابرين من عباده . قال تعالى: ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) البقرة -155- 156 . وقال تعالى :- ( قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) الزمر 10 .


أخي في الله ... أختاه : لإدراك هذه المنزلة العظيمة ينبغي مراعاة ما يلي : -

1: - مراقبة الله تعالى في حفظ الأمانة التي اختارك الله لها ، وذلك بأن تكون القدوة الحسنة لتربية اليتيم تربية إيمانية صالحة ، والإهتمام بتنمية الفطرة السليمة ، والعقيدة الصالحة لديه ، وتعريفه باصول الإسلام والإيمان وشرائع الدين ، وتعليمه العبادات ، والحقوق ، والواجبات ، وحسن الخلق ، وحسن الآدب مع الخالق سبحانه ومع المخلوقين ، وتعليمه آداب الطعام ، والسلام ، والإستئذان ، وغيره . . قال الله تعالى : - ( ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم ) البقرة 220

. ما أجمل اللفتات التربوية في كتاب الله تبارك وتعالى وفي هدي رسوله صلى الله عليه وسلم ، في تربية الأبناء ودعوتهم لها والتلطف معهم بها . وما أروع أن يعود المسلمون إليها في تربيتهم لأبنائهم وما ولََوا ، بعد أن استبدلها كثير منهم بنظريات وتأصيلات شرقية وغربية ، فضلا عمن تركوا تربية ابنائهم لوسائل الإعلام المسموعة ، والمرئية ، والمقروءة ، أو لصحبة السوء، أو الخدم ، أو للشوارع !! فهل يرجى منهم حفظ أمانة هذا الدين ، والعمل به وتبليغه ، والدفاع عنه ؟؟ أسأل الله تعالى أن يردنا إلى إسلامنا وديننا ردا جميلا . فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا غلام ! إني أعلمك كلمات ، احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، جفت الأقلام ورفعت الصحف ) رواه ( حم ، ت ، ك ) صحيح الجامع 7957 .

وعن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا غلام سمَ الله ، وكل بيمينك وكل مما يليك ) متفق عليه . وعن سبرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعا، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا ، وفرقوا بينهم في المضاجع ) صحيح الجامع 4025 .

وفي سورة لقمان لفتات تربوية رائعة للطفل المسلم ، في تثبيت العقيدة ، والدعوة إلى التوحيد وتنزيه الله تعالى عن الشرك ، واستشعار مراقبة الله تبارك وتعالى ، وعدم الإستخفاف بالسيئة مهما صغرت ، والدعوة إلى الأخلاق الحميدة. وغير ذلك كثيرفي كتاب الله تبارك وتعالى ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .


ولكن هناك إفراط وتفريط في تربية الأيتام ، عند كثير من الناس : - أ : - إفراط : وذلك بالمبالغة بالتدليل ، والحنو ، وإجابة الطلبات والرغبات ، وإذا به عندما يشب ، تشب معه الأنانية وحب الذات ، والعناد ، فيصعب التعامل معه ، ويصعب عليه مواجهة المجتمع خارج المنزل من أهل وجيران ومدرسة وأصحاب ، مما يؤدي به إلى العزلة ، والمتاعب النفسية . فينبغي على وليه أن يربيه كما يربي أبناءه ، متبعا الهدي النبوي في ذلك . روى ابن حبان في صحيحه ، وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه ، أن رجلا جاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله فيما أضرب يتيمي ؟ قال ما كنت ضاربا منه ولدك غير واق مالك بماله ، ولا متأثل منه ) أي ــ مستكثر منه ليستثمره أ ويدخره ــ عمدة التفسير ، إختصار وتحقيق : أحمد شاكر رحمه الله تعالى . الجزء الأول تفسير سورة النساء . وروى البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال سول الله صلى الله عليه وسلم : (علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم ) حديث حسن - الصحيحة 1447 . وذلك للترهيب والتأديب . ب : - تفريط : وذلك بإهماله ، أو معاملته بالشدة ، والقسوة ، والضرب ، والحرمان أو بالدعاء عليه ، قال تعالى :( وليخش الذين لو تركوامن خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ) النساء 9.


فليتق الله من استرعاه الله على هذه الرعية ، سواء كان اليتيم له أو لغيره ، إذ أن هذه المنزلة العظيمة بحاجة إلى مجاهدة للنفس ، بحاجة إلى الصبر والمصابرة . وإلى التحلي بالحكمة والرحمة ، فلا يقبح ، ولايضرب الوجه ، ولا يعذب بالنار ، وعن أبىي بردة بن نيار رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يجلد فوق عشرأسواط إلا في حد من حدود الله ) متفق عليه ، وقال الله تعالى : ( فأما اليتيم فلا تقهر ) الضحى 9. وقال تعالى : ( فلا اقتحم العقبة . وما أدراك ما العقبة . فك رقبة . أو إطعام في يوم ذي مسغبة . يتيما ذا مقربة. أو مسكينا ذا متربة )البلد 11 – 16 .


كم يدمي القلب أناَت حزينة ، ونظرات تائهة ، ونفوس كسيرة حسيرة ، لا تجرؤ حتى على البوح بما يختلج في الصدور، فتسبقها العبرات ! يضربون ، يعذبون ، وقد يحرمون الطعام والشراب ، جريمتهم أنهم بلا أب أو أم ، أمَا لأبناءهم ما لذ وطاب ! . عن ابن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :


( كفى إثما أن تحبس عمن تملك قوته ) رواه مسلم فلتتق الله زوجات الآباء ، وزوجات الأعمام ، وليتق الله أزواج الأمهات ، بل فليتق الله آباء يحابون بين أبناءهم ، ولا يعدلون بين زوجاتهم ، وليتق الله كل من استرعاه الله على هذه الرعية . قال الله تعالى : ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار . مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ) إبراهيم 42 -43 . وقال تعالى : ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين ) النور 24 . 2 : - إعلامه بنسبه ، وأرحامه ، وأقاربه ما يحل له منهم ، وما يحرم عليه ، سواء بنسب أو برضاع . قال الله تعالى : ( حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما ) النساء 23. وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب ) متفق عليه . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فإن صلة الرحم محبة في الأهل ، مثراة في المال ، منسأة في الأثر ) رواه : ( حم ، ت ) صحيح الجامع 2965 .


