أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
87498 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الأسئلة والأجوبة لفضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي-حفظه الله-.

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #181  
قديم 03-26-2012, 01:04 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

180- يقول السَّائل: شيخَنا -بارك الله فيك-:
وقع عندنا -نحن الإخوة السلفيِّين في تونس-، وقع عندنا في الآونةِ الأخيرة -منذ أسبوع- أنَّ بعض النَّاس حَمَلوا السِّلاح على الحاكِم، ووقع اشتباكٌ بينهم، وكان قاتل ومقتول، ونحن نُعاني -الآن- من هذه الفتنة -مِن انعكاساتِها، وإلى غير ذلك-.
وكانت علة هؤلاء القوم أنَّ هذا الحاكم هو كافر؛ بِزعم أنَّه ينزع الحجاب، ويحلق لِحى النَّاس، وإلى غير ذلك.
وبعد هذه الأحداث اختلف في هؤلاء القوم: منهم مَن قال أنَّهم مِن الخوارج، ومنهم مَن قال: أنا أتورَّع وأقول هؤلاء أخطؤوا بزعم أنَّ الحاكم كافر، فأنا أقول أخطأ، ولا أسَمِّيهم بالخوارج.
فشيخَنا: هل مِن كلمةٍ منهجيَّة حول هذا؟
ثم: نُريد منكم نصيحةً لكل من الإخوة السلفيِّين حتى نستطيع من نشرها بين الإخوة، خاصَّة أنَّ هذه الجماعة نسبتْ نفسَها إلى منهج السَّلف، وأنَّهم مِن السلفيِّين!
ولا حول ولا قوَّة إلا بالله.
بارك الله فيك -شيخنا-، جزاك الله خيرًا.
الجواب:
الحقيقة: قرأنا وسَمِعنا ما جرى في تونس -قبل أيَّام-كما ذكرَ الأخُ السَّائل-، وآلَمنا -جدًّا- ذلك، وتأسَّفنا عليه كثيرًا، وزاد مِن تأسُّفِنا كَونُ هؤلاء انتسبوا إلى السَّلفيِّين وإن كان ما ذُكر مِن نسبتِهم إلى السَّلفيِّين جاء مُرتبطًا بالسَّلفيَّة الجزائريَّة القِتاليَّة؛ فهذا يُبيِّن الفَرق بيننا وبينهم؛ فنحن لا ننتسبُ إلى أولئك -لا في قليلٍ، ولا في كثير-؛ بل هُم يَطعَنون بعُلمائِنا، ويطعنون بِنا، وعقائدِنا، وإن تسمَّوا بِهذا الاسم، وانتسبوا بهذه النِّسبة؛ فليسوا من الحقِّ في شيء.
لكنْ: لا يُميِّز هذا الأمرَ الكثيرُ من النَّاس، فإذا سَمِعو كلمة (السَّلفيَّة) يظنُّون هؤلاء سلفيِّين حقًّا، ومؤمنين صِدقًا، والأمرُ -للأسف!- ليس كذلك!
وهذه الأحداث المؤسِفة، ليست -فقط- في تونس، أو لَم تقع في تونس -فقط-؛ وإنَّما -كما لا يخفى- وقعت في الأردن، وقعت في مصر، وقعتْ في الكويت، وقعتْ في الكثير من البلاد الإسلاميَّة، وكلُّها -للأسفِ!- تقع بِاسم الدِّين، وباسمِ التَّوحيد، وبِاسم العقيدة -مِمَّا يُخالف مُبتدأَ هذه الأمورِ ومُنتهاها كافَّةُ أهل العلم الرَّبَّانيِّين المعتبَرين.
لذلك: لو سألتَ هؤلاء: مَن مرجِعيَّتُكم؟ ومَن علماؤُكم؟ ومَن الذين يُفتون لكم؟ وعمَّن تأخذون عِلمَكم؟ لا يجدون جوابًا! لأنَّهم ليسوا على سَويَّة معرفيَّة ولا عِلميَّة، وليسوا على ثقةٍ مِما يقولون؛ وإنَّما جَمعتهُم العواطفُ العاصِفة، والحماساتُ الفارغة، والغوغائيَّة -ولو بِاسم الدِّين، والحميَّة على الدِّين، والرَّغبة والعاطفة الدِّينيَّة-.
فنحن ضد هذه الأمور، ولا نرضى بِها.
أمَّا أن يُحكَم على هؤلاء بأنَّهم مُخطِئون؛ فنَعم؛ هذا أقلُّ ما يُحكَم عليهم أنَّهم مُخطئون.
