أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
48282 74378

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #141  
قديم 11-06-2015, 12:17 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم نسيبة مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا أختي
وإياكم ابنتي الحبيبــــة " أم نسيبة " حيـــاك الله وأهلا ومرحبـــًا بك أختـــًا عزيزةً في منتداك

" منتدى كل السلفيين "

تثرينه بما يمنُّ الله به عليك من دُرَرٍ نافعــــة، فتفيدين وتستفيدين بإذن الله - تعالى -.

و


__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #142  
قديم 01-06-2016, 02:57 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي تعليق الشيخ صالح بن فوزان الفوزان على تنفيذ حكم القصاص بحق 47 إرهابياً.

تعليق الشيخ صالح بن فوزان الفوزان على تنفيذ حكم القصاص بحق 47 إرهابياً.

مقدم البرنامج:
فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، حيَّاكم الله.

استمعتم إلى البيان الذي أصرته وزارة الداخلية صباح هذا اليوم، والذي أعلنت فيه تنفيذ حد القتل وحد القتل تعزيرًا وحد الحرابة في سبعة وأربعين أرهابيًا في إثنتي عشرة منطقة من مناطق المملكة العربية السعودية، فما تعليقكم؟

الشيخ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، أمَّا بَعْد،

فإن الحكم الشرعي في الذين يفسدون في الأرض، ولا يصلحون ويريدون أن يُخِلّوا بالأمن، وأن يخرجوا عن جماعة المسلمين حكم الله فيهم أنهم من المفسدين في الأرض، وأنهم من البغاة أومن الخوارج، تتنازعهم هذه المذاهب، وأشَّد من ذلك أنهم من المفسدين في الأرض، واللهٌ -جَلَّ وَعَلاَ- يقولُ : ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ۞ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.

إن الأمن حقٌ للجميع، وإن ولي الأمر هو القائم على هذه الدولة الإسلامية المباركة وكذلك جنوده، ورجاله وكذلك العلماء، وكذلك كل من يؤدي إلى هذه الدولة عملًا من الأعمال الموكلة إليه، فإن هذا من التعاون على البرِّ والتقوى، والله -تَعَالَى- يقول: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.

فلابد من التعاون، ولابد أن يؤدي كل مسؤؤل عمله الموكول إليه، قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قِيلَ: لِمَنْ يا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: لِلهِ، وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ».

فهذا واجبٌ على الجميع، أن يؤدي كل مسؤولٍ عمله، وكذلك كل فردٍ من الرعية عليه أن ينصح لله ولرسوله؛ ولأئمة المسلمين وعامتهم، لأن الأمن أمن الجميع والدولة دولة الجميع، والبلاد بلاد الجميع؛ واللهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أمر بالتعاون، وأمر بأن ينصح كل مسؤول في عمله الموكول إليه بأن يؤديه على الوجه المطلوب، هذا هو الواجب على الجميع، وأن يُبلَّغ عن كل من يريد أن يُخِلَّ بهذا الأمن، أو يُخلَّ بهذا لإجتماع المبارك أن يُبلَّغ عنه، واللهُ -جَلَّ وَعَلاَ- لا يحب الخيانة، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ.

فهذا من الأمانة؛ اللهُ -جَلَّ وَعَلاَ- قال لولاة الأمور : ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا.

يعني أن تؤدوا الوظائف إلى أهلها الذين يقومون بها، من المؤهلين والناصحين وهذا لأجل أن تتم مصلحة المسلمين، كلٌ يؤدي ما وُكل إليه، وإذا حصل من أحدٍ من يريد أن يٌحاول أن يشقَّ عصا الطاعة من علم به فيجب عليه أن يبلغ عنه ولو كان من أقرب الناس إليه، ولا تأخذه في اللهِ لومة لائم، ولا محاباة لأن هذه خيانة، واللهٌ -جَلَّ وَعَلاَ- لا يحبُ الخائنين، فهذا من الواجب على الجميع، والأمن أمن الجميع، والبلاد بلاد الجميع واللهٌ -جَلَّ وَعَلاَ- أمرنا بالمحافظة على بلادنا وعلى ديننا، وعلى مصالحنا، وألاَّ نسمح للعابثين والمفسدين بيننا بأي اسمٍ تسَّموا وبأي مذهبٍ تمذهبوا فإن المسلمين على دين الكتاب والسُنَّة؛ وكل ما خالف الكتاب والسُنَّة فإنه منكر يجب انكاره، ويجب إنهاؤه عن المسلمين.

وهذا هو الواجب على الجميع، أفرادًا وجماعات ولا يجوز لأحدٍ أن يسكت على من نريد أن يخَّل بهذا الأمر ولو كان من أقرب الناس إليه، فالنَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: «مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ».

كانوا يأخذون الماء من الطبقة العليا ويرجعون إلى من فوقهم، «فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا».

فهذا هو واجب المُسلمين وهذا هو الحق، وهذا هو الذي أمر الله بهِ وأمر بهِ رسُولهُ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ولا تتمُ مصالح المُسلمين ولا يتحقق الأمن ولا تقُوم الجماعة إلا على هذا الأمر هذا التناصح، هذا التعاون، هذا الترابط بين المُسلمين.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #143  
قديم 01-06-2016, 02:59 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي تعليق الشيخ صالح بن فوزان الفوزان على تنفيذ حكم القصاص بحق 47 إرهابياً - تتمــة.