أين أصحاب الأحقاد من هذا الهدي النبوي الكريم ؟؟ ، إنهم بسبب خلافاتهم ومشاكلهم لا يعلََمون الأبناء من هم آباءهم ، أو أمهاتهم ، وقد كثر مثل هذا في زماننا ، إما بسبب وفاة أحد الأبوين ، وإما بسبب الطلاق ، وما يتبعه من مشاكل بين عائلتيهما ، والضحية هم للأسف \" الأبناء \" . غير آبهين لما قد يترتب عليه من أحوال نفسية ، واختلاط أنساب ، أو قطع أرحام ، أو عقوق . فعن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كفر بامرء إدَعاء نسب لا يعرف ، أو جحده وإن دقَ ) صحيح الجامع 4486 . وقد أبلغتني أخت أحسبها ثقة، والله حسيبها ولا أزكي على الله أحدا ، أن شابا وفتاة تحابا في الجامعة ، وعندما تقدم والد الشاب لخطبتها لإبنه.عرف أم الفتاة ، وإذا بها \" زوجته السابقة \"، وتبين أنهما أخوين لنفس الأب ، البنت ابنته ــ ولم يكن يعلم عنها ــ ، وكانت المفاجأة !.


3 : - المحافظه على ماله ، إن اليتيم إنسان ضعيف بحاجة إلى حماية ورعاية ، ومواساة ومساعدة ، أوصى الله تبارك وتعالى به ، وبالمحافظه على ماله حتى يكبر ويبلغ أشده ، في عدة مواضع في كتاب الله ، وفي هدي رسوله صلى الله عليه وسلم. فقال سبحانه : ( وابتلو اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا . للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا . وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم فملا معروفا ) النساء 6 ــ 8 . إذا بلغوا النكاح : أي بلغوا الحلم . وقال الله تعالى : ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا ) الإسراء 34 فعن علي رضي الله عنه قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : ( لايتم بعد احتلام ، ولا صمات يوم إلى الليل ) صحيح الجامع 7609 .


وعن ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين قال : ( عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، وأنا ابن أربع عشر، فلم يجزني ، وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشر فأجازني ) فقال عمر بن عبد العزيز لما بلغه الحديث : إن هذا الفرق بين الصغير والكبير ). قال صلى الله عليه وسلم: ( من ضمّ يتيما بين أبوين مسلمين حتى يستغني فقد وجبت له الجنة البتة ) الصحيحة2882 . كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء والولدان الصغار ويجعلون الميراث للرجال الكبارفقط ، فأنزل الله تعالى ( للرجال نصيب. إلى آخرالآية ) ثم أنزل سبحانه ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) وحذرسبحانه من ظلم الأوصياء للأيتام الذين جعلهم الله تحت رعايتهم وأمرهم بالإحسان إليهم كما يخشون على أبنائهم بقوله :( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ) وختم بقوله سبحانه : (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ) النساء 7 ــ 10 .

وقال الله تعالى : ( وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلىأموالكم إنه كان حوبا كبيرا ) النساء 2 . حوبا كبيرا : أي إثما كبيرا. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قا ل : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إجتنبوا السبع الموبقات : الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات ) متفق عليه . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( إن رجلا كانت له يتيمة ، فنكحها ، وكان لها عذق ، وكان يمسكها عليه ، ولم يكن لها من نفسه شيء، فنزلت : ( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا ) النساء 3 . أدنى ألا تعولوا : أدنى ألا تجوروا . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن خياركم أحسنكم قضاء ) رواه البخاري . للمحافظة على هذه المنزلة :


1 : ــ تجنب الشرك وكذلك الرياء ، فإنهما يحبطان العمل ، قال الله تعالى : ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) الزمر 65 .


2 : ــ إتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ، والتأدب بآدابه ، والإقتداء بسنته : قال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) النساء 59 .


3 : ــ تجنب التذمر وكثرة الشكوى : قال الله تعالى : ( ولا تمنن تستكثر ولربك فاصير ) المدثر 6 ــ 7.


4 : ــ على من يقوم على رعاية اليتيم متابعته في صحته ، وصحبته ، وسلوكه داخل البيت وخارجه ، ودراسته ، وسؤال القائمين على تدريسه عنه . قال تعالى :

( ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم ) البقرة 220


5 : ــ الدعاء لهم بخير : عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه : ( لا تدعو على أنفسكم ، ولا تدعو على أولادكم ، ولا تدعوعلى خدمكم ، ولا تدعوعلى أموالكم، لا توافقوا ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم ) مختصر مسلم 1537 .