وأنا أرى أنَّ الحُكمَ عليهم بالخطأ ليس هو الذي يَكفي؛ وإنَّما هُم أكثرُ مِن ذلك.
فهذه الأفعال ليست أفعالَ أهل العلم، ولا أهل السُّنة، ولا أهل الفِقه في الدِّين، حتى لو كان هنالك كُفر صريح -لا يَختلف فيه اثنان، ولا ينتطح فيها عنزان-، أهلُ العلم ينظرون إلى الأمور بِمفاسدِها ومصالحها، ينظرون إلى الأمور باعتباراتِ مآلاتِها، لا ينظرون إلى الأمرِ بِمجرَّد كلمةٍ تُقال، أو رأي يُذكَر ويُشهَر؛ لا؛ إنَّما النَّظرة يجبُ أن تكونَ شاملة وكاملة، وهذه ميزةُ العلماء الرَّبَّانيِّين عن غيرِهم مِن العامَّة والرَّعاع.
أمَّا نصيحتي للإخوة السلفيِّين: فأن يُعلِنوا براءتَهم من هذا الأمر؛ حتى يتميَّز الصَّف، وحتَّى يُعرف أن ما عليه هؤلاء ليس على مثلِ ما هُم عليه -من الحقِّ والسُّنَّة والدعوةِ والتَّوحيد-.
لذلك؛ نصيحتي للإخوة: أن يستمرُّوا في دعوتِهم، وفي حِرصِهم، ويثبُتوا على الحقِّ، ويجتمعوا على الحق -دون التحزُّبات، ودون العصبيَّات، وإلى غير هذا وذاك-.
وكما قلتُ -وأكرِّر، وأؤكِّد-: عليهم أن يُميِّزوا أنفسَهم، ويُبيِّنوا أن هذه المواقفَ لا نرتضيها، وفتاوى مشايخنا أهل العلم -في حوادث مُشابِهة- كثيرة -ولله الحمد-: فتاوى الشيخ الألباني، فتاوى الشيخ ابن باز، فتاوى الشيخ ابن عثيمين -في ذلك-الحمد لله- معروفة ومشهورة؛ فأرى أن يُبرِزوها، وأن يُوضِّحوا كلام أهل العلم السَّلفيِّين المعتَبَرين؛ حتى يُعرَف ما عليه هؤلاء مِن خلل، ومِن باطل.
واللهُ المستعان.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (6:29). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
  #182  
قديم 03-26-2012, 09:42 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

181- يقول السَّائل: ... كلما جاءت مُناسبة عاشوراء تنتشر -عندنا نحن-في بلاد المغرب الأقصى- بعضُ العادات الخاصَّة بهذه المناسبة؛ منها: صُنع أطعمةٍ خاصَّة، ومنها: امتلاءُ الأسواق بِلُعب الأطفال، ومنها: انتشار ما يُعرَف بالألعاب الناريَّة، وغيرها من المظاهر التي تُظهر الفرحَ والسُّرور، والبهجة والحُبور، والتي يكون لها جذور تاريخيَّة ربَّما كانت تَحدُث تعبيرًا عن الفرحِ بِمَقتل الحُسين -رضي اللهُ عنه وأرضاه-.
فالسُّؤال -شيخَنا- من ثلاثة أوجه:
الأول: ما حُكم أكل ما يُصنع في هذه المناسبة مِن الأطعمة؟
والثاني: ما حُكم اقتِناء لُعب الأطفال الرَّائجة بِهذه المُناسبة؟
والثَّالث: ما حُكمُ المُشاركة في تسويق بعض البضائع الخاصَّة بهذا الموسم؟
وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
أولًا: عاشوراء -عندنا-أهلَ السُّنَّة، ودُعاةَ منهج السَّلف- يومٌ مُبارَك، سنَّ لنا النبيُّ -عليهِ الصَّلاةُ والسلامُ- صيامَه، هذا هو المشروع، وهذا هو المَسنون، ولا نزيدُ على ذلك.
وقد ضلَّت طائفتان في عاشوراء:
طائفةٌ: تَحزن حُزنًا شديدًا حتى تُدمي رؤوسها، وتَجرح أبدانَها.
وطائفة أخرى: تَراها تتوسَّع في الفرحِ، وفي السُّرور، وفي الحُبور.
فأصل هذا التَّوسُّع إنَّما هو مِن النَّواصب الذين فرِحوا بِمَقتل الحُسين بن علي -رضيَ اللهُ عنهُ-، فصاروا يَجعَلون ذلك يومَ عيدٍ.
