أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
91350 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الفقه وأصوله - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #91  
قديم 04-28-2012, 12:18 AM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام البراء مشاهدة المشاركة
ألا توافقينني بأن المسألة تتطلب منا مزيد بحث في النصوص والأدلة وآثار السلف؟ أم أن المسألة واضحة جلية، الحق فيها بيًن والنصوص والآثار متكاثرة على أن النمص هو نتف شعر الجسم -إلا الإبط والعانة- ؟
ألا توافقينني بأن الموضوع يتطلب منكِ (قراءته من بدايته)لتدركي أنه مبني على النصوص والأدلة وآثار السلف وقد ذكرنا النصوص من ( مجموع الأدلة التي ذكرها العلماء )لنبين أن النمص عام للجسم كله إلا ما استثناه الشارع ,ولعلّني أفيدكِ بما يلي:
**) عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

" لعن الله الواشمات والمستوشمات [والواصلات] والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله ".
--وقد قرّر العلماء بأن مَرَدَّ معرفةِ (ما النمص) إلى الفهم والمعنى اللغوي للكلمة ..(فبحثنا في كتب وقواميس العربية )فوجدنا أنّ ((الأكثرية ))على أنّ النمص عام.
-فلايجوز للمرأة فضلا عن الرجل أن ينتف شيئا من شعر بدنه إلا فيما جاء به الإذن لعموم النص مع العلة المقرونة به.

--وفي آخر الحديث بيان العلة بقوله عليه السلام :"المغيرات لخلق الله للحسن ".
فهذا دليل على أنّ سبب اللعن ليس هو الكثرة أو القلة ,وإنما هو تغيير خلق الله لأجل الحسن.
" يُفهم منه أن المذمومة من فعلت ذلك لأجل الحسن، فلو احتاجت إلى ذلك لمداواة مثلا جاز. قوله : " المغيرات خلق الله " هي صفة لازمة لمن يصنع الوشم والنمص والفلج، وكذا الوصل على إحدى الروايات ". وقال العيني في " عمدة القارىء " (22 / 63) : " قوله: " المغيرات خلق الله تعالى " كالتعليل لوجوب اللعن .
--(ووجدنا من البحث) أنّ هذه الجملة الأخيرة نستفيد منها فائدتين هامتين:
الأولى: أن التغيير الذي يلعن به صاحبه إنما هو التغيير للحسن فإذا كان تغييرا لدفع ضرر مثلا فلا شيء في ذلك
الثانية:أن قوله عليه السلام: "المغيرات لخلق الله "يشمل أي تغيير كان ,لأن العلة عامة تشمل كل تغيير.

--وهذا ما توعد به إبليس بني آدم منذ البداية ,قال الله عز وجل حاكيا عن إبليس لعنه الله قوله: {ولآمرنَّهم فليغيرنَّ خلق الله} [النساء:119]
إذا: هذا نص صريح في أن تغيير خلق الله عز وجل بدون إذن من الشرع إطاعة لأمر الشيطان ..
وقولنا: بغير إذن من الشرع، هذا قيد نضعه حتى لا يعترض معترض ويقول: إن هناك تغييرا في خلق الله أمرنا به الشرع وأوجبه أو استحبه لنا، من ذلك مثلا: نتف الإبط، وحلق العانة، والختان، وتقليم الأظفار، كل هذا تغيير لخلق الله، لكنه تغيير بأمر من الشارع؛ لأنه من خصال الفطرة, فالتغيير الذي تعبدنا الله عز وجل به ليس من التغيير المذموم.
أيضا يقول الله تبارك وتعالى: {وصوركم فأحسن صوركم} [غافر:64] إشارة إلى الأمر بتحسين الهيئة والتنظيم ,كأنه قال: قد فطركم الله في أحسن صورة وأكمل هيئة فلا تضيعوها بما يقبحها ويشوهها، بل حافظوا على هذه الصورة ولا تغيروها عما جبلكم الله عليه، وحافظوا على ما يستمر به حسن هذه الصورة ولا تطيعوا الشيطان في أمره إياكم بتغيير خلق الله، وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قال: (لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله) متفق عليه، فذكر علة اللعن المستدل به على الحرمة في قوله: (المغيرات خلق الله عز وجل)...

قال القرطبي : [وهو يتكلم عن النمص والوشم والوصل] وذلك كله حرام شديد التحريم قال ابن العربي : بإجماع الأمة وذلك لأن الله خلق الصور فأحسنها ثم فاوت في الجمال بينهما مراتب فمن أراد أن يغير خلق الله فيها ويبطل حكمته فيها فهو جدير بالإبعاد والطرد لأنه أتى ممنوعا لكونه أذن في السواك والاكتحال وهو تغيير لكنه مأذون فيه ..
قال الشيخ العثيمين رحمه الله : ((من المعلوم أن مضادة المخلوق للخالق أمر لا ينبغي ، ولا يجوز للمرء أن يضاد الله تعالى في خلقته ، كما لا يجوز له أن يضاد الله في شرعه ، ...
-قال تعالى :{صنع الله الذي أتقن كل شيء} وقال تعالى : {هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه }. {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} { الذي خلقك فسواك فعدلك } وقال عز وجل: {وصوركم فأحسن صوركم} وقال سبحانه وتعالى: {في أي صورة ما شاء ركبك}

..فكل هذا من خلق الله وكل خلق الله حسن.