اللهم ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما .
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه


من محاضرات الملتقى الأسري الأول . بقلم وتقديم : أم عبد الله نجلاء الصالح حفظها الله تعالى وسدد خطاها وجعل الجنة مثوانا ومثواها


جمع وإعداد وترتيب الملف

طالبة علم



رد مع اقتباس
  #17  
قديم 05-15-2009, 10:23 AM
طالبة علم طالبة علم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 513
افتراضي حقوق الأيتام

حقوق الأيتام
حقوق الأيتام


د· عقيل عبدالرحمن العقيل

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
حثّنا ديننا الإسلامي الحنيف على الإحسان إلى الضعفاء والعناية بهم وتقصي أحوالهم وتفقد شؤونهم ومد يد العون لهم بما نستطيع وكان نبينا صلى الله عليه وسلم مثلاً يقتدى به في الإحسان إلى الضعفاء والاهتمام بأمرهم صوّر ذلك بأقواله وأفعاله، فعن مصعب بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما قال رأى سعد أن له فضلاً على من دونه فقال النبي صلى الله عليه وسلم "هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم" رواه البخاري مرسلاً ورواه الحافظ أبو بكر البرقاني في صحيحه متصلاً، كما روى أبو داود بإسناد جيد عن أبي الدرداء عويمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ابغوني الضعفاء فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم" ومن هذا تدرك حرص الإسلام على رعاية هؤلاء الضعفاء تقديراً منه لحالهم· ألا وإن من أحوج من يحتاج لذلك اليتيم، واليتيم مفرد جمعه أيتام ويتامى، واليتيم في الناس من قبل الأم وكل شيء مفرد يعز نظيره فهو يتيم يقال: درة يتيمة، هذا كله في نظر أهل اللغة· وفي الاصطلاح الشرعي: اليتيم هو من فقد أباه وهو صغير دون سن الرشد فمن تعريف اليتيم ندرك ضعفه وحاجته إلى من يقوم بتدبير شؤونه، لذا عني الإسلام عناية فائقة بهذا اليتيم وحفظ له حقوقه وفرض لكل يتيم كافلاً يقوم على تربيته تربية إسلامية صادقة فيوجه سلوكه ويربي فيه حب الخير ويأخذ بيده إلى كل فضيلة ويحذّره من الرذيلة· وقد أمرنا الله سبحانه بالعناية باليتيم وجعل الإحسان إلى الأيتام مع الإحسان إلى الوالدين وذي القربى وذلك في آية الحقوق العشرة وهي قوله تعالى {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا} (36) سورة النساء · كما رغبنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في كفالة الأيتام وحضنا على ذلك وبيّن أن كافل اليتيم بمنزلة قريبة منه صلى الله عليه وسلم في الجنة، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما" رواه البخاري· وحيث إن كافل اليتيم قد يكون قريباً له كأن يكون أماً لذلك اليتيم أو عماً أو خالاً أو أخاً فيقدح في ذهنه أن أجره لقربه من ذلك اليتيم أقل ممن كفل يتيماً بعيداً عنه، لذلك نبّه صلى الله عليه وسلم إلى أن الأجر حاصل لكل من كفل يتيماً سواء كان قريباً له أو بعيداً عنه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة" وأشار الراوي وهو مالك بن أنس بالسبابة والوسطى، رواه مسلم· والمال عصب الحياة لذلك أناط الشارع كافل اليتيم بتنمية ماله إن كان له مال، وفق قواعد الشريعة فينمي رأس المال بالوسائل التي أجاز الشرع تنمية الأموال بواسطتها من بيع وإجارة وعقود مضاربات وينفق على هذا اليتيم من ريع هذا المال ويتولى كافل هذا اليتيم تدريبه على البيع والشراء واختباره في ذلك بما يتناسب وحاله فإذا أدرك الكافل أن مكفوله أصبح قادراً على تصريف أمواله بنفسه وليس بحاجة إلى توجيه أو إرشاد دفع إليه ماله كاملاً، قال تعالى: {وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ ..} (6) سورة النساء · فإذا دفع كافل اليتيم لليتيم ماله أشهد على ذلك سداً لباب النزاع والاختلاف الذي قد يحصل فيما بعد لو لم يكن هناك إشهاد قال تعالى { فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا} (6) سورة النساء · وكما حثنا شرعنا على كفالة اليتيم ورغبنا في ذلك فقد حذّرنا تحذيراً شديداً من التعدي على أموال اليتامى أو سلب حقوقهم وذكر ألواناً من الوعيد والتهديد لمن تجرأ على ذلك مستغلاً صغر سن اليتيم وجهله وعدم إدراكه لحقه، فلقد صوّر البارئ جلَّ جلاله أولئك الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً بصورة مخيفة مرعبة بتطاير شررها تورث الذعر والخوف لكل من تسول له نفسه التعدي على أموال اليتيم وحقوقه قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} (10) سورة النساء · كما حذرنا سبحانه وتعالى أن تمتد يدنا إلى مال اليتيم إلا بما فيه صلاح لذلك المال قال تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ..} (152) سورة الأنعام قال القرطبي - رحمه الله تعالى - في تفسيره لهذه الآية {بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ ···} أي: بما فيه صلاحه وتثميره وذلك بحفظ أصوله وتثمير فروعه· ا· هـ·
الدعوة


نقلته لكم
والدال على الخير كفاعله


جمع وإعداد وترتيب الملف

طالبة علم
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 05-15-2009, 10:25 AM
طالبة علم طالبة علم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 513
افتراضي أكل مال اليتيم

أكل مال اليتيم

إن الله سبحانه وتعالى أكد النهي عن أكل مال اليتيم ظلماً، فقال جل من قائل: (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) [الإسراء: 34]. وقال: (ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً) [النساء: 2].

ثم ذكر آية مفردة في وعيد من يأكل أموال اليتامى، وحدد فيها نوع الجزاء والعقاب، فقال: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً) [النساء: 10]، أي إذا أكلوا مال اليتامى بلا سبب، فإنما يأكلون في بطونهم ناراً تتأجج في بطونهم يوم القيامة.

وهذه النار التي يأكلونها هي من نار جهنم. يروى أنهم يلقمون جمرات في النار تحرق أجوافهم، أو أنهم يسقون من الحميم الذي هو أشد حرارة مما يتصور، كما في قوله تعالى: ((وسقوا ماءً حميماً فقطع أمعاءهم)). (سورة محمد، الآية15).