والطَّرفُ الآخر: هم الرَّوافض الذين هم على طرفٍ مُعاكِس، وعلى طرفَي نقيضٍ مع النَّواصب؛ فهم يَجعلون ذلك يومَ مأتمٍ، ويومَ عزاءٍ، ويفعلون العجائب!
فأنا أقول -جوابًا على سؤالك-:
كلُّ ما كان سببًا لِنشرِ هذا الفِعل أو ذاك الفِعل -مِما خالفَ الحقَّ، وخالف أهل الحقِّ-؛ فهو مَردود، وغيرُ مَقبول؛ وإنَّما الحقُّ اتِّباعُ السُّنَّة الواردةِ -في هذا اليوم الفاضل المُبارَك- بالصَّوم.
أمَّا التَّوسعة فوردت في حديثٍ ضعيف، نعم؛ وردت في حديث ضعيف -حديث التَّوسعة يوم عاشوراء؛ التَّوسعة على العيال-؛ بل هو حديثٌ ضعيف جدًّا.
لذلك -كما قلتُ-: ذَكر شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّة -رحمهُ الله- هذا الأمر، وأنكرهُ إنكارًا شديدًا، وبيَّن أنَّه من البِدع والمحدَثات.
فاللهُ -عزَّ وجلَّ- عندما قال في كتابِه: {وتَعاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوانِ} إنَّما يُؤخذ من هذه الآيةِ الجوابُ على ما تفضَّل به أخونا السَّائلُ مِن الإعانة على البيعِ أو الشِّراء أو التَّجهيز -وما أشبه-؛ فهذا -كلُّه- لا يَجوز، ويكون الإثم بِحسب مِقدار هذه المخالفةِ والإعانةِ عليها -كما تقدَّم-، والله المستعان.
ونحمدُ اللهَ -عزَّ وجلَّ- على أن جعلَنا -نحنُ-أهلَ السُّنَّة- أهلَ وسطٍ وعدلٍ بين الفِرقِ -في سائر أصنافِ العُلوم والمعارف والعقائدِ، وغير ذلك-.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (13:12). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
  #183  
قديم 03-26-2012, 10:01 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

182- يقولُ السَّائل: ... أنَّه كان مع الرَّسولِ -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ- في سَفرٍ فأهوى لِينزعَ خُفَّيهِ، فقال -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-: «دَعهُما؛ فَإنِّي أَدخلتُهُما طاهِرَتَين».
سؤالي هو: مِن أين أخذ أهلُ العلم كلمة «طاهِرَتَين» أي: على وضوءٍ وليس على طهارةٍ -مِن جنابةٍ، أو غير ذلك-بارك الله فيكم-؟
الجواب:
الأصلُ في الطَّهارةِ إذا استُعمِلتْ؛ بِمعنى: الطَّهارة من الحَدَث؛ لأنَّها هي التي تتجدَّد مع المُسلم في سَفرِه وحضَره.
هذا أوَّلًا.
الأمرُ الثَّاني: أن هنالك حديثًا عن الرَّسولِ -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ- في المسحِ على الخُفَّين- قال فيهما: «إلا مِن جنابة»، فإذا اغتَسل الإنسان؛ فحينئذٍ ينتقضُ أصلُ مسحِه -ابتداءً-؛ لأنَّه سينزعُ الخُفَّين، أو الجَورَبَين.
فكيف إذا عرفنا أن الرَّسولَ -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ- كان حريصًا على الوضوء، حتى لَما ينامُ جُنُبًا كان يتوضَّأ، حتى وهو في النَّوم؛ يعني: إذا كان آخرَ يومِه -في ليلِه- جُنُبًا توضَّأ، فمِن باب أَولى أن لا يكونَ ذلك الأمرُ مُتعلِّقًا بالجنابة؛ وإنَّما هو متعلِّق بالأمر -كما قُلتُ- المتجدِّدِ الذي يقعُ طبيبعيًّا -مِن الحدثِ الأصغر؛ كبَول، أو غيره من الأمور-.
فهذا هو الظَّاهر والمعنى اللُّغوي، والحالُ النَّبوي يُعين على ذلك.
والله -تَعالى- أعلم.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (18:00). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
  #184  
قديم 03-26-2012, 10:11 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

183- التَّوفيق بين قولهِ -تَعالى-: {ولا تنابَزوا بالألقابِ}، وبين تسميةِ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- لعائشةَ -رضيَ اللهُ عنها-: (الحُمَيراء)، وعلي -رضيَ اللهُ عنه-: ([أبو] تراب)، وأحد الصَّحابة: (ذو اليَدَين)؟
الجواب:
أمَّا الآية فواضحٌ فيها النَّهيُ عن التَّنابُز بالألقابِ، وليس النَّهيَ عن الألقاب.
