أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
91671 88259

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-21-2009, 06:45 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي أختــــــاه !! كوني خير متـــــاع.

أختـــــــــــاه !! كوني خير متــــــــــاع.

23‏/01 ‏/1430 هـ.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

قال الله - تعالى -: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [سورة الروم: 21].

لو تأملنا قليلاً في قوله - تعالى -: ﴿خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا قال - سبحانه -: ﴿مِنْ أَنْفُسِكُمْ أي : ليس من جنس آخر، وهذا أدعى للألفة والتفاهم، والمحبة والإحترام والتقدير، والكلمة الطيبة، والطمأنينة، للتقارب الروحي، والسكن النفسي، والأنس بين الزوجين، إذ أنهما يقيمان علاقة ينبغي أن تكون متينة، وسلوكياتٍ وتصرفاتٍ رصينة، أساسها المودةُ والرحمة، يُكَمّل أحدهما الآخر، هدفهما واحد، ألا وهو: إقامة البيت المسلم، الأسرة المسلمة المؤمنة التقية التي تقيم الإسلام، تقيم كلمة التوحيد فيه «لا إله إلا الله محمدًا رسول الله» عالـيًا بكل معانيها، في جوٍّ رائعٍ من المحبةِ المتبادلة، والتقدير والتفاهم والتعاونِ الدائم البنّاء لإسعادِ بعضهما بعضا، وإسعاد من حولهما.

أسرة تحتاج إلى تخطيط وإدارة فعـّـالة، تتحسّس نقاط الضعف، فتُحسن العلاج لتقوّيها، أسرة قوامها الرجل الصالح، يُعينه على ذلك المرأة الصالحة التي وصفها الله - تبارك وتعالى - أنها تعمل ضِمن كَوْنِها إمرأة ترضى بالمقدور، وتتفهم حقائق الأمور.

قال الله - تعالى -: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ [سورة النساء 34].

إن المرأة نظرًا إلى طبيعتها كأنثى، تكون سعيدةً إذا آوت إلى «ركن شديد»، إلى رجلٍ ذا شخصيةٍ قويةٍ يواجه بها المجتمع من حولها، تحتاج إلى رجاحة عقله، واتزانه، وإلى رعايته وحمايته وتقديره ولطفه. وفي المقابل ينبغي عليها أن تُقدّرَ أهَمّيّة دور الرجل في حياتها بما امتنَ الله - تعالى - عليه من حق القوامة ... قوامة التشريف والتكليف، التي أولاهُ الله - تعالى - إياها في حياتها، وأن ترضى بما رضي الله - تعالى - لها بلا اعتراض.
وما عليها إلا أن تكون راعيــــةً في بيتها ومسؤولةٌ عن رعيتها، زوجَـــةً صالحــة، أُمــًّـا صالحــة، قدوةً صالحــة، تُزوّد المجتمع المسلم بعناصر صالحــــة.

واحذري أختــــــــاه، يا من امتنّ الله - تعالى - عليك بنور الهداية ... بنور الإسلام ... أن تسلكي سُبُلَ المغضوب عليهم، والضالين الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة، وآثروا لذةً فانيةً بنعيمٍ مقيم، سَيْرًا وراء التقدميةِ والحريةِ والشعاراتِ البراقة، فما تركوا من فضيلةٍ إلا حاولوا طمْسَها، ولا رذيلةٍ إلا زينوها وزخرفوها.
احذري يا أختــــــــاه أن تسلكي سُبُلَ الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عِوَجا، فإن وراءكِ يومًا يجعل الولدان شيبا.
لقد جاء الإسلام بتشريعٍ مُتكاملٍ بنـّـاءٍ يصلحُ لجميع شؤونِ الحياة، فكما جعل الله - تبارك وتعالى - غذاءً للأجساد، فقد جعل غذاءً للأرواحِ تسمو به وتسعد.

إن هذا الدّوْرَ وهذهِ الأهمية للرجل تشريعٌ جاء من لدن حكيمٍ عليم، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فقد جعل للحياة الزوجية مكانةً عظيمة، وعلاقةً سامية، مبينًا أدق خصائصها، في كتاب الله - تبارك وتعالى -، وسنةِ رسول الله ﷺ، مُوَجـّـهاً طرفيْها لما فيه سعادة الدارين الدنيا والآخرة.

قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: تضمن الله - تعالى - لمن قرأ القرآن واتبع ما فيه، أن لا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة , ثمً تلا قول الله - تعالى -: ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ۞ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ۞ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ۞ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى [سورة طه: 123 ــ 126].

فما بال معدلات الطلاق ارتفعت ارتفاعًا مذهلا ؟؟.

يقول أحد القضاة:
[إنّ ما يتمّ تسجيله من حالات الطلاق في اليوم الواحد، أكثر مما يسجل من حالات الزواج] اهـ .

إنَ كثيرًا ممن شغلتهم الحياة الدنيا؛ ويحثّون الخطى إلى متاعٍ دنيويٍّ زائلٍ، إلى حبّ السيطرةِ والمال، والمنصب، والشهرة ويجرون وراءها؛ أصابت علاقاتهم الأسرية في مقتل؛ سواءً كانوا رجالًا أو نساءً؛ وذلك لانشغالهم بها عن أحبِّ الناس إليهم؛ وما تبعه من إهمالٍ وفتور وصمتٍ؛ سرعان ما يملّون حين يدركون أن الأمر ليس كما يشتهون، وتنقلب عليهم الأمور؛ فهم في حيرتهم يتخبطون.

أما مَنْ امتَنّ الله عليهم بنور البصيرة، فإنهم يوازنون بين الأمور؛ ويُراعون الجانب المعنوي إلى الجانب المادي في علاقاتهم بصفة عامة؛ باحترامٍ وتوقير وتقديرٍ متبادلٍ على تقوى من الله تعالى؛ ويَسْعونَ إلى تحكيم المنهج الرباني في اختيار الصاحب بالجنب ـ شريك الحياة ـ خير متاع لسعادة دائمة بصفةٍ خاصـــَّــــة؛ فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله ﷺ: (الدنيا متـــاع، وخير متـــاع الدنيا المرأة الصالحـــة) [مختصر صحيح مسلم 797].
وفي رواية عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - للإمام أحمد ومسلم والنسائي قال: قال رسول الله ﷺ: (الدنيـــا كلها متـــاع، وخير متـــاع الدنيا المرأة الصالحــــة) [صحيح الجامع 3413].