فأخبر بأنهم إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً، أو أنهم يأكلون هذا المال الحرام ويعاقبون بأن يعذبوا في النار يوم القيامة، وهذا وعيد شديد.

وعلى المسلم أن يبتعد عن أكل أموال الناس بغير الحق، اليتامى وغيرهم، والله تعالى قد نهى عن أكل المال بغير حق، فقال تعالى: (( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون )). ( سورة البقرة،الآية:188 ) يعني: لا تأكلوا أموال الناس التي تخصهم بغير حق ظلماً وعدواناً، فإنكم بذلك متعرضون لعذاب الله تعالى وغضبه.



وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات"








وقد ذكر سبحانه وتعالى الأكل، إلا أن المراد منه كل أنواع الإتلافات، فإن ضرر اليتيم لا يختلف بأن يكون إتلاف ماله بالأكل، أو بطريق آخر، فأكل مال اليتيم ظلماً إذاً كبيرة بالإجماع.


كما أن النار هي جزاء آكله وهذا ثابت كتاباً وسنة وإجماعاً.

ولا يستثنى من ذلك إلا أكل القائم على الأيتام والناظر في شئونهم، إذا كان فقيراً، وأكل من مالهم بالمعروف، لقوله تعالى: وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:6].

وقد اختلف الفقهاء في الأكل بالمعروف ما هو؟

فذهب بعضهم إلى أنه أخذ المال على سبيل القرض، وأن لا يقترض من مالهم أكثر من حاجته.
وذهب آخرون إلى أنه يأكل ما يسد جوعته، ويكتسي ما يستر عورته ولا يلبس الرفيع من الثياب ولا الحلل.
وهذا كله إذا كان قائماً على الأيتام، ناظراً في أمورهم، فإذا لم يكن كذلك فلا يحل له شيء من مالهم.

sahab




جمع وإعداد وترتيب الملف

طالبة علم
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 05-15-2009, 10:29 AM
طالبة علم طالبة علم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 513
افتراضي اهل اليتيم وكهفه وحماته

اهل اليتيم وكهفه وحماته

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليتيم

العطف على اليتيم والرفق باليتيم والإحسان إلى اليتيم من الأمور

التى يحبها الله فما يشعر أحد بانكسار كما يشعر اليتيم ولايحس

امرؤ بإذلال كما يحس يتيم ليس له من يرعاه ويعوله ويقوم على

شئونه والله سبحانه وتعالى ينزل رحمته على البيت يكرم فيه

اليتيم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( أنا وكافل اليتيم فى الجنة كهذين )

وأشاربأصبعيه السبابة والوسطى وفرج بينهما

وقال : ( إن أكرم البيوت عند الله تعالى لبيت يقرى فيه يتيم )

اليتيم عنوان المذلة والهوان تصور طفلا فقد أباه الذى كان يدخل

السرور على نفسه ويخصه بالرعاية والحب والحنان .

أنظر إليه حين يرى أمثاله من الأطفال وقد تعلقوا بابائهم تراه

كسير الخاطر _كئيب النفس _حزين الفؤاد فى الأعياد والمواسم

مهموم وفى غيرها محزون يلتمس حنان أبيه فى معارفه وأصدقائه

تهفو نفسه إلى قبلة كقبلة والده وإلى ضمة صدر كالتى كان يتمتع

بها من ابيه يطلب ما يشتهى فلا يجد من يحقق طلبه يتودد إلى أقاربه

فلا يجد قلباً رحيما _ يجفوه من كان يعطف عليه فى حياة أبيه فحياة

اليتيم بلاء وعيشته شقاء فقد أعز شئ فى الوجود وهل بعد الوالد من

عزيز يرتجى أو نعيم يكون ولما كان حال اليتيم ماوصفنا .

كان الإحسان إليه والحدب عليه من أعظم القربات عند الله تعالى

( ولنحذر) إغضابه فى غير تأديب أو تهذيب فإن السماء تغضب

لغضبه والسحاب يبكى لبكائه

دموعه ترقى إلى العرش العظيم _____ فاحذر من الزلزال إن بكى يتيم

وقد جعل الله تعالى من علامات التكذيب بالدين . إذلال اليتيم فمن أذل

يتيما بإيذائه وإغضابه لغير سبب موجب لذلك فقد كذب بالدين

إقر قوله تعالى :

( أريت الذى يكذب بالدين . فذلك الذى يدع اليتيم )

إن الذى أنعم الله عليه بأن جعل تحت رعايته يتيماً يستطيع أن يضمن

على الله جنات النعيم بالأحسان إليه والقيام بشئونه وحسن تربيته

وادخال السرور على نفسه . وقد يكون لليتيم شأن تطأطأ له الرءوس

بل إن من اليتامى من كانوا سعادة لأمتهم وبركة على العالم فهذا

رسول الله صلى الله عليه وسلم . تربى يتيما . ومع ذلك بلغ من

العظمة شأوا لاينال تتقطع دون الوصول إليه أعناق الرجال ولأنه

ذاق طعم اليتم كان كثير العطف على اليتامى فمن ذلك ماروى من

أنه صلى الله عليه وسلم _ خرج فى يوم عيد فراى صبياناً يلعبون

وعليهم ثياب العيد تشع البهجة فى حركاتهم ورأى صبياً كئيباً حزيناً

فقال له :
( لم لا تلعب مع أترابك )