فالألقابُ -مُجرَّدةً- لا إشكال فيها؛ فهي جائزة، وأهل العلمِ لهم كُتب كثيرة في باب الألقاب.
لكنَّ الأمرَ مُتعلِّق بالتَّنابُز بالألقاب -وهو نصُّ الآية-.
فالرَّسول -عليهِ الصلاةُ والسلام- عندما وصف عائشةَ بـ(الحُمَيراء)، أو عندما لقَّب بعض الصحابة بـ(ذي اليدَين)، أو عندما لقَّب أبا بكرٍ بـ(الصِّدِّيق)، أو عندما لُقِّب عثمان بـ(ذي النُّورَين)، أو علي بـ(أبي تُراب)، هذه ألقاب؛ لكنَّها ألقاب تحبُّب، وألقاب تحسينٍ، وليست تنابُزًا.
فلا تعارُض -أبدًا- بين هذا الواقعِ وبين الآية التي تنهى عن التَّنابُز بالألقاب، ولا تنهى عن الألقاب -نفسِها-.
واللهُ أعلم.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (20:17). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
  #185  
قديم 03-26-2012, 11:09 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

184- يقول السَّائل: نقل أحدُ طلبة العلم كلامًا لابنِ رجبٍ في شرحِه لِـ«عِلل التِّرمذي» -بتحقيق صُبحي السَّامرائي- عند كلامه على الحديثِ الغريب: بأن «معاجم الطَّبراني»، و«مُسند البزَّار»، و«أفراد الدَّارَقطني» -ونحوها- عامَّةُ أحاديثها غرائب ومَناكير، ثم استنتج الشَّيخُ مِن هذا الكلام أنَّ الطَّبرانيَّ إذا خرَّج حديثًا لَم يُخرَّج في «الصَّحيحين» أو في «السُّنن»، وكان ظاهرُه الصِّحَّة؛ فلا يكون حديثًا صحيحًا.
فهل هذا الكلامُ صحيح؟ نرجو التَّعليقَ والتَّوضيح.
الجوابُ:
الكلامُ صحيحٌ؛ لكنِ الاستنتاجُ غيرُ صحيح.
فعندما قال: (عامَّة أحاديثِها غرائب)؛ لا يعني أنَّها جَميعًا غرائبُ، أو مناكير، أو ضِعاف؛ فلماذا يستنتج أنَّه إذا خرَّج حديثًا لَم يُخرَّج في «الصَّحيحين» أو في «السُّنن»، وكان ظاهرُه الصِّحَّة؛ أنَّه لا يكون صحيحًا؟!
قد يكونُ صحيحًا، وقد لا يكونُ صحيحًا.
ثم: عندما يقول: (في «الصَّحيحين» وفي «السُّنن») «السُّنن»: ماذا يقصد؟ «السُّنن الأربعة»؟ عندنا: «مُسند أحمد»، عندنا: «سُنن الدَّارِمي»، عندنا: «مُوطَّأ مالِك»، هل هؤلاء -أيضًا- خارِجون عن هذه القسمةِ، أم داخِلون فيها؟
الحقيقة: دائمًا الإطلاقات ليست عِلميَّة؛ بينما كلامُ أهل العلم عِلميٌّ، ترى قولَ الإمام ابنِ رجب، قال: (عامَّة أحاديثِها)، ونحن نوافقُه في ذلك، لَم يَقل: (كُل)، و(عامَّة أحاديثِها)؛ أي: أغلب، والذي يُمحِّصُ هذا ويَنقدُه هم أهل العلمِ الرَّبَّانيُّون المعتَبرون.
فالكلامُ حقٌّ، والاستنتاجُ مُخالفٌ للحق.
والله أعلم.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (22:05). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
  #186  
قديم 03-26-2012, 11:37 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

185- يقول السَّائل: هل تعلمون شيئًا -فيما يردِّدُه البعضُ- مِن حدوث انحرافٍ في منهج الشَّيخ أسامة القوصي، بالإضافةِ أنَّه ظهر -في الآونةِ الأخيرة-في خُطبة الجُمعة- بالبِنطال، و[لابسًا] (كاب).
فما حقيقةُ هذه الأقوال؟ وما الردُّ على مَن يدَّعي أن (محمَّد حسَّان) مِن أهلِ السُّنَّة في مصر؟
وبارك الله فيكم.
الجواب:
أمَّا بالنسبةِ لِما ذكَره الأخُ السَّائل -مِن دعوى انحراف في منهجِ الشَّيخ أسامة-: فنحنُ لا نعلمُ ذلك.