فمــــا هي صفات المرأة الصالحـــــة ؟؟.

قال الله - تعالى -: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرً [سورة النساء 34].

1. فأوّلُ الصلاح: الإيمان بالله - تعالى -، وحسن الإتباع : إن المرأة الصالحة التي وصفها الله - تعالى- هي المرأة المسلمة، المؤمنة بالله - جلَّ في علاه - الموحِّدة التي لا تشرك بالله شيئا، وتقدم كلام ربها على هوى النفس، وعلى كل كلام، المتبعة لهدي رسول الله ﷺ تحب أهل الطاعة بقدر طاعتهم، وتبغض أهل الكفر والبدع والمعاصي بقدر معصيتهم.

فالصلاح: توحيد واتباع؛ بهما تُدرَك سعادة الدارين الدنيا والآخرة؛وهذا يحتاج إلى:

أ. إرادة قوية فعالة، ومجاهدة لحب الدنيا، وحب الشهوات، وتزيين الشياطين، وأعداء الدين من الإنس والجن.
ب. المودَة والرحمة ومجاهدة النفس لاستمرارهما.
ت. وضبط النفس، وصدق النية.
ث. التعاون والتخطيط البنَاء بين الزوجين لوضع هدف مشترك بينهما يسعيان إلى تحقيقه، وذلك بمعرفة كل منهما ما له وما عليه من حقوق وواجبات يسعد بعضهما بعضا، فيسعدا بإذن الله - تعالى -، ويسعد من حولهما.
جـ. أن يتحسّسا نقاط الضعف ــ إن وُجدت ــ ويعالجانها بواقعية وصبرٍ وثباتٍ وعدم يأس، ضمن أسرة مسلمة، مؤمنة تقية قوَامها الرجل.
أسرة تقيم الإسلام، تقيم كلمة التوحيد «لا إله إلا الله محمدًا رسول الله»عاليًا على وجه الأرض بكل معانيها .

فإذا عَرَفَ كلا الزوجين ما لهُ وما عليه، وَعَمِلا بمقتضاه، أحياهما الله - تبارك وتعالى - حياةً طيبة، وعاشا معًا في هناءٍ وسعادة، فقد قال الله - عز وجل -: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [سورة النحل: 97 ].

2. الطاعة بالمعروف: وذلك لقوله - تعالى -: «قانتات»: أي طائعات. فعلى المرأة التي تعلم عظم الأمانة التي ائتمنت عليها، وعظم حق زوجها عليها، أن تسارع إلى طاعته بالمعروف فيما يأمرها به في حدود استطاعتها، طاعة لله - تبارك وتعالى -، فإن هذا مما فضل الله به الرجال على النساء كما في الآيتين الكريمتين: ﴿الرجال قوامون على النساء بما فضَل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم و ﴿وللرجال عليهن درجة، فلا تصوم نافلة وزوجها شاهدٌ إلا بإذنه، ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه، ولا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه، ولا تكلم أحداً مِنَ الرجال من غير المحارم إلا بإذنه.
تحرص على الأدب وحسن الخلق معه، فإن ذلك لا يحـطُّ من شأنها، بل هو احترامٌ لنفسها ورفعٌ لقدرها، تُرْفَــعُ فيه الدرجات، ويُغَضّ الطرف عن الزلات.

وقد جاءت أحاديث كثيرةً صحيحةً مؤكدةً لهذا المعنى، ومبينةً بوضوح ما للمرأة وما عليها إذا هي أطاعت زوجها أو عصته.

ولنا في الصحابيات الجليلات رضوان الله عليهن أسوة حسنة.

فعن حصين بن محصن - رضي الله عنه - قال: حدثتني عمتي قالت: (أتيت رسول الله ﷺ في بعض الحاجة، فقال: أي هذه أذات بعل ؟ قلت: نعم، قال: كيف أنت له ؟ قالت: ما آلوه: [أي لا أقصر في طاعته وخدمته] إلا ما عجزت عنه، قال: [فانظري] أين أنت منه ؟ فإنما هو جنتك ونارك) حديث حسن رواه ابن أبي شيبة، وابن سعد والنسائي في «عشرة النساء»، وأحمد ، والطبراني في «الأوسط» من «زوائده» وإسناده صحيح كما قال الحاكم. انظري: [آداب الزفاف ص (213)] و [صحيح الجامع رقم 1509].

وعن عبدالله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي تفس محمد بيده، لا تؤدّي المرأة حق ربها حتى تؤدّي حق زوجها كله، حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه) [صحيح الجامع 5295] و [الإرواء 1998]. وعن أبي هريرة- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح) (متفق عليه)؛ وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امراته إلى فراشه، فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها) رواه (مسلم).
وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (حق الزوج على زوجته، لو كانت به قرحة فلحستها ما أدت إليه حقه) صحيح رواه الحاكم. [صحيح الجامع 3148]. وفي رواية لإبن أبي شيبة، والبزار بإسناد جيد بزيادة: (... أو انتثر منخراه صديداً أو دماً ثم ابتلعته، ما أدّت إليه حقه).

يا اللـــــه !! ما أبلغها من موعظة !! وقد رأينا وسمعنا عن أخوات ــ هداهن الله تعالى ــ رفعْنَ التكليف كثيرًا مع الأزواج، فارتفع الصوت عليهم، وارتفعت الأيدي !!، فكنّ كما أرادهنّ أعداء الدين متمرّداتٍ متحرّراتٍ حتى من القيم والأخلاق، وسلعًا رخيصةً في وسائل الإعلام، والشوارع والأسواق.

وما كان ذلك ليكون إلا لسوء التربية، والبعد عن المنهج الرباني، وتخلّي الأزواج وأولياء الأمور عن حقٍ منحَهَمُ الله - تعالى - إياه، «ألا وهو حق القوامــــــة» فما رَعَوْهُ حق رعايته - إلا من رحم ربي -؛ وما هو إلا ضيف عندها يوشك أن يفارقها؛ وعنه ستُسأل.
فعن معاذ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا، إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيلٌ يوشك أن يفارقك إلينا) [صحيح الجامع 7192] .

3. حسن التبعل: وذلك بأن تحرص على إسعاد الزوج والتلطف معه وإشعاره بالمحبة والتقدير، والإهتمام بالمظهر والزينة، والتطيب له ضمن حدود الشرع الحكيم.