فأجابه الصبى : إنى يتيم وليس عندى ماألبسه فى العيد فضمه إلى

صدره الشريف وبكى . ورجع به إلى بيته الشريف وكساه حلة

جديدة وقال له : ياغلام : أما ترضى أن أكون لك أبا وعائشة لك

أماً ؟ فقال : رضيت يارسول الله وخرج الصبى فخوراً يقول للصبيان

أنا ابن محمد بن عبدالله فصلوات الله وسلامه عليك

يامن كنت بالمؤمنين رحيماً

فهيا نشترى لليتيم الملابس والكتب وكل مايقوم

بشأنه حتى يواصل تعليمه فيكون

نافعاً لنفسه ولبلاده

اهل اليتيم وكهفه وحماته ______ يحنو على امثالهم امثالى

وجزاء رب العالمين يجل عن _____ عداً وعن وزناً وعن مثقالى


اللهم صلى على محمد وعلى اله وصحابه وسلم

نقلته لكم والدال على الخير كفاعله


جمع وإعداد وترتيب الملف

طالبة علم
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 05-15-2009, 10:32 AM
طالبة علم طالبة علم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 513
افتراضي * بعض فتاوى الجنائز ... درر من فقه الشيخ بن عثيمين -رحمه الله-

* بعض فتاوى الجنائز ... درر من فقه الشيخ بن عثيمين -رحمه الله-


* مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : الجنائز



السؤال: بارك الله فيكم هذا سؤال من أحد الأخوة المستمعين يقول ما حكم شد الرحال من بلدٍ إلى بلدٍ آخر للعزاء ؟


الشيخ: الذي أرى أن العزاء لا يحتاج إلى شد الرحل في الوقت الحاضر لأن لدينا ولله الحمد إمكانيات فالهاتف موجود الفاكس موجود ولا حاجة إلى شد الرحل نعم لو فرض أن الذي مات من أقرب الناس إليك كأخيك مات عند أمك وأبيك فذهبت إليهما للعزاء فهذا قد يقال إنه إن شاء الله إنه لا بأس به أما مجرد أنه صاحب أو قريب بعيد فهذا لا ينبغي أن يشد الرحل إليه لما في الاجتماع على العزاء من البدعة التي لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعن جرير ابن عبد الله البجلي قال كانوا يعدون الاجتماع إلى أهل الميت وصنع الطعام من النياحة نعم.


السؤال: سؤاله الثاني يقول الرجاء إفادتنا عن بدع المآتم فيما يستعمل للميت لليلة خمسة عشر وليلة أربعين هل هذا صحيح أم لا؟ وهل ينصب للميت يوم أم ثلاثة الرجاء إفادتنا وشكراً؟


الشيخ: المآتم كلها بدعة سواء كانت ثلاثة أيام أو على أسبوع أو على أربعين يوماً لأنها لم ترد عن السلف الصالح رضى الله عنه ولو كان خيراً لسبقونا إليه، ولأنها إضاعة مال وإتلاف وقت، وربما يحصل فيها من المناكر من الندب والنياحة ما يدخل في اللعن لأن النبي صلى الله عليه وسلم (لعن النائحة والمستمعة) التي تنوح والتي تستمع إليها، ثم إنه إن كان من مال الميت من ثلثه أعني فإنه جناية عليه لأنه صرف له في غير طاعة، وإن كان من أموال الورثة فإن كان فيهم صغار أو سفهاء لا يحسنون التصرف فهو جناية عليهم أيضاً، لأن الإنسان مؤتمن في أموالهم فلا يصرفه إلا فيما ينفعهم، وإن كان لعقلاء بالغين راشدين فهو أيضاً سفه، لأن بذل الأموال فيما لا يقرب إلى الله أو لا ينتفع المرء به في دنياه من الأمور التي تعتبر سفهاً ويعتبر بذل المال فيها إضاعة له، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال.