تعليق الشيخ صالح بن فوزان الفوزان على تنفيذ حكم القصاص بحق 47 إرهابيًا.

تتمـــــَّــــة

لا شكَّ أن هُناك من يعْبَثون بالأمن لاشك أن هُناك أعداء مدسُوسين ومَدْفُوعِين أو يَعْتنقُون مذهبًا مُخالفًا لمنهج الكتاب والسُنة، فهؤلاء هم الذين يجبُ الأخذُ على أيديهم لئلا يُفسدوا في المُجتمع، ولئلا يُخلوا بالأمن، ولئلا يُفرقوا كلمة المُسلمين، ولئلا يكون مدخلًا للأعداء على هذا المُجتمع المُبارك، فالله –جَلَّ وَعَلاَ- أوصانا بهذا قال اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ- ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ.

والردُ إلى الله هو الردُ إلى كتاب الله، والردُ إلى الرسُول هو الردُ إليهِ في حياته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبعد موته يكون الرد إلى سُنته، ويتولى هذا أهل العلم وأهل الحلِّ والعقد؛ قال الله جَلَّ وَعَلاَ- ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً .

فواجبٌ على جميع المُسلمين كلٌّ على ثغرة من ثُغُور الإسلام كلٌّ يقُومُ بما يجبُ عليه كلُّ يُحافظ على مصلحة المُسلمين، ومصلحة المُجتمع، كما يُحافظ على مصلحتهِ هو وأشد لأن هذا هو الذي أوصانا الله - جَلَّ وَعَلاَ- بهِ قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أُوْصِيكُم بِتَقْوَى الله وَالَّسَمْعِ وَالَّطَاعَة وَإنْ تَأَمْرَ عَلَيْكُم عَبْد فَإِنْهُ مَن يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرىَ اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلْيكُم بِسُنَتِي وَسُنَة الْخُلَفَاء الَّرَاشدِين الْمَهْدِينْ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَكُوا بِهَا وَعُضُوا عَلَيْهَا بِالَنَوَاجِذ وَإِيَاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُور فَإنْ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَة وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالة».

كلُ مسلمٍ فهو رجلُ أمن، كلُّ مسلمٍ في هذهِ البلاد فهو رجلُ أمن؛ يحرصُ على حفظِ هذا الأمن للجميع فإذا رأى أو استراب في شيء فإنهُ يُبلغُ عنهُ أهل الحلِّ والعقد ليراجعوا هذا الشيء ويمنعُ ما يُفسدُ الكلمة ويُفرق الجماعة، هذا واجب الجميع وهذه بلاد الجميع، وهذه شريعة ماضية من الله -عَزَّ وَجَلَّ- إلى أن تقوم الساعة.

لا شكَّ أنهُ يحدث في الأرض مفسدون لا شك أن هناك من يُريد أن يخرق السفينة لأجلِ أن يغرق الجميع، ولكن يجب الأخذ على مثلِ هؤلاء بما يرَّدعهُم ويكُفُّ شرهم ويمنع بغيَّهم ولهذا شرع الله قتال الخوارج، وشرع قتال البُغاة من أجل حفظ الكلمة ومن أجل البقاء على الجماعة ومن أجلِ صيانة الأمن ولا تصلح الأمور فوضى قال الشاعر:

لَا يَصْلُحُ الَّنَاسُ فَوْضَى لَا سَراةَ لَهُمْ ****** وَلَا سَراةَ إذَا جُهَالُهُمْ سَادُوا

الْبَيتُ لَا يُبْنَى إِلَا عَــــلى عَمَــــدٍ ****** وَلَا عِمَــــادَ إِذَا لم تُرْسَ أَوْتَادُ

فَإنْ تَجْمَــــــعَ أَوْتَادٌ وَأعْمِـــــدَةٌ ****** وَسَاكِنٌ بَلَغُوا الأَمْرَ الَّذِي كَادُوا.

فلا بُد من هذا، وهذا ما أمرنا الله بهِ وأمرنا بهِ رسولهُ وأجمع عليهِ سلفُ الأُمة وخلفها؛ فلا يجوز أن نتساهل في هذا الأمر أو أن نُلقي باللائمة على غيرنا أو بالمسؤولية على غيرنا.

كلٌّ مسؤولٌ من المُسلمين أن يُحافظ على هذا الأمن وما يُخِلُّ بهِ ومن كان بيدهِ سُلطة فإنه يقومُ بسلطتهِ؛ ومن كان ليس بيدهِ سُلطة فإنهُ يُبلغ أهل السُلطة الذين بيدهم الحل والعقد، هذا هو واجب الجميع والأمن أمن الجميع والبلاد بلاد الجميع والدولة دولة الجميع.

ولا بُد من التعاون على صيانتِها وحمايتها وكفِّ السوء عنها، ولا بُد من الحذر ممن يدسون أنفسهم بيننا ويستغلوا شبابنا ويستغلوا المُغَرَّرِينْ منا فيملؤوا أدمغتهم من الشبهات.

لا بُد من تثقيف المجتمع لا بُد من تدريس العقيدة الصحيحة التي سار عليها المُسلمون من عهد الرسُول –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وتتلخص فيما كتبهُ شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهُ الله – في العقيدة الواسطية؛ فإنها عقيدةٌ جمعت ما يجبُ على المُسلمين أن يأخذوا بهِ لأجلِ حماية دينهم أولًا، وحماية أمنهم ثانيًا، وحماية بلادهم وحماية شرفهم، كلُّ هذا مما يجب على المُسلمين أفرادًا وجماعات هذا هو واجب الجميع والله وليُّ التوفيق.

وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِينا مُحَمد وَعَلى آلِهِ وَأصْحَابهِ أَجْمَعِين.


__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #144  
قديم 03-27-2016, 01:01 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي حقوق الحكام في الإسلام

حقوق الحكام في الإسلام. (*)

حقوق الحكام من أعظم واجبات الدين، التي لا قيام لمجتمعٍ ولا استقرار له دون المحافظة عليها والتواصي بها.

وأداء كل حقٍّ مترتبٍ لوليِّ الأمر – ولو استأثر بشيء منه – لأن في زواله يزول الأمن، وتضيع الحقوق العامــــة للمسلمين، وتسفك دماءهم وتنتهك أعراضهم، وتنقطع سبلهم، ويلبس الخوف حتى في أداء الشعائر - كإقامة الجمع – ناهيك عن جواز ترك الحجّ بسبب عدم الأمن.

فهذا الأصل جاء بعد النصح لله وكتابه ورسوله، وهو النصح لولاة الامر وعدم غشهم، والخروج عليهم، كما في حديث : (الدين النصيحة)، فجعل هذه الأصول كل الدين، كما في قوله – صلى الله عليه وسلم – (الحجُّ عرفة).

بل جاء الأمر بطاعتهم بعد طاعة الله ورسوله، قال – تعالى - : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [سورة النساء 59].

وقد ورد في السنة الصحيحة التوكيد على هذا الأصل، بعد تقرير التوحيد والنهي عن الشرك، كما تقدم من كلام ابن عمر – رضي الله عنهما – آنف الذكر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : (1) [يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس، من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين إلا بها، فإن بني آدم لا تتمّ مصلحتهم إلا بالاجتماع، لحاجة بعضهم إلى بعض، ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس، حتى قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (إذا خرج ثلاثة في سفر، فليؤمروا أحدهم). (صحيح) رواه (أبو داود الضياء) عن أبي هريرة وأبي سعيد – رضي الله عنهما -.

فأوجب - صلى الله عليه وسلم – أمير الواحد في الاجتماع القليل العارض في السفر، تنبيهًا بذلك على سائر أنواع الاجتماع، ولأن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يتمُّ ذلك إلا بقوة وإمارة.
وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد والعدل وإقامة الحج، والجُمَعْ، والأعياد، ونصر المظلوم وإقامة الحدود، ولا تتم إلا بالقوَّةِ والإمارة.

ولهذا رُوِيَ : (إن السلطان ظل الله في الأرض). (2).
ويقال : [ستون سنة من إمام جائر، أصلح من ليلة بلا سلطان].

والتجربة تبيّن ذلك، ولهذا كان السلف - كالفضيل بن عياض، وأحمد بن حنبل وغيرهما – يقولون : " لو كان لنا دعوة مستجابة لدعوْنا بها للسلطان".
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (ان الله يرضى لكم ثلاثة : أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تُناصحوا مَن ولاّه الله أمركم). (3).

وقال : (.... ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن : إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم) (4).

وفي الصحيح عنه أنه قال : (الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قالوا لمن يا رسول الله ؟ قال : لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم).
فالواجب اتخاذ الإمارة دينً وقربةً يُتقرَّبُ بها إلى الله – تعالى -، فإن التقرب إليه بطاعته وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم –مِن أفضل القربات ...]. ا هـ.
__________
(*) المرجع : كتاب الدامغة لمقالات المارقة دعاة التكفير والتفجير. بقلم موسى بن عبدالله آل عبدالعزيز. ص (70 - 75).
[1] [السياسة الشرعية : 1/ 136]، وفيه ردٌّ واضحٌ على من تعمَّدَ الخروج باسم الأمر بالمعروف .... على الإمارة، وإنه لا يقوم إلا بإمارة.
[2] حسنه الألباني رحمه الله - تعالى - في [ظلال الجنة جـ 2 رقم 1024] مع الزيادة : عن أبي بكرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (السلطان ظل الله في الأرض، فمن أكرمه أكرم الله، ومن أهانه أهانه الله).
[3] (صحيح) (رواه مسلم). وفي رواية للبخاري في الأدب المفرد [1/ 158 رقم 442] : (ان الله يرضى لكم ثلاثا، ويسخط لكم ثلاثا، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم، ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال).
[4] (صحيح) رواه أصحاب السنن، والحديث بتمامه : عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخيف مِن مِنى فقال : (نضر الله امرأً سمع مقالتي فبلغها، فرب حاملِ فقهٍ غير فقيه، ورب حامل فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن : إخلاص العمل لله، والنصيحة لولاة المسلمين، ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحيط من ورائهم).


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #145  
قديم 03-27-2016, 01:19 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي حقوق الحكام في الإسلام - تتمــــَّــــة -.

حقوق الحكام في الإسلام - تتمــــَّــــة -.

وهذه شذرات مِنَ الأحاديث التي تُبيّن حقوق الراعي، أوْرَدَها مجدالدين ابن تيمية، وزاد الشوكاني في شرحه لها بعض الأحاديث :

1. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته جاهلية) [وفي لفظ] : (من كره من اميره شيئًا فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شيرًا فمات عليه، إلا مات ميتة جاهلية).

2. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم - : (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون، قالوا : فما تأمرنا قال : فُوا ببيعة الأول فالأول، ثم أعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم) (متفق عليه).

وهذا مُلخّصٌ لشرح الشوكاني في [نيل الأوطار] لهذين الحديثين : قوله : من فارق الجماعة شبرا) :

1. كناية عن معصية السلطان ومحاربته.

2. قال ابن أبي جمرة : المراد بالمفارقة : السعي في حلِّ عقد البيعة التي حصلت لذلك الأمير، ولو بأدنى شيء، فكنّى عنها بمقدار الشبر، لأن الأخذ في ذلك يؤول إلى سفك الدماء بغير حق !!.

3. قوله : (فميتته جاهلية) في رواية البخاري : (مات ميتة جاهلية).

وفي رواية له أخرى : (فمات إلا مات ميتة جاهلية).

وفي رواية لمسلم : (فميتته ميتة جاهلية).

وفي أخرى له من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (من خلع يدًا من طاعة، لقي الله يوم القيامة ولا حجة له. ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية). رواه (مسلم) .

وفي الرواية الأخرى من حديث ابن عباس المذكور: (فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية).

قال الكرماني : لاستفهام هنا بمعنى الاستفهام الإنكاري، أي : ما فارق الجماعة أحد إلا جرى له كذا.

4. وليس المراد أن يموت كافِرا، بل يموت عاصيا، ويحتمل أن يموت التشبيه على ظاهره، ومعناه : أنه يموت مثل مَوْت الجاهلي، وإن لم يكن جاهليا، أو أن ذلك ورد موردٌ للزجر والتنفير، فظاهره غير مراد.

5. ويؤيد أن المراد بالجاهلية التسبيه، ما أخرجهما أخرجه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان وصححه من حديث الحارث بن الحارث الأشعريمن حديث طويل، وفيه : (من فارق الجماعة شبرًا فكانما خلع ربقة الإسلام من عنقه.

6. قوله : (فُوا بيعة الأول فالأول) فيه دليل على أنه يجب على الرعية الوفاء ببيعة الإمام الأول ثم الأول ولا يجوزلهم المبايعة للإمام الآخر قبل موت الأول.

7. قوله : (ثم أعطوهم حقهم)، أي ادفعوا إلى الأمراء حقهم الذي لهم المطالبة به وقبضه، سواءً كان يختصُّ بهم أو يَعمّ،وذلك مِن الحقوق الواجبة في المال كالزكاة وفي النفس، كالخروج إلى الجهاد، وظاهر الحديث العموم في المخاطبين.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #146  
قديم 03-27-2016, 01:50 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي حقوق الحكام في الإسلام - تتمــــَّــــة -.

حقوق الحكام في الإسلام - تتمــــَّــــة -.

8. وهو خطاب للجميع بالنسبة إلى من يلي الأمر، وقد ورد ما يدلّ على التعميم، ففي حديث يزيد بن سلمة الجعفي عند الطبراني أنه قال : يا رسول الله ! إذا كان علينا أمراء يأخذونا بالحق ويمنعونا الحق الذي لنا أنقاتلهم ؟ قال : لا، عليهم ما حُمّلوا وعليكم ما حُمّلتم).

وأخرج مسلم من حديث أم سلمة مرفوعا: ( سيكون عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن أنكر فقد برئ عنقه ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وبايع ) فقالوا : ألا نقاتلهم ؟ قال : (لا ما صلوا ...) (1).

[قوله : "من رضي وبايع" على المعصية، وهي جزئية وليست بمعنى البيعة العامة].

9. أخرج الشيخان من حديث أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه - بلفظ : (من حمل علينا السلاح فليس منا). (2).

10. أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه - : (من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ومن اطاع الأمير فقد أطاعني ، ومن عصى الأمير فقد عصاني)

11. أخرج الترمذي من حديث ابن عمر : (ألا أخبركم بخيار أمرائكم وشرارهم، خيارهم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتدعون لهم ويدعون لكم، وشرارُ أمرائكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم)(3).. ‌

12. أخرج الترمذي من حديث بكرة : (من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله) والأحاديث في هذا الباب كثيرة وهذا طرف منها.

13. قوله : (خيار أئمتكم ... الخ)، فيه دليل على محبة الأئمة، والدعاء لهم، وأن من كان من الأئمة محبًا للرعية ومحبوبًا لديهم، وداعيًا لهم،ومدعوٌّ له منهم، فهو من خيار الأئمة، ومن كان باغضًا لرعيَّته، مبغوضًا عندهم، يسبُّهم ويسُبّونه، فهو من شرارهم، وذلك لأنه إذا عدل فيهم وأحسن القول لهم أطاعوه، وانقادوا له، وأثنوا عليه.

14. قوله : (لا ... ما أقاموا فيكم الصلاة) فيه دليل على أنه لا تجوز منابذة الأئمة بالسيف ما كانوا مقيمين للصلاة، ويدلّ ذلك بمفهومه على جواز المنابذة عند تركهم للصلاة.

15. وقد استدلَّ القائلون بوجوب الخروج على الظلمة ومنابذتهم بالسيف، ومكافحتهم بالقتال، بعمومات من الكتاب والسنة، في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !! [على مذهب الخوارج].