نعم؛ هنالك فتاوى مُعيَّنة قد يكون لهُ فيها اجتهادٌ خاصٌّ، وقد له فيها ظروفٌ خاصَّة؛ لكن كمنهج عقائديٍّ وعِلميٍّ؛ لا نعلم شيئًا، ولا نظنُّ به إلا خيرًا.
أما أنَّه ظهر -في خُطبة الجمعة- بالبِنطال: فنحنُ لا نُحرِّم البِنطال، ولكنْ نُحرِّم صِفة البِنطال التي فيها تشبُّه، وفيها إسبال، وفيها ضِيق -وما أشبه-، أمَّا غير ذلك؛ فلا، وإن كنتُ أنا لَم أرَ هذا؛ وإنَّما أتكلَّم على ما نقَله الأخُ السَّائل.
أمَّا بالنِّسبة للأخ محمَّد حسَّان فأنَّه مِن أهل السُّنة؛ نَقول: نَعم مِن أهل السُّنة -وإن كُنا لنا عليه ملاحظات، وقد يكونُ بعضُها قويًّا-.
وهذه مُناسَبةٌ مُناسِبة أن ننصحَ أخانا (محمَّد حسَّان) بأن يستغلَّ هذا الظُّهورَ الإعلاميَّ القويَّ في نشرِ السُّنَّةِ والعقيدةِ، وتوضيح الحقِّ، والرَّدِّ على المُخالِفين للحقِّ -كسيِّد قُطب، وغيره-؛ حتى تظهرَ أمورُه جيِّدًا، وحتى يَنحازَ للسُّنة السَّنيَّة، وللحقِّ وأهلِه، ويكونَ منه قطعٌ لهذه الأشياءِ التي قد تُثارُ عليه -وإن كان بعضُها حقًّا؛ فإن بعضَها فيه شيءٌ من التَّحامُل-.
وأنا -كما قلتُ- رأيتُ له -الحقيقة- بعضَ الفتاوى، وبعضَ الأقوال التي نرجو أن يتأنَّى فيها، ولا يتعجَّل بها؛ فإنَّها قد تؤخَذُ عليه، وهذا الزَّمانُ زمانٌ صعب؛ فليستغلَّ ما وفقهُ اللهُ إليه مِن ظهورٍ، ومِن نشاطٍ، ومِن حبٍّ للنَّاس أن يكونَ ذلك -كلُّه- في نشرِ السُّنَّة، ونَصرِ التَّوحيد، ومُناصرةِ إخوانِه السَّلفيِّين، والرَّدِّ على الحزبيِّين والمُخالِفين، وليعلمْ أنَّ هذا هو الباقي، وأنَّ هذا هو الدَّائم، وأمَّا مُجرَّد التكثُّر -بالنَّاس، وبالأعدادِ، وبالجموع-؛ فهذا ليس مِن صِفة المُخلِصين، ولا مِن سِيما الصَّادقين.
هذه نقولُها -مُخلِصين صادِقين- لأخينا؛ عسى أن تَجدَ آذانًا صاغيةً، فإن لَم يسمعْها أخونا (محمَّد حسَّان)؛ فلْيُسمِعها له كلُّ مَن بيده القُدرةُ على الوصول إليه.
سائلًا ربِّي أن يشرحَ صدرَه للحقِّ، وأن يُعينَه عليه؛ إنَّه سميعٌ مُجيب.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (24:28). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
  #187  
قديم 03-26-2012, 11:57 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

186- يقول السَّائل: شيخَنا الفاضل: مِن باب أداء الأمانة؛ فإنِّي أحمِل إليكم سلامَ فضيلة الشَّيخ أبي مُحمَّد ربيع بن هادي المدخلي إليكم، وكان ذلك في زيارتِي الأخيرة لبيتِ فضيلتِه-في موسِم الحج-.
وإلى سُؤالِنا:
في كتاب «القلائد العَنبريَّة على المنظومة البيقونيَّة» -بتحقيقِكم، وتعليقكم-، ورد في تعريفِ (الحديثِ المُسلسَل): «هو ما تواردتْ فيه الرِّواية والرُّواةُ على وصفٍ واحد لهم».
وهنا بدر إشكالٌ لدينا: فكثيرٌ من الأحاديث صحَّت مُتونُها، والضَّعفُ جاء من التَّسلسُل.
فهل التَّسلسُل -المقصود بالتَّعريف المُشار إليه- هو -فقط- بالمتن؟ أم يشمل الإسناد؟
نرجو من فضيلتِكم إلقاء الضَّوء؛ لرفعِ هذا الإشكالِ والوهم -لدينا-.