**) قال النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل الذي كان يستحي أن تظهر رجلاه وبهما حنف
فقد جاء عن الشريد رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم تبع رجلاً من ثقيف حتى هرول في أثره، حتى أخذ بثوبه فقال: ارفع إزارك قال: فكشف الرجل عن ركبتيه، فقال: يا رسول الله إني أحنف وتصطك ركبتاي) يعني: فيه نوع من الحنف أو الميل في ساقيه، فهو يستحي أن يراه الناس على هذا المظهر.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل خلق الله عز وجل حسن) فما رؤي ذلك الرجل بعد إلا إزاره يصيب أنصاف ساقيه
** )عن قبيصة بن جابر قال: " كنا نشارك المرأة في السورة من القرآن نتعلمها، فانطلقت مع عجوز من بني أسد إلى ابن مسعود في بيته في ثلاث نفر، فرأى جبينها يبرق! فقال: أتحلقينه؟ فغضبت، وقالت: التي تحلق جبينها امرأتك. قال:فادخلي عليها، فإن كانت تفعله فهي مني بريئة، فانطلقت، ثم جاءت فقالت: لاوالله ما رأيتها تفعله، فقال عبد الله بن مسعود: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لعن الله الواشمات والمستوشمات[والواصلات]والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله ".
**) أورد ابن بطال في شرح البخاري عن معاذة « أنها سالت عائشة عن المرأة تقشر وجهها؟ فقالت:إن كنت شتهين أن تتزينى فلا يحل، وإن كانت امرأة بوجهها كلف شديد فما - كأنها كرهته ولم تصرح » فهذه الرواية بالنهى عن قشر المرأة وجهها للزينة وذلك نظير إحفائها جبينها للزينة))
**) روى الطبري في تفسيره عن أبي هلال الراسبي قال: سأل رجل الحسنَ: ما تقول في امرأة قَشَرت وجهها؟
قال: ما لها، لعنها الله! غَيَّرت خلقَ الله! (دواء قديم بالغمرة يقشر أعلى البشرة)

**)((أمّا ذكرتخصيص النمص بالحاجب والتفلج بالأسنان [والوشم باليد ]فهذا ليس من باب التخصيص وإنما من باب ذكر أفراد من النص العام ,فعموم النص يؤخذ من العلة "المغيرات لخلق الله للحسن"

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام البراء مشاهدة المشاركة

لا يكفي أن نجمع الفتاوى فحسب -في حال الاختلاف-، بل علام استند العالم في فتواه... ما أتمناه هو أن نبحث بجد دون تعصب لرأي عالم من علمائنا الكرام..

التعصب لعالم ما أو تقليده في فتاويه يكون بـ(العمل بالرأي لا بالرواية ) منه.
وأحسب أننا لم نقصر في ذكر الأدلة (من أقوال العلماء ), وبنينا الموضوع على ما ذكروه من أدلة وحجج وبراهين..
ورد في تفسير المنار:
((إتباع الغير في الدين إذا علم بدليل ما أنه محق كالأنبياء والمجتهدين في الأحكام فهو في الحقيقة ليس بتقليد بل اتباع لما أنزل الله ا هـ . ونقله عنه الألوسي بغير عزو ووصله بآية (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) (16 : 43) وفيه : أن ... المجتهد لا يمكن العلم بأنه محق إلا بالوقوف على دليله وفهمه))
وقال :((فإن هو اتبعه في طريقة الاستدلال حتى وصل إلى ما وصل على بصيرة فإن الآية لا تنعي عليه هذا ، إذ هو استفادة للعلم محمودة لا تقليد في المعلوم أو المظنون لغيره .))إهـ

فالقول لا يصح لفضل قائله ، وإنما يصح بدلالة الدليل عليه .

فكان مبدؤنا في هذا الموضوع هو ((السؤال عن حكم الله في المسألة لا عن آراء الرجال.. بل هو من باب طلب حكم الله في المسألة والسؤال عن الحجة الشرعية.. ولم نؤمر برد شرائع الله سبحانه إلى آراء الرجال ، بل أمرنا بما قاله سبحانه : (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) (4 : 59) أي كتاب الله وسنة رسوله . وقد كان صلى الله عليه وسلم يأمر من يرسله من أصحابه بالحكم بكتاب الله ، فإن لم يجد فبسنة رسول الله ..))تفسير المنار


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام البراء مشاهدة المشاركة
ما أتمناه هو أن نبحث بجد دون تعصب لرأي عالم من علمائنا الكرام..
فـــــــــــائدة:

لا يكاد ينفصل لفظ (التعصب) عن لفظ الهوى ,كقولهم : خطر الهوى والتعصب ..وآفة الهوى والتعصب.
ثمّ إنّ التعصب ينتج من اتباع الهوى...وما اعتقادنا لحرمة النمص في سائر الجسد بمتعلقة باتباعنا لأهواء نفوسنا ...بل العكس هو الصحيح .
((إذا كان [قد] اطلع على فتاويهم قبل ذلك، وأراد أن يأخذ بأحدها؛ فقد تقدم قبل هذا أنه لا يصح له إلا الترجيح؛ لأن من مقصود الشريعة إخراج المكلف عن داعية هواه، حتى يكون عبدًا لله، وتخييره يفتح له باب اتباع الهوى؛ فلا سبيل إليه البتة)) "الموافقات".
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #92  
قديم 04-29-2012, 05:52 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم سلمة السلفية مشاهدة المشاركة
((إذا كان [قد] اطلع على فتاويهم قبل ذلك، وأراد أن يأخذ بأحدها؛ فقد تقدم قبل هذا أنه لا يصح له إلا الترجيح؛ لأن من مقصود الشريعة إخراج المكلف عن داعية هواه، حتى يكون عبدًا لله، وتخييره يفتح له باب اتباع الهوى؛ فلا سبيل إليه البتة)) "الموافقات".


استدل ثم اعتقد

وفساد قاعدة : "اعتقد ثم استدل "

قال الشيخ العثيمين رحمه الله: ((فيجب على طالب العلم الذي يريد أن يكون نافعا لنفسه، ولأمته أن يحقق هذه المسألة تحقيقا بينا، ويقرأ كلام أهل العلم فيها،وألا يكون عنده اتجاه إلى قول معين من الأقوال، بل إذا راجع خلاف أهل العلم يكون متجردا، ويقف بين أقوال أهل العلم موقف الحكم، الذي لا يفضل أحدا على أحد؛ لأننا رأينا مشكلة فيمن اعتقد ثم استدل بناء على اعتقاده،فتجده يميل إلى ما يعتقد، ثم يتحمل في إثبات ما يريد أن يثبته، ويتعسف في رد ما يريد أن يرده، وهذه مشكلة وقل من يسلم منها إلا من شاء الله، حتى إن شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ ذكر عن البيهقي الإمام الحافظ المعروف في الحديث، أنه في الأدلة التي يستدل بها يحابي نفسه، وفي أدلة خصومه ما يأتي بها، وإن أتى بها أتى بها على وجه ضعيف، لكنه أحسن من الطحاوي في «شرح معاني الآثار». "الشرح الممتع على زاد المستقنع" للعثيمين.