وعقبّ الشوكاني – رحمه الله - وقال : [ولا شكَّ ولا ريبَ أن الأحاديث التي ذكرها المصنِّف في هذا الباب، وذكرناها أخصُّ من تلك العمومات مطلقًا وهي متوافِرة المعنى، وكما يعرف ذلك من له أنسة بعلم السنة ...] ا هـ. انظر : [نيل الأوطار للشوكاني].

________
المرجع : كتاب الدامغة لمقالات المارقة دعاة التكفير والتفجير. بقلم : موسى بن عبدالله آل عبدالعزيز. ص (70 - 75).
[1] (سيكون عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن أنكر فقد برئ عنقه ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع) فقالوا : ألا نقاتلهم ؟ قال : (لا ما صلوا) (مسلم). (أليس يصلي ؟) قال : بلى ولا صلاة له. قال عليه السلام : (أولئك الذين نهاني الله عن قتلهم) مالك (1/ 185) مرسلًا بسند صحيح ووصله الشافعي وأحمد في (مسنديهما).
وله شاهد من حديث أنس في الطبراني وأبي يعلى والبزار في (المجمع) (1/ 296) وآخر عن أبي هريرة - رضي الله عنهما - ( 2/ 305) انظر : [الثمر المستطاب 1/ 54].
[2] والحديث مرفوع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (من حمل علينا السلاح فليس منا) انظر : [رواه البخاري، وزاد مسلم ومن غشنا فليس منا].
[3] (صحيح) انظر : [صحيح الجامع حديث رقم: 2599].‌
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #147  
قديم 06-22-2016, 02:39 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي بيان جمعية الإمام الألباني حول العدوان الأثيم على جنود الوطن.

بيان جمعية الإمام الألباني حول العدوان الأثيم على جنود الوطن

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله معزّ أوليائه، مذلّ أعدائه، والصّلاة والسّلام على أكرم أنبيائه.

وبعد:

فبمزيدٍ من الأسى والحزن تلقّينا نبأ ما جرى على حدود بلدنا الحبيب - اليوم - مِن عُدوان أثيمٍ غادر، أسفر عن مقتل ثمانية من جنود الوطن البواسل - نحسبهم نالوا شرف الشّهادة - ولا نزكيهم على الله - وهو حسيبهم - سبحانه -.

إنّ هذه الأفعال الإجراميّة المنكرة، والتّربّصات الخبيثة الجبانة، والّتي تكرّر إيقاعها ببلدنا الغالي، وجنده الأبطال .. لن تزيدنا إلّا ثباتاً على الحقّ، ورباطاً على ثغورنا الغالية العزيزة، ولُحمةً فيما بيننا، وثقةً بأولياء أمورنا، وقوّةً ويقيناً بالحقّ الّذي نحمله، ونذود عنه.

حمى الله بلادنا الأردنيّة المباركة، ورحم الله شهداءَنا الأبرار، وكتبهم في عِلّيـّين ... مع الأنبياء والصدّيقين.


{وَسَيَعْلَمِ الَّذينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبِ يَنْقَلِبونْ}.


الثلاثاء ١٦/ رمضان /١٤٣٧هـ الموافق ٢١/ حزيران/ ٢٠١٦م





العمليات الانتحارية محرمة
التاريخ : 20-01-2010 - عمان – الدستور

أفتت مجموعة من رموز الحركة السلفية في الأردنّ بتحريم العمليات "الانتحارية" وقتل النفس، حرصًا على نقاءِ الإسلام، وصَفاءً لسُمعة أهله.

ونصت الفتوى التي صدرت عن مركز الإمام الألباني في عمان :

"إنَّ أعمالَ التَّقتيلً والتفجيرً التي تُصًيبُ أهلَ الإسلام، أو غيرَهم مِن أهل الأَمان، أو الاستئمان في كلِّ مكان أَعمالّ مُحرَّمةّ : لما فيها من هتكٍ لحرُمات الإسلامِ المعلومةِ مِن الدًّين بالضرورة، مِن قتلٍ للأنفس المعصومةِ الدَّم، ونقضٍ للأمن والاستقرار، وحياة النَّاس الآمنينَ، وتضييعٍ للمصالح العامةِ للدول، فضلاً عن عدم التفريق بين الرجال والنًّساء، والأطفالً والشيوخ، والمدنيًّين والمحاربين".

وأصدر المركز امس بيانًا جاء فيه: إنَّ "ممّا يُحْزًنُ النَّفوسَ الأَليمةَ كثيرًا، ويُدْمي الأفئدة الحزينة شديدًا هذا الذي يَجْري في أنحاءْ متعدّدة مِن العالم بعامة، والعالم الإسلامي بخاصّة ممّا يُنسَبُ إلى الإسلام: مِن قتلْ، ودمارْ، وتفجيرْ. فالإسلام بَراءٌ مِن هذا - كُلِّه -، ولو جرى ووقع - وللأسف - باسم الإسلام.

وقال المركز في بيانه الذي أصدره أخيرًا ونُشر على موقعهم الالكتروني :

"إننا لنجزم بيقينٍ بحرمةِ الاعتداءِ على الأنفسِ البريئة سواء في الدم، أو المال، أو العرض، لما في ذلك من تهديدٍ لحياة الناس الآمنين المطمئنين - في مساكنهم ومعايشهم -، والإضرار بمصالح الأفراد والشعوب - عامة -.