السؤال: على بركة الله نبدأ هذه الحلقة برسالة وصلت من المستمعة أم عارف تقول في هذه الرسالة إننا قبائل ولنا عادات في العزاء وهي إذا مات الميت عند أحدٍ منا أو عند أقاربنا يكون العزاء عنده ثلاث أيام بلياليهن دون أن يكون في هذا أي كلفة ولا تقدم القهوة ولكن يحضرون الناس عند صاحب المصاب من أقاربه يدومون ثلاثة أيام متواصلة ثم علمت من برنامجكم أن الاجتماع هو نوع من النياحة فهل في ذهابي إلى التعزية حرج نرجو بهذا إفادة جزاكم الله خيرا؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين لا ريب أن موت الحبيب مصيبة يصاب بها العبد كما قال الله تعالى (ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلواتٌ من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) وهذه المصيبة يجب عليه أن يقابلها بالصبر وينبغي له أن يحتسب أجرها لله عز وجل فإن هذه المصائب مكفرةٌ للذنوب وإذا صبر الإنسان عليها أثيب ثواباً آخر ثواب الصابرين فليصبر وليحتسب وليقل ما أرشده الله إليه (إنا لله وإنا إليه راجعون) وما جاءت به السنة اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها فإن الإنسان إذا فعل ذلك بإيمان عاجله الله عليها وأخلف له خيراً منها كما جاء ذلك في حديث أم سلمة رضي الله عنها حين مات زوجها أبو سلمة وكان من أحب الناس إليها فقالت اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها وكانت تقول من خيرٌ من أبي سلمة يعني تتوقع من هذا الذي يكون خيراً منه فلما انتهت عدتها خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان خيراً لها من أبي سلمة ثم إن المصاب ينبغي لإخوانه المسلمين إذا رأوا مصاباً متأثراً بالمصيبة أن يفعلوا ما يقويه على مكابدة هذه المصيبة وتحملها فيعزونه بما تقتضي بما يكون عزاءً له وتقويةً له وأحسن ما يعزى به ما ثبت به الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لما إحدى بناته أرسلت له تخبره أن صبياً لها كان منهكاً أو كان في النزع فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لمن أرسلته مرها فلتصبر ولتحتسب فإن لله ما أخذ وله ما أبقى فإن كل شيء عنده بأجلٍ مسمى هذه الكلمات العظيمة النيرة إذا تأملها الإنسان صبر واحتسب وعلم أنه لا راد لقضاء الله وأن الأمر من الله إليه وأن الحزن والغم لا يأتيان بخير بل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم يعذب لبكاء أهله عليه يعني يشق عليه ذلك ويتألم ويهتم وليس هذا عذاب عقوبة لأنه لا تزر وازرةٌ وزر أخرى ولأن البكاء الذي يحصل للإنسان بمجرد الطبيعة وليس يتكلفه ليس فيه شئ فلا يعاقب عليه لا الباكي ولا الميت لكن الميت يحس بهذا البكاء ويتألم ويتعذب وهو نظير قوله صلى الله عليه وسلم السفر قطعةٌ من العذاب ليس معنى أن السفر قطعةٌ من العقوبة المهم أنه إذا رأينا ينبغي للمسلم إذا رأى أخاه متأثراً أن يعزيه بالكلمات التي تقوي قلبه وتعينه على تحمل هذه المصيبة وليس المراد من العزاء إقامة المآتم إقامة المآتم والاجتماع بالناس يفدون من كل وجه وربما يصنعون أطعمة وربما يوقدون اللمبات الكثيرة وربما يضربون الخيام حول البيت وما أشبه ذلك من الأمور المنكرة التي ليس فيها إلا عنوان الاحتجاج على قدر الله عز وجل وعدم الرضا بقضائه أو إظهار الفرح والسرور بفقد هذا الميت لأن مثل هذا الفعل ينبئ بأحد أمرين إما السخط على قضاء الله وقدره ومقابلة ذلك بمثل هذه الأمور وإما أن الإنسان يفرح بموته ويجعل هذا كالنزهة لكن الغالب القصد الأول أنه أن هذا إظهار السخط إظهار السخط والألم والحزن وما أشبه ذلك وقد كانوا أي كان السلف يعدون الاجتماع إلى أهل الميت من النياحة فالواجب الحذر من هذا الشيء وحفظ الوقت وحفظ المال وحفظ التعب وإتعاب الناس وإزالة هذه الأشياء المنكرة ثم إن بعض الناس يهدي إلى أهل الميت أطعمة وغنماً وما أشبه ذلك يتشبثون بقول الرسول عليه الصلاة والسلام اصنعوا لآل جعفر طعام فقد أتاهم ما يشغلهم وهذا في الحقيقة لا مستند لهم فيه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لقد أتاهم ما يشغلهم فآل جعفر لما أتاهم خبر موته حزنوا لذلك ولم يكن لديهم التفرغ لصناعة الطعام فأمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يصنع لهم طعام ونحن الآن في وقتنا ولله الحمد لا يشغلنا مثل هذا الشيء عن إصلاح الطعام لأن إصلاح الطعام ميسر وسهل تقوم به الخدم إن كان هناك خادم أو يشترى من أدنى مكانٍ من المطاعم وليس في ذلك مشقة أبداً ثم إن الذي أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم إنما أمر يصنع لآل جعفر طعام وليس أن يهدى إليهم الذبائح والغنم وما أشبه ذلك فالذي أدعوا إليه أخواني المسلمين أن يوفروا على أنفسهم التعب وإضاعة الوقت وإضاعة المال وأن يكفوا عن هذا الأمر لأنه ليس لهم فيه خير بل هم إلى الإثم أقرب منه إلى السلامة نعم.

السؤال: بارك الله فيكم يقول هل يجوز أن يحضر للتعزية أحد العلماء ليحمل أهل الميت على الصبر ويذكرهم بفناء الدنيا ويبين لهم فوائد الصبر ويسليهم بحيث يكون في مجلس التعزية روضة من رياض الجنة أفيدونا أيضاً بهذه الفقرة من سؤالي؟

الشيخ: ليس هذا من السنة أن يحضر واعظ في مجلس التعزية ليعظ أهل الميت ويسمعه الحاضرون بل إن الاجتماع للتعزية مكروهٌ كما صرح بذلك كثيرٌ من العلماء بل أطلق بعضهم عليه أنه بدعة لذلك نحث إخواننا المسلمين على أن لا يفعلوا ذلك أي أن لا يجلسوا للتعزية يستقبلون الناس أولاً لأن ذلك لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا من هدي أصحابه وثانياً أن لسان حال هذا الجالس الذي فتح بابه للناس كأنه يقول يا أيها الناس ائتوا إلي فإني مصابٌ فعزوني وهذا أمرٌ لا يليق بالعاقل بل الإنسان المصاب ينبغي له أن يتصبر ويتحمل دون أن يقول للناس بلسان الحال أو لسان المقال تعالوا عزوني وثالثاً أن هذه المجالس قد بالغ فيها بعض الناس حتى أصبحوا يجعلونها كأنها حفل زواج تمر في بعض المناطق في البيت مضاءً بقناديل الكهرباء مفتوح الباب قد بسط بالرمل أو بالفرش وبالكراسي والناس هذا داخلٌ وهذا خارج وكأنهم في محفل عرس وهذا لا شك أنه ليس من السنة بل إنه خلاف السنة قطعاً بل إنه يجعل الناس يحسون بهذه الأمور إحساساً ظاهرياً بدنياً يريدون أن يسلوا أنفسهم بهذه المظاهر فقط لا برجاء الثواب وتحمل الصبر لأن هذه عبارة عن سرورٍ ظاهري جسدي فقط لكن إذا بقي البيت على ما هو عليه وبقي أهلهم على ما هم عليه وتصابروا فيما بينهم وحث بعضهم بعض على الصبر كان هذا هو السنة ولهذا لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم ولم يقل واذهبوا إليهم واجتمعوا إليهم وكلوا معهم إنما قال اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم يعني عن صنع الطعام لأن النفوس مهما بلغت لا بد أن تتكدر ولا سيما إذا كان المصاب جللاً عظيماً لكن كون الناس يجتمعون وتصنع الولائم وتبعث إليهم أو ربما يصنعونها هم فإن الصحابة يعدون صنع الطعام واجتماع الناس إليه من النياحة ولهذا نقول لإخواننا خففوا على أنفسكم اربعوا على أنفسكم لا تكلفوها مثل هذه الأعمال التي لا تزيدكم إلا إيغالاً في البدعة التي لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد أصحابه ونحن نقول هذا الكلام ونقول لمن سمعه إذا كان عندك شيء من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام يؤيد هذا فأهده إلينا وأنت مشكورٌ على ذلك ونحن بحول الله سننقاد له أما إذا لم يكن عندك شيء فلماذا تحدث أمراً لم يصنعه الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أصحابه ألم تسمع قول الرسول عليه الصلاة والسلام عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور إذاً فنقول لا تدع عالماً يحضر مجلس أهل الميت من أجل أن يلقي فيهم المواعظ بل إذا رأينا أن بعض الناس قد بلغ به الحزن مبلغاً عظيماً فإننا نأتي إليه واحداً من العائلة أو واحداً من طلبة العلم المعروف عنده يأتي إليه ويتكلم معه كلاماً عادياً في المجلس ويقول اتق الله اصبر احتسب فإن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى هذا أمرٌ مكتوب قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة والمكتوب لا بد أن يقع قال النبي عليه الصلاة والسلام واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك وتشددك في الحزن والبكاء لا يرفع من الأمر شيئاً بل يزيد الأمر شدة ألم تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه فيأتي إنسان عادي بصفة عادية يتكلم مع هذا الذي بلغت به المصيبة مبلغاً عظيماً ويخفف عليه وأما الاجتماع وجلب الوعاظ للوعظ وما أشبه ذلك فكل هذا من البدع.