(( فعلى الإنسان أن يجعل المصادر نصب عينيه، نصوص الوحيين هما الحجة الملزمة، نعم على طالب العلم المبتدئ أن يتفقه على كتاب معتمد عند أهل العلم، ولو كان مجرداً من الدليل في بداية الأمر، ثم بعد ذلك إذا تصور هذه المسائل وفهمها استدل لها، ونظر في أقوال المخالفين واستدل لهم، وعمل بالقول الراجح..)). "شرح بلوغ المرام" لعبد الكريم الخضير .
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #93  
قديم 04-30-2012, 12:35 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

قال -تعالى-: {يا أيُّها الذين آمَنوا لا تُقدِّمُوا بين يديِ اللهِ ورسولِه واتَّقُوا الله (إنَّ اللهَ سميعٌ عليمٌ)}.
ومن أحسن ما قيل -شعرًا-:
العلمُ: (قال اللهُ) (قال رسولُه) ... (قال الصحابةُ) ، ليس بالتمويـهِ
ما العلم نصبَك للخلافِ سفاهةً ... بين (الرسولِ) وبين (رأي فقيهِ)!!
و:
العلمُ: (قال اللهُ) (قال رسولُه) ... (قال الصحابةُ) هم أولو العرفانِ
ما العلم نصبَك للخلافِ سفاهةً ... بين (الرسولِ) وبين (رأي فُلان)!!

فـ:
أحسنتِ -يا أم سلمة-!
رد مع اقتباس
  #94  
قديم 04-30-2012, 02:33 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

اقتباس:
قال الشيخ علي الحلبي :....
النَّمص -في اللُّغة-: هو مُطلَق الإزالة، مِن غير أن نقول: وجه، أو حاجب، أو يد، أو رِجل.. أو ما أشبه ذلك.
... ترجيحي هو ترجيح شيخِنا وأستاذِنا

اقتباس:
وقد قال الشيخ محمد فركوس:.. والنمص في اللغة نتف الشعر لذلك لا يختص بالحاجب ولا بالوجه، بل هو شامل بإطلاق الحديث إلى أي مكان يقع في الجسد


اقتباس:
قال الشيخ عبد الله الفوزان:تخصيص النمص بحف الحاجب - وإن قال به بعض علماء اللغة والشرع - لكن الأكثرين على خلافه حيث جعلوا النمص عاماً.
(( وإنِّي لأُكثِرُ التعجُّبَ من جماعةٍ من أكابرِ العلماء المتأخِّرين، الموجودين في القرن الرَّابع ومن بعده؛ كيف يقِفون على تقليد عالِمٍ من العلماء ويُقدِّمونه على كتاب الله وسُنَّة رسوله!! مع كونهم قد عرفوا مِن عِلم اللسان ما يكفي في فهمِ الكتابِ والسُّنَّة بعضُه.
فإنَّ الرجلَ إذا عرفَ مِن لغةِ العرب ما يكون به فاهمًا لما يسمعُه منها؛ صار كأحدِ الصحابةِ الذين كانُوا في زمنِه -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-.
ومَن صار كذلك؛ وجبَ عليه التمسُّك بما جاء به رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، وتركُ التعويل على محض الآراء.
فكيف بمَن وقف على دقائق اللغةِ إفرادًا وتركيبًا، وإعرابًا وبناءً، وصار في الدَّقائق النحويَّة والصَّرفيَّة والأسرار البيانيَّة والحقائق الأصوليَّة بِمقامٍ لا يخفى عليه مِن لسان العرب خافيةٌ، ولا يشذُّ منها شاذَّة ولا فاذَّة، وصار عارفًا بما صحَّ عن علماء الصَّحابةِ والتَّابعين ومَن بعدهم إلى زمنه، وأتعبَ نفسَه في سماعِ دواوين السُّنَّة التي صنَّفَتها أئمةُ هذا الشأن في قديم الأزمان وفيما بعده، فمَن كان بهذه المثابةِ كيف يسوغُ له أن يَعدِل عن آيةٍ صريحةٍ، أو حديثٍ صحيح إلى رأيٍ رآهُ أحدُ المجتهِدين؟!! حتى كأنَّه أحدُ العوام الأعتامِ الذين لا يعرِفون مِن رُسومِ الشريعةِ رسمًا!!
فيا للهِ العجب إذا كانت نهايةُ العالِم كبدايتِه، وآخرُ أمرِه كأوَّله!
فقُل لي: أيُّ فائدةٍ لِتَضييع الأوقاتِ في المعارِف العلميَّة؟!
فإنَّ قولَ إمامِه الذي يُقلِّدُه هو كان يفهمُه قبل أن يشتغلَ بشيء من العلوم سواه، كما نشاهدُه في المقتصِرين على علم الفقه؛ فإنهم يفهمونه؛ بل يصيرون فيه مِن التحقيق إلى غاية لا يخفى عليهم منه شيء، ويُدرِّسون فيه، ويُفتون به، وهم لا يَعرِفون سواه! بل لا يُميِّزون بين الفاعل والمفعول!!
والذي أدينُ اللهَ به:
أنه لا رُخصةَ لمَن علِم من لغة العربِ ما يفهمُ به كتابَ الله -بعد أن يُقيمَ لسانَه بشيءٍ من علم النحوِ والصَّرف، وشطرٍ من مُهمَّات كليَّات أُصولِ الفقه- في ترك العملِ بما يفهمُه مِن آياتِ الكتاب العزيز، ثم إذا انضمَّ إلى ذلك الاطِّلاعُ على كتب السُّنَّة المطهَّرةِ التي جمعَها الأئمَّةُ المُعتَبرون، وعمل بها المتقدِّمون والمتأخِّرون؛ كـ"الصحيحَين"، وما يلتحق بهما مما التزمَ فيه مُصنِّفوهُ الصِّحَّة، أو جمعوا فيه بين الصَّحيح وغيره، مع البيان لما هو صحيح، ولِما هو حسَن، ولما هو ضعيف؛ وجبَ العملُ بما كان كذلك من السُّنة، ولا يحلُّ التمسُّك بما يخالفُه من الرأيِ -سواءٌ كان قائله واحدًا، أو جماعة، أو (الجمهور)!-.
فلم يأتِ في هذه الشريعةِ ما يدلُّ على وُجوبِ التمسُّك بالآراء المُتجرِّدةِ عن معارضة الكتاب أو السُّنة؛ فكيف بما كان منها كذلك؟!
بل الذي جاءنا في كتاب الله على لسانِ رسول الله -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم-: {وما آتاكُمُ الرَّسولُ فخُذوهُ وما نهاكُم عنهُ فانتَهُوا} [الحشر: 7]، و{لقدْ كانَ لكُمْ في رسولِ اللهِ أُسوةٌ حسَنةٌ} [الأحزاب: 21] إلى غير ذلك.
وصحَّ عن رسولِ الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- أنَّه قال: "كلُّ أمرٍ ليس عليه أمرُنا؛ فهو ردٌّ"....)).