"وإننا"على يقين أن مبنى كثير من هذا القتل الاعمى - والتدمير والتفجير - قائم على التسرع في التكفير للمسلمين - عامتهم وخاصتهم، حكامهم ومحكوميهم، وهذا حكمٌ جَدُّ باطل، لما يترتب عليه من أمور خطيرة، من استحلال الدم، ومنع التوارث، وفسخ النكاح - وإيجاد أيتام وأرامل - كما تقدم - فلا يجوز التساهل فيه – أبدا.

وتابع البيان إننا "نرى - أيضا - حرمة أعمال التقتيل والتخريب - على اختلاف صورها وأنواعها، كمثل التفجير لأماكن العبادة، والمستشفيات، والمدارس، وإشعال الحرائق في الممتلكات العامة، ونسف المساكن، أو الجسور والانفاق، وتفجير المصالح العامة والخاصة، كمحطات الكهرباء، أو الوقود، وأنابيب البترول - ونحو ذلك -، وهي - جميعا - جرائم شنيعة يستحق أصحابها العقوبة الرادعة لهم".

وقال إننا "نرى بشاعة وجرم وحُرمة ما يفعله بعض الناس - هذه الايام - من حمل المتفجرات وشدِّها على الأنفس، ثم تفجيرها - بالنفس - في الاسواق العامة، او المجتمعات، أو الحافلات - وغيرها -.

لأن هذا - أولا - من قتل النفسِ والآخرين قتلًا عشوائيًا ظالمًا غاشمًا لا يفرِّق بين مسلم وغيره، وظالم ومظلوم، وذكر وأنثى، وكبير وصغير، وإنسان وحيوان.

ولأن هذه الأفعال - ثانيا - لا مصلحة للإسلام والمسلمين فيها - البتة -، فضلًا عما يزدادُ - بسببها - العدوّ من الشدة على المسلمين، والتنكيل بهم، والإذاية لهم، والتضييق عليهم".

وقال المركز "هؤلاء الذين يقومون بهذه الأعمال التخريبية أصحاب فكرٍ منحرف، وعندهم غُلُوٌّ في التفكير وجرأة في التكفير.

فالواجب على العلماء الربانيين لزومًا :

التحذير منهم، وإدانة أعمالهم، وبيان المؤاخذات عليهم، وتحصين الطلبة والخطباء والدعاة وعامة المسلمين من أفعالهم الشنيعة، وأفكارهم الخربة، والحيلولة دون وصولها إليهم".

ووقع على الفتوى كل من :

الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
أ. د. باسم بن فيصل الجوابرة
د. محمد بن موسى آل نصر
د. زياد بن سليم العبادي
والشيخ علي بن حسن الحلبي.

*************************

حفظكم الله مشايخنا الكرام منارات للهداية في زمن انقلبت فيه المفاهيم وتعددت الأحزاب والجماعات، ورحم الله الإمام الألباني حامل اسم المركز وجعل الفردوس الأعلى مأواه، وجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #148  
قديم 07-08-2016, 02:57 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي وجوب توعيــَـــة عامـــَّـــة المسلمين بحقوق الراعي ... !

وجوب توعيــَـــة عامـــَّـــة المسلمين بحقوق الراعي ... ! (1)

فقد تبيَّنَ لك عِظم حقِّ الراعي على الرعيــــة في الدين الحنيف، وأن مقاصد الشريعة السمحة تدور على حمايته وسلامته واستقراره، ولا يعيبُ المحافظة عليه نقصُه ونقيصُه، وأثرتُهُ واستئثارُه، وظلمُهُ وجورُه.

فقد أوجبَ اللهُ الحفاظَ على الجماعة مِن أجلِ قيامِ واجبات الدينِ فيها، ولا جماعةَ إلاّ بإمارةٍ تُقيمُ الحدودَ وتحفظُ مقاصِد الإسلامِ الخمسة، ومع ذلك لا نجدهُ مادَّةً تُدرَّسُ مع السياسة الشرعية، والأحكامِ السلطانية.

لكيْ تُبيِّنَ حقوقَ البيْعَة، ومذهبَ أهلِ الحقِّ - الصحابة - فيها، وضلال المذاهِبِ الأخرى - كالخوارج والمعتزلة -، فتُقرَّر في مناهج المرحلة الثانويّة، والمعاهد العلمية، والجامعات الشرعية، وكلياتها المُتخصِّصة في تدريس القضاة، والمدرِّسين وعلوم الدين، وفي معاهد الجند في كلّ قطاعاتها الأخرى !.

ولو سألتَ إدارات النشر والتوعية الإرشادية في مختلف المؤسسات والجامعات، كم مرة طُبِعَت رسالة تُبيِّن حقوق الراعي على الرعية، وعدد النُّسَخ ؟ لوجدْتَ الجوابَ بلا ريب : التقصير ... إن لم يكن العدم !!.

ناهيك عن دعاة القنوات ! الذين يُهَمِّشون هذا الأصل العظيم، لأنه يتعارض مع طرحهم الحزبي، الذي يقوم على تأليب الرعاع على الحكام .. !.

أليس التذكير بهذا الأصلِ مِنَ الدينِ ؟ في كُلِّ منبرٍ وقالب، وفي مَحاضِنِ العلمِ والتربية والإعداد، لكي يستقرَّ المجتمع أمام تزاحُم المناهج "الفكرية الحزبية " التي تقوم على مناطحة الحكام باسم توحيد الحاكمية التي جددها سيِّد قطب، والتي هي أصل مقالات خوارج العصر ... !! التي تدور رحاها على تكفير الحكام بسبب تحكيم جزئيات الأحكام التي تخالف الشرع ! وجعْلِها مِنَ الشرك الأكبر !.

