أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
68161 74378

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-13-2012, 02:12 PM
أ. ايمن صوافطة أ. ايمن صوافطة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 134
Lightbulb مقال شيخنا الحلبي: توجيه منهجي من فقيه إسلامي حول ما قد يشبه أحداث"الربيع العربي!"...

مِن مهامّ الفقهاء والعلماء - الأساسيّة- على مرّ العصور وكرّ الدهور، تعليم الأمة ما ينفعهم في دينهم ودنياهم وعاقبة أمرهم؛ مُتَوَخِّين في سبيل تحقيق ذلك أدقَّ الطرائق، وأضبطَ الأساليب؛ معتمدين في هذا-كلِّه- على عُمق فهمهم للكتاب والسنة، وواسع خبرتهم بطرائق الاستنباط الصحيحة الكافية الوافية الشافية؛ التي تكون عوناً للناس -أجمعين- على ما فيه استقامةُ أمورهم، وسعادتُهم في جميعِ شؤونهم.
وعندما يتكلَّم الواحدُ من هؤلاء الكبراء-عالماً كان أو فقيهاً- فإنه يتكلَّم مقدِّماً المصالح الكبرى على ما دونها من المصالح، ومرجِّحاً العملَ بأكبر المصلحتين، والدفعَ لأعظم المفسدتين.
وهو –فيما يتكلّم بما عنده من حق يراه- لا يلتفتُ –كثيراً أو قليلاً!- إلى رضا أحد من الخلق – سواءٌ كان من الخاصة أو العامة-؛ إنما جُلُّ مبتغاه، وغايةُ ما يتمنّاه: الرحمة بالخلق، بعد معرفته الحقَّ.
وقد لا يُدرك الأكثرون من العامة-بل حتى كثيرٌ من الخاصة-صوابَ رأيِه بعد استنكار، ولا سدادَ حكمِه بعد استهجان: إلا عَقِبَ انجلاء الفتنة، وذهاب المحنة. ولكن؛ ما فائدةُ ذلك –في الخلاص- حتى مع وجود الإخلاص! إلا على مثل هداية قول ربنا تعالى:{وَلاتَ حِينَ مَنَاص!!{
ومِن مؤيِّدات هذا التأصيلِ -ممّا تناقله الطلبةُ عن الأشياخ، والتلامذةُ عن الأساتيذ-جيلاً فجيلاً:- قولُ القائل –من الأئمة الكبار الكبار- :»إذا أقبلت الفتنةُ: لم يعرفها إلا العلماءُ، وإذا أدبرت عرفها العلماءُ والجهلاءُ»، وهي كلمةُ صدق تنادي على الغافل عنها –أو الجاهل بها- بالويل والثبور، وعظائم الأمور.
ومِن تلكم الكلمات الهاديات –والتي تَصلُحُ -جداً-لأن تكون مِشعلَ تسديدٍ لمسيرة الكثيرين من الناس –ومن كافة الأشكال والأجناس- لكونها تخاطبُ –في أزمنة (الربيع العربي!)-كما يُقال- العقلَ والوجدان، قبل مخاطبتها القلبَ والإيمان – ؛وهي كلمةٌ وجيزة، لكنها عزيزة، قالها –قبل نحو عشرة قرون- العلامةُ الفقيهُ أبو الحسَنِ الماوَرْديُّ الشافعيُّ –المتوفى سنة (450هـ)-رحمه الله- صاحبُ الكتب الجليلة النافعة؛ والتي منها: كتابُ «الأحكام السلطانية»-في السياسة الشرعية-، وكتابُ «النكت والعيون»-في التفسير، وكتابُ «الحاوي»في الفقه وغيرها.
وكأنَّ كلمتَه المبارَكةَ -هذه- قيلت -خصوصاً- فيما نُعايِنُهُ -ونُعانِيهِ- مِن أحوال؛ بل كأنَّ مُرادَه! منها-لُزوماً- الدلالةُ على إخراجنا مما أُغْرِقنا فيه مِن (أوحال!)...
وهاكم نصَّ كلمته –تغمّده الله برحمته- في كتابه «دُرر السلوك في سياسة الملوك» (ص120) -حيث قال-:
«لكُلِّ جَدِيد لَذَّةٌ ، وَلكُلِّ مُستحدَثٍ صَبْوَةٌ.
وَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم-:» إِنَّ أخوفَ مَا أَخَافُ على أُمَّتِي مُنَافِقٌ عليمُ اللِّسَانِ».
فَتَصِيرُ –حِينَئِذٍ- الْبدعُ فَاشِيةً، ومذاهبُ الْحقِّ واهيةً .
ثمَّ يُفْضِي بهم الأمرُ إِلَى التحزُّب والعصبيّة؛ فَإِذا رَأَوْا كَثْرَةَ جمعِهم، وَقُوَّةَ شوكتِهم: داخَلَهُم عِزُّ الْقُوَّة، ونَخوةُ الْكَثْرَة؛ فتَضافَرَ جُهَّالُ نُسَّاكِهم، وفَسَقةُ عُلَمَائهمْ بالميل على مُخالفيهم؛ فَإِذا استتبَّ لَهُم ذَلِك: زاحموا السُّلْطَان فِي رئاستِه، وقبَّحوا -عِنْد الْعَامَّة- جميلَ سيرتِه، فَرُبَّمَا انفَتَقَ مَا لا يُرْتَقُ؛ فَإِنَّ كبارَ الأمُور تبدأ صِغَارًا».
قلتُ: فهي -والله- كلماتٌ ناصحة..تُثَبِّت العاقل.. وتُنَبِّه الغافل!
هي كلماتٌ واضحة ترى ما يؤكّد حقَّها-اليومَ-من أمامِك ويمينِك وخلفِك وشِمالِك!
هي كلماتٌ صادقة تستدعي الِهمَمَ لحفظ الأمان والإيمان؛ فإذا انفلت الزِّمام؛ فلا رادَّ للفتنة-طولاً وعرضاً- إلا الملك العلّام.
* فكم من (لذّة) أعقبتها ندامة! وانظر: تَرَ.
* وكم من (صبوة) استجلبت حسرةً! والشواهدُ أكثر.
* وكم من جاهلٍ «عليم اللسانِ!» صُدِّر؛ فتصدّر، ولمعضِلات الأمور تصدّى؛ على مثل ما أخبر رسولُنا الكريمُ-صلاة الله وسلامه عليه-وحذّر: «إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ؛ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ = السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ!!»
و»عليمُ اللسان»-هذا-هو:»كثيرُ علم اللِّسَان، جَاهِلُ الْقلب وَالْعَمَل، اتّخذ الْعلمَ حِرْفَةً يتأكَّلُ بهَا، وأُبَّهَةً يتعزَّزُ بهَا، يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الله، ويَفِرُّ هُوَ مِنْهُ»-كما قال بعضُ شُرَّاحِ الحديث.-
وقد حصل كلُّ هذا –بل هو ناطقٌ أمامَ نواظركم- بجميعِ ما حذّر منه الصادقُ المصدوقُ -عليه الصلاة والسلام!-
* وكلُّ ذا –بلا شك-سبيلٌ نَكِدٌ تنقلبُ به الحقائق، وتتكاثرُ -بسببه-الفتنُ البوائق؛ فـ «تفشو البدعُ»-بعد خمود انحسار-،و»يضعُف الحقُّ»-بعد ظهور وإظهار-؛ على نحو ما قال عَبْدُ الله بنُ مسعودٍ الصحابيُّ الجليل -وكأن كلامَه من الوحي والتنزيل-رضي الله عنه: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ؛ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ، وَيَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَتَّخِذُهَا النَّاسُ سُنَّةً، فَإِذَا غُيِّرَتْ؛ قَالُوا: غُيِّرَتِ السُّنَّةُ = إِذَا كَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ، وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ، وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ، وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ.»