السؤال: السائل من السودان يقول هل تجوز قراءة القرآن على الأموات وذلك في المآتم التي تعمل لهم وقد يستمر هذا المأتم لمدة ثلاثة أيام وكذلك نرجو من فضيلتكم أن تبينوا لنا هل هذا المآتم التي تقام للأموات جائزة؟


الشيخ: المآتم التي تقام للأموات أدنى ما يقال فيها أنها مكروهة لأنها بدعة لم تكن من عادة السلف الصالح وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كل بدعة ضلالة وما ينفق فيها من الأموال إن كان من تركة الميت وفيهم صغار فإن ذلك جناية على الصغار وأكل لأموالهم بالباطل ثم إن ما يقرأ فيها وما يتلى من كتاب الله ليس فيه أجر لأن غالب القراء الذين يقرءون إنما يقرءون بأجرة والقاري إذا قرأ القرآن بأجرة لم يكن له ثواب عند الله وثوابه ما ناله من أمر الدنيا وإذا لم يكن له ثواب عند الله لم ينتفع الميت بقراءته لأنه ليس فيها أجر فصار إعطاؤه الأجرة إتلاف للمال وإضاعة له وقد نهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن إضاعة المال وإن قدر إن هذا القارئ متبرع فإن حضوره لهذا المأتم خطأ وإقرار للبدعة ثم إن العلماء قد اختلفوا هل ينتفع الميت بقراءة الحي فمنهم من قال إنه ينتفع ومنهم من قال إنه لا ينتفع وإن نصيحتي لأخواني الذين يصنعون هذه المآتم أن يتقوا الله عز وجل وألا يتعدوا منهج السلف الصالح فكله خير وقد قال جرير بن عبد الله كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنع الطعام من النياحة. والنياحة من كبائر الذنوب لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعن النائحة والمستمعة بل عليهم أن يصبروا ويحتسبوا الأجر من الله عز وجل ويغلقوا بيوتهم ولا يستقبلوا أحدا من المعزين اللهم إلا الأقارب الخاصين فيمكن أن يدخلوا ويعزوا أقاربهم وأما فتح الباب للناس فإن ذلك ليس من هدي السلف الصالح.

السؤال: جزاكم الله خيرا تقول السائلة هذه من السويد أحيانا نضطر لزيارة بعض المسلمين لأداء الواجب كالتعزية أو التهنئة ولكنهم لا يجلسون النساء على حدة والرجال على حدة أي لا يلتزمون بهذا الأمر الشرعي فهل نقوم بمقاطعتهم ولا نقوم بزيارتهم؟


الشيخ: عبرت هذه السائلة عن التعزية والتهنئة بالواجب وليس هذا بصواب فالتعزية ليست واجبة إنما هي سنة وليست سنة لكل قريب مات له قريب ولكنها سنة لتعزية المصاب بالميت سواء كان قريبا أو غير قريب وإذا كانت العلة هي المصيبة فمن كان لم يصب بالموت من قريبه فإنه لا يعزى ومن أصيب بموت صديقه أو زميله فإنه يعزى فليست العلة في التعزية القرابة ولكنها الإصابة متى علم أن هذا الإنسان مصاب فإنه يعزى ويقال له اصبر وأحتسب فإن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى وهذه الدار ليست دار ليست دار بقاء والذي لم يمت اليوم يموت غدا وما أشبه ذلك الكلمات التي تسليه وترفع عنه حر المصيبة وعلى كل في ليست واجبة أعني التعزية بل هي من المستحب فإذا لزم من الحضور إلى التعزية اختلاط النساء بالرجال فإنها لا تجوز لأنه لا يمكن أن يفعل شيء مندوب لشيء محرم وكذلك التهنئة من باب أولى فإن التهنئة ليست بواجبة غاية ما في ذلك أنها مباحة فهي أقصر من التعزية لأن التعزية سنة للمصاب وهذه مباحة فقط فإذا لزم من التهنئة المخالطة بين الرجال والنساء فإنه لا يجوز الذهاب إليها إلا من كان له سلطة بحيث إذا ذهب أمكنه أن يعزل النساء عن الرجال فحينئذٍ يكون ذهابه واجباً من أجل إزالة هذا المنكر.