بل كفَّرَ جميع المجتمعات الإسلامية بأسرها كما في قوله السيء :

[ارتدَّت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان، ونكصت عن "لا إله إلا الله "، وإن ظلَّ فريق منها يُردِّد على المآذِن : " لا إله إلا الله "]. (2)

وقال : [إنّ هذا المجتمع الجاهلي الذي نعيش فيه ليس هو المجتمع المسلم].(3)

وقال عن مشركي الجاهلية : [إنما كان شركهم الحقيقي يتمثَّل ابتداءً في تلقّي منهج حياتهم وشرائعهم من غير الله !!، (لا عبادة الأصنام التي عبادة الأصنام تقربًا واستشفاعًا إلى الله)، والأمر الذي يشاركهم فيه اليوم أقوامٌ يظنون أنهم مهتدون على دينِ محمد، كما كان المشركون يظنون أنهم مهتدون على دين إبراهيم !]
. (4)

يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
___________

(1) المرجع : كتاب "الدامِغة لمقالات المارقة دعاة التكفير والتفجير" (ص87 - 94 ). بقلم : موسى بن عبدالله آل عبد العزيز. جزاه الله خيرا.
(2) انظر : [الظلال 2/ 1057 ... الشروق].
(2) انظر : [الظلال 4/ 2009 ... الشروق].
(2) انظر : [الظلال 3/ 1492 ... الشروق].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #149  
قديم 07-08-2016, 04:04 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي وجوب توعيــَـــة عامـــَّـــة المسلمين بحقوق الراعي ... ! - تتمــــَّـــــة -

وقد ذم العلامة الألباني - رحمه الله - إطلاق اسم الجاهلية على المجتمعات الإسلامية المعاصرة، كما فَعَلَ سيد قطب، وسئل عن قول قطب - هذا - فأجاب :

[الذي أراهُ أن هذه الكلمة "جاهلية القرن العشرين" لا تخلو من مبالغةٍ في وصف القرن الحالي قرن العشرين!.

فوجود الدين الإسلامي في هذا القرن - وإن كان قد دخل فيه ما ليس منه - يمنعنا بأن القول بأنّ هذا القرن يُمثِّل جاهليَّةً كالجاهليةِ الأولى.

ولذلك فإن الذي أراه : أن إطلاق الجاهلية على القرن العشرين فيه تسامح، قد يوهِمُ الناسَ بأنّ الإسلام كله قد انحرف عن التوحيد، وعن الإخلاص في عبادة الله - عزَّوجلّ - انحرافًا كُليًّا !، فصار هذا القرن - القرن العشرين - كقرن الجاهلية الذي بُعِثَ فيه رسول الله محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، إلى إخراجه من الظلمات إلى النور حينئذ ! ...

فخلاصة القول : " إن إطلاق هذه الكلمة في العصر الحاضر لا يخلو من شيء من المبالغة التي تدعو إلى هضم حق الطائفة المنصورة، وهذا ما عنَّ في البال فذكرته]. انتهى كلامه - رحمه الله تعالى -.

فكانت مقالات سيد قطب - هذه - وغيرها على مدار العقود الماضية هي التي يعتدُّ بها الرويبضة، وقرينهُ الظواهري الذي يمدُّهُ في غيّّه - وقودًا للفتن وإثارة الغوغاء في المجتمعات الإسلامية ... وسلمًا لمُنازعة ولاة أمر المسلمين بالتكفير العام للمسلمين، الذي انطلقت منه "المارقة" في استباحة دماء المسلمين والمستأمنين والمعاهدين على حد سواء في تفجيراتهم المشينة باسم الخلافة !! لتغيير المجتمعات التي كفرها سيد قطب، من مجتمعات تعتني بمقاصد الشرع، إلى أجيال تنافس الخوارج الأول في كثرتها، لا؛ بل شرعيتها في المدارس والمعاهد والمساجد، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

فلا عجب أن يخرج من تلك المفارخ أفراخ يتفوَّهونَ أمام الخلق أن الشعب يجوز له تغيير الحاكم ولو كان خليفة إذا لم يحقِّق مطالبهم !!، ولو كانت في سخط الله، دون أن يشعروا أو يفقهوا أو يعقلوا !!، وذلك على مذهب الخوارج الذين غيروا عثمان وعليَّا - رضي الله عنهما - قهرًا وقتلا.

ولا عجب – أيضًا – أن يكون هذا الرُّوَيْبِضة إمَّعةً لهم، والدليل أن أحدًا مِن أولئكم الذين يُنصفونَ الناسَ في الدماء والأعراض يقف أمام المصلينَ ويدعو لابن لادن.

فأيُّ عقيدة عِندهُ بعدما ظهرت مقالات ابن لادن التكفيرية، والمعلوم أن عقيدة الخوارج تجرح في عدالةِ الشخص أكان مدرسًا أو موجهًا أو حتى أن يكون قاضيًا ينضم إلى صفوف القضاة العدول ... !!.

فالخوارج لا يُسَوَّدون على أهل السنة، لأنهم يُكَفِّرونَهُم، وَيَسْتَحِلّونَ دِماءَهم وأعْراضَهُم !.