وكذلك -مثلُه- : قولُ التابعيِّ الثقةِ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ –رحمه الله- : «مَا أَحْدَثَ قَوْمٌ بِدْعَةً فِي دِينِهِمْ إِلَّا نَزَعَ الله مِنْ سُنَّتِهِمْ مِثْلَهَا، ثُمَّ لَمْ يُعِدْهَا إِلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.»
* وأمّا «الحزبية»؛ فلا تُورِّثُ إلا «العصبيّة»-بل هي وجهُها الآخرُ-؛ فهما آفتانِ قاتلتان؛ تُناقضانِ الأخوَّة الإسلاميَّة الحقَّة، والفطرةَ الإيمانيةَ الواثقة؛ فقد روى الشيخانِ –البخاريُّ ومسلمٌ-أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-سمع - فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ- قَائِلًا يَقُولُ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ! وَآخَرَ يَقُولُ: يَا لَلْأَنْصَارِ! فَقَالَ –عليه الصلاة والسلام-: «مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟!».
وقد علّق الإمامُ ابنُ القيِّم على هذه الرواية -قائلاً-:
«هَذَا، وَهُمَا اسْمَانِ شَرِيفَانِ؛ سَمَّاهُمُ اللَّهُ بِهِمَا فِي كِتَابِهِ؛ فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، وَأَرْشَدَهُمْ إِلَى أَنْ يَتَدَاعُوا بِـ : «الْمُسْلِمِينَ وَالْمُؤْمِنِينَ وَعِبَادِ اللَّهِ»، وَهِيَ الدَّعْوَى الْجَامِعَةُ؛ بِخِلَافِ الْمُفَرَّقَةِ كَـ: «الْفُلَانِيَّةِ»، وَ:»الْفُلَانِيَّةِ « -فَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ-..»
ولن تجلبَ الحزبيّة –بكافّة صورها وأشكالها-مهما تزخرفت!ولَبَّست!ودلَّست!-للوطن، أو الشعب-فضلاً عن المغترّين بها! أو المتوهِّمين فيها!- أيةَ فائدة-وإن قلّت-إلا ذَرّاً للرماد في العيون!- بل إن فوائدَها –إن وُجِدت-فهي منها، وإليها-فقط!-كما هو الواقع –ما له من دافع!!.
* وليس من شكِّ -بعدُ- أنَّ (كثرةَ الجمع!)، و(قوة الشوكة!) -كلاهما- من أقوى طرائق الاغترار بالنفس! والتغرير للغير!! مما يُوصِلُ –ولو بعد حين!-إلى:
* شهوة (عزّ القوّة!) ، ونزوة (نخوة الكثرة!)
فكم مِن مغرورٍ أكبّه غرورُه، وشهوةُ عزّ قوّته على أمِّ رأسَه!
وكم مِن مغترِّ انكشفَ له -بعد انقضاء نزوة نخوة كثرته!-سوء ما غرّره، وبلاءُ ما –بغير حق-تَصَوَّرَه!
* وما تضافُرُ (جهَلة النُّسَّاك!)، و(فسَقة العلماء!)-عند وقوعه- إلا لاتحاد غاياتهم، واتفاق مقاصدهم، وسيِّئ مآربهم!
وما فَسَقَ (العالمُ) –الذي لا يستحقُّ أن يُسمّى :(عالماً)- إلا لأخذِه العلمَ من غير مأخذِه، وعدم انتفاعه بقارعه وهداياته، والله ربُّنا يقول:{إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، فـ «كلُّ مَن لم يَخْشَ اللهَ فليس بعالم»-كما قال المفسِّرون-.
أما (جهَلة النُّسّاك!)؛ فمنهم –بل لعلّه أشدّ وأنكى-: (جهَلة الدعاة!)، و:(جهَلة الوعّاظ!)، و(جهَلة المترَئّسين!) ،و»إذا وُسِّد الأمرُ إلى غير أهله؛ فانتظر الساعة»-كما قال نبيُّ الإسلام-عليه الصلاة والسلام-