"البدر الساطع" للإمام الشوكاني -رحمهُ الله-، بواسطة "عودة إلى السُّنة" (37-46) لشيخنا علي الحلبي -حفظه الله-.
رد مع اقتباس
  #95  
قديم 04-30-2012, 06:52 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي

اقتباس:
(( وإنِّي لأُكثِرُ التعجُّبَ من جماعةٍ من أكابرِ العلماء المتأخِّرين، الموجودين في القرن الرَّابع ومن بعده؛ كيف يقِفون على تقليد عالِمٍ من العلماء ويُقدِّمونه على كتاب الله وسُنَّة رسوله!! مع كونهم قد عرفوا مِن عِلم اللسان ما يكفي في فهمِ الكتابِ والسُّنَّة بعضُه.
فإنَّ الرجلَ إذا عرفَ مِن لغةِ العرب ما يكون به فاهمًا لما يسمعُه منها؛ صار كأحدِ الصحابةِ الذين كانُوا في زمنِه -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-.
ومَن صار كذلك؛ وجبَ عليه التمسُّك بما جاء به رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، وتركُ التعويل على محض الآراء."البدر الساطع" للإمام الشوكاني .
وقد قال كذلك (أي الشوكاني ) : (( لغة العرب التي يجب حمل [كلام] الشارع عليها إن لم يوجد له اصطلاح شرعي يوجب الانتقال من المعنى اللغوي. وقد تقرر أن علم الفقه يمتد من اللغة العربية...)) "الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني".

((...وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} أي صيرناه بلغة العرب لتعقلوه وتفهموا معناه وقال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ علَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} وقال عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} فإذا أطلق الله تعالى شيئاً في كتابه ولم يكن له معنى شرعي يرجع إليه؛ فإنه يجب أن يحمل على ما تقضيه اللغة العربية)) "فتاوى نور على الدرب" [ابن باز].

((وإذا عرفت ما هو الظاهر من معنى هذه الآية على مقتضى لغة العرب التى أمرنا بأن نفسر كتاب الله وسنة رسوله بها؛ فإياك أن تغتر بشيء من التفاصيل المروية والمذاهب المحكية إلا أن يأتيك الدليل الموجب لتخصيص هذا العموم أو تقييد هذا المعنى المفهوم من لغة العرب فأنت وذاك اعمل به وضعه فى موضعه ..)) "فتح القدير" (تفسير سورة المائدة).
فـ (( الحقيقة الشرعية مبنية وليست مباينةً للمعنى اللغوي ينبني على هذا أنه لا يمكن أن تفهم الحقائق الشرعية إلا إذا فهمت الحقائق اللغوية وهذا سر ربط الشريعة باللغة العربية ...
نحن نقول الآن هذه المسائل لغوية العموم مستفادة من لغة العرب ودائمًا إذا عرف الأمر مستفاد من أي شيء هل هو من اللغة أو من الشرع؟ هذه ينتبه لها طالب العلم لأنها تأتي مسائل يرجحها هذا الأصل فإذا قيل إن العموم مستفادٌ من اللفظ وقد دلت اللغة على هذا, إن ثبت شرعًا مغايرة بين العموم الشرعي مع العموم اللغوي؟ حينئذٍ نقول: هات الدليل إن أثبت فعلى العين والرأس وإلا يبقى الأصل أن الاستفادة استفادة العموم تكون من اللفظ لغةً....)) "شرح نظم الورقات" للحازمي.

((... فإذا أقدم على تفسير الحديث من غير أن يقف فيه على ما يدل على تفسيره سواء كان من النصوص، أو من لغة العرب؛ لا شك أنه جاء التحذير منه؛ وهذا قول على رسول الله بغير علم، كان سلف هذه الأمة يتوقون الكلام في الغريب؛ ولما سئل الأصمعي عن الصقب في حديث الجار أحق بصقبه؛ قال: أنا لا أفسر حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وإنما العرب تزعم أن الصقب هو اللزيق؛ العرب تزعم أن الصقب هو اللزيق..)) (شرح عبد الكريم الخضير للموطأ).
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #96  
قديم 05-03-2012, 07:19 PM
ام البراء ام البراء غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 952
افتراضي