فكيف نُسَوِّدُ على الناس مَن هذه عقيدتهم، ونُقَدِّمُهُمْ في توجيه الجُندْ فيُفتِنونَهمْ في دينهِم أو في خطب المساجد، أو في المدارس ... أو حتى على أقواس المحاكم ؟!.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #150  
قديم 07-09-2016, 08:40 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي وجوب توعيــَـــة عامـــَّـــة المسلمين بحقوق الراعي ... ! - تتمــــَّـــــة -

لماذا لا يَعْرِضْ كل داعية ومُوَجِّهٍ عقيدته فالرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - عرضَ عقيدتهُ على القبائل في الحج، حتى يعرفَ الناس إلى أيِّ معتقد ودينٍ يدعوهم إليه.

والإمام أحمد عرَضَ دعوته بين يديّ المأمون وتحتَ ظلال سيفه، وابن تيمية عرض دعوته على أهل واسط وحماة ... الخ.

والإمام ابن عبدالوهاب عرضَ عقيدته في جوابه على أهل القصيم، فلماذا لا يَعْرِضُ كل داعية عقيدتَهُ، وينسحِبْ ذلك على المدرسين والموجهين، بل حتى القضاة، وذلك في البيعة، وفي مسائل التكفير، قبلَ أن نُسَوِّدَهم، وحتى لا يتسلل من له غاية خبيثة في تبديل الدعوة أو تلفيقها بالبدع، فيَضُر صفوف العدول التي حملت الأمانة العلمية أو القضائية.

"فينبغي لكل مؤمن أن يصرِّح بعقيدته على رؤوس الأشهاد، فإن كانت صحيحة شهدوا له بها عند الله – تعالى – وإن كانت غير ذلك، بيَّنوا فسادَها ليتوبَ مِنها]. (1).

أليس هذا من الدين ؟، أليس من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نقد المخالف وتصويب المخطئين ؟!.

خصوصًا أن تحزيبَ الناس لا يتمَّ إلاّ من التعليم في مختلف "قوالبه!!"، وهذا حرام، وتعاونٌ على الإثم والعدوان.

قال ابن تيمية : [وليس للمعلمين أن يُحزِّبوا الناس ويفعلوا ما يُلقي بينهم العدواة والبغضاء، بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى كما قال الله - تعالى - : ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [سورة المائدة 2].


وليس لأحد منهم أن يأخذ على أحد عهدًا بموافقته على كل ما يريده، وموالاة من يواليه، ومعاداة من يُعاديه، بل مَن فعلَ هذا كانَ مِن جنسِ جنكيزخان وأمثاله !! الذين يجعلون من وافقهم صديقًا، ومَن خالفهم عدوًّا باغيًا، بل عليهم وعلى أتباعهم عهد الله ورسوله بأن يطيعوا الله ورسوله ويفعلوا ما أمر الله به ورسوله، ويحرّموا ما حرَّم الله ورسوله.

والواجب على جميعهم أن يكونوا يدًا واحدة مع المُحِقِّ على المُبطل، فيكون المُعظمُ عندهم مَن عظمَهُ الله ورسوله، والمقدم عندهم من قدمه الله ورسوله، والمحبوب عندهم من أحبه الله ورسوله، والمهان عندهم من أهانه الله، بحسب ما يرضى الله ورسوله، لا بحسب الأهواء، فإنه من يطع الله ورسوله فقد رشد، من يعصي الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه.

فهذا هو الاصل الذي عليه اعتماده، وحينئذ فلا حاجة إلى تفرقهم وتشيعهم، فإن الله تعالى قال : ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [سورة الأنعام 157]. ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [سورة آل عمران 105].

وإذا كان الرجل قد علمه أستاذٌ عرف قدر إحسانه إليه وشكره، ولا يشد وسطه لا لمعلمه ولا لغير معلمه، فإنَّ شدّ الوسط لشخصٍ معيَّن وانتسابه إليه – كما ورد في السؤال – من بدع الجاهلية، ومن جنس التحالف الذي كان المشركون يفعلونه، ومن جنس تفرق قيس ويمن ..." ا هـ.

ومن المقرر في فقه أهل الرشاد أنه مِن المستحبّ – إن لم يكن مِن المتعيّن لضرورة "واقع !!" – القنوت على الخوارج في المساجد، فلماذا لا يقنَت على الرويبضة، وعلى أشياعه، وكل مَن كتم الحقَّ وضلل الناس في هذه المحنة ؟!، وذلك رفعًا للغمــَّــة وبيانًا لعامـــَّـــة المسلمين، ونصحًا لهم؛ ويكشف عن كل غموض .. !

فكيف يستبيح الدماء المحرمة ؟ ويروّع الآمنين في بلاد المسلمين، ولا يقنت عليه عند قوم يعقلون ويفقهون ؟!، كما قنت علي – رضي الله عنه على الخوارج، حتى يعرف الناس سبيل الهدى وسبل الضلالة !! ﴿لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ [سورة الأنفال 42}. انتهى.
(2)
________
(1) "ما لا بُدَّ مِنه" لأبي بكر خوقير – رحمه الله تعالى -.
(2) المرجع : كتاب "الدامِغة لمقالات المارقة دعاة التكفير والتفجير" (ص87 - 94 ). بقلم : موسى بن عبدالله آل عبد العزيز. جزاه الله خيرا.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:36 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.