وقد قال-سبحانه وتعالى-بما يشملُ حكمُهُ الصنفين!- : {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُم{
وما أحسنَ –في هذا المعنى-قولَ الخليفة الرابع عليٍّ -رضي الله عنه-: «قصم ظهريَ عالمٌ متهتّكٌ، وجاهلٌ متنسّكٌ؛ فالجاهلُ يغشُّ الناسَ بتنسُّكه، والعالمُ يُنَفِّرُهم بتهتُّكه.»
ومنه : قولُ الشاعر الحكيم:
فسادٌ كبيرٌ عالمٌ متهتِّكُ ... وأكبرُ منه جاهلٌ متنسِّكُ
هما فتنةٌ للعالمَين عظيمةٌ ... لمن بهما في دينِه يتمسَّكُ
فهو (تضافُرٌ) فاشلٌ، لا دوامَ له ولا استمرار، ولا بقاء له ولا استقرار؛ وما بُني على فاسد؛ فهو فاسدٌ.
إنّه (تضافُرٌ) مصلحيٌّ، ظاهريُّ، مؤقَّتٌ، هَشٌّ، متهافتٌ؛ قائمٌ على مثلِ ما قيل:
صلَّى وصامَ لأمرٍ كان يطلُبُهُ ... فلمَّا انقضى الأمرُ لا صامَ ولا صلَّى!
* فلن يستتبَّ لمن كان هذا حالَه (أمرٌ)، ولا (أمنٌ)؛ فـ {إِنَّ الله لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ{..
* وعلى ضوء ذلك –ولا بُدّ-، ونتيجة حتميّة من نتائجه الجليّة-أو الخفيّة!-: فلن ترى من هذا التضافُرِ، ولا ذاك التحالُف –الواهي البنيان-إلا الرغبةَ الجامحةَ في (مزاحمة السلطان على رئاسته!) –بالخروج عليه؛ فهو مطلوبُ الحزبيّة الأعلى..و(الأحلى!)، والأغلى!! كما تفاخَر بذلك بعضٌ من رؤسائهم-بكل جُرأة، بل بكل تهوُّر!-فيما هو مشهورٌ منشور-: «الحزبُ الذي لا يطلبُ السُّلطةَ: ليس بحزب! -وصدق هذه المرّة!
وقد قال حافظُ المغرب الإمام ابن عبد البَرّ-رحمه الله: «فالصبرُ على طاعة الإمام الجائر أَوْلى مِن الخروج عليه؛ لأنّ في مُنازعتِه والخروجِ عليه: استبدالَ الأمن بالخوف، وإراقةَ الدماء، وانطلاقَ أيدي الدهماء، وتبييتَ الغارات على المسلمين، والفسادَ في الأرض.
وهذا أعظمُ مِن الصبر على جَوْرِ الجائر.»
ويُوضّحُه: كلامُ شيخ الإسلام ابن تيميّة –رحمه الله-:» ولعلّه لا يَكادُ يُعرَفُ طائفةٌ خرجت على ذي سُلطانٍ إلا وكان في خروجها مِن الفساد ما هو أعظمُ مِن الفساد الذي أزالَتْهُ.»
ولا يَغرُرْك بين تلك الدعوى، وهذا الادِّعاء =مزاعمُ (سلميّة الخروج!)، ولا (شرعيّة المطالبات!)-مع رفضنا الحازم الحاسم-قبلاً وبعداً-كلَّ صور (الفساد)، ووجوه الإفساد -وبخاصّةٍ ما كان منها عقائدياً أو أخلاقياً-، ولا (إصلاحَ) -بحقٍّ إلى الحقِّ- دونها!
* وأمّا (التقبيح)، و(التجريح)، و(التشريح!)؛ فتلكم هي أدواتُ التجارةِ الأروجُ لكل حزبيٍّ من أجل تسويق بضائعه الفاسده، ومنتجاته الكاسدة!
فكلُّ مَن ليس معه –قلباً، أو قلباً-؛ فهو ضدّه –ضربةَ لازبٍ!
ولا يهمّن هذا الحزبيَّ ما وراء ذلك من تَبِعات شرعية!ومسؤوليّات أُخرويّة!!فـ (مصلحة الدعوة) فوق كل الأشياء-بلا استثناء.