السؤال: أحسن الله إليكم يقول السائل ما حكم الذهاب من مدينةٍ إلى أخرى لتقديم التعزية أو للصلاة على الميت؟


الشيخ: الأصل إن هذا لا باس به لكني أخشى أن ينفتح على الناس بابٌ بالمباهاة فيه فيتعب الناس ويتعبون لأنه إذا صار هذا عادة صار المتخلف عنه عرضةً للكلام وانتهاك عرضه فصار ما ليس بسنةٍ سنةً فالذي أرى أنه لا ينبغي أن يذهب للصلاة على الميت إذا كان مسافة قصر أو للتعزية اللهم إلا أن يكون قريباً. قريباً جداً كالأب والأم والأخ والأخت والعم وابن الأخ والخال وابن الأخت فهذا قد يقال إنه لا بأس به لقوة القرابة ولأن هذا لا يتأتى لكل أحد فلا يخشى أن ينفتح الباب على الناس والتعزية المراد بها التقوية على تحمل المصيبة ليست تهنئة تطلب من كل واحد فهي تقوية للمصاب أن يصبر ويحتسب فإذا لم يكن مصاباً بميت فلا يعزى أصلاً لأن بعض الناس قد لا يصاب بموت ابن عمه مثلاً لكونه في خصامٍ معه قبل موته وتعب فلا يهمه أن يموت أو يحيى فمثل هذا لا يعزى. يعزى على إيش بل لو قيل إنه يهنأ بموته إذا كان متعباً له لكن إذا رأينا شخصاً مصاباً حقيقة متأثراً فإننا نعزيه تعزيةً تشبه الموعظة كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في إحدى بناته حينما أرسلت إليه أن ابنها أو ابنتها في سياق الموت فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للذي جاء يدعوه مرها فلتصبر ولتحتسب فإن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى مثل هذا إذا ورد على النفس اقتنع الإنسان وهانت عليه المصيبة أما أن نذهب لنعزي فنزيد الحزن حزناً ونجلس نتذكر محاسن الميت وأفعاله في حياته ومعاملته الحسنة فهذا من الندب المنهي عنه لذلك اتخذ الناس اليوم التعزية على وجهٍ ليس بمشروع ففي بعض البلاد تقام السرادقات والإضاءات والكراسي وهذا داخل وهذا خارج حتى إنك لتقول إن هذه حفلة عرس ثم يأتون بقارئ يقرأ القرآن يقرأ القرآن بأجرة مالية فيباع كتاب الله تعالى بالدراهم والدنانير وهذا الذي يقرأ القرآن لا يقرأ إلا بأجرة ليس له ثواب وليس له أجر ولا ينتفع بذلك الميت فيكون بذل المال له إضاعةً للمال ولا سيما إذا كان من التركة وفي الورثة أناسٌ قاصرون فيكون انتهب من مال هؤلاء القصار مالاً بغير حق بل بباطل إني أوجه النصيحة لأخواني إذا أصيبوا بموت أحد أقاربهم أو أصدقائهم أن يتحملوا ويصبروا ويقولوا ما يقول الصابرون إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها مات أبو سلمة رضي الله عنه عن زوجته أم سلمة وكانت تحبه حباً شديداً ويحبها وقد سمعت من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن من أصيب بمصيبةٍ فقال اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها أن الله تعالى يأجره في مصيبته ويخلف له خيراً منها فلما مات أبو سلمة قالت اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها وكانت تقول في نفسها من خيرٌ من أبي سلمة يعني تفكر من هذا الذي يأتي فيكون خيراً لأنها مؤمنة بأن قول الرسول حق وأنه لا بد أن يخلف الله عليها خيراً منها من أبي سلمة لكن تقول من هذا فلما انتهت عدتها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم فكان الرسول صلى الله عليه وسلم خيراً لها من أبي سلمة بلا شك وقبل الله دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم حين دخل على أبي سلمة رضي الله عنه وقد شخص بصره ومات فرأى بصره شاخصاً فأغمضه عليه الصلاة والسلام وقال اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين وافسح له في قبره ونور له فيه واخلفه في عقبه خمس دعوات لو وزنت بهن الدنيا لرجحت بالدنيا كلها شيء منها علمناه لأنه شوهد في الدنيا وهو قوله واخلفه في عقبه فإن الذي خلفه في عقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج أم سلمة وكان ابن أبي سلمة عمر وأخته ربائب الرسول صلى الله عليه وسلم أما الدعوات الأخرى الغيبية فإننا نرجو الله تعالى أن الله قبلها كما قبل ما شاهدناه والحاصل أنني أنصح أخواني نصيحةً لله عز وجل أن يدعوا هذه العادات التي ليست من هدي السلف الصالح والسلف الصالح والله خيرٌ منا في طلب التقرب إلى الله عز وجل ونفع الميت ما فعلوا هذا أبداً وقد صرح علماؤنا الحنابلة وكذلك الشافعية ولعل غيرهم كذلك أن الاجتماع للتعزية من البدع وبعضهم لم يصرح بأنه بدعة لكن قال بأنه مكروه وإن شئتم فراجعوا كتب العلماء في ذلك حتى يتبين لكم أسأل الله تعالى أن يهدينا صراطه المستقيم وأن يوفقنا لسلوك منهج السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار.



رحم الله الشيخ و غفر له ونفعنا بعلمه و جعلنا من العاملين بما علمنا

منبر الأسرة والمجتمع


نقلته لكم
والدال على الخير كفاعله



جمع وإعداد وترتيب الملف

طالبة علم
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:55 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.