بحث:النمص في كتب اللغة العربية

تاج العروس من جواهر القاموس-الزبيدي
النمص : نتف الشعر كما في الصحاح ،وقد نمصه ينمصه نمصا : نتفه .
في الحديث : " لعنت النامصة والمتنمصة "وهي-أي النامصة-:مزينة النساء بالنمص. قاله الجوهري .
وقال الفراء : هي التي تنتف الشعر من الوجه .
والمتنمصة، قال ابن الأثير : وبعضهم يرويه المنتمصة بتقديم النون على التاء: وهي المزينة به، وقيل : هي التي تفعل ذلك بنفسها.
والنمص محركة : رقة الشعر ودقته حتى تراه كالزغب،قاله الفراء .
ورجل أنمص الرأس وأنمص الحاجب وربما كان أنمص الحاجب وربما كان أنمص الجبين إذا رق مؤخرهما كما في الأساس . وامرأة نمصاء .
....
ونمص الشعر تنميصا وتنماصا " بالفتح : " نمصه " شدد للكثرة كما قاله الجوهري وأنشد قول الراجز :
يا ليتها قد لبست وصواصا
ونمصت حاجبها تنماصا
حتى يجيئوا عصبا حراصا
ومما يستدرك عليه : تنمصت المرأة : أخذت شعر جبينها بخيط لتنتفه ذكره الجوهري وعجيب من المصنف إغفاله . والمنمص والمنماص : المنقاش نقله الجوهري وأغفله المصنف قصورا . وقال ابن الأعرابي : المنماص : المظفار والمنتاش والمنقاش والمنتاخ . قال ابن بري : والنمص : المنقاش أيضا .
وقيل : امرأة نمصاء : تأمر نامصة فتنمص شعر وجهها نمصا أي تأخذه عنه بخيط .


لسان العرب-ابن منظور
(نمص‏:‏ النَّمَصُ‏:‏ قِصَرُ الرِّيشِ‏.‏ والنَّمَص‏:‏ رقَّة الشعرودِقَّتُه حتى تراه كالزَّغَبِ، رجل أَنْمَصُ ورجل أَنْمَصُ الحاجب وربما كان أَنْمَصَ الجَبِين‏.‏
والنَّمْصُ‏:‏ نَتْفُ الشعر‏.‏ ونَمَصَ شعرَه يَنْمِصُه نَمْصاً‏:‏ نَتَفَه...
وتَنَمَّصت المرأَة‏:‏ أَخذت شعر جَبِينِها بخيط لتنتفه‏.‏ ونَمَّصَت أَيضاً‏:‏ شدد للتكثير؛ قال الراجز‏:‏
يا لَيْتَها قد لَبِسَتْ وَصْواصا .. ونمَّصَتْ حاجِبَها تَنماصا.. حتى يَجِيئوا عُصَباً حِراصا
والنامِصةُ‏:‏ المرأَة التي تُزَيِّنُ النساء بالنَّمْص‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لُعِنَت النامصةُ والمُتَنَمّصة؛ قال الفراء‏:‏ النامِصةُ التي تنتف الشعر من الوجه، ومنه قيل للمِنْقاشِ مِنْماص لأَنه ينتفه به، والمُتَنَمِّصةُ‏:‏ هي التي تفعل ذلك بنفسها؛ قال ابن الأَثير‏:‏ وبعضهم يرويه المُنْتَمِصة، بتقديم النون على التاء‏.‏ وامرأَة نَمْصاء تَنْتَمِصُ أَي تأْمرُ نامِصةً
فتَنْمِص شعرَ وجهها نَمْصاً أَي تأْخذه عنه بخيط‏.‏..

تهذيب اللغة-الأزهري
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن النامصة والمتنمصة.
قال أبو زيد: قال الفراء: النامصة: التي تنتف الشعر من الوجه، ومنه قيل للمنقاش منماص، لأنه ينتف به والمتنمصة هي التي يفعل ذلك بها...وقال الليث: النمص: دقة الشعر ورقته حتى تراه كالزغب. ورجل أنمص الرأس أنمص الحاجب، وربما كان أنمص الجبين. وامرأة نمصاء تتنمص: أي تأمر نامصة فتنمص شعر وجهها نمصا، أي تأخذه عنها بخيط والمنص ...
[وفي باب ثطط] قال: ورجل ثط الحاجبين، وامرأة ثطة الحاجبين؛ لا يستغنى فيه عن ذكر الحاجبين، وكذلك رجل أطرط الحاجبين، ورجل أمرط وامرأة مرطاء الحاجبين، لا يستغنى عن ذكر الحاجبين.
ورجل أنمص: وهو الذي ليس له حاجبان، وامرأة نمصاء، يستغنى في الأنمص والنمصاء عن ذكر الحاجبين.

القاموس المحيط – الفيروزآبادي
النمص : نتف الشعر . و لعنت النامصة وهي مزينة النساء بالنمص و المتنمصة وهي المزينة به . والنمص محركة : رقة الشعر ودقته حتى تراه كالزغب والقصار من الريش ونبات يعمل منه الأطباق والغلف ووهم الجوهري فكسره .

كتاب العين - الفراهيدي
النمص : رقة الشعر حتى تراه كالزغب
ورجل أنمص الرأس أنمص الحاجبين وربما كان أنمص الجبين
وامرأة نمصاء وهي تتنمص : أي تأمر نامصة فتنمص شعر وجهها نمصا أي تأخذه عنها بخيط فتنتفه.

المخصص-ابن سيده
والنمص رقة الشعر حتى تراه كالزغب رجل أنمص وامرأة نمصاء وقد نمصت شعره أنمصه نمصا نتفته ،وتنمصت المرأة، أخذت شعر جبينها لتنتفه والمنماص المنقاش.

المحيط في اللغة-الصاحب بن عباد
النمص: رقة الشعر حتى تراه كالزغب، ورجل أنمص وامرأة نمصاء. والنامصة: التي تنمص شعر وجهها تنتفه، وفي الحديث: " لعن الله النامصة والمتنمصة " . والمنماص: المنقاش.