الجواب:
أوَّلًا: نشكُر أخانا [غالبًا] على حِرصِه، وعلى إيصالِه أمانةَ السَّلام مِن الشَّيخ ربيع -حفظه الله، وأعانهُ، وعافاهُ، وقوَّاه-.
وأمَّا بالنِّسبة للسُّؤال: فلا إشكال -إن شاء اللهُ-.
ذلكم أنَّ (التَّسلسُل) قد يكونُ في الإسناد، وقد يكونُ في المتن، هذا مِن باب الوصفِ وحِكاية الواقع.
لكن -عمليًّا -حقيقةً-وأظنُّ أني ذكرتُ هذا في «القلائد العنبرية»، أو في غيره، وذكرتُه-حتَّى- في «التَّعليقات الأثرية على المنظومة البيقونيَّة»-قبل نحو رُبع قرنٍ مِن الزَّمن-: أن الصحيحَ مِن المُسلسَلات قليل جدًّا، فقَلَّ من المُسلسَلات ما هو صحيحُ الإسناد، ومعظم المُسلسَلات تكون ضعيفةً -ولو مِن جهةِ التَّسلسُل-، قد يكون المتنُ صحيحًا لكنْ ما فيه مِن تَسلسُل هو الضَّعيف، وهو الذي يَردُ عليه الضَّعف.
فلذلك العلماء عندما يذكُرون المُسلسَل؛ يذكُرونه مِن باب الألقاب وأوصاف الأحاديث -سواء في السَّند، أو في المتن-، ولا يُشترط في المُسلسَل أن يكونَ صحيحًا؛ بل بالعكس -كما أشرتُ-: مُعظم المُسلسَلات لا تصحُّ -من حيثُ تسلسُلها-، قد تصحُّ أسانيدُها، ومُتونُها من طرفٍ آخر، أو مِن طُرق أخرى، لكن مِن غير ذلك التَّسلسُل -المُشار إليه-.
واللهُ أعلم.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (28:05). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
  #188  
قديم 03-27-2012, 01:43 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

187- يقول السَّائل: ... وقع بعضُ التَّكفيريِّين بالنِّسبة لصدام حسين، وهم -الآن- في تناقض بالنِّسبة لأمرِه -هل هو كافر، أو أنَّه مات على الإسلام-، ويَحتجُّون علينا بأنَّ الشيخَ الألباني قد كفَّره.
وقد بلغنا عنكم -شيخَنا- أنَّكم نقلتُم [كلامًا] للشَّيخ الفوزان يقولُ فيه أنَّ الرجلَ مات على الإسلام؛ نُريد عزو هذا الكلام أين هو؟
وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
أمَّا بالنِّسبة لِما سُئلتُ عنه مِن تناقُض التَّكفيريِّين: فالتَّكفيريُّون -عندنا- ليسوا مِن طُلَّاب العلم، فضلًا عن أن يكونوا مِن أهل العلم، فضلًا عن أن يكون لِكلامهم دليلٌ أو حُجَّة أو بيِّنة، فَهُم مُسقَطون من الحساب -ابتداءً-؛ إلا إن رَجَعوا، وتَراجعوا، وأظهروا الحقَّ، ودَعوا إليه، واجتمعوا عليه؛ فعلى الرأس والعَين.
أمَّا بالنِّسبة لصدام حسين: فالكلُّ يعرفُ تاريخَه العقائديَّ، وتاريخَه العسكريَّ، وما فعلَهُ في المسلمين في الكُويت، وما فعلهُ في المسلمين في العراق -لا أقول ما فعلهُ في الشِّيعة؛ بل إنَّ ما فعلهُ في السُّنة قد يكون أكثر-.
لكنْ هذا -كلُّه- لا يجعلنا نُهدِر ما سَمِعناهُ بآذانِنا، ورأينا صورتَه بأعيُننا مِن أنَّه قال: (أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأشهدُ أن محمَّدًا رسول الله)؛ فهذه ختم اللهُ له بِها -بلسانٍ واضح، وبِقوَّة في العبارة-دون تلجلُج-؛ فنرجو أن يكونَ هذا علامةَ إسلامٍ ظاهرة.
وبالتَّالي: فلْنُذكِّر الإخوةَ بحديث أسامة بن زيد، ذلك الكافر الأصلي المُشرِك الذي كان يُقاتِل المسلمين في الغزوات، فلمَّا رأى أسامةَ قد أهوَى على رقبتِه بالسَّيف؛ قال: (لا إله إلا الله، محمَّد رسول الله)، فضربهُ وقتلهُ أسامةُ -رضيَ الله-تعالى-عنه وأرضاه- وقطع رأسه، فلما وصل الأمرُ إلى رسول الله -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- قال: «أين بِك بـ(لا إله إلا الله) تأتي تُحاجُّ عن صاحبِها؟»، قال: يا رسول الله! ما قالها إلا تعوُّذًا. قال: «هلَّا شققتَ عن قلبِه؟!»، مع أنَّ القرائنَ -كلَّها- تدلُّ على أنَّه قالها تعوُّذًا؛ لكن النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- أخذ بالظَّاهر.