فعن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (ثلاثة من السعادة، وثلاثة من الشقاء، فمن السعادة: المرأة الصالحة تراها فتعجبك، وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق. ومن الشقاء: المرأة تراها فتسوؤك وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفا، فإن ضربتها لأتعبتك، وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق) [صحيح الجامع 3056].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره) [السلسلة الصحيحة 1838] و [صحيح الجامع 3298]؛ وعن عبدالله بن سلام - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (خير النساء من تسرك إذا أبصرت؛ وتطيعك إذا أمرت؛ وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك) [صحيح الجامع 3299].
أوْصَت أم ابنتها عند زواجها فقالت: [أي بنية لا تغفلي عن نظافة بدنك فإن نظافته تضيئ وجهك، وتحبب فيك زوجك، وتبعد عنك الأمراض والعلل، وتقوي جسمك على العمل، فالمراة التفلة تمجّها الطباع، وتنبو عنها العيون والأسماع، وإذا قابلت زوجك فقابليه فرحة مستبشرة، فإن المودة جسمٌ روحه بشاشة الوجه].
ما أروع أن تكون وسيمة عاقلة عفيفة نظيفة، صيَنة هينة ليَنة متواضعة، ودود !! فكل كلمة طيبةٍ وكل بسمةٍ وعفوٍ؛ وكل عطاءٍ وعناء، تحتسبه في ميزان حسناتها، لا تحتقر من المعروف شيئا؛ فعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (لا تحقرنّ من المعروف شيئا؛ ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) [مختصر صحيح مسلم 1782].

شتان شتان !! بين وجهٍ عبوسٍ مقطـّبٍ منفّرٍ كأن هموم الدنيا على كاهل صاحبه، وبين وجهٍ طلقٍ ذا بسمة هادئة حنون، لها أثر رائع في فتح القلوب، وراحة النفوس، وتحقيق المراد.

إن الزوجة الصالحــــة حسنة الخلق، حسنة المُعاشرة، تتفنَّنْ في التودّدِ إلى زوجها، تعود عليه بالخير، وتؤثره على نفسها طاعةًً وقربةً إلى الله - تعالى -؛ فعن كعب بن عجرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة ؟ النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله - عز وجل -. ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة ؟؟ الودود الولود، العؤود على زوجها التي إذا ظُلمت، قالت: هذه يدي في يدك، لا أذوق غمضًا حتى ترضى) [صحيح الجامع 2604].
الله أكبر لا تذوقُ غُمضًا حتى يرضى وهي مظلومـــة؛ فكيف بنساءٍ لا يُبالينَ وإن كُنَّ ظالمـــات ؟!.

4. لها أسلوبٌ راقٍ في الدخول إلى العقل والقلب: وذلك باحترام الذات، وحسن الإنصات، وامتصاص الغضب بهدوء وإتزان، وبالإرشاد غير المباشر، من خلال الأخلاق والمبادئ الصادقة النابعة من الأمن الداخلي في أعماق النفس، والتقوى والمراقبة لله - تبارك وتعالى -؛ إنها إذا صنعت جوّدت، وإذا غضبت حلمت، وإذا تكلمت بيَنت.

فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ﷺ: (إنّ من البيان لسحرا) رواه البخاري .

ما أجمل أن تراعي أختـــــاه أدب الكلام، وفنّ التخاطب، وحسن الإنصات مع أولى الناس بك، وأقربهم إليك بعد الله - تبارك وتعالى ــ لتكوني - بإذن الله تعالى وفضله - خير متاع، فإنه ــ السحر الحلال ــ مراعية ما يلي:

1. الموازنة بحيث يتناسب الكلام مع الموضوع في التطويل والتقصير, والتدرج بالأولويات, الأهم فالمهم, فإن الناس يَملّون ممن يُكثرون الكلام، ولا يتركون لغيرهم فرصة للحديث، ولا يُحسنون الإصغاء ولا الإستماع.
ولقد كان رسول الله ﷺ من أحسن الناس إصغاءً وإنصاتا، كانت تأتيه العجوز فينصت إليها، وتأتيه الجارية والمرأة، والرجل، وذا الحاجة فينصت إليهم.
وكان ﷺ من أحسن الناس عِشرةً لأهل بيته، وله منزلة عظيمة في قلوب أصحابه - رضي الله عنهم - أجمعين.
دخل رسول الله ﷺ على السيدة خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - يرجف فؤاده فقال زمّـلوني زمّـلوني، فزمّـلوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وقد أخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي ؟ فقالت خديجة: كلا، والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، و تقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. فانطلقت به خديجة حتى أتت به وَرَقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى ابن عمّ خديجة، وكان امرئ تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيراً قد عَمي، فقالت له خديجة: يا ابن العم ! اسمع من ابن أخيك ؟ فقال ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله ﷺ خبر ما رأى. فقال له ورقة: هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى، يا ليتني فيه جذع، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك. فقال رسول الله ﷺ: أو مخرجيّ هم ؟ قال: نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا) صحيح البخاري. [باب بدء الوحي ، جـ 1 ص 3 – 4].

ولنا في أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها، وجعل الفردوس الأعلى مأواها أسوة حسنة؛ فقد كانت أعظم سندٍ لرسول الله ﷺ بعد الله - تبارك وتعالى -، وفــّرت له أسباب الراحة، والهدوء النفسي في خلواته قبل الوحي، واستمعت له حين أخبرها عن هولِ ما رأى، هدأت من روعه ﷺ، وأثنت عليه بما هو أهله، وذكرت له من صفاته الجليلة، وسجاياه الحسنة، ما يثبـّـت به فؤاده، ويُهوّن عليه شدّته، ويُزيل عنه وحشته، وواسته بمالها، وآنسته بتأييد ابن عمها ورقة بن نوفل، فكانت نعم الزوجة لخير الأزواج. ليقينها - رضي الله عنها - أن من كان متّصفاً بصفات الخير والكمال هذه، لن يخزيه الله - تعالى - أبداً في الدنيا والاخرة.

2. مراعاة الظروف في الحديث، فإن لكل مقامٍ مقال: وذلك بمشاركتة الوجدانية بأفراحه وأحزانه، واحترام شعوره في رضاه وغضبه، ومشاركته اهتماماته ورغباته، وتقدير جهوده، والثناء عليه، فإن النفوس جُبلت على حبّ الثناء، وعبارات المحبة، والتشجيع، والإشتياق، والعرفان بالجميل، والإحترام المتبادل مهما طالت العشرة بالزوجين.
ويخطئ كلاهما جدًا إن لم يُلقوا بالًا لهذه الأمور التي يظنون أنها تافهة، لا قيمة لها مع تطاول الزمان، مع أنها كالدم يسري في العروق، تُجدد للحياة الزوجية رونقها وحيويتها وشبابها.

وعجبي لا يكاد ينقضي من أزواجٍ أمام الناس أزواج، يعيشون تحت سقف واحد ... نعم ... تحت سقف واحد، لا أقول كجيران، لا والله، قد تكون علاقة الجيران أفضل !! لأنهم يعرفون أنهم جيران، أما هؤلاء فلا هُمْ بجيران، ولا هُمْ بأزواج !!.
وعندما يخلونَ ببعضٍ فهم غرباء كأن أحدهم لا يَمُتُّ إلى الآخر بِصِلة !! تعصيه، لا يتقي الله - تعالى - فيها، أو لا تتقي الله - تعالى - فيه.

والأسوأ من ذلك أن يكونوا مطلـــَّــقين منذ سنين، لكن رضوا بما هم عليه، فعاشوا تحت سقف واحد، حتى لا يقال مُطلـــَّـــقين !! الله أكبر !! كم تنتهك حُرمات، بحتى لا يُقــــــال ... ؟؟ !!.

يُخطئ جدًا من لا هَـــمَّ له مِن كلا الزوْجين إلا رضاه، وإجابة رغباته، دون مراعاة لشعائر الدين، أو لمشاعر الآخرين، .... لا هَـــمَّ له إلا التحقير، والإستفزاز، والسب، والشتم.

ناهيك عما تعاني منه الكثير من النساء من حُبّ السيطرة، وطلب المساواة مع الرجل، كما يقلن ــ لإثبات الذات - فصرنا للأسف نرى ونسمع عن المرأة الرّجُلة في البيت، والعمل، والشارع، المرأة التي خالفت الفطرة التي فطرها الله - تعالى - عليها، تظنّ إحداهن أنها اعتلت عرش قلب زوجها، واطمأنت بذلك، وأقفلت عليه في قفص وَهْمِيّ، لكن سرعان ما يتحطم، بتمرّد الأسير على عتبات الأيام، ويذوب الجليد، ويبدو زيف الأوهام، فتعضّ أصابع الندم، حين لا ينفع الندم !!.

إن قلب الرجل يهفو إلى امرأة رقيقة، أنثى، سكن يسكن إليها، لا إلى رجل مثله يشاطره دوره، لأن ذلك منافٍ للفطرة، مَثلها كمثل التي تسير عكس التيار، لا يلبث أن يركن إليها؛ فتُجهَد وَتُرْهَق وَتَتعب، ثم تضيق ذرعــًـا مما تُعانيـــــه، وتنطلق منها الآهات والشكاوي لعدم التحمل. وتشير إليه بأصابع الإتهام باللامبالاة، والأنانيـــــة، والتقصير، والكسل، وعدم الشعور بالمسؤولية.
على عكس الكثيرات، يتفانى الأزواج في إسعادهنّ ولا يجدون حمــــــــــدًا ولا شكــــــــــورا.

إن من أعظم حقوق الزوج على زوجته, شكر نعمته, فهو الذي أنفق وآوى, فلا ينبغي أن تقابل الإحسان بالإساءة. فعن أسماء بنت يزيد الأنصارية - رضي الله عنها - قالت: مرَ بي النبي ﷺ وأنا في جوار أتراب لي؛ فسلم علينا وقال: (إياكنَ وكفر المنعَمين . فقلت: يا رسول الله وما كفر المنعَمين ؟ قال لعل إحداكنَ تطول أيمتها من أبويها، ثمَ يرزقها الله زوجا، ويرزقها منه ولدا، فتغضب الغضبة فتكفر، فتقول: ما رأيت منك خيرا قط) أخرجه البخاري - رحمه الله تعالى -. [السلسلة الصحيحة 823].

وعجبًا لمن تجحد نعمة الزوج فتكفرها، وهي محتاجة له ... لا غِنى لها عنه، خاصة إذا كان يستر عورتها، ويسدَ جوعتها، ويحصنها، ويحسن صحبتها وعشرتها. قال رسول الله ﷺ: (لا ينطر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه) [السلسلة الصحيحة 288].

3. قد نختلف، لكن لا ينبغي أن نفترق، لنبحث نقاط التوافق أولا، ثم مواضع الخلاف، دون كيل الإتهامات، وكثرة اللوم والعتاب، والتنقيب عن الأخطاء والهفوات منذ سنوات !!!.

أختـــــــاه !! : احرصي على الإستماع أكثر من الكلام، وانشري الطمأنينة أثناء الحوار مع الزوج، وذلك ببيان الأفكار وتوضيحها بهدوء، من خلال الكلمة الطيبة، والنظرة الحانية، والإبتسامة، وبسط الوجه، وكظم الغيظ، وضبط حركة اليدين، وكف الأذى، سواءً بالقول أو الفعل، وحتى لا يشعر الطرف الآخر أنه سينتقل إلى مشادةٍ أو جدال، فقد يكون ذلك سببًا في هروبه من البيت بحثًا عن السعادة المفقودة، أو سببًا في الإنطواء على نفسه، وعدم الرغبة في الكلام أو الإستماع، مما يسبب الكآبة والملل. والإنشغال بالصحبة، أو الإستغراق في العمل ــ كما هو حال كثير من الأزواج في أيامنا هذه ــ !! .

وما أجمل هذه الوصايا التي أوصى بها رجل زوَجته:

خذ العفو مني تستديـــــمي مودّتي *** ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
ولا تنــــقريني نقـــــرة الدفّ مرة *** فإنكِ لا تدري كيـــــــــــف المغـيَب
فإني رأيت الحب في القلب والأذى *** إذا اجتمعا لم يلبـث الحـبّ يذهـــب.

4. لا تُعرضي عنه إن تكلم، فالنظر أحيانا يُعبّر كما يعبّر الكلام، والإعراض استهانة، دعيه يبثَ همومه، دعيه يكمل كلامه .... لا تتلقَفيه، لا تقاطعيه قبل بيان المراد، لا تتسرعي في لحظة غضب أو عصبية، فتبني على كلامه أحكام !!.
فإن احتاج الأمر إلى نصيحٍة أو تعليق، فلا تكوني آمِرة، ولا تكثري من الأسئلة واللَوم، «لم؛ ولا، ولماذا، وأين، وكيف» ؟ وكأنه تحقيق !!. فالحوار والتعليق فنٌ حبذا لو نتعلمه.

وابتعدي عن الأسئلة التي تسبب له الحرج والضيق، لا تنبشي في ماضيه وما فيه من أسرار سابقة، ولا تتبّعي آثاره وما فيه من خصوصياتٍ لاحقة، فإن بدا لك الخبر، فخذي منه وممن حولك العظات والعبر.

احذري الخوض في المواقف الشخصية المخجلة له، أو لأقاربه إن وُجدت، واحذري التفكّهِ بها لإذلالــِــه خاصــّـــة أمام الآخرين، لأن ذلك يوغِر الصدور، ويؤدي إلى الغيبة والنميمة، فإنها الحالقة التي تحلق الدين، وتؤدي إلى قيل وقال، وذلك مما يفسد عليك المآل ... قلقٌ وترقب، وسوءُ عشرة، وسوءُ ظن، وسوءُ علاقات، وتراكم هموم وأحزان، مما يؤدي إلى ضعف الأسرة ووهنها، ثم إلى ضعف المجتمع وفساده.

فإن كانت هناك مشكلة، فليحرص كلا الزوجين على حلها دون تدخل الأهل قدر الإستطاعة، وعليهم باتباع الهدي الرباني بقوله - تعالى -: ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيراً [سورة النساء: 34].

فإن لم تثمر الموعظة، ولا التهذيب النفسي أو الجسدي، فحكَمٌ من أهله وحكمٌ من أهلها، وليكن الهدف من وساطة الحكمين التوصل في الحوار إلى حلٍ وسط يؤدي إلى الوفـــاق، لا إلى تأجيج المشاكل، ثمَّ ... الفـــــــــــــــراق !!.

5. احفظي عليه سِرَّه، وإسألي عن اهتماماته، بادري إلى الأمور التي يحبها وتفرحه، وابتعدي عما يحزنه ويكرهه، فعن معاذ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (لو تعلم المرأة حق الزوج، لم تقعد ما حضر غداؤه وعشاؤه، حتى يفرغ منه) [السلسلة الصحيحة 2166].

وأوصت أسماء بنت خارجة الفزاري إبنتها عند زواجها قائلة : [يا بنيتي إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك، ولكنها تذكرة للعاقل، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها، كنت أغنى الناس عن الزوج، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال، .يا بنيتي إنك خرجت من العش الذي فيه عشت، إلى فراش لا تعرفينه، وقرين لا تألفينه، فكوني له ارضاً يكن لك سماء، وكوني له مهاداً يكن لك عمادا، وكوني له أمةً يكن لك عبدا؛ لا تلحفي عليه فيقلاك *. ولا تتباعدي عنه فينساك، إن دنا منك فاقتربي، وإن نأى عنك فابعدي عنه، احملي عني عشر خصال تكن لك ذخـــــراً وذكـــــرا:
1. الصحبة بالقناعة .
2. والمعاشرة بحسن الطاعة .
3. والحفظ لموضع أنفه وسمعه وعينه، فلا يشمن منك إلا طيبا، ولا يسمعن إلا حسنا، ولا ينظر إلا جميلا.
4. والتفهم لوقت طعامه.
5. والهدوء عند منامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مبغضة.
6. والرعاية على عياله وحشمه، فإن الإحتفاظ بالمال من حسن التقدير، والرعاية على العيال والحشم من حسن التدبير.
7. ولا تفشي له سرا. ولا تعصي له أمرا؛ فإن أفشيتِ سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره؛ أوْغرتِ صدره*.
8. ثم اتقي مع ذلك الفرح أمامه إن كان ترِحا، والحزن عنده إن كان فرِحا، فإن الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من سوء التدبير.
9. وكوني اشد ما تكونين إليه موافقة ، يكن لك أطول ما يكون مرافقة .
10. واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري* رضاه على رضاك فيما أحببت وكرهت، والله يختار لك الخير وهو الموفق وعليه الأتكال ]. انتهى.

* يقلاكِ: ـ يكرهك.
* أوغرت صدره: ـ أغضبته.
* تؤثري: ـ تفضَلي.

على أن يكون ذلك فيما يرضي الله - تبارك وتعالى - فإنه (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) كما قال النبي ﷺ؛ أمر رسول الله ﷺ بطاعة الزوج بالمعروف وحذر من عصيانه، وقد استهانت الكثيرات في زماننا هذا؛ أسأل الله جلَّ في علاه لي ولهنَّ الهداية ... فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله ﷺ: (اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد آبق من مواليه، حتى يرجع، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع) [صحيح الجامع: 136].

أختـــــــاه !! إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، والنفس تدعو إلى الطغيان. وصحبة السوء، وتزيين الشيطان، بالمرصاد.

فيا أختـــــــاه !! ... يا من تريدين الله تعالى والدار الآخرة، راجعي نفسك، انظري أين أنت من زوجك، فإن طاعته بالمعروف، سببٌ من أسباب دخولك الجنة، ومعصيته سببٌ من أسباب دخول النار، وغضب العزيز الجبار، ولعنة الملائكة، ودعاء الحور العين، وعدم قبول الصلاة التي هي عمود الدين.
واعلمي أن معصيتك لزوجك قد تكون سببًا في انتهاكه للمحرمات، وفعل الفواحش والمنكرات، والتي انتشرت ــ والعياذ بالله ــ حتى بين الأرحام، فتبوئي بإثمك وإثمه.


أسال الله - تعالى - لي ولك أختــــــاه العافية والثبات. وما أجمل أن تبادري وتكوني خير متاع !!.
«فالدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة».
أسأل الله - تعالى أن يجعلك خير متاعٍ لخير زوج ويثقل لك الموازين، ويجمعك به في أعلى عليين، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.


من محاضرات الملتقى الأسري بمركز الإمام الألباني - رحمه الله تعالى -
بقلم وتقديم : أم عبدالله نجلاء الصالح
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-17-2012, 07:00 PM
أم مريم أم مريم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 4
Lightbulb طلب نصيحة

السلام عليكم
لقد تزوجت منذ أشهر الا أني لا اشعر بالسعادة في بعض الاحيان لكونه عامي وليست له همة في طلب العلم ولا الحرص على اغتنام اوقاته فكلما وجد سعة من الوقت اخلد الى الراحة واكتفى بحضور بعض مجالس العلم فهو في البيت لا يرجع ولا يجعل وقتا للقراءة و مما ييزيدني ندما على هذا الزواج اني لم اكن مرتاحة منذ البداية لكن وراء الحاحات اهلي وافقت رغم اني كنت دائما احلم بزواج من طالب علم مجد ومحافظ على وقته حتى يرفع همتي في طلب العلم ويؤدبني بالعلم
اعلمكم ان زوجي يعاملني بلطف و يحب العلم ويؤخذني لحلقات العلم لكن هو يتكاسل عن طلب العلم ويرى انه قد فاته وقت التحصيل ارجو منكم تقديم نصيحة لي ففي بعض الاحيان لا افكر الا في طلب الطلاق لان همتي انا كذالك اصبحت ضعيفة وما يمنعني الاالشفقة عليه فهو متعلق بي كثيرا فهو يذكرني دائما اني من اعظم النعم عليه وانه ماذاق طعم السعادة الا بعد زواجه كما انه عاش ظروف قاسية منذ نعومة اظافره وفي الاخير اعتذر على ركاكت الاسلوب
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-18-2012, 02:49 AM
ام البراء ام البراء غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 952
افتراضي

أستاذتي المفضالة أم عبد الله نجلاء الصالح..
جزاك الله خيرا على تلك الدرر والوصايا القيمة وجعل هذا في موازين حسناتك..ما شاء الله..كلام طيب نافع..

أخيتي أم مريم..حياك الله في منتدانا الطيب مفيدة ومستفيدة..
ابتداء..
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما على خير..
أخيتي الطيبة..
ما شاء الله..-حسبما ذكرتِ-رزقكِ الله زوجاً:
-يحب العلم ويحضر (بعض) مجالس أهل العلم..
-لطيف معك..محب لك.. يُقدرك ويعترف بإحسانك إليه..

فهذا خير يا أم مريم..وهذه لعمري خصال جد عظيمة-زادكما الله من فضله-
فكم من متزوجة من طالب علم مجد لكنه سيء العشرة ..جاف ..قاس..غليظ الطبع..سليط اللسان ..أكان هذا يسرك؟!
احمدي الله على ما يسر لك من الخير وكوني عونا له مشجعة إياه على مدارسة كتب أهل العلم..لا سيما أنه محب للعلم!!ومحب لك أيضا!! وقبل كل شيء استعيني بالله..واسأليه سبحانه أن يحبب لكما العلم والعمل ويهديكما إلى مراضيه..
أما عند التفكير بالطلاق..تذكري يا محبة العلم الشرعي قوله-صلى الله عليه وسلم-:
( أيما امرأة سألت زوجها طلاقا في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة )صحيح أبي داوود(2226)-الدرر السنية.

أخيتي أم أمريم.. يعلم الله أنها كلمات أخت مشفقة لأختها..
أسأل الله العظيم أن يفرج همك ويصلح أحوالك ويجعلك من أهل السعادة في الدارين..أخيتي..

معذرة أمنا الفاضلة أم عبدالله! فقد قدمت بين يديك.. وبانتظار نصحك وتوجيهك بارك الله فيك.
__________________
زوجة أبي الحارث باسم خلف
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-18-2012, 06:16 PM
أم النسور السلفية أم النسور السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: لبنانية في أمريكا
المشاركات: 467
Thumbs up أحسنت يا ام البراء

أحسنت يا اختي ام البراء بنصح الأخت ام مريم
فهي فقط تتخيل انها ستكون سعيدة مع طالب علم لانها لا تدري ما عيوبه فتعيش بوهم يحزنها الشيطان عليها ان تحمد الله الف مرة كل يوم على النعمة التي فيها الله يبارك العيش مع طلبة العلم امر شاق ليس كما هي تفكر وطالب العلم يهتم بنفسه ولا يأخذها هي للدروس يكون منشغلا بنفسه ودروسه وطالب العلم يسمع الدروس ليل نهار ولا يبقي لزوجته وأولاده الوقت فتكره عيشتها بالفعل لانها تصبح بتناقض مع نفسها لانها تحب العلم والدين يعني حتى يشتد البلاء ان يكرهها بالدين احيانا. لا تتوهمي اخت ام مريم الحياة التي انت فيها خير لك من طالب علم احمدي الله ليل نهار. ولا أظن ان طالبة علم تتزوج طالب علم لان يحصل تضارب بالمصالح على طالب العلم ان يتزوج امرأة تخاف الله وتحتسب الأجر لمساندتها لزوجها في طلبه العلم بان تكون زوجة صالحة قانتة تدير شؤون منزله وتؤمن له الراحة وأما طالبة العلم ارضاءها زوجها خير لها وحسن التبعل للزوج يعدل كل ذلك . فعليها ان تهتم بزوجها ولا تركض وراء العلم خارج المنزل طوال الوقت على حساب زوجها وعائلتها. بعض العوام يكون فيه خير كثير وما أدراك ؟! عسى ان تكرهو شيئا وهو خير لكم . هل استخرت قبل الزواج يا ام مريم ؟
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-18-2012, 06:24 PM
أم النسور السلفية أم النسور السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: لبنانية في أمريكا
المشاركات: 467
Thumbs up عذرا من ام عبد الله

سامحيني يا ام عبد الله فقد دفعتني عواطفي للكتابة لام مريم وأرجو ان لا اكون قد كتبت شيئا يخالف العلم . ولعلني انتفع بنصائح ام عبد الله أيضاً التي توجهها لي لأني اريد ان اعرف مشروعية ما كتبته . وسامحني يا ام مريم لأني امرأة عاطفية . وسامحوني جميعا لأني أحبكم في الله وأتعلم منكم كل يوم وإجابة ام البراء أعجبتني كثيرا الله يبارك فهي ليست إجابة عاطفية بل إجابة تم اختيار كلامها وألفاظها بعناية فما اجمل كلامك يا ام البراء بارك الله فيك. بانتظار ام عبد الله ونصائحها الجميلة بارك الله فيها
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-18-2012, 07:39 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي

شكــــــر الله لك ابنتي الحبيبة " أم مريم " المرور، وهنيئاً لك الزواج.

"بارك الله لكمـــا وبارك عليكمـا وجمع بينكمــا على خير".

وأهلاً ومرحبـــــــاً بك ابنـــــــة حبيبــــــة وأختـــــــاً غاليـــــــةً مفيدةً ومستفيدة في منتدانا الغالي

منتدى كل السلفيين

وشكر الله لأحبتي وبناتي " أم البراء " و " أم النسور السلفية " مروركن وردودكنّ الطيبـــــة.

لا بأس عليكنّ أحبتي الغاليـــــات، جعلكنّ الله من السابقات إلى الخيرات بإذنه وزادكُنّ فضلاً وعلما، وبارك الله فيكن، ومتعكنّ بالأزواج والذرية، وجعل ما تثرين به منابر النور هذه، في صحائف أعمالكنّ، يثقل الله لكنّ بها الموازين، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.



يتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-19-2012, 03:23 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم مريم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
لقد تزوجت منذ أشهر الا أني لا اشعر بالسعادة في بعض الاحيان لكونه عامي وليست له همة في طلب العلم ولا الحرص على اغتنام اوقاته فكلما وجد سعة من الوقت اخلد الى الراحة واكتفى بحضور بعض مجالس العلم فهو في البيت لا يرجع ولا يجعل وقتا للقراءة و مما ييزيدني ندما على هذا الزواج اني لم اكن مرتاحة منذ البداية لكن وراء الحاحات اهلي وافقت رغم اني كنت دائما احلم بزواج من طالب علم مجد ومحافظ على وقته حتى يرفع همتي في طلب العلم ويؤدبني بالعلم
ان زوجي يعاملني بلطف و يحب العلم ويؤخذني لحلقات العلم ولكن هو يتكاسل عن طلب العلم ويرى انه قد فاته وقت التحصيل ارجو منكم تقديم نصيحة لي ففي بعض الاحيان لا افكر الا في طلب الطلاق لان همتي انا كذالك اصبحت ضعيفة وما يمنعني الا الشفقة عليه فهو متعلق بي كثيرا فهو يذكرني دائما اني من اعظم النعم عليه وانه ما ذاق طعم السعادة الا بعد زواجه كما انه عاش ظروف قاسية منذ نعومة اظافره وفي الاخير اعتذر على ركاكة الاسلوب.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الحبيبة " أم مريم " حياك الله وبيـّـاك وسدد على طريق الخير والهدى خطاك.

هنيئاً لك هذا الحرص على العلم، والرغبة في الإستزادة منه لك ولزوجك، حفظكما الله - تعالى - وبارك فيكما وعليكما.

وأحمد الله - تعالى - إليك أن يسّر لك بفضله ومنّه وكرمه أيسر الطرق إلى نيل ما تتمنّين له، ألا وهي كسب قلب زوجك ومحبته لك، وهذا يوفــّـــر عليك مجهوداً كبيراً في تحقيق ما تريدين.

واحمدي الله - تعالى - على ما امتنّ عليك به من نعمة - بارك الله لك بها - فإن كثيراً من الناس يفتقدها، فلا تفرّطي بها بطلب الطلاق، وادع الله - تعالى - أن يُعينكِ على شكرها والحفاظ عليها.

فإليك ابنتي الحبيبة أقول ولكل أم، وأخت، وبنت، وزوجـــة : ما أجمل أن نجعل محبتنا لبعض محبـــــة خالصـــــة لله وفي الله !!.
ما أجمل أن نُنَمّي هذه المحبــــة، ونتعاهدها على تقوى من الله، لتكبُر وتزداد مع الأيام بالصبر واحتساب الأجر، لتكون منها سعادة دائمة في الداريْن الدنيا والآخرة !!.

وما أجمل أن نجعل من هذه المحبــــــة، وخاصـــــة بين الأزواج، محبـــــة في الله على نور من الله، لتكــــــن ميداناً رحباً يتنافسا فيه على هذه المحبة أيهما أحب إلى الله - تعالى - أيهما أشدّ حباً لصاحبه.

فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ما تحاب رجلان في الله إلا كان أحبهما إلى الله - عز وجل - أشدهما حبا لصاحبه) (حسن صحيح) رواه الطبراني وأبو يعلى ورواته رواة الصحيح إلا مبارك بن فضالة.
ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم، إلا أنهما قالا : (كان أفضلهما أشدهما حباً لصاحبه) وقال الحاكم (صحيح الإسناد) انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 3 رقم 3014]. (صحيح)
وفي رواية : (ما تحاب اثنان في الله - تعالى - إلا كان أفضلهما أشدهما حباً لصاحبه ) (صحيح) انظر : [صحيح الجامع حديث رقم: 5594].

ومن منطلق هذه المحبــــة في الله، يمكنك أختـــــــاه بعونٍ من الله - تعالى - وتوفيقة أن تستنهضي همة زوجك وتعينيه وتشجعيه على إدراك ما تُحبين له من الخير، وذلك بمراعاة عدة أمور :

1. من الحكمة أن نُرغّب الطرف الآخر فيما نطلبه منه، أي : نحببه فيه، وأن نتهيئ للعمل قبل القيام به، لأن بعض النفوس يعتريها الفتور أحياناً، وبحسن التهيئة تُسْتَنْهَضُ الهمم، وَتُرَوّضُ النفوس، يدفعها حب العمل المراد إنجازه، إلى الإقبال عليه برغبة وإتقان، تبلغ بنا درجة الإحسان.

بالإضافة إلى ذلك اختيار الأوقات للمناسبة للمذاكرة : وأنسبها للحفظ الأسحار، والبحث الأبكار، والكتابة بالنهار، والمطالعة بالليل.
واختيار المكان : وأجوده الأماكن الهادئة البعيدة عن الضجيج، وما يصرف الذهن ويشغله عن الحفظ والإستفادة.

2. تقييد العلم بالكتابة : فإن فيه أمانٌ من الضياع وسهولة البحث عنه عند الحاجة، وتتجلى فائدته عند كثرة المشاغل، وكبر السن، وضعف القوى. فعن ابن عمرو - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (قيدوا العلم بالكتاب) (حديث صحيح) انظر : [صحيح الجامع رقم: 4434].

3. اثني عليه حضوره للمحاضرات والدروس، واحتسبي الأجر في الكلمة الطيبة، والبسمة الحنون، وتخيري بعض الأدلة في كل مرة لاستشعار عظيم الأجر لحلق الذكر، وعلو المنزلة في فضل العلم، وطلب العلم، والعلماء، مع مراعاة نفسيته، ومدى تقبله للإستماع، وتعاهد أوقات راحته وحاجته.

4. شدي من أزره، أسمعيه عبارات المدح والثناء، فإن النفوس تحب الثناء، اشكريه على حسن معاملته لك واصطحابك لحلق العلم، وعبّري له عن عظيم سعادتك وسرورك عندما تكونين معه.
فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (لا ينظر الله - تبارك وتعالى - إلى امرأة لا تشكر لزوجها، وهي لا تستغني عنه) (صحيح) انظر : [السلسلة الصحيحة 1/ 581 رقم 289] و [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1944].

وليكن ذلك من باب الواجب نحوه، لا من باب الشفقة عليه، واحذري أن تُشعريه بالندم على الإقتران به إن كان زوجاً، أو على الصحبة والمحبة في الله إن كان غيره، لما يُحدث ذلك في النفس من أحقادٍ وردود فعلٍ عكسية تُخشى عواقبُها.

وما أجمل أن نتذكّـــر قول الله - تعالى - : {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرا} [سورة النساء 94].

5. بعد العودة من الدروس أو المحاضرات، وأخذ قسط من الراحـــــة، يحسن مراجعتها سوياً وتلخيصها، أو تلخيص النقاط المهمة بها.

6. يحسن الإتفاق على مدارسة كتاب معين، أو حفظ آيات من كتاب الله العزيز، أو أحاديث نبوية شريفة، أو منظومات شعرية ذات فوائد جليلة من علماء ثقاة وتسميعها ما بين فترة وأخرى، أو مناقشة مسائل علمية معينة، على أن يُراعى فيها التنوّع وعدم الإملال.

7. علينا أن نضع في الحسبان أنه لا بد من وجود فوارق في القدرات على الحفظ، واختلافٍ في السلوك والعادات بين الأزواج وغيرهم، فينبغي الموازنة، والتريّث وعدم الإستعجال على قطف الثمار.

فكم من العوام لهم هِمَمٌ تجاوز الثريا، ولنا في رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - النبيّ الأميّ أسوة حسنة، فقد جاء بالدين الحنيف، والناس في جاهلية جهلاء، ودخل كثير من الصحب الكرام - رضوان الله عليهم أجمعين - بالإسلام على اختلاف أعمارهم وبلادهم وطباعهم.
لكنها لمّا غُذيَت هذه الطباع - بفضل الله تعالى - من مورد واحد صافٍ التقت عليه، وهُذّبت بعقيدة ناصعة نقية، زكت نفوسهم بالعلم والإيمان، وألف بين قلوبهم، حتى صاروا على قلب رجل واحد، وفتحوا البلاد وقلوب العباد.

ومع ذلك قال الله - تعالى لرسوله - صلى الله عليه وسلم - : {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [سورة القصص 56].

8. تأكدي أختـــــاه أن ما تَفضّلتِ به، يشكو منه الكثيرون، زوجاتٍ وأزواج.
ومنهم على العكس من ذلك يشكون من كثرة الإقبال على العلم، دون أن يأبهوا بمشاعر زوجاتٍ ولا أزواج.
ومنهم من تخرّج من أرقى الجامعات وبامتياز، لكنهم للأسف لم ينجحوا في حياتهم الأسرية، أو الدعوية، أو كلاهما.
- عذراً للدعـــــاة -.

9. الحذر من المعاصي، مع بذل الجهد بترجمة ما نتعلمه إلى واقع عمليّ ملموس، يبدو أثره جلياً علينا في العقائد والعبادات والسلوك والألفاظ، واللباس، مع حمد الله - تعالى - على نعمة الهداية. فعن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (ما تواد اثنان في الله - عز وجل - أو في الإسلام فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما) (صحيح) انظر : [السلسلة الصحيحة 2/ 230 رقم 637].

10. وأخيراً علينا أن لا نيأس ولا نقنط من رحمة الله - تعالى - فقد أمرنا الله - تعالى - بالدعاء وتكفل بالإجابة، دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابن عمه عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - : (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل) فصار إماماً للمفسرين.


أسأل الله - تعالى - أن يفقهنا وإياكم في الدين، وأن ينفعنا بما علمنا، ويعلمنا ما ينفعنا، وأن يرزقنا علماً ينفعنا به.

وكتبته : أم عبدالله نجلاء الصالح
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-19-2012, 09:26 PM
أم مريم أم مريم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 4
افتراضي

السلام عليكم
أن أشكر الجميع على ردودهن التي تشعر بمحبتهن الخير لي وعلى النصائح القيمة التي أسأل الله جلا وعلا أن يجعلها في ميزان حسناتهن أن يرزقهن الله العلم النافع والعمل الصالح
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-19-2012, 11:49 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم مريم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
أن أشكر الجميع على ردودهن التي تشعر بمحبتهن الخير لي وعلى النصائح القيمة التي أسأل الله جلا وعلا أن يجعلها في ميزان حسناتهن أن يرزقهن الله العلم النافع والعمل الصالح
اللهم آمين .... آمين، ولك بمثل.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الحبيبة " أم مريم " وشكر الله لك ردك ومرورك.

أسأل الله - تعالى - أن يجعلك وجميع الأخوات الأحبة من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يجمعني بكنّ في أعلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-24-2012, 09:43 AM
مريم أم أحمد مريم أم أحمد غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: تونس
المشاركات: 80
افتراضي

السلام عليكم

سبحان الله ذرفت الدموع من عيناي بمجرّد قراءة تعليقاتكنّ ,,يشهد الله سبحانه و تعالى أنّي أحببتكنّ في الله من أوّل يوم دخلت فيه المنتدى

بارك الله فيك أمّي أم عبد الله نجلاء على مواضيعك القيّمة و نصائحك المفيدة جزاك الله عنّا خيرا
__________________
تبتُ إلى الله من هذا الموقع الخبيث أحذفوني منه , عفا الله عنكم وتاب عليكم , الحمد لله أن عدتُ للحق وأسأأل الله أن يهديكم وأن يردّكم إليه ردّا جميلا .
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:04 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.