غريب الحديث للحربي
باب نمص
سمعت ابن الأعرابى يقول : النامصة : الناتفة . والمتنمصة المفعول ذاك بها برضاها . والمنماص : المنقاش ،الذى ليس له حاجبان . وامرأة نمصاء ...ورجل أمرط الحاجبين وامرأة مرطاء الحاجبين لا يستغنى عن ذكر الحاجبين.


الصحاح في اللغة
النمص: نتف الشعر. وقد تنمصت المرأة ونمصت أيضا، شدد للتكثير. والنامصة: المرأة التي تزين النساء بالنمص


أساس البلاغة
في وجهها نمص: شبه الزغب. ونمصته الماشطة بالمنماص: نتفته. " ولعنت النامصة والمتنمصة " . وهو أنمص الحاجبين إذا رق مؤخرهما.


المغرب في ترتيب المعرب – المطرزي

( نمص ) : " لعن الله ( النامصة ) و ( المتنمصة ) والواشرة والمؤتشرة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة " : ( النمص ) : نتف الشعر ومنه ( المنماص ) : المنقاش.

الفائق في غريب الحديث-محمود بن عمر الزمخشري
"لعن الله النامصة والمتنمصة والواشرة والموتشرة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة "النمص : نتف الشعر والمنماص : المنقاش.

جمهرة اللغة-ابن دريد
والنمص: النتف؛ والمنماص: المنتاف؛ وشعر نميص: منتوف، وفي الحديث: " النامصة والمتنمصة " .

كتاب الأفعال - ابن القطاع
( نمص ) الشعر نمصا نتفه وكره للنساء والراعية النبات أمكنها أن ترعاه و ( نمص ) الشعر نمصا رق كأنه زغب.

مقاييس اللغة- أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا
(نمص) النون والميم والصاد أصيل يدل على رقة شعر أو نتف له. فالنمص: رقة الشعر. والمنماص: المنقاش. وشعر نميص، ونبت نميص: نتفته الماشية بأفواهها.


النهاية في غريب الحديث والأثر-أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري
{ نمص } ( ه ) فيه [ أنه لعن النامصة والمتنمصة ] النامصة : التي تنتف الشعر من وجهها . والمتنمصة : التي تأمر من يفعل بها ذلك
وبعضهم يرويه [ المنتمصة ] بتقديم النون على التاء ومنه قيل للمنقاش : منماص

العباب الزاخر-الصاغاني
والأنمص الذي ليس له حاجبان، يستغنى في الأنمص عن ذكر الحاجبين.

غريب الحديث لابن سلام
وقال [ أبو عبيد ]: في حديثه عليه السلام أنه لعن النامصة والمتنمصة والواشرة والمؤتشرة والواصلة والمستوصلة والواشمةوالمستوشمة.
قال الفراء: النامصة التي تنتف الشعر من الوجه، ومنه قيل للمنقاش: المنماص، لأنه ينتف به والمتنمصة التي تفعل ذلك بها.
قال امرؤ القيس يصف نباتا قد رعته الماشية فأكلته ثم نبت منه بقدر ما يمكن أخذه فقال: [ الطويل ] تجبر بعد الأكل فهو نميص يقول: هو بقدر ما ينمص وهو أن ينتف منه ويجز.

غريب الحديث لابن الجوزي

لعن النامصة وهي التي تنتف الشعر من الوجه ومنه قيل للمنقاش منماص والمنتمصة التي يفعل بها ذلك وبعض رواة الحديث يقول المتنمصة بتقديم التاء والذي ضبطناه عن أشياخنا في كتاب ابي عبيد المتنمصة بتقديم التاء .

المحاسن والمساوئ- إبراهيم البيهقي
وقال، صلى الله عليه وسلم: لعن الله النامصة والمتنمصة والواشرة والموتشرة والواصلة والموتصلة والواشمة والموتشمة، فالنامصة التي تنتف الشعر من الوجه، ومنه قيل للمنقاش المنماص، والمتنمصة التي تفعل بها ذلك.

البصائر والذخائر-أبو حيان التوحيدي
فإذا لم يكن على حاجبيه شعر فهو أمرط وأنمص.
_____________________________
إذن كتب اللغة لم تُجمع على أن النمص هو مجرد النتف، بل قد جاء في كثير منها مصرحا به على أن النمص هو نتف الوجه أو الحاجب.
ففي"تاج العروس " النمص : نتف الشعر، ثم ذكر: تنمصت المرأة : أخذت شعر جبينها بخيط لتنتفه .

وفي" لسان العرب"والنَّمْصُ‏:‏ نَتْفُ الشعر‏ ثم ذكر:وتَنَمَّصت المرأَة‏:‏ أَخذت شعر جَبِينِها بخيط لتنتفه‏.

[هذه من عندي] لم نسمع أحدا يقول "نمص الإبط" مع أننا نجد كثيرا"نتف الإبط"..وكأن هذا يُشعر بأن أصل معنى نمص هو نتف لكن إطلاق لفظ نمص خاص بما يُتخذ للتزين به لا مجرد النتف لذلك يُقال: أنمص الجبين وأنمص الحاجب-كما جاء في القواميس أعلاه- ويُقال للنامصة:مزينة النساء بالنمص.

فتأملي أخيتي حفظك الله.

ملاحظة:هذا البحث أعددته من المكتبة الشاملة.
__________________
زوجة أبي الحارث باسم خلف
رد مع اقتباس
  #97  
قديم 05-04-2012, 11:27 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