أنا أقول: الأمر -الآن- عكس: فالقرائنُ -كلُّها- تُشير إلى أنَّه -صدَّام- قالَها عن يقينٍ، وعن ثباتٍ؛ لأنَّه لم يُضغَط عليه، وليس يَخاف مِن شيء أن يقولَ هذه الكلمة؛ بل مُمكن أن يقولَ ما يرفعُ به نفسَه، وما يُخلِّد في التَّاريخ ذِكرَه -كشخصيَّة-؛ وإنَّما لم يَقل إلا: (لا إله إلا الله، محمَّد رسول الله) -صلى اللهُ عليه وسلَّم-.
هذا نقولُه وأمرُه إلى الله، نقولُه على اعتِبار أنَّه مسلم، وسَمِعنا منه كلمةَ الإسلام.
أمَّا: هل عفا الله عنهُ ما مضى، أم لم يعفُ عنه؟ هل نُنزِّل فيه: «مَن كان آخر كلامِه (لا إله إلا الله) دخل الجنة» -وما أشبه ذلك-؟
فحينئذٍ نقول: هذا ليس لنا، إنَّما هو لربِّنا -الذي وصف نفسَه بأنَّه فعَّال لما يُريد-جلَّ في عُلاه، وعظُم في عالي سَماه-.
وأمَّا ما ذُكر مِن أنَّ الشيخَ الفوزان قال ذلك: فأنا -الحقيقة- لستُ على يقينٍ مِن أن الشَّيخ الفوزان -يعني: [صالحًا] الفوزان- قال هذا، أو أنَّه الشَّيخ عبد العزيز الفوزان -وهو غير الشَّيخ صالح- أنَّه قال ذلك -في بعضِ القنوات الفضائيَّة-.
لكنْ حصل مِمَّن اسمُه الفوزان هذا الكلام؛ لكنْ: نُقل لي أنَّه عبد العزيز الفوزان -وليس [صالحًا] الفوزان-.
فمَن فَهِم مِنِّي، أو نقل عنِّي أنِّي ذكرتُ الشَّيخَ [صالحًا] الفوزان؛ فلا؛ إنَّما هو -واللهُ أعلم-كما نُقل لي مِن بعدُ- الشَّيخ عبد العزيز الفوزان، وأنا لا أعرفُ عن هذا شيئًا.
واللهُ المستعان.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (30:57). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
  #189  
قديم 03-28-2012, 12:02 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

188- يقول السَّائل: قيل أنَّ الشَّيخ [عليًّا] حقَّق كتاب -على ما أظن- اسمُه: «الفتوى العراقيَّة»، ونسبَه للشَّيخ الفوزان، وكذَّب الشَّيخُ الفوزان ذلك، وقال أنَّ الكتابَ ليس له.
فما صِحَّة هذه الفتوى؟
الجواب:
هذا كلامٌ مضى عليه -الآنَ- أكثرُ من سنتَين -أو قريبٌ من ذلك-، وبيَّنتُ -أنا- موقفي مِن هذا، وأنِّي اعتمدتُ على الورقات المخطوطةِ التي أرسلها إليَّ الذي سأل الشَّيخَ الفوزان -هو نفسُه-وقد تُوفِّي-رحمهُ الله-، ولم أكتفِ بِهذا المتوفَّى وكِلامِه وإرسالِه؛ وإنَّما ذكرتُ شهادةَ أربعةِ إخوة كانوا جالِسين، ورأَوا الفتوى مِن الشَّيخ الفوزان، وأخذوها باليدِ.
وأنا كتبتُ -لَمَّا بلغني أن الشَّيخ الفوزان شكَّكَ بِهذا الكلام وقال: أنا لا أذكر- كتبتُ مقالًا في الإنترنت بعنوان: «محمَّد خيرُ البَشر يَنسَى ويُذكَّر»، فإذا كان رسولُنا -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- يَنسَى ويُذكَّر؛ فمِن باب أولى أن الشَّيخَ الفوزان يَنسى ويُذكَّر، ولكن نرجو أن يتذكَّر.
هذا أوَّلًا.
