أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
76733 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الفقه وأصوله - للنساء فقط

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-24-2017, 11:12 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي مقدمــــــة يسيرة في الفقـــــــه

مقدمــــــة يسيرة في الفقـــــــه

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [سورة آل عمران: 102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [سورة النساء: 1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۞يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [سورة الأحزاب: 70 ـ 71]. أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
إن من أجلِّ نعم الله عز وجل على عباده ما امتنَّ بها عليهم من نعمة الإسلام، وما شرع لهم من شرائع الدين التي تَعبَّدَهم بها، وهيَّأ لهم أسباب طلبها وتعلمها وتعليمها والعمل بها.
قال الله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [سورة النحل: 97].
وإن العمل لن يكون صالحًا إلا بتوحيدٍ خالصٍ لا شرك فيه، واتباع للمعصوم لا بدعة فيه.
و (من يُرِدِ الله به خيرًا يفقهه في الدين) (متفق عليه) مرفوعًا عن معاوية - رضي الله عنه -.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ دعا له بقوله: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل). [تخريج الطحاوية / 243] و [السلسلة الصحيحة 2589].
ولم يأمر الله جلّ في علاه نبيه محمد ﷺ أن يستزد من شيءٍ إلّا من العلم فقال - سبحانه: ﴿فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا [سورة طه: 114].
وما رفع الله تعالى قدر العلماء إلّا لفضل هذا العلم، فهو ميراث النبوة، ﴿يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [سورة المجادلة: 11].

تعريف الفقه وأقسامه

الفقه لغة: هو العلم بالشيء والفهم له، ويعني فهمَ إدراكِ غَرَضِ المتكلم من كلامه لقوله تعالى: ﴿وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قوْلِي [سورة طه 27].
أي: يفهموا قوْلِي.
وقوله تعالى: ﴿قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا [سورة النساء: 78]. أي: لاَ يفْهمونَ حَدِيثًا.
وقوله تعالى: ﴿قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ} [سورة هود 91]. أي: ما نفهم.
ومنه قوله تعالى: ﴿وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [سورة الإسراء: 44].

والفقه اصطلاحا، أي شرعا: هو معرفة أحكام الله الدينية التي جاءت بها الشريعة الغرّاء، سواء كانت العَقَديَّة أو العَمَليَّة. وليس خاصًا بأفعال المكلَّفين، وبهذا المعنى جاء تعريف الإمام أبو حنيفة النعمان رحمه الله تعالى للفقه بقوله: [هو معرفة النفس ما لها وما عليها فيشمل هذا التعريف الأحكام التي تتعلق بالعقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات] اهـ. [التوضيح في أصول الفقه 1/ 10 - 11].

قال العلامة الشيخ صالح آل الشيخ – حفظه الله تعالى – في إحدى محاضراته: [... فإذَن ليس الشأن في هذه الأبواب أنْ يتجرأ متجرّئ في تقعيد الفقهيات التي ينبني عليها المواقف والأحوال والآراء المختلفة، أنْ يكون علّاما ببعض الفقه، عالِما ببعض المسائل، عنده مراجعة فإنّ الفقه ملَكَه، لو كان الفقه مراجعة الكتب لسهل الأمر من قديم لكن الفقه ملَكَة تكون بطول ملازمة العلم؛ بطول ملازمة الفقه؛ حتى يكون هذا الناظر وهذا الفقيه مجتهدًا قد فهم أدلة الشرع وأمِنَ هو أنْ يتكلم الشرع بهوى]. ا هـ. [الكتاب: (كتب صالح آل الشيخ 20/ 94)].
وقال أيضًا: [ممكن أن تورِدَ ما شئت من الأقوال، الموجودة في بطون الكتب، لكن الكلام في فقهها، وكيف تصوِّب الصوابَ وتردّ الخطأ، واعلم أن التبديع والتفسيق والتكفير، حكم شرعي يقوم به الراسخون من أهل العلم والفتوى، - جعلنا الله وإياكم على إثرهم وألحقنا بهم-؛ وتنزيلِهِ على الأعيان ليس لآحاد من عَرَفَ السنة، إذ لا بدَّ فيه من تحقُّقِ الشروط وانتفاء الموانع، حتى لا يُصبِحَ الأمر خبط عشواء، والله المستعان] ا هـ. [المرجع السابق].
ثم طرأ تغيير على مفهوم الفقه اصطلاحا: فصار يطلق على العلم بالأحكام الشرعية الثابتة لأفعال المكلفين المأخوذة من أدلتها التفصيلية في كتاب الله بارك وتعالى وما صح من هدي رسول الله ﷺ، ومن أقوال الصحابة الكرام، ومن تبعهم بإحسان من الأئمة المحققين رضوان الله عليهم أجمعين.

والمكلَّفون: جمع مُكَلَّف؛ وهو المسلم البالغ العاقل.
والأدلة التفصيلية: هي الأدلة الجزئية التي يتعلق كل دليل منها بمسألة معيَّنة؛ وينصّ عليها حكم معين؛ كقول الله تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا [سورة النساء: 23].
وفي هذه الآية الكريمة دليل تفصيلي تعلَّقَ بمسألة معينة وهى الزواج بالأمهات والمحارم, وتفيد حُكمًا مُعيَّنًاً وهو التحريم.
وتسمى آية تحريم المحارم من النسب، وما يتبعه من الرضاع والمحارم بالصهر، كما قال ابن أبي حاتم بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «حرمت عليكم سبعٌ نسبا، وسبعٌ صهرا»، وقرأ: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ [تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1/ 623].
وأفاد حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال: (يحرم من الرضاعة؛ ما يحرم من النسب) (متفق عليه) حكم تحريم المحارم من الرضاع بما يحرم من النسب.
والمرادَ مِنَ البحث هنا: الفقه الاصطلاحي وهو: معرفة الأحكام الشرعية العمليَّة التكليفية التي تثبت بأدلتها التفصيلِيَّة لأفعال وأقوال المكلفين.

ويقسمه العلماء إلى قسمين:

الأول: فقه العبادات: وهو فيما يتعلق بين العبد وربه، اصطلح العلماء على تسميته بفقه العبادات، كأحكام الطهارة، والصلاة والصيام، والزكاة، والحج، وغيرها من تكاليف، واتفق العلماء على تقديم فقه العبادات في مقدمة كتبهم الفقهية لأهميتها.
والعبادات توقيفية يجب أن تكون مأذونًا بها من الشارع الحكيم «الله تبارك وتعالى»؛ كما تقول القاعدة الفقهية «الأصل في العبادات المنع إلا لنص». واتفق العلماء على تقديم فقه العبادات في كتبهم الفقهية لأهميتها. لأن الله تعالى لم يخلق الخلق إلا لعبادته -سبحانه وتعالى-، فالعناية بفقه العبادات آكد، وتقديمه أوجب.

الثاني: فقه المعاملات: وهو فيما يتعلق في مصالح الناس، وعلاقاتهم ومعاملاتهم الدينية والدنيوية، والأخلاقية، وتزكية النفوس وتهذيبها وأحكامها، اصطلح العلماء على تسميته بفقه المعاملات؛ ولا تقع عبادةً إلا إذا قُصد بها قربة لله تعالى واتباع هديه، أي: حسب النية التي يُقصد بها العمل]. [شرح المستقنع ص 9]. قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [سورة النحل 90 – 91].


من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله تعالى «مادة الفقه».

بقلم وتقديم: أم عبدالله نجلاء الصالح


يُتبع إن شاء الله تعالى.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:20 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.