07-19-2012, 02:16 AM
|
مشرفة
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
|
|
389- يقول السَّائل: هل تأصيلُ الدَّعوة السَّلفيَّة يتجدَّد بتجدُّد العصور؟
الجواب:
نقول: لا؛ لكنِ التَّعامل مع المسائل يَختلف.
بِمعنى: هل الدَّعوةُ السَّلفيَّة في تركيزِها العقائدي تُركِّز على ما ركَّز عليه الإمامُ أحمد في عصرِه في مسألة خلقِ القُرآن؟ الجوابُ: لا.
هل الدَّعوة السَّلفيَّة الآن تُركِّز في جهودِها على ما ركَّز عليه الإمامُ ابنُ تيميَّةَ في الرَّدِّ على الجهميَّة وكبارِ الأشاعرةِ في عصرِه؟ الجوابُ: لا.
هل الدَّعوة السَّلفيَّة الآن تُركِّز في جهودِها ما كان يُركِّز عليه الإمامُ محمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّاب في توحيدِ الألوهيَّة؟ الجوابُ: لا.
نعم، هي تُركِّز على هذا وذاك والأوَّل؛ لكنْ تركيزُها الأكبرُ والأكثر على الأفكارِ الخارجيَّة التَّكفيريَّة التي أكلت الأخضرَ واليابس، والتي أفسدت عُقولَ الشَّباب، والتي ضلَّلت النَّاسَ عن الحقِّ والصَّواب.
إذن: أصولُ الدَّعوة السَّلفيَّة واحدة؛ لكنَّها تتعاملُ مع الواقع تعامُلًا حيًّا، تتعاملُ مع الواقع تعامُلًا قيِّمًا، تنظرُ الفجوةَ وتُغلقُها، لا تعيشُ على التُّراثِ لِكونِه تُراثًا؛ تعيشُ على التُّراث الماضي بأدلَّتِه -إن جاز-طبعًا-استعمال لفظةِ (تُراث)- وبيِّناتِه وحُجَجِه؛ لتستثمرَه في الواقع، وتَبنِيَ به المستقبل.
هذه هي الدَّعوةُ السَّلفيَّة التي تَجمعُ بين الأصالةِ والمعاصَرَة، فليست هي دعوةً مُنغلِقَة، أو دعوةً ماضَوِيَّة، أو انغلاقيَّة -كما يُسمِّيها العلمانيُّون واليساريُّون واللِّيبراليُّون-وغير هؤلاء-مِمَّا كان ويكون-.المصدر: اللقاء الرابع من لقاءات «غرفة القُرآن الكريم» على البالتوك-القسم المغربي، (38:07). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
|