أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
77179 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل أعجبك الموضوع
أعجبني جدا 0 0%
أعجبني 0 0%
لا بأس فيه 0 0%
لم يعجبن 0 0%
المصوتون: 0. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-22-2024, 12:21 AM
الدكتور أنس العمايرة الدكتور أنس العمايرة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: المملكة الأردنية الهاشمية - العاصمة عَمان .
المشاركات: 21
Post المواثيق الثلاثة التي أخذت من ذرية آدم / بقلم الدكتور أنس العمايرة

أَخْذُ العهدِ و الْمِيثاقِ من جميع ذرية آدم بعد استخراجهم من ظهره عندما خلقه الله تعالى
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

عندما خلق الله آدم عليه السلام مسح على ظهره بيمينه – وكلتا يدي الرحمن يمين – فخرجت كلُ ذرية آدم فنثرها بين يديه، ثم كلمهم الله قائلاً (ألست بربكم) ؟ قالوا : "بلا نشهد أنك أنت ربنا" . فبهذا استنطقهم اللهُ جل جلاله وأشهدهم وأقام عليهم حجته، ونبههم أن لا تأتوا يوم القيامة تبررون شرككم و كفركم بأحد أمرين هما :

المبرر الأول المرفوض : أن تأتوا يوم القيامة مشركين بي وتقولون : إنا كنا غافلين وناسين هذا الميثاق .

المبرر الثاني المرفوض : أو تأتون يوم القيامة مشركين بي وتقولون: إن آباءنا نقضوا العهد من قبل وأشركوا، ونحن ذرية من بعدهم وجدناهم مشركين فاتبعناهم .

ثم بعد ذلك ردهم في صلب آدم .
وهذا الميثاق يسمى:(الميثاق الأول) لذرية آدم، وهو:الاستنطاق والاستشهاد. وهذا مذكور في القرآن والسنة، وإليك البيان:

دليل الميثاق الأول من القرآن :

قال الله جل جلاله : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ، وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ : أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ؟ قَالُواْ : بَلَى شَهِدْنَا. أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) الأعراف:172.

أما دليل الميثاق الأول من السنة :
فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : «أَخَذَ اللَّهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ -يَعْنِي عَرَفَةَ- فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلا قَالَ : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قَالُوا : بَلَى شَهِدْنَا. أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ : إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ، أَوْ تَقُولُوا : إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ؟) (صحيح) : السلسلة الصحيحة برقم : (1623) وهو في مسند أحمد برقم : (2455) .
وعَنْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ : (لَو أَنَّ لَكَ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ(؟ فَيَقُولُ : "نَعَمْ". فَيَقُولُ : (أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ، أَنْ لا تُشْرِكَ بِي شَيْئًا فَأَبَيْتَ إِلا أَنْ تُشْرِكَ بِي(» البخاري برقم : (6557).

المواثيق الثلاث لذرية آدم عليه السلام :

هناك ثلاثة مواثيق لذرية آدم عليه السلام هي :

الميثاق الأول : الإقرار والاستنطاق

وهو الإقرار بربوبية الله وألوهيته لما أخرجهم من ظهر آدم كالذر . أشهدهم على أنفسهم وأستنطقهم "ألست بربكم" ؟ وقد ذكرنا ذلك آنفاً .

الميثاق الثاني : فطرهم على التوحيد

و هو أنه تبارك و تعالى فطرهم شاهدين بما أخذه عليهم في الميثاق الأول، كما قال تعالى : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ) الروم : 30 .
وهو الثابت في حديث أبي هريرة رضي الله عنه : «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ، هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ؟» البخاري برقم : (1385) . ، وكذا في حديث عِيَاضِ ابْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ أن الله قال : «إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِى حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا» مسلم برقم : (7386) .

الميثاق الثالث : هو ما جاءت به الرسل.

الميثاق الثالث لذرية آدم هو ما جاءت به الرسل، وأنزلت به الكتب، تجديدا للميثاق الأول، و تذكيرا به (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ( لنساء : 561. فمن أدرك هذا الميثاق - و هو باق على فطرته التي هي شاهدة بما ثبت في الميثاق الأول- فإنه يقبل ذلك من أول مرة و لا يتوقف لأنه جاء موافقا لما في فطرته وما جبله الله عليه، فيزداد بذلك يقينُه و يقوى إيمانُه فلا يتلعثم ولا يتردد، ومن أدركه و قد تغيرت فطرته عما جبله الله عليه من الإقرار بما ثبت في الميثاق الأول - بأن كان قد اجتالته الشياطين عن دينه وهوده أبواه أو نصراه أو مجساه- فهذا إن تداركه الله تعالى برحمته فرجع إلى فطرته و صدَّق بما جاءت به الرسل و نزلت به الكتب نفعه الميثاق الأول و الثاني، و إن كذب بهذا الميثاق كان مكذبا بالأول فلم ينفعه إقراره به يوم أخذه الله عليه حيث قال : (بَلَى) جوابا لقوله تعالى (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ( ؟ و قامت عليه حجة الله، و غلبت عليه الشقوة وحق عليه العذاب. و من لم يدرك هذا الميثاق بأن مات صغيرا قبل التكليف مات على الميثاق الأول على الفطرة، فإن كان من أولاد المسلمين فهم مع آبائهم، و إن كان من أولاد المشركين فالله أعلم بما كان عاملا لو أدركه، كما في الصحيحين عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَوْلادِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ : «اللَّهُ إِذْ خَلَقَهُمْ؛ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ» البخاري برقم : (1383) ، وعن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ : «اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ» متفق عليه : البخاري برقم : (1384) ، ومسلم برقم : (6929) .

هذا والله تعالى أعلم ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الأردن – عمان – 12 شوال 1445 الموافق 21 نيسان 2024م
مقتبس من كتاب تسهيل الوصل إلى معارج القبول للدكتور أنس محمد العمايرة – دار النفائس.
__________________
الدكتور أنس محمد العمايرة
أستاذ التفسير والمتشابهات القرآنية
الأردن - عَمان
البريد الاكتروني:
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
العهد ، الميثاق ، أنس

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:27 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.