أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
83482 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الصحة و الأسرة و المجتمع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-04-2014, 04:04 AM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي رسالة إلى أخت بمناسبة زواج زوجها بأخرى: أ.د. عاصم القريوتي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
فاعلمي – رحمك الله ورعاك – أن الله عز وجل قد منّ عليكِ بنعمة الإسلام ، وهذه نعمةٌ لا تعادلها نعمة، ومن حُرِمها فقد حُرِم خيري الدنيا والآخرة؛ إذ لا سعادة حقيقية لأحد بدونه.
ومما لا شك فيه أن الإسلام يستلزم الاستسلام والانقياد التام لأوامر الله وشرعه، ولذا كان من صفات المؤمنين قول الله تعالى: “إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” [النور/51].
ولذا كان الصحابة –رضي الله عنهم – يُبادرون بالامتثال إلى أوامر الله وأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم في وقائع وقصص كثيرة مسطورة في كتب السنة والسيرة.
واعلمي – حفظك الله – أنَّ من لوازم الإيمان بالله عز وجل الرضا بقضاء الله وقدره، وأنَّ ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فإذا عُلم هذا فالواجب التسليم بقضاء الله وقدره فيما يعتري المرأة من شيء وإن خالف هواها، طالما أنَّ زوجها قد فعل شيئاً مما شرعه الله في كتابه وسنة نبيه.
وأوصيكِ – حفظك الله – بالصبر إذ لم يُعطِ الله عز وجل أجراً بغير حساب كما وعد الصابرين في قوله تعالى: “قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ” [الزمر/10].
وليهنأ الصابرون حيث يكون الله معهم حيث يقول جلَّ وعلا: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” [البقرة/153].
فما أجمل الصبر وما أروعه وما أعظم أجره، فالسعيدة من وفقها الله لذلك؛ إذ بذلك يُكتب لها الأجر العظيم عند ربها بغير حساب، ويكون عوناً كبيراً على السعادة للأسرة، ويدوم به الوئام والود والمحبة.
وحذارٍ – أختنا في الله – أن نترك الشيطان يلعب بعقولنا ، ويجعل من سخطنا تقصيراً في شؤون الزوج، الذي له الحق العظيم، كما جاء في أحاديث كثيرة معلومة ، ومنها :
قول رسول صلى الله عليه وسلم: «إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ» [رواه أحمد وابن حبان والطبراني].
فالمرأة كلما كانت مطيعةً لربها، مؤديةً حق زوجها كان هذا من أسباب دوام المحبة والمودة بينهما، وأما ردة الفعل اتجاه زوجها بالتقصير في حقِّه فلا يبعد أن يكون سبباً كبيراً لحصول ما لا يُحمد عقباه.
وأما العلاقة مع الأهل خصوصاً فآمل ألا يُعكِّر ذلك من قِبَلَك، بل احرصي على أن تهوّني عليهم ذلك، بدل أن تكوني سبباً لزيادة انفعالهم – إن حصل -.
وأنصحك بأن لا تصغي لمن تحدِّثك بما يعكر عليك دوام الألفة بينك وبين زوجك، وتقول لك: بأنَّك أنت كذا وكذا، فكيف تزَوَّج عليك؟!
أقول: نعم أنت كذا وكذا من الصفات الفاضلة، ونرجو أن تكوني خيراً مما نعلم، ولكن زواج الرجل لا يستلزم وجود النقص أو التقصير في حقه من الزوجة، وما دام الأمر كذلك فالواجب على المسلمة أن تهوِّن على أختها أو صاحبتها وتصبّرها وتنصحها في أداء حق ربها، وبعدم التقصير في حقِّ زوجها، وأن تستمر في الإحسان إليه وحسن العِشرة.
وذلك لأنَّ المسلم مطلوبٌ منه أن يكون صالحاً مصلحاً، ومفتاحاً من مفاتيح الخير والوفاق بين الزوجين، لا أن يكون مفتاحاً من مفاتيح الشر وتصدع الأسرة حتى يدب الفراق.
وعلى المرأة إذا تزوَّج زوجها بأخرى أن تكون خيراً مما كانت عليه سابقاً، وأدنى ذلك ألا تقلّ عمَّا كانت عليه من حال في أداء حقه قبل زواجه.
وهذا ما سال به القلم، وانقدح في الخاطر، وإن أردت إلاَّ الإصلاح، وما توفيقي إلا بالله.
والله أسأل أن يُديم السعادة والمودة بينكم، وأن يبارك لكم في حياتكم، ويكللها بالوئام والوفاق، إنه سميع مجيب.
والحمد لله رب العالمين.
http://alqaryooti.com/?p=47
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:59 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.