أمَّا الأمرُ الثاني: قد ردَّ عليَّ -في بعضِ الكلام- بعضُ المدافِعين -بغيرِ حقٍّ-وللأسفِ الشَّديد-مِن الورَّاقين-، ولم أرَ في كلامِه علمًا يُردُّ، أو هُدًى يُصدُّ؛ فأعرضتُ عنه، وأحلتُ الأمرَ إلى اللهِ -عزَّ وجلَّ-.
ونسأل اللهَ أن يهديَ هؤلاء النَّاسَ، أو أن يُريَنا ثأرَنا فيهم؛ إنَّه -سُبحانَهُ- وليُّ ذلك، والقادرُ عليه.
وأمَّا الشيخُ الفوزان؛ فلا نزالُ نُقدِّره ونَحترمُه ونُجلُّه على ما عندهُ مِن عقيدة، وعلى ما عنده مِن سَبق، وعلى ما عنده من علم ومعرفةٍ وسُنَّة؛ ولكنْ هو -عندنا- بشرٌ كالبشر، يُخطئُ ويُصيب -كسائر أهل العلمِ-من قبلُ، ومن بعد-.
ونسأل اللهَ أن يجمعَ شَملَ إخوانِنا أهل السُّنَّة وأهل التَّوحيد في كلِّ مكان، وأن لا يَكتفوا بالقيل والقال، وأن لا يَجعلُوا المدافِعين عنهم مُحرِّكين لهم؛ إنَّه -سبحانهُ- سَميعٌ مُجيب.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (36:17). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
  #190  
قديم 03-28-2012, 01:58 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

189- يقول السَّائل: بعض الإخوة يَصطَحِبون معهم أولادَهم إلى المسجِد، وأعمارُ أولادِهم -تقريبًا- بين [الثَّلاث] والسَّبعِ سَنوات؛ فالأولادُ يُشوِّشون على المُصلِّين، ويَلعبون في المسجد، ويَعبَثون في أوانِي المسجد، ويقولون الإخوةُ أنَّه ثبت [أنَّه] كان الحسن والحُسين -رضيَ اللهُ عنهما-في عهد النَّبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يدخلون المسجد، وكانوا صغارًا.
فما هو الصَّواب في هذه المسألة؟ بارك الله فيك، وأمد الله بعمرك -شيخ-...
الجواب:
أنتَ ذكرتَ -أخي السَّائل- أن أعمارَ هؤلاء الأطفال من الثالثةِ إلى السابعةِ، وأنا أرى فرقًا كبيرًا بين هذا العُمر وذاك؛ فالثَّالثةُ والرَّابعة والخامِسة غيرُ السَّادسة والسَّابعة:
مِن الثالثةِ والرَّابعة والخامِسة هذه -بارك الله فيكَ- قد تكونُ فترةَ لَهوٍ وعدمِ إدراك؛ بينما السَّادسة والسَّابعة -وقد تكون الخامسة-أحيانًا- فترة تمييز، وفترةُ استجابةٍ وتقبُّل.
فأنا لا أرى جوازَ أن يأتيَ الآباءُ بأبنائِهم وهم على مثلِ هذا السِّنِّ -في الثَّالثةِ والرَّابعة-؛ لكنْ: لا أرى مانعًا -أبدًا- مِن أن يأتوا بسِنِّ السَّابعة والسَّادسة؛ لأنَّها سنَّ استجابة؛ وبالتَّالي هُم يتعرَّفون الصَّلاة، ويفهَمون الأحكامَ، ويكونُ المسجدُ مأوًى لهم.
أمَّا أن نُعامل مَن كان في الثَّالثةِ والرَّابعة كما نُعامل مَن كان في السَّادسةِ والسَّابعة؛ فهذا خطأ.
والاستدلال على ذلك بقصَّة الحسن والحُسين استدلالٌ جيِّد.
فنحن نرى أن النبيَّ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- عندما كان يُلاعب الحسنَ والحُسين أو أمامة -وما أشبه- لَم يكن هذا شيئًا دائمًا مُستمرًّا في العُمر الصَّغير؛ وإنَّما إذا كان في العُمر الذي هو عُمر الاستجابة؛ فهذا جيِّد، وهذا مقبول، وهذا نتصوَّر أنَّه كان في عصرِ النَّبي -عليهِ أفضلُ الصَّلاةِ وأتَمُّ التَّسليم-.
ومِن باب الفائدة: نُذكِّر بِما يُروَى ويُنسب إلى النَّبيِّ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- أنَّه قال: «جنِّبوا مساجدَكم صِبيانكم ومجانينَكم» أنَّ هذا الحديثَ لا يصحُّ ولا يَثبت عن النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-.
واللهُ أعلم.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (39:08). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:54 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.