* أمّا (جمالُ السيرة)؛ فأمرٌ نسبيٌّ في الحاكم والمحكوم، والخصوص والعموم؛ فلا ينبغي لعاقل هَدْرُ حق -ما- لأن خصمَه قائلٌ به! أو فاعلٌ له.
ناهيك عما قد تظنُّه (أنت) –في عملك –كله أو بعضه- في خاّصة نفسك-: أنه من (جميل السيرة)، ولا يكون إلا من أقبح الفِعال -وفي كل مسيرة.
وما أعظمَ قولَ ذي المِنَّة الجلال-: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ. وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ...{
* نعم؛ ماذا يُنتظرُ بعد هذا الخلط والخبط -كلِّه-: «فَرُبَّمَا انفَتَقَ مَا لا يُرْتَقُ»؛ لصعوبة الفتنة، وعِظَم المحنة، وشديد الأثر، وكبير الضرر!
فكثيرون أولئك الذين ينظرون إلى مصالحهم الشخصيّة-أو(الحزبيّة)-حَسْبُ-؛ متناسين-ولا أقول: ناسين- المصالحَ العامة ، أو الكلّيّة.
وهم –في أثناء ذلك-ينظرون إلى البدايات، ولا يتفكّرون في المآلات!
لا يميّزون (المفسدة) من(المصلحة)، فضلاً عن أن يُدركوا (خير الخيرين)-لامتثاله-،و(شرّ الشرّين)-لاجتنابه!
وهذا الذي أغفلوه، وتغافلوا عنه = هو –تالله- الفقهُ -الحقُّ-في الدين.
«فَإِنَّ كبارَ الأمُور تبدأ صِغَارًا»؛ إذ معظمُ النار من مستصغر الشررِ!! وبخاصة فيما يُنسَبُ إلى الشرع والدين، وهو ليس منه -بيقين-؛ فشأنُه –والحالةُ هذه- أَمَرُّ وأخطرُ:
قال الإمام البَرْبَهاريُّ:»واحذرْ صغارَ المحدثاتِ من الأمور؛ فإن صغارَ البدع تعودُ حتى تصيرَ كباراً، وكذلك كلُّ بدعةٍ أُحْدِثت في هذه الأمة: كان أولُها صغيراً يُشبه الحقَّ؛ فاغترَّ بذلك مَن دخل فيها، ثم لم يستطعِ المخرجَ منها؛ فعَظُمت، وصارت ديناً يُدان بها، فخالفَ الصراطَ المستقيم.»
وقال شيخُ الإسلام ابنُ تيميةَ: «فالبدعُ تكونُ في أولها شبراً، ثم تكبُرُ في الأتباع حتى تصيرَ أذرعاً وأميالاً وفراسخ.»
وقال الإمامُ ابنُ القيمِ: «البدعُ تُستَدرَج بصغيرها إلى كبيرها؛ حتى ينسلخَ صاحبُها من الدين كما تَنْسَلُّ الشعرةُ من العجين.» فإيّاكم والاغترار؛ فليس كلُّ ما يلمعُ ذهباً-أيها الأبرار- رحمنا الله وإياكم.
فاللهم احفظْنا في أدياننا، واحفظْنا في أوطاننا، واحفظْنا في سائر شؤوننا وأمورنا.

.....................
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-13-2012, 02:58 PM
خالد النبابته خالد النبابته غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الاردن - الزرقاء
المشاركات: 513
افتراضي


سددكم الله

و حفظكم الله

و رعاكم الله

يا شيخنا
__________________
اخوكم المحب لكم

خالد بن محمد النبابته

لا تخف من مواجهة الحياة...

فإن بدا عليك الخوف زادت عليك الصعاب.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:15 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.