أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
50196 64045

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-30-2011, 08:55 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي يعطى ما يستحق

بسم الله الرحمن الرحيم



أورد الفيروزآبادي في «قاموسه» قول المبرَّد:
« لَيْسَ لِقِدَمِ الْعَهْدِ يُفَضَّلُ الْفَائِلُ، وَلَا لِحِدْثَانِهِ يُهْتَضَمُ الْمُصِيبُ، وَلَكِنْ يُعْطَى كُلٌّ مَا يَسْتَحِقُّ ».
قال الزَّبيدي -شارحًا-[«تاج العروس»، (46-47)]-:
« لَيْسَ لِقِدَمِ الْعَهْدِ » أي: تقدُّمِه.
و« الْعَهْدِ »: الزَّمان.
« يُفَضَّلُ »: أي يزيد ويكمل.
« الْفَائِلُ»: بالفاء، وضبطه القرافي وغيره بالقاف كالأول، وهو غلط. (فالَ) رأيه -كباع-؛ فهو فائله؛ أي: فاسِدُه وضعيفه.
« وَلَا لِحِدْثَانِهِ »: هو كحرمان؛ أي: القرب، والضمير إلى العهد.
« يُهْتَضَمُ »: مبنيًّا للمجهول؛ أي: يُظلم ويُنتقص، مِن (هضَمَه حقَّه) إذا نقصه.
« الْمُصِيبُ »: ضد المُخطئ.
ولكنَّ الإنصافَ والحقَّ: أن يُعطَى كلٌّ مِن فائل الرَّأي ومُصيبه « ما يستحقُّ »؛ أي ما يَستوجبه مِن القبول والرَّد.
ومثل هذا الكلام في خطبة التَّسهيل ما نصُّه:
« وإذا كانت العُلوم مِنَحًا إلهيَّة ومواهب اختصاصية؛ فغير مستبعَد أن يدخرَ لبعض المتأخِّرين ما عسر على كثيرٍ مِن المتقدِّمين ».
والمعنى: أن تقدُّم الزَّمان وتأخُّره ليست له فضيلةٌ في نفسِه؛ لأن الأزمان -كلَّها- متساوية؛ وإنما المعتبر: الرِّجال الموجودون في تلك الأزمان.
فالمُصيب في رأيه ونقله ونقدِه لا يَضرُّه تأخُّر زمانِه الذي أظهرَهُ الله فيه.
والمُخطئ الفاسِد الرَّأي، الفاسد الفَهم لا ينفعه تقدُّم زمانِه.
وإنَّما المُعاصرة -كما قيل- حجاب، والتَّقليد المَحض وبالٌ على صاحبِه وعذاب.
أنشدنا شيخُنا الأديب عبدُ الله بن سلامة المؤذن:
قلْ لِمَن لا يَرى المُعاصِرَ شَيئًا ... ويَرى للأوائلِ التَّقديمَا
إنَّ ذاك القديمَ كان حديثًا ... وسيُسمَّى هذا الحديثُ قديمًا
وأنشدني -أيضًا- لابن رَشِيق:
أُولِعَ النَّاسُ بامتداحِ القديمِ ... وبِذَمِّ الجديدِ غير الذَّميمِ
ليسَ إلا لأنَّهم حَسَدُوا الحيَّ ... ورقوا على العِظام الرَّميم
وأنشدني -أيضًا-:
ترَى الفَتى يُنكِرُ فضلَ الفَتى ... خُبثًا ولُؤمًا فإذا ما ذهبْ
لجَّ به الحرصُ على نُكتةٍ ... يكتُبُها عنه بِماءِ الذَّهبْ
والمُراد مِن ذلك -كلِّه-: النَّظرُ بعَين الإنصاف -مِن المُعاصرين وغيرهم-؛ فإنَّ الإخلاص والإنصافَ هو المقصود مِن العِلم..)).
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-30-2011, 12:36 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي

وكما قال ابن قتيبة الدينوري - رحمه الله - في كتابه :
"إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث ":
(( ولا نعلم أن الله تعالى أعطى أحداً موثقا من الغلط وأمانا من الخطأ ، فنستنكف له منه، بل وصل عباده بالعجز ، وقرنهم بالحاجة ، ووصفهم بالضعف ، ولا نعلمه تبارك وتعالى خص بالعلم قوما دون قوم ، ولا وقفه على زمن دون زمن بل جعله مشتركا مقسوما بين عباده ، يفتح للآخر منه ما أغلقه عن الأول ، وينبه المُقِلُّ منه على ما أغفل عنه المكثر ، ويحييه بمتأخر يتعقب قول متقدم ، وتالٍ يعترض على ماضٍ ، وأوجب على كل من علم شيئا من الحق أن يظهره وينشره ، وجعل ذلك زكاة العلم ، كما جعل الصدقة زكاة المال )) ا هـ .))
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-30-2011, 03:20 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي

جاء في مقال :التجديد والتجدد والمجددون من المجلد الثاني والثلاثين من مجلة المنار:
"وكلمة ( الفضل للمتقدم ) صارت مثلاً في أفواه العلماء والأدباء ، ولا أدري
أول من قالها هل هو عدي بن الرقاع الشاعر الأموي الذي ضمَّنها في شعره أم
غيره ؟
وهذا شيخ صناعة الأدب الحريري قد استشهد في تفضيل بديع الزمان على
نفسه في مقدمة مقاماته بقول عدي ، ثم رأيناه عقد المقامة السادسة منها لتفضيل
الطريف على التليد ، ونصر العصاميين على العظاميين
وإني أحفظ من عهد طلب العلم عبارته في هذا ، ولا يخلو إيرادها من إحماض وفكاهة :
"روى الحارث بن همام قال : حضرت ديوان النظر بالمراغة ، وقد جرى
به ذكر البلاغة ، فأجمع من حضر من فرسان اليراعة ، وأرباب البراعة ، على أنه
لم يبق من ينقح الإنشاء ، ويتصرف فيه كيف شاء ، ولا خلف بعد السلف من
يبتدع طريقة غراء ، أو يفترع رسالة عذراء ، وأن المفلق من كتاب هذا الأوان ،
المتمكن من أزِمَّة البيان ، كالعيال على الأوائل ، ولو ملك فصاحة سحبان ووائل ،
وكان بالمجلس كهل جالس في الحاشية ، عند مواقف الحاشية ، فكان كلما شط القوم
في شوطهم ، ونثروا العجوة والنجوة من نوطهم ، ينبئ تخازر طرفه ، وتشامخ أنفه ،
أنه مخرنبق لينباع ، ومجرمز سيمد الباع ، ونابض يبري النبال ، ورابض يبغي
النضال ، فلما نثلت الكنائن ، وفاءت السكائن ، وركدت الزعازع ، وكف المنازع ،
وسكنت الزماجر ، وسكت المزجور والزاجر ، أقبل على الجماعة وقال : لقد جئتم
شيئًا إدًّا ، وجرتم عن القصد جدًّا ، وعظمتم العظام الرفات ، وافتتم في الميل إلى
من فات ، وغمصتم جيلكم الذين فيهم لكم اللدات ، ومعهم انعقدت المودات ، أنسيتم
يا جهابذة النقد ، وموابذة الحل والعقد ، ما أبرزته طوارف القراسح ، وبرز فيه
الجذع على القارح ، من العبارات المهذبة ، والاستعارات المستعذبة ، والرسائل
الموشحة ، والأساجيع المستملحة ، وهل للقدماء إذا أنعم النظر من حضر غير
المعاني المطروقة الموارد ، المعقولة الشوارد ، المأثورة عنهم لتقادم الموالد ، لا
لتقدم الصادر على الوارد ... إلخ ) .
وللشعراء محاورات مشهورة في تفضيل الحبيب الأول أو الحبيب الآخر ،
ومن المشهور في الأول قول بعضهم :
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ... فصادف قلبًا خاليًا فتمكنا
وقول آخر :
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ... وحنينه أبدًا لأول منزل
نقل فؤادك حيث شئت مع الهوى ... ما الحب إلا للحبيب الأول
وقول بعضهم في الثاني :
محا حبها حب الأُلى كن قبلها ... وحلت مكانًا لم يكن حُل من قبل
وقول آخر في الرد على مفضِّل الحبيب الأول ؛ ولكن جاء بحجة دينية لا
غرامية ، وفلسفة دروينية لا عذرية :
أكلف بآخر من علقت بحبه ... لا خير في حب الحبيب الأول
أنشُكُّ في أن النبي محمدًا ... ساد البرية وهو آخر مرسل ؟
والعدل في الحكم أن تقدم الزمان وتأخره لا شأن لهما في المفاضلة بين الأفراد ،
ففي كل زمان أفذاذ ، فالقديم كان جديدًا ، والجديد يعود قديمًا ، كما حققنا ، ولله در
القائل في ذلك :
قل لمن يرى للأواخر شيئًا ... ويرى للأوائل التقديما
إن ذاك القديم كان حديثًا
... وسيبقى هذا الحديث قديمًا

وإنما التفاضل بين الأشياء والأشخاص يتعلق بذواتها وصفاتها ، ودرجة انتفاع
الناس وارتفاقهم بها ، فإن كان للمتقدم فضل الابتكار والاختراع ، فقد يكون للمتأخر
عنه فضل التحسين والإكمال الذي يتم به الانتفاع ..))
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-26-2011, 10:50 AM
أم عبدالله الأثرية أم عبدالله الأثرية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: العراق
المشاركات: 729
افتراضي

جزاكما الله كل خير أخواتي الفضليات أم زيد وأم سلمة
فما أحوجنا لهذا البيان في هذه الأيام التي كثُر فيها غمط الحق ورده بحجة حداثة من قال به!
ويتمسكون بأقوال المتقدمين دون مراعاة لأحوال المتأخرين
نسأل الله أن يهدينا للحق أينما كان
__________________
وعظ الشافعي تلميذه المزني فقال له: اتق الله ومثل الآخرة في قلبك واجعل الموت نصب عينك ولا تنس موقفك بين يدي الله، وكن من الله على وجل، واجتنب محارمه وأد فرائضه وكن مع الحق حيث كان، ولا تستصغرن نعم الله عليك وإن قلت وقابلها بالشكر وليكن صمتك تفكراً، وكلامك ذكراً، ونظرك عبره، واستعذ بالله من النار بالتقوى .(مناقب الشافعي 2/294)
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:02 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.