عودًا حميدًا -يا أم البراء-!
في الحقيقة لم أُرِد التقدم بين يدي أختي أم سلمة في موضوعها، وإني أراها كفت ووفت في المسألة بحثًا وطرحًا وردًّا، وأتت على جميع جوانبها -جزاها الله خيرا ونفع بها-.
وللعلم فبحثُها ليس وليد يوم وليلة، بل كتبته بالجهد والتعب، والبحث في الكتب، وقد أتى عليه سنوات وحقب!
ولكني أسألك -أختنا الكريمة- سؤالا واحدًا أرجو أن تشفي عليلنا، وتروي غليلنا بالجواب عليه، وهو:
هبي أن أهل اللغة اختلفوا في المقصود من النمص -بين مطلق ومقيد-؛ أين تضعين قصد النبي -صلى الله عليه وسلم- بـ "النامصات"؟ في المقيَّد أم المُطلق من معنى النمص؟!
وأظنك تختارين التقييد في الحاجبين، أو ربما (الوجه).
حينئذٍ: ما دليلُك على التخصيص والتقييد؟ وما الذي جعلك ترجحينه؟
أما نحن؛ فإن رجحنا الإطلاق لمعناه والشمولية لجميع البدن؛ فهو من باب: الجمع بين الأقوال، وحمل بعضها على بعض، وعدم طرح شيء منها؛ بل الجمع هو الأولى، فيكون ما ورد من التخصيص من باب التمثيل لا إلا، وهذا فيما نعلم هو الحق.
خاصة وأنه ليس فيما نُقل من أقوال أهل اللغة من يقول: (النمص هو نتف الحاجبين أو الوجه فقط لا غير)!
أما أنت -أختنا الكريمة-وفقك الله-: فما دليلك على ترجيح ما اخترتِه من أقوالهم؟
رد مع اقتباس
  #98  
قديم 05-04-2012, 03:18 PM
أم عبد الجليل أم عبد الجليل غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 16
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعدما تابعت مشاركات بعض الأخوات في هذا الموضوع تذكرت كلاماً جميلاً للشيخ أبو اسحاق الحويني حول منزلة السنّة عند الصحابة وكيف كانوا يطيعون النبي عليه الصلاة والسلام ( وأنا هنا لا أتهم أحداً بشيئ ولكنه من باب التحريض على الطاعة الحقيقية ) .

قال الشيخ أبو اسحاق : كان الصحابة اذا جاءهم أمرٌ من النبي عليه الصلاة والسلام أو نهي كانوا يسارعون لتطبيق ما أمرهم به النبي علي الصلاة والسلام وترك ما نهاهم عنه صلى الله عليه وسلم , ولم يكن أحدهم يتوقف ويقول : هل هذا الأمر للوجوب أم للإستحباب أم هو مباح ؟

بل كانوا يقولون : سمعنا وأطعنا .

وكذا نقول عندما يأتينا أمرٌ عام لادليل راجح على تخصيصه نقول : سمعنا وأطعنا .

وما الأسلمُ لنا يوم القيامة أخواتي الفضليات ؟

أنقدمُ وقد أخذنا ب ( رأي ) وصرفنا به واضح الأمر ؟

أم نقدم وقد أخذنا بالعام الواضح الصريح الذي لنا به ( سلف ) من فقهائنا المتقدمين ؟

في ما يخصني فأنا أرى بأن التخصيص هنا قد جانب الصواب لأن أهل اللغة عرّفوا النمص بأنه : نتف الشعر, وهم فقهاء هذا الأمر .

أن آتي يوم القيامة وقد أخذت بالأسلم والأحوط وفي يدي دليلٌ وفتوى من فقهاء اللغة و( كثيرٌ ) من فقهاء الشرع من المتقدمين خيرٌ لي من أن آتي ومعي ( رأي ) وقولٌ ل ( بعض ) الفقهاء .

وكثرة الكلام وتكراره تضييع للوقت في ما لا ينفع .


ومن تريد الخير ينفعها من الكلام قليله .

ومن ترى أن الدليل يسعفها فقد أوردت دليلها في مشاركتها .

وقد اكتفت العامية ( مثلي ) بالإقرار بما قرأت في مشاركات الأختين أم سلمة السلفية وأم زيد وفقهما الله وسدد رأيهما .

ولعلي لم آتِ بجديد فقد قلت أغلب كلامي في مشاركاتي السابقة في هذا الموضوع .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


رد مع اقتباس
  #99  
قديم 05-04-2012, 10:32 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام البراء مشاهدة المشاركة
إذن كتب اللغة لم تُجمع على أن النمص هو مجرد النتف، بل قد جاء في كثير منها مصرحا به على أن النمص هو نتف الوجه أو الحاجب
ونحن -ولله الحمد -لم نقل بإجماع أهل اللغة على أن النمص هو مجرد النتف.
وقد ورد في كثيرٍ منها (نعم ) أنّ النمص هو نتف الوجه, لكن لم يأت (في كثير منها )-كما تفضلتِ- أن النمص هو نتف الحاجبين , بل هذا هو أقل الأقوال ورودا.
ونحن قلنا أن (أكثرية) أهل اللغة على أنّ النمص هو النتف (على وجه العموم).
ومن ذكر منهم أن النمص في الوجه أو في الحاجبين فذلك منهم لغالبه على النساء وليس لتقييد النمص فيه وهو لبيان أشهر شيءٍ وأكثره ؛ بدليل الوشم الذي ذكره بعضهم في اللثة أوفي اليد أو في الوجه كما قال أبو داود في سننه: الواشمة: التي تجعل الخيلان في وجهها , وقال ابن بطال في شرح البخاري : ((الواشمة: هى التى تشم يديها..)) وذلك ليس قيدا بل محمول على الغالب الأعم.

وكم أعجبني ما ورد في معجم لغة الفقهاء:
النمص: بالتحريك (ر: نامصة). "الشعر الدقيق في الوجه وغيره)).

وانظري شرح ابن بطال وانظري تعريف الجوهري للنمص وابن العربي وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" والزمخشري والمطرزي والسندي وابن عابدين في الرد المحتاروغيرهم ممن ذكرنا قولَهم بتوجيهِ معنى النّمص (بالنتف على وجه العموم) وقد نقلناه [ هنـا ] (هذا من بحثٍ لأكثر من عشرِ سنواتٍ من بطونِ الكتب, وتقليبٍ طويلٍ في صفحاتها .)

** أمّا الحاجب فإن تقييد معنى النمص فيه يبعده النّص ...وكما قال ابن رجب-رحمه الله -: ((..ويتلقى عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - حملة شريعته من الصَّحَابَة ، ثُمَّ يتلقاه عنهم التابعون ، ويتلقاه عنهم أئمة العلماء ، فلا يجوز تفسير ما ورد في الحديث المرفوع إلا بما قاله هؤلاء أئمة العلماء الذين تلقوا العلم عمن قبلهم...))والنّص الذي يرد تخصيص النمص بالحاجبين هو "أنّ ابن مسعود -رضي الله عنه -لما رأى من المرأة جبينها يبرق! قال: أتحلقينه ؟ فغضبت، وقالت: التي تحلق جبينها امرأتك. قال:فادخلي عليها، فإن كانت تفعله فهي مني بريئة ...)), (فهو-رضي الله عنه - قد أنكر عليها حلق الجبين وهو مفهوم أوسع من الحاجبين).

** ثم لماذا يُرى بعد اعتقاد (كون النمص في الوجه) بلزومِ أو جوازِ حلق ونمص لحية المرأة أوشاربها أو عنفقتها (وهي من الوجه ) تزينا وتحسنا لزوجها, رغم أنّ العلّةَ مذكورة في آخر الحديث (المغيرات لخلق الله للحسن)؟
قال امرؤ القيس يصف نباتا قد رعته الماشية فأكلته ثم نبت منه بقدر ما يمكن أخذه من [ الطويل ] :
ويَأْكُلْنَ مِن قَوٍّ بَعاعا ورِبَّةً ... تَجَبَّرَ بعد الأكْلِ فهو نَميِصُ
تجبر بعد الأكل فهو نميص يقول: هو بقدر ما ينمص وهو أن ينتف منه ويجز ..)) "غريب الحديث لأبي عبيد"
((والنَّميصُ والمَنْمُوصُ من النَّبات: ما أَمْكَنَكَ جَذُّه. وما أمكَنَكَ من الشَّعرِ الانتِتاف فهو نَميصٌ)). كتاب "العين".

قال ابن دريد : "والنَمْص: النَّتْف.. ونبت نَميص،.. أي نتفته بأفواهها. "جمهرة اللغة".
قال الشاعر:
ولم يُعَجِّلْ بقولٍ لا كِفاءَ له ..كما يُعَجِّلُ نبتُ الخُضْرةِ النَّمَصُ
والنَّمَصُ مُحَرَّكَةً: هو ما أَمْكَنَكَ جَزُّه )) "شمس العلوم".

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام البراء مشاهدة المشاركة
قال الليث: النَّمَصُ: دقة الشعر ورقته حتى تراه كالزغب. ورجل أنمص الرأس أنمص الحاجب، وربما كان انمص الجبين.
وهذا يدل على أن النمص في اللغة عام , فإن النمص يشمل كل إزالة للشعر أينما كان , فإذا نمص الرأس كان أنمص الرأس , وإن نمص الحاجب كان أنمص الحاجب , وإذا نمص الجبين كان أنمص الجبين وهكذا... وعليه قال الراجز :
" يا ليتها قد لبست وصواصا ... ونمصت حاجبها تنماصا
فبين أنّ النمص منها كان في الحاجب.

وعليه: فإن معنى النمص في اللغة هو : نتف الشعر ؛ سواء كان في الحاجب أم في الجبين أم الوجه أم في أي مكان آخر , ولا دليل على حصره في الحاجب لا من اللغة ولا من الشرع ...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام البراء مشاهدة المشاركة
لم نسمع أحدا يقول "نمص الإبط" مع أننا نجد كثيرا"نتف الإبط".. وكأن هذا يُشعر بأن أصل معنى نمص هو نتف لكن إطلاق لفظ نمص خاص بما يُتخذ للتزين به لا مجرد النتف لذلك يُقال: أنمص الجبين وأنمص الحاجب-كما جاء في القواميس أعلاه- ويُقال للنامصة: مزينة النساء بالنمص.


لأن السنة في الإبط النتف قال في "شرح المشارق": المفهوم من حديث أبى هريرة أن حلق الإبط ليس بسنة بل السنة نتفه لأن شعره يغلظ بالحلق ويكون أعون للرائحة الكريهة ..
وقال النووي: الأفضل فيه النتف إن قوي عليه أمّا النمص : البعض فسره بـ(أخذ الشعر) بدل نتف الشعر فالمدار فيه على إزالة الشعر بأي نوع من أنواع الإزالة، نتفا أو حلقا أو قصا أو إحراقا.

قال الشيخ الألباني رحمه الله في فتاوى المدينة: وقوله عليه السلام: "المغيرات لخلق الله" يشمل أي تغيير كان, لأن العلة عامة تشمل كل تغيير.

قال الشيخ العثيمين رحمه الله في فتاويه في باب السواك وسنن الفطرة من كتاب الطهارة : النمص ليس خاصا بالنتف ، بل هو عام لكل تغيير...)).

ولعلّ لي عودة أخرى بإذن الله
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #100  
قديم 05-11-2012, 06:52 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

(( الأصل في الرجل والمرأة أن لا يأخذ شيئًا من شعرٍ إلا ما أذِن له الشرعُ... ما عدا هذا الأصل فيه: التركُ.
لو رجل قال: أنا أريد أن آخذ شعر رجلي، أو شعر صدري، أو شعر ظهري، نقول:هذا ممنوع، والأصل في مثلِ هذا الشعر: إزالته...
فالأصل في شعر المرأة أن لا يُزال إلا في المكان الذي أذِن الشرعُ فيه.
هذا الذي أراهُ راجحًا، وبهذا كان يُفتي شيخُنا الألباني.
والنَّمصُ في اللغةِ -لمن بحث في معاجم اللغة-: لا يجدُ أن هنالك ارتباطًا بين النمص وبين الوجه، فـ(نَمَص الشيءَ: أي: أزالهُلا تظنوا أن النمصَ فقط في شعر الوجه )).


[من (جديد) فتاوى الشيخ مشهور بن حسن -حفظه الله- في "درس فجر الجمعة"، بتاريخ: (13/4/2012م)، من الدقيقة (37:16)].
